بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مقالات مهمة لمجدد دعوة التوحيد الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان(تحديث مستمر):

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-09-2004, 01:11 PM   #29
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353



إذا حذرت من الغلو فلا تنس التساهل وإذا أمرت بالولاء فلا تنس البراء

صالح بن فوزان الفوزان


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فقد اطلعت في جريدة الجزيرة عدد الأحد 10 رمضان المبارك على مقال الأستاذ حماد بن حامد السالمي يحذر فيه من الغلو والغلو قد حذر منه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكن الذي يؤخذ على الكاتب هداه الله عدة أمور:
الأمر الأول: ان الذي يقرأ كلامه يظن ان هذه البلاد تنحو منحى الغلو وهذا شيء قد عافانا الله منه، فهذه البلاد وعلماؤها وأهلها ولله الحمد تسير على منهج الاعتدال، وان وقع من بعض الأفراد ما يخالف ذلك فهو غير محسوب على البلاد بجملتها والنادر لا حكم له، وهذه البلاد تسير على منهج الدعوة والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو منهج السلف الصالح،
الأمير الثاني: انه اعتمد على جانب واحد فحذر من الغلو ولم يحذر من التساهل وهما طرفا نقيض حذر منهما الله ورسوله وأمر الله ورسوله بالوسطية والاعتدال والله كما أنه غفور رحيم فهو شديد العقاب والناس اليوم يعانون من التساهل والتحلل أكثر مما يعانون من الغلو والله جل وعلا حذر من الغلو وحذر من التساهل في آية واحدة فقال تعالىيا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) فكما لا يجوز التشدد في التحريم لا يجوز التساهل باستباحة المحرمات والتعدي على حرمات الله،
الأمر الثالث: ان الكاتب اعتبر ان البراءة من الطوائف الضالة والمبتدعة يُعَدّ من الغلو والتشدد، ولذلك طلب التسامح والصفاء مع كافة البشر بما فيهم الكفار واليهود والنصارى والطوائف الضالة فقال: بل وصل الأمر الى ان يجد السني في نفسه على الشيعي، هكذا بجميع طوائف الشيعة هل يرى الكاتب (سامحه الله) ان السني والشيعي سواء في الاعتقاد؟ وبينهما من الفروق الاعتقادية مالا يخفى إلا على جاهل أو مغرض؟ ومن كان في شك فليرجع الى كتب الفريقين وأين عقيدة الولاء والبراء التي هي من أصول الدين ومن ملة ابراهيم؟، إنه يجب على الكاتب (هداه الله) ان يراجع نفسه وان كان يخفى عليه ذلك فلا يدخل فيما لا يحسنه، فإن القول على الله بلا علم عديل الشرك أو هو أشد منه، وفقنا الله وإياه لمعرفة الحق والعمل به إنه سميع مجيب، والحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد،

* عضو هيئة كبار العلماء

لثلاثاء 12 ,رمضان 1422 الجزيرة العدد:10652
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 02-09-2004, 01:58 PM   #30
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]


شهر ربيع الأول وبدعة المولد


صالح بن فوزان الفوزان *


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته ووالاه. اما بعد:
فقد دأب بعض الكتاب والكاتبات كلما دخل شهر ربيع الأول أن يشغلوا حيزاً من الصحف بالكتابة حول إحياء بدعة المولد والحث على استعادة ذكراها و تجديد ذكرها. وكأن المسلمين لايعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم إلا عند مرور هذه المناسبة التي ابتدعوها. ومن هؤلاء الكتاب الدكاترة من كتب عنده مقالة ودأب على نشرها كل سنة بنصها، وكأن الناس مغفلون لا يميزون بين الغث والسمين، وبين البدعة والسنة. ولكن كما جاء في الحديث «إذا لم تستح فاصنع ماشئت» إن الواجب على هؤلاء ان يخافوا ربهم وأن يخجلوا من فعلهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من دعا الى ضلالة كان عليه اثمها وإثم من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» وإننا لو سألنا هؤلاء ان يأتوا لنا بنص من كتاب الله أومن سنة رسول الله يدل على مشروعية هذا العمل الذي يستميتون في الدعوة اليه والحث عليه لما استطاعوا الى ذلك سبيلا إلا بالتمحل والالتواء وقد قال صلى الله عليه وسلم «من عمل عملا ليس عليه امرنا فهورد».
وهل هؤلاء يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة صحابته له وأكثر من محبة القرون الاربعة المفضلة له صلى الله عليه وسلم ولماذا خلت هذه القرون ولم يُعمل فيها هذا الاحتفال بالمولد؟ هل هذا لنقصان محبة السلف لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ حاشا وكلا بل هو الاتباع وترك الابتداع.
ان شهر ربيع الاول لا خصوصية له بين الشهور ولا ليوم من ايامه خصوصية على سائر الايام الا عند المبتدعة، وان التنويه بالمولد لم يأت في كتاب الله ولا في سنة رسول الله. وانما جاء التنويه بالبعثة قال تعالى: «لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم» الآية «هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته» الآية وإنما التعلق بالموالد واحياؤها من سنة النصارى الذين ابتدعوا إحياء مناسبة مولد المسيح فقلدهم بعض المسلمين مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن التشبه بهم في ذلك وفي غيره فقال «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم» وقال عليه الصلاة والسلام «من تشبه بقوم فهو منهم» فهو صلى الله عليه وسلم لا يرضى بالبدع والمحدثات ويكفيه ما شرعه الله من رفع ذكره في الاذان والاقامة والخطب والامر بالصلاة والسلام عليه كل وقت، نسأل الله ان يرزقنا محبته وطاعته واتباعه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الرئاسة العامة للإفتاء

الثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1422 /10478الجزيرة
[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 02-09-2004, 02:04 PM   #31
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]


الدِّين دين واحد لا تعددية ولا ابتداع فيه


صالح بن فوزان الفوزان*


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تمسك بسنته واهتدى بهداه وبعد :
قال الله تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } ، وقال تعالى :{ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ، وقال تعالى :{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ } ، وقال تعالى : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } ، فالواجب على جميع الخلق عربا وعجما وجِنّاً وإنساً اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - والتدين بدين الإسلام ، قال تعالى :{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } فلا يسع أحد الخروج عن ملة هذا النبي قال - صلى الله عليه وسلم - لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به ، إلا دخل النار) فمن قال : إن اليهود والنصارى اليوم على دين صحيح وأن الأديان الآن ثلاثة كلها صحيحة فهو كافر وقوله باطل. قال تعالى :{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ، ومن قال إن أحدا يسعه الخروج عن دين محمد - صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر ، قال تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا } ، وليس المراد التحكيم في الخصومات وفي الأموال والحقوق فقط ، وإنما هذا عام في تحكيمه في كل خلاف ولاسيما في العقيدة.
وبعض الناس يقول : لا يقصر الناس على قول واحد بل كل له وجهة نظره وحرية رأيه - ونقول : بلي يقصر الناس على دين محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى قول الله ورسوله قال تعالى :{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } ، نعم الخلاف يقع وتلك طبيعة البشر كما قال تعالى :{ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ {118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ } ولكن الواجب على المختلفين رد خلافهم ونزاعهم إلى كتاب الله وسنة رسوله ، كما قال تعالى :{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ }وليس لأحد أن يعبد الله إلا بعبادة قد شرعها رسول - صلى الله عليه وسلم - كما قال - صلى الله عليه وسلم - من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وفي رواية - ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وهذا أحد شرطي قبول العمل.
والشرط الثاني وهو الأساس : الإخلاص لله في العمل بأن لا يكون فيه شرك ، كما قال تعالى :{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا } وقال تعالى :{ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } وقال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } والخلاف يجب أن يحسم بالرد إلى الكتاب والسنة والأخذ بما دلا عليه أو دل عليه أحدهما ، وإذا لم يتبين الدليل مع أحد القولين في المسائل الاجتهادية فلا إنكار في مسائل الاجتهاد كما قال العلماء ، لكن يكون القصد طاعة الله ورسوله لا التعصب للرأي ويكون ذلك في مسائل الاجتهاد التي لم يتبين الدليل فيها ولها محمل في الدليل فهذه لا إنكار فيها ، ولكن إذا اخذ حاكم المسلمين بأحد الاجتهادات وجب الأخذ به تبعا له لأجل جمع الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف.
ومن ثم قالوا : حكم الحاكم يرفع الخلاف ومن ذلك أن عثمان - رضي الله عنه - كان يرى إتمام الصلاة للحجاج بمنى وقد أتم الصلاة فيها وصلى خلفه الصحابة الذين حضروا عنده وتابعوه ومنهم ابن مسعود - رضي الله عنه - ، ولما قيل له في ذلك قال يا ابن أخي الخلاف شر.
وهذه مسألة عظيمة ينبغي مراعاتها ولاسيما في وقتنا الحاضر الذي قل فيه العلم وكثر في المتعالمون ، وتطاول المتطاولون وأصحاب الأهواء الذين يقولون اتركوا الناس وحرياتهم لا تصادروا آراءهم خذوا بالرأي والرأي الآخر ، وهذا المبدأ يفسد الدين ويفرق الكلمة وتنجم عنه نتائج وخيمة.
نسأل الله أن يعافي المسلمين من شرها وشر أصحابها ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

* عضو هيئة كبار العلماء


11662 الخميس 17 رجب 1425 / الجزيرة
[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 02-09-2004, 02:10 PM   #32
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]


أكثر من قضية



صالح بن فوزان الفوزان ( * )


الحمد لله. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه قضايا تروج في الساحة وتختلف وجهات النظر حولها ويتناولها الكبير والصغير والعالم والجاهل والناصح والمغرض مما يسبب تشويشاً على الأفكار وحيرة بين الناس. وهذه القضايا:
أولاً: قضية توجيه الشباب. لا شك أن الشباب هم عماد الأمة بعد الله. والأعداء يركزون عليهم أكثر ليضلوهم عن سواء السبيل حتى تخسرهم أمتهم تارة بترويج الأفكار الهدامة، وتارة بترويج المخدرات، وتارة بالإغراء بالشهوات، وتارة بالخروج على مجتمعهم ومحاولة تدميره والإخلال بأمنه. وتارة ببث المناهج الحزبية والتفرقات الجماعية حتى يصبح {كٍلٍَ حٌزًبُ بٌمّا لّدّيًهٌمً فّرٌحٍونّ}. ولا شك أنه يجب على الأمة حيال هذه التوجهات المختلفة حماية شبابهم منها. وأول من يخاطب بذلك الوالدان فهم المربيان الوحيدان للطفل في أول نشأته. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» والله تعالى يقول لهذا المولود إذا كبر {وّقٍل رَّبٌَ ارًحّمًهٍمّا كّمّا رّبَّيّانٌي صّغٌيرْا}. ثم على المدرسين قسط أكبر من توجيه الشباب وهم على مقاعد الدراسة، فالطالب يتأثر بأستاذه وتنطبع فيه ممارساته لأنه يرى فيه القدوة والموجه. فعلى المدرس أن يغرس في الطالب العقيدة الصحيحة والمنهج السليم والأخلاق الفاضلة والسير على منهج السلف الصالح كما قال الإمام مالك رحمه الله: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها». ثم على المجتمع عموماً وعلى العلماء خصوصاً العناية بتوجيه الشباب ومقاومة الأفكار الوافدة والمناهج المنحرفة وبيان ما فيها من تضليل وتلبيس ومكر وخداع. وعلى ولاة الأمور وفقهم الله بما أعطاهم الله من السلطة وحملهم من المسؤولية المحافظة على شباب الأمة ومنع تسربات الأفكار الدخيلة والمناهج المشبوهة ودعاة الضلال إليهم. فإذا تضافرت الجهود وبذلت الأسباب حصلت النتائج الطيبة بإذن الله . {وّالَّذٌٌينّ جّاهّدٍوا فٌينّا لّنّهًدٌيّنَّهٍمً سٍبٍلّنّا وّإنَّ اللهّ لّمّعّ المٍحًسٌنٌينّ}.
ثانياً: قضية الحوار والمناظرة. لا شك أن الحوار المثمر والمناظرة الجادة إذا كان يقصد بهما بيان الحق والدعوة إليه أن ذلك مما أمر الله به. قال تعالى: {وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}. وقال تعالى: {قٍلً هّاتٍوا بٍرًهّانّكٍمً إن كٍنتٍمً صّادٌقٌينّ}. فنحاور ونناظر المخالف ليرجع إلى الحق ويثوب إلى الرشد. قال تعالى: {)قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ومن لم يرجع إلى الحق بعدما تبين له فإننا نقيم عليه الحجة ولا نتنازل عن شيء من الحق إرضاء للمخالف. فإن هذا من المداهنة. قال تعالى: {فّلا تٍطٌعٌ المٍكّذٌَبٌينّ وّدٍَوا لّوً تٍدًهٌنٍ فّيٍدًهٌنٍونّ}. وقال تعالى: {أّفّبٌهّذّا الحّدٌيثٌ أّنتٍم مٍَدًهٌنٍونّ}. وقال تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) )وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) {)إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) }. وقال تعالى: {)وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) }.
ثالثاً: قضية الولاء والبراء: ومعناهما محبة المؤمنين ومناصرتهم وبغض الكافرين ومقاومتهم. والله تعالى أمرنا بموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين. قال تعالى: {)إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) )وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} وقال تعالى: {)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقال تعالى: {يّ)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ }. وقال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ }. إلى غير ذلك من الآيات.
وليس معنى معاداة الكفار وبغضهم اننا نظلمهم أو نعتدي عليهم. قال تعالى: {وّلا يّجًرٌمّنَّكٍمً شّنّآنٍ قّوًمُ عّلّى" أّلاَّ تّعًدٌلٍوا اعًدٌلٍوا هٍوّ أّقًرّبٍ لٌلتَّقًوّى"} بل يجب علينا الوفاء بالعهود معهم وان نعقد الهدنة بيننا وبينهم إذا اقتضت مصلحة المسلمين ذلك وان نحترم دماء المعاهدين والمستأمنين والذميين وأموالهم وألا نقتل نساءهم ولا صبيانهم ولا شيوخهم إذا دارت المعركة بيننا وبينهم، ولا مانع من التعامل مع الكفار بتبادل المنافع والتجارة والاستفادة من خبراتهم ومصنوعاتهم ولا مانع من مكافأة المحسنين منهم إلينا. كما قال تعالى: {لا يّنًهّاكٍمٍ اللّهٍ عّنٌ الذٌينّ لّمً يٍقّاتٌلٍوكٍمً فٌي الدٌَينٌ وّلّمً يٍخًرٌجٍوكٍم مٌَن دٌيّارٌكٍمً أّن تّبّرٍَوهٍمً وّتٍقًسٌطٍوا إلّيًهٌمً إنَّ اللّهّ يٍحٌبٍَ المٍقًسٌطٌينّ} لا مانع ان نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم المحصنات. وهذه تعاملات دنيوية لا تقتضي محبتهم في القلوب بل نتعامل معهم هذه التعاملات مع بغضهم في القلوب.
فدين الإسلام ليس دين محبة فقط. كما يقوله بعض الجهال وإنما هذا دين النصارى ولا دين بغض فقط كما يقوله المتطرفون الغلاة. وإنما هو دين محبة للمؤمنين وبغض للكافرين. فالناس على ثلاثة أقسام. منهم من يحب محبة خالصة وهو المؤمن المستقيم ومنهم من يبغض بغضا خالصا وهم الكفار. ومنهم من يحب من وجه ويبغض من وجه وهو المؤمن الفاسق. يحب لما فيه من الإيمان. ويبغض لما فيه من المعصية.
رابعاً: قضية اختلاف العلماء والموقف من ذلك. الاختلاف على أقسام:
القسم الأول: الاختلاف في العقيدة. وهذا لا يجوز. لأن العقيدة ليست مجالاً للاجتهاد والاختلاف لأنها مبنية على التوقيف ولا مسرح للاجتهاد فيها والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة قال: كلها في النار إلا واحدة. قيل: من هم يا رسول الله. قال: «هم من كان على ما أنا عليه وأصحابي».
القسم الثاني: الخلاف الفقهي الذي سببه الاجتهاد في استنباط الأحكام الفقهية من أدلتها التفصيلية إذا كان هذا الاجتهاد ممن توفرت فيه مؤهلات الاجتهاد. ولكنه قد ظهر الدليل مع أحد المجتهدين فإنه يجب الأخذ بما قام عليه الدليل وترك ما لا دليل عليه. قال الإمام الشافعي رحمه الله: أجمعت الأمة على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليدعها لقول أحد. وذلك لقول الله تعالى: {فّإن تّنّازّعًتٍمً فٌي شّيًءُ فّرٍدٍَوهٍ إلّى الله وّالرَّسٍولٌ إن كٍنتٍمً تٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ وّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ ذّلٌكّ خّيًرِ وّأّحًسّنٍ تّأًوٌيلاْ}. قال الإمام ابن القيم رحمه الله:


العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة
بين النصوص وبين قول فلان


وقال آخر:

وليس كل خلاف جاء معتبرا
إلا خلاف له حظ من النظر

وقال آخر:

العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة ليس خلف فيه
ما لم العلم نصبك للخلاف سفاهة
بين النصوص وبين رأي فقيه

القسم الثالث: الاجتهاد الفقهي الذي لم يظهر فيه دليل مع أحد المختلفين فهذا لا ينكر على من أخذ بأحد القولين. ومن ثم جاءت العبارة المشهورة: «لا إنكار في مسائل الاجتهاد» وهذا الاختلاف لا يوجب عداوة بين المختلفين. لأن كلاً منهم يحتمل أنه على الحق.
هذا وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه..

( * ) عضو هيئة كبار العلماء


[/CENTER]
الجزيرة 11257الجمعة 25 ,جمادى الاولى /1424
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 02-09-2004, 02:16 PM   #33
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]


حكم الانتخابات والمظاهرات


صالح بن فوزان الفوزان(*)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد كثر السؤال عن حكم الانتخابات والمظاهرات بحكم أنهما أمر مستجد ومستجلب من غير المسلمين، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
1- أما الانتخابات ففيها تفضيل على النحو التالي:
أولاً: إذا احتاج المسلمون الى انتخاب الإمام الأعظم، فإن ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحل والعقد في الأمة والبقية يكونون تبعا لهم، كما حصل من الصحابة رضي الله عنهم حينما انتخب أهل الحل والعقد منهم ابا بكر الصديق رضي الله عنه وبايعوه، فلزمت بيعته جميع الأمة، وكما وكَّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختيار الإمام من بعده الى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة فاختاروا عثمان بن عفان رضي الله عنه وبايعوه فلزمت بيعته جميع الأمة.
ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة فإن التعيين فيها من صلاحيات ولي الأمر بأن يختار لها الأكفياء الأمناء ويعينهم فيها، قال الله تعالى: { (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) }، وهذا خطاب لولاة الأمور، والأمانات هي الولايات والمناصب في الدولة جعلها الله أمانة في حق ولي الأمر وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها ويقوم بها على الوجه المشروع.
وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية وتدخلها المحاباة والأطماع ويحصل فيها فتن وسفك دماء ولا يتم بها المقصود، بل تصبح مجالا للمزايدات والبيع والشراء والدعايات الكاذبة.
2- وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد واسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة.
فالواجب على المسلمين ان يعرفوا هذه الأمور ولا ينحرفوا مع العوائد الوافدة والدعايات المضللة والتقليد للكفار والفوضويين. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


(*) عضو هيئة كبار العلماء

الأثنين 8 ,رمضان 1424/11358
[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 09-09-2004, 11:47 AM   #34
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]
الشيخ الفوزان :قاعدة سد الذرائع ومحاولة التقليل من شأنها :
قاعدة سد الذرائع ومحاولة التقليل من شأنها


صالح بن فوزان الفوزان(*)


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

فإن قاعدة سد الذرائع قاعدة معلومة في دين الإسلام ، وإن كان بعض الكُتَّاب يقللون من أهميتها وهي أن كل ما يفضي إلى الحرام فهو حرام ، وقد ذكر الإمام ابن القيم لهذه القاعدة شواهد كثيرة في كتابيه : إعلام الموقعين ، وإغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ، حيث ذكر لها تسعة وتسعين شاهدا من الكتاب والسُّنة ، ومن أشد ذلك الذرائع التي تفضي إلى الشرك والكفر أو البدعة ومن أدلتها قوله تعالى : { وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } فقد حرَّم مسبة الأصنام إذا كانت مسبتها تفضي إلى مسبة الله عز وجل ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا } فنهى عن قول (راعنا) لما كان اليهود يقولون هذه الكلمة للرسول صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها الرعونة ، وأمر بقول : (انظرنا) بدلا عن (راعنا) سدا للذريعة.
ومن ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور وعن الصلاة عندها ، وعن تجصيصها وإنارة المقابر والكتابة عليها ، لأن هذه الأعمال وسيلة إلى عبادة الموتى والتبرك بقبورهم ودعائهم من دون الله ، كما هو الواقع الآن في كثير من البلاد لما خالفوا نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن عمل هذه الأعمال في القبور وعملوها فيها وقعوا في الشرك الأكبر. ومن ذلك الغلو والتعلق فيما يسمونه الآثار الإسلامية والمحافظة عليها كالمساجد القديمة التي ليس حولها سكان وتعطلت منافعها ، وهناك فئات تطالب ببقائها وترميمها ويسمونها المساجد الأثرية ، مع أن هذا العمل يؤدي إلى تعلق الجهال بالتبرك بها والدعاء والصلاة فيها ، ظنا منهم أن ذلك ينفعهم ويدفع عنهم الضرر ويجلب لهم النفع ، وهو بلا شك من أعظم وسائل الشرك. ولما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قوماً يختلفون إلى الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان في الحديبية أمر بقطعها سداً لذريعة الشرك ، وقال : إنما أهلك من كان قبلكم تتبعهم لآثار أنبيائهم. ولما فتح المسلمون بلاد تستر في المشرق ، وجدوا سريرا عليه ميت يزعمون أنه دانيال النبي وكانوا يتبركون به ويستسقون به المطر ، فأمر الخليفة - رضي الله عنه - بأن يحفر ثلاثة عشر قبراً في المقبرة ، ويدفن ليلا في واحد منها حتى يخفى على الناس مكان قبره ، ليسد عليهم وسيلة الشرك بالتعلق بهذا القبر والتبرك به كما هو الحاصل الآن مع قبور الأولياء والصالحين.
ومن ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها ، لأن المشركين يسجدون لها في هذين الوقتين فنهى عن الصلاة فيهما ، لمنع التشبه بالمشركين وسدا ومنعا منه لذريعة الشرك.
فصلى الله وسلم على هذا النبي الكريم الذي حمى حمى التوحيد وسد كل الوسائل المفضية إلى الشرك ، ومن ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن التصوير وتعليق الصور ونصبها تماثيل وتعليقها ، لان ذلك سبب للشرك كما حصل لقوم نوح مع صور الصالحين ، ولليهود مع صورة العجل وقوم إبراهيم مع التماثيل : وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : (لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً (يعني مرتفعاً) إلا سويته ، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة - رضي الله عنها - قراما على الجدار فيه تصاوير أبى أن يدخل المبيت حتى أزيل. ومن بين أظهرنا الآن أناس يدعون إلى إحياء الآثار والبناء عليها ، حتى ان بعضهم يدعو إلى ان تبنى عليها مساجد تخليداً لها دون نظر منهم - هداهم الله - إلى النهي الوارد والتحذير المؤكد عن ذلك ودون تقدير للنتائج التي خافها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته من هذا العمل ودون اعتبار بما حصل للأمم السابقة لما غلت بآثار أنبيائها وعظمائها وما جرها ذلك إليه من الشرك لما غلوا في الأنبياء والصالحين وعظموا آثارهم. فالواجب على الجميع التقيد بما شرعه الله ورسوله. وترك ما نهى الله عنه ورسوله ، والواجب علينا في حق الانبياء والصالحين محبتهم والاقتداء بهم والسير على نهجهم ، لا العناية بمساكنهم والمواضع التي اقاموا فيها فإن ذلك شر محض نهى الله عنه ونهى عنه رسوله.
قال صلى الله عليه وسلم : (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك). وقال صلى الله عليه وسلم في مرض موته : (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد. يحذر ما صنعوا) ، قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي ان يتخذ مسجدا .
فصلى الله وسلم وبارك على من بلغ البلاغ المبين وترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك - اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


عضو هيئة كبار العلماء


الجزيرة 11669 الخميس 24 رجب 1425 .[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 12-09-2004, 06:59 PM   #35
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]

القول بعدم تخطئة المخالف


صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد وآله وصحبه.. وبعد:
فقد كثر على ألسنة بعض الكتاب أنه لا تجوز تخطئة المخالف، وأنه يجب احترام الرأي الآخر، وأنه لا يجوز الجزم بأن الصواب مع أحد المختلفين دون الآخر.
وهذا القول ليس على إطلاقه؛ لأنه يلزم عليه أن جميع المخالفين لأهل السنة والجماعة على صواب ولا تجوز تخطئتهم، وهذا تضليل؛ لأنه يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قيل: مَن هي يا رسول الله؟ قال: هم مَن كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي). ويلزم على هذا القول أيضا أن المخالف للدليل في مسائل الاجتهاد لا يقال له مخطئ، ولا يردّ عليه، وهذا يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران. وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد)؛ فدل على أن أحد المجتهدين المختلفين مخطئ، لكن له أجر على اجتهاده ولا يتابع عليه؛ لأن اجتهاده خالف الدليل، وإنما يصحّ اعتبار هذا القول، وهو عدم الجزم بتخطئة المخالف، في المسائل الاجتهادية التي لم يتبين فيها الدليل مع أحد المختلفين، وهو ما يعبر عنه بقولهم: (لا إنكار في مسائل الاجتهاد)، و(الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)، وهذا من اختصاص أهل العلم وليس من حق المثقفين والمفكرين الذين ليس عندهم تخصص في معرفة مواضع الاجتهاد وقواعد الاستدلال أن يتكلموا ويكتبوا فيه. ولو كان لا يخطأ أحد من أصحاب الأقوال والمذاهب لكانت كتب الردود والمعارضات التي ردّ بها العلماء على المخالفين كلها مرفوضة، ولما كان لقوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} فائدة ولا مدلول؛ لأنه لا تجوز تخطئة المخالف، وهذا لازم باطل؛ فالملزوم باطل، وما نقرؤه وما نسمعه من اتهام للعلماء الذين يردّون على المخالفين بأنهم يحتكرون الصواب لهم، ويخطئون مَن خالفهم، وأنهم يصادرون الآراء والأفكار.. إلى آخر ما يقال؛ فهو اتهام باطل؛ فإن العلماء المعتبرين لا يحتكرون الصواب في أقوالهم، وإنما يخطئون مَن خالف الدليل، وأراد قلب الحقائق؛ فيردّون على مَن هذه صفته عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). وقد ردّ الله - سبحانه وتعالى - على أهل الضلال في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وشرع لنا الردّ عليهم؛ إحقاقاً للحق، وإزهاقاً للباطل. ولولا ذلك لشاع الضلال في الأرض، وخفي الحق، وصار المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، بل شرع الله لنا ما هو أعظم من ذلك، وهو جهاد أهل الباطل بالسيف والسنان، وبالحجة والبيان؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ}.
وإذا كان حصل من بعض المتعالمين سوء أدب مع المخالفين، وتجاوز للحدود المشروعة في الردّ فهذا لا ينسب إلى العلماء، ولا يتخذ حجّة في السكوت عن بيان الحق، والردّ على المخالف.
هذا ما أحببت التنبيه عليه؛ {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}، وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه.

الجزيرة عدد 11672/الأحد 27 رجب 1425




[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 20-10-2004, 03:56 PM   #36
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]
كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} الشيخ الفوزان يوجه صفعة للعلمانيين :

{كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}



الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فقد أدرك الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بثاقب نظره وبتوفيق من الله تعالى له أن بقاء العلم الشرعي في هذه البلاد المباركة له أهمية كبرى لانه الأساس الذي قامت عليه الدولة، ففكر في إنشاء مؤسسة علمية ترعاها الدولة ويتولى إدارتها ووضع منهاجها علماء البلاد وعلى رأسهم سماحة المفتي الشيخ: محمد بن إبراهيم رحمه الله. فتمت الفكرة وبرزت للوجود بفتح أول معهد علمي في الرياض عام 1371هـ ثم أمر رحمه الله بفتح فروع لهذا المعهد في القصيم وفي سدير والوشم. ثم في عهد الملك سعود وعهد الملك فيصل وعهد الملك خالد وعهد الملك فهد زادت هذه الفروع وانتشرت وأثمرت وكان من ثمراتها فتح كلية الشريعة وكلية اللغة. ثم زاد فتح الكليات وتطورت إلى جامعة باسم جامعة الإمام: محمد بن سعود الإسلامية وتخرج منها أفواج كثيرة من العلماء ذوو كفاءات عالية تولوا أرقى المناصب في القضاء والافتاء والدعوة والتعليم وكان منهم الوزراء والقيادات العلمية {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} إلا أن هذه المؤسسة الجليلة لم ترق في أعين الذين لم يدركوا فائدتها فشنوا الحرب ضدها وسموها بأسماء منفرة منها أنها دار العجزة، دار الضمان الاجتماعي، دار المطاوعة والمؤذنين وأنها لا مستقبل لها وأن خريجيها سيبورون في المجتمع، وأنها تعلم التكفير والإرهاب، إلى آخر الالقاب. ولكن هذه المؤسسة الجليلة ثبتت ورست رغم انوفهم وفرضت نفسها وأثبتت وجودها واقبل الناس على الالتحاق بها لأنهم يرون جدواها وفائدتها. لانها أسست بنية خالصة وعلى أساس ثابت أصيل من الميراث النبوي. وما زال ولاة الأمر حفظهم الله يهتمون بها ويرعونها لما لمسوه فيها من فائدة للإسلام والمسلمين. وفي الايام القريبة عادت الكره ضد المعاهد العلمية فنشرت مقالات تندد بهذه المعاهد وتطالب بضمها إلى التعليم العام. ويزعم بعض كتاب هذه المقالات الآثمة أن بعض طلاب المعاهد العلمية شكوا إليه وما يلقون من الظلم والضيم.. الخ.
وأقول:
أولاً: لماذا لم يسم الكاتب أحداً من المشتكين والمتظلمين.
ثانياً: لماذا لم يشتكوا إلى ولاة الأمر حتى نُظر في قضيتهم إن كانوا صادقين.
ثالثاً: لماذا لم يحددوا انواع الظلم الواقع عليهم، لأن الدعوى لا تقبل إلا إذا كانت محددة معلومة المدعى به.
رابعاً: ما الذي حال بين هؤلاء المتظلمين وبين الالتحاق بالتخصصات الأخرى المناسبة لهم.
خامساً: إذا كان هذا الظلم واقعاً من بعض الإداريين والموظفين في تلك المعاهد فما ذنب المعاهد هل إذا وقع ظلم من مسؤول في دائرة ما فإنها تلغى تلك الدائرة أم يغير المسؤول! هذا لو فرضنا أن هناك ظلما واقعا. لكنه الهوى يعمي ويصم. ولا حول ولا قوة إلا بالله. تساؤلات ننتظر الإجابة عنها {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ}. سنة الله في خلقه.
وقل للعيون الرمد للشمس أعين
سواك ترها في مغيب ومطلع
وسامح عيونا اطفأ الله نورها
بأهوائها فلا تفيق ولا تعي
إن الشمس لا تغطى في رابعة النهار.
وليس يصبح في الاذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل

---------------------
الجزيرة / الاربعاء 06 ,رمضان 1425 العدد 11710
[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 25-10-2004, 11:56 AM   #37
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]
حوارنا مع من يخالفنا في العقيدة


الشيخ صالح بن فوزان الفوزان/عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.. وبعد:
فقد ظهرت في هذا العصر ظاهرة الحوار بين الطوائف المختلفة، والحوار في ذاته مع المخالف إذا كان القصد منه بيان الحق ورد الباطل فهو مطلوب ومشروع، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، فندعوهم إلى التوحيد وهو عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه، ولا يكفي الاعتراف بالربوبية فقط ثم بعد بيان الحق تطلب المباهلة من المخالف المصر على الباطل وهي الدعوة باللعنة عليه، قال تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} ، وأما إن كان القصد في الحوار بيننا وبين من يخالفنا في العقيدة أننا نقبل شيئاً من باطله أو أن نتنازل عن شيء من الحق الذي نحن عليه فهذا باطل لأنه مداهنة قال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} وقال تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ}. لكن لا مانع أن نتعامل مع المخالف في العقيدة بالعدل في حدود المصالح الدنيوية وأن نحسن إلى من لم يسئ إلينا منهم كما قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. وقال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}. وأن نفي للمعاهد بعهده والمستأمن بأمانه ونحترم دمه وماله كما نحترم دماء المسلمين وأموالهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة)، وهذا أمر متقرر في الشريعة الإسلامية لا ينكره إلا جاهل أو مكابر، وأردت بهذه الكلمة الرد على طائفتين من الناس، الطائفة الأولى التي تنكر التعامل مع المخالف في العقيدة مطلقاً، والطائفة الثانية هي الطائفة المتميعة التي ترى أنه لا فارق بين أصحاب العقيدة الصحيحة وأصحاب العقيدة الباطلة وهي اعتبار: (الرأي الآخر)، والواجب الحذر من هذه المبادئ الباطلة {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} وهو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وسار عليه الصحابة والتابعون وأهل السنَّة والجماعة من بعدهم. وليس المراد الإسلام المصطنع المخالف لما جاء به الرسول. هذا ما أردت بيانه {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ}. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجزيرة عدد 11715 الأثنين 11 رمضان 1425
[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 31-10-2004, 01:17 AM   #38
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]
في حوار حول مخاوف المسلمين في هذا العصر.. د. صالح الفوزان لـ « الجزيرة»:
أهل الضلال من الخوارج يحرفون الكلم عن مواضعه لترويج مذاهبهم


* الجزيرة - خاص:
مخاوف كثيرة تنتاب كل مسلم غيور على دينه في ظل الأزمات المتلاحقة، وحالة الضعف التي تعاني منها أمة الإسلام، من هذه المخاوف تعدد مصادر الفتوى الشرعية، وتجرؤ بعض الأدعياء على الإفتاء، وتعالي دعاوى لتجديد الخطاب الديني ليلائم طبيعة العصر، وإساءة تأويل بعض النصوص الشرعية لتحقيق أهداف، أو مصالح دنيوية وغيرها من الأمور التي طرحناها على فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.. فكان هذا الحوار:

* تعددت مصادر الفتوى الشرعية في العالم الإسلامي وخارجه وتضاربت هذه الفتاوى، مما أحدث بلبلة وفوضى بين المسلمين.. فهل ترون ضرورة تحديد مرجعية موحدة في القضايا الفقهية الكبرى؟

- قال الله تعالى { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} فالله سبحانه وتعالى حدد أهل الفتوى بأنهم أهل الذكر وهم العلماء الأتقياء فالواجب الرجوع إليهم في الفتوى لا إلى المتعالمين، ولا إلى علماء الضلال فقد قال صلى الله عليه وسلم وإنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين).

* كيف يمكننا تحقيق التوازن بين ثوابت دولتنا ومجتمعنا كدولة تقوم على الشريعة الإسلامية ومجتمع محافظ متدين بحيث لا تتحول النقمة على تيار متطرف محدود إلى زعزعة للدعائم الأساسية التي يستند عليها نظامنا السياسي والاجتماعي؟

- العبرة بما تقوم عليه دولتنا - حفظها الله - من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، ولا ينظر إلى ما أحدثه أهل الأهواء أو المتطرفون الخارجون عن منهج الكتاب والسنة، ولا يضر الدولة - حفظها الله - ما دامت متمسكة بمنهجها الصحيح ما أحدثه المحدثون ونادى به المفسدون.

* هل الأفضل للمسلمين توحيد بدء الصيام في البلاد الإسلامية كلها.. أم أن يصوم كل بلد حسب ثبوت الرؤية فيه أو عدمها؟

- بدء صيام شهر رمضان بينه النبي - صلى الله عليه وسلم بقوله:
(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدرو له) أي اكملوا عدة الشهر ثلاثين يوماً، ولكل قوم رؤيتهم إذا اختلفت المطالع.

* ما زالت قضية تطوير الخطاب الديني وتحديثه محل نقاش عدد غير قليل من علماء الأمة ومفكريها، وتنوعت مواقف العلماء من هذه القضية بين مؤيد ومعارض وصاحب رؤية خاصة، إلا أنهم اتفقوا على ضرورة عدم المساس بثوابت الدين ونصوصه من قرآن وسنة.. فما رؤية فضيلتكم في تلك القضية المهمة؟

- الخطاب الديني - إن كان المراد به خطاب الكتاب والسنة فهو خطاب لا يغير ولا يبدل، وإن أريد به خطاب العالم والداعية للناس فهو يتغير بحسب المصلحة الشرعية.

* يلحظ قيام بعض أئمة المساجد بهجر مساجدهم وجماعتهم والتوجه خلال شهر رمضان المبارك إلى مكة المكرمة والإقامة بها.. فهل هذه تدخل ضمن فعل المستحب وترك الواجب، وما توجيهكم للأئمة في هذا الجانب؟
- يجب على إمام المسجد القيام بعمله وهو إمام المصلين ولا سيما في شهر رمضان فالحاجة إلى وجوده في هذا الشهر هم وألزم، ولا يجوز له ترك المسجد والسفر للعمرة، لأن القيام بعمله واجب والعمرة مستحبة، فلا يترك واجباً لمستحب.

* عقيدة الولاء والبراء عقيدة مسلمة في الشريعة الإسلامية فكيف تقرأون هذه العقيدة في جيل هذا اليوم؟

- الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهما الحب في الله، والبغض في الله، ولا يزال المسلمون ولله الحمد على هذه العقيدة، ولا ينظر إلى من انحرف عنها.

* الأحداث الأخيرة القت بظلالها على الأمة الإسلامية، كيف يرى فضيلتكم دور العلماء والدعاة في مواجهة واحتواء تلك الأحداث وما نتج عنها من اتهامات للإسلام والمسلمين؟

- ما زال المسلمون على مدار التاريخ يمتحنون من قبل اعدائهم لكنهم يصبرون على التمسك بدينهم وعقيدتهم.
والواجب على العلماء والدعاة تجاه ما يحدث من هزات امتحانية تثبيت المسلمين وتطمينهم وبيان أن هذه سنة الله في خلقه:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} والعاقبة للصابرين ولا ينظر إلى الاتهامات الحاصلة من أعداء المسلمين فهذا ديدنهم من فجر الإسلام، قال تعالى:{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} ، وقال تعالى { وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.

* هناك اتهامات عديدة توجه ظلماً إلى الإسلام، خاصة موقفه من المرأة، ويساعد على انتشار هذه التهم - كما يراها البعض - وضع المرأة حاليا في المجتمع العربي والإسلامي، ما دور المرأة للخروج من هذه الصورة؟

- الكفار يريدون من المرأة المسلمة أن تكون كالمرأة الكافرة. بل يريدون من المسلمين عموماً أن يكونوا كالكفار.
قال تعالى:{وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}، {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} فلا ينظر إلى مكائدهم ومكرهم والمرأة المسلمة على يقين من دينهم فلا تنخدع بدعايات الكفار والمنافقين وبهذا تخرج من هذه المكائد.

* يستند أصحاب الأفكار المنحرفة من المتطرفين إلى بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لتبرير أعمالهم الإجرامية، بعد أن أنزلوا هذه الآيات على غير موضعها، فماذا يقول فضيلتكم في ذلك؟

- ما زال أهل الضلال يحرفون الكلم عن مواضعه ويستدلون بالقرآن على ضلالهم لكن استدلالهم باطل يأباه القرآن، فالخوارج والمعتزلة، والقدرية وغيرهم من الفرق الضالة يريدون أن يزوروا مذاهبهم بالاستدلال بالقرآن ولكن الاستدلال بالقرآن والسنة له ضوابط علمية مذكورة في كتب الأصول وكتب العقائد، فلا مجال لاستدلالهم الباطل إلا عن أمثالهم.

11705العدد في 1 رمضان 1425هـ ..

[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 31-10-2004, 01:29 AM   #39
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]
وم العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان : انسان فلسطين والعراق وافغانستان ماذا يراد به ؟



حقوق الإنسان.. ماذا يراد بها؟


صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان /عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد... فقد كثر في الآونة الأخيرة الكلام عن حقوق الإنسان، وكأن الإسلام قد تناسى حقوق هذا الانسان حتى جاء الغرب الكافر فنادى بها وهو يريد بالإنسان من يحتمي به ويلجأ إليه. ومن لم يكن كذلك فليس بإنسان في عرف الغرب كإنسان فلسطين وانسان العراق وانسان أفغانستان الذين تدك عليهم بيوتهم ويشردون من ديارهم وتنهب ثرواتهم.
إن الإسلام قد كرم الإنسان وحمى حقوقه منذ أكثر من أربعة عشر قرناً حينما نادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع. فحقوقه محفوظة منذ كان جنينا في بطن أمه إلى أن يكتمل أجله، قال تعالى:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}، لقد حمى الإسلام حقوق الناس وشرع العقوبات الرادعة في حق من اعتدى عليها فحمى حياته بالقصاص من القتلة الذين يقتلون الناس عمداً وعدواناً، وحمى عقل الإنسان بجلد السكران، وبالعقوبة الشديدة على من يتعاطى المخدرات أو يروجها، وحمى عرض الإنسان بجلد القاذف ثمانين جلدة وعدم قبول شهادته والحكم عليه بالفسق حتى يتوب وحمى النسل بجلد الزاني البكر ورجم الزاني المحصن. وحمى مال الإنسان من السرقة بقطع يد السارق، وحمى الأمن بقتل قطاع الطرق وصلبهم. أو قطع أيديهم وارجلهم من خلاف، أو نفيهم من الأرض وحمى الأمن بقتال البغاة والخوارج وحمى الإمامة والولاية العامة بقتل من يريدون شق عصا الطاعة وتفريق الكلمة. وحرم الإسلام الرأفة بالجناة أو إيواءهم والشفاعة لاسقاط العقوبة عنهم ولعن من فعل ذلك بينما الغرب الكافر يحمي الجناة ويحن عليهم ويعتبر معاقبتهم انتهاكاً لحقوق الإنسان التي ينادي بها ثم لا ننسى أن الله سبحانه كما جعل للإنسان حقوقاً يجب احترامها وحمايتها فقد أوجب على الإنسان حقوقاً يجب عليه أداؤها ومراعاتها أولها:
حق الله سبحانه ثم حق الوالدين والأقارب واليتامى والمساكين والجيران والصاحب بالجنب وملك اليمين وحتى البهائم لها حق على من يملكها بالرفق بها والإحسان إليها حتى عند ذبحها فقد دخلت النار امرأة في هرة حبستها حتى ماتت ودخلت الجنة امرأة سقت كلباً عطشان، فهل الاسلام قد أغفل حقوق الانسان حتى جاء الغرب الكافر لينادي بها وهو الذي يعتدي عليها وينتهكها جهاراً وعلانية، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الخميس 14 ,رمضان 1425 العدد11718 [/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 09-11-2004, 03:10 PM   #40
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]
ركوب المرأة مع السائق.. خلوة محرمة


صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان (*)


لا يخفى على الجميع عناية الإسلام بحفظ الفروج والأعراض وحفظ النسل وتجنيب المجتمع المسلم الجرائم الخلقية. قال الله تعالى:{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} والنهي عن قربان الشيء أبلغ من النهي عن الشيء نفسه لأنه نهي عنه وعن الوسائل الموصلة إليه فلذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة بدون محرم ونهى عن السفور وأمر بغض البصر كلا من الرجال وأمر النساء بالحجاب ونهى عن تبرج المرأة بالزينة وتطيبها عند الخروج من البيت. ونهى عن الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة فأمر صلى الله عليه وسلم بتأخير صفوف النساء عن صفوف الرجال في الصلاة حتى ولو كانت المرأة وحدها فإنها تقف في الصلاة خلف الصف قال صلى الله عليه وسلمأخروهن حيث أخرهن الله) ونهى المرأة أن تخضع بالقول لئلا يطمع بها الذي في قلبه مرض. كل هذه الأمور من باب الوقاية من الوقوع في الفاحشة (والوقاية خير من العلاج). والذي نحن بصدد الحديث عنه هو ركوب المرأة وحدها مع سائق غير محرم لها وقد أفتى كثير من العلماء المحققين بتحريم ذلك لأنه نوع من الخلوة المحرمة وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - لأن الخطورة في ذلك أشد من الخلوة في غير السيارة لأن السيارة بيد السائق يتحكم فيها كيف يشاء ولا يمكن المرأة التخلص منه إذا أراد أن يهرب بها - وفي الواقعة التي حصلت في الطائف من يومين ونشر خبرها في بعض الصحف أعظم شاهد على ما ذكرنا حيث جاء في الخبر أن ممرضة ركبت مع رجل غير محرم لها فأراد الهرب بها ولما لم تتمكن من التخلص منه فتحت باب السيارة وقذفت بنفسها على الرصيف رغم ما في ذلك من خطورة على حياتها. فهذه القصة تعطي أعظم شاهد على تحريم ركوب المرأة وحدها مع سائق غير محرم لها فهل يتنبه لذلك من يتركون بناتهم ونساءهم يركبن منفردات مع السائقين للذهاب للدراسة أو للعمل أو للسوق أو لأي غرض كان. فعليهم أن يتقوا الله وعلى النساء أن يتقين الله ويأخذن من هذه الواقعة أكبر واعظ (والسعيد من وعظ بغيره) وفق الله الجميع للبصيرة في دينه والمحافظة على المحارم والحرمات. ووقانا شر الذين يتبعون الشهوات ويريدون أن نميل ميلاً عظيماً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


(*) عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة العدد 11730 الثلاثاء 26 رمضان 1425

[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 16-11-2004, 02:28 PM   #41
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]


التعالم وآثاره الخطيرة على الأمة


صالح بن فوزان الفوزان / عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه، وبعد: فلابد للأمة من العلم والعلماء لأن الله سبحانه بعث الرسول صلى الله عليه وسلم وأنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} والهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح، فالرسول صلى الله عليه وسلم بعث بالعلم والعمل وإذا رفع العلم بقبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم- والعلم لا يحصل إلا بالتعلم والتلقي عن العلماء. قال الله تعالى: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} لا يؤخذ العلم من مجرد الكتب من دون قراءتها على العلماء وتلقي شرحها وبيانها منهم ولا يؤخذ العلم عن المتعالمين الذين يأخذون علمهم عن الأوراق ويشرحونها من أفكارهم وأفهامهم فالتعالم معناه ادعاء العلم نتيجة للاقتصار على مطالعة الكتب ومثل هذا يقال له الجاهل المركب وهو الذي يجهل ولا يدري أنه جاهل بل يظن أنه هو العالم، وكم جنت هذه الطريقة على الأمة قديما وحديثا من الويلات، فأول خريجي مدرسة التعالم هم الخوارج الذين كفروا الصحابة وقاتلوهم وقتلوا عثمان وعليا وطلحة والزبير وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، ولا تزال أفواج خريجي هذه المدرسة يتوالى خروجها على الأمة وما حادث الحرم وحوادث التفجيرات وترويع الآمنين في عصرنا الحاضر إلا امتداداً لهذه المدرسة المشؤومة كما أنه لايزال يتخرج من هذه المدرسة من يكفرون أو يبدعون المسلمين، ويتخرج منها من يفتون بغير علم فيحلون ما حرم الله أو يحرمون ما أحل الله، ومازالت الأمة الإسلامية تعاني من أضرار هؤلاء الذين يحتقرون العلماء ويصفونهم بأنهم علماء سلطة وأنهم مداهنون وأصحاب كراسي وغير ذلك.. وينفرون من تلقي العلم عنهم، والواجب على شباب الأمة الحذر من هؤلاء المتعالمين والحرص على تلقي العلم عن العلماء والرجوع إليهم في حل مشكلاتهم فإن العلماء ورثة الأنبياء وقد ميزهم الله عن غيرهم بالعلم فقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} كما أنه يجب ألا يمكن من التدريس والافتاء إلا من عرف بالعلم وعرف أين تلقى العلم.. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


الجزيرة الاثنين 3 ,شوال 1425 العدد 11736[/CENTER]
مهتم غير متصل  
قديم(ـة) 23-11-2004, 12:53 PM   #42
مهتم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
[align=justify]
مَنِ الملوم في انفصال بعض الشباب عن العلماء؟


د.صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان/عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد كثر في الآونة الأخيرة في الفضائيات والكتابات إلقاء اللوم على العلماء بسبب ما حصل من بعض الشباب من انحراف فكري وسلوك مناهج ضالة أدت ببعضهم إلى الخروج على مجتمع المسلمين بأفكار منحرفة، وتصرفات تخريبية غريبة عن تعاليم دينهم وأخلاقيات مجتمعهم، فصار بعض الكُتاب وبعض الذين تجرى معهم لقاءات في المحطات الفضائية أو الصحفية أو الإذاعية أو مختلف الوسائل الإعلامية أو حتى في المجالس العادية يلقون باللوم على العلماء ويحملونهم مسؤولية تلك التصرفات خصوصاً، وأن ذلك صادف هوى في نفوس بعض المتكلمين والكُتاب في حق العلماء لأنه يحمل ضدهم بعض الحقد فتنفس الصعداء في هذه المناسبة، وصار يكيل التهم ضد العلماء، ويعذر أولئك الشباب في انحرافهم ويقولون: إنهم لم يجدوا من يوجههم الوجهة السليمة، ودفاعاً عن أعراض العلماء ووضعاً للأمور في نصابها أقول:
أولاً: العلماء لم يقصروا في بذل التوجيه السليم من خلال البرامج الإعلامية والخطب المنبرية والدروس اليومية في المساجد والمحاضرات والندوات في كل مكان مناسب، وفي كل فرصة سانحة، فالعلماء يبينون للشباب ولغيرهم منهج السلف عقيدة وعبادة ومعاملة وسلوكاً وأخلاقاً.
ثانياً: الشباب هم الذين ابتعدوا عن العلماء لأسباب متعددة أحصرها فيما يلي:
1- ظهور التيارات الفكرية المختلفة التي يحملها بعض المنظرين لها والذين يدعون الشباب إلى اعتناقها لأنها في نظرهم هي الفهم الصحيح للإسلام ودعوته.
2- تصنيف قيادات الشباب للعلماء تصنيفات مختلفة تزهد الشباب في دروسهم ومحاضراتهم وبعضهم يقول: اسمعوا للعالم الفلاني واتركوا العالم الفلاني بناء على رغبات نفسية أو وساوس وهمية.
3- التقليل من شأن العلماء على ألسنة بعض المتزعمين للشباب ورميهم بأنهم علماء سلطة، علماء مناصب، لا يفهمون الواقع، يحملون أفكاراً قديمة لا تناسب الوقت الحاضر ولا المسلم المعاصر.
4- البعض الآخر يرمي العلماء بالتشدد والغلو وقصور الفهم مما أدى ببعضهم إلى التشاؤم والخروج عن كل المجتمع لا عن العلماء فحسب واعتناق الأفكار الهدامة التي أصبحت الأمة تعاني منها، واستوحش أولئك الشباب ونفروا عن المجتمع، بل اعتزلوا صلاة الجمعة والجماعة في المساجد والالتقاء بالمسلمين فاستلهم دعاة الضلال ولقنوهم تلك الأفكار المنحرفة، وهذا كله نتيجة حتمية لسوء الظن بالعلماء، والابتعاد عنهم كما حصل للخوارج من قبل لما انفصلوا عن علماء الصحابة والتابعين، وتمكن شياطين الجن والإنس من إغوائهم وشحن رؤوسهم بالفكر الضال المنحرف، ولم يكن اللوم حينذاك على العلماء، بل صار اللوم عليهم في انعزالهم عن العلماء. وذاقوا وبال أمرهم وما انعزال وصل بن عطاء وأتباعه عن مجلس الحسن البصري إلا أصدق مثال.
والواجب على المسلمين اليوم الانتباه لدرء هذا الخطر عن الأمة وعن شبابها وذلك بالمحافظة على ما تبقى من الشباب الموجود والاستعداد لاستقبال الشباب القادم بغرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم وربطهم بعلمائهم وإبعادهم عن أصحاب الأفكار المنحرفة وعن الخلوات والرحلات المشبوهة والأسفار غير المنضبطة بضوابط الشرع ومتابعتهم من قبل والديهم أثناء خروجهم من البيوت إلى أن يرجعوا إليها سالمين، فإن الوقت وقت فتن مهلكة تغزو البيوت والمجتمعات بشتى الوسائل كما قال الشاعر:


ومن رعى غنماً في أرض مسبعة

ونام عنها تولى رعيها السبع

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح والإصلاح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجزيرة 11744 الثلاثاء 11 شوال 1425
[/CENTER]
مهتم غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)