بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » "اســـتـــمــــتـــــع بــــحــــيــــاتــــك"..للدكتور محمد العريفي....(موضوع متجدد)

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 30-03-2008, 06:45 PM   #43
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
المعتز بدينه
اولا اهلا بطلتك الرائعة فلك مني كل الشكر والامتنان,,
ثانيا جواب على تساءلك الضابط هو اني اسير على حسب تقسيم الكتاب لان الكتاب هكذا تقسيمه ولست انا من يضع ذلك وانما هذا التقسيم هو تبويب للكتاب قد وضعه المؤلف وهو فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي,,,
اشكرك مرة اخرى,,

دمت بخير..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 30-03-2008, 11:16 PM   #44
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

مفاتيح القلوب..

كل باب له مفتاح..والمفتاح المناسب لفتح قلوب الناس هو معرفة طبائعهم..حل مشاكل الناس..الإصلاح بينهم..الاستفادة منهم..اتقاء شرورهم..كل ذلك تصبح فيه بارعاً إذا عرفت طبائعهم..
افرض أِِن شاباً وقع بينه وبين أبيه خلاف..
اشتد الخلاف حتى طرده أبوه من البيت..حاول الابن العودة مراراً لكن الأب كان عنيداً مصراً..دخلت للإِصلاح بينهما..حدثت الأب بالنصوص الشرعية..خوفته من إثم القطيعة..
لم يلتفت إليك..كان مشحوناً غاضباً جداً..أردت أن تستعمل أساليب أخرى للإصلاح..عرفت من طبيعة هذا الأب أنه عاطفي جداً..
جئت إليه وقلت:يا فلان..أما ترحم ولدك..يفترش الأرض..ويلتحف السماء..!!
أنت تأكل وتشرب..والمسكين يبيت طاوياً ويصبح جائعاً..

أما تذكره إذا رفعت كسرة الخبز إلى فمك..أما تذكر مشيه في حر الشمس..أما تذكر لما كنت تحمله صغيراً..وتضمه إلى صدرك..وتشمه وتقبله..
أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي!!..
تجد أن عاطفة الأب تهيج بهذا الكلام..ويقترب أكثر من نقطة الالتقاء..وإن كان أبوه بخيلاً محباً للمال..
قلت له: يا فلان انتبه لا تورط نفسك..أرجع الولد تحت نظرك وتصرفك..أخشى أن يسرق أو يعتدي..فتلزمك المحكمة بسداد ما أخذ..وإصلاح ما خرب..فأنت أبوه على كل حال..
انتبـه.. تجد أن الأب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد..وإن كان كلامك موجهاً إلى البن..وكان جشعاً محباً للمال..
قلت له:يا فلان..لن ينفعك إلا أبوك..غداً ستحتاج أن تتزوج..من يسدد مهرك؟
لو تعطلت سيارتك من يصلحها؟
لو مرضت..من سيحاسب المستشفى؟
إخوانك يستفيدون كما شاءوا..مصروف..هدايا..وأنت جالس هكذا..ما يضرك أن تصلح ذلك كله بقبلة تطبعها على جبين أبيك..أو كلمة آسف تهمس بها في أذنه..
وكذلك لو دخلت للإصلاح بين زوجة وزوجها..فعلت مثل ذلك..وفتحت باب كل واحد منهما بالمفتاح المناسب..
ومثله لو أردت إجازة من مديرك في العمل..وعرفت أنه لا يلتفت إلى العواطف ولا الأمور الاجتماعية..
وإنما عمل(وبس!)..
فقلت له:
أحتاج إلى إجازة ثلاثة أيام أجدد فيها نشاطي..وأستعيد حيويتي..أشعر أن إنتاجي مع ضغط العمل تنحدر تدريجياً..أعطني فرصة لإراحة (رأسي) فقط ثلاثة أيام..لأعود أنشط وأقدر..
وإن كان اجتماعياً..تلحظ من خلال تعاملاته..أنه حريص على الأسرة والعائلة..قلت له:أريد إجازة لأرى والديَ..أولادي..أشعر أنهم في واد وأنا في واد آخر..إلى غير ذلك..
أتقن هذه المهارة..وستسمع الناس غداً يقولون:ما رأينا أبرع فلاناً في القدرة على الإقناع..!!



نتيجة..

كل إنسان له مفتاح..
ومعرفة طبيعة الإنسان تدلك على معرفة مفتاحه المناسب..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 01-04-2008, 01:55 AM   #45
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
مراعاة النفسيات..

تتقلب أمزجة الناس في حياتهم بين حزن وفرح ..وصحة ومرض .. وغنى وفقر..واستقرار واضطراب..وبالتالي يتنوع تقلبهم لبعض الأنواع من التعاملات .. أو ردهم لها بحسب حالتهم الشعورية وقت التعامل .. فقد يقبل منك النكته والطرفة ويتقبل المزاح في وقت استقراره وراحة باله .. لكنه لا يتقبل ذلك في وقت حزنه..
فمن غير المناسب أنم تطلق ضحكة مدوية في عزاء .. !!لكنها تحتمل منك في نزهة برية .. وهذا أمر مقرر عند جميع العقلاء وليس هو مقصود بحديث هنا .. إنما المقصود هو مراعاة النفسيات والمشاعر الشخصية عند الحديث مع الناس أو التصرف معهم ..
افرض أن امرأة طلقها زوجها
وليس لها أب ولا أم .. قد ماتا..وجعلت تجمع أغراضها لتعيش مع أخيها وزوجته..
فبينما هي كذلك إذ دخلت عليها جارتها في الضحى زائره .. فرحبت المطلقة بها .. ووضعت لها القهوة والشاي .. فجعلت الزائرة تبحث عن أحاديث لتؤانسها .. فسألتها المطلقة:بالأمس رأيتكم خارجين من المنزل ..
فقالت الجارة: إي والله .. أبو فلان(تعني زوجها) أصر عليها أن تعشى خارج البيت فذهبت معه .. ثم مر السوق واشترى لي فستاناً لعرس أختي .. ثم وقف عند محل ذهب ونزل واشترى لي سواراً ألبسه في العرس ..
ولما رجعنا إلى البيت رأى الأولاد في ملل فوعدهم آخر الأسبوع أن يسافر بهم..فالمطلقة المسكينة تستمع إلى ذلك وتتخيل حالها بعد قليل في زوجة أخيها!!
السؤال: هل يناسب إثارة هذا النوع من الأحاديث مع امرأة فشلت في مشروع الزواج؟!!هل تظن أن هذه المطلقة تزداد محبة لهذه الجارة؟..ورغبة في مجالستها دائماً؟..وفرحاً بزيارتها لها؟..نتفق جميعاً على جواب واحد نصرخ به قائلين:لااااا..
بل سيمتلىء قلبها حقداً وقهراً ..
إذن ما الحل؟ هل تكذب عليها؟
لا .. ولكن تتكلم باختصار .. كأن تقول: والله كان عندنا بعض الأشغال قضيناها..ثم تصرف الكلام إلى موضوع آخر تصبرها به على كربتها..
أو افرض .. أن صديقين اختبرا نهاية المرحلة الثانوية .. فنجح أحدهما وتخرج بتفوق..والثاني رسب في عدد من المواد..أو تخرج بنسبة ضعيفة لا تؤهله للقبول في شيء من الجامعات .. فهل ترى من المناسب عندما يزور المتفوق صاحبه أن يسهب في الحديث حول الجامعات التي تم قبوله فيها..والميزات التي ستمنح له..؟
قطعاًَ جوابنا جميعاً:لا..
إذن ما الحل؟
الحل أن يذكر له عموميات يخفف بها عنه..
كأن يشتكي من كثرة الزحام في الجامعات .. وقلة القبول.. وخوف كثير من المتقدمين إليها من عدم القبول..حتى يخفف عن صاحبه مصابه..فيرغب عند ذلك في مجالسته أكثر..ويحبه ويأنس بقربه..ويشعر أنه قريب من قلبه..
وقل مثل ذلك لو التقى شابان أحدهما أبوه كريم يغدق عليه الأموال..والآخر أبوه بخيل لا يكاد يعطيه ما يكفيه..فمن غير المناسب أن يتحدث ابن الكريم بإغداق أبيه عليه..وكثرة المال لديه..و.. لأن هذا النوع من الكلام يضيق به صدر صديقه..ويذكره بمأساته مع أبيه..ويستقبل الجلوس مع هذا الصديق ويشعر ببعده عنه في همه..
لذلك نبه النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى مراعاة مشاعر الآخرين ونفسياتهم..فقال: لاتطيلوا النظر إلى المجذوم..والمجذوم هو المصاب بمرض ظاهر في جلده قد جعله مشوهاً في منظره..فمن غير المناسب أنه إذا مر بقوم أن يطيلوا النظر إلى جلده..لأن هذا يذكره بمصيبته فيحزن..
وفي موقف غاية في المراعاة واللطف يتعامل –صلى الله عليه وسلم- مع والد أبي بكر رضي الله عنه..فإنه لما أقبل بجيوش المسلمين إلى مكة لفتحها..
قال أبو قحافة أبو أبي بكر رضي الله عنه ..وكان شيخاً كبيراً ..أعمى..قال لابنة له من أصغر ولده: أي بنية .. اظهري بي على جبل أبي قبيس لأنظر صدق ما يقولون ..هل جاء محمد؟.. فأشرفت به ابنته فوق الجبل..فقال: أي بنية ماذا ترين؟
قالت: أرى سواداً مجتمعاً مقبلاً..
قال:تلك الخيل..
قالت:وأرى رجلاً يسعى بين يدي ذلك السواد مقبلاً ومدبراً..
قال: أي بنية ذلك الوازع الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها..
ثم قالت: قد والله يا أبت انتشر السواد..
فقال: قد والله إذاً دفعت الخيل ووصلت مكة..فأسرعي بي إلى بيتي..فإنهم يقولون من دخل داره فهو آمن ..فانحطت الفتاة به مسرعة من الجبل..فتلقته خيل المسلمين..قبل أن يصل إلى بيته..فأقبل أبو بكر إليه..فاحتفى به مرحباً..ثم أخذ بيده يقوده..حتى أتى به رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في المسجد..
فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ..فإذا بشيخ كبير..قد صعف جسمه..ورق عظمه..واقتربت منيته..وإذا أبو بكر رضي الله عنه ينظر إلى أبيه..وقد فارقه منذ سنين..وانشغل عنه بخدمة هذا الدين..
التفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال مطيباً لنفسه..ومبيناً قدره الرفيع عنده:هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟!
كان أبو بكر يعلم أنهم في حرب ..قائدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأن وقته أضيق.. وأشغله أكثر من أن يتفرغ للذهاب لبيت شيخ يدعوه للإسلام..
فقال أبو بكر شاكراً:يا رسول الله .. هو أحق أن يمشي إليك .. من أن تمشي أنت إليه.. فأجلس النبي عليه الصلاة والسلام .. أبا قحافة بين يديه..بكل لطف وحنان..ثم مسح على صدره..ثم قال: أسلم ..
فأشرق وجه أبي قحافة..وقال: أشهد أن لا إله إلا الله..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..انتفض أبو بكر منتشياً مسروراً..لم تسعه الدنيا فرحاً..تأمل النبي صلى الله عليه وسلم في وجه الشيخ .. فإذا الشيب يكسوه بياضاً..فقال –صلى الله عليه وسلم- : غيروا هذا من شعره..ولا تقربوه سواداً..
نعم كان يراعي النفسيات في تعامله .. بل إنه –صلى الله عليه وسلم- دخل مكة قسم جيشه إلى كتائب..وأعطى راية إحدى الكتائب..إلى الصحابي البطل سعد بن عبادة رضي الله عنه.. كانت الراية مفخرة لمن يحملها..ليس له فقط بل له ولقومه..
جعل سعد ينظر إلى مكة وسكانها .. فإذا هم الذين حاربوا رسول الله –صلى الله عليه وسلم..وضيقوا عليه..وصدوا عنه الناس..وإذا هم الذين قتلوا سمية وياسر..وعذبوا بلالاً وخباباً,,كانوا يستحقون التأديب فعلاً..هز سعد الراية..وهو يقول:
اليوم يوم الملحمة ** اليوم تستحل الحرمة..
سمعته قريش فشق ذلك عليهم ..وكبر في أنفسهم..وخافوا أن يفنيهم بقتالهم..فعارضت امرأة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهو يسير..فشكت إليه خوفهم من سعد..وقالت:
يا نبي الهدى إليك لجائي قريش ولات حين لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الأرض وعاداهم إله السماء

إن سعداً يريد قاسمة الظهر بأهل الحجون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الغيظ رمانا بالنسر والعواء

فانهينه إنه الأسد الأسود والليث والغٌ في الدماء
فلئن أقحم اللواء ونادى يا حماة اللواء أهل اللواء

لتكونن بالطباع قريش بقعة القاع في أكف الإماء
إنه مصلت يريد لها القتل صموت كالحية الصماء


فلما سمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-..هذا الشعر..دخله رحمة ورأفة بهم..وأحب ألا يخيبها إذ رغبت إليه..وأحب ألا يغضب سعداً بأخذ الراية منه بعد أن شرفه بها..
فأمر سعداً فناول الراية لابنه قيس بن سعد..فدخل بها مكة...وأبوه سعد يمشي يجانبه..فرفضت المرأة وقريش لما رأت يد سعد خالية من الراية..ولم يغضب سعد لأنه بقي قائداً لكنه أريح من عناء حمل الراية وحملها عنه ابنه..فما أجمل أن نصيد عدة عصافير بحجر واحد..
حاول أن لا تفقد أحداً .. كن ناجحاً واكسب الجميع..وإن تعارضت مطالبهم..




اتفاق..

نحن نتعامل مع القلوب..لا مع الأبدان..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 02-04-2008, 10:53 PM   #46
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148









صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 03-04-2008, 09:42 PM   #47
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
أشعرهم أنك تحب الخير لهم..

كلما كان قلبك مملوءاً بالمحبة والنصح للآخرين..كلما صرت صادقاً في مهاراتك في التعامل معهم..وكلما أحس الناس بحبك لهم..ازدادوا هم أيضاً لك محبة وقبولاً..
كانت إحدى الطبيبات تمتلىء عيادتها الخاصة دائماً بالمراجعات..وكانت المريضات يرغبن في المجيء إليها دائماً وكل واحدة تشعر أنها صديقة خاصة لهذه الطبيبة..كانت هذه الطبيبة تمارس مهارات متعددة تسحر بها قلوب الآخرين..
من ذلك..أنها اتفقت مع السكرتيرة أنها إذا اتصلت إحدى المريضات تريد أن تتحدث مع الطبيبة أو تسألها عن شيء يخص المرض..فإن السكرتيرة تسألها عن اسمها..وترحب بها .. ثم تطلب منها التكرم بالاتصال بعد خمس دقائق..
ثم تأخذ السكرتيرة الملف الخاص بهذه المريضة..وتناوله للطبيبة..فتقرأ الطبيبة معلومات المريض..وتنظر إلى بطاقتها الخاصة..ومعلوماتها الكاملة بما فيها وظيفتها وأسماء أولادها..فإذا اتصلت المريضة..رحبت بها الطبيبة..
وسألتها عن مرضها..وعن فلان ولدها الصغير..وأخبار وظيفتها..و..
فتشعر المريضة أن هذه الطبيبة تحبها جداً لدرجة أنها تحفظ أسماء أولادها وتتذكر مرضها..ولم تنس مكان عملها..فترغب في المجيء إليها دائماً..أرأيت أن امتلاك القلوب وأسرها سهل جداً..
ولا بأس أن تعبر عن محبتك للآخرين بكل صراحة..
سواء كانوا أباً أو أماً..أو زوجة أو أبناء..أو زملاء وجيران..لا تكتم مشاعرك نحوهم..قل لمن تحبه:أنا أحبك..أنت غال إلى قلبي..حتى لو كان عاصياًُ قل له: إنك أحب إلي من أناس كثييير..ولم تكذب فهو أحب إليك من ملايين اليهود..أليس كذلك..كن ذكياً..
أذكر أني ذهبت مرة لأداء العمرة..وكنت خلال الطواف والسعي أدعو للمسلمين جميعاً..بالحفظ والنصر والتمكين..وربما قلت:اللهم اغفر لي واغفر لأحبابي وأصحابي,,وبعد انتهائي من شعائرها..حمدت الله على التيسير..
ثم اكتريت فندقاً لأبيت فيه..فلما وضعت رأسي على وسادتي كتبت رسالة عبر الهاتف المحمول أقول فيها:"الآن أنهيت العمرة وتذكرت أحبابي وأنت منهم فلم أنساك من الدعاء الله يحفظك ويوفقك".. انتهت الرسالة..أرسلتها إلى الأسماء المخزنة في ذاكرة الهاتف..كانت خمسمائة اسم..لم أكن أتصور التأثير العجيب لهذه الرسالة في قولب الآخرين..
منهم من أرسل إلي:والله أبكي وأنا أقرأ رسالتك..أشكرك أنك ذكرتني بدعائك..
و آخر كتب:والله يا أبا عبد الرحمن ما أدري بم أرد عليك! ولكن جزاك الله خيراً..
والثالث كتب:أسأل الله أن يستجيب دعاءك..ونحن والله لا ننساك..
نحن في الحقيقة نحتاج بين الفينة والأخرى أن نذكر الناس بأننا نحبهم..وأن كثرة مشاغل الدنيا لم تنسنا إياهم..ولا بأس أن يكون ذلك بمثل هذه الرسائل..يمكن أن تكتب إلى أحبابك:دعوت لكم بين الأذان والإقامة..أو في ساعة الجمعة الأخيرة..وإذا كانت بيتك صالحة فلن يكون في هذا إظهار للعمل أو رياء..وإنما زيادة ألفة ومحبة بين المسلمين..
أذكر أني ألقيت محاضرة في مخيم دعوي في صيفي في مدينة الطائف..في جبال الشفا وهي منتزه يجتمع فيه أعداد كبيرة من الشباب..كان أكثر الحاضرين هم من الشباب الذين يظهر عليهم الخير والصلاح..أما الشباب الآخرون فقد بقوا في أطراف المنتزهات ما بين لهو وطرب..
انتهت المحاضرة..أقبل جمع من الشباب يسلمون..كان من بينهم شاب له قصة شعر غريبة ويلبس بنطال جينز ضيق..أقبل يصافح ويشكر..فسلمت عليه بحرارة..وشكرته على حضوره وهززت يده وقلت:وجهك وجه داعية..تبسم وانصرف..
بعدها بأسبوعين تفاجأت باتصال يقول:هاه ما عرفتني..ياشيخ أنا الذي قلت لي وجهك وجه داعية..والله لأصبحن داعية إن شاءالله..ثم صار يشرح لي مشاعره بعد تلك الكلمات..
أرأيت كيف يتأثر الناس بصدق العبارة..والمحبة..!
أما رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقد كان يأسر قلوب الناس بروعة أخلاقه..وقدرته على إظهار محبته الصادقة لهم..
كان أبو بكر وعمر..أجل الصحابة..
وكانا يتنافسان في الخير دوماً..وكان أبو بكر يسبق غالباً..فإن بكَر عمر للصلاة وجد أبا بكر سبقه..وإن أطعم مسكيناً وجد أبا بكر سبقه..وإن صلى ليلة..وجد أبا بكر قبله..
وفي يوم أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-
الناس بالصدقة لسد حاجة نازلة نزلت بالمسلمين..وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من المال..فقال:اليوم أسبق أبا بكر..إن سبقت يوماً..ذهب عمر فجاءه بنصف ماله..فدفعه إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ..فما أول كلمة قالها –صلى الله عليه وسلم- لعمر لما رأى المال؟ هل سأله عن مقدار المال؟ أم سأهل عن نوعه ذهب أم فضة؟
لا..بل لما رأى المال –صلى الله عليه وسلم- كثرة المال..
تكلم بكلمات يستنتج منها عمر أنه محبوب عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ..قال لعمر: ( ما أبقيت لأهلك يا عمر؟)..
قال عمر: يا رسول الله..أبقيت لهم مثله..
ويجلس عمر عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- منتشياً ينتظر أبا بكر..
فيأتي أبو بكر رضي الله عنه بمال كثير فيدفعه إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعمر واقف مكانه..يرى العطاء ويسمع الحوار..فإذا بالنبي –صلى الله عليه وسلم- قبل أن يلتفت إلى ما يحتاجه من مال..يسأل أبا بكر: (يا أبا بكر..ما أبقيت لأهلك؟)..
نعم فهو يحب أبا بكر..ويحب أهله..ولا يرضى بالضرر عليه..
قال أبو بكر: يا رسول الله أتبيت به جميعاً..لم يأت بنصفه ولا بربعه..وإنما أتى به كله..فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن قال: (لا جَرم..لا سابقت أبا بكر أبداً)..
كان الناس يشعرون أنه –صلى الله عليه وسلم- يحبهم ..فكانوا يهيمون به حباً..صلى بهم –صلى الله عليه وسلم- إحدى الصلوات..فكأنه عجل بصلاته قليلاً حتى بدت أقصر من مثيلاتها..فلما انقضت الصلاة..رأى –صلى الله عليه وسلم- تعجب أصحابه..فقال لهم: لعلكم عجبتم من تخفيفي للصلاة؟
قالوا: نعم!..
فقال –صلى الله عليه وسلم-: إني سمعت بكاء صبي فرحمت أمه..!!
أرأيت كيف يحب الآخرين..ويظهر لهم هذه المحبة من خلال تعامله..



لست وحدك..

أظهر عواطفك..كن صريحاً: أنا أحبك..فرحت بلقياك..أنت غال إلى قلبي..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 04-04-2008, 10:39 PM   #48
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

احفظ الأسماء..

وهذا من الاهتمام بالناس..ما أجمل أن تقابل شخصاً في موقف عارض..كلقاء عند بنك..أو في طائرة..أو في وليمة عامة..فتتعرف على اسمه..ثم تراه في موقف آخر..فتقبل عليه قائلاً:مرحباً يا فلان..لا شك أن ذلك يطبع في قلبه لك محبة وتقديراً..
حفظك لاسم الشخص الذي أمامك يشعره باهتمامك به..فرق بين المدرس الذي يحفظ أسماء طلابه..والذي لا يحفظ..قولك للطالب:قم يا فلان..أحسن من : قم يا طالب..
حتى في الرد على الهاتف..أيهما أحب إليك..أن يجيبك من تتصل به بقوله:نعم أو ألو..أو يقول محتفياً:مرحباً يا خالد..هلا أبوه عبد الله..بلا شك أن استماعك لاسمك له في القلب رنة قبل الأذن..
جرت العادة بعد المحاضرات العامة أن يزدحم علي بعض الشباب يصافحون ويشكرون..كنت أحرص على ترديد كلمة: ما الاسم الكريم؟ حياك الله من الأخ؟..
أقولها لكل واحد أسلم عليه لأبدي له اهتمامي به..فكان كل واحد يجيبني مستبشراً:أخوك زياد..ابنك ياسر..
وأذكر يوماً أنه بعدما سلم عدد كبير منهم ومضوا..عاد أحدهم ليسأل..فأول ما أقبل علي قلت له:حياك الله يا خالد..فابتهج وقال: ما شاء الله!! تعرف اسمي!! الناس عموماً يحبون مناداتهم بأسمائهم..
من المعروف أن الموظف العسكري يعلق لوحة صغيرة على صدره فيها اسمه..فأذكر أني ألقيت محاضرة في إحدى المناطق العسكرية..فازدحم أكثرهم مسلماً بعد المحاضرة..كان أحدهم يقترب ويبتعد..وكأنه يريد السلام لكنه يخجل من مزاحمة الآخرين..
التفت إليه ولمحت لوحة اسمه..فمددت يدي إليه وقلت: مرحباً يا فلان!! فتغير وجهه وتعجب..ومد يده مصافحاً وهو يبتسمويقول:هاه!! كيف عرفت اسمي؟
فقلت: يا أخي الذين نحبهم..لازم نعرف أسمائهم..فكان لهذا تأثير كبير عليه..كثير من الناس يقتنع بهذا ويتمنى لو استطاع حفظ أسماء الآخرين..
أما أسباب عدم حفظ الأسماء..فهي كثيرة..منها..عدم الاهتمام بالأشخاص أثناء مقابلتهم..ومنها..التشاغل وقت التعارف وعدم التركيز أثناء استماع الاسم..ومنها.موقفك تجاه الشخص المقابل..كاعتقادك بأنك لن تقابله مرة أخرى..فتقول في نفسك:لا داعي لحفظ الاسم..أو كان إنساناً بسيطاً لا يستثير اهتمامك..
أو عندما لا تسمع الاسم جيداً وتشعر بحرج من طلب إعادة اسمه..فهذه أسباب تجعل الناس لا يحفظون الأسماء..
أما العلاج لحفظ الأسماء..فله طرق..منها: الاقتناع بأهمية تذكر الاسم واستشعارك أنك سماعك له ستسأل عنه بعد دقائق..ومنها..التركيز على وجه الشخص أثناء الاستماع إلى اسمه..
حاول أن تلاحظ الشخص المقابل وطبيعة حديثه وابتسامته لينطبع في ذاكرتك..أثناء حديثك معه ناده باسمه مراراً..صحيح يا فلان..؟ سمعت يا فلان..؟ أنت معي يا فلان..؟ وكرره أكثر من مرة..
هذا مهم..ولو تأملت في القرآن لوجدت الله جل جلاله ينادي أنبياءه بأسمائهم..
(يا إبراهيم أعرض عن هذا..)..
(يا نوح إنه ليس من أهلك..)..
(يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض).



باختصار..
أشعرني باهتمامك بي..
بحفظك اسمي..ونادني به..لأحبك..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 05-04-2008, 11:07 PM   #49
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
كن لماحا..

قسم كبير من الأشياء التي نمارسها في الحياة..نفعلها لأجل الناس لا لأجل أنفسنا..عندما تدعى لوليمة عرس..فتلبس أحسن ثيابك..إنما تفعل ذلك لأجل لفت انتباه الناس وجذب إعجابهم..لا لأجل لفت انتباه نفسك..
وتفرح إذا لا حظت أنهم أعجبوا بجمال هيئتك..أو رونق ثيابك..وعندما تؤثث مجلس ضيوفك..وتتكلف في تزويقه والعناية به..إنما تفعل ذلك أيضاً لأجل نظر الناس..لا لأجل نظر نفسك..بدليل أنك تعتني بغرفة استقبال الضيوف أكثر من عنايتك بالصالة الداخلية..أو بحمام أطفالك!!
عندما تدعو أصحابك إلى طعام..ألا ترى أن زوجتك-وربما أنت- تعتني بترتيب الطعام وتنويعه أكثر من العادة..
بلى..وكلما زادت أهمية هؤلاء الأصحاب..زادت العناية بالطعام..وكم تكون سعادتنا غامرة عندما يثني أحد على لباسنا أو ديكورات بيوتنا..أو لذة طعامنا..
وقد قال –صلى الله عليه وسلم-:"وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه" أي عامل الناس كما تحب أن يعاملوك به..كيف..؟!
رأيت على صاحبك ثوباً جميلاً..انتبه له..أثن عليه..أسمعه كلمات رنانة..ما شاء الله !! ماهذا الجمال!! اليوم كأنك عريس!!
زارك رجل يوماً فشممت من ثيابه عطراً فواحاً جميلاً..أثن عليه..تفاعل معه..كن لماحاً..فهو ما وضع الطيب إلا لأجلك..ردد عبارات جميلة:ما هذه الروائح..ما أحسن ذوقك..
دعاك شخص لطعام..أثن على طعامه..فإنك تعلم أن أمه أو زوجته أو أخته وقفت ساعات في المطبخ لأجلك..أو لأجل المدعوين عموماً..وأنت منهم..أو أنه على الأقل تعب في إحضاره من المطعم ومحل الحلويات,,فأسمعه كلمات يشعر أنك ممتن له بما قدم لك..وأن تعبه لم يذهب سُدى..
دخلت بيت أحد أصدقائك –أو دخلت بيت إحدى صديقاتك- فرأيت أثاثاً جميلاًُ..فأثن على الأثاث..والذوق الرفيع..(لكن انتبه لا تبالغ حتى لا يشعر أنه استهزاء)
حضرت في مجلس عام..فسمعت حمد يتكلم مع الحاضرين بانطلاق..وقد أحيا المجلس..وأسعد الحاضرين..أثن عليه..خذ بيده إذا قمتم..قل له: ما شاء الله..!! ما هذه القدرات!! بصراحة ما ملح المجلس إلا حضورك..جرب افعل ذلك..فسوف يحبك..
رأيت موقفاً جميلاً لولد مع أبيه..قبل يده..قرب إليه نعليه..أثن على الولد..كم لماحاً..لبس ثوباً جديداً..أثن عليه ..كن لماحاً..
زرت أختك ..رأيت عنايتها بأولادها..كن لماحاً..أثن عليها..رأيت عناية صاحبك بأولاده..أو روعة ترحيبة بضيوفه..
كن جريئاً..لماحاً..أثن عليه..أخرج ما في صدرك من الإعجاب به..ركبت مع شخص في سيارته..أو استأجرت تاكسي..لا حظت نظافة سيارته..حُسنَ قيادته..كن لماحاً..أثن عليه..
قد تقول: هذه أمور عادية..صحيح لكنها مؤثرة..لقد جربت ذلك بنفسي..وما رست هذه المهارة مع أعداد من الناس..كباراً وصغاراً..وعمالاً بسطاء..ومدرسين..بل
مارستها مع أشخاص يشغولن مناصب عليا..ورأيت من تأثيرهم أعاجيب..خاصة في الأشياء التي ينتظرها الناس منك..كيف؟
عريس..رأيته بعد زواجه بأسبوع..رجل حصل على شهادة عليا..شخص سكن بيتاً جديداً..كلهم بلا شك ينتظرون منك كلمات..كن كما يتوقعون..
كان عبد المجيد-ابن عمي- شاباً في المرحلة الثانوية..بعد تخرجه طلب مني الذهاب معه للجامعة لتسجيله فيها..اتصلت به ذات صباح ومررت على بيته بسيارتي ليرافقني للجامعة..
كانت المشاعر تتزاحم في قلبه..فهو ينتقل إلى مرحلة جديدة..ويفكر في الكلية التي ستقبله..أول ما ركب سيارتي شممت رائحة عطره.كانت رائحة نفاثة جداً..ويبدو أنه قد أفرغ العلبة كلها ذلك اليوم على ملابسه..
بصراحة خنقني بالرائحة..فتحت النوافذ لأتنفس..شعرت أن المسكين تكلف في تزويق ثيابه..وتطييبها..
ثم التفتُ إليه وابتسمت وقلت: ماااا شاااااء الله!!..إيش هالروائح الحلوة!! أخاف عميد الكلية أول ما يشم هالرائحة الحلوة يصرخ بأعلى صوته يقول:مقبوووول..
لا تتصور مدى السرور الذي غطى على قلبه..والبشر الذي طفح على وجهه..
التفتَ إليَ..وقال بحماس:أشكرك يا أبا عبد الرحمن..أشكرك..والله إنه عطر غااال..وأضعه دائماً والناس ما يلاحظونه..
ثم بدأ يشمه من طرف غترته ويقول: بالله عليك:ذوقي حلو..؟!
آآه..مر على هذا الموقف أكثر من خمس عشرة سنة..فقد تخرج عبد المجيد من الجامعة وتعين في وظيفة منذ سنوات..إلا أن ذلك الموقف ما زال عالقاً في أذنه..ربما ذكرني به مازحاً في بعض اللقاءات..
نعم..كن لماحاً..التحكم بعواطف الناس وكسب محبتهم سهل جداً..لكننا في أحيان كثيرة نغفل عن ممارسة مهارات عادية نكسبهم بها..ولا تعجب إن قلت إن صاحب الخلق العظيم –صلى الله عليه وسلم- كان يمارس هذه المهارات..وأحسن منها..
في أول سنين الإسلام..لما ضُيقَ على المسلمين في دينهم بمكة..هاجروا إلى المدينة..تركوا ديارهم وأموالهم..قدم عبد الرحمن بن عوف الميدنة مهاجراً..
وكان عدب الرحمن في مكة تاجراً ممكناً..لكنه جاء المدينة فقيراً معدماً..كحل سريع للمشكلة..آخى النبي –صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار..آخى بين عبد الرحمن بين عوف وبين سعد بن الربيع الأنصاري..
كانت نفوسهم سليمة..وقلوبهم..صافية..فقال سعد لعبد الرحمن:أي أُخيَ..أنا أكثر أهل المدينة مالاً..
فأقسم مالي نصفين..فخذ نصفه وأبق لي نصفه..ثم خشي سعد أن عبد الرحمن يريد أن يتزوج.ولا يجد زوجة..فعرض عليه أن يزوجه..
فقال عبد الرحمن:بارك الله لك في أهلك ومالك..دُلني على السوق..!!
صحيح..عبد الرحمن ترك ماله في مكة واستولى عليه الكفار..لكنه كان ذا عقل راجح..وخبرة تجارية واسعة..
دله سعد السوق..فذهب فاشترى وباع فربح..يعني اشترى بضاعة بالآجل ثم باعها حالة..فصار عنده رأس مال تاجر فيه..وكان يتقن فن البيع والشراء والمماكسة..حتى جمع مالاً فتزوج..
ثم جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام..وعليه أثر ودْعُ زعفران..أي أثر طيب نساء..!! ليس غريباً فهو (عريس)..
النبي –صلى الله عليه وسلم- طبيب النفوس..كان لماحاً..يترقب الفرص لاصطياد القلوب..أول ما رآه..انتبه لهذا التغير..وجعل ينظر إلى أثر الطيب ويقول لعبد الرحمن:"مهيم؟"..أي مالخبر؟
ابتهج عبد الرحمن..وقال: يا رسول الله..تزوجت امرأة من الأنصار..عجب النبي –صلى الله عليه وسلم-..كيف استطاع أن يتزوج وهو حديث عهد بهجرة..!!
فقال: "وما أصدقتها؟"
فقال: وزن نواة من ذهب..
فأراد –صلى الله عليه وسلم- أن يزيد من فرحته..فقال:أولم ولو بشاة.."يعني اصنع وليمة لنا بمناسبة زواجك"..ثم دعا له النبي –صلى الله عليه وسلم-..بالبركة في ماله وتجارته..فحلت البركة عليه..
قال عبد الرحمن وهو يصف كسبه وتجارته:فلقد رأيتني ولو رفعت حجراً لرجوت أن أصيب ذهباً وفضه..
وكان –صلى الله عليه وسلم- لماحاً حتى مع الضعفاء والمساكين..يشعرهم بقيمتهم..يجعلهم يحسون أنه منتبه لهم..وأنهم مهمون عنده..وأنه يقدر لهم أعمالهم التي يقومون بها مهما كانت متواضعة..فإذا افتقدهم..ذكرهم بالخير..وتلمَح أعمالهم..فتشجع الآخرون أن يفعلوا كفعلهم..
كان في المدينة امرأة سوداء..مؤمنة صالحة..كانت تكنس المسجد..كان –صلى الله عليه وسلم- يراها أحياناً..فيعجب بحرصها..مرت أيام..ففقدها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-..فسأل عنها؟ فقالوا: ماتت يا رسول الله..
فقلا:أفلا كنتم آذنتموني..
فضغًروا أمرها..وأنها مسكينة مغمورة لا تستحق أن يخبر عنها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-..وقالوا أيضاً:ماتت بليل..فكرهنا أن نوقظك..
فحرص –صلى الله عليه وسلم- على أن يصلي عليها..فعَملُها وإن رآه الناس صغيراً فهو عند الله كبير..ولكن كيف يصلي عليها وقد ماتت ودفنت؟!
فقال –صلى الله عليه وسلم-: دلوني على قبرها..فمشوا معه حتى أوقفوه على قبرها..فصلى عليها..
ثم قال –صلى الله عليه وسلم- : إن هذه القبور..مملوءة ظلمة على أهلها..وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم..فبالله عليك..ما هو شعور من رأوه –صلى الله عليه وسلم- ينتبه إلى هذا العمل الصغير من امرأة ضعيفة..كيف سيكون حماسهم للقيام بمثل فعلها وأعظم..
دعني أمس في أذنك:نحن في مجتمع لا يقدر أحياناً مثل هذه المهارات..فانتبه!! لا يطفىء حماسك فريق من الثقلاء الغلاظ الذين مهما لمحت ما عندهم من لطائف..وأثنيت عليهم بالكلمات الرقيقة الرنانة..لم يتأثروا..أوردوا على تلطفك بكلمات سامجة ممجوجة..لا طعم لها..ولا لون ولا رائحة!!
ومن لطائف هؤلاء..أن شاباً-أعرفه- دُعي إلى وليمة كبيرة..فيها أشخاص مهمون..مر على السوق في طريقه..
ودخل محل عطور وأظهر أنه سيشتري فجعل الموظف يحتفي به..ويرش عليه من أنواع العطور ما غلا ثمنه وزكا ريحه..ليختار من بينها ما يناسبه..
فلما امتلأت ثياب صاحبنا طيباً..قال للبائع بلطف: أشكرك..وإن أعجبني شيء منها فقد أعود إليك..
ذهب سريعاً إلى الوليمة متداركاً رائحة العطر قبل أن تزول..جلس على العشاء بجانب صديقه خالد..لم يلاحظ خالد الرائحة..ولو يعلق بكلمة..
فقال له صاحبنا باستغراب:ما تشم رائحة عطر جميلة؟!
قال خالد: لا..
فقال صاحبنا: أكيد أنفك مسدود..!!
فأجاب خالد فوراً: ..لو أنفي مسدوداً..ماشممت رائحة عرقك..!!


اعتراف..
مهما بلغ الشخص من النجاح..
إلا أنه يبقى بشراً يطرب للثناء..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 07-04-2008, 01:32 AM   #50
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
انتبه: كن لماحاً للجمال فقط..

بعض الناس يتحمس كثيراً لأن يكون لماحاً..فلا يكاد يسكت عن الملاحظة والثناء..لكنهم قالوا قديماً:الشيء إذا زاد عن حده..انقلب إلى ضده..ومن تعجل الشيء قبل أوانه..عوقب بحرمانه..فكن لماحاً للأشياء الجميلة الرائعة..التي يفرح الشخص برؤية الناس لها..وينتظر ثناءهم عليها..ويطرب لسماع ألفاظ الإعجاب بها..أما الأشياء التي يستحي من رؤيتها..أو يخجل من ملاحظتها فحاول أن تتعامى عنها..
مثلاً:
دخلت بيت صاحبك فرأيت الكراسي قديمة..فانتبه من أن تكون من الثقلاء الذي لا يكفون عن تقديم اقتراحات لم تطلب منهم..
انتبه من أن يفرط لسانك بقول: لماذا ماتغير الكراسي؟ .. الثريات نصفها ما يشتغل..!! لماذا لا تشتري ثريات جديدة!! دهان الجدار قديييم ..لماذا لا تدهنه بألوان جديدة!!
يا أخي هو لم يطلب منك اقتراحات..ولست مهندس ديكور اتفق معك على أن يستفيد من آرائك..ابق ساكتاً..لعله لا يستطيع تغييرها..لعله يمر بضائقة مالية..لعله.. ليس أثقل على الناس ممن يحرجهم بالنظر إلى ما يستحون منه..ثم يثيره ويبدأ في التعليق عليه..
ومثل ذلك..لو كان ثوبه قديماً..أو مكيف سيارته متعطلاً..قل خيراً أو اصمت..
ذكروا أن رجلاً زار صاحباً له فوضع له خبزاً وزيتاً..فقال الضيف: لو كان مع هذا الخبز زعتر!!فدخل صاحب الدار وطلب من أهله زعتراً للضيف فلم يجد..
فخرج ليشتري ولم يكن معه مال..!
فأبى صاحب الدكان أن يبيعه بالآجل..فرجع وأخذ مطهرته(وهي الإناء الذي يضع فيه الماء ليتوظأ منه) فخرج بها ودفعها إلى صاحب الدكان-رهناً- حتى إذا لم يسدد له قيمة الزعتر يبيع صاحب الدكان المطهرة ويستوفي الثمن لنفسه..ثم أخذ الزعتر ورجع به إلى ضيفه..فأكل..
فلما انتهى الضيف
من الطعام قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا..وقنعنا بما آتانا..
فتأوه صاحب الدار تأوه الحزين وقال: لو قنعك الله بما آتاك..ما كنت مطهرتي مرهونة!!
وكذلك لو زرت مريضاً فلا تررد عليه: أووووه وجهك أصفر..عيناك زائغتان..جلدك يابس..عجباً!! هل أنت طبيبة؟ قل خيراً أو اصمت..
ذكروا أن رجلاً زار مريضاً..
فجلس عنده قليلاً..ثم سأله عن علته..فأخبره المريض بها ..وكانت علة خطيرة..
فصرخ الزائر: آآآآ.. هذه العلة أصابت فلاناً صاحبي فمات منها..وأصابت فلاناً صديق أخي ولا يزال مقعداً منها حتى مات..وأصابت فلاناً جار زوج أختي ومات..والمريض يستمع إليه ويكاد أن ينفجر..
فلما أنهى الزائر كلامه وأراد الخروج التفت إلى المريض وقال: هاه..توصيني بشيء؟
قال المريض: نعم..إذا خرجت لا ترجع إلي..وإذا زرت مريضاً فلا تذكر عنده الموتى ..
وذكروا كذلك أن امرأة عجوزاً مرضت عجوز صديقة لها..
فجعلت هذه العجوز تلتمس من أبناءها واحداً واحداً أن يذهبوا بها لتلك المريضة لزيارتها وهو يتعللون ويعتذرون..حتى رضي أحد أبناءها على مضض..وذهب بها بسيارته..
فلما وصل بيت العجوز المريضة نزلت أمه وجعل ينتظرها في سيارته..دخلت الأم على المريضة فإذا هي قد تكن منها المرض..فسلمت عليها ودعت لها..فلما مشت خارجة مرت ببنات المريضة وهن يبكين في صالة البيت..
فقالت بكل براءة:أنا لا يتيسر لي المجيء إليكن كلما أردت..وأمكم مريضة ويبدو لي أنها ستموت ..فأحسن الله عزاكم من الآن..!!
فانتبه يالبيب ..كن لماحاً لما يفرح ويسر لا لما يحزن..



مشكلة..
إذا اضطررت للمح سيىء..
كوسخ ثوبه..أو رائحة سيئة..
فأحسن التنبيه..كن لطيفاً ذكياً..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 10-04-2008, 03:40 AM   #51
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

لا تتدخل فيما لا يعنيك..

من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه..
ما أجمل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي الطاهر..فم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..صحيح..تركه ما لا يعينه..كم هم ثقلاء أولئك الذين يزعجونك بالتدخل فيما لا يعنيهم..يشغلك إذا رأى ساعتك..بكم اشتريتها..
فتقول:جاءتني هدية..
فيقول:هدية!!ممن؟
فتجيب:من أحد الأصدقاء..
فيقول:صديقك في الجامعة..أم في الحارة..أم أين؟!
فتقول: والله ..آآآ..صديقي في الجامعة..
فيقول:طيب ما المناسبة؟!
فتقول:آآآ..يعني..مناسبة أيام الجامعة..
فيقول:مناسبة إيش؟!!نجاح..أم كنتم في رحلة..أو يمكن..أأ..
ويستمر في استجوابه لك على قضية تافهة..!! بالله عليك ألا تحدثك نفسك أن تصرح به:لاااا تتدخل فيما لا يعنييييك!!..وقد يزداد الأمر سوءاً لو أحرجك بالسؤال في مجلس عام فسبب لك إحراجاً ..
أذكر أني كنت في مجلس مع عدد من الزملاء .. بعد صلاة المغرب..رن هاتف أحدهم..كان جالساً بجانبي..أجاب:نعم؟
زوجته:ألو.وينك يا حمار؟! كان صوتها عالياً لدرجة أني سمعت حوارهما..
قال:بخير..الله يسلمك(!!!) .. (يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب بها بعد المغرب لبيت أهلها وانشغل بنا)..غضبت الزوجة:الله لا يسلمك..أنت مبسوط أنك مع أصحابك وأنا أنتظر..والله انك ثور(!!)..
قال:الله يرضى عليك..
أمرك بعد العشاء..
لاحظت أن كلامه لا يتوافق مع كلامها..فأدركت أنه يفعل ذلك لكيلا يحرج نفسه..انتهت مكالمته..جعلت ألتفت إلى الحاضرين وأتخيل أن واحداً منهم سأله:من كلمك؟وماذا يريد منك؟ولماذا تغير وجهك بعد المكالمة..؟!! لكن الله رحمه لأن أحداً لم يتدخل فيما لا يعنيه..
ومثله لو زرت مريضاً..فسألته عن مرضه..فأجابك بكلمات عامة:الحمدلله..شيء بسيط..مرض صغير وانتهى..أو نحوها من العبارات التي لا تحمل جواباً صريحاً..
فلا تحرجه بالتدقيق عليه:عفواً..يعني ما هو المرض بالضبط؟وضح أكثر..!! ماذا تعني..!! ونحو ذلك..
عجباً!!ما الداعي لإحراجه..؟
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه..يعني..تنتظر أن يقول لك:أنا مريض بالبواسير..أو مصاب بجرح في..أو..ما دام أنه أجاب إجابة عامة فلا داعي للتطويل معه..ولا أعني بهذا عدم سؤال المريض عن مرضه؟ إنما أعني عدم التدقيق في الأسئلة..
ومثله..الذي ينادي طالباً أمام الناس في مجلس عام..ويسأله بصوت عال:هاه يا أحمد..نجحت؟..فيقول:نعم..
فيسأله:كم نسبتك؟كم ترتيبك في الفصل؟
إن كنت صادقاً في اهتمامك به فاسأله على انفراد بينك وبينه..ثم لا داعي للتدقيق..كم نسبتك..لماذا لم تذاكر..لماذا لم تقبل في الجامعة..إن كنت مستعداً لإعانته فقف معه جانباً وحدثه بما تريد..أما نشر غسيله أمام الناس..فلا..
قال –صلى الله عليه وسلم-: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه..
لكن انتبه!! لا تعط الموضوع أكبر من حجمه..
سافرت إلى المدينة النبوية قبل مدة..كنت مشغولاً بعدد من المحاضرات..فاتفقت مع شاب فاضل أن يأخذ ولدي عبد الرحمن وإبراهيم بعد العصر إلى حلقة تحفيظ أو مركز صيفي ترفيهي..ويعيدهم بعد العشاء..
كان عبد الرحمن في العاشرة من عمره..خشيت أن يسأله ذلك الشاب من باب الفضول أسئلة لا داعي لها,,ما اسم أمك؟ أين بيتكم؟ كم عدد إخوانك؟ كم يعطيك أبوك من المال؟
فنبهت عبد الرحمن قائلاً:إذا سألك سؤالاً غير مناسب.. فقل له:قال –صلى الله عليه وسلم-: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه..وكررت عليه الحديث حتى حفظه..
ركب عبد الرحمن وأخوه..مع الشاب..كان عبد الرحمن مشدوداً متهيباً..
قال الشاب متلطفاً: حياك الله يا عبد الرحمن..
فأجابه بحزم:الله يحييك..
أراد الشاب المسكين أن يلطف الجو..فقال:الشيخ عنده محاضرة اليوم؟!
حاول عبد الرحمن أن يتذكر الحديث فلم تسعفه ذاكرته..فصرخ قائلاً: لا تتدخل فيما لا يعنيك!!قال الشاب: لا.. أقصد..بل حتى أحضر وأستفيد..
فظن عبد الرحمن أنه يتذاكى عليه..فأعاد الجواب:لا تتدخل فيما لا يعنيك..
قال الشاب:عفواً عبد الرحمن أعني..
فصرخ عبد الرحمن:لااااتدخل فيما لا يعينك!!
ولم يزل هذا حالهما حتى رجعا!! فأخبرني عبد الرحمن بالقصة مفتخراً..فضحكت وفهمته الأمر مرة أخرى..



ورشة عمل..

مجاهدة النفس على التحرر من التدخل في شئون الآخرين..
متعبة في البداية..لكنها مريحة في النهاية..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 10-04-2008, 04:54 AM   #52
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

كيف تتعامل مع "الملاقيف"

أحياناً يتناول بعض الناس هاتفك الجوال_بدون استئذان- ويقرأ الرسائل التي فيه..كان صاحبي في دعوة عامة..وليمة عشاء عند أحد القضاة..كل من في المجلس مشايخ فضلاء..
جلس صاحبي بينهم..يتجاذب أطراف الحديث معهم..ضايقه وجود هاتفه الجوال في جيبه فأخرجه ووضعه على الطاولة التي بجانبه..من باب العادة أخذ الشيخ الهاتف الجوال..رفع إليه,,فلما نظر إلى شاشة تغير وجهه..وأرجعه مكانه..
كتم صاحبي ضحكة مدوية..لما خرج ركبت معه في سيارته..وقد وضع هاتفه الجوال بجانبه..فرفعته إلي-كما فعل الشيخ- فلما نظرت إلى الشاشة ضحكت,,بل غرقت في الضحك..
تدري لماذا؟
جرت عادة بعضهم أن يكتب عبارات على شاشة الجوال الهاتف..يكتب اسمه..أو "اذكر الله"..أو غيرها..أما صاحبي فقد كتب:"أرجع الجهاز يا ملقوف"..
كثير من الناس من هذا النوع يتدخلون في أمور الآخرين الشخصية..فمن الطبيعي أن يركب معك في سيارتك ثم يفتح الدرج الذي أمامه..وينظر ما بداخله..!!
وامرأة تفتح حقيبة امرأة أخرى لتأخذ أحمر الشفاه أو ظل العينين..وقد يتصل الناس فيسألك أين أنت فتقول:"طالع مشوار" فيقول: أين..؟ من معك؟ مجموعة من الناس نخالطهم يعاملوننا بمثل هذا الأسلوب..فكيف نتعامل معهم؟
أهم شيء أن لا تفقده..حاول أن تتجنب المصادمة معه..حاول أن لا (يزعل)
منك أحد..كن ذكياً في الخروج من الموقف..دون أن يحدث بينك وبينه مشكلة..لا تتساهل بكسب الأعداء أو فقدان الأصدقاء..مهما كانت الأسباب..
ومن أحسن الأساليب
للتعامل مع الطفيليين..هو إجابة السؤال بسؤال..أو الانتقال إلى موضوع آخر تماماً لينسى سؤاله الأول..فلو سألك مثلاً:كم مرتبك الشهري؟
قل له بلطف وتبسم:لماذا وجدت وظيفة مغرية؟..
سيقول:لا..لكن أريد أن أعرف..
قل:المرتبات هذه الأيام مشاكل..ويبدو أن ذلك بسبب ارتفاع أسعار البترول!!
سيقول: ما دخل البترول..
فقل:البترول هو الذي يتحكم في الأسعار..ألا تلاحظ أن الحروب تقوم لأجله..
سيقول: لا .. ليس صحيحاً..
فالحروب لها أسباب أخرى..والعالم اليوم مليء بالحروب..و,,وينسى سؤاله الأول..(هاه..ما رأيك؟ ألم تخرج من الموقف بذكاء؟)..
وكذلك لو سألك عن وظيفتك..أو أين ستسافر..
اسأله:لماذا ..هل ستسافر معي..
سيقول:لا أدري!! لكن أخبرني..
قل:لكن إن سافرت معي..فالتذاكر عليك..
عندها سيدخل في موضوع التذاكر وينسى الموضوع الأصلي..وهكذا..نستطيع الخروج من مثل هذه المواقف من غير وقوع مشاكل بيننا وبين الآخرين..




وقفة..

إذا ابتليت بمتدخل فيما لا يعنيه..فكن خيراً منه..
أحسن الخروج من الموقف من غير أن تجرحه..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 11-04-2008, 11:36 PM   #53
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

لا تنتقد!!

ركب سيارة صاحبه..فكانت أول كلمة قالها: ياااه!! ما أقدم سيارتك!!
ولما دخل بيته..رأى الأثاث فقال:أوووه..ما غيرت أثاثك؟!
ولما رأى أولاده..قال: ما شاء الله ..حلوين..لكن لماذا لا تلبسهم ملابس أحسن من هذه!!
ولما قدمت له زوجته طعامه..وقد وقفت المسكينة في المطبخ ساعات..رأى أنواعه فقال:يااالله..لماذا ماطبخت رز؟أوووه..الملح قليل! لم أكن أشتهي هذا النوع!!
دخل محلاً لبيع الفواكهة..فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه..
فقال:عندك مانجو؟
قال صاحب المحل:لا..هذه في الصيف فقط..
فقال:عندك بطيخ؟
قال:لا..
فتغير وجهه وقال:ما عندك شيء فلماذا تفتح محلاً! وخرج..
ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعاً من الفواكه..
نعم..بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده..ولا يكاد يعجبه شيء..فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهواً..ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطئاً..ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً..فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده..دائم الملاحظات..يدقق على الكبيرة والصغيرة..
أعرف أحد الناس..زاملته طويلاً في أيام الثانوية والجامعة..ولا تزال علاقتنا مستمرة..إلا أني لا أذكر أنه أثنى على شيء..
أسأله عن كتاب ألفته وقد أثنى عليه أناس كثيراً وطبع منه مئات الآلاف فيقول ببرود: والله جيد..ولكن فيه قصة غير مناسبة..وحجم الخط ما أعجبني..ونوعية الطباعة أيضاً سيئة .. و ..
وأسأله يوماً عن أداء فلان في خطبته..فلا يكاد يذكر جانباً مشرفاً..حتى صار أثقل علي من الجبل..وصرت لا أسأله أبداً عن رأيه في شيء لأني أعرفه سلفاً..
قل مثل ذلك فيمن يفترض المثالية في جميع الناس..فيريد من زوجته أن يكون بيتها نظيفاً 24ساعة 100%
ويريدها أيضاً أن يبقى أطفالها نظيفين متزينين على مدى اليوم..وإن زاره ضيوف افترض أن تطبخ أحسن الطعام..
وإن جالسها افترض أن تحدثه بأجمل الأحاديث..وكذلك هو مع أولاده..يريدهم 100% في كل شيء..ومع زملائه..ومع من يخاطبه في الشارع والسوق..و..
وإن قصر أحد من هؤلاء أكله بلسانه وأكثر عليه الانتقاد وكرر الملاحظات..حتى يمل الناس منه..لأنه لا يرى في الصفحة البيضاء إلا الأسود..
من كان هذا حاله عذب نفسه في الحقيقة,,كرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته..
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذا ** ظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه؟!
إذا كنت في كل الأمور معاتباً ** رفيقك لن تلق الذي ستعاتبه


سبحان الله!!والله يقول: (وإذا قلتم فاعدلوا)
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها وهي تصف حال تعامله –صلى الله عليه وسلم- معهم: ما عاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- طعاماً قط..إن اشتهاه أكله وإلا تركه..
نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء..
وقال أنس رضي الله عنه:والله خدمت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تسع سنين..ما علمته قال لشيء صنعته:لم فعلت كذا وكذا؟ ولا عاب علي شيئاً قط..ووالله ما قال لي أف قط..هكذا كان وهكذا ينبغي أن نكون..
وأنا بذلك لا أدعو إلى ترك النصيحة أو السكوت عن الأخطاء..ولكن لا تكون مدققاً في كل شيء..خاصة في الأمور الدنيوية..تعود أن تمشي الأمور..
لو طرق بابك ضيف فرحبت به وأدخلته غرفة الضيوف فلما أحضرت الشاي تناول الفنجان..لما نظر إلى الشاي بداخله:لمَ لمْ تملأ الفنجان؟
فقلت:أزيدك؟
قال:لا..لا..يكفي..
فطلب ماء فأحضرت له كأس ماء فشربه..فلما انتهى قال: ماؤكم حار..ثم التفت إلى الكيف وقال: مكيفكم لا يبرد!! وجعل يشتكي الحر..ثم..ألا تشعر بثقل هذا الإنسان..وتتمنى لو يخرج من بيتك ولا يعود..
إذن الناس يكرهون الانتقاد الكثير..لكن إن احتجت إليه فغلفه بغلاف جميل ثم قدمه للآخرين..قدمه في صورة اقتراح..أو بأسلوب غير مباشر..أو بألفاظ عامة..
كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذا لا حظ خطئاً على أحد لم يواجهه به وإنما يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا..
يعني:إياك أعني واسمعي يا جارة..
في يوم من الدهر أقبل ثلاثة شباب متحمسين..إلى المدينة النبوية..كانوا يريدون معرفة كيفية عبادة النبي –صلى الله عليه وسلم- وصلاته..
سألوا أزواج النبي –صلى الله عليه وسلم- عن عمله في السر..فأخبرتهم زوجات النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه يصوم أحياناً ويفطر أحياناً..وينام بعضاً من الليل ويصلي بعضه..
فقال بعضهم لبعض: هذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه..ثم اتخذ كل واحد منهم قراراً..!
فقال أحدهم: أنا لن أتزوج..أي سأبقى عزباً..متفرغاً للعبادة..
وقال الآخر:وأنا سأصوم دائماً..كل يوم..
وقال الثالث:وأنا لا أنام الليل..أي سأقوم الليل كله..
فبلغ النبي –صلى الله عليه وسلم- ما قالوه..فقام على منبره..فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال أقوام!!(هكذا مبهماً,لم يقول فلان وفلان)..ما بال أقوام قالوا: كذا وكذا..لكني أصلي وأنام..وأصوم وأفطر..وأتزوج النساء..فمن رغب عن سنتي فليس مني..
وفي ويوم آخر..لاحظ النبي –صلى الله عليه وسلم- أن رجلاً من المصلين معه..يرفعون أبصارهم إلى السماء في أثناء صلاتهم..
وهذا خطأ فالأصل أن ينظر أحدهم إلى موضع سجوده..
فقال –صلى الله عليه وسلم-:ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم..فلم ينتهوا عن ذلك واستمروا يفعلونه..فلم يفضحهم أو يسمهم بأسمائهم..وإنما قال: لينتهن عن ذلك..أو لتخطفن أبصارهم..
وكانت بريرة جاريةً أمةً مملوكة في المدينة..أرادت أن تعتق من الرق..فطلبت ذلك من سيدها..
فاشترط عليها ملاً تدفعه إليه..فجاءت بريرة..إلى عائشة تلتمس منها أن تعينها بمال..
فقالت عائشة: إن شئت أعطيت أهلك ثمنك..فتعتقين..لكن يكون الولاء لي..
فأخبرت الجارية أهلها فأبوا ذلك..وأرادوا أن يربحوا الأمرين..ثمن عتقها..وولاءها!!فسألت عائشة النبي –صلى الله عليه وسلم-..فعجب –صلى الله عليه وسلم- من حرصهم على المال..ومَنعِهم للمسكينة من الحرية!!
فقال لعائشة:ابتاعيها ..فأعتقيها..فإنما الولاء لمن أعتق..أي الولاء لك ما دام أنك دفعت المال..ولا تلتفتي إلى شروطهم فهي ظالمة..
ثم قام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على المنبر قال: ما بال أقوام(ولم يقل آل فلان)..يشترطون شرطواً ليست في كتاب الله..من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله..فليس له..وإن اشترط مائة شطر..
نعم هكذا..لوح بالعصا من بعدي ولا تضرب بها..
فما أجمل أن تقول لزوجتك المهملة في نظافة بيتها: البارحة تعشينا عند صاحبي فلان..وكان الجميع يثني على نظافة منزله..أو تقول لولدك المهمل للصلاة في المسجد..:أنا أعجب من فلان ابن جيراننا ما نكاد نفقده في المسجد أبداً..!!
يعني..إياك أعني واسمعي يا جارة!!
ويحق لك أن تسأل:لماذا يكره الناس الانتقاد؟
فأقول:لأنه يشعرهم بالنقص..فكل الناس يحبون الكمال..
ذكروا أن رجلاً بسيطاً أراد أن يكون له شيء من التحكم..فعمد إلى تُرْمُسَيْ ماء أحدهما أخضر والثاني أحمر..
وعبأهما بالماء البارد..ثم جلس للناس في طريقهم..وجعل يصيح:ماء بار مجاناً..
فكان العطشان يقبل عليه ويتناول الكأس ليصب لنفسه ويشرب..فإذا رآه صاحبنا قد توجه للترمس الأخضر..
قال له:لا..اشرب من الأحمر..فيشرب من الأحمر..
وإذا أقبل آخر..وأراد أن يشرب من الأحمر..قال له:لا..اشرب من الأخضر..فإذا اعترض أحدهم..وقال:ما الفرق؟!
قال:أنا المسئول عن الماء..يعجبك هذا النظام أو دبر لنفسك ماءً..إنه شعور الإنسان الدائم بالحاجة إلى اعتباره والاهتمام به..


نحلة وذباب!!
كن كالنحلة تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث..
ولاتك كالذباب يتتبع الجروح!!
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 14-04-2008, 11:52 PM   #54
الضوء الساطع
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 41
جزاك الله خير
الضوء الساطع غير متصل  
قديم(ـة) 15-04-2008, 03:29 AM   #55
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
الضوء الساطع
واياك أخي ولك مني كل الشكر والامتنان لمرورك العطر,,,

دمت بخير..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 15-04-2008, 03:30 AM   #56
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
لا تكن أستاذياً!!

قارن بين ثلاثة آباء..رأى كل واحد ولده جالساً عند التلفاز في أيام الامتحانات..
فقال الأول لولده:يا محمد..ذاكر دروسك..
وقال الثاني: ماجد..إذا لم تذاكر دروسك فو الله لأضربك..وأحرمك من المصروف..و..
أما الثالث
فقال:صالح..لو تذاكر دروسك..أحسن لك من التلفاز..صح؟!
أيهم أحسن أسلوباً..؟
لا شك أنه الثالث..لأنه قدم أمره على شكل اقتراح..
وكذلك في التعامل مع زوجتك..سارة ليتك تعملين شاياً..هند أتمنى أن أتغدى مبكراً اليوم..
وكذلك..عندما يخطي إنسان..عالج خطأه بأسلوب يجعله يشعر أن الفكرة فكرته هو..ولدك يغيب عن الصلاة في المسجد..
قل له-مثلاً- :سعد..أما تريد أن تدخل الجنة..بلى..إذن حافظ على صلاتك..
وفي يوم من الأيام..وفي خيمة أعرابي في الصحراء..جعلت امرأة تتأوه تلد..وزوجها عند رأسها ينتظر خروج المولود..
اشتد المخاض بالمرأة حتى انتهت شدتها وولدت..لكنها ولدت غلاماً أسود!! نظر الرجل إلى نفسه..ونظر إلى امرأته فإذا هما أبيضان..فعجب كيف صار الغلام أسود!!
أوقع الشيطان إلى نفسه الوسواس..
لعل هذا الولد من غيرك!!لعلها زَنى بها رجل أسود فحملت منه!!لعل..
اضطرب الرجل وذهب إلى المدينة النبوية..حتى دخل على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعنده أصحابه..فقال: يا رسول الله..إن امرأتي ولدت على فراشي غلاماً أسود!! وإنا أهل بيت لم يكن فينا أسود قط!!
نظر النبي –صلى الله عليه وسلم- إليه..
وكان قادراً على أن يسمعه موعظة حول حسن الظن بالآخرين..وعدم اتهام امرأته..لكنه أراد أيمارس معه في الحل أسلوب آخر..أراد أن يجعل الرجل يحل مشكلته بنفسه..فبدأ يضرب له مثلاً يقرب له الجواب..فما المثل المناسب له؟
هل يضرب له مثلاً بالأشجار؟أم بالنخل؟أم بالفرس والروم؟
نظر إليه –صلى الله عليه وسلم- فإذا الرجل عليه آثار البادية..وإذا هو مضطرب تتزاحم الأفكار في رأسه حول امرأته..
فقال له –صلى الله عليه وسلم-:هل لك من إبل؟
قال:نعم.
قال:فما لونها؟
قال: حمر..
قال:فهل فيها أسود؟
قال: لا..
قال:فيها أورق؟
قال: نعم..
قال:فأنى كان ذلك؟!يعني: ما دام أنها كلها حمر ذكوراً وإناثاً..وليس فيها أي لون آخر..فكيف ولدت الناقة الحمراء ولداً أورق..يختلف عن لونها ولون الأب(الفحل)..
فكر الرجل قليلاً..ثم قال:عسى أن يكون نزعه عرق..يعني قد يكون من أجداده من هو أورق..فلا زال الشبه باقياً في السلالة..فظهر في هذا الولد..
فقال –صلى الله عليه وسلم- :فلعل ابنك هذا نزعه عرق..
وفي يوم آخر..جلس –صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه ..فجعل يحدثهم عن أبواب الخير..وكان مما ذكره..أن قال:وفي بضع أحدكم صدقة..أي وطء أحدكم امرأته له فيه أجر..فعجب الصحابة وقالوا:يا رسول الله..يأتي أحدنا شهوته..ويكون له أجر؟!!
فأجابهم –صلى الله عليه وسلم- بجواب يشعرون به أن الفكرة فكرتهم..فلا يحتارون لنقاش لإقناعهم بها..فقال –صلى الله عليه وسلم- أرأيتم لو وضعها في حرام..أكان عليه وزر..
قالوا:نعم..قال:فكذلك لو وضعها في حلال كان له أجر..
بل حتى أثناء الحوار مع الآخر..تدرج معه عند النصح في الأشياء التي أنتما متفقان عليها..
خرج –صلى الله عليه وسلم- إلى مكة معتمراً في ألف وأربعامئة من أصحابه..فمنعهم قريش من دخول مكة..ووقعت أحداث قصة الحديبية المشهورة..في آخر الأمر وبعد مشاورات طويلة بين النبي –صلى الله عليه وسلم- وقريش..اتفقوا على صلح..كان الذي تولى الاتفاق على بنود الصلح من جانب قريش هو سهيل بن عمرو..
اتفق النبي –صلى الله عليه وسلم- مع سهيل على شروط..منها:
*أن يعود المسلمون أدراجهم إلى المدينة من غير عمرة..
*وأن من دخل في الإسلام من أهل مكة وأراد أن يهاجر ألى المدين فأن المسلمين في المدينة لا يقبلونه..
*أما من ارتد عن إسلامه وأراد الذهاب إلى المشركين في مكة فأنه يقبل..!!إلى غير ذلك من الشروط التي في ظاهرها أنها هزيمة للمسلمين وإذلال لهم..

كانت قريش في الواقع خائفة من هذا العدد الكبير من المسلمين..وتعلم أن المسلمين لو شاءوا لفتحوا مكة..
ولهذا كانت قريش تضطر إلى التلطف والمصانعة..وكـأني بهم..ما كانوا يحملون أن يظفروا ولا بربع هذه الشروط..كان أكثر الصحابة متضايقاً من شروط العقد..
لكن أنى لهم أن يعترضوا..والذي يكتب العقد ويمضيه رجل لا ينطق عن الهوى..كان عمر متحفزا..ينظر يميناً وشمالاً..يتمنى لو يستطيع عمل شيء..فلم يصبر..وثب عمر فأتى أبا بكر..وأراد أن يناقشه..
فمن حكمته..لم يبدأ بالاعتراض..وإنما بدأ بالأشياء التي هما متفقان عليها..وجعل يسأل أبا بكر أسئلة جوابها..بلى..نعم..صحيح..
فقال:
يا أبا بكر..أليس برسول الله..؟!
قال: بلى..
قال:أولسنا بالمسلمين؟!
قال: بلى..
قال:أوليسوا بالمشركين؟!
قال: بلى..
قال:أولسنا على حق؟
قال: بلى..
قال:أوليسوا على الباطل؟
قال: بلى..
قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟!
فقال أبو بكر: يا عمر..أليس هو رسول الله.؟
قال: بلى..
قال: فالزم غِرزه..فإني أشهد أنه رسول الله..أي كن وراءه تابعاً لا تخالفه أبداً..كما أن غرزات الخيط في الثوب تكون متتابعة..
قال عمر:وأنا أشهد أنه رسول الله..
مضى عمر..حاول أن يصبر..فلم يستطع..فذهب إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-..
فقال: يا رسول الله..ألست برسول الله؟!قال: بلى..
قال:أولسنا بالمسلمين..؟!
قال: بلى..
قال:أوليسوا بالمشركين..؟!
قال: بلى..
قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟!
فقال –صلى الله عليه وسلم-:أنا عبد الله ورسوله..لن أخالف أمره..ولن يضيعني..
سكت عمر..ومضى الكتاب..ورجع المسلمون إلى المدينة ..ومضت الأيام..ونقضت قريش العهد..وأقبل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فاتحاً مكة..مطهراً البيت الحرام من الأصنام..وأدرك عمر أنه كان في اعتراضه حينذاك على غير السبيل..
فكان رضي الله عنه يقول:ما زلت أصوم..وأتصدق..وأصلي..وأعتق..من الذي صنعت يومئذ..مخافة كلامي الذي تكلمته يومئذ..حتى رجوت أن يكون خيراً..فلله در عمر..ودر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قبله..كيف نستفيد أكثر من هذه المهارة؟
لو كان ولدك لا يعتني بحفظ القرآن..وتريده أن يزداد حرصاً..ابدأ بالأشياء التي أنتما متفقان عليها..
ألا تريد أن يحبك الله..
ألا تريد أن ترتقي في درجات الجنة..
سيجيبك حتماً: بلى..
عندها قدم النصيحة على شكل اقتراح:إذن فلو أنك شاركت في حلقة تحفيظ القرآن..
وكذلك أنتِ:لو رأيت امرأة لا تعتني بحجابها..
ابدئي معها بالأشياء التي أنتما متفقان عليها..أنا أعلم أنك مسلمة..وحريصة على الخير..ستقول: صحيح..الحمد لله..وامرأة عفيفة..وتحبين الله..
ستقول:إي والله..الحمد لله.. عندها قدمي النصيحة على شكل اقتراح:فلو أنك اعتنيت بحجابك أكثر..وحرصت على الستر..هكذا يمكننا أن نحصل على ما نريد من الناس من غير أن يشعروا..



بارقة..

تستطيع أن تأكل العسل دون تحطيم الخلية..
صافي النية غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)