بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » ماذا قال عائض عن صديقه سلمان ؟!

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-11-2007, 04:57 AM   #15
الـشَـكِـيـمْ
عـضـو
 
صورة الـشَـكِـيـمْ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: abuslman18@hotmail.com
المشاركات: 1,047


زيادةً في حيوية الموضوع .. هذه مقالةٌ للشيخ سلمان عرَّج فيها بذكر الشيخ عائض القرني
والشيخ عبدالوهاب الطريري .. ولربما كان مقال الشيخ عائض تعقيباً على هذا المقال ..


وأصدقاء!
د.سلمان بن فهد العودة



صحراء الجزيرة لاسعة , وهجيرها لايمزح ! ، فتعطش القلوب ، وتظل النفوس بين القلق والتطلع ؛ مشدودة بانتظار قطرة ماء باردة ، يالله ..! وماتستوي الظلمات والنور(ولا الظل ولا الحرور) , ولا الأرض العمار , ولا الغمار !
اكْتَشِفْ هؤلاء العابرين ! حتماً سيكون فيهم مَن روحه شقيق روحِك ، تتعارف فتتآلف ، ولو لم تكن قادرة على التفسير؛ فتتدافع لقطع المفازة بفرح واغتباط ، ولا تسمح لخطرات الحزن والإحباط أن تئد الطموح, أو توقف العطاء .
قد تلتقي صديق العمر عند أحد رفوف مكتبة أو على قارعة طريق أو أي صدفة أخرى تصبح هي الفصل الأول لقصة صداقة عريقة .
في تلك المكتبة الحديثية بكلية أصول الدين بالرياض كانت تُقام معظم الدروس، الطلبة يتحلّقون حول طاولة ممتدة ، يجلس في صدارتها الأستاذ, وبين يديه كتاب يقرأ فيه ، أو يعلق عليه ، ولا تبدو الحاجةُ ملحةً إلى الكتابة على اللوح ، وقد يتسلل الملل والخمول إلى الجوّ ، ويستثقل الجماعة الدرس ، فلا ينعشهم إلا تعليقٌ ضاحك من أحد الطلاب .
" الفتى الجنوبي " هو أبو نكتتها ، والطّرفة تجري في دمه بلا تكلّف ، كأنما يلهمها إلهاماً ، أو تُساق له سَوقاً ، فهي تصادفه في كل مكان ، وأطرف منها حكايته لها ، وقد يصنع الطرفة على نفسه ، فيضحك منها بأريحية ويُضحك !
توطدت العلاقة بين كوكبة كأصابع اليد الواحدة ، وكان بيت الشاب عبد الوهاب في السويدي ، ثم في العليا هو مكان السمر حيث القلب المفتوح ، والسرور ، والكرم ، والصحبة المأنوسة .
في جامع الملك عبد العزيز كانت أولى المحاضرات:
" احفظ الله يحفظك "
الجمهور الحاشد ، والإلقاء المميز ، والروح الوثابة كانت أهم الملامح, وتلك كانت الشرارة ؛ فقد سجلت المحاضرة في شريط شاع وذاع ، وكان بداية لسيل من المواد السمعية التي شرقت وغربت وبيع منها الملايين في أنحاء العالم ..
صوت شبابي جذّاب ، وعاطفة مشبوبة ، وانسياب فقهي ، واستشهاد شعري ، ونصوص محكمة ، مع مسحة من نقد الواقع .. تلك كانت مؤهلات " الشاب عايض بن عبد الله القرني " للنزول إلى الميدان .
ويتسلل الرجلان للخروج من المسجد من بين الزحام ، وتأبى الطرفة إلا أن تلاحقه على صورة فتى يركض وراءهم وهو يصيح :
" تكفى يا شيخ تكفى .. حديث علي في الفأرة ! " .
المعيد عايض القرني متفرغ للماجستير ، فلا غرو أن تطول ليالي السمر ، وأن يكون محفوظه الشعري والقصصي مادة الحديث ، الذي يطرب له الجلساء ، وربما وعظ فأبكاهم أو مزح فأضحكهم فهو نديم يبكيك إذا شئت , ويضحكك إذا شاء ؛ فلك الأولى وليست لك الثانية .
يتكلم في مناسبة عامة مثنياً على أحد أصحابة : فلان بضعة مني !
وحين عاتبه وقال : إن مثل هذا يقوله النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة -رضي الله عنها- ، ولكن لا يقوله القرين لقرينه وزميله ؛ يجيب على الفور : أنا أذهب إلى حديث طلق بن علي ، وليس إلى حديث فاطمة ( !! ) .
يأتي إلى القصيم ، ويلقي محاضرة " الشباب والطموح " مستهلاً بأبيات شعر تحمل الحب والترحاب, وتثني على شخوص ورجالات، مستطرداً بأن صاحبه عبد الوهاب قال له في الطريق: إنك تأتي قوماً "أهل كتاب" وسنّة .. مؤكداً أن لو سلك الناس شعباً ووادياً لسلك شعب القصيم وواديه .
وفي جامع أبي بكر بأبها حيث يصلي إماماً بالناس ، ويلقي الخطب المؤثرة ، منطلقاً على سجيته ، مستعيناً بزاده الثقافي ومحفوظه التراثي، على أنه ربما فاجأه الموقف وضايقه الوقت فتحدث في شؤون شتى ، وشرق وغرّب ، فإذا سألوه :
ما نضع عنواناً للخطبة ؟
قال : " شعاع في الأفق ! " .
مسامرات وأسفار وحبّ متبادل ، وصوت أبي عبد الله لا يكاد يغيب وهو يحتسي كأس الشاي الأخضر, ويحك ناصيته, وقد تعارّ الليل :



أَعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعِبِ
وَرُدّوا رُقادي فَهوَ لَحظُ الحَبائِبِ

إِلَيَّ لَعـَـمري قَـصدُ كُـــلِّ عَـجيبــَة
كَأَنّي عَجيبٌ في عُيونِ العَجائِبِ

إِذا عَلـــَوِيٌّ لـَم يَـكـُن مِثلَ طـاهــِرٍ
فَمــا هُـــوَ إِلّا حُجَّةٌ لِلــنَواصــِبِ

يَقولونَ تَأثيرُ الكَواكِبِ في الوَرى
فَمـا بـالُهُ تَأثـيرُهُ في الكَـواكِبِ

وقد يسوق البيت لمناسبة مما تقتضيه تكاليف الحياة ، كأن يسمع ذامّاً فيقول :



إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما
أُنــكِرُ أَنّي عُــقـوبَةٌ لَهُـمُ !

الشيخ ابن باز معنى مشترك لدى الجميع ، هدوء النفس ، والتواضع وقوة الاحتمال ، وسلامة الصدر جعلته موئلاً للهموم ؛ درس يتعثّر، أو محاضرة تُوقف ، أو مشكلة هنا ، أو نازلة هناك .
ينتقل الشيخ إلى الرياض ، ويستضيف كوكبة من طلبة العلم على رأسهم ابن باز ، ويلقي قصيدة في مدحه .
ثم يلقاه في حفل التوعية قبيل موسم الحج بحي العزيزية بمكة المكرمة حيث بيت الشيخ عبد العزيز -رحمه الله- ، ويلقي الشاعر عايض القرني قصيدة " أبي ذر في القرن العشرين " :



دمعة الزهد فوق خدك خرسا
ووجيب الفؤاد يـحدث جرسا

أنت من أنت..يا محب..وماذا
في حناياك ..هل تحملت مسا؟

مـا لهذي الدموع ..مالك صبٌ
حالكم مـأتمٌ وقد كــان عرسـا

لاطفوني هددتهم بالمنايا
هددوني لا طفت حتى أُحَسَّــا

أركبوني..نزلت أركب عزمي
أنزلوني ركبت في الحق نفسا

وكعادة الشيخ يعلق على الكلمات والمشاركات ، وحين يصل إلى قصيدة أبي ذر يقول : أما الشيخ عايض فإنه ذكر أن أبا ذر نزل في الرمال ، ودخل في الرمال ، وخرج من الرمال .. وليته وضّح وبيّن ..
وعرف الشاعر من أين أُتي ، وكان موعد الاستدراك في آخر الموسم ، في حفل الزاهر حيث ألقى منظومة سهلة مطلعها :



يا مـركز الخـير حـَيوا لي مـحياه
نـداء حـق من الفصحى سـمعناه

كن كالصحابة في زهدٍ وفي ورعٍ
القوم هم ما لهم في الناس أشباه

عُبَّـاد لـيل إذا جـن الـظلام بهــــم
كـم عـابدٍ دمعه في الـخـد أجــراه

وأسـد غاب إذا نادى الجهاد بـهم
هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه

وعلق سماحة الشيخ وأشاد بالقصيدة, ودعا لصاحبها أن ينفع الله به ، ويبارك فيه ، ويوفقه لكل خير .
وقدم له في جامع الراجحي وخاطبه :



أدعوك للعلم الشريف رواية
عن مالكٍ ومسدد بن مسرهد

وهي المحاضرة التي تحدث فيها رحمه الله عن السلام مع اليهود وقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم صالحهم ، والأمر موكول إلى المصلحة .
وأحدثت هزّه إعلامية واسعة .
وكتب في قصيدة " البازية " :



قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي
فـقـمت أـنشد أشـواقـي وألطـافــي

لا أبتغي الأجر إلا من كريم عـطا
فهـو الغـفور لـزلاتـي وإسـرافــي

وعلمك الوحي لا من علم حضرته
رأي الرجـال ومن كـافٍ وكشاف

و" الكافي " و " الكشاف " اسمان لكتابين محتملين ، فهل قصد الشاب السلفي المقبل على علم الحديث التقليل من كتب المذاهب ، كالكافي وكشاف القناع ، أم قصد نقد كتب الفرق كالكافي للكليني والكشاف للزمخشري ؟!
تتفرق الدروب ، وتستحكم الحلقات ، ويسكن الصوت الجهير ، ولكنه يجد في خطبة الحرم ما يحرك لواعج الشعر ، فينطلق على سجيته ممتدحاً :



أيها الشـعر .. أنت أنت الـحداء
غن شـعراً تصـغي إليه السـماء

رتل الحق ساطعاً يفضح البهتان
فالــحق عــــزة شــــمــــــــــاء

لا ترائي يا شـعر واسكب شجونا
فـقبـيح لـدى الكـــرام الـريــاء ..

فيدفع ثمنها في دار أبي سفيان شهوراً تسعة ، أوحت إليه بـ " حدائق ذات بهجة " وألقت في روعه فكرة الكتاب الذي سطره بعدُ ووسمه بـ " لا تحزن " والذي بيعت منه ملايين النسخ ، وتُرجم إلى أكثر من عشرين لغة ، وتداولته أيدي الشباب والفتيات في كل مكان .
قارئ نهم لكتب الشريعة واللغة والأدب والشعر والتاريخ والتراجم، وصاحب ملكة فذة في الحفظ والاستيعاب والاستحضار ، يحفظ الشعر ، ويطرب له ، وربما أعجب بالقصيدة فاندمج فيها ورددها وحاكاها وزناً وقافية وموضوعاً.
يزيد محفوظه على عشرة آلاف بيت ، هو صاحب هوى, ولكنه سنيٌ ، قرأ مرة في الأغاني :



وقـالوا صحيرات اليمام وقــدمـوا
أوائـلهم من آخـر الليل في الثـقـل

مـررن على ماء العشيرة والهوى
على ملل.. يالهف نفسي على ملل

فصاح ، وقال : " خلاص الله يعوضكم فيّ خير " وكاد أن يفعل كما فعل ابن أبي عتيق ، الإمام الجليل ، حفيد أبي بكر الصديق ، حين سمعها وهو يصلي ، فلما فرغ من صلاته نام على جنبه ، ورفع رجله ، وقال : (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا) !
استوعب النابغة وزهيراً والمتنبي وأبا تمام ، وطوائف من المحدَثين كالبردّوني والقبّاني ، وحفظ القصائد الطوال ، وعن طريقه اتصل صاحبنا بالعديد من الأسماء والأشعار والطرائف ، وهو يفوق صاحبنا وسائر أقرانه في سرعة البديهة وكثرة المحفوظ من الأخبار والأشعار والأسماء والتراجم والأنساب .
في قلبه حب صادق لهذا الدين ، ولسيد المرسلين ، عاش مع سيرته، قراءة وإلقاء وتدريساً ، وربما غلبته دموعه فبكى, أو سالت هذه الدموع بحرا من الشعر الجميل:



مـحمـد في فـؤاد الـغـار يـرتــجف
في كفه المجد والتاريخ والصحف

مـزمـــل بــرداء الــوحـي جـللـــه
نور من الله لا صوف ولا خصف

ومن حبه لهذا النبي الكريم اتصل بهذه الأسرة المحمدية من الصحب الكرام؛ فعاش مع قصصهم وأخبارهم ، ودرس علم أئمة السلف في مدوّناتهم ، فأحبهم وردد ذكرهم ، وأكبّ على كتب ابن تيمية ، فقرأ الفتاوى وأعادها ، وكان يقول في ظرف ودعابة :
ثلاثة كلهم أحمد, من نازعني فيهم شربت من دمه : أحمد بن حنبل وابن تيمية والمتنبي !
كتب له القبول حين كان صوتاً مسموعاً في الكاسيت ، ثم كتب له مرة أخرى حين غدا كتاباً مقروءاً يطبع بالملايين ، ولا يزال يدخر الموضوعات الأدبية الممتعة ، والسياقات الجميلة في مثل " عز العزلة" و " الأسطورة " .
ثم كتب له القبول ثالثة حين " غزا الفضاء " ، عبر برامج عديدة ، في السير والأخلاق والتفسير والأدب والتراجم وغيرها .
وعسى أن يكون ذلك آية للقبول عنده جل وتعالى .
الصلة التي بدأت على مقاعد الدرس بالدراسة العليا ، وتوطدت في منزل أبي محمد : عبد الوهاب ، وكمنت زمناً لعوارض الحدثان ، ظلت وفيّة قائمة ، لا ينقصها البعد ، ولا يزيدها القرب ، قلوب تآلفت وتحابت ، ووجدت بعضها في بضعها ، الإخاء دثارها ، والأنس شعارها ، والتغافر مبدؤها ، والدعم والإسناد في مقابلة مشقات الحياة وصعابها ، ولله جعفر الصادق حين قال : أخي كل أخي من إذا جلست معه كأنني وحدي !
الانطلاق على السجية ، والتخفف من قيود العلاقة ورسومها , وزوال الكلفة هي أبرز ما يميز علاقة بين صفيين ، دامت لما يزيد على عشرين عاماً ، تسعد أحياناً بالوصل حتى يقول :





سـيدي ، عـلل الــفؤاد العــليلا
وأحـيني قبل أن تــراني قــتيلا

إن تكن عازماً على قتل روحي
فـتـرفـــق بـهـا قــليـلاً قــليــلاً


وتشقى أحياناً بالحرمان حتى يقول :

أَجابَ دَمعي وَماالداعي سِوى طَلَلِ
دَعـا فـَلَبـّاهُ قـَبـلَ الـرَكـبِ وَالإِبــِلِ

ظَـلِلـتُ بـَينَ أُصَيـحـابي أُكـَفـكـِفُـهُ
وَظَـلَّ يَسفَحُ بـَينَ الـعُـذرِ وَالـعَـذَلِ

وَما صَبابَـةُ مُــشتـاقٍ عَـلى أَمـــَلٍ
مِنَ اللـِقـاءِ كـَمُشـتاقٍ بــِلا أَمَــــلِ

وَالـهَــجرُ أَقـتـَلُ لـي مِمـّا أُراقِبُـهُ
أَنا الـغَريـقُ فـَما خَوفي مِنَ البَلَلِ


ويمتد الوصل حيناً حتى يقول :
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي


ورؤياك أحلى في العيون من الـغمـض


إنها اللحظات التي تجدد الروح ، وتزرع الفرحة ، وتعيد للحياة شيئاً من عفويتها وصدقها ،والأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَ !
النجم الذي ينتزع الابتسامة بين طلبة الصف صار نجماً حقيقياً وتمثل بقول القائل :



وكنت سمعت أن الجن عند اســ
تـراق السمـع تــرجــم بالـنجـوم

فـلمـا أن عـلـوت وصــرت نجماً
رمـيت بـكـل شــيطــان رجـيم ..



علمته الأيام أن يتحمل التبعة ، ويتجرع التجريح والإساءة ، ويتذكر أنها ضريبة النجاح ، وأن أهمية المرء هي بقدر النقد الموجه إليه ، والذي يقصد المستقبل لا يلتفت للوراء ؛ فالقافلة يجب أن تسير , والعربة الفارغة لا تصدر إلا الضجيج , وكلما أكثر الخائضون الضجيج علينا أن نكثر العمل (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105) .
__________________
.
.
يَشدُو بِها أَوْطفُ العَينينِ ذُو هيَفٍ - - - - أغنُّ في شَدوِه تَرجِيعُ ميَّـاحِ

آخر من قام بالتعديل الـشَـكِـيـمْ; بتاريخ 22-11-2007 الساعة 05:02 AM.
الـشَـكِـيـمْ غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 06:48 AM   #16
غارق
عـضـو
 
صورة غارق الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: تايـــــــــهـ ـ ـ
المشاركات: 1,935
اللهم احفظهم بحفظك يا رب
__________________
غارق غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 07:00 AM   #17
O.k
Guest
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
البلد: حي الريان..
المشاركات: 162
ياحبيييييي للشيخ سلمان.....
والله يا انااموت عليه ياناس.....
O.k غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 07:06 AM   #18
هها بس
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: بذا
المشاركات: 109
بحرا علم ليس بينهما برزخ ...

هذا عذب فرات وذاك عسل مصفى


من يحصل له يصير خويهم على راي الثائر الأحمر
هها بس غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 11:56 AM   #19
العفالقي
عـضـو
 
صورة العفالقي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 661
الحمد لله على العافية !
العفالقي غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 02:52 PM   #20
{ربيعة الرأي}
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 208
يتلعثم اللسان أما صدق المحبة
رزقنا الله الطلب على هؤلاء الأفذاذ
{ربيعة الرأي} غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 03:40 PM   #21
الدليله
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: في الخبوب
المشاركات: 241
لا عجب فكلاهما يحملان هم الدعوه والامه الاسلاميه
الدليله غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 05:32 PM   #22
راعي الفورد
عـضـو
 
صورة راعي الفورد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 73
اللهم احفظهما يارب العالمين ...

جزاهما الله خير الجزاء ,,, وبعض الناس في نجد ومن أهل الشمال , وخاصة الجوف ,,, لهم موقف سلبي من الشيخين الكريمين ـ حفظهما الله تعالى ـ أظنكم تعرفون موقفهم بسبب ما رأوا فيهما من تحول في طريقة الدعوة وأساليبها !!!!!!!!! والله المستعان ...
راعي الفورد غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 07:58 PM   #23
ملك الشوق
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 35
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها dirislam
تباً لإبن باز و بن عثيمين ثبوتهم على رأي واحد !!!
تباً لإبن جبرين و البراك و الراجحي وغيرهم من العلماء ممن لم يتزعزع !!!
تباً للثابتين من أهل العلم والعمل !!!
تباً للأهرامات و من مات من الثابتين على الصراط !!!
تباً إذا كان الثبات على المنهج الحق كمعبد كليوبترا أو متحف اللوفر؟ !!!
اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلوبنا على دينك كأهرامات مصر أو معبد كليوبترا أو متحف اللوفر؟ !!!
ههههههههههههههههه
أضحك الله سنك يا عائض

هههههههههههههه

والله أنت اللي أضحكتني...

وشر البيلة مايضحك...

وهل ترى أن غير من ذكرت خرجوا عن السراط المستقيم !

أتمنى أن تقرأ في كتب الفقه والحديث وتعرف كلام العلماء واختلافاتهم ورجوعهم عن أقوالهم , ثم تعال اكتب هنا ياحبيبي...

وأرجوا أن لاتكون من العوام الذين تسيرهم العاطفة وحديث المجالس !
ملك الشوق غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 08:05 PM   #24
ملك الشوق
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 35
ليعذرني صاحب الموضوع... أردت عرض الموضوع بشكل أفضل...

[align=justify][align=right]د. عائض القرني


القلب بيت الحب، وقد سكن في قلبي حبّ سلمان، فصاح لسان الحال: (سلمان منّا آل البيت). جئت بقدر على غير موعد سابق لأصادف صديقي بين ملايين الناس، صديق في قلبه إيمان، وفي عينيه إصرار، وفي جبينه شَمَم وهِمم، وعلى تقاسيم وجهه مَضاء وإباء ووفاء
إنه الشاب الذي ظفرت به في الدراسات العليا بالرياض، فكان هو المشار إليه بالبنان عند ورود معضلة علميّة، وكلما دلفت مشكلة أدلى بدلوه، وكلما حزَبَنا أمرٌ تصدّر الجمع قائلاً: (أنا لها).

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني=عُنيتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتَبَلَّدِ[/poem]

وكان منتدى لقاء الأصدقاء في بيت صديقنا الكريم الشهم د. عبدالوهاب بن ناصر الطريري حيث لا ينتهي الإفطار إلا بغداء، ولا يختتم الغداء إلا بعشاء، السخاء يجري في دمه، والمروءة حلّت في روحه، وكان صديقنا سلمان أكبرنا سنّاً.
فإذا رأيته تذكّرت السيف مسلولاً، وقد سألني عنه سائل: كيف وجدته في أحواله من عمل وتوقف، وشدة ورخاء، وجد وهزل، وحِلّ وترحال، فقلت: هو كما قال صديقي في صديقه:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى...وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ [/poem]


فهو كالسيف إذا غمدته أو سللته أو طرحته أو علّقته، إنه سيفٌ وكفى، أزوره ويزورني والفضل في الحالين له، فإذا جلست معه نسيت الهموم والغموم:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
فرؤيتك البشرى ومجلسك المنى=وأقوالك السلوى وأنت الخلائق [/poem]

ذاكرة لمّاحة تكاد تضيء بالفهم ولو لم تمسسها نار الدراسة، يغوص على درّ الحكمة في قعر بحر العلم، إذا حضر خطف الأضواء، وقد كنتُ معه في مؤتمرات في السعودية والبحرين ومصر وتركيا والكويت وأمريكا، فكان واسطة العقد، ولؤلؤة التاج رأياً وعلماً وسداداً وهمّة، يطرق عليّ الباب فإذا سمعت صوته أقبلتُ وكلّي شوق، فألقي قميص التّكلّف (لدى الباب إلا لبسة المتفضل)، يقرأ ما بين السطور، وإذا أعارك نظرة تأمّل فاعلم أنه قد أصاب المحزّ، وطبق المفصل، ولو لم تتكلم، تورد العبارة فيكملها، تذكر العنوان فيفهم الرسالة، تشير إلى الباب فيرى من بالدار:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
وَقّاد ذهنٍ إذا جالت قريحتهُ=يَكادُ يُخشى عليه من تلهّبهِ[/poem]

يبدؤني معتذراً لي إن قصّرت، مسلّياً لي إن حزنت، مذكّراً لي إن وهمت، دائرة معارف متنقلة، وموسوعة علم حاضرة، وإذا سافرت معه فلا عليك إن لم تصحب كتاباً؛ فهو مكتبة في إنسان، وجامعة في كيان: (وفي طلعة البدر ما أغناك عن زحل)، وأشهد ما رأيت أصبر على تحضير الدروس منه، يقرأ عشرات الكتب والرسائل لأجل درس واحد، ويفتّش عن كل جليل ودقيق ويسير، ويسْبر غور المسألة، ويعيد النظر، ويغوص في الأعماق، ويقلّب الفكر، ثم يأتي بما يبهر، ويورد ما يخلب الأذهان، أجاد في حقول المعرفة الثلاث: العلم، والفكر، والثقافة، فأبهج طلبة العلم، وأسعد أهل الفكر، وأتحف روّاد الثقافة.
قالوا: إن سلمان تحوّل وتغيّر، بل تجدّد وتطوّر (لتركبنَّ طبقاً عن طبق) ومن ذا الذي يبقى على حال إلا أهرامات مصر أو معبد كليوبترا أو متحف اللوفر؟ أما الإنسان الفطن الواعي فمن حسن إلى حسن، فكيف إذا كان عالماً متوقِّداً ماهراً لبيباً؟ للشافعي قديم وحديث، ولأحمد أربع روايات، ولعمر: ذاك على ما قضينا، وهذا على ما نقضي.
قالوا عن الزهري: كان لسخائه وهوان الدنيا عنده لا يميّز بين الدرهم والدينار، وكذلك كان أخي سلمان، فالريالات في جيبه ليست له، سواء عنده الريال والألف، لا يعدّها عدّاً، بل ينثرها نثراً، حتى ولو لم يبقَ معه إلا القليل لوهب هذا القليل وهو السعيد المبتهج:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
كَرَماً فَلَو حَدَّثتَهُ عَن نَفسِهِ=بِعَظيمِ ما صَنَعَتْ لَظَنَّكَ كاذِباً [/poem]

وقد حصل لأخي سلمان فهد العودة من الحظوة والقبول والثناء ما فاق الوصف، ويكفيه هذا سلوةً وعزاءً بعد ثواب الله بإذن الله، حتى لقد وصفه علاّمة الزمان شيخنا ابن باز بأنه علاّمة، والشيخ ابن باز لا يلقي الأوصاف جزافاً.
وصديقنا ذو هِمّة وثّابة، لا تعرف النكوص، فهو (إذا همّ ألقى بين عينيه همّه) يقول له صبره إذا أضناه: لا أستطيع معك صبراً، فيناديه سلمان: (صبراً أيها الصبر). فهو ما بين صلاة مكتوبة، أو درس مشهود، أو محاضرة محبّرة، أو ندوة حافلة، أو تأليف للقلوب، أو تصنيف للكتب:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
كَثيرُ سُهادِ العَينِ مِن غَيرِ عِلَّةٍ=يُؤَرِّقُهُ فيما يُشَرِّفُهُ الفِكرُ [/poem]

ومعه لسان صادق صارم كذباب السيف، ما مسَّ قطع، يقلّب به حلو الكلام ذات اليمين وذات الشمال، وأصبحت لديّ دُربة مع صديقنا، أعرف متى أنتزع منه الدمعة الساخنة الصادقة، وربما أخفاها من الجلاّس:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
كأنَّ رقيباً منك يرعى مسامعي=وآخر يرعى منطقي وجَناني [/poem]

وأعرفُ متى أستلُّ منه الضحكة الموحية البريئة التي ينفجر بها في أريحيّة، أجالسه وأسامره، وكلما طال المجلس كان أنصع وأمتع، ثم ينقضي المجلس والشوق ما زال عارماً:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
بِكُلٍّ تَدَاوَينَا فَلَم يُشفَ مَا بِنَا=عَلَى أَنَّ قُربَ الدَّارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ [/poem]

وصاحبنا يقبل الحق ممن قاله، ويرجع إلى الصواب إذا ظهر له، كفَّ اللسان والقلم، كلما أجلب خصومه عليه زادهم تجاهلاً، وأشبعهم تغافلاً، وملأهم نسياناً، كما قال أبو الطيب:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني=وَلا أُعاتِبُهُ صَفحاً وَإِهوانا[/poem]

له عشرات الكتب في أبواب المعرفة وفنون العلم ودروب الثقافة، وعشرات البرامج الفضائية، ومئات الأشرطة، دلف على الناس ببرنامج (حجر الزاوية)، فأفتى ووعظ، وخطب ونظّر، وحرّر وأجاب، واستدرك واستشهد، وأبدع وأمتع، تنهال عليه الأسئلة من شتى الدول وسائر القارات في العلم الشرعي والتاريخ والسياسية والتربية والفكر، فيأخذ دلو الحكمة، فيستحيل بيده غرباً حتى يصدر الرعاء من مورد عذب مبارك (عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيراً)، شرح بلوغ المرام، فأورد ما أذهل الفقهاء، وأعجب العلماء، فهم دقيق بكلام رقيق من بحر عميق.
وفسَّر كثيراً من القرآن، فأورد المأثور، ثم حلّل وفصّل، وعلّل ودلّل، قطف أبكار الأفكار بكلمات قضب وهنّ فواصل :

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
أَمّا المَعاني فَهيَ أَبكارٌ إِذا=نُصَّت وَلَكِنَّ القَوافي عونُ [/poem]

يورد الآية ثم يفسّر، والدليل ثم يعلّل، والقول ثم يبيّن، يوافق بفهم، ويخالف بإنصاف، ويردّ بأدب، ويجيب بحكمة، ويدعو برفق.
يلتهم ما أمامه من كتب ونشرات ورسائل وصحف ومجلات، يمرّ بِها سريعاً، ويخطف فحواها خطفاً، ويستولي على معانيها (فإمّا منًّا بعد وإما فداء).
رائد في الأدب شعراً ونثراً قديمه وحديثه، يحفظ القصائد الطوال، وعلى طرف لسانه الشوارد والأمثال والحكم والنكت، فإذا أراد الحديث نظم ما عنده في عقد بهيج، ثم قدّمها للناس (صنوان وغير صنوان يُسقى بماء واحد).
رافقته حضراً وسفراً في ليالي علم وأدب ومذاكرة ومحاورة، وربما زرته فاستقبلني كرمه وبشره وضيافته، يتهلل ويحتفي:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
متى تأتِه تعشو إلى ضوء ناره=تجدْ خيرَ نارٍ عندَها خيرُ موقدِ[/poem]

دلفتُ إليه في بيته بالرياض في ليلة شاتية، البرد قارس، والمطر منهمر، فحيّاني وأجلسني، وأدار عليّ القهوة العربية، ثم قام فأوقد بنفسه النار على جزل الحطب، فلمّا أجمر أحضر اللحم وأخذ يقلّبه على الجمر، ويرحّب، ثم أخذ يقدّم لي الشواء بيدٍ كريمة مع ما لذَّ من بُر وأرز وسليق، كلما أردت أن أرفع يدي أقسم علي، فشبعت طعاماً لذيذاً، وكرماً حاتميّاً، وحديثاً ماتعاً، ووجهاً طليقاً، وقلباً رفيقاً:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
نَدَامايَ عِندَ المُنذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ...أَرَى اليَومَ مِنهُم ظَاهِرَ الأَرضِ مُقفِرا
يُدِيرُ عَلَينا كَأسَهُ وشِواءَه=مُناصفةً وَالحَضرَمِيَّ المحبَّرا [/poem]

ذهبت معه إلى مطار الرياض لنسافر معاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واشترطنا (فإن حبسني حابسٌ فمحلّي حيث حبستني)، فاعتذروا منّا لعارض، فعدنا وقد عزم هو ورفيقه الأثير خالد القفاري على اختطافي إلى بريدة دون إذن مسبق منّي، وخشيا أن أمانع، فأوكل لخالد قيادة السيارة، ولما يعلم من حبي للأدب أخذ يناشدني الأشعار والأخبار، ويظهر التعجب، فأخذتني نشوة، واسترسلت في الحديث، وما أفقت إلا وقد جاوز المجمعة، وقربنا من بريدة، واستسلمت للواقع، فضيّفني في بيته ثلاثة أيام كلما رفعت جفنة طعام وضعت أخرى، فبقيت في أكرم نزل وأحسن مقعد:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
ذمَّ المنازلَ بعدَ منزلة اللِّوى=والعيشَ بعدَ أولئكَ الأقوامِ [/poem]

غاب في دار أبي سفيان فما غاب احتسابه وصبره، وتفجّع بفلذة كبده عبدالرحمن فأرسل منشور الرضى بالقضاء، في أبيات تذوب لوعة وصدقاً، وتفيض إيماناً وتسليماً:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
وداعاً حبيبي لا التقاء إلى الحشرِ=وإن كان في قلبي عليك لظى الجمرِ

صبرت لأني لم أجدْ لي مَخْلصاً=إليك وما من حيلة لي سوى الصبرِ

ترآك عيني في السرير موشَّحاً=على وجهك المكدوم أوسمة الطهْرِ

براءة عينيك استثارتْ مشاعري=وفاضتْ بأنهار من الدمع في شعري [/poem]

ويفارق صديقنا الغربة، ويعود من الغياب، ويلتقي بأمه لقاء هو مقدمة لسفرها الطويل عن الدنيا، فيكون هو وإياها كما قال أبو الطيب:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
بِأَبي مَن وَدِدتُهُ فَافتَرَقنا=وَقَضى اللَهُ بَعدَ ذاكَ اجتِماعا

فَافتَرَقنا حَولاً فَلَمّا اِلتَقَينا=كانَ تَسليمُهُ عَلَيَّ وَداعا [/poem]


ثم نظم دمعه الحارّ الصادق في قصيدة آسرة مؤثّرة يقول فيها:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
تسهيدُ عينيَ نزرٌ في محبتكم=قد طال تأريقها شوقاً لمرآكِ

وخفْقُ قلبيَ ما ينفكّ يحفزني=إليك ما كان خفق القلب لولاكِ

لو اعترضتِ صلاتي لم يكن لَمَماً=فالله أردفَ نجواه بنجواكِ

يا بهجة العمر أنتِ البدر في أفقٍ=سبحان مَن بضروب الحسن حلاكِ

شوقي إليك تسابيح وأدعيةٌ=وأدمع هي فيضٌ من عطاياكِ [/poem]


وهي من أروع وأجمل مراثي الأبناء البررة في الأمّهات البارّات.

وقد تأثرتُ بهذا التّفجّع الصادق، فعبّرتُ عن مشاعري برثاء في والدته ووالدتنا - رحمها الله تعالى- فقلت من قصيدة:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
يا أمَّ سلمانَ في الجنّاتِ مأواكِ=وموكبُ الخُلْد في الرّضوان مسراكِ
وباكرتْكِ أهازيج مرتَّلة=في حضرة القدس حيّاها وحيّاكِ
إلى البقاء رحلتِ والرضا حُللٌ=على بساطٍ من التبجيل يلقاكِ
سئمتِ عيشتنا يا أمَّنا فذوتْ=مِمّا رأتْه من الإفلاس عيناكِ
وسرتِ لم تتركي إرثاً سوى رجلٍ=مقدم في المعالي جود يُمْناكِ [/poem]


إنه سلمان العودة العالم والداعية والمفسِّر والمثقّف والأديب، ذهنٌ وقَّاد حين تتوقف الأذهان عن التفكير، وهمّةٌ وثّابة يوم تتلجلج الهمم بأصحابها من ظمأ المشقّة ووعثاء السفر، وطويل الطريق، ورأيٌ نضيج يوم تضلّ الآراء في بيداء مقفرة من التيه.
وصديقنا سلمان إذا داخلته وصاحبته أحببته، فهو يؤْثِرك على نفسه في المغانم، ويتحمّل عنك المغارم، يجوع لتشبع، ويسهر لتنام، ويتعب لترتاح:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
أوزع جسمي في جسوم كثيرة=وأروي قراح الماء والماء باردُ [/poem]

وإن تعجب فعجيب صبره وجلده في البحث والمحاضرة، والدرس والمناظرة، صحبته في سفرات عديدة فكان يحاضر الناس الساعات الطوال بلا كلل ولا ملل، ثم يجتمع بالناس في جلسات خاصة، فيتحدث بإسهاب، ويجيب بإطناب، متجدّد النشاط، مشبوب الهمّة، قويّ الأداء، ثم أميل معه ميلة واحدة إلى جلسات ومسامرات أخوية خاصة فيطارحنا إلى الهزيع الآخر من الليل وكأنه أول ساعة من الصباح الباكر، أسافر معه الساعات الطويلة من الرياض إلى نيويورك، ومن الخليج إلى المحيط، فكأن الساعات ثوانٍ تمرّ مرَّ البرق الخاطف ما بين بحث علمي، ومطارحة أدبية، وحديث ودّي، ونكتة بريئة، ومَثَل سائر، وقصيدة عامرة، وقصّةٍ موحية، أورد البيت فيكمل القصيدة، أشرع في القصة فيتمّها، أذكر أوّل المثل فيسوقه:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
وتراه يصغي للحديث بقلبه=وبسمعه ولعلّه أدرى به [/poem]

ولما شرع في برامجه الفضائية وأحسن في إيراده وإصداره تلقّى اتصالين من طرف خادم الحرمين الشريفين يثني ويبارك هذا الطرح الجميل، والقول المسدّد، والنظرة الواسعة الصائبة، وقد تعرّض لنقد، شأن كل نابغ، وسنّة كل لامع، فما شغل نفسه بالردود، ولا قلْبَه بالبغضاء، ولا لسانه بالتّشفّي، بل كان يستغفر لهم، ويَكِل سرائرهم إلى الله، ويعفو ويصفح، بل إن أحدهم لما توفّي اتصل صديقنا بأسرته فواساهم وعزّاهم، وترحَّم على أبيهم، وأخبرهم أنه محلّ والدهم. فهو في شغل شاغل عن الردود والملاسنة والقصاص بالعمل والمثابرة والتحصيل والنفع العام وارتياد حقول المعرفة وميادين الريادة مفيداً ومستفيداً:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
تراه من الذّكاء نحيلَ جسمٍ=عليه من توقّده دليلُ

إذا كان الفتى ضخمَ المعالي=فليس يضيره الجسمُ النحيلُ [/poem]

إن الرجل الكبير مَن تكون إنجازاته تنغيصاً لخصومه، ومَن تكون إخفاقاته أول انتصارات أعدائه، ومَن تكون نقائصه كمالات مبغضيه، ومَن اشتغل به الناس قدحاً ومدحاً، وثناءً وهجاءً، فهو عظيم، ويحقّ في أبي معاذ قول الشاعر:

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black"]
قُل للّذي بِصُروفِ الدَّهر عَيَّرنا=هَل عانَدَ الدّهرُ إِلا مَن لَهُ خَطَرُ

ففي السَماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها=وَلَيسَ يُكسَفُ إِلا الشَمسُ وَالقَمَرُ [/poem]

ذلكم هو صديقي سلمان الذي عرفتُهُ طيلة خمس وعشرين سنة.
[/align][/align]
ملك الشوق غير متصل  
قديم(ـة) 22-11-2007, 09:13 PM   #25
أبو الوليـد
عـضـو
 
صورة أبو الوليـد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 169
سبحان الله !

لكل ساقطة لاقطة !
أبو الوليـد غير متصل  
قديم(ـة) 23-11-2007, 06:04 AM   #26
الـشَـكِـيـمْ
عـضـو
 
صورة الـشَـكِـيـمْ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: abuslman18@hotmail.com
المشاركات: 1,047
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها ____1____
#1

رمز للكاتب

شُكراً لك .. لا تعليق
__________________
.
.
يَشدُو بِها أَوْطفُ العَينينِ ذُو هيَفٍ - - - - أغنُّ في شَدوِه تَرجِيعُ ميَّـاحِ
الـشَـكِـيـمْ غير متصل  
قديم(ـة) 23-11-2007, 06:10 AM   #27
الـشَـكِـيـمْ
عـضـو
 
صورة الـشَـكِـيـمْ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: abuslman18@hotmail.com
المشاركات: 1,047
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها الهلالي";810959][CENTER][COLOR="navy
جزاك الله خيرا

اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها الهلالي";810959][CENTER][COLOR="navy



أي تعليق قد يكون بعد هذه الدرر من الشيخ عائض.

ولو لم يكن في كلامه الا هذا لكفى:



ياشيخ عائض: ليت قومي يعلمون ويفهمون ويعقلون.


كلام جميل .. شُكراً لك أخي الهلالي ..
__________________
.
.
يَشدُو بِها أَوْطفُ العَينينِ ذُو هيَفٍ - - - - أغنُّ في شَدوِه تَرجِيعُ ميَّـاحِ

آخر من قام بالتعديل الـشَـكِـيـمْ; بتاريخ 23-11-2007 الساعة 06:27 AM.
الـشَـكِـيـمْ غير متصل  
قديم(ـة) 23-11-2007, 04:51 PM   #28
السكب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: جسدي ام روحي؟ جسدي على أرض محمد صلى الله عليه وسلم اما روحي فهي على أرض القدس تنتظر.
المشاركات: 146
اللهم احفظهم جميعا
__________________
من قال سبحان الله وبحمده مائة مره غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

حفظه الله ورعاه

السكب غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)