بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » >>> عزوز والدكتور عبدالعزيز <<<

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-06-2006, 06:15 AM   #1
قايم قاعد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 147
>>> عزوز والدكتور عبدالعزيز <<<

قبل سنوات كانت اللعبة المفضلة لدينا ( الحصان ) وهي عبارة عن ( عسيب نخلة ) يكون جافا في الغالب ونربط على جذعه خرقة لتكون بمثابة ( الخطام ) ونقوم من خلال هذه الخرقة بمسك ( الحصان ) وبالمراوغة يمينا وشمالا ونستخدم عصا خفيفة لنهمز بها هذا ( الحصان ) المطيع وكان ما يميز هذه اللعبة أنها تترك وراءنا عاصفة من الغبار يستطيع من خلالها ( الوالد والوالدة ) بتحديد موقعنا بكل سهولة ......

في تلك السنوات تعرفت على ( عزوز ) ( صديقي ) وكان من أمهر و أشجع الفرسان ..... وأتذكر أنه كان يأتي إلينا بثوب يصل طوله إلى تحت الركبه بقليل وتحت ( سروال السنة ) الذي يصل إلى حد الكعبين وتستطيع بكل سهولة التمييز بين الثوب والسروال فالثوب ( مشسف ) والسروال ( ملون ) وفي الغالب يكون قريبا من اللون ( البيجي المصفر ) مليء بخرائط عالمية دقيقة متداخلة لعالم لا نعرفه ولا ندركه !

كان عزوز يلبس ثوبه بطريقة مميزة جدا فهو يدخل ( زراره الأول ) في فتحة الزر الثاني كما يدخل ( الزرار الثاني ) في فتحة الزر الثالث فيكون ثوبه نصف معلق ونصف ملبوس ...... ولم يكن يهمه أو يهمنا أن يقوم بتعديل وضع الثوب فكان همنا أننا معا وكعادة أبناء ذلك الجيل كان ( عزوز ) ( يمحش خشمه ) في أطراف ثوبه وأحيانا في أكمامه وربما هذا ما يفسر سبب بقاء الثوب كصفيح حديدي .......

كنا نركب ( الحصان ) ونضع أطراف الثوب بين أسناننا حتى نتمكن من السير بسرعة عالية ولا نقف حتى تكون أطراف الثوب كحرقة ( سد ) بها ( أحد السواقي ) وكانت ( عصاقيل ) ( عزوز ) ذات قيمة عالية فكلنا نحسده عليها لسرعتها وكان عزوز من أشد أعداء ( الفازلين ) أو ( الكريم زان ) أو أي شيء قد يصلح ( شطوب ) رجليه ! فهو لا يرغب أن ينهي تلك ( الشعبان ) في قدميه والتي يستطيع الفأر أن يختفي فيها ......

كان ( عزوز ) نحيل الجسم ضعيف البنية طويل القامة أسمر اللون غائر العينين له أنف طويل وشفتين دائما مفتوحتين ويابستين وكانت أذناه كلاقط هوائي على جدار فهي كبيرة ومرهفة السمع ...... وكان يتميز عن غيره بأنه لطيف المعشر كريم النفس صديق صدوق أكثر عدائيته للأنانية وكان محبا ومحبوبا .......

تطورت علاقتي بـ(عزوز ) فمررنا بسنوات ( الدنانة ) و ( سبع الحجر ) و( قدت المواصير ) وكانت تلك العلاقة تتأصل دون أن نشعر ولكننا ندرك أننا نحب بعضنا بصدق .... كان ( عزوز ) أقل وصلا مني ولكني كنت أكثر منه إهمالا ....





بعد سنوات :



أصبح ( عزوز ) ( أبوشطوب ) طبيبا ( أد الدنيا ) وأصبحت مقابلته تحتاج إلى خريطة كخريطة ( سرواله قديما ) وأصبحت الدقائق محسوبة معه ولم يكن ذلك لغروره أو تكبره أو تشاغله بل لإنه اندمج في حياته العملية بشكل كبير .....

يعود عمر علاقتي به إلى العشرين عاما أجزم أن لا أحدا يخفي عن الثاني أي سر في حياته فقد وقفنا مع بعضنا وقفات صادقة وفية ....



رن هاتفي في تمام الساعة العاشرة وفتحت ( جوالي ) مرحبا ومحييا تملأ وجهي ابتسامة عريضة ..... مرحبا ( عزوز ) ههههههه آسف أهلا ( دكتور عبدالعزيز ) كعادته كان هادئا أملى علي هذه الكلمات ( أنتظرك بعد نصف ساعة في بيت القهوة العالمية ) لم أجد مناصا من التلبية ولم أكن أرغب في الاعتذار فأنا سعيد بهذه المقابلة التي اعتدت عليها منذ سنين الصبا ( وكل عمري صبا !)



كانت مواعيدنا دقيقة للغاية ... وصلنا سويا وجلسنا وتبادلنا أطراف الحديث وتناولت أحاديثنا مجموعة من الماضي والحاضر والمستقبل وبعض الطرائف والنكات ووقفنا كثيرا عند ( دنانة أبوكشره ) والتي سرقناها منه ولم نخبره إلا بعد أن شاب رأسه ونسيها بسبب مشاغله ومشاكله مع الدنيا والأولاد والأعمال وخاصة الأسهم المحمرة كما تذكرنا ساعتها ( صبي ) خالي وكان شابا قوي البنية خفيف العقل سطحي التفكير وكنا ( نرقله ) في أوقات راحته





................

الطموح قديما لم يكن سهلا إطلاقا بل كان ضربا من الخيال لقد كان الواحد منا لا يثق أبدا بإكمال سنته الدراسية فضلا عن أن يخطط لسنوات عديدة لمستقبله ! لقد كنا في تلك السنوات نعلّم أنفسنا بأنفسنا فليس معنا أب يتابع ( دفتر الواجبات ) ولا أم متعلمة تقوم بتدريسنا يوميا ! كان الآباء مشغولين بلقمة العيش كما كانت الأمهات مشغولات بالقيام بدورهن المناط بهن في المنزل وربما في المزرعة من طبخ وحصاد و ( عليفٍ للدبش ) ......

كان الدكتور عبدالعزيز الذي حصل على درجة الدكتوراه من الولايات الأمريكية المتحدة شابا بسيطا ساذجا ينادى دوما ( أبو شطوب ) ولم يكن يرسم لنفسه طريقا بل كان مثلي ومثل بقية أبناء جيلنا نفكر فقط بصعود الدرجة التي أمامنا مباشرة ثم نفكر بالأخرى بعد وصلها لم تخطر على باله فكرة دراسة الطب إلا بعد تسلمه للشهادة الثانوية العامة لقد كان هذا الجيل عظيما عصاميا بنى نفسه بنفسه وبذل الكثير ليصل إلى ما وصل إليه رغم قلة الإمكانات وضعف الحالة المادية وقسوة المجتمع وسلطة العادات والتقاليد .... كان التعليم ومواصلة التعليم أمر غير يسير خاصة في تخصصات غير شرعية مثل الطب والهندسة والرياضيات ومثيلاتها .....

ما جعلني أتطرق لهذا هو ما أراه هذه الأيام من توفر للإمكانات ووجود كافة سبل النجاح وجميع مدعّمات التفوق ولكن مع غياب الاهتمام ببناء المستقبل ! لو أن جيلنا توفرت له هذه الإمكانات لأصبح بعض من شبابه من العظماء ..........

كنا ثمانية ... أحدهم طبيبا والآخر مهندسا وثالثهم ضابط برتبة عالية ورابعهم وخامسهم معلمون أوقفوا طموحهم وسادسهم موظفا بارزا وسابعهم رجل أعمال حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد أما ثامنهم وهو أقلهم حظا فهو محدثكم .........
__________________




[flash=http://buraydahcity.org/abu-raed/aburaed-gamgad.swf]WIDTH=501 HEIGHT=201[/flash]
بيض الله وجه ( أبو رائد ) على إهدائه هذا التوقيع > ولد ابوي انت هذا اللي يعرف قدر الشيبان( الشيبان هم مابين عمر 35 - 40 )
قايم قاعد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)