|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
18-09-2007, 11:32 AM | #57 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
[ 18 ] دلوني على سوق المدينة ! رضي الله عن عبدالرحمن بن عوف؛ حيث قال: دلوني على سوق المدينة ليتاجر ويكسب رزقه من عمل يده، وأبو الشباب (اللي هو أنا) صرخ: دلوني على سوق المدينة.. ليستهلك من عمل يد والده. ذهبت في إحدى الأيام إلى أحد الأصدقاء ليدلني على مكتبة العبيكان، ولأنني مُستجدّ على شوارع المدينة؛ فقد طلبت منه أن يرسم لي الطريق إليها فرسمه –جزاه الله خيرًا- وزاد بأن قام بمدّ رسمه ليمرّ على أغلب المكاتب والمطاعم في المدينة، والتي لا تحتاج –لتدلّها- إلا بأن تعرف ذلك الطريق الطويل جدًّا والذي يبدأ من (جامع ابن صبيح) والذي يتميز بتلك المنارة الطويلة والتي يسميها بعض الأخوة بـ(منارة الطبشورة) لمشابهتها "طبشور" الكتابة، ثم يميل ذلك الشارع جدًّا حتى يتجه غربًا ليوصلك للتقاطع الذي تمتد عن يمينه مجموعة من المطاعم بداية بـ (هرفي) ثم مجموعة من المطاعم الأخرى والتي تختص بالبيتزا والفطائر والوجبات السريعة، وأشهرها (بيتزا إم)...، يمتد الطريق الطويل ليمر بمحطة تحتضن مركز التسوق (ميد) والذي يعجبني فيه الترتيب العالي للمنتجات التي يعرضها. يمتد الطريق ليمرّ بمكتبة العبيكان، و (بندة) و (تسجيلات الراشدون) و (مثلجات كون زون) و (كنتاكي) و (ماكدونالدز)، ويمتد -أيضا- ليمرّ بأرخص مكتبات بريدة (التدمرية)، حتى يصل إلى أكثر إشارة أُبْغضها بعد الإشارة الخماسية، فإن شئت أن تذهب إلى الأمام لتمرّ بمركز تسوّق (السلمان)، ثم بأفضل مطعم للوجبات وأنظفه (كـودو) ثم تنزل على "الدوّار" القريب من جامع الراجحي ومطعم (داجن) ومركز تسوق (الوطنية)..، وإن شئت أن تتجه لليسار –من عند تلك الإشارة البغيضة- لتمضي قليلا ثم تتجه لليمين مع أول منعطف لتمرَّ بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ومطعم (الطازج)، ومجمّع الاتصالات – هدى الله بعض زائريه-، وإمارة المنطقة، وتسجيلات أحد.. وغيرها من مراكز التسوق والمطاعم كـ (جيان) و (أسواق النخيل) و (الحكير لاند) ومحلات للملابس الجاهزة. الطريق الآخر هو شارع "خبيب" فهو سوق مزدحم جدا.. جدا جدا، ولدرجة مزعجة، فإن انطلقت من السوق باتجاه المغيب فسوف تمر بمكتبة (الرشد) و (تسجيلات بينات) و (ركن الجامعة) وثلاثة فروع لمصرف الراجحي، و (حلويات الأرياف) وطبعًا.. برج بريدة ومركز الملك خالد الحضاري. وإن انطلقت من سوق "خبيب" باتجاه الشرق؛ فسوف تمر بطريقك على (تسجيلات أصداء المجتمع) ومكتبتها للكتب الجديدة والمستعملة، إضافة إلى مكاتب النسخ والتصوير كـ(الأماجد). لا أظن أن ما سبق سيهمّ قرَّاء هذه الذكريات من أهل بريدة، لكنني أمني نفسي بأن تكون أسطر هذه الذكريات مفيدة لمن هو مُستجدٌّ في الحياة الجامعية من خارج هذه المنطقة، ومفيدة لأيّ طالب جامعي في بقية أسطر هذه الذكريات من ناحية التعامل مع ما يتخلل الحياة الجامعية من هموم تعتري من يعيشها، ولا أكثر همًّا من أن تكتشف يومًا أن ميزانيتك الماديّة قد تآكلت بفعل مشوار (بسيط!) مررت فيه على بعض المكتبات من باب الإطلاع على الجديد من الكتب، وقد صَحِبت بعضًا من أصدقائك، لتفاجأ بشعور مفاجئ أثناء الطريق يجعلك تحس بنشوة عاجلة من الكرم الحاتمي؛ فتدعوهم لوجبة خفيفة من الطعام.. لتعود بعد هذا المشوار القريب إلى الشقة محَمَّلا بأكياس من الكتب والأشرطة والمجلات المحافظة، وحلويات من الأرياف، وجميع الجرائد التي تبيعها (مـيـد)..!! حالةٌ غريبة تغمرك حين يجتمع الفراغ والحماس والقدرة المادية والسيارة إضافة إلى الخريطة الذهنية –والتي كتبتها لكم في بداية المقال- التي دلتك على جميع ما لذ وطاب لجوع فكرك وبطنك...، والنتيجة: القلق الشديد من الإفلاس، أو الاقتراب من الإفلاس. ولك أن تتخيل شعور والدك وأنت تتصل عليه ليرسل لك الدعم المادي، وقد أرسل لك قبل يومين أو ثلاثة قرابة الألف ريال، ومع أن والدي –حفظه الله تعالى- لم يكن يعاتبني على هذا الإسراف صراحة، إلا أن ضحكة الاستغراب التي تخرج منه حين أطلب منه المال بعد أيام قليلة جدا من آخر استلام منه تقوم مقام المعاتبة.. وبنجاح. إن اتساع (العبيكان) بالكتب، و (أحد) بالأشرطة.. فتنة، وفوضوية (الرشد) و(المجتمع) و(الراشدون).. فتنة، وتنوع كتب (جرير) وأشرطة (بينات) وضيق المكان بها.. فتنة، فإن كنت تظن أنك ستدخل هذه المكتبات والتسجيلات بمحفظة مليئة ثم ستخرج منها بلا حمولة من الكتب والأشرطة؛ فأنت واهم.. وبجدارة، وسواء كنت من هواة القراءة ومحترفيها أم لا فسوف تخرج محملا بالكتب. والحل أن تبقي المحفظة في شقتك (شقتك وليس سيارتك)، وخذ منها مبلغا قليلا تشتري به كتابًا واحدًا، أو اجعل للمكتبة يومًا كل شهرين للشراء، فتوفر مبلغا مناسبًا لهذا اليوم، ولتشتر في ذلك اليوم ما تريد، ولا تنس أن تلتفت لمكتبتك يا صاحبي، أدّ زكاة جمعك لهذه الكتب، ولا تنس أن تسجل أسماء الكتب؛ فإنني قد اكتشفت بأن مكتبتي خلال السنوات الثلاثة الأولى قد تناقصت بشكل ملاحظ، ويبدو –والله أعلم- أن بعض الأخوة يظن أن من باب (الميانة: سقوط الكلفة بين الأصحاب) أن يأخذ الكتاب بلا استئذان ولا يرجعه لك أبدًا.. يعني سرقة، وعيني عينك بعد، أليست هذه قلة أدب.. ولا إيش رايكم؟! أيضا المطاعم سبب رئيسي للقلق المادي، في السنة الأولى كنت أكثر من زيارة المطاعم، وأكثر من دعوة الأصدقاء، ولا ألتفت للجانب المادي والذي كان يجب علي أن أفكر باليد التي تقدّمه إلي، لا أدعو أبدًا إلى البخل، ولكنني أدعو إلى قطع الإسراف تمامًا، واحترام المال الذي قُدّم إلي من يدٍ اعتصر صاحبها جهده لكي يقدمه لك، وإن أكبر معين لطالب الجامعة على الاقتصاد في مصاريفه هو كتابة رأس المال، واتجاه إنفاقه، وما أجمل تلك القاعدة التي سمعتها من أحد الأساتذة، تقول القاعدة: "عش دافئًا". فلكي تعيش دافئا أيها الطالب الجامعي في هذه المرحلة من حياتك، فخذ نصيحة مجرب ذاق الأمرّين من سياسة الفوضوية في الإنفاق. لتنتهي من الصرف على الأمور الأساسية: - أي دفعة تتعلق بالشقة (الكهرباء-ما يتعلق بالمطبخ- ما يتعلق بنظافة الشقة). - أي دفعة تتعلق بالدراسة (شراء المذكرات والكتب كاملة- ما يتعلق بالأقلام والدفاتر) - أي دفعة تتعلق بالسيارة (البنزين- النظافة- زيت المحرك) - أي دفعة تتعلق بك أنت ( نظافة الملابس.. ونحوها) وذلك بأن تدفع لإحدى المغاسل مبلغا معينا، وتفتح حسابًا عنده على طريقة الفواتير، فكلما غسلت عنده أخذت فاتورة تُنقص من ذلك الحساب الذي دفعته. - دفعة الطوارئ، لا تعلم فربما يطرأ عليك ما لا تتوقعه، وهذا قد حصل لي في الفصل الماضي؛ إذ صَدَمت بسيارة أحد الأصدقاء (ارجعوا للحلقة الرابعة عشرة)، فأرجعتها له في نفس اليوم كما خرجت بها؛ لأنني احتفظت بمبلغ إضافي لا أمسّه أبدًا لمثل هذه الحالة؛ فأصلحت سيارة صاحبي بذلك المبلغ.. والحمد لله تعالى. حين تؤمّن هذه الدفعات فأكرم على نفسك وعلى صحبك بعدها، ولكن باتزان، ولا عليك إن أفطرت في (كودو) أو (لمعة الشرق)، أو أكلت وجبة الغداء في (الطازج) أو (البحّار)، أو تعشيت في (كودو) أو (ماكدونالدز) أو (كنتاكي) أو (بيتزا هت).. أعاد الهأ أيام المقاطعة. "عش دافئًا" لو استحضر معناها الناس؛ لما رأينا من يجازف ببيته الوحيد وسيارته الوحيدة في الأسهم، ولما رأينا من يعرّض مصدر رزقه الوحيد في المساهمات.. والله المستعان. آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 18-09-2007 الساعة 11:36 AM. |
18-09-2007, 03:28 PM | #58 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2004
البلد: بريدة
المشاركات: 299
|
ذكريات جميلة عشتها وكأني (فرحان) أو (عاصم) أو (راكان) !!
لا تحرمنا البقية الباقية من حكايتك ..
__________________
اعرف الله في الرخاء يعرفك بالشدة. |
18-09-2007, 11:34 PM | #59 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
المتينيات’ أهلا بك أخي الفاضل، شكر الله مرورك الجميل، وبارك فيك.
|
19-09-2007, 01:17 AM | #60 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: UK
المشاركات: 1,683
|
أقرأ كل جزء تكتبه بنهم ..
ولولا أني أخشى أن أقطع استرسالك وأن تمل تواجدي لرأيت لي بين كل جزء وآخر رداً يتقافز طربا ونشوة وإعجاباً بسطورك البهية .. دمت لنا .. والله يحفظك ويرعاك .. تحياتي
__________________
Behind every successful man, there is a woman
And behind every unsuccessful man, there are two. |
19-09-2007, 01:34 AM | #61 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
البلد: الـفـُّلـوجـه
المشاركات: 3,063
|
بارك الله فيك أخي ..
نثرت الحروف .. ورتبت الجمل .. وبها وصلت أعالي القمم كم جفت الأقلام أمام قلمك .. !! فدمت لنا مبدعاً .. كاتباً رائعاً .. ولدين الله داعياً .. .... كما كنت مستمتعاً بماضي خواطرك ، مازلت هنا مستمتعاً . سلاسة أسلوبك رائعة ، والأحداث الدائرة في الحوار متكاملة ، أدِم القراءة في كُتُبِ الأدب,, .. هذه العبارات : الغنا سر الوجود ، يبقى بعد أن يفنى الوجود محبك/ أبو عبدالله
__________________
سيجيءُ يومٌ حافلٌ بجهادِنا *** الخيلُ تصهلُ والصوارم تلمعُ قدْ طالَ ليل الكفر لكني أرَى *** من خلفِه شمسُ العقيدة تسطعُ موقع الشيخ حمود العقلا الشعيبي: http://www.al-oglaa.com/ |
19-09-2007, 04:07 AM | #62 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
ميمون’ حياك الله -تعالى- أخي الفاضل، شكر الله حسن ظنك، جزاك الله خيرا.
وحيد الجزيرة’ وفيك بارك الله أخي الفاضل، جزاك الله خيرا على حسن ظنك. |
22-09-2007, 05:27 PM | #63 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
[ 19 ] ثورة على المعتاد في الشقة ! سقى الله أيامًا كنت آنس فيها برؤية أحبة باعدت الدنيا بيننا لظروف العمل أو الدراسة.. أو الزواج. كم أشتاق كثيرًا لأيام الأنس، وليال الأتراح، مع عائلتي في السنة الأولى.. (تركي) أمير شقتنا الذي كان حليمًا معنا، قدوة في تعامله مع أمور الشقة، إضافة إلى (عاصم) و (فرحان) و (مطر) و (عيادة). الأيام تمضي بطيئة في شقتنا، ولا شيء جديد يدخل في خط حياتنا الجامعية، ما عدا المواقف المضحكة، و "القفشات" الباسمة التي تحصل بيننا، شقة رائعة جدا، توازن بين قصص (عاصم) الذي يستقيها من روايات أجاثا كريستي، حيث كنا نجلس سويًّا في المجلس؛ فيبدأ (عاصم) بسرد القصة بأسلوبه الرائع، أو نتحدث عن مجال الحاسب الآلي.. وهو تخصّصه، أو عن روائع المنشد (أبو عبدالملك)؛ حيث نتفق أنا و (عاصمًا) على أن هذا المنشد هو الأفضل في صوته واختياره لأناشيده، وقد ذكرت لكم أن (عاصمًا) أوتي صوتا رائعًا مشابها لصوت (أبي عبدالملك)، لكنه يتميز عنه بنبرة خاصة، وقد وعدتكم بأن أنزل له مقطعا إنشاديا قد أنشده في إحدى احتفالات النادي الصيفي في مدينتنا، لكنني سأنزل مقطعًا أفضل من ذلك بكثير، سمعته قبل أيام في (تسجيلات صدى الفردوس الإسلامية) برفحاء، التي تصدر الشريط الشهير (مباشر)، والذي سينزل للأسواق قريبًا وفيه نشيد رائع (بل أكثر من رائع) لصاحبنا (عاصمًا)، وحين يصدر الشريط سأضع لكم القصيدة الأدبية التي أنشدها في قسم الصوتيات –بإذن الله تعالى-. أقول: كنت في الشقة بين سرد (عاصم) للقصص وإنشاد القصائد، وبين وقار (تركي) أمير شقتنا، وصمت (عيادة) والذي قد ينفجر أحيانا بالحديث المضحك، وطرافة (مطر).. إضافة إلى (فرحان) بحديثه الرائع جدا. لم يكن لنا مجال في الترفيه إلا أحاديث المجلس، وبعض المزاح الذي يحدث بين الشباب، إضافة إلى (تنس الطاولة) التي لم.. ويبدو أنني لن أتقنها أبدًا، لذلك اقترحت في يوم من الأيام أن نشترك في قنوات المجد الفضائية، كان الاقتراح غريبًا بعض الشيء على الشباب، لكنهم أعجبوا به كثيرًا، لولا هيبة الجديد –كما تعلمون- على الجميع. كان التفكير بهذا الاقتراح بين الشباب يثير الخوف من أمور عدّة، أهمها الخوف من (كلام الناس).. أصحابنا في القصيم، أو في مدينتنا، ربما كنا نبالغ كثيرًا في إثارة الخوف من هذه المسألة، لكن يبقى أن هذا الخوف له ما يدعمه؛ فبعض الناس –مع الأسف الشديد- لا يُؤمَن جانبه أبدًا، فلا يستحضر أنّ "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" و لا يعمل بآداب النصيحة، إضافة إلى أنه يفتقد إلى الحكمة؛ فلا يضع الشيء في موضعه. لذا كنا نتوقع أن يُصدر في حقنا حكمًا بالانتكاس على الأكثر.. وعلى الفور، وإذا رحمنا البعض؛ فعلى الأقل يحكمون علينا بأننا هزليون وغير جديين في حياتنا، وسيأتي من ينصحنا –وهذا كثر الله من أمثاله-، وسنجد من يغتابنا وينهش ظهورنا في المجالس بحجة الاستنكار، وسندخل في زوبعة كانت قناة المجد –بذاتها- قد عانت منها في ذلك الوقت.. . تناقشنا كثيرًا، ثم عزمنا في النهاية على الاشتراك في القناة، لولا أن أحدنا طرح إشكالا أثار الهيبة في نفوسنا؛ وهو أن الشقة –حين نستقبل قنوات المجد- ستصبح قبلة لكل الشباب في القصيم، وكل واحد منهم له برنامج يتابعه، لذا أُصدر القرار الأميري بإلغاء الفكرة نهائيًّا، وقد فعلنا.. لكنها لم تلغ من رأسي، وبقيت حتى الفصل الثاني من السنة الثانية؛ حين رشحني بعض الأخوة لأكون أميرًا على شقتهم؛ فوافقت.. واقترحت عليهم استقبال قنوات المجد في شقتنا، ووجدت من الشباب ترحيبًا لهذه الفكرة، وفعلا.. اشترينا رسيفر قنوات المجد (من خلال فك التشفير) مع التلفاز، واستمتعت طوال ثلاثة سنوات باستقبال قنوات المجد وإلى لحظة كتابة هذه الحلقة. لما لم ير اقتراح قناة المجد النور في الشقة؛ ولأنني من النوع "النشبة" –والحمدلله أن أميرنا (تركي) كان يتميز بالحلم وسعة الصدر بعكس مساعده (عاصمًا) والذي كان يثير النقاش الحار ضد ثوراتي- قلّبت بصري أتصيّد المعتاد في شقتنا فانتهيت إلى وجبة العشاء.. . كانت جميع الشقق متفقة على (المعكرونة) كوجبة رئيسية في وقت العشاء، وأحمد الله تعالى على نعمه لكن النفس تمل، ولا تملك أن تدفع ملل النفس إلا بالتنوع؛ فاقترحت على صحبي أن نغير وجبة العشاء إلى وجبة (الأطباق)، لكن قوبل الاقتراح بالرفض من قبل الجميع، فغضبت قهرًا وذهبت إلى بندة واشتريت أنواعًا طازجة من وجبات الأطباق، كالزيتون، ولانشون الدجاج، واللبنة، والجبن.. ونحوها، وأتيت بها إلى الشقة، وكنت حين يأتي وقت العشاء أضع الأطباق والخبز حول طبق (المعكرونة) لعل الشباب حين يتذوقونها يقتنعون باقتراحي، لكن هذا لم يحدث بل كانوا يثنون علي بسخرية؛ لأنني جلبت هذه الوجبات على حسابي، ويطلبون مني المزيد، فأحسست بالغيظ يتملكني واستسلمت أمامهم؛ فلم أعد طرح الاقتراح مجددا، إلا حينما غادرت الشقة مع صحب آخرين اقتنعوا باقتراحي وعملنا به.. إلى اليوم. وقلبت بصري أيضا –ولا حول ولا قوة إلا بالله- فاقترحت أن نبدل العامل الذي يطبخ لنا؛ لأنني –برأيي- أنه لا يُؤمن جانبه، ضغطت على (تركي) كثيرًا لكي يطرد ذلك العامل، ولا يوجد سبب محدّد لطلبي هذا؛ إلا أن هذا العامل لم أحبه كثيرًا.. كذا.. مزاج! والأرواح جندٌ مجندة، وقد أثرت بعض الإزعاج لكثرة تكراري هذا الطلب، لكن (تركي) كعادته كان حليمًا معي، أما (عاصمًا) فكان يغتاظ كثيرًا إذا تحدثت عن العامل، ويناقشني بانزعاج عن هذه المسألة، ومعه الحق في ذلك.. إذ أن طلبي المتكرّر بأن يُطرد العامل بلا سبب حقيقي يثير الغيظ حقا، وأظن أن الله –تعالى- قد اقتص لصاحبي (عاصمًا) ولأميرنا (تركي) مني؛ فقد وجدت في السنوات التالية –حين صرت أميرا- من يناقشني دومًا عن كل شيء، وكلما آتي بعامل إلى شقتي؛ أجد من يطالب بطرد العامل.. كذا.. مزاج! فكنت إذا قابلت (عاصمًا) أو (تركي) –نسيت بالضبط- أقول له ما معناه: أن الله قد اقتص لك مني؛ فقد عايشت معاناتكم. كثيرًا ما يكون الصمت حكمة، وفي عالم الشقق عليك أن تستسلم لما يحب صحبك؛ فتصمت عما تحب، لينطق صديقك بما يحب؛ فتتجاوز بصمتك عناء نقاشات قد تتطور إلى الأسوأ، واعلم يا صاحبي أن الصمت عمّا تحب لأجل صديقك، ليس صمتًا عن حق لك دون غيرك، وليس هدرًا لكرامتك؛ بل هو حكمة أخلاقية، وإيثار جميل من قِبلك، وحق لصاحبك.. عليك. |
23-10-2007, 07:44 PM | #64 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
وها نحن نعود بعد رمضان الذي أعترف أنه الشماعة التي علقت عليها حجة التأخر في كتابة الذكريات، مخفيًا الأسباب الحقيقية التي أرغمتني على التوقف، وأعود لكم بأربعة حلقات كتبتها لكم؛ لأستمر -بكل ما يعنيه الاستمرار من معنى- معكم -بإذن الله- في هذه الذكريات خلال المدة القادمة؛ على الرغم من المنغصات التي دخلت في الخط.. وأحتفظ بها.
أعتذر لكم عن التأخر ومع الحلقات الأربعة؛ لننتهي عما قريب من ذكريات السنة الأولى والعطلة الصيفية.. وفقني الله وإيّاكم، وأعاننا جميعًا. آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 23-10-2007 الساعة 08:02 PM. |
23-10-2007, 07:47 PM | #65 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
[ 20 ] الانترنت (الجزء الأوّل) ! في مدينة الخفجي.. في بداية المرحلة الثانوية، كنت جالسًا مع خالي –شفاه الله تعالى- في غرفته، فالتفت إليّ وقال: ما رأيك أن ندخل "النت"؟! وقد سبق أن حدثني عنه؛ لكنني لم أصل إلى مرحلة التصور الكامل عن هذه التقنية الحديثة، دخلنا الانترنت عن طريق جهازه، كان الاتصال –كما يقول- بطيئًا بعض الشيء، وكان خالي يدخل مواقع المحادثة الخليجية، والتي اشتهرت جدًّا في تلك المرحلة، وبمشاغبة المراهقين كنا نتحدث –في البداية- مع أحدهم بأدب واتزان، كأننا نتجه لتكوين علاقة جدّية مع الطرف الآخر؛ لكننا لا نلبث حتى ننقلب عليه سخرية واستهزاءً، نسأل الله أن يتجاوز عن تلك المشاغبات. كان ذلك أول دخول لي في هذا العالم، وقد خرجت بتصوّرِ أن الانترنت عبارة عن صفحة محادثة بيضاء.. فقط، ولذلك لما عدت لدخول الانترنت عن طريق المقاهي التي ظهرت في عام 1423هـ بمدينتنا؛ كان دخولي المستمر في برامج المحادثة، ولم تكن المحادثة كتابية فقط؛ بل عبارة عن شخصيات مرسومة ولها أسماء وغرف، أشبه ما تكون بقصص المجلات المصورة كمجلة (ميكي ماوس) أو (ماجد) ونحوها، وشخصيتك التي تتحدث بها لها ملامح جاهزة تمثل غضب الشخصية وضحكها واستغرابها.. ونحوها، فاستغرقت مدّة في تلك البرامج، مع العلم أن الساعة في مقاهي الانترنت -تلك الأيام- كانت بـ 20 ريالا! كنت في تلك المرحلة متابعًا لمجلات الألعاب الالكترونية، والتي كانت تنشر تحليلا لجودة الألعاب مذيّلا بروابطٍ لمواقع تلك الألعاب، فكان ذلك أشبه بالفتح علي؛ إذ كان سبيلا أوصلني للاهتمام بأي رابط الكتروني أجده في مجلة أو صحيفة ونحوها، ومنها تعرّفت على موقع الإسلام اليوم، وعلى بعض المواقع الأخرى التي كنت أميل إلى موضوعاتها بجنون -في ذلك الوقت- كمواقع المصارعة الحرة.. ونحوها، حتى تقابلت أخيرًا مع محرّك البحث الشهير (google) والذي كان هو الفتح الحقيقي لي في عالم الانترنت، ومنه تعرّفت لأوّل مرّة على عالم المنتديات، وقد فوجئت بهذا العالم كثيرًا، جلست يومًا ما أمام شاشة الحاسب الآلي وفتحت جميع المتصفحات التي أريدها؛ ثم انتهيت إلى فتح محرّك البحث (google) ولبثت مليًّا أعتصر فكري لأدخل أي أمر يطرأ عليّ.. فانتهيت إلى اسم مدينتي (رفحاء)، لم أتوقع أن أجد الكثير، وهذا ما حصل.. فلم أجد إلا رابطين، الأوّل اسم منتدًى لمدينتي، والآخر موقعٌ اسمه (جمهورية رفحاء)، وهو موقعٌ رافضيّ يصف –ربما بافتراء- حالة اللاجئين العراقيين والذين يعيشون في ملجئ قريب من مدينتنا، يحكي ما قد عانوه من الظلم والفقر.. إلخ إلخ، دخلت لرابط المنتدى، ولأول مرة تمرّ علي كلمة (منتدى) في عالم النت، ولم أعرف بالضبط ماذا تعنيه هذه الكلمة، فتحت الموقعَ.. تجولت قرابة الساعة "من حلاة الاتصال"، وكان الشعور الذي خرجت به هو الدَّهشة الشديدة، مجموعة من الأسماء المستعارة يُتاح لها فرصة الكتابة في هيكل أشبه بالمؤسسة الصحفية؛ تكتب المقالات ويُعلق عليها باستمرار، وداعًا يا عصر (قسم القرّاء) و (مشاركتك لا تصلح للنشر) و (يرجى إعادة إرسال المشاركة) و (الخط غير واضح.. أعد إرسال المشاركة)، أيقنت أننا قد رزقنا بنعمة أسأل الله العظيم ألا يحرمنا منها، وقد جرّبت –ولا زلت- الكتابة في عمود ثابت في إحدى المجلات، إلا أن المنتديات هي الأقرب إلى قلبي، وقد شاركت بأكثر من عشرين منتدى، وتوقفت –أخيرًا- للمشاركة في ستة منتديات، وكل يوم أزداد يقينًا بأننا في نعمة عظيمة جدا.. هي نعمة الانترنت بشكل عام، والمنتديات بشكل خاص، ولتتفكروا معي: كم مرّ عليكم في عالم المنتديات من كاتب راق ومبدع، في كتابة المقالات، وفي كتابة القصص، والنقد الساخر، وفي الشعر والخواطر..؟ لقد مرّ علينا كثير من المبدعين، كانت بدايتهم ركيكة "بسيطة" سطحية..، ولولا فضل الله عليهم ثم المنتديات؛ لما سمعنا لهم صوتا، ولا قرأنا لهم شيئا.. إلا ردًّا صغيرًا مترفعًا على عقولهم، في زاوية ضيقة بجريدة أو مجلة، لمحرّر صحفي تسلط على نتاجهم، وردّ عشرات المشاركات من هؤلاء المبدعين.. فلله الحمد من قبل ومن بعد. سجّلت في منتدى مدينتي بكنيتي الحقيقة –في ذلك الوقت- (أبو خالد اللـ..) وكان هناك موضوعًا يتناول بعض حلقات تحفيظ القرآن في مدينتنا، ومن قراءة مستعجلة ظننت أن صاحب الموضوع يتقصد حلقتي؛ فدخلت عرضًا عليهم، أردّ من جهة خارجًا عن الخط العام للموضوع؛ فيخرج صاحب الموضوع معي.. وهكذا، حتى نبهني الكاتب أنه لم يكن يقصد حلقتي، وقد تلقيت بعدها عتابًا من مدرّس الحلقة على هذا الدخول العرضي، خرجت من هذه التجربة بموقف سلبي عن المنتديات، لكنني –على الأقل- قمت بصرف الكاتب قليلا عما اتجه إليه، وهذه طريقة مناسبة –أحيانا- في بعض المواضيع المتجاوزة للحدود؛ ادخل واصرف الموضوع عن قصد الكاتب، الذي سيحاول التذاكي ويرد عليك بأنه لن يدخل في المهاترات، لكنه لن يستطيع أن يتحكم في ردود بقيّة الأعضاء التي تخرج مع الردود التخريبية.. ليتبعها القراء، فيدخل اليأس في قلب صاحب الموضوع. طبعًا هذه الطريقة قبيحة جدًّا إلا إن كان موضوع المقال متفق على أنه متجاوز للحدود. خرجت من المنتدى عازمًا على العودة إليه.. لكنني لم أصبر فعدت إليه بمعرّفٍ جديد اسمه (الباحث عن الحق)، وتوقيعه الذي بقي طوال سنوات طويلة (ابحث عن الحق، لكن البحث عنه طريق طويل بين ظلمات تجعل الحليم حيرانا؛ فهل أنت مستعدٌّ للبحث؟)، وعزمت على أن أكتب من مقولي.. ففعلت. مواضيع تقليدية، تمثل ما يهدف إليه أيّ طالبٍ في حلقات تحفيظ القرآن –زادها الله بركة- من وعظ الناس، واستعراض النتاج العلمي والفكري الذي وصلت إليه، إضافة إلى نقل المواضيع الإخبارية من موقع الإسلام اليوم، والملفات التابعة لأحداث معيّنة؛ كملف العراق، وفلسطين ونحوها..، حتى بدأت أحداث العنف في المملكة العربية السعودية، التي اهتزت لها كل مدينة وقرية في هذه الدولة، وبدا لنا من خفايا الأمور ما لم نكن نعلم بوجودها، وكانت منعطفا غريبًا في توجهي للكتابة، والانغماس تمامًا في كل ما يتعلق بأصداء أحداث العنف، والتي وصلت إلى مدينتنا، لكن –كالعادة- بلا استشارة ولا تصوّر كامل لما يحدث، لكن الذي أعرفه أنني كتبت عن الأحداث وما يتعلق بها من ردود أفعال وخلافها؛ بناءً على اجتهادٍ شخصي من قبلي، دفعني إليه ما رأيت أنه منكرٌ يجب أن أتصدّى له، وقد سرت بقلمي ولسان الحال: " لما رأيت الأمر أمرًا منكرا **** رفعت صوتي ودعوت العقلاء " ولم أعلم أن توجهي للكتابة عن تلك الأحداث سكون لها تأثيرها الكبير على مسيرتي الجامعية سِلبًا وإيجابًا. آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 23-10-2007 الساعة 07:53 PM. |
23-10-2007, 08:01 PM | #66 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
[ 21 ] استراحة الاثنين! وهي الاستراحة التي يجتمع فيها الطلاب الجامعيين في بريدة من مدينتنا وما حولها من القُرى والهِجَر، وفيها عشت أيامًا جميلة، وذكريات رائعة، يطبع على شريط تلك الذكريات عشرة ريالات تقدمها –الله لا يهينك- لأمير الشباب –كما يُسمّى- وهو الأخ (عيد) أو نائبه –في تلك السنة-؛ أمير شقتنا، ونائب أمير الشباب.. الأمين العام (تركي)؛ ثمنًا للعشاء وما يتعلق به، وكان يتكفل بثمن الاستراحة -طوال سنوات- الشيخ الفاضل، والداعية المربي، والأب الروحي خالد العبيدان –وفقه الله تعالى-، من يعود الفضل له –بعد فضل الله تعالى- لظهور الصحوة –إن صحّ التعبير- في مدينتنا، حيث تخرّج على يديه شباب صاروا فيما بعد دعاة وشيوخا ومربين لنا ولمن هم أكبر منا.. وأصغر كذلك، فجزاه الله عنا خير الجزاء، وبيّض الله وجهه يوم تبيض وجوه وتسودّ وجوه. كان الشيخ –وفقه الله تعالى- يقيم حفلا سنويًّا للطلاب المستجدين، وقد أقيم لنا حفل في تلك السنة في استراحة الاثنين، ألقى فيها الشيخ كلمة جميلة، تعتبر نصيحة عامة للطالب الجامعي المقبل على الحياة الجامعية. الاستراحة لها جدول ثابت، وقت المغرب كلمة لشيخٍ نستضيفه؛ وقد استضفنا الكثير من طلبة العلم والمشايخ في بريدة، كالشيخ أحمد الشاوي –وفقه الله تعالى- وآخرون نسيتهم أسأل الله –تعالى- أن يجزيهم عنا خيرا، ثم صلاة العشاء، فوجبة العَشاء.. ثم دوري كرة القدم، وهو العِشق الأوّل والأخير للشباب خصوصًا في السنتين الأخيرتين، وما أجمله وأروعه لولا بعض التجاوزات التي لا تليق من قبل البعض، كالغضب الزائد عن الحد، وكتعمّد الإيذاء.. وهذا قبيحٌ جدا، وعلى كل حال أخوكم في الله لم يلعب إلا مرة أو مرتين إلى خمسة مرات طوال السنوات الأربعة الماضية، لضعف الجهاز التنفسي لديّ منذ الصغر.. الله لا يبتليكم، إضافة إلى أنني لا أجيد اللعب كثيرًا في كرة القدم، ولذلك دائمًا –ومنذ الصغر- يختارونني آخر اللاعبين، لذلك فضلت أن أركن إلى الراحة بعيدًا عن وجع الرأس، وإهدار الكرامة، وتدفق ماء الوجه. أحيانًا تقام ندوة بين الشباب، تجدني فيها بين أمرَيْن، الأمر الأول أن أستشعر أهمية مثل هذه الندوات، وعلى الأقل أستشعر أهميتها عند مقيميها من الأحبة.. فأشارك، مهما قرأت في بعض الأعين استسذاجًا للحديث في هذه الندوات، واعتباره شيئا من المباهاة والتفاصح، والأمر الثاني أن أكون من فئة المستسذجين لمثل هذه الندوات؛ فأغرق في سكون سرمدي.. أقصد مؤقت، حتى تنتهي الندوة؛ لينحل نظم السبحة، ويكون أكثر المتكلمين بعدها هم الذين غرقوا في الصمت أثناء الندوة أو المناقشة. لقد توقفت الاستراحة منذ سنة، وحلت مكانها استراحة تابعة لسكن إحدى المؤسسات الخيرية في مدينتنا، التي تكفلت بسكن –له شروطه وجدوله- لشباب رفحاء في بريدة، وقد سكن فيه بعض الأخوة والأحبة من الشباب، ووضعت لهم الجداول والمسابقات.. ونحوها، إضافة إلى هذه الاستراحة التي سُمِحَ لنا لنحل ضيوفا عليها، لكن مهما قدّمت لنا هذه الاستراحة –مع احترامي وتقديري الشديد- إلا أنها لا تصل إلى صناعة الذكريات الجميلة، واللحظات الرائعة التي قضيناها في استراحة الاثنين، سقى الله لياليها، وجمعنا الله -تعالى- بكل أخٍ وصديق وخلٍّ مرّ معنا في شريط ذكريات استراحة الاثنين، وتحيّة وفاء لكل من ساهم في استمرار تلك الاستراحة، بداية بأمير الشباب في أول سنة، الأستاذ (عيد) –وفقه الله تعالى- المعيد حاليا في جامعة الملك سعود، ثم أمير الشباب في السنة الثانية من دراستي الأستاذ (لافي) –وفقه الله تعالى- مدرّس الفيزياء حاليا، ثم أمير الشباب في السنة الثالثة أمير الشقة في السنة الأولى (تركي) –وفقه الله تعالى-، وقبلهم الشيخ الفاضل خالد العبيدان –وفقه الله تعالى-، وكل من دَعَم مسيرة الاستراحة خلال السنوات الماضية ممن لا نعلمهم، لكن الله –تعالى- يعلمهم، ولهم علينا حق الدعاء.. فنسأل الله تعالى أن يغفر لهم، ويجزيهم عنا خير الجزاء. لم أتوقع أنني سأكتب عن استراحة الاثنين كذكرًى ذهبت ولم يبق منها إلا الذكريات، كأنني الآن أقدّم دفعة العشاء إلى أمير الشباب، وأتجه مع الأحبة في شقتي إليها، الطريق طويل.. وأنا فرحٌ بأحاديث الخلان، وهي الكنز الذي لا ينفد –كما يقول الطنطاوي رحمه الله تعالى-، ولم أتخيل في تلك الأيام أنني سأجلس وحيدًا أعتصر فكري لأستخرج أكبر قدر من ذكريات استراحة الاثنين؛ لتختصر أسطرًا لم ولن تختزل ذكريات تلك الاستراحة بل والحياة الجامعية بأسرها في هذه الأسطر التي كتبتها، لكنها الكتابة.. نكتب ما نستحضر؛ فإذا عدنا إلى ما كتبنا؛ ندمنا على أننا لم نكتب أفضل مما قيدنا، وما ذلك إلا لشدّة الحنين لتلك الأيام، وهاتيك الليالي، عصفٌ ذهني يمنعك عن تقييد الكثير مما يحتويه الفؤاد، ويستحضره الفِكْر، كما قيل: هل يجمع البحر في قطرة، والروض في زهرة؟! لا.. بحر الذكريات؛ لن يُجمع أبدًا في هذه الوريقات. آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 23-10-2007 الساعة 08:04 PM. |
23-10-2007, 08:07 PM | #67 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
[ 22 ] رمضان العزاب! رمضان العزاب.. وما أدراك ما رمضان العزاب، خصوصًا لمن استجدَّ في استقبال رمضان لأول مرّة بعيدًا عن الروتين السنوي؛ إذ يستقبله بين أهله وفي بلده، كانت تجربة مثيرةً جدًّا، ومحزنة بعض الشيء.. في بدايتها، إذ لم أعتد على صيام الشهر بعيدًا عن مشاركة أهلي الصيام والإفطار، إضافة إلى الصلاة عند من نستملح أصواتهم من أئمة مدينتنا، أو –على الأقل- مساعدة إمام مسجدنا في الصلاة –بطلبٍ منه طبعًا-. كان حزنًا عابرًا ومعبِّرًا عن فقدِ المعتاد في حياتي. لله الحمد.. لم تكن لوسوسة التعب والإرهاق الرمضاني المزعوم مكان في الشقق التي سكنتها طوال السنوات الأربع الماضية، أيامنا في رمضان كغيرها من الأيام، نذهب للدوام أنشط منا في الأيام العاديّة؛ إذ أن وقت النوم فسيح جدا، إلا وسوسة الإرهاق في أيام الاختبارات الرمضانية، كانت تلك سيئة –في بحر سيئات- للإدارات الماضية، ممن صنعت العداوة الشديدة بينها وبين طلابها، خصوصًا إدارة اللغة العربية المتهالكة، والتي ذهب –بحمد الله تعالى- بعض من أنهكوها بقراراتهم وتصرفاتهم التعسفية.. غيرَ مأسوفٍ عليهم أبدًا من الطلاب، ولو كانت متجهة إلى مثوى الموت لوجبت لها النار، لشهادات الطلاب بسوء إدارتها وبعض إدارييها.. ما علينا! فطور العزاب يختلف، إن كانوا من الطبقة الغنية اعتمدوا كليًّا على المطاعم.. والمطاعم الراقية كذلك، وإن كانوا مستورين؛ فالاعتماد ينقسم بين المطاعم والطبخ المحلي من قِبل العامل.. أو من قِبلنا، وهذا ما نحن عليه طوال السنوات الماضية. نأتي إلى موضوع القراء، كنت أركب سيارتي وأجعلها تسير بين الحواري والأحياء، حتى أقف عند أيّ مسجد قريب، فأصلي معهم.. فإما أن يحالفني الحظ بإمام جميل الصوت، حسن التلاوة، وإمّا العكس مع الأسف. هذه نبذة مختصرة جدا عن رمضان العزاب، وربما يكون لي عودة إلى هذا الموضوع.. ربما! |
23-10-2007, 08:07 PM | #68 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
[ 23 ] أنا.. ضيف على رفحاء! وعدت إلى مدينتي، لكنها عودة جعلتني أتيقن أنني سأكون من الآن وصاعدًا متطفلا على مجتمع الشباب في مدينتي، حيث أذهب لبريدة وأعود لأجد وجوها مستجدة في مجتمع الشباب هناك، اعذروني.. لا زالت كلمة (الشباب) مربوطة إلى لساني، فهي تعبّر عن مرحلة انقضت بحمد الله تعالى؛ كان فيها مجتمع الشباب الذين يحملون هم العلم والدعوة ضيقا، وقد اختلف الأمر الآن خلال السنوات الأخيرة، وتذكروا أنكم تكبرون يومًا بعد يوم، ومن كانوا براعم الحلقات والمراكز الصيفية بالأمس صاروا شبابها اليوم؛ بل قد دخل بعضهم معنا في خط الحياة الجامعية كزملاء وأصدقاء، وصدقوني لا يحسّ بالتغيير إلا العائد بعد غياب.. كحالنا، لا أعلم حقيقة شعوري حين ألحظ التغيير الذي يطرأ على مجتمع الشباب، بقدر ما أفرح لكثرتهم وتوسّع الأنشطة التي تحتويهم؛ بقدر ما يغمرني شعورٌ مبهم، خليط من الحزن والهمّ، والرغبة الشديدة بالوحدة والانعزال، أهوَ حنين إلى ماضي الأيام، حيث كنا مجتمعًا صغيرًا بعض الشيء؛ فلم أرضَ أن أجدني وحيدًا لا يجد إلا الذكريات، أم أنني أحسست أن الأيام ستجعلني بعيدًا عن ذلك المجتمع تمامًا.. وهذا ما حصل، لا أعلم والله. عدت إلى رفحاء بلباس الأبّهة والفخر، إليكم عني.. فأنا الطالب الجامعي، ألا ترون أنني قد ارتديت النظارة الطبية، وزدت بسطة في العلم والشحم.. أقصد الجسم، ليتكم رأيتموني وأنا أدخل على أهلي بعد غياب طويل، ابتسامة واثقة، وفخامة في الصوت، وتكلف في المنطق والكلام، وليلة جميلة قضيتها في الحديث مع أمي وأخواتي عن الحياة الجامعية ومغامراتها، هذا وأنا قد عشت فيها عدّة أسابيع؛ فكيف لو رآني ذلك المتباهي اليوم بعد أكثر من أربعة سنوات في الحياة الجامعية؛ لعلم أنه لم ير شيئًا. عدت إلى رفحاء، وقد لمحت في الأفق ما يقلقني؛ إذ أرى أن المجتمع في مدينتي يتأثر بموجة الأحداث التي مرّت بدولتنا، واستقرّت لُجّةً يعلو فيها الخفيف الفارغ، ويختفي الثقيل غارقا إلى القاع، في البداية.. عشت تأثر مدينتنا بالأحداث متأملا بلا تدخل مطلقا، لا أعني أنني أمتلك سُلطة، أو لي بها قوة، أو رزقت ركنا شديدًا آوي إليه، إنما أنا شاب مغمور كغيري، فردٌ كما يُذكر باللسان الاجتماعي، أتأثر بما حولي، وأقوم بالتأثير على من تحت يدي بشكل مباشر أو عبر الوسائل المتاحة، لكنني في ذلك الوقت كنت أسيرًا لمراقبة الأحداث فقط، أعني الأحداث التي ترتبط بالأحداث الكبرى التي مرت بها المنطقة، التطاول على العلماء، والتساهل في غيبتهم، وربما التكفير، اللعب بمصطلح الجهاد، التطاول القبيح على مسائل يتوقف فيها العلماء الكبار، نطق الرويبضة، وظواهر عجيبة تضحكك وتبكيك، وتقف أمامها مندهشا من تفكير بعض العقول. وعدّت إلى بريدة مُتبعًا التأمل بالعمل للتصدي لما رأيت أنه أمرٌ منكر.. وطبعًا؛ بلا استشارة من أحد، أحبتي! أنا أتكلم عن نفسي بمصطلحات تحتويها كل البشريّة على اختلاف عقولها وتفكيرها، فحين أذكر أنني (أتأمل) أو (أتصرف) أو (أستنكر).. ونحوها؛ فلست أعظم نفسي أبدًا، ولا أقول أنني سيّد المتأملين، أو أخطر المتصرّفين لا.. أبدًا، إنما هي مصطلحات تُرسم لتصوّر الحالات التي نمرّ بها جميعًا. |
23-10-2007, 10:17 PM | #69 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: جــــدهــ
المشاركات: 2,235
|
الثائر الأحمر = إسم خطير .....
حبيبي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... أولاً : أسألك عن موعد وطرح كتابك [ ذكريات عزابي جامعي... ] ... وأتمنى أن ترسل لي نسخة مجانية ..... ماشاء الله تبارك الله ...... أتمنى أن تكمل .... لنستفيد من [ تجربة حياة ] .... إفتقدتك كثيرا ...... وفي شوق لسماعك ....... وأنتظر جديدك المنتظر [ أخاف أنك نسيت .... ] |
24-10-2007, 01:53 AM | #70 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: abuslman18@hotmail.com
المشاركات: 1,047
|
متابعٌ لحروفك الشجيةِ بعُنف .. وسأبقى هُنا إلى أن تنفذ بقية الذكريات .. إن كان للذكريات بقية ..
__________________
.
. يَشدُو بِها أَوْطفُ العَينينِ ذُو هيَفٍ - - - - أغنُّ في شَدوِه تَرجِيعُ ميَّـاحِ |
الإشارات المرجعية |
|
|