[الــكَــذب أبــو الأخــلاق الــذَمِـيـمَــة ] .. ! - صفحة 2

**أبو ريّـان** · 16-12-2009, 01:55 PM

منذ زمن الجاهلية الجهلاء , وفي ذلك الزمن الجاهلي الداثر .. !

كانت صفة الكذب تحتل الصدارة في عداد الصفات الذميمة . .

ولايقترفها إلا الفسل من الرجال

لا دين يردعهم , ولا شريعة تناهم إلا أنهم حرصوا أشد الحرص على عدم مقارفة تلك الخصلة المقيتة .
لذا حينما أرسل هرقل إلى أبي سفيان وكان مع تجار في الشام , فدعاهم في مجلسه , وحوله عظماء الروم ودعا بترجمانه
ليسألهم عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ,
فقال هرقل : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟
فقال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم نسبًا فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه فيقول أبو سفيان ( فو الله لولا الحياء من أن يأ ثروا علي كذبا لكذبت عنه )
ورغم جاهلية أبا سفيان إلا أن نفسه أبت أن تكذب , لعلمه بفظاعة وشناعة تلك الفعلة , رغم سهولتها على اللسان ..!
لذا ما أشدها من معيبة , ومثلبة قادحة في مروءة الشخص وأخلاقه, بل قادحة بإيمانه , فقد جاءت النصوص والأحاديث وبكثرة بحرمة هذه الأمر
ولا تخفى على شريف علمِ عاقل ..!
والذي دعاني لكتابة هذا الموضوع هو موقف حصل لي في أروقة الجامعة هذا اليوم ..
حيث حصلت قضية بسيطة بيننا نحن معشر الطلاب فيمم صاحبي إلى أحد الطلاب ليسأله وهو _أي الطالب_ ذو منظر مهيب , ورزانة , ورسامة , وليسأله عن تلك القضية وهل له علاقة بذلك الموضوع

فقال الطالب: أنا ليس لي أي علاقة بتلك القضية بتاتًا وكرر ذلك مراراً وأنا استمع إليه

بعدها بساعة تبين لي يقينًا أن هذا الطالب هو الرأس المدبر لتلك القضية .. !
يعني يكذب عينك عينك ..!

أحزنني هذا الموقف كثيراً , أهكذا بكل سهولة يتجرأ المرء على الكذب , إذا كانت نصوص الشريعة لاتردعه , فأين الحياء وأين مكارم الأخلاق والرجولة .. !
فقررت مناصحته لوجه الله فلعله غافل , أو مستسهل لشأن الكذب , أو على الأقل حتى يستحيي مني , وكي لايفعلها مع غيري ..!
فذهبت إليه وأمسكت بيده لوحدنا وبهدووء .. فلما أنتصفت معه بالحديث وأحس بوقع نصيحتي عليه , فإذا به تثور ثائرته , ويكابر ويبرر , ويعاند
وبسلاطة لسان لم أرى مثلها ..!
ذهبت وتركته ولم استغرب هذه الأخلاق الرديئة منه , فليس بعد الكذب شيء .. فالكذب أبو الأخلاق الذميمة ..!
وصدق ابن المقفع حين قال :
رأسُ الذنوبِ الكذبُ: هو يؤسسُها وهو يتفقدها ويثبتها. ويتلونُ ثلاثة ألوانٍ: بالأمنيةِ، والجحودِ، والجدلِ، يبدو لصاحبهِ بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ لهُ من الشهواتِ فيشجعهُ عليها بأن ذلك سيخفى. فإذا ظهر عليه قابلهُ بالجحودِ والمكابرةِ، فإن أعياهُ ذلك ختم بالجدلِ، فخاصم عن الباطل ووضع لهُ الحجج، والتمس به التثبت وكابر بهِ الحق حتى يكون مسارعاً للضلالةِ ومكابرا .أ .هـ
لذا تجدون من يكذب يناقض نفسه , ويتلون في معاملته , ولاأظن كاذبًا سينجح بعلاقاته الاجتماعية , ولن يكون له صديق حميم , فالكل يمقته ويبغضه ..
ولاتجتمع صفة حسنة مع صفة الكذب قلّ وندر .

فلا خير فيه ، ولا حلاوة لراويه ، ولا قبول عند سامعيه ..!!
فالكاذب تبدو عليه ملامح كذبه مهما أخفاها , ولو أخفاها .. لابد أن يفضح نفسه بنفسه , و في ثنايا حديثه ,فشر الروايا روايا الكذب ..َ!

وقد قيل :
ما السيف الصارم في كف الشجاع بأعز له من الصدق.

عبدالرحمن :

.

.

16-12-2009, 01:55 PM	#1
أبو ريّـان . تاريخ التسجيل: Jul 2007 البلد: . المشاركات: 3,309	[الــكَــذب أبــو الأخــلاق الــذَمِـيـمَــة ] .. ! منذ زمن الجاهلية الجهلاء , وفي ذلك الزمن الجاهلي الداثر .. ! كانت صفة الكذب تحتل الصدارة في عداد الصفات الذميمة . . ولايقترفها إلا الفسل من الرجال لا دين يردعهم , ولا شريعة تناهم إلا أنهم حرصوا أشد الحرص على عدم مقارفة تلك الخصلة المقيتة . لذا حينما أرسل هرقل إلى أبي سفيان وكان مع تجار في الشام , فدعاهم في مجلسه , وحوله عظماء الروم ودعا بترجمانه ليسألهم عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فقال هرقل : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم نسبًا فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه فيقول أبو سفيان ( فو الله لولا الحياء من أن يأ ثروا علي كذبا لكذبت عنه ) ورغم جاهلية أبا سفيان إلا أن نفسه أبت أن تكذب , لعلمه بفظاعة وشناعة تلك الفعلة , رغم سهولتها على اللسان ..! لذا ما أشدها من معيبة , ومثلبة قادحة في مروءة الشخص وأخلاقه, بل قادحة بإيمانه , فقد جاءت النصوص والأحاديث وبكثرة بحرمة هذه الأمر ولا تخفى على شريف علمِ عاقل ..! والذي دعاني لكتابة هذا الموضوع هو موقف حصل لي في أروقة الجامعة هذا اليوم .. حيث حصلت قضية بسيطة بيننا نحن معشر الطلاب فيمم صاحبي إلى أحد الطلاب ليسأله وهو _أي الطالب_ ذو منظر مهيب , ورزانة , ورسامة , وليسأله عن تلك القضية وهل له علاقة بذلك الموضوع فقال الطالب: أنا ليس لي أي علاقة بتلك القضية بتاتًا وكرر ذلك مراراً وأنا استمع إليه بعدها بساعة تبين لي يقينًا أن هذا الطالب هو الرأس المدبر لتلك القضية .. ! يعني يكذب عينك عينك ..! أحزنني هذا الموقف كثيراً , أهكذا بكل سهولة يتجرأ المرء على الكذب , إذا كانت نصوص الشريعة لاتردعه , فأين الحياء وأين مكارم الأخلاق والرجولة .. ! فقررت مناصحته لوجه الله فلعله غافل , أو مستسهل لشأن الكذب , أو على الأقل حتى يستحيي مني , وكي لايفعلها مع غيري ..! فذهبت إليه وأمسكت بيده لوحدنا وبهدووء .. فلما أنتصفت معه بالحديث وأحس بوقع نصيحتي عليه , فإذا به تثور ثائرته , ويكابر ويبرر , ويعاند وبسلاطة لسان لم أرى مثلها ..! ذهبت وتركته ولم استغرب هذه الأخلاق الرديئة منه , فليس بعد الكذب شيء .. فالكذب أبو الأخلاق الذميمة ..! وصدق ابن المقفع حين قال : رأسُ الذنوبِ الكذبُ: هو يؤسسُها وهو يتفقدها ويثبتها. ويتلونُ ثلاثة ألوانٍ: بالأمنيةِ، والجحودِ، والجدلِ، يبدو لصاحبهِ بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ لهُ من الشهواتِ فيشجعهُ عليها بأن ذلك سيخفى. فإذا ظهر عليه قابلهُ بالجحودِ والمكابرةِ، فإن أعياهُ ذلك ختم بالجدلِ، فخاصم عن الباطل ووضع لهُ الحجج، والتمس به التثبت وكابر بهِ الحق حتى يكون مسارعاً للضلالةِ ومكابرا .أ .هـ لذا تجدون من يكذب يناقض نفسه , ويتلون في معاملته , ولاأظن كاذبًا سينجح بعلاقاته الاجتماعية , ولن يكون له صديق حميم , فالكل يمقته ويبغضه .. ولاتجتمع صفة حسنة مع صفة الكذب قلّ وندر . فلا خير فيه ، ولا حلاوة لراويه ، ولا قبول عند سامعيه ..!! فالكاذب تبدو عليه ملامح كذبه مهما أخفاها , ولو أخفاها .. لابد أن يفضح نفسه بنفسه , و في ثنايا حديثه ,فشر الروايا روايا الكذب ..َ! وقد قيل : ما السيف الصارم في كف الشجاع بأعز له من الصدق. عبدالرحمن : . . __________________ آخر من قام بالتعديل أبو ريّـان; بتاريخ 16-12-2009 الساعة 01:59 PM.