[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم


لا أدري هل ستسعفني اللحظات ، أم تتبارى لي الكلمات ، أم تكفيني الصفحات ، في صياغة ما أود قوله ، ليس لكثرته و لكن لقوته و ثقله .. حيث أننا أيها الفضلاء نعيش غربةً في بعض الجوانب ، و نحن في بلد الإسلام الأول ، و حصنه المنيع ..

متناقضات نعيشها بسبب عبث و اختراقات للدين و سياسات الدولة ، و أنا هنا أتحدث عن الاختراق الذي ظهر فلم يعد يخفى من قبل ما تمارسه أجهزة الإعلام و على رأسها الصحافة الفاسدة الآثمة ، التي تطل علينا مع كل إشراقة تحمل مئات المخالفات و التجاوزات ، في مجاهرة و مبارزة ، و من أعظمها السعي الحثيث لتوجيهٍ و أدلجة للشعب السعودي النبيل ، و باسم : محاربة الأدلجة ..!

و المتتبع لحال إحدى هذه الصحف و هي صحيفة الرياض يجدها قد حشدت تقاريرها و أخبارها و مقالاتها في حرب على الهيئة ، و نقدها نقداً لاذعا لا يمكن أن يُفهم أن المقصود منه إصلاح أو عرض أخطاء أو تقويم ، و إنما هو هجوم يقصد منه إنهاء و بتر و تدمير ، من خلال تضخيم للأخطاء مما يُفقد المصداقية ، و نسب أخطاء أناس آخرين إلى الهيئة ..

بعد ذلك العمل الذي قامت به الهيئة من خلال ما رُسم لها و أُذن في منع الاختلاط السافر في كلية اليمامة ، كتب رئيس تحرير جريدة الرياض مقالاً إلى البريطانيين يطلب منهم ( العذر و السموحة ) <== بسم الله عليك تفشلت .. ماهي عوايدك ..؟

و كان يمارس مهنته الإعلامية بغير شرف ولا مصداقية ، ثم أخذ يشذب في هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و يظهر الكذب الصريح الذي يستخف بعقول القراء ، في أن الهيئة و إن كانت جهة رسمية حكومية إلا أنها منبوذة من المجتمع ، و مثل هذا الحكم لا يُلقى جزافاً بل يحتاج إلى إثبات دقيق و بحث عميق للخروج بهذه النتيجة المرتجلة التي ظن كاتبها حينما أخرجها لنا أننا لا نزال نعيش فترات العصر الحجري الذي كانت فيه الأمور ( بما فيها العقول ) بدائية التركيب ..!

و بعد ذلك قرأت في غير زاوية و في غير تعقيب الغيظ الشديد و الحنق على الهيئة ، فلما أدلى الشيخ صلاح السعيد ممثل هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالرياض ، بتعقيب على حادثة اتهمت فيها الهيئة بالجناية على امرأة و صدم سيارتها ، جاء التعقيب الذي نشر في الجريدة مُعقَبا عليه ، بأن الهيئة لا تعفى من المسائلة و أنها و أنها ... إلخ و من الطريف أنهم أشاروا إلى أن الهيئة اقتحموا مركز الملك فهد الثقافي حين عرضت مسرحية الإكليل ، و الكل يعلم بما فيهم الإعلاميون و هم الأولون في العلم بمثل هذه الحادثة أن الذين كانوا في مسرحية الإكليل من المحتسبين الذين طلبوا من المسؤول إيقاف الموسيقى بطريقة سلمية من خلال مخاطبة للمشرف ، ثم ذكروا أنهم ليسوا من أعضاء الهيئة ، و الهيئة كذلك أشارت إلى أن هؤلاء لا يمثلونها ..! و هذه كذبة جلية واضحة ..

ثم بعد ذلك بأيام تأتي الجريدة لتضع تساؤلا عن طاقم المسلسل ( طاش ما طاش ) هل سيقدمون انتقاداً للهيئة التي طال شرها و نبذها المجتمع ووووو ... إلخ ..!

أعتقد أيها الأخوة أن الهجمات تتزايد حدة مع الأيام مما يؤكد ضرورة الالتحاق بركاب المدافعين المنافحين عن شعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من خلال إبراز هذا الجهاز و محاسنه و السعي لتطويره و انتقادهم بالنقد البناء العادل المنصف مع حفظ المحاسن و توجيه الأخطاء و إظهار الإنجازات ، و أن نوصل صوت التشجيع و التأييد لهذا الجهاز الرسمي الحكومي ، و أن نقنع الناس بالتقارير و الإحصائيات أن هذا الجهاز جزء رئيس في تكويننا الثقافي و الاجتماعي ..

حديثي ذو شجون ..
أكتفي بما ذكرت ..


أخوكم / عبدالله .