بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هذا ما حدث بيني وبين صديقي - قصة واقعية -

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-01-2009, 01:52 PM   #1
عراوي
عـضـو
 
صورة عراوي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: الرياض << بلد العجايب
المشاركات: 916
هذا ما حدث بيني وبين صديقي - قصة واقعية -


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا وقبل كل شئ أحب أن أتطرق إلى أن القصة حقيقية
وقد وقعت لي أنا شخصيا ولم أغير فيها عدا الأسماء
- أسماء الأشخاص - فقط





جميلة هي الأيام التي جمعتني براشد ، التحق معنا في ركب حلقات
تحفيظ القرآن الكريم عندما كنا في الصف الأول متوسط ، لا أخفيكم
القول إن قلت أنني اتخذت موقفا مضادا معه ،فقد كنت أجامله فقط
، وذلك أن شكله لم يعجبني وتوقعت أنه شخص كئيب ولا يصلح
لأن يكون صديقا ، هكذا نحن نحكم من أول نضرة نحكم بالجمال
الظاهر ولا نتعمق لنبحث عن الجمال الحقيقي وهو جمال الروح ،
مع الأيام بدأ الصدع بيننا بالالتئام ، فبدأ يسألني عن أحوال المدرسة
والأقارب والأصدقاء ثم تدرج بأن بدأ يذكر لي بعض من مواقفه
الظريفة والطريفة التي حصلت له ، فعرفت حينها جمال روحه
وطرافته وأيضا جدّيته ، فقد كان في كل تكريم يحصد العديد من
الجوائز ، فمرّة في مسابقة عامّة ومرة في مسابقة أفضل خدمة في
تقديم الشاي والقهوة .. وغيرها الكثير .
تطورت العلاقة شيئا فشيئا ولكني لاحظت فيه خصلتان لا تعجبني
ولا تعجب الكثير أمثالي ، ألا وهي :
1- الميانة الزائدة ، حيث من الممكن أن يأخذ مفتاح سيارتك
وأنت لا تعلم ويرجعه بعد يومين .
2- أنّه غير سياسي في علاقاته مع الآخرين ، فإذا لم يعجبه
شخص قطع العلاقة معه تماما بل قد يصرح بذلك أحيانا أمام وجهه .
تمضي الأيام وعلاقتانا في ازدياد عدا بعض المواقف التي
حصلت بيني وبينه سأذكرها لاحقا .
في إحدى العطل الصيفيّة حدثت مشكلة بسيطة بين زميلي راشد
وزميلي الآخر محمد ، وكانت لأمر تافه جدا .
بعد هذه المشكلة انقطعت العلاقة بينهما تماما عدا إذا التقوا في
إحدى المجالس يكتفون بالسلام فقط .
بل إن محمد أحيانا يترك مجلسنا لأننا تكلمنا عن راشد ، أمّا راشد
فعلى النقيض ، فقد كان حريصا على تحسين العلاقة مرة أخرى
، فحاول بكل السبل فلم يستطع ، فالتجئ إليّ لكي أكون وسيطا
بينهما وذلك أن علاقتي بكليهما قوية ، حاولت أن اعيد المياه إلى
مجاريه بعدة طرق ، فقد جمعتهما مع بعضهما أكثر من مرّة
ولكن لا نتيجة ، في إحدى الليالي كنت خارجا مع محمد لنتعشى
سوية فتطرقنا إلى مشكلته مع راشد وبعد ما تحدثنا قليلا أنزل
محمد طرفه إلى الأرض وقال بصوت هدئ وبطيء : أحمد ...
المشكلة أكبر مما تتوقع . وصَمَتَ.. علمت حينها أن ملابسات
المشكلة فيها أمر خافٍ فصرفت الحديث إلى موضوع آخر .

علاقتي مع كليهما استمرت كما هي بل زادت وخصوصا بعد
استلامي السيارة – من الوالد حفظه الله –

لكن قبل فترة وبالتحديد قبل سنة وثلاثة أشهر من الآن حدث
موقفا لم يغب عن بالي أبدا .
اتصل راشد علي قبل أن ننطلق بدقائق وسألني أين أنت ؟ فأجبته
بأني في الطريق إليهم لننطلق في سفرة إلى إحدى مدن جنوب
المملكة - وهي رحلة سنوية يشارك فيها قرابة الثلاثين شخص-
وصلت إليهم وبدأنا بترتيب الأغراض في سيارة النقل وانطلقنا
مسمِّين بالله إلى وجهتنا ، بداية طريقنا سلمت على راشد فكانت
ردّة فعله أن رد السلام ببرود حتى انه اكتفى برد السلام ولم
يصافحني ، استنكرت هذه الفعلة منه ، لم أعر هذه الحادثة بالا
وخاصة أن من أهداف رحلتنا الوناسة وسعة الصدر والتنفيس
عن النفس .
في أيام الرحلة لاحظت أنه يعاملني وكأني لا أعرفه بل كأني
عدو له ، فكنت أراه يضحك مع ذا ويمزح مع ذاك ويذهب مع
آخر وإذا كلمته عبس في وجهي .
دخلت مرّة إحدى الغرف فوجدته وحده يقرأ كتيبا معه ، فجلست
بجواره وسألته عن هذا الطبع الذي طرأ عليه فجأة ، وهل كان
من خطأ اقترفته ، أم سوء فهم منّي أو منه فلم يلتفت إلي بل قام
وخرج من الغرفة .
في إحدى طلعاتنا وبالتحديد كنا ذاهبين إلى منتزه الحبلة كنت من
أواخر من ركب الباص وذلك لأني كنت أجهز مع بعض الإخوة
أغراض (العزبة) لنأخذها معنا . فلما ركبت وبدون مقدمات إذا
براشد يضحك ويقول سر من أسرارٍ كنت قد ائتمنته عليها أمام
الثلاثين شخص تقريبا .
فجلست في مكاني ودمي قد هاج في رأسي وماج ، والضغط فيه
قد زاد وانخفض ، وفي عودتنا من المنتزه حاولت أنت أبعد هذا
الهم الذي ركب على صدري فأخذت اللاقط (الميكرفون) وبدأت
أصدح ببعض الأناشيد التي كنت أحفظها فإذا به بعد أن كان
صامتا منشغل بغرض معه يرفع صوته بنشيدة كان قد حفظها
ويحرض من حوله على مشاركته فأكملت قليلا ثم سكتّ ، لا
أحنث إن حلفت أنه كان يريد أن يقاطعني فقط ، وذلك أن صوته
لم يكن يؤهل كما أنه لم يحفظ إلا بيت أو بيتين من النشيدة التي
قاطعني بها .
بدأت أتجرع كؤوس الهم و القهر كأس بعد كأس لما آل إليه حال
زميلي راشد ، وصدق القائل : ( أحبب حبيبك حب ما عسى أن
يكون عدوك يوما ما ، وأبغض عدوك بغضا ما عسى أن يكون
حبيبك يوما ما )
حمدت الله على أنه لم يبق من هذه الرحلة إلا هذا اليوم , ففي
فجر اليوم التالي وبعد صلاة الفجر أمر أمير الرحلة بحزم
أمتعتنا استعدادا للانطلاق ومن ثم المسير .
بعت حزم الأمتعة انطلقنا إلى الركن الأخير من أركان الرحلة
وهو الإفطار من مطعم القرموشي .
انطلقنا متجهين صوب مدينتنا وأنا أحمل في صدري عشرات
الاستفهامات والتحليلات لحالة راشد الذي انقلبت كما يقولون
180 درجة.
لا أخفيكم إنه قد حصل منه هذا الفعل وبدون سبب مرة أو مرتين
قبل ذلك ولكنها لا تستمر أكثر من يوم .

وصلنا الرياض بسلام , ودخلت المنزل منتصف الليل فاتجهت
مباشرة إلى سريري ولم أعي بنفسي إلا منتصف عصر اليوم
التالي فصليت ما فاتني واتجهت مباشرة إلى الأهل فسلمت
عليهم ثم اتجهت بعد ذلك إلى غرفتي لأعدل من حالي بعد السفر .
كنت مستلقيا على فراشي بعد أن نزعت عني وعثاء السفر، وأول
موضوع دار في ذهني العلاقة التي تهشمت بيني وبين راشد .
وأحاول أن أحلل سبب هذه المشكلة فمرّة أقول : سمع منّي شيء
لم يعجبه ، ومرّة أقول : قد يكون زميلي صاحب مصالح فإن
انتهى من مصلحته تركني وذهب إلى آخر ، ومرة أقول : قد
يكون شخص قد فتّن بيني وبينه وهكذا من التخمينات ، حتى
قطع تخميني صوت أبي محمد يصدح بالأذان غضا طريا مؤثرا
، فتجهزت وخرجت لأداء صلاة المغرب .

علاقتنا ببعضنا تغيرت كثيرا فبعد أن كانت الاتصالات في اليوم
الواحد لا تنقطع بيني وبينه أصبحنا إذا تقابلنا سلمنا على بعض
فقط .
فقد فَتُرَت هذه العلاقة إلى أبعد حد حتّى قاربت على أن تكون مثل
علاقة محمد براشد .

اللهم اهدنا إلى سواء السبيل
اللهم أرنا الحق حق وارزقنا اتّباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم صل وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
22 /1 /1430هـ


الآن وبعد أن قرأت القصة أريد منك أخي مقترحا لحل هذه
المشكلة ولو كان بسيطا ، شاكر لك قراءتها والإطلاع عليها ..
__________________

أسيرُ وقد قلّ الزاد ..
ومؤنسي في وحدتي ربٌ مجيب ..
ربّاهـ إني سائرٌ إليك فلا تردني خائبا ..

عراوي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)