علينا الاعتياد على قول: بارك الله عليه.. أو ماشاء الله كما ذكر الأخوة، اكتشفت أن العين توقعك في مواقف محرجة، وهذه حدثت أمامي، وجعلتني أكرر هذه الكلمات دائما.. ربما إلى حد الوسوسة خوفا أن يُقص عني مثل هذه القصة، ذلك أنني كنت في مجلس قبل سنوات فيه مجموعة من الأخوة، فقال أحدهم للمعزب: ياخي ثوبك حلو.. من وين فصلته، ابتسم صاحب الثوب، ولم تمر ثوان قليلة إلا وقد احترق جزء من ثوبه أمام الضيوف وأمام المعجب بالثوب ذلك أنه قد مسته نار سخان القهوة والشاي.. ولكم أن تتخيلوا حال المجلس بعدها !
أذكر أنني ذكرت لأمي أحد أفراد العائلة اسمه [ متعب ]، وكيف أنني أذكر شكله في عام 1414 وقد كان نحيلا ذا وجه غريب من مرض ألم به، وتلك المرة التي رأيته فيها كانت قبيل وفاته بأيام، قالت أمي تقص بداية مرضه: أن متعب أتى به والده صغيرا إلى مخيم للجماعة والأقرباء حضرته عائلتنا فلما أنزله والده ومعه امرأته.. كان الرجال يبصرونه، فرآه رجل (أعرفه) كان قد أراد الزواج بتلك المرأة (أم متعب) فرفضت.. ثم تزوجها (أبو متعب).. وأنجبا ذلك الولد الذي تقول أمي عنه: لما نزل متعب وقد كان طفلا من السيارة أبهر الرجال بجماله الشديد وبراءته العالية وشعره الناعم.. فذكروا الله إلا ذلك الرجل الذي أراد أن يخطب أمه فرفضته.. فقد قال مغتاظا: هِه.. الأبو فلان.. والأم فلانة.. والولد مزيون! يعني يستغرب كيف ظهر هذا الطفل الجميل من تلك الأم وذلك الأب.. أعاذنا الله وإياكم من الحسد، فلم تمض ثوان معدودة حتى سقط على نار الحطب فاحترق رأسه ووجهه وتأثر أنفه كثيرا.. وكان ذلك بداية مرضه ومعاناة أهله.
جعلها الله شفيعة لوالديها.