بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » التقنيةُ والفِكرُ ...مَنْ يقودُ مَنْ !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 10-03-2008, 01:00 AM   #29
رجل الثلج
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 273
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها أبو محمد النجدي
أخي رجل الثلج والبياض والنقاء .

الذي أراه أن التقنية مُسخرة للفكر , فهي رافد من الروافد التي تدفع بعجلة الفكر للأمام ..
والتقنية قد تكون نتاج للفكر , فلولا الفكر والعلم لما رأينا هذا التقدم المذهل , أعتقد أن العلاقة غامضة نوعاً ما , ولكن باختصار نقول أن كلا الأمرين حتمي الوجود لمنفعة ومصلحة الآخر ..

تميز+ تثبيت = شرف لنا


أولاً : شكري لك أيها الصديق العزيز , فمروركم واحداً واحداً وتعقيباتكم ومداخلاتكم هي عندي أغلى من التميّز والتثبيت ....

نعم أوافقك أن ( العلاقة غامضة ) وهذا مايجعل الأمر في قادم الأيام يبدو معقداً ..

شبابناونساؤنا منهمكون في استخدام التقنية , فهل يوماً سيمسي الشاب مؤمناً ويصبح كافراً_ لاسمح الله _ لأنه قرأ في الليل ماجعله ينقلب رأساً على عقب في النهار ؟
كما أن رجالاً أصبحوا ويصبحون كفاراًفي النهار وأمسوا مؤمنين ...!!؟ ولاتسلني عن وعن !

أليس التقنية لها أبعاد أكثر من أبعاد صديقي ( ثلاثي الأبعاد ))


مرحباً بك !
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***
رجل الثلج غير متصل  
قديم(ـة) 10-03-2008, 01:04 AM   #30
رجل الثلج
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 273
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها ثلاثي الابعاد
سؤال :

هل ربط الرياض بمنطقة القصيم بسكة حديدية وبقطار حديت يسير بسرعة (350)كم/ساعة سيجعلك تفكر في حضور دعوة عشاء في المدينة الاخرى ؟

(عذرا كاتب الموضوع)


مرحباً بك أُخرى ...

سؤالك في صلب الموضوع !!؟

يعني هل الروابط الاجتماعيّة سيطالها الأمر ......


حينَ يكون ماقلتَ : ( جرب واعزمنا على رأس طعس وساعة أو أقل وحنا عندك ))


تحياتي لك !
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***
رجل الثلج غير متصل  
قديم(ـة) 10-03-2008, 01:15 AM   #31
رجل الثلج
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 273
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها مثلث برمودا

عزيزي رجل الثلج ..
شكراً لطرحك هذا الموضوع التساؤل ..

وأعتقد أن تساؤلك كبيراً نوعاً ما .. وكنت قد قرأت مقالاً من جزأين لأحد الكتاب الذي لا أخفي إعجابي بطرحهم الدكتور : محمد حامد الأحمري .. تطرق لجزء من موضوعك .. كان المقال بعنوان :

التلازم بين التقنية و ثقافتها 1

التلازم بين التقنية و ثقافتها 2

دم بخير ..
وتحياتي لباقي الأخوة الأعزاء ..



مرحباً أخي مثلث برمودا ...


أين أنتَ ؟

ربما لاتعرفني , غير أني كنتُ اختلس النظر إلى ماتكتب وإذ بك تغيب , لك عذرك لكن ماجئت به الآن يشفع لك هذا الغياب الطويل ...


أحب الدكتور الأحمري وكتبه وكتاباته , ولذا الروابط لاتعمل لدي فهل الخلل عندي أم في الرابط !!؟


شرفتني بطلتك ومرورك ...!
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***
رجل الثلج غير متصل  
قديم(ـة) 11-03-2008, 07:28 AM   #32
مثلث برمودا
عـضـو
 
صورة مثلث برمودا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: Saudi Arabia
المشاركات: 225
حياك أخي رجل الثلج ..
وشكراً لإهتمامك .. وعذري عن الإنقطاع ..
فعلاًالروابط لا تعمل .. أعتقد هنالك خلل في تقبل الرابط .. على كل هذا نص المقالة :

___
التلازم بين التقنية وثقافتها (1/2)
محمد بن حامد الأحمري 14/11/1423
28/01/2002

طلب مدير شركة (إتش بي ) لصناعة (الكمبيوتر) أن يزور الجامعة القريبة منه، في لقاء عمل متواضع دون ضجة ولا ديكور ولا افتعال رسمي، وطلب أن يقابل عدداً من المدرسين والطلاب الأذكياء على غداء وبحضور بضعة عشر تلميذاً ، وعلى الغداء قال مدير الشركة: إني أحب أن أسمع منكم مشاركة هامة لمستقبل الشركة ويتلخص في الجواب على سؤال واحد:
ما هو (الكمبيوتر) الذي تريدونه ؟ وما الذي تحبون أن يقوم به هذا الجهاز لكم؟ انهالت عليه الاقتراحات كالسيل، فكان منها أن قال أحدهم : إنه يود أن يتحدث مع الجهاز فينفذ مايريد دون أن يلمسه، وطلب أحدهم أن يقوم بالترجمة والآخر طلب نقل الصور ، كل ذلك كان قبل عشرين عاماً خيالاً مضحكاً، ولكن مدير الشركة قال في نهاية الجلسة إننا نجمع هذه الاقتراحات، ونطلب من أساتذة الجامعات دراسة إمكانية تنفيذها، ونزود الأقسام العاملة بالمال والمساعدة كما نفعل مع جامعتكم هذه، وما وصلنا له اليوم مدين للقاءات سابقة كهذا اللقاء البسيط الذي يتلوه عرق كثير، والغريب أن الحاضرين كانوا يؤمنون بأن الشركة سوف تصنع في يوم ما -قد يكون قريباً- جهازاً بهذه المواصفات.
إن الجامعة في تقدير مدير شركة (إتش بي) مكان للتفكير وللاختراع ورسم المستقبل تقنياً وتجارياً وسياسياً، وهذا هو الوضع الصحيح للجامعة لدى الأمم القوية تناقش وتمتحن وترجح بين معلومات وآراء واحتمالات . أم الميادين السياسية والإنسانية ففيها حيوية أعجب، وما حلقات البحث المستقبلي السياسي والثقافي كما في "حلقات هارفرد السياسية" التي من أبرز شخصياتها الزميلان (كيسنجر) و(هتنجتون). بأقل من الميادين التطبيقية ، وكلها تطبيقية.
بينما تكرر في العالم الثالث قطعيات ومسلمات سواء أكانت علمية أم غيرها !!
إن صناعة الرأي والمشاورة في نمطيها الاختياري والملزم كلاهما ضروري للبقاء والتقدم "كما في حادثة مدير شركة الكومبيوتر" مبادرة شورية عامة غير ملزمة، وفي داخل الشركة تدار الأمور بطريقة أخرى ملزمة ليربح الأفراد المساهمون وربما غيرهم تبعاً لذلك ، ويخسر مواطنون منافسون أيضاً وتلك التجارة.
إن مناقشات "حلقات هارفرد السياسية" ، ما هي إلا قدح للفكرة وضدها أو قريباً منها ، وخسارة بعض الآراء ، ففي كل منهما مشاورة ملزمة، ولكن ما يلزم الأمم يختلف عما يلزم الشركات الناجحة. والقرار الملزم للحكومة وللشعب بعد الاتفاق هو محصلة المنهج المتفق عليه في البرلمان من قبل الأمة فقط، صاحبة الحق في اختيار من يعبر عن مصلحتها، وذلك هو الفرق ما بين مصلحة شركة (الكمبيوتر) قد تهدم مصالح منافسين طيبين، والتي قد توافق أو تخالف مصلحة الأمة، وبين مصير أمة يؤخذ في قراره المصلحة الكبرى للأمم، وهو ما لا يتصور أن يقدر عليه رئيس شركة.
وهذا تحسمه الانتخابات العامة والدوائر المنتخبة الصغيرة، فإنه وإن أساء فإساءته بالمشورة مقبولة، والصواب بالاستبداد مكروه. وهذا التشاور وثقافته من أسباب القوة والمنعة. وإلا تحولت الأمة إلى شركات كل منها يهدم منافسه، ثم ينهار المجتمع في حال غياب نمط أعلى وغالب من المصلحة والتفكير في تقدير التوازنات. وبهذا ذابت مكونات المهاجرين والأنصار القبلية في المصلحة العامة، وبقيت كل قبيلة تحرص على مصلحتها ولا تهدم بتميزها الكيان الأعظم. تلك كانت القيم والثقافة الراشدة قبل الهدم.
ونحن كثيراً ما نجد متحدثين من المسلمين يدعون إلى تقنية غربية، وروح إسلامية، وثقافة ومجتمع يؤمن بالإسلام وقداسته وشموله، ويتوقع أن المدنيات والتقنيات تنتقل بسهولة دون نقل قيمها، ويرون أن عملية فصل التقنية الغربية ممكنة وسهلة عن ثقافات مجتمعها. ويتخيل نجاحاً للتقنية والرفاهية في جو من الجهل وعصمة الفرد وقتل الرأي ومطاردة العقول، وتلك أحلام وخواطر ذاهل ، فليس كل ثقافتهم مقبولة، ولكن بعضها ممسك بزمام النجاح التقني، إما أن تنقله محباً راغباً مستميتاً في سبيله، أو تأتي بخير منه، وعندنا ما هو خير ولكنه مغيب.
إن من المهم الإشارة إلى أن التقنية الغربية في كثير من جوانبها كانت وليدة للفكر الغربي والثقافة الغربية ، وليس العكس، فهناك مراحل مر بها الفكر الغربي أثناء تطوره أدت إلى نضوج وقوة للمصانع ، وللسلاح ولوسائل الاتصال والراحة والرفاهية. وهذه الوسائل التي أنتجها الفكر الغربي عادت عليه بالقوة والثقة، ومن هنا جاءت الخطب والكتب التي تروج للمقدسات الفكرية الغربية، فأصبح هناك تماسك مع الزمن بين الوسيلة والغاية والآلة والفكرة.
إن قصة ذكرها مؤلف كتاب "اليابان التي تستطيع أن تقول لا" تستحق الذكر والملاحظة، وهي تبين الصلة بين الفكر أو المبدأ والتقنية، وكيف أصبح كل منهما يعطي بكرم لصاحبه، ما يؤيده ويقويه، يقول المؤلف: "إليكم هذه الواقعة المثيرة، علها تبين أسباب تفوق الأداء الياباني على نظيره الأمريكي، الواقعة تتعلق بإحدى العاملات، شابة في مصنع (كوماسوتو) لأشباه الموصلات التابع لشركة (نيبون) للمعدات الكهربائية. لسبب ما كان معدل الرقائق المرتجعة "غير صالحة" أعلى منه في مصانع المؤسسة الأخرى، وبذل مدير المصنع في اجتماعاته اليومية جهوداً مضنية محاولاً علاج المشكلة، وفشلت كافة الحلول والإجراءات التصحيحية في تخفيض معدل العيوب عن حد معين، وتحير الجميع في سبب عدم تمكن هذا المصنع بالذات من مجاراة نماذج الشركة.
وذات يوم كانت بطلة قصتنا تسير في طريقها إلى المصنع.. وتوقفت لبرهة عند مفترق لخط سكك الحديد أمام المصنع، لحين مرور قطار بضائع ضخم. وشعرت الفتاة بالأرض ترتج تحت قدميها، بينما تهدر عجلات القطار أمامها.. وفجأة قفز إلى ذهنها.. لعل هذه الاهتزازات- هي – السبب الرئيس للمشكلة!!
وبالرغم من عدم شعورها بالاهتزازات المواكبة لمرور القطار حين أخذت تؤدي عملها المعتاد في المصنع، فإنها ظلت تتساءل عن إمكانية تأثر الآلات الدقيقة بهذه الإهتزازات. وأسرعت بنقل ما يدور برأسها من المخاوف إلى رئيسها في العمل ، وسرعان ما أمر مدير المصنع بحفر خندق يفصل المصنع عن خط السكك الحديدية، ثم ملأه بالماء، وبالفعل فقد امتص الحاجز المائي الاهتزازات وانخفض معدل المرتجع بشكل حاد. كانت العاملة آنذاك في الثامنة عشرة من العمر، ولكنها لا شك تمتلئ زهواً بعملها في مؤسسة (نيبون) للمعدات الكهربائية، مما جعل مشاكل العمل تستحوذ على رأسها الصغير حتى في غير أوقات العمل.. ذلك النوع من القيم يعكس بدوره تفوق نظام التعليم في اليابان"(1).
عقب المؤلف برأيه لأنه كان في مساجلة بين الطريقة اليابانية والطريقة الأمريكية مفتخراً بطريقة التعليم في بلده. ولكننا في عالم آخر قد لا يشدنا هذا التفسير ويليق بنا أن نلقي الضوء على فارق آخر بين بيئتنا وبيئة المؤلف ، أو بالتحديد فارق الأفكار والتربية بين البلاد التي لا تتحرك فيها الأفكار بسهولة بين عامل جديد وبين إدارة المصنع الكبير. مما يجعل أحدنا لا يفكر في الإصلاح، لأن الطريقة التي عندنا أن مدير المصنع معصوم، ولا يحتاج عقله لعقل صغير متدرب أو ملتحق بالعمل في فترة قريبة!!
تلك هي قاعدة عمر رضي الله عنه في التماس حدة الذهن في الصغير، "لا يبدو أن مدير المصنع يحفظها" وهي لا تصطدم أبداً مع عقل المجرب وخبرات الخبير. ثم إن الذهن الذي يلاحظ قادر على النمو والاستمرار في قوته وعملاقيته لأنه لا يقمع، ولا يحجر عليه. وواثق أنه سيقدر ولو أخطأ. وفي كثير من بلاد المسلمين يقهر العقل مبكراً، ويمنع من النمو. وفي دراسة أجراها هشام شرابي تبين له تفوق أطفال العرب على غيرهم صغاراً، ثم اندثار قدرتهم مباشرة بعد دخول دروب الحياة ومجتمع طبقات القمع المتتالية، كل طبقة تقمع الأخرى حتى نخرج بمجتمع لا يحترم فيه أحد الآخر إلا في كلمات رنانة وألقاب ميتة لا صدق ولا روح فيها.
والسبب الذي سيقت له القصتان هي مسألة العلاقة بين الأفكار والتقنية ، والثقافة والصناعة. فقد أصبح كل منهما يطل على صاحبه تأييداً أو تدميراً. وهذا ما نحتاج لوعيه ؛ فكلمة (إسلام) ليست نصاً سحرياً يحل جميع الإشكالات، و المطلوب التفكير فيه بإحياء ما اندثر من قيم الحق بالشجاعة، والحرية، والشورى، فلا نقمع صغيراً لحداثته، ولا كبيراً لأنه يفهم خيراً منا، ولأنه سيكشف ضعفنا، فتصبح السياسة والصناعة ضرباً من الكهانة الخاسرة. لذا علينا أن نتجنب ما ورثناه باسم الدين من قيم ليست صحيحة شرعاً، ولا قادرة على الإصلاح واقعاً.
والذي قد يستنتجه القارئ أن هذه التقنية هي في نهايتها قيم، وأخلاق وليست فقط أدوات تلبي حاجات الناس بطريقة مريحة. لأن الفارق بين القيم والأشياء ليس كبيراً، وأن كلا منهما يتلبس الآخر عاجلاً أم آجلا. ولكن هذا في مداه البعيد ... للحديث بقية بإذن الله
(1) شنتاروا ايشيهارا، "اليابان التي تستطيع أن تقول لا" وقد ترجم بعنوان اليابان لم تقل لا. ترجمة هالة العوري. يافا للدراسات والنشر، القاهرة 1991م، ص 44-45.
مثلث برمودا غير متصل  
قديم(ـة) 11-03-2008, 07:29 AM   #33
مثلث برمودا
عـضـو
 
صورة مثلث برمودا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: Saudi Arabia
المشاركات: 225
التلازم بين التقنية وثقافتها(2/2)
محمد بن حامد الأحمري 21/11/1423
04/02/2002

ونعود إلى مداه القريب إذ نجد أن فن التعامل والاجتماع في مكان أو على مشروع عمل يجعل البعيد قريباً، و يجعل من شبه المستحيل ممكنا، ولا أزال أذكر ما كنا نعانيه في مساجد أمريكا ونحن غالباً من المهاجرين عرباً وغيرهم، حيث كنا لا نستطيع تجاوز الانتخابات السنوية في المساجد بسهولة، فانتخابات الرئاسة الأمريكية لا تسبب إشكالاً، ولا خصومات أو معارك جانبية، أو قتل كما يحدث في العالم الثالث، ولكن في مدينة ".." الصغيرة جداً كلما جاء موسم انتخابات المركز الإسلامي ثار الوضع، واستفز الناس ولابد أن تحضر الشرطة لفك الاشتباكات في المسجد عن قرابة عشرين عربي في المسجد!!
ولا أزال أذكر بحسرة ذلك الموقف في شهر رمضان عندما اختلف المصلون على من له حق الإمامة، ورفع أحدهم السلاح على رأس الإمام إن لم يترك المحراب، وجاءت الشرطة، وكان بينهم امرأة اعترض عليها أحد المسلمين بسذاجة ولأنها دنست المصلى بحذائها فقالت له: لو كرمتم مسجدكم لم أدخله ولم يدنسه حذائي!!
ولولا أن المساجد الأخرى تتلقى التشريع الديموقراطي الغربي قسراً، وإلا ما سلمت المساجد من معارك مشابهة ومستمرة، وحال المسلمين – الآن- في هذا الجانب أحسن بكثير من تلك الأيام. فلقد انتهت الكثير من تلك الخصومات، وتعود الناس ثقافة البلد بخيرها وشرها، فأصبحوا يقبلون ثقافة الديموقراطية ويغلبون الأغلبية حتى ولو لم تصب أحياناً وربما تجافي الصواب.
وهو الجزء الساذج وغير المعقول من الديمقراطية، فأحياناً تأتي بالخطأ، ولكنها حل لمن لا حل عنده. وترسم طريقاً للتفاهم عندما لا يجدي الحوار، ومثال ذلك تلك النكتة المنتشرة ـ وهي ممارسة إلى حد كبيرـ التي تقول : إن طلاباً في فصلهم اختلفوا في تحديد جنس ضفدع ، هل هو ذكر أم أنثى؟! فاختلف الطلاب، وليس هناك من طريق لحسم الموقف إلا بأن يقترعوا ويصلوا إلى تحديد جنس الضفدع من خلال الأغلبية، ليتعاملوا معه ويتخاطبوا في التعبير عنه بضمير "هو أو هي"!!
إن هذه الطريقة التي تعودوها للحسم في خلاف بهذه الطريقة، وليس لدى أحدهم ما يمكن أن يقنع به صاحبه. وهي نفسها طريقة الوصول لكثير من القرارات، قد لا يكون القرار صحيحاً، ولكنه خير طريق لنا للوصول لما بعده، والانتقال من دائرة الخلاف الكلامي للممارسة والعمل. ولا يفرض أحدهم رأيه على الآخر من خلال جهل ولا قوة. فكل منهم إنسان كليل وعاجز عن تحقيق المعلومة النهائية والمصلحة القطعية في ذلك.
وهذا ما يجعل الذات متأخرة عن الموضوع في كثير من ممارسات المجتمعات التي نضجت فيها الأفكار، وفي مجتمعاتنا الشخص مقدم على الحق، وهذا خلاف الشرع والعقل. وما دعاء الإمام الشافعي أن يسوق الله الحق على لسان مخالفه إلا درجة عليا من التجرد والتسامي على الذات والترفع للوصول للحق الأقدس، وللمصلحة العليا، وفي هذه الحال يخسر شخص الشافعي وتسقط سمعته عند السذج، ولكنه يعلو عند الله ثم عند عقلاء ومخلصي عباده، لأنهم يدركون ضخامة المعركة التي خسرها شخصه لينتصر الحق. وكانت تلك ثقافة المجتمع الإسلامي قبل الانهيار الخلقي والسياسي!!
فأصبحت البطاقة تحسم خلافات المجتمعات المفكرة، والرصاصة تحسم خلافات المجتمعات غير المفكرة. فهذه الخلافات الكبرى بين الأشخاص والأفكار ومصالح الأحزاب تشرح للناس في الحملات والميادين العامة والخاصة عاماً أو أكثر، ليعرفوا أيهما أحسن لهم واحب لهم وأخدم لمصلحتهم، ثم يتخلى الشارحون عن منصاتهم، والمطالبون بالمنصب، وتحسم بطاقات الاقتراع بينهم وإن أخطأت . وستكون خيراً من الرصاص في مجتمعات الشجعان (مشايخ الأفغان) و(رواندا)، فهي تقتل البدن والروح والعقل ويخسر المجتمع لا محالة. ولا تأخذ الانتخابات من وقت الناس ولا عواطفهم كثيراً، دقائق يعود الناس بعدها لأعمالهم كأي يوم عادي والأغلبية لا تشتغل بالموضوع أصلاً ولا تنتخب.
إن نقل التقنية للمجتمعات الأخرى ممكن ـ على الرغم من صعوبته ـ لكنها عانت من سوء استخدامها، وما رافق ذلك من ثقافة الشعوب الغربية وعنصريتها، وقسوتها ووحشيتها، وقد تعاني أسوأ من ذلك مستقبلاً، ونحن بحاجة لأن نعطي هذه التقنيات بعداً أحسن مما هي فيه من تقاليد قد تكون مانعة من نقل أو زراعة المفيد منها ، أو تبقى مضرة للناس على السطح، ولا يتلقاها مجتمع بقبول. وقبل الصناعة والتقدم لابد من ممارسة التفكير الشامل، وفتح نوافذ التفهم والتسامح والتفكير في مصالحنا بشكل جماعي، فالأولى بالفهم من القول ما يثبت صحته، ومن لم يفهم موقفاً فسوف يتطور ويفهم ويساند، ويدفع من قلبه وعقله وروحه ما يضمن للدين وللأمة الخير. ولكنه بحاجة أن يثق ولا ثقة دون مشورة، وبحاجة أن يعمل ويخلص ولن يكون إخلاص بلا ثقة. وإن مهاد الخير في بلاد المسلمين أغنى وأبقى ولكنه مطمور تحت أقدام الفردية قاتلة الأفكار والحرية والنبوغ !!


تحياتي ..
مثلث برمودا غير متصل  
قديم(ـة) 12-03-2008, 03:23 PM   #34
رجل الثلج
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 273
( الأمريكان يدكون حصون الاتصالات عندنا ( 1 ) !! ؟ )


حين الحديث عن ( الأمريكان ) يختلفُ النّاس حولهم ويتحاورون ويتجادلون لأجلهم بالحُسنى وبغيرها , حيث تتداخل المسائل وتكون معقدةً بعدد نجومِ السماءِ ...

هذه التداخلات هي تداخلات يصعب على فردٍ أو أفرادٍ أن يتعاملوا معها أو يبتوا في أمرها لأنها تحتاج كحالِ الاُمة إلى من يدرسُ حالها بعناية ويعرف المشكلة وأبعادها وطُرق التعامل معها ...

إليك شيئاً من هذه التداخلات التي تدور في رؤوس بعض النّاس :
أمريكا دولةٌ استعماريّة تمثل القطب الأوحد تحاول بث مشروعها الاستعماريّ وسلطتها بـ ( أمركة ) الشعوب عبر بوابة ( العولمة ) , فكما أن هناك عولمة سياسية فهناك عولمة اقتصاديّة وعولمة فكريّة ثقافيّة وغيرها , في نفس الوقت هذه الدولة هي من تقود الحضارة عبر منتجاتها وأبحاثها وعلومها فهي من يبحث ومن يصنع ومن يصدّر والشّعوب الأخرى فقط تمرست على قابليّة الاستهلاك لمنتجات الآخرين .... فكيف تستعمرنا , ونلعنها ونتمنى زوالها,... وفي المقابل حين تنتج لنا نطير فرحاً بمنتجاتها ولا نتسطيع الاستغناء عنها ...!!

في الجانب الآخر : أمريكا دولة تحتل أرضنا فهي محتلة تقتل وتُعدم وتفعل الأفاعيل , وتقتل المدني القابل للاحتلال والمجاهد الذي يصاول لأجل تحرير بلد مسلم , في هذه المعمة يقتضي على المسلم أن يفرّق بين الحكومة والشعب فالشعب لا ذنب له والجُرم تتحمله الحكومة , ولكن بحسبه بسيطة نجد أن الشعب هو من يرشح الرئيس عبر بوابة الانتخابات فالرئيس يتولى بصوت الأغلبيّة فهذا يعني قبول الأغلب لفعل الحكومة ويستلزم حينئذٍ أن نفرّق بين الشعب الواحد ممّن رشحه والآخر الذي رفض انتخابه ...فكيف يقال : أمريكي مدني وأمريكي مقاتل مع أن كلاهما يدافع عن الرئيس فالأول بصوته( خصوصاً لمّا يعيد انتخابه ) والثاني بسلاحه ..أليس كلاهما محاربان مشاركان في الجُرم ...وهذه من تعقيدات الدولة الحديثة التي تختلف عن الدول في الماضي !!

جانب ثالثٍ ( وهذا الجانب ومابعده هو مايعنيني في مقالي ) : الدولة المستعمرة تُدير عملياتها عبر التقنية , وكلمّا زادت خبرتها التقنيّة زادت حدّتها وضراوتها وقوة بأسها , هذه الدولة لاتتورع عن شيء تقني مقابل ضرب عدوها أسلحة محرّمة وأسلحة مُشّرعة , قنابل وصواريخ , تصنت على الآخرين , ملاحقة مواقع , وإيميلات , ومُعرّفات , وتلفونات ومسجات , فلابد من عدم دعم شركاتها التقنية لئلا يزيد دخلها ثمّ يزيد انتاجها , ولكن نحن لانصبر عمّاتصّدره من منتجات تقنيّة أليست شبكة الانترنت قاعدتها في بلدها ولذا يُقال : لو مُسحت أمريكا من الوجود فإن شبكة الانترنت لاتتأثر, وحين انقطع الكيبل البحري هاجت النّاس وماجت وانقطع العالم عن بعضه !!

جانب آخر:
أمريكا استعماريّة تقوم قوتها على الاقتصاد واقتصادها هو عبارة عن النشاط الفرديّ الحرّ , فالشركات تدير الدولة , أو لم يخرج( فلمٌ ) يبرهنُ عن أن الشركات تدير العالم بل والحروب , في ظل النظام النفعيّ البرجماتي لا تبقى حقيقة مطلقة , والنفعيّة الفرديّة تؤدي لسحق الغالبيّة لأجل مصالحها وأكبر مثالٍ
( الربا أو الفوائد البنكيّة ) وكيف مُسحت الطبقة الوسطى بظل جشع الكبار وصار الصغار أُسارى للفوائد البنكيّة المكلفة والمرهقة ...فسقوط المستعمر يمر عبر بواباتٍ من أهمها شل حركته الاقتصاديّة , ولكن سقوطه يعني سقوط المرتبطون به وبعملته ...فكيف نتمنى سقوط اقتصادها ونفرح بخسائرها , وفي نفس الحظة تبلغ الروح الحلقوم حين نسمع عن انخفاض الدولار ...؟؟



أليس هذه وغيرها هي مايدور في واقع الحال ... لو أمعنت النظر في سجال المتحمسين لأمريكا_ وهم صادقون مع انفسهم لا لأجل حفنة دراهم ملأت بها أرصدتهم _ لرأيتهم ينظرون لجانبٍ والكارهين لها فإنهم ينظرون لجانب آخر ...

من أصعب التعقيدات الأخيرة ( منظمة التجارة العالميّة ) فحين يسمح للشركات الكُبرى بافتتاح فروعٍ لها في دول أخرى , فهذا يعني قدوم شركاتٍ من دولة المُستعمر ستقدّم لك خدمة عالية وقيمة رخيصة واحترام للعميل ...

هل سيمنعها أحد ؟ طبعاً : لا ...

هل سيشترك معها أحد ؟ طبعا: ً نعم ...

هل ستُترك , وسيبقى العميل مع شركاته المحليّة التي تُقدم له خدمة أقل وقيمة أعلى وبعضها_ ربما_ لاتحترم عملاءها ...

إن أول السيل قطرة , فهاهي الشركات الأمريكية تجوب العالم لتفتح فروعها , وهاهي شركة الاتصالات الأمريكيّة تشرفنا ألم تسمع عن :

(( اتحاد شركة الاتصالات الضوئية ... إم سي آي إنترناشونال سيرفزس إنك - فيريزون MCI - Verison- ) ...

إنها جاءت لدك الاتصالات_ وهذا من لوازم عملها _ عبر سحب العملاء بتقديم تقنية جديدة ( الاتصالات الضوئية ) ...
ماموقع الشركة من الاعراب ؟ وكم مزانيتها ؟ وكم عدد عملائها ؟ وماذا تعني اتصالات ضوئية ؟؟

هذا ما سأبينه في المقال الثالث عبر تقريرٍ كتبه رجلٌ فاضلٌ رأى من النصح أن يحذّر شركاتنا من خطورة المنافس القادم ...

ولذا سيتكرر السؤال مرةً أخرى ( أليست التقنية تقود الاقتصاد !؟ )


..تحياتي !
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***

آخر من قام بالتعديل رجل الثلج; بتاريخ 12-03-2008 الساعة 03:39 PM.
رجل الثلج غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)