بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » أخـــبـــار بــريــــدة » جااامعة القصيم الظالمة

أخـــبـــار بــريــــدة كل ما يهم مدينة بريدة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 17-06-2011, 12:25 AM   #29
~Jenaan~
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
البلد: في احلامي
المشاركات: 72
الجامعه فيها أخطاء كثيره وظلم بس يوم قريت كلامك ودعائك عليم حسيت انهم هم المظلومين مو حنا .وانا اكثر وحده انظلمت بالجامعه بس مو هالاسلوب بيحل الموضوع ياخوي بالركااااده شوي شوي عشان يركزون المسؤلين
~Jenaan~ غير متصل  
قديم(ـة) 17-06-2011, 02:58 AM   #30
█ ▌ ڼسيتـﮗ بهډۉئے █ ▌
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
البلد: ..
المشاركات: 377
حسبي الله ونعم الوكيل ...
__________________
تِعُـلَقْتَ بِكِ

... لِـ ‘ دِرِجِـهُ أَنَّك جَعْلُـتِنيَ أَبتسَـمْ كُـلَ مْآ تَذَكَرَتك

..♥ ~
█ ▌ ڼسيتـﮗ بهډۉئے █ ▌ غير متصل  
قديم(ـة) 17-06-2011, 03:41 AM   #31
عربي أصيل
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
البلد: بـــــــــريـــــــــدة
المشاركات: 1,067
هدي من روعك يا أخ العرب ..
الحين ما قلتلنا وشي مشكلك .. وش صاير عشان تطلب تغيير كل منسوبي جامعة القصيم من مدير ودكتور وموظف ما بقى إلا عمال النظافة ..
وش مسوين .. شف دائماً تعامل مع حتى الدكاتره حسب النظام .. أنت صدقت بعض الدكاتره شايف نفسه يتعامل مع الطلاب كأنه يتعامل ما أطفالة يمكن أطفالة يقدرهم أحسن من الطلاب ..
ياليت تقول وش المشكله .. والله يعينك على هذولي الدكاتره بس شف الدكتور دس عليه يعقل بس بالشكل الي يكون نظامي ومؤدب حتى ما يمسك عليك شي وما عليك ..
تحايتي لك ..
عربي أصيل غير متصل  
قديم(ـة) 17-06-2011, 04:08 AM   #32
حلاا
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: في قلب حبيبي
المشاركات: 55
الله يعينكم يااااااااااااااارب
دمتم بخير
حلاا غير متصل  
قديم(ـة) 18-06-2011, 02:25 PM   #33
طالب متضرر
عـضـو
 
صورة طالب متضرر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: بالمريخ
المشاركات: 23
الرشوة

ويقول عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الراشي والمرتشي والرائش }

فاننا نعاني من ظاهرة خطيرة في بلدنا قد تكون من أبرز الظواهر التي أدت الى ما نحن فيه من سوء الأحوال ألا وهي ظاهرة الرشوة والفساد الاداري والوظيفي.

أولا: حكم الرشوة والتحذير منها: عباد الله ما هي الرشوة؟، إن الرشوة هي: ((بذل المال للتوصل به إلى باطل إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه أو إعفائه مما هو حق عليه أو هي: ما يعطيه الشخص لحاكم أو غيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد))، وواضح من هذا التعريف أن الرشوة أعم من أن تكون مالا أو منفعة يمكنه منها, أو يقضيها له، والمراد بالحاكم : القاضي وغيره وكل من يرجى عنده قضاء مصلحة.

وهي حرام بالاجماع ومن كبائر الذنوب، يقول سبحانه:{ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [البقرة:188] ، وقد لعن صاحبها على لسان رسول الله، فقد روى الترمذي وأحمد وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لعن الله الراشي والمرتشي))، وفي رواية عند أحمد: ((والرائش)) وهو الذي يمشي بينهما.


ولما بعث رسول الله معاذًا إلى اليمن أرسل في أثره، فلما جاءه قال: ((أتدري لِمَ بعثتُ إليك؟ لا تصيبن

شيئًا بغير إذني فإنه غلول، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة، لهذا دعوتك فامض لعملك)) رواه الترمذي.

عباد الله: قد تشتبه الهدية بالرشوة عند البعض، فنقول: الهدية مندوب إليها، لكن متى ما كانت الهدية

سبيلاً إلى حرام فإنها حرام، يقول ابن التين: هدايا العمال رشوة ليست بهدية، إذ لولا العمل لم يهد له، وهدية القاضي سحت، وإذا قلبها وضعها في بيت المال، فقيل له: إن رسول الله كان يقبل الهدية! فقال: إنها كانت هدية، وهي الآن رشوة.

روى البخاري في صحيحه عن أبي حميد الساعدي قال: ((استعمل النبي رجلاً من بني أسد

يقال له: ابن اللتبية على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أُهدي إلي، فقام النبي على المنبر فحمد الله

وأثنى عليه ثم قال: ((ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا لك وهذا أهدي إلي؟! فهلا جلس في بيت أبيه

وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟! والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة، يحمله على رقبته، إن

كان بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تعير))، ثم رفع يديه حتى عفرتي إبطيه ـ يعني بياضهما ـ وقال: ((ألا هل بلغت؟)) ثلاثًا)).

وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من استعملناه على عملٍ فرزقناه رزقًا ـ أي: منحناه مرتبًا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول)) رواه أحمد وأبو داود.

عباد الله، إن تفنُّن الناس في تسمية الرشوة بغير اسمها لا يخرجها عن حكمها، فقد سمَّوها بغير اسمها،

ولقّبوها بألقاب تخدع السذج من الناس وتسرّ الغششة، حتى انتشرت الرشوة بينهم انتشار النار في يابس الحطب، حتى أفسدت كثيرًا من الذمم، الطالب يعطي أستاذَه، الموظَّف يهدي إلى مديره، صاحب الحاجة يقيم مأدبة لمن هو محتاج إليه، في صوَر أفسدت الموظفين، يجعلون الخدمة لمن يدفع أكثر، ومن لا يدفع فلا حول لهم ولا قوة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"((أيُّها الناس!إنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلاَّ طيباً، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسَلين، فقال:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً

إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وقاليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، ثم ذكَرَ الرجلَ يُطيل السفر أشعث أغبر، يَمدُّ يديه إلى السماء:يا ربِّ!يا ربِّ!" ومطعمُه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك؟!")).

أولا: خطر ومفاسد الرشوة، إن وجود الرشوة وانتشارها في قوم مؤذن بخطر عظيم، فقد قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال خصالاً ستًا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع

الحكم، واستخفافًا بالدم، ونشوًا يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم، ما يقدمونه إلا ليغنّيهم)). والمقصود بيع الحكم كما فسره العلماء: هو تولية المناصب عن طريق الرشوة.

فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا بمن مضى قبلكم من الأمم المحادّة لله والمعتدية على حدود الله، كيف حلت بهم نقمة الله، وكيف توعد الله من سلك سبيلهم واجترأ على معاصي الله.

أيها الناس: إن من قصور النظر أن يظن أن الرشوة لا تعدو أن تكون مالاً يتبرّع به شخص لآخر، إن كل

منفعة كائنة ما كانت بذلت لجلب منفعة أخرى بغير حقّ فهي داخلة في الرشوة، ألم تروا إلى اليهود يقول

الرسول عنهم: ((قاتل الله اليهود لما حرمت عليهم شحوم الميتة جملوها وأذابوها، ثم باعوها وأكملوا ثمنها))؟! ويقول فضالة بن عبيد رضي الله عنه: (("كل قرضٍ جرّ منفعة فهو وجه من وجوه الربا"))، ويقول على بن أبي طالب رضي الله عنه: ((يأتي على الناس زمان يستحَلّ فيه السحت بالهدية)).

إن من شر ما تصاب به الأمم في أهلها وبنيها أن تمتد أيدي فئات من موظفيها وأصحاب المسؤوليات فيها

إلى تناول ما ليس بحق، فصاحب الحق عندهم لا ينال حقه إلا إذا قدم مالاً، وذو الظلامة فيهم لا ترفع مظلمته إلا إذا دفع رشوة.

إن الرشوة خيانة عند جميع أهل الأرض وهي في دين الله أعظم إثمًا وأشد مقتًا، فهي تخفي الجرائم، وتستر القبائح وتزيف الحقائق، وبالرشوة يفلت المجرم ويدان البريء، وبها يفسد ميزان العدل الذي قامت به السموات والأرض، وقام عليه عمران المجتمع، هي المعول الهدام للدين والفضيلة والخلق.

الراشي والمرتشي والرائش ملعونون عند الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، مطرودون من

رحمة الله ممحوق كسبهم، زائلة بركتهم، خسروا دينهم وأضاعوا أمانتهم، استسلموا للمطامع، واستعبدتهم

الأهواء. وأغضبوا الرب، وغشوا الأمة، في نفوس خسيسة وهمم دنيئة.

كم من مظالم انتهكت، وكم من دماء ضيعت، وكم من حقوق طمست، ما أضاعها وما طمسها إلا الراشون

والمرتشون فحسبهم الله الذي لا تنام عينه، وويل لهم مما عملت أيديهم وويل لهم مما يكسبون.

أيها الناس: خاطب النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال له: ((يا كعب ابن عجرة: إنه لا يدخل الجنة لحم أو دم نبت من سحت، النار أولى به، يا كعب: الناس غاديان؛ فغاد

في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد فموبقها)).

وفي الحديث الآخر: ((إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله عمله أربعين يومًا، وأيُّما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به)).

الرشوة عباد الله: مرض فتاك يفسد الأخلاق، ويسري في الأمة حتى يوردها موارد التلف، ما خالطت الرشوة عملاً إلا أفسدته، ولا نظامًا إلا قلبته، ولا قلبًا إلا أظلمته، ما فشت الرشوة في أمةٍ إلا وحل فيها الغش محل النصح، والخيانة محل الأمانة، والخوف جاء بدل الأمن، والظلم بدل العدل.

الرشوة أيها الناس: مهدرة الحقوق، معطِّلة للمصالح، مجرَأَة للظلمة والمفسدين، ما فشت في مجتمع إلا وآذنت بهلاكه، تساعد على الإثم والعدوان، تقدم السفيه الخامل، وتبعد المجد العامل، تجعل الحق باطلاً والباطل حقًا، كم ضيّعت الرشوة من حقوق، وكم أهدرت من كرامة، وكم رفعت من لئيم وأهانت من كريم.

وإن مما أخبرنا الله سبحانه من صفات اليهود أنهم كانوا أكالين للسحت فيما بينهم: يقول سبحانه: وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [المائدة:62، 63]. يقول ابن مسعود: (السحت هو الرشا)، وقال عمر بن الخطاب: (رشوة الحاكم من السحت)، وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: ((كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به))، قيل: يا رسول الله، وما السحت؟ قال: ((الرشوة في الحكم)). وقال الحسن رحمه الله: "كان الحاكم من بني إسرائيل إذا أتاه أحدهم برشوة جعلها في كمّه فأراها إياه وتكلم بحاجته، فيسمع منه ولا ينظر إلى خصمه، فيأكل الرشوة، ويسمع الكذب، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة]".

ووصفهم في آية أخرى بقوله: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ

مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ..} الآية.

وبتأمل هذا السياق في عمومه، والربط بين أوله وآخره لكانت أمامنا حقيقة ثابتة ظاهرة ألا وهي:

أولا: أن المرتشي سارق.

ثانيا: أنه يخشى الكفر عليه؛ لمسارعته إليها تشبيها للمنافقين واليهود في مسارعتهم إلى الكفر.

ثالثا: أن هذا من عمل المنافقين واليهود؛ ففيه مشاركة لهم في لوصف.

رابعا: منهج المرتشين هو الكذب والسماع للكذابين.

خامسا: يأخذون من النصوص ما وافق أهواءهم، وما لم يوافقها يحرفونه من بعد مواضعه.

سادسا: أنهم مفتونون فيما يأخذونه وما ينفذون من أعمال غير مشروعة.

سابعا: قلوبهم غير طاهرة؛ دنستها الرشوة وأكل السحت.

ثامنا: لا يملك أحد لهم من الله شيئا، اللهم إلا هم بأنفسهم إذا تابوا إلى الله تعالى.

تاسعا: أنهم في ذلة في حياتهم، وأشد ما يكون مذلة أمام راشيهم.

عاشرا: ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

أي أن آثار الرشوة ظاهر وباطن، وعاجل وآجل، نسأل الله تعالى السلامة والعافية.

ثالثا: صور الرشوة، أيها المسلمون: إن للرشوة صورا متعددة، فهي تكون في الحكم فيقضى من أجلها لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم من غيره أحق بالتقديم، وتكون الرشوة في تنفيذ الحكم فيتهاون من عليه تنفيذه بتنفيذه من أجل الرشوة، سواء كان ذلك بالتراخي في التنفيذ أو بعمل ما يحول بين المحكوم عليه وألم العقوبة إن كان الحكم عقوبة.

وإن الرشوة تكون في الوظائف والمسابقة فيها فيقدم من أجلها من لا ينجح أو تعطى

له أسئلة المسابقة قبل الامتحان فيولى الوظيفة مَن غيره أحق منه، وفي الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: ((من استعمل رجلًا من عصابة - أي طائفة - وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين)) رواه الحاكم وصحح إسناده، وإن الرشوة تكون في تنفيذ المشاريع ينزل مشروع عمل في المناقصة فيبذل أحد المتقدمين رشوة فيرسو المشروع عليه مع أن غيره أنصح قصدًا وأتقن عملًا ولكن الرشوة عملت عملها، وأن الرشوة تكون في التحقيقات الجنائية أو الحوادث أو غيرها فيتساهل المحققون في التحقيق من أجل الرشوة، وفي الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه

قال: ((من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول))، رواه أبو داود، والغلول إثمه عظيم فقد « جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال استشهد مولاك أو قال غلامك فلان قال بل

يجر إلى النار في عباءة غلها » ، رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.

وأغرب من ذلك أن تدخل الرشوة في التعليم والثقافة فينجح من أجلها من لا يستحق النجاح أو تقدم له أسئلة

الامتحان أو يشار إلى أماكنها من المقررات أو يتساهل المراقب في مراقبة الطالب من أجلها فيتقدم هذا

الطالب مع ضعف مستواه ويتأخر من هو أحق منه لقوة مستواه العلمي .

إِنَّ أَهْلَ الرِّشْوَةِ يُصَوِّرُونَ بَاطِلَهُمْ صُوَراً مُتَلَوَّنَةً؛ فَهَذِهِ هَدِيَّةٌ، وَتِلْكَ إِكْرَامِيَّةٌ، وَهَذِهِ مُحَابَاةٌ، وَذَلِكَ إِبْرَاءٌ مِنَ الدَّيْنِ، وَهَاتِيكَ رَدٌّ لِلْجَمِيلِ، وَهَكَذَا يُمْلِي الشَّيْطَانُ لأَوْلِيَائِهِ!

كُلُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ طَمْسِ حَقٍّ، أَوْ سُكُوتٍ عَلَى بَاطِلٍ، أَوْ تَقْدِيمٍ لِمُتَأَخِّرٍ، أَوْ تَأْخِيرٍ لِمُتَقَدِّمٍ، أَوْ رَفْعٍ لِخَامِلٍ، أَوْ

مَنْعٍ لِكُفُؤٍ، أَوْ تَغْيِيرٍ لِشُرُوطٍ، أَوْ إِخْلاَلٍ بِمُوَاصَفَاتٍ، أَوْ عَبَثٍ بِمُنَاقَصَاتٍ، أَوْ تَلاَعُبٍ بِمَوَاعِيدَ، وَهَلُمَّ جَرّاً مِمَّا

يُعْرَفُ في دُنْيَا النَّاسِ، وَمَا أَكْثَرَهُ!

أيها الناس: اعرضوا ما تكسبون من الأموال على شرع الله، فما أحله الله لكم فكلوه هنيئًا مريئًا، وما حرمه

عليكم فلا تُقْدموا عليه، وتباعدوا عنه، واتقوا يومًا تعرضون فيه على الله لا تخفى عليه منكم خافية، فأنبتوا

أجسامكم وأولادكم وأهليكم نباتًا حسنًا،وغذوا أجسامكم بالطيبات من المأكولات والمشروبات، فالجسد الذي

ينبت على السحت والحرام النار أولى به فأيكم يريد أن تكون النار مصيره،وقال تعالى: وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالاً طَيّباً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ [المائدة:88].




لدينا اليوم مسألتان فقهيتان، الاولى: أحياناً لا يستطيع الإنسان قضاء مصلحة من مصالحه إلا بدفع

مبلغ إلى موظفي الدولة، وهذا الأمر شائع ومعروف أنه لا تقضى لك المصلحة إلا إذا دفعت مبلغاً إلى فلان،

فهل هذا يعتبر رشوة وأنت تريد أن تكمل مصلحتك؟

الجواب: يقول أهل العلم: إن الإنسان إذا بذل مالاً لاستنقاذ حقه فليس برشوة، لكن الإثم على الآخذ، فإذا كان هؤلاء الموظفون لا يمكن أن يقضوا حاجتك التي يلزمهم أن يقضوها إلا برشوة فأعطهم والإثم عليهم،

إلا إذا كان من الممكن أن يرفع أمرهم إلى المسؤولين حتى يؤدبوهم فحينئذٍ لا تعطهم وارفع أمرهم، فالرشوة لا تحل: وهي ما أعطاه المرء ليحكم له بباطل, أو ليولى منصبا , أو ليظلم له إنسان ، فهذا يأثم المعطي

والآخذ، فأما من منع من حقه فأعطى ليدفع عن نفسه الظلم فذلك مباح للمعطي , وأما الآخذ فآثم "

الثانية: هناك فروق بين الهدية والرشوة منها:

1ـ الهدية مشروعة ومرغب فيها لأنها تؤلف القلوب وتورث المحبة بينما الرشوة على العكس تورث القطيعة وتوقع العداوة.

2ـ الهدية يدفعها المهدي بطيب نفس علنا، بينما الرشوة يدفعها الراشي مكرها ويأخذها المرتشي متسترا.

آخر من قام بالتعديل طالب متضرر; بتاريخ 18-06-2011 الساعة 02:33 PM.
طالب متضرر غير متصل  
قديم(ـة) 18-06-2011, 02:26 PM   #34
طالب متضرر
عـضـو
 
صورة طالب متضرر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: بالمريخ
المشاركات: 23
الرشوة

اهداء الى اخي عرب الاصيل

فاننا نعاني من ظاهرة خطيرة في بلدنا قد تكون من أبرز الظواهر التي أدت الى ما نحن فيه من سوء الأحوال ألا وهي ظاهرة الرشوة والفساد الاداري والوظيفي.

أولا: حكم الرشوة والتحذير منها: عباد الله ما هي الرشوة؟، إن الرشوة هي: ((بذل المال للتوصل به إلى باطل إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه أو إعفائه مما هو حق عليه أو هي: ما يعطيه الشخص لحاكم أو غيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد))، وواضح من هذا التعريف أن الرشوة أعم من أن تكون مالا أو منفعة يمكنه منها, أو يقضيها له، والمراد بالحاكم : القاضي وغيره وكل من يرجى عنده قضاء مصلحة.

وهي حرام بالاجماع ومن كبائر الذنوب، يقول سبحانه:{ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [البقرة:188] ، وقد لعن صاحبها على لسان رسول الله، فقد روى الترمذي وأحمد وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لعن الله الراشي والمرتشي))، وفي رواية عند أحمد: ((والرائش)) وهو الذي يمشي بينهما.


ولما بعث رسول الله معاذًا إلى اليمن أرسل في أثره، فلما جاءه قال: ((أتدري لِمَ بعثتُ إليك؟ لا تصيبن

شيئًا بغير إذني فإنه غلول، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة، لهذا دعوتك فامض لعملك)) رواه الترمذي.

عباد الله: قد تشتبه الهدية بالرشوة عند البعض، فنقول: الهدية مندوب إليها، لكن متى ما كانت الهدية

سبيلاً إلى حرام فإنها حرام، يقول ابن التين: هدايا العمال رشوة ليست بهدية، إذ لولا العمل لم يهد له، وهدية القاضي سحت، وإذا قلبها وضعها في بيت المال، فقيل له: إن رسول الله كان يقبل الهدية! فقال: إنها كانت هدية، وهي الآن رشوة.

روى البخاري في صحيحه عن أبي حميد الساعدي قال: ((استعمل النبي رجلاً من بني أسد

يقال له: ابن اللتبية على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أُهدي إلي، فقام النبي على المنبر فحمد الله

وأثنى عليه ثم قال: ((ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا لك وهذا أهدي إلي؟! فهلا جلس في بيت أبيه

وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟! والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة، يحمله على رقبته، إن

كان بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تعير))، ثم رفع يديه حتى عفرتي إبطيه ـ يعني بياضهما ـ وقال: ((ألا هل بلغت؟)) ثلاثًا)).

وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من استعملناه على عملٍ فرزقناه رزقًا ـ أي: منحناه مرتبًا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول)) رواه أحمد وأبو داود.

عباد الله، إن تفنُّن الناس في تسمية الرشوة بغير اسمها لا يخرجها عن حكمها، فقد سمَّوها بغير اسمها،

ولقّبوها بألقاب تخدع السذج من الناس وتسرّ الغششة، حتى انتشرت الرشوة بينهم انتشار النار في يابس الحطب، حتى أفسدت كثيرًا من الذمم، الطالب يعطي أستاذَه، الموظَّف يهدي إلى مديره، صاحب الحاجة يقيم مأدبة لمن هو محتاج إليه، في صوَر أفسدت الموظفين، يجعلون الخدمة لمن يدفع أكثر، ومن لا يدفع فلا حول لهم ولا قوة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"((أيُّها الناس!إنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلاَّ طيباً، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسَلين، فقال:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً

إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وقاليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، ثم ذكَرَ الرجلَ يُطيل السفر أشعث أغبر، يَمدُّ يديه إلى السماء:يا ربِّ!يا ربِّ!" ومطعمُه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك؟!")).

أولا: خطر ومفاسد الرشوة، إن وجود الرشوة وانتشارها في قوم مؤذن بخطر عظيم، فقد قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال خصالاً ستًا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع

الحكم، واستخفافًا بالدم، ونشوًا يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم، ما يقدمونه إلا ليغنّيهم)). والمقصود بيع الحكم كما فسره العلماء: هو تولية المناصب عن طريق الرشوة.

فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا بمن مضى قبلكم من الأمم المحادّة لله والمعتدية على حدود الله، كيف حلت بهم نقمة الله، وكيف توعد الله من سلك سبيلهم واجترأ على معاصي الله.

أيها الناس: إن من قصور النظر أن يظن أن الرشوة لا تعدو أن تكون مالاً يتبرّع به شخص لآخر، إن كل

منفعة كائنة ما كانت بذلت لجلب منفعة أخرى بغير حقّ فهي داخلة في الرشوة، ألم تروا إلى اليهود يقول

الرسول عنهم: ((قاتل الله اليهود لما حرمت عليهم شحوم الميتة جملوها وأذابوها، ثم باعوها وأكملوا ثمنها))؟! ويقول فضالة بن عبيد رضي الله عنه: (("كل قرضٍ جرّ منفعة فهو وجه من وجوه الربا"))، ويقول على بن أبي طالب رضي الله عنه: ((يأتي على الناس زمان يستحَلّ فيه السحت بالهدية)).

إن من شر ما تصاب به الأمم في أهلها وبنيها أن تمتد أيدي فئات من موظفيها وأصحاب المسؤوليات فيها

إلى تناول ما ليس بحق، فصاحب الحق عندهم لا ينال حقه إلا إذا قدم مالاً، وذو الظلامة فيهم لا ترفع مظلمته إلا إذا دفع رشوة.

إن الرشوة خيانة عند جميع أهل الأرض وهي في دين الله أعظم إثمًا وأشد مقتًا، فهي تخفي الجرائم، وتستر القبائح وتزيف الحقائق، وبالرشوة يفلت المجرم ويدان البريء، وبها يفسد ميزان العدل الذي قامت به السموات والأرض، وقام عليه عمران المجتمع، هي المعول الهدام للدين والفضيلة والخلق.

الراشي والمرتشي والرائش ملعونون عند الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، مطرودون من

رحمة الله ممحوق كسبهم، زائلة بركتهم، خسروا دينهم وأضاعوا أمانتهم، استسلموا للمطامع، واستعبدتهم

الأهواء. وأغضبوا الرب، وغشوا الأمة، في نفوس خسيسة وهمم دنيئة.

كم من مظالم انتهكت، وكم من دماء ضيعت، وكم من حقوق طمست، ما أضاعها وما طمسها إلا الراشون

والمرتشون فحسبهم الله الذي لا تنام عينه، وويل لهم مما عملت أيديهم وويل لهم مما يكسبون.

أيها الناس: خاطب النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال له: ((يا كعب ابن عجرة: إنه لا يدخل الجنة لحم أو دم نبت من سحت، النار أولى به، يا كعب: الناس غاديان؛ فغاد

في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد فموبقها)).

وفي الحديث الآخر: ((إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله عمله أربعين يومًا، وأيُّما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به)).

الرشوة عباد الله: مرض فتاك يفسد الأخلاق، ويسري في الأمة حتى يوردها موارد التلف، ما خالطت الرشوة عملاً إلا أفسدته، ولا نظامًا إلا قلبته، ولا قلبًا إلا أظلمته، ما فشت الرشوة في أمةٍ إلا وحل فيها الغش محل النصح، والخيانة محل الأمانة، والخوف جاء بدل الأمن، والظلم بدل العدل.

الرشوة أيها الناس: مهدرة الحقوق، معطِّلة للمصالح، مجرَأَة للظلمة والمفسدين، ما فشت في مجتمع إلا وآذنت بهلاكه، تساعد على الإثم والعدوان، تقدم السفيه الخامل، وتبعد المجد العامل، تجعل الحق باطلاً والباطل حقًا، كم ضيّعت الرشوة من حقوق، وكم أهدرت من كرامة، وكم رفعت من لئيم وأهانت من كريم.

وإن مما أخبرنا الله سبحانه من صفات اليهود أنهم كانوا أكالين للسحت فيما بينهم: يقول سبحانه: وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [المائدة:62، 63]. يقول ابن مسعود: (السحت هو الرشا)، وقال عمر بن الخطاب: (رشوة الحاكم من السحت)، وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: ((كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به))، قيل: يا رسول الله، وما السحت؟ قال: ((الرشوة في الحكم)). وقال الحسن رحمه الله: "كان الحاكم من بني إسرائيل إذا أتاه أحدهم برشوة جعلها في كمّه فأراها إياه وتكلم بحاجته، فيسمع منه ولا ينظر إلى خصمه، فيأكل الرشوة، ويسمع الكذب، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة]".

ووصفهم في آية أخرى بقوله: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ

مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ..} الآية.

وبتأمل هذا السياق في عمومه، والربط بين أوله وآخره لكانت أمامنا حقيقة ثابتة ظاهرة ألا وهي:

أولا: أن المرتشي سارق.

ثانيا: أنه يخشى الكفر عليه؛ لمسارعته إليها تشبيها للمنافقين واليهود في مسارعتهم إلى الكفر.

ثالثا: أن هذا من عمل المنافقين واليهود؛ ففيه مشاركة لهم في لوصف.

رابعا: منهج المرتشين هو الكذب والسماع للكذابين.

خامسا: يأخذون من النصوص ما وافق أهواءهم، وما لم يوافقها يحرفونه من بعد مواضعه.

سادسا: أنهم مفتونون فيما يأخذونه وما ينفذون من أعمال غير مشروعة.

سابعا: قلوبهم غير طاهرة؛ دنستها الرشوة وأكل السحت.

ثامنا: لا يملك أحد لهم من الله شيئا، اللهم إلا هم بأنفسهم إذا تابوا إلى الله تعالى.

تاسعا: أنهم في ذلة في حياتهم، وأشد ما يكون مذلة أمام راشيهم.

عاشرا: ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

أي أن آثار الرشوة ظاهر وباطن، وعاجل وآجل، نسأل الله تعالى السلامة والعافية.

ثالثا: صور الرشوة، أيها المسلمون: إن للرشوة صورا متعددة، فهي تكون في الحكم فيقضى من أجلها لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم من غيره أحق بالتقديم، وتكون الرشوة في تنفيذ الحكم فيتهاون من عليه تنفيذه بتنفيذه من أجل الرشوة، سواء كان ذلك بالتراخي في التنفيذ أو بعمل ما يحول بين المحكوم عليه وألم العقوبة إن كان الحكم عقوبة.

وإن الرشوة تكون في الوظائف والمسابقة فيها فيقدم من أجلها من لا ينجح أو تعطى

له أسئلة المسابقة قبل الامتحان فيولى الوظيفة مَن غيره أحق منه، وفي الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: ((من استعمل رجلًا من عصابة - أي طائفة - وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين)) رواه الحاكم وصحح إسناده، وإن الرشوة تكون في تنفيذ المشاريع ينزل مشروع عمل في المناقصة فيبذل أحد المتقدمين رشوة فيرسو المشروع عليه مع أن غيره أنصح قصدًا وأتقن عملًا ولكن الرشوة عملت عملها، وأن الرشوة تكون في التحقيقات الجنائية أو الحوادث أو غيرها فيتساهل المحققون في التحقيق من أجل الرشوة، وفي الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه

قال: ((من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول))، رواه أبو داود، والغلول إثمه عظيم فقد « جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال استشهد مولاك أو قال غلامك فلان قال بل

يجر إلى النار في عباءة غلها » ، رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.

وأغرب من ذلك أن تدخل الرشوة في التعليم والثقافة فينجح من أجلها من لا يستحق النجاح أو تقدم له أسئلة

الامتحان أو يشار إلى أماكنها من المقررات أو يتساهل المراقب في مراقبة الطالب من أجلها فيتقدم هذا

الطالب مع ضعف مستواه ويتأخر من هو أحق منه لقوة مستواه العلمي .

إِنَّ أَهْلَ الرِّشْوَةِ يُصَوِّرُونَ بَاطِلَهُمْ صُوَراً مُتَلَوَّنَةً؛ فَهَذِهِ هَدِيَّةٌ، وَتِلْكَ إِكْرَامِيَّةٌ، وَهَذِهِ مُحَابَاةٌ، وَذَلِكَ إِبْرَاءٌ مِنَ الدَّيْنِ، وَهَاتِيكَ رَدٌّ لِلْجَمِيلِ، وَهَكَذَا يُمْلِي الشَّيْطَانُ لأَوْلِيَائِهِ!

كُلُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ طَمْسِ حَقٍّ، أَوْ سُكُوتٍ عَلَى بَاطِلٍ، أَوْ تَقْدِيمٍ لِمُتَأَخِّرٍ، أَوْ تَأْخِيرٍ لِمُتَقَدِّمٍ، أَوْ رَفْعٍ لِخَامِلٍ، أَوْ

مَنْعٍ لِكُفُؤٍ، أَوْ تَغْيِيرٍ لِشُرُوطٍ، أَوْ إِخْلاَلٍ بِمُوَاصَفَاتٍ، أَوْ عَبَثٍ بِمُنَاقَصَاتٍ، أَوْ تَلاَعُبٍ بِمَوَاعِيدَ، وَهَلُمَّ جَرّاً مِمَّا

يُعْرَفُ في دُنْيَا النَّاسِ، وَمَا أَكْثَرَهُ!

أيها الناس: اعرضوا ما تكسبون من الأموال على شرع الله، فما أحله الله لكم فكلوه هنيئًا مريئًا، وما حرمه

عليكم فلا تُقْدموا عليه، وتباعدوا عنه، واتقوا يومًا تعرضون فيه على الله لا تخفى عليه منكم خافية، فأنبتوا

أجسامكم وأولادكم وأهليكم نباتًا حسنًا،وغذوا أجسامكم بالطيبات من المأكولات والمشروبات، فالجسد الذي

ينبت على السحت والحرام النار أولى به فأيكم يريد أن تكون النار مصيره،وقال تعالى: وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالاً طَيّباً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ [المائدة:88].






لدينا اليوم مسألتان فقهيتان، الاولى: أحياناً لا يستطيع الإنسان قضاء مصلحة من مصالحه إلا بدفع

مبلغ إلى موظفي الدولة، وهذا الأمر شائع ومعروف أنه لا تقضى لك المصلحة إلا إذا دفعت مبلغاً إلى فلان،

فهل هذا يعتبر رشوة وأنت تريد أن تكمل مصلحتك؟

الجواب: يقول أهل العلم: إن الإنسان إذا بذل مالاً لاستنقاذ حقه فليس برشوة، لكن الإثم على الآخذ، فإذا كان هؤلاء الموظفون لا يمكن أن يقضوا حاجتك التي يلزمهم أن يقضوها إلا برشوة فأعطهم والإثم عليهم،

إلا إذا كان من الممكن أن يرفع أمرهم إلى المسؤولين حتى يؤدبوهم فحينئذٍ لا تعطهم وارفع أمرهم، فالرشوة لا تحل: وهي ما أعطاه المرء ليحكم له بباطل, أو ليولى منصبا , أو ليظلم له إنسان ، فهذا يأثم المعطي

والآخذ، فأما من منع من حقه فأعطى ليدفع عن نفسه الظلم فذلك مباح للمعطي , وأما الآخذ فآثم "

الثانية: هناك فروق بين الهدية والرشوة منها:

1ـ الهدية مشروعة ومرغب فيها لأنها تؤلف القلوب وتورث المحبة بينما الرشوة على العكس تورث القطيعة وتوقع العداوة.

2ـ الهدية يدفعها المهدي بطيب نفس علنا، بينما الرشوة يدفعها الراشي مكرها ويأخذها المرتشي متسترا.
طالب متضرر غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)