بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » لا بــدّ من عــرفـــــــات . .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 08-05-2007, 02:31 PM   #15
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382





( 7 )




اسـتــراحـة طـويـلــة








" بـحــيــــرة تــشـــاد " . .

تـعـتـبـر هــذه البحيــرة ثانــي أكبـر بحيرة في أفـريقيـا ! إذ يبلغ طـولهـا أربع مئة كيلو متر تقريباً . . !

ضخمـة للغايــة . . أليس كذلكـ . . ؟


ولكـ أن تتخيلهـا لو كـانـت بين الريــاض والقصيم !

ستملأ المسافـة وزيــادة !:D

وسَـيُـمَـتِّـعُ المســافـر الكريـم من إحدى المنطقتين إلى الأخـرى نـاظـريه بهـذه البحيـرة التي

ستمتد علـى طــول الخـطّ الـسَّـريــع ! !



ويطلّ على هذه البحيرة أربعة دول ! !

وهي : النيجر ، ونيجيريا ، والكاميرون ، وتشــاد.




ومن عـجـــائــب هـذه البحيرة أن فيهـا جزراً متحـركـة !

نعـم . . تطفو علـى الماء !


وهـذه الجزر ليست صغيرة ، بل كبيرة ، وكبيرة جداً في بعض الأحيـان ،

وهي تقترب مرّة من الكاميرون ، ومرّة من نيجيريا ، ومرة من تشاد ، وهكذا . . .


ويصعــد عليهــا النّــاس للتجوال ، ولكنهمـ لا يبنون عليها ، لأن أرضيتهـا لا تصلح للبنــاء . .

فـهــذه الجـزر مجـرّد طـحــالـب اجتمعت ، وغـطّـتـهـا الأتربـة مع الزمن . . !


فـعــلاً . . عـجـائب الدنيـا لا تنقضي . . فسبحـان الله . . !








دعـونـا نعــود إلى ما كنـا فيه . . و . . أين كنا ؟ ؟


نعمـ . . لقد كان أبو بكر يتحدث . .





عبرنــا أنا وموسى من خلال هذه البحيرة إلى " تشــاد " ، وعند وصولنا للأراضي التشادية لم تكن

لدينـا أية فكــرة عما يجب علينا فعلـه .



لم يكن المبلـغ الذي معنـا كـافـيـاً لمواصلـة الـمـســيــر لـفـتـرة طـويـلــة ، ولــذا . . قـرَّرنـا المـكـــوث

قليلاً فـي " تـشـــاد " لإصلاح وضعنـا المـادي .



بــدأنــا بـاصطيــاد الأسمـاكـ عـنـد البـحـيـرة ، نـأكـل منهـا ما يقيم صلبنـا ،

ونبيـع البـاقي إن كـان هنـاكـ فـائض!



كـان العـام الثالث على خـروجنـا من " السنغــال " قـــد مــضـــى . . ! وحتى تلكـ اللحظة ،

لم نـكـن نـعـــرف أي شيء عــن أهـلــنــا ، ولا هم كذلكـ بطبيعـة الحــال.



ومن خلال عملنـا في صيد الأسمـاكـ عـرف النـاس أننا نتقن اللغـة العربية ونقـرأ القـرآن . .

وعـرضـوا علينـا عندهـا تعليم أبنــائهمـ مقـابـل أجــر . . ووافـقـنـا مـبــاشـرةً .


كـانـت الخـطّـة واضـحــة في أذهــاننـا ، سنجمـع بعض المـال ، ثم نواصل المسير . .


لكن . .



تجــــري الـرِّيــاح بما لا يشتهي السَّـفِـنُ . . !






مكثنـا هنــا في " تشــاد " طويلاً ، حتى إن الأهـالي هنـا قـد زوجونـا من بناتهمـ ، ولا أدري إن كـان

ذلكـ حرصـاً منهمـ على استقرارنا أما ماذا ؟

واستقرّ بنـا المقــام هنـا . . ثلاث سنوات أخرى حتى هـذه اللحظة ! ! !





ولا أدري الآن . . هل سنتمكن من الحجّ بعـد هـذه السنوات الستّ أم لا ؟





لست متأكداً ، لكن ما أنــا متأكدٌ منـه . . هــو أنني لن أعـــود إلى " السنغـــال " إلا وقــد حججت ! !


.

.


.

* * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 08-05-2007, 02:35 PM   #16
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
لا تبتعدوا . .


فما زال للأحداث بقية . . ! !

.

.
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 11-05-2007, 08:43 PM   #17
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382




( 8 )





نـحـــو " الحـديــدة "





الشيخ محمد يتحدث :






يــا إلهـي . .

مـاذا يقــول هـذا الرجــل ؟ ؟



يـا لهـا من قصة . .

أهـي من نسج الخيـال ؟

لا بالتأكيد . . فصاحبها يروي لــي ذلكـ بنفسه ، وهــو أمـامـي الآن ، وبعـد قليل سأرى

صاحبــه الآخـر أيضــاً . .



كـم تحمـل هذا الشابُّ من مـتــاعبٍ أثقلت كـاهـله . .



لو رأيتمـ أبـا بكـر هـذا لتعجبتمـ . .


لم يكن كالأفـارقة في ضخامة الجسم ، بل كان نحيلاً جداً ، متوسط الطول ، في بداية العشرينات من عمره . .


بالفعـل . . هـو صغير على تحمل رحلة كهذه . .

لكن . . ما تقول عن هـمّــة تنــاطح الثريَّــا . . ؟ !



كنا لا نـزال متوجهين إلــى " الحديدة " حينمـا بدأت أشـمُّ رائحـة غريبةً وكريهـةً في الوقـت ذاتــه !


استمرت معنـا هذه الرائحة . . !


التفتُّ إلى أبي بكرٍ وسـألتـه :

- أبـا بكر ، ما هـذه الرائحـة ؟!

- أيّــة رائحـة ؟

- ألا تشمُّ هـذه الرائحــة الكريهـة ؟

- آه . . تقصـد الدُّود . . إنــه الدود .

- دود ؟ أي دود ؟

- انظر من النـافذة . . الأرض مليئة بالدود.




أطللت بـرأســي من النـافـذة . . لـم أرَ شـيـئـاً . . التفتَّ إلـى أبي بكـرٍ والذي لم يـبـدِ أي اهتمامٍ بالموضوع ،

وقلت لـه :

- أبـا بكـر . . أين الدود ؟

- ألا تـراه ؟ ؟ انظر . . هذا الأحمــر . .



يـا إلهي . .

فعلاً . . الأرض مليئة بالدود . . بل إن الأرض قد اختفت تمامـاً . . وأصبحت السيارة تمشي

على الديدان بدلاً من الأرض ! !



كانت ديداناً حمراء وخضراء تشبـه إلى حـدٍّ كبير الديدان التي تدخل في ثمار الطماطم .

صغيرة الحجم ، لكنهـا بالآلاف ، وربما بمئات الآلاف ! !



التفتُّ إلى أبي بكر مذعـوراً وقلت له :

- من أين خـرجــت كـلّ هـذه الديدان ؟

- لا أدري ، فـهـي تـخــرج فـي هـذا الوقـت من السنة في كل عـام ، ولا أحــد يدري من أين تـخــرج !


ربّــاه . . ما هــذا ؟


واصلنـا المسيـر . . لكــن . . حــدث ما لم يكـن في الحسـبــان . .









لقـد . .




لـــــــن تــتـــوقـــعــــــوا . . !



فالأمــر يفـوق الخـيـال !






لـقـد عـلـقـت السـيـارة في الرمـال . . !


عـفــواً . . أقصـد . .

بـ [ الـدُّود ] ! !



وبمعنى أدقّ وأكثر صراحـة : [ غــرّزنــا ] ! !




أي مصيبة هـذه ؟ !


لكـن . .


لا بـدّ مما لا بـدّ منـه . .



نـزلـنـا حفـاةً لـنـدفـع السيارة ، و . . .


ومـاذا رأيــت . .





لم يـكـن الدُّود يمشي على الأرض . . !

بل . . لقـد كــان مـكــوّمـاً . . بعضـه فــوق بعض ، ويشكل طبقة سميكة تغطي الأرض !

طـولـهـا خمس أو ستّ سنتيمترات تقريبـاً . . هذه هي الحقيقة . . !



ولكـ أن تتخيل نفسكـ وأنـت تـرفـع الدود عن كفرات السيارة بدلاً من الرّمــال ! ولكـ أن تتخيّل

منظـر هـذه الديدان عندما تتطاير و [ . . . . . ] بسبب دوران هـذا الكفر في إحدى محاولاتـه

الفـاشلة للخـروج !



كـان المنظر مقززاً جــداً . . جـــــداً . .


أدركـت كـم كنـت فـي نعمــة عظيمة حينما كـان الأمـر مقتصراً على تلكـ الرائحــة الكريهة . . !




عـلــى كـلّ حــال . . خــرجــت السيّــارة بعد جهــود مضنية ، وواصلنـا المسير نـحــو " الـحـديـدة " .


.

.


.


* * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 11-05-2007, 08:50 PM   #18
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
يتبــع . .






( 9 )



الـعــودة إلــى " الـريــاض "







اطّـلـعـت عـلـى المسجد ، واطمأننت على سيـر العمـل فيـه ، كـمـا التقينـا أيـضـاً بموسى _صاحب أبي بكر_ . .



كــان الليل قد حلّ . . ولـذا فقد قـرّرنا أن نبيت لـيـلـتـنا تـلـكـ في " الحـديـدة " ؛ وذلكـ لصعوبة المسير

في الليل ، واحتمال التيه . . !




لــكــن . .


هل سنستطيـع المبيت هـنـا فعلاً . . ؟ ؟


أكـاد أعــدُّ هــذا من المستحيلات ! فنحن لم نـكـد ننتهي من مشكلة الديدان من تحتنا . . حتى داهمتنا

بليّة أخـرى . .



إنّــه البعـــوض !!


نعم . . البعــوض من فوقنا . . !



لقـد كـان بأعـــداد هـائلـة . . لا . . بل هـائلـة جدّاً . .



لا أظن أن بإمكـانكم تخيل آلاف البعوضات وهي تغزو هـذه البلدة مع هبــوط الليل .



والذي يبدو أنّ هـذا الشيء مألوف لدى الأهالي في مثل هذا الوقـت من السنة .



فقد كنـت أرى الجمال والأبقـار تُـدخَــل فـيـما يـسـمّـى [ الـنّـاموسية ]!


يبركـ الجمل ، ثم يدفعونه دفعاً ليدخلوه في [ النّاموسية ] ثم يغلقونهـا عليه ، حماية من البعوض ، وكذلكـ البقر !


ولو تركوا هذه البهائم لامتصّ البعـوض دمهـا كله !



رفضت المبيت في تلكـ البلدة ! وأصررت على المغادرة الفورية !


حــــاول رفاقـي ثنيي . . إلا أنني كنت مصرّاً ، فإمّـا أن نغـادر ، وإمـا أن نموت هنـا بعـد أن يمتص البعـوض

كل الدم من عروقنا !



ومـا زلـت بهمـ حتى وافقوا .



ركبنا السيارة ، واتجهنـا إلى العاصمة .


كنت خلال الطريق ساهماً أفكّر في قصة هذين الرجلين العجيبين ، أعني أبا بكر وصاحبه موسى .


يـا لهـا من همّة !


بعـد تفكير متأنٍّ أدركت أنه ليس بإمكاني أن أحقق لهما أمنيتهما ، وللأسف .




أنهيت مهمتي فـي " تـشـــاد " . .


وعــدت إلى " الريــاض " . .


وهـذان الشابان يحتلان كل مساحات عقلي . . !


.


.


.



__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 12-05-2007, 07:41 AM   #19
مواصل
Guest
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
البلد: من بغيده حول الموطأ اشوي عنه يساغ عن البصيغيه من غغب ايه بس هذا مكاننا يا خلفهم عيني عليك باغده عاد تقهوا لا تقول لا فنجال نصه هيل ما ينتفوت
المشاركات: 890
0

0

0



ننتظرك بشوق

0



0


0
مواصل غير متصل  
قديم(ـة) 12-05-2007, 02:27 PM   #20
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
أهـلاً بكـ أخـــي مواصل . .

تشرفت بوجودكـ . .

.

.
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 12-05-2007, 02:28 PM   #21
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
لا تبتعدوا . .


فما زال للأحداث بقية . . ! !

.

.
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 17-05-2007, 10:29 PM   #22
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382



( 10 )




الحلم يتعثر !





في عــام 1424هـ . . وتـحــديـداً في منتصف رمـضــان . .



كنت جـالـســاً مع بعض جمـاعة المسجد في لقـاء ودي أخويّ . . كـان الحديث يأخـذنـا يمنةً

ويسـرة . . ننتقل من حادثة إلى أخـرى . . ومن موضـوع إلى موضــوع . . حتى نحا بنا

الحديث ناحية الحجّ .


تذكرت مباشرة قصة الرجلين الذين قابلتهما قبل ثمان سنوات من الآن في . . أين ؟ نعم . . في " تشــاد " .


قلت في نفسي : ولمَ لا أقصّ عليهمـ خبر هذان الرجلان ؟ لعل فيها عبرة لمن لا يزال متكاسلاً منهم عن

الحج !



وفعلاً . . قصصت عليهمـ خبرهما . .


تعجبوا أيما عجب . . فعلاً . . أدهشتهمـ غرابة هذه القصة !

وسرعـان ما انقلب عجبهمـ إلى لوم . . لقد لاموني لأنني لم أحقق لهما أمنيتهما في حينها ،

انتهزت الفرصـة قائلاً :

- وفقكمـ الله . . إذاً . . فعلى أيديكمـ .


أبـدوا استعداداً كاملاً للتكفل بجميع مصاريفهما للحج .


فـرحـت بذلكـ . .

ومباشرةً . . أخرجـت هاتفي المحمول ، واتصلت بصاحبي الأول ، رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية

هنـاكـ ، إذ هـو الشخص الذي أعـرف رقـم هاتفـه ، وهـو كـذلـكـ من عرفني بهما .


اتصلت . . لم يردّ !


اتصلت عليه أخرى . . وأجـابني أخيراً . .

- نعم .

- السلام عليكم .

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

- أهلاً بكـ ، معكـ صاحبكـ محمد الخضيري من " الريـاض " .

- أهلاً . . أهلاً بكـ شيخ محمد . . حياكـ الله [ وبلكنة أفريقية مميزة ] .

- أتذكر صاحبانا اللذان كانا يـريــدان الحج ؟

- من تقصد ؟

- السنغاليان .

- أي سنغاليين ؟


ماذا ؟ ؟ هل نسيهمـا حقاً . . ؟ !

بـدأت أذكـره برحلتنا تلكـ إلى " الحـديـدة " . .

وتذكرها . . تذكرهـا بكل تفاصيلهـا . .


استبشرت وقلت :

- نعمـ ، هي تلكـ الرحلة ، هل تذكرت الرجلان ؟

- لا . . ! !

- يا رب . . نعم . . لقد كان . . لقد كان اسم أحدهما على ما أذكر . . آآ . . أبو بكر .

- بصراحة . . لا أذكــر !



أصبت بإحبــاط شديد . . !

قلت مودعـاً :

- لا بـأس ، إذا تذكرتهما فأخبرهما أنهما سيكونان مع الحجاج هذا العام بإذن الله عز وجل .

- حسناً . . إن شاء الله .

- السلام عليكم .

- وعليكم السلام .



.


.



.





* * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 17-05-2007, 10:45 PM   #23
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382




( 11 )


أطير فـرحـــاً !




المكان : في " تشـاد " ، وتحديداً في مقر جماعة أنصار السنة المحمدية .



أبو بكر يتحدث :




. . كنت قادماً لاستلام بعض الـمــوادّ الغذائية لتفطير الصائمين في إحـدى المناطق التي وكلت بها .




عندما دخلت على رئيس الجماعـة . . كان قد أنهـى مكالمة هاتفية لتوه ، وضع السماعة في مكانها ،

ومـا إن رفع رأسه ورآني حتى تشبثت عيناه بي . . كان يحدق بي بقوّة وقد ارتسمـت على وجهـه

ملامح الذهـول ! !




صـرخ وكأنمـا تذكر شيئاً :

- أبو بكر ؟ ! !

- نعمـ .

- سبحان الله . . هذا محمد الخضيري من الرياض اتصل هذه اللحظة لأجلكـ .

- أنـا ؟

- نعمـ أنت .

- ومـاذا يريد ؟

- قال لي : أخبر أبا بكر وصاحبه أنهما سيكونان من الحجاج هذا العام .

- . . . . . . . . . ! !



أي كلام يهذي بـه هـذا المخلوق الذي أمـامي . . !

حج ؟ !


هل يقصد أنني سأحج ؟ !



أنــا ؟ ؟



وبعــد أربع عشرة سنة من خروجي من أهلي . . سأحـج ّ ؟ !


غير معقول أبداً . . !





أعـــاد عليّ مؤكـداً :

- عليكما الآن استخراج جوازات سفر تشادية ، فجوازكـ قد انتهت مدته بالتأكيد ، وكذلكـ صاحبكـ .




خرجت من عنده أتخبط من شدة الفرح . .

اتجهت إلى موسى مباشرةً . .

أخبرتـه الخبر . .



المسكين . .

كـاد قلبه أن يسقط من شدة الفــرح . . !

أكّدت عليه ألا يخبر أحداً بذلكـ .


ذهبت إلى زوجتي وأخبرتهـا . . وأكّدت عليها هي الأخرى ألا تخبر أحـداً بالأمر .




وأهلي ؟

هل تريدون أن أبشر أهلي ؟



وكيف لي أن أبشرهمـ وأنا لم أعرف عنهمـ شيئاً منذ أربع عشرة سنة !


أربع عشرة سنة . . لم أسمع فيها صوتهمـ ، ولم يسمعوا صوتي . .

وبالتأكيد ، فهمـ الآن يعدونني في عداد الأموات !



لم تكن مسألة استخراج جوازات سفر تشادية مسألة صعبة بدرجة كبيرة . . استخرجنا

الجوازين المطلوبين ، وأعددنا متاعنا مبكراً .



وطفقنـا ننتظر موسم الحج ، وكلنا أملٌ بالله عز وجل ألا تواجهنا عقبات أخـرى تحول

بيننـا وبين الحـجّ . .


.

.


.



* * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 17-05-2007, 10:49 PM   #24
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382



( 12 )


فـي البلد الحرام




الشيخ محمد يتحدث :



اقترب موسم الحج . .


لم أكن حريصاً على مقابلة أبي بكر وصاحبه موسى قبل انتهـاء الحج ، وذلكـ لانشغالي

ببعض الأعمال الدعويّـة في الحجّ ، فكـان في نيتي اللقاء بهمـا بعد انتهاء موسم الحج إن تيسر ذلكـ .




فـي اليوم الخامس من ذي الحجة كنت هنـاكـ . . في مكة .

وكنت مدعواً في ذلكـ اليوم من قبل إحدى الحملات لإلقاء كلمة على العاملين فيها ، الهدف منهـا بث

الحمـاس والنشاط فيهمـ وتذكيرهمـ بعظم ثواب ما يقومون بـه .


وكـان موعدي معهمـ بعـد صلاة العصـر .



خطرت ببالي فكـرة . . ولم لا ؟ سأبحث عن أبي بكر وصاحبه وأصطحبهما معي ليقصا

قصتهما على العاملين في الحملة ، وإن قصتهما لتغني عن ألف محاضرة ، سأقدمهما

للإخـوة العاملين في الحملة لأقول : أنتم ستخدمون هؤلاء وأمثالهمـ .




وفعلاً . . في صباح ذلكـ اليوم . . اليومـ الخامس . . بدأت رحلـة البحث عنهما . .

البحث عنهما في هذه الجموع الغفيرة أمـر صعب . .


لـذا . . اتجهت مباشرةً إلى المباني التي تسكنهـا الوفـود التشادية . . بحكم أن صاحباي

يحملان الجواز التشادي . .


كانت إحدى عشر عمارة ، كل واحدة فيها قرابة السبعة طوابق . . !

وأنى لي أن أجدهمـا هنا ؟


ولكن . . لا بأس . . فأنـا متفائل جداً بمدى التفاعل مع قصتهما .

دخلت المبنى الرئيسي . . وتوجهت إلى الشخص المسؤول .


سألته عن إمكانية البحث عن شخصين تشاديين من أصل سنغالي . . وسميتهما له .

أجابني :

- أعتقد أنه من الصعب إيجاد من تريد قبل يومين أو ثلاثة ؟

- ولم ؟ ألا توجد لديكم قوائم بأسماء الحجاج هنا ؟

- بلى . . لكن المسؤول الذي يحمل هذه القوائم هو في جدة الآن ، ولن يعود قبل يومين .

- لكنني أريدهما اليوم عصراً .

- من الصعب ذلكـ . . بل من المستحيل ، فحتى تفتش عنهما بالطريقة التقليدية ، أي بالبحث

في كل غرفة ، فستحتاج إلى ثلاثة أيام على الأقل !





ترى . . ما الحل الآن ؟ بدأ اليأس يداخلني من العثور عليهما عاجلاً ، هممت بالانصراف ،

ولما وصلت إلى الباب شاهدت الداعية : محمد .


محمد . . هـو أحـد الدعـاة التشاديين الذين تعرفت عليهمـ سابقاً .

سلمت عليه بحرارة ، كان لقاءً غير متوقعاً ، سألني عن سبب مجيئي ، فشرحت له

كل شيء . قال لي :

- صعب جداً أن تجدهما .

- ألا يمكنكـ المساعدة ؟

- أنـا أعرفهما . . إن رأيتهما قبل العصر فسأخبركـ مباشرةً .

- حسناً .



كنا نمشي متجاورين نتحدث حينما خرجنا عبر بوابة المبنى ، بدأ جمعٌ من الحجاج التشاديين يزدحمون

على صاحبي الداعية ليسألوه عن بعض ما أشكل عليهمـ .


ابتعدت عنه ، ووقفت أنتظره في الجهة المقابلة من الشارع .


كنت أنتظر ريثما ينتهي الحجاج من أسئلتهمـ ، وكنت ألمح الحجاج وهمـ يسيرون في الشارع تغمرهمـ

السعـادة بالوصول لبيت الله الحرام .


رأيت رجلاً يركض ، تدور يداه في الهواء من شدة فرحـه ، كان يمشي جذلاً . .

قلت في نفسي : لم لا أسأله ؟


لم أكن جاداً . . ربما كان سؤالي من باب قضاء الوقت فقط !

- يـا أخــي . .

أقبل جذلاً مبتسماً وهو يقول :

- نعمـ .

- هل أنت سنغالي ؟

- لا . . أنـا تشادي .

- حسناً . . شكراً لكـ .



انطلق الرجل يقطع الشارع متجهاً إلى الجهة الأخرى حيث الداعية محمد هناكـ ، والذي كان ما يزال

يجيب على أسئلة بعض الحجاج .

ومـا إن وصل إليه الرجل حتى وقف إلى جانبه وبدأ يهز كتف الداعية ويقول :

- شيخ محمد . . شيخ محمد . .



التفت إليه ، وما إن رآه حتى أمسكـ بيده وجذبه إليه وكأنه يقول له : انتظر هنا ، لا تذهب .


وأكمل إجابته على أسئلة من حوله ، وبعد أن انتهوا ، التفت الداعية محمد إلى هذا الرجل :

- ماذا تريد ؟


ل تتوقعوا ما قال . . !

- أريـد رقـمـ الشيخ محمد الخضيري ، أريـد أن أتصل به وأبلغه بمجيئنا

وأشكـره على مساعدته .





نعمـ . . لقد كـان هـو صاحبنا المنشود .

- حقاً تريده .

- نعم .

- هـو ذاك الشيخ محمد ، الواقف في الجهة الأخرى .

- ماذا ؟ !





أقبل الرجل نحوي وعانقني بشدة ، لم أصدق عيناي ، أي مفاجئة هذه ؟ !

أقبل صاحبه موسى بعد قليل ، وبسرعة ، ركبا سيارتي ، وانطلقت بهما ، وكأنما كنت أخشى

أن يغيبا عني مرة أخرى !


ألقيت كلمتي بعد صلاة العصر في الحملة ، لم أتجاوز بضع دقائق ، ثم قدمت أبا بكر وموسى

للحضور ليقصوا قصتهما . .



شده الجميع بما سمعوا . . بل إن من نسق معي هذا اللقاء طلب مني الحضور غداً في نفس الموعد

برفقتهما ليجمع لي كل العاملين في المخيم ، من أصغرهم إلى أكبرهم ، وكان له ذلكـ . .


ولم تكن ردة الفعل في المرة الثانية بأقل من الأولى . .



.


.


.



* * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 17-05-2007, 10:55 PM   #25
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382



( 13 )

الحلقة الأخيرة






مفاجأةٌ أخرى



كنت خلال اصحابي لهما من مكان إلى آخر أتحدث معهما عن الأحداث التي واجهتم أثناء غيابي ،

وعن مشاعرهم تجاه الحج ، سألتهم عن الكعبة والحرم ، وشعورهما عندما رأيا الكعبة ، فأجابا :


- يا شيخ محمد . . لا تسأل . . فهذه جنة الله في أرضه !




سألتهما :

- متى تذهبان إلى الحرم عادةً قبل بداية الحج ؟


فأجابا :

- نستيقظ قبل الفجر بساعتين ، وننطلق إلى الحرم ، ونجلس هناك ، نصلي ، أو نطوف ،

أو نتأمل الكعبة ! ولا نخرج إلا عند الساعة الحادية عشرة ليلاً ، نذهب للسكن للراحة ،

ثم نعود قبل الفجر بساعتين ، وهكذا .





عجب . . عشرون ساعةً في الحرم ! !

أي حب هذا الذي بلغ بهما . . ؟ !



لكن . .

هنـا سؤال كبير . .

هل كلما أهليهما ؟ ؟

أجابني أحدهما :

- نعرفنا على سنغالي أثناء الطواف ، سمعناه يتكلم السنغالية .. ويالله ! منذ زمن لم

نسمع أحداً يتكلم السنغالية ، وبعد أن انتهينا من الطواف جلسنا معه نتحدث ، وعلمنا أنه من قرية

مجاورة لقريتنا ، وعندما سألناه عن أهلنا أخبرنا أنه سمع بقصة اثنين خرجا قبل أربع عشرة

سنة للحج وفقدا ، والأرجح أنهما ماتا ، وذهل عندما عرف أننا الشخصان المفقودان ، وتمكنا عن

طريقه من الاتصال بأهلنا ، وبشرناهم بوصولنا ! وبأننا أحياء طبعاً . . !




فـرحـت كثيراً . . ولم أخف سعادتي بسماع هذه النبأ الجميل . . سبحان الله . . يقدر الله أشياء للعبد

لا تخطر بباله أبداً . . فكيف دخل أبو بكر على صاحبي الرئيس فور انتهائه من مكالمتي ، وكيف

كان أبو بكر هو الرجل الذي سلمت عليه في اليوم الخامس بقصد قضاء الوقت ليكون هو الشخص

المقصود ! وكيف وجدا هذا الرجل الذي دلهما على طريقة الاتصال بأهلهما . . لكـ الحمد يا رب !





. . . في اليوم الحادي عشر . . وجهت لي دعوة من نفس تلك الحملة لإلقاء نفس كلمة على الحجاج ،

لترغيبهم في الطاعة ، وحثهم عليها ، لا سيما أن بعضهم يود لو استطاع التعجيل في اليوم الحادي عشر ! !

واعجب من الناس كيف يرغبون عن الخير ، ويتعللون بكثرة مشاغلهم ، ويبحثون عن أقرب فتوى تبيح

لهم التعجل في اليوم الحادي عشر ، ليعودوا فيتقلبوا على فرشهم ، تلكـ أشغالهم ! ويفرطون في موسم عظيم

لا يتكرر إلا مرة واحدة في السنة !

بالطبع . . طلب مني المنسق اصطحاب أبي بكر وموسى . .

في اليوم الحادي عشر . . توجهت إلى المخيم المقصود . . ألقيت ما لدي مختصراً إيـاه في دقائق . .

ثم قدمت رفيقاي إلى الحضور قائلاً :

- أقدم لكما هذان الشابان السنغاليان : أبو بكر ، وموسى ، اللذان رحلا من

ديارهما قاصدين هذا البلد قبل أربع عشرة سنة ، وسأتركهما ليقصا عليكمـ خبرهمـا . .



ظل الجمهور مشدوهـاً طيلة حديث أبي بكر وصاحبه ، الجميع منصت ، الجالس والواقف ، تحيط أبصارهم

بهذين الشابين . . اللذان كانا يرويان قصة أشبه بالأسطورة ! !



وما إن انتهيـا . . حتى انبرى أحد رجالات الخير . . الرجـل المعطـاء الذي لم يتوانَ يومـاً

عن البذل والإنفـاق في أوجـه الخير . .


لقد كان هذا الرجل من ضمن الحضور ، ذلكم هو الشيخ : سليمان الراجحي حفظه الله ووفقه ،

وكانت الحملة هذه هي حملة الراجحي . .


تكفل الشيخ : سليمان بجميع نفقاتهما حتى يعوادان إلى السنغال مرةً أخـرى . .


وهنـا قمت من فوري لاستغلال هذه الفرصة الثمينة ، وأخذت أبا بكر وموسى جانباً وقلت :


- لقد تيسر لكما الآن ما تريدان ، وجميع نفقاتكما متيسرة ، فهل تريدان العودة إلى السنغال

بحج فقط ، أم بحج وعلم ؟ !



نظرا إلى بعضهما ثم قالا :

- بل بحج وعلم .

- حسناً ، إذاً ستدرسان العربية والشريعة قبل عودتكما .


رحبا بالفكرة . . وكان ذلكـ ، وهما الآن في السودان . . درسا في معهد اللغة سنتان ،

والآن يدرسان الشريعة في إحدى الجامعات هناكـ لمدة أربعة سنوات . .


فأسأل الله لهما التوفيق . . ولكل من يسر لهما حجهما . . وتعليمهما . .

.

.


.


* * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 18-05-2007, 12:45 AM   #26
أبو مهند التميمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2004
البلد: الرياض
المشاركات: 214
الله يجزاك كل خير ابو خبيب وما قصرت.

قريتها كلها والله من اول حرف للاخر.

شكرا لك.
__________________
أدركت أن جدال الناس منقصة...
فرحت أتلو الضحى والفجر والعلقا..
أبو مهند التميمي غير متصل  
قديم(ـة) 18-05-2007, 04:10 PM   #27
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
أهلاً بكـ أبـا مهند . .

باركـ الله فيكـ .
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 18-05-2007, 04:45 PM   #28
قناص الفوائد
عـضـو
 
صورة قناص الفوائد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: !!!!
المشاركات: 961
بارك الله فيك ..
قرأتها حتى النهاية ..

ووفقك الله .
__________________

كلما زاد نصيبك من (اقرأ) زادت عليك التبعة في (أنذر)


قناص الفوائد غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)