[أبوأسامة المكي]

تنقل ابني بين مدرسة في الإبتدائية في النصف الأول في مدرسة أهلية في مكة ، ولاقى منهم استحساناً وأدباً بحكم وضع الأهليات الخاص !
ثم انتقل في النصف الثاني إلى مدرسة حكومية في القصيم لضروف خاصة ، وكان مدير المدرسة قريباً لابني من جهة أمه ، وأكمل دراسته وتفوق عليهم بفضل الله ومنته ، حتى كان الأول على الصفوف الأولى ، وكرموه لذلك .
ثم انتقلنا إلى مدرسة حكومية أخرى في مكة المكرمة حتى يواصل دراسته هناك وينتقل إلى الصف ثاني ابتدائي .
وفي أول أسبوع وجدتُ ابني متضايقاً جداً من المدرسة ، فأرجعت الأمر إلى صعوبة الأسبوع الأول بعد إجازة طويلة ، ولكن خاب ظني . وعرفت أن ابني قد رأى ما لا يسره
ففي ثاني يوم من الدراسة يضربه مدرس القراءة بمسطرته الكئيبة والتي لا يعقل من التربية غير رفعها في وجهِ أبناءنا ..!
وفي اليوم الثالث رمى الدفتر في وجهه لأنه كان خاصاً بمادة أخرى .
لكنه في اليوم الثالث قال له مدرس المطالعة : يا غبي ، يا دبشة .

أما في الأسبوع الثاني فتخاصم اثنان من الطلبة وكانا زميلين ، وحينما سأل مدرس المعمل أحدهما من ضربك : فقال هذا ..!؟
وأشار إلى ابني . لأن هذا الطالب لا يريد أن يخسر زميله الذي تخاصم وإياه فأركب الخصومة على ابني .
فكان عقابه أن ضربه المدرس ضرباً مبرحاً بمسطرته التي تذكرني بأسرى أبو غريب .!؟
وأنا أعرف ابني لا يضرب أحداً ، وقد ربيته بفضل الله أحسن تربية ، ولم أعوده على الضرب ، بل دائماً اعتبره رجلاً ، وإن لم يبلغ التاسعة من عمره ، وأحمله مسئولية الرجال ، ولذلك ابني تضايق كثيراً ، واستنكر هذه التصرفات من مجموعة مدرسين ، وفي مدرسة واحدة ، وفي مكة المكرمة !! .

فتنقل ابني ما بين الضرب والظلم والإهانة .. وابني متفوق وليس فيه أدنى عيب ، بل بالعكس لم أره إلا مجتهدا ذكياً جاداً ، خفيف الظل . فكيف لو كان ابني ثقيل الظل ، سمين الشكل ، قبيح المنظر ...وخلق الله حسن !!؟
وأخبرني أبني أن جميع المدرسين الذين درسوه خلال أسبوعين فقط !! يتلفظون بألفاظ بذيئة أستحي أقولها لأبناء الشوارع فضلاً عن أبناء التعليم .
خاطبت المدير بهذا الأمر فساءه الأمر ، فقال لي : مشكلة المدرسين حينما يكونون كباراً في السنّ قد تعودوا على هذه الألفاظ .
لكنني حينما رأيت المدرسين وجدت غالبهم من الشباب .
إذاً المسألة مسألة تربية ..!
فهل المدرس يحتاج إلى تربية فعلاً .؟ آلمني هذا السؤال كثيراً .
لذا لا أدري من المقصر الوزارة ؟!
أم مدراء المدارس الذي يسمحون لمثل هذه التصرفات غير اللائقة .
ومهما يكن لدى المدرس من مشاكل نفسية أو اجتماعية أو ضغوظات في العمل ، فإنه لا يليق به هذا الأمر ، فهو مدرس ومربي .

بل كيف ترى وزارة التربية والتعليم ممثلة بوزيرها الكريم ومدرائها الفضلاء .
أن أقول لابني : هذا مدرس فاسد ..!! أو ذاك مدرس غير متربي !!
أو هذا عنده ضغوطات نفسية ؟!
أمر مدهش للغاية ، وبنفس الوقت محرج .
وأتمنى من إدارة التربية والتعليم أن تتخذ موقفاً لأمثال هؤلاء . فخريجوا الجامعات قد ملئوا البر والبحر .! منذ سنوات .
وأهيب بالآباء أن لا يسكتوا عن مثل هذه التصرفات المشينة ، والتي تسيء إلى تعليم المملكة ككل . وإلى وزيرها الكريم بوجه أخص .
فنحن قد أوكلنا أبناءنا إلى مدارسنا لكي يتعلموا الأدب قبل العلم !! لا لكي يذوقوا ألم الإهانة والضرب !! .

فهل المدرس يحتاج إلى تربية ..!! ؟
أو بعبارة أدق : هل بعض المدرسين يحتاجون للتربية ؟!



أبو أسامة المكي .