بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » غض النظر أهلي عرب ... ( مابقى لي غير إنتي ياحبيبه ) ...!!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-07-2007, 07:53 PM   #1
أبو زياد الصالح
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 63
غض النظر أهلي عرب ... ( مابقى لي غير إنتي ياحبيبه ) ...!!!

[frame="2 90"]

لا تَعذلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ ... قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومه حَداً أَضَرَّبِهِ ... مِن حَيث قَدّرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً...مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
أستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً ... بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرار مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي ... صَفـوَ الحَيـاةِ وَأَنّي لا أَودعـُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَى ... وَأَدمُعِي مُستَهِلّات وَأَدمُعُه
ُ

إليها دوماً ...
قبل ميعاد زفاف الرجل الأول في حياتها..
وبعد رحيل الحب الأبدي من بيتها...
إلى النخيل التي أسقطت رطب الفجر على سجادتها..
إليها بعد ميعاد تخرجي بسبع سنوات عجاف ..
وإلى كل شراشف المتهجدات في محاريب رحيل أولادهن ..
إلى كل امرأة أربعينية لفت شعرها احتراماً لقهوة الضحى ..
لك وحدك ولهن..
،،،
1422 هو عام الوجع في حياتها وفي نفس العام رأيت دمعتها الثانية.. الأولى كانت على والدتها عندما آثرت أن ترحل محدودبة الظهر ..
والثانية على رحيل ولدها ..الذي تعودت على رائحة شعره حينما ينافس ثوبها على جسدها وأيهم يظفر بالقرب منها..
الرحيل لم يكن من نوع الأجساد المصحوبة برائحة الكافور المخيفة.. بل هو خطوات ابتعدت عن الغرفة الصغيرة والتي كنت أبقيها مفتّحة النوافذ لكي يعبث النسيم برائحة أمي ..حتى الطيور باتت ليلتها مبتهلة بانتظار شيء مخيف.. غداً يرحل كاسيها ومطعمها ..!!

لا أدري كيف ستمر الجمعة الأولى عليها من دون ولدها ومن الذي سيذهب للدكان الصغير ليحضر لها أشياءها القليلة .. قبل ان تختم سورة الكهف .. وكيف سيمر العيد دون أن يصحبها لصويحباتها وحكايات من الذاكرة الأولى..
ستمر يا أمي وذاك الولد أصبح في بيته الطنجي يصارع قلبه مع عواهر طنجة ..كيف يرحل ذاك النقاء من مهبط عينيه يوم أن أشعلها حباً لك ...وكيف ستهبط يده على مصحفه ليفتح صفحات الغفران في آماله البعيدة ..

اليوم يشبه وجه الرحيل يوم افتراقنا تماماً.. يوم آثرتِ أن تبكي كثيراً وقت تخرجي وكأنّ القلب حاستك السادسة نحو البعد ..
أسألك الآن بعد هذه السنوات _ و(بيننا يا ضياء عمري بحور) _ هل لا تزالين محتفظة بثوبي الذي سرقتِه خلسة وأنا أكتب على جدار الغرفة لابد من الرحيل...

حتى النسور كئيبة ..
والدمع في عيني مريض ..
أغداً ..يوشّحك السواد?..
لا باب يطرق ..لا شراشف ..
لا وطن ..
كل الدروب تسوقني نحو العدم ..
أألفت موطنك الجديد ..؟!!
وغربة الأبد الشفيف تكاد تنهش ما تبقى فيك ..
من لحظ الشروق ..
أألفت شرشفك الجديد ..؟!!
يا ويحهم حتى الأسرة بطنوها رائحة العقوق..

ولدي الضنين ..
هذي بقايا قهوتك الزكية ..
حَنِّي بها يدك الصغيرة ..
هذي بلابلك اليتيمة..
اسقِها دمعة من دمعتيك ..
فغدا سيُسمعك القبطان ترتيل السفر..
ستردد الترتيل ..
كما تعويذة السحر ..



سنوات يا أمي والغربة تنهش بعضي .. هل مازالتْ نخلة البيت ظلاً لأختي الصغيرة ..
من يفتح غرفتي الآن ومن سكنها بعدي ..؟ كيف سيمر عيدك الخمسيني دون أن أختار لك خبزة البرّ التي ورثتِ عشقها من أمك ..؟
كم عليّ أن أدفع ثمن الخيبات لتعرفي أن المكان الأخير هو أشبه ما يكون بأسطورة أوديب الذي شوّه بقية عمره يوم أن كان نصفه الأول أكثر تشوها ..
يا لصعوبة العمر وأنا أتلصص وجوه الخمسينيات أبحث بينهن عمّن يشبهك عمّن تتلحف شالها صبحاً وتنام عليه مساء .. لا أحد هنا يشي بملامحك.. كلهم غرباء إلا امرأة مغارة هرقل ..

حِنِّي عليه ..
هو لم يعد طفلاً يسابق خطوتيه ..
هو لم يعد يحمي براءة سيفه الطيني ..
من تسرب دمعتيه..
حِنِّي عليه ..
هو لم يضنَّ عليك بثوبه الممزق فوق .
أرصفة الرغيف ..
هذي بقايا خطه ..
من ذا يرتب خزنتك ..
ثوبي ومعطف والدي وجرائد الصبح ..
الحميمة ..
وبقية الأسرار ..
هل كتبناها معاً..؟!!
وقرأناها سوياً ..؟!!
كيف شوّهنا وجه ذاك الحب بأعواد الثقاب .. ؟!!
كيف أحرقنا أمسنا ..؟!!
وهدمنا جسرنا الطيني في نهر الفرات ..
بعد ذاك الأمس ..
امنحيني فرصة استحم الحب فيها بين (..)


بي فضول يا أمي أن أسألك عن صغيرة وُلِدَتْ أنوثتها بعد رحيلي .. هل فتحتم لها باب الخطاب. .هل كتب العشاق لها قصصاً تسربت مع عصافير الصباح ..
يقولون من الذي يستطيع أن يرسم وجهاً خارج التاريخ فرسمت لهم وجه نواة من بلدي ..لم يكتمل نضجها بعد ..
أختار دائماً أن أسمع صوتك في يوم مطير ..
(أخاف أن تمطر الدنيا ولستِ معي .. فمذ ولدت وعندي عقدة المطر )
هي رهبة الليل الرعيد ..
دائما أشعر أن المعطف لا يحميني كما ضفائرك من شتاء المغرب البعيد ..
أختار ذاك المكان العلي حيث سور (المعجازين) والذي ينام فوقه شيوخ ومسنو طنجة قرب فوهة المدفع بحثاً عن ذواتهم بين محيط وبحر .. لعلي أجدك يوماً هناك .. ولو في أسبانيا ..

عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتنا ... جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

sf_317@hotmail.com
[/frame]

آخر من قام بالتعديل أبو زياد الصالح; بتاريخ 15-07-2007 الساعة 08:17 PM.
أبو زياد الصالح غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)