بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » من كان لديه نقاش حول تحريم الغناء ، فاليذكر شبهاته هنا .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-11-2008, 06:52 PM   #99
يرموك
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 206
صدق ابن حجر حين قال : من تكلم بغير فنه فقد أتى بالعجائب ..
أتمنى أن يتسلح بعض الأحبة بالعلم ، وأن لا يعبث به الهوى ليتكلم بالشرع وهو جاهل بمهمات أحكام الطهارة والصلاة ، والمشكلة أن كثيرون نصّبوا أنفسهم مصافّ المجتهدين وهم لا يعرفون أصول العلم، والله المستعان .

ختامًا : أتمنى سماع شريط : الغناء في ميزان الإسلام ؛ للطريفي ..
لتتضح كثير من المسائل التي يخلط فيها بعض الناس .
يرموك غير متصل  
قديم(ـة) 16-11-2008, 07:20 PM   #100
نجوم القايلة
عـضـو
 
صورة نجوم القايلة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: شعيرة القلبـ :: بريدة :: !
المشاركات: 283
رائع جداً إثارة مثل هذه المواضيع .. التي تقنع أحد المتخاصمين .. والخروج بالفائدة هو الغاية .

وياليت أيها الأحبة يكون النقاس بحدود .. ولا يكون بالتكلم بهذا أو ذاكـ . لما رأيت من القسوة !!


أما عن موضوع الغناء .. وما أدراكما الغناء :

أنا أتوقع أن العاقل حتى ولو كان مخطئاً أو فهم معلومة أوحكماً شرعياً بالخطأ حينما يأتى له بدليل من القرآن أو السنة واضح سوف يمتثل ويعدل مفهومه الخاطئ ..

فأنا أتوقع أن الأمر واضح وكما قال أغلب الأخوة (( ومن الناس من يشري ........ ) الآية ..
وكما أن ابن مسعود أقسم ثلاثاً أن لهو الحديث هو الغناء ..

وأنا أعتقد أن ما يقصد بالغناء هو يباع في التجيلات الفنية ومن الأناشيد التي تعد حدودها ..

وقد يقول البعض يقصد بالغناء الموسيقى ..! طبعاً ولكن يبقى أن الكلام له دور كبير قد يكون فاحشاً أو كلام قذر كما هو حالاً في جميع أشرطة الأغاني ..

ولو بعيداً عن جانب التحليل والتحريم والشريعة !! فأنا أوجه سؤالي إلى سامعي الغناء :

هل عند سماعك للغناء تجد الراحة ؟

أنا أعقتد وأجزم ومن كلام مجربين أنه عكس مايعتقدون .. من ضيق في الصدر وإحساس بالملل ..

ولو كان صادقاً في الراحة لما رفع صوته ليغيظ اللذين لايسمعون ..

وبرفعه تجد المفاخرة , والمجاهرة ..

بارك الله فيكم أحبتي ..

معذرة على الإطالة ..

..: دمتمـ بخير :..
__________________
أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم :: قد ضل من كانت العميان تهديه
نجوم القايلة غير متصل  
قديم(ـة) 16-11-2008, 07:33 PM   #101
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
النقطة الثالثة :
معنى كلمة معازف .
حيث قال أخي كريم :
اقتباس
فكلمة «المعازف » لم يتفق على معناها بالتحديد : ما هو ؟ فقد قيل : الملاهي ،وهذه مجملة ، وقيل : آلات العزف .

والجواب :
أنه لاتعارض مطلقا بين القولين .
فيقال :
إن من فسره بأنها ( الملاهي ) نظر لأصل الكلمة في اللغة فعزف فلان عن كذا انصرف ولهى عنه.
ولذا قال الجوهري : ( وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ الْمَعَازِفُ الْمَلَاهِي وَعَزَفَ عَنْ الشَّيْءِ عَزْفًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَعَزِيفًا انْصَرَفَ عَنْهُ ) كما في المصباح المنير 6/130
، حيث أن كل آلة عزف ملهية .

أما من فسرها بآلة العزف :فصحيح .
فسرها بالحقيقة ، لأن العزف ملهى وله صوت .
ولذا قال ابن الاثير في النهاية :
{ عزف } ( س ) في حديث عمر [ أنه مرَّ بِعَزْفٍ دُفٍّ فقال : ما هذا ؟ فقالوا : خِتَان فسكت ] العزْفُ : اللَّعِب بالمعَازِف وهي الدُّفوف وغَيرها مما يُضْرَب ....
عزِيفُ الجن : جَرسُ أصْواتِها . وقيل : هو صَوت يُسْمَع كالطَّبْل باللَّيل . وقيل : إنه صَوتُ الرِّياح في الجوّ فتَوهَّمَه أهلُ البادية صَوتَ الجنِّ . وعَزِيفُ الرِّياح : ما يُسْمَع دَوِيّها )

وقال في العباب الزاخر 4/476 بعدما أورد كلام أهل اللغة :
( والتركيب يدل على الانصراف عن الشيء وعلى صوت من الأصوات.)
وقال في تهذيب اللغة 1/199 :
( والعزيف: صوت الرمال إذا هبّت بها الرياح. والعرب تجعل العزيف أصوات الجن.)
ولا أريد أن أطيل .
فالخلاصة : أن المعازف هي ملاهي وليس كل ملاهي وإنما الملاهي التي هي : آلات ذات صوت ملهي .
فعلم من ذلك أنه لاتعارض بين القولين ولهذا قال ابن القيم ( لا خلاف بين أهل اللغة أن المعازف هي آلات اللهو ) كما في إغاثة اللهفان 1/260 .

وهذا ينطبق على مافي الحديث .
فتكون دلالة الحديث دلالة مطابقة تامة من جميع الوجوه .
وبهذا تهافتت شبهتهم بحمد الله .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 17-11-2008, 12:16 AM   #102
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
النقطة الرابعة :
وهي معنى ( يستحلون )
حيث قال أخي كريم :
اقتباس
عبارة « يستحلون » - كما ذكر ابن العربي – لها معنيان : أحدهما : يعتقدون أن ذلك حلال ، والثاني : أن تكون مجازاً عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور ؛ إذ لو كان المقصود بالاستحلال : المعني الحقيقي ، لكان كفراً ، فإن استحلال الحرام المقطوع به – مثل الخمر والزنى المعبر عنه ب « الحر » كفر بالإجمال .

والجواب سهل وميسور :
وهو سواء قلنا بهذا أو بهذا فالتحريم باق .
والدلالة واضحة وضوح الشس في رابعة النهار :
على أن كلمة ( يستحلون ) أي انها كانت غير حلال ، وضد الحلال الحرام .
فسواء قلنا بالكفر او قلنا بالفسق فالدلالة التحريمية باقية .
فارتفع بذلك الإشكال ولله الحمد .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 17-11-2008, 11:52 AM   #103
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
بقي نقطة
وهي الخامسة :
هل التحريم لابد أن تكون الأمور المذكورة بالحديث مجتمعة أم تحرم ولو على افراد كل واحدة ؟
قال أخي كريم :
اقتباس
و لو سلمنا بدلالتها على الحرمة ، فهل يستفاد منها تحريم المجموع المذكور من الحر و الحرير و الخمر و المعازف ، أو كل فرد منها على حدة ؟ و الأول هو الراجح . فإن الحديث في الواقع ينعى على أخلاق طائفة من الناس : انغمسوا في الترف و الليالي الحمراء ، و شرب الخمور . فهم بين خمر نساء ، و لهو و غناء ، و خزّ و حرير

الجواب :
1ـ أن المعازف محرمة حال الانفراد لهذا الدليل ولأدلة أخرى. فليست هي محرمة فقط إلا إذا اجتمعت مع الزنى والخمر والحرير .والأدلة ستأتي إن شاء الله .
2ـ أما القول بأن الراجح أنها لاتحرم إلا حال الاجتماع مع الأمور الباقية فهو قول غير صحيح .
وخلاف الظاهر ولذا لم ينقل هذا عن ابن حزم ـ حسب ماقرأت له ـ وعمدة المخالفين أقوال ابن حزم وهذا الرأي يتصادم مع آراء ابن حزم .
والجواب :
يلزم على هذا أن قوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة .....)
أن هذه الأشياء الذكورات لاتحرم إلا حال الاجتماع أما حال الانفراد فلا تحرم وهذا لايقول به أحد .
ومثله هذا الحديث فظاهره أن كل واحد ينصب عليها التحريم وهو الظاهر من النص ، أما جعلها لاتحرم إلا مجتمعة فهذه شبهة ضعيفة تخالف النصوص .
...
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 17-11-2008, 11:57 AM   #104
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
وأحب أن اختم بذكر العلماء الذين صححوا حديث البخاري .
صححه أكثر من اثني عشر عالما وها أنذا أسردهم لك سردا لتعلم شذوذ رأي ابن حزم ومن قلده .
صححه من الائمة والحفاظ :
1ـ البخاري
2ـ ابن حبان .
3ـ الاسماعيلي .
4ـ ابن الصلاح .
5ـ النووي .
6ـ ابن تيمية .
7ـ ابن القيم .
8ـ ابن كثير .
9ـ ابن الوزير اليماني .
10ـ السخاوي .
11ـ ابن حجر العسقلاني .
12ـ الأمير الصنعاني .

فهل نترك هؤلاء ونتبع شذوذ من شذ لشبهات مثل السراب ؟
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 18-11-2008, 07:29 PM   #105
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
اقتباس
( هـ ) و استدلوا بحديث عائشة : « إن الله تعالى حرم القينة ( أي الجارية ) و بيعها و ثمنها ‌و تعليمها »

و الجواب عن ذلك :
أولاً : أن الحديث ضعيف ، و كل ما جاء في تحريم بيع القيان ضعيف. (انظر تضعيف ابن حزم لهذه الأحاديث و تعليقه عليها في « المحلى » : 9/56 – 59 .) .

ثانياً : قال الغزالي : « المراد بالقينة الجارية التي تغني للدجال في مجلس الشرب ، و غناء‌ الأجنبية للفسّاق و من يخاف عليهم الفتنة حرام ،‌ و هم لا يقصدون بالفتنة إلا ما محذور . فأما غناء الجارية لمالكها ، فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث . بل لغير مالكها سماعها عند عدم الفتنة ، بدليل ما روي في الصحيحين من غناء الجاريتين في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها. (الإحياء ص 1148 .)

ثالثاً : كان هؤلاء‌ القيان المغنيات يكون عنصراً هاماً من نظام الرقيق ، الذي جاء الإسلام بتصفيته تدريجياً ، فلم يكن يتفق و هذه الحكومة : إقرار بقاء هذه الطبقة في المجتمع الإسلامي ، فإذا جاء حديث بالنعي على امتلاك « القينة » ، و بيعها ،‌ و المنع منه ، فذلك لهدم ركن من بناء « نظام الرق » العتيد .

أخي كريم :
أنت وقعت في خطأين :
1ـ أنك تورد حديثا للقول الذي لاترجحه بلا خطام ولازمام ولاتذكر تخريجه أم أن هذا ممن تنقل عنهم ؟ .
2ـ أنك عمدت إلى الضعيف مما هو في نفس الموضوع وجعلتها أدلتهم وحدها !!
ونصبت قصة النقد السندي والمتني ، وظهرت بغنيمة النصر ولكن على أدلة ليست لنا .

أما تخريجه :فقد رواه الطبراني في الأوسط برقم 8779 - عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله حرم القينة (1) ، وبيعها ، وثمنها ، وتعليمها ، والاستماع إليها » ثم قال الطبراني
: « لا يروى هذا الحديث عن ابن سابط ، عن عائشة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : جعفر بن سليمان »
و قال الهيثمى (4/91) : ( فيه اثنان لم أجد من ذكرهما ، وليث بن أبى سليم وهو مدلس . )
فالخبر ضعيف ولم ينفرد ابن حزم بتضعيفه بل ضعفه جمع من العلماء منهم الطبراني وهو قبل ابن حزم .
وهل يوجد أدلة أخرى لتحريم الغناء؟ الجواب : نعم .
وسيأتي بيانها .إن شاء الله
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 18-11-2008, 09:41 PM   #106
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
اقتباس
ثانياً : قال الغزالي : « المراد بالقينة الجارية التي تغني للدجال في مجلس الشرب ، و غناء‌ الأجنبية للفسّاق و من يخاف عليهم الفتنة حرام ،‌ و هم لا يقصدون بالفتنة إلا ما محذور . فأما غناء الجارية لمالكها ، فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث . بل لغير مالكها سماعها عند عدم الفتنة ، بدليل ما روي في الصحيحين من غناء الجاريتين في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها. (الإحياء ص 1148 .)

أما كلام الغزالي :
فالجواب عنه :
تقييده بمجلس الشراب الذي هو الخمر لم ترد لافي الخبر على ضعفه ولافي تفسير معنى الكلمة عند أهل اللغة .
وغناء الأمة بلا آلة جائز إلا إن خشي الفتنة ، وحديث الجاريتين الذي في الصحيحين كان في يوم عيد ووفرق بين السماع ولاستماع كما سيأتي في الجواب على الحديث بعده .

أما الكلام الذي بعده فهو كلام إنشائي .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 18-11-2008, 10:12 PM   #107
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
اقتباس
( و ) و استدلوا بما روي نافع : أن ابن عمر سمع صوت زمارة‌ راع أصبعيه في أذنية ،‌و عدل راحلته عن الطريق ، و هو يقول : يا نافع أستمع ؟ فأقول : نعم ، فيمضي ، حتى قلت : لا . فرفع يده و عدل راحلته إلى الطريق ،‌ و قال : « رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يسمع زمارة راع فصنع مثل هذا » .

و الحديث قال عنه أبو داود : حديث منكر .
و لو صح لكان حجة على المحرمين لا لهم ، فلو كان سماع المزمار حراماً ما أباح النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) لا بن عمر سماعه ، و لو كان عند ابن عمر حراماً ما أباح لنافع سماعه ، و لأمر عليه السلام بمنع و تغيير هذا المنكر ، فإقرار النبي ( صلي الله عليه و سلم ) دليل إباحه .
و إنما تجنب – عليه السلام – سماعه كتجنبه أكثر المباح من أمور الدنيا ، كتجنبه الأكل متكئاً ،‌ و أن يبيت عنده دينار أو درهم . . . إلخ .

الجواب عن هذا ما قاله العلامة الألباني رحمه الله :
وأما حديث ابن عمر الذي احتج به ابن حزم على الإباحة فيرويه نافع مولى ابن عمر :
( صحيح ) أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول : يا نافع أتسمع ؟ فأقول : نعم فيمضي حتى قلت : لا فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق وقال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع زمارة راع فصنع مثل هذا
أخرجه أحمد ( 2 / 8 و 38 ) وابن سعد ( 4 / 163 ) وأبو داود ( 4924 - 4926 )...... من طرق عن نافع به وبعض طرقه صحيح وقد خرجتها وتكلمت عليها مفصلا مع متابع لنافع من مجاهد بنحوه في " الروض النضير " ( 568 ) وفي " المشكاة " باختصار ( 4811 / التحقيق الثاني ) وقال الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر : " حديث صحيح " كما في " تفسير الآلوسي " ( 11 / 77 ) و " كف الرعاع " ( ص 109 - هامش الكبائر )
...ثم قال الألباني : ...قال ابن حزم عقب الحديث :

" فلو كان حراما ما أباحه رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمر سماعه ولا أباح ابن عمر لنافع سماعه ولكنه عليه السلام كره كل شيء ليس من التقرب إلى الله كما كره الأكل متكئا و . . و . . . فلو كان ذلك حراما لما اقتصر - عليه السلام - أن يسد أذنيه عنه دون أن يأمر بتركه وينهى عنه "

عفا الله عن ابن حزم فقد خفيت عليه أمور ما يليق بعلمه أن تخفى عنه :
أولا : غاب عنه الفرق بين السماع والاستماع ففسر الأول بالثاني وهو خطأ ظاهر لغة وقرآنا وسنة ولذلك قال ابن تيمية عقب حديث عائشة المذكور آنفا :
وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك والأمر والنهى إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع كما في الرؤية فانه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا ما يحصل منها بغير الاختيار وكذلك في اشتمام الطيب إنما ينهى المحرم عن قصد الشم فأما إذا شم ما لم يقصده فإنه لا شيء عليه وكذلك في مباشرة المحرمات كالحواس الخمس من السمع والبصر والشم والذوق واللمس إنما يتعلق الأمر والنهى في ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل وأما ما يحصل بغير اختياره فلا أمر فيه ولا نهي
وهذا مما وجه به حديث ابن عمر . . . ( فذكره ) فإن من الناس من يقول - بتقدير صحة الحديث - لم يأمر ابن عمر بسد أذنيه فيجاب بأن ابن عمر لم يكن يستمع وإنما كان يسمع وهذا لا إثم فيه وإنما النبي عدل طلبا
[ 117 ]
للأكمل والأفضل كمن اجتاز بطريقه فسمع قوما يتكلمون بكلام محرم فسد أذنيه كيلا يسمعه فهذا أحسن ولو لم يسد أذنيه لم يأثم بذلك اللهم إلا أن يكون في سماعه ضرر ديني لا يندفع إلا بالسد
ثانيا : أن ابن حزم كأنه يتصور أن الراعي الزامر كان بين يديه صلى الله عليه وسلم ليأمره وينهاه وليس في الحديث شيء من ذلك بل لعل فيه ما قد يشعر بخلافه وهو أنه كان بعيدا لا يرى شخصه وإنما يسمع صوته ولذلك قال العلامة ابن عبد الهادي بعد أن ذكر نحو كلام ابن تيمية وخلاصته :
وتقرير الراعي لا يدل على إباحته لأنها قضية عين فلعله سمعه بلا رؤية أو بعيدا منه على رأس جبل أو مكان لا يمكن الوصول إليه أو لعل الراعي لم يكن مكلفا فلم يتعين الإنكار عليه
ثالثا : إن تحريم الغناء وآلات الطرب ليس بأشد تحريما من الخمر وهو يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش ما شاء بين ظهراني أصحابه وهم يعاقرونها قبل التحريم فهل يصح أن يقال : إنه صلى الله عليه وسلم أقرهم ولم ينههم ؟ كذلك نحن نقول - على افتراض دلالة الحديث على الإباحة - : إنه يحتمل أنه كان قبل التحريم ومع الاحتمال يسقط الاستدلال
رابعا وأخيرا : وعلى الافتراض المذكور فهي إباحة خاصة بمزمار الراعي وهو آلة بدائية ساذجة سخيفة من حيث إثارتها للنفوس وتحريك الطباع وإخراجها عن حد الاعتدال فأين هي من الآلات الأخرى كالعود والقانون
[ 118 ] وغيرهما من الآلات التي تنوعت مع مرور الزمن وبخاصة في العصر الحاضر وابتلي بعض المغنين باستعمالها والجمهور بالاستماع إليها والالتهاء بها ؟
إن مما لا شك فيه أن الدليل في هذا الحديث - وعلى الافتراض المذكور - أخص من الدعوى كما يقول الفقهاء وإلا فالحقيقة أن لا دليل فيه البتة بل أن فيه دليلا على كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لصوت مزمار الراعي وهي بلا ريب كراهة شرعية بدخل في عموم قوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) ولذلك اتبعه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فوضع إصبعيه في أذنيه مع عدم وجود القصد كما شرحنا فهو مع وجود القصد أشد كراهة كما لا يخفى ولهذا قال ابن الجوزي رحمه الله ( ص 247 ) :
إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال فكيف بغناء أهل الزمان وزمورهم ؟
قلت : فماذا يقال في أهل زماننا وموسيقاهم ؟
فهل من معتبر ؟ ))

راجع كتاب ( تحريم آلات الطرب ) للألباني 116.

...
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 18-11-2008, 10:44 PM   #108
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
اقتباس
( ز ) واستدلوا أيضاً بما روي : « إن الغناء ينبت النفاق في القلب » ولم يثبت هذا حديثاً عن نبي ( صلى الله عليه و سلم ) و إنما ثبت قولاً لبعض الصحابة أو التابعين ، فهو رأي لغير معصوم خالفه فيه غيره . فمن الناس من قال – وبخاصة الصوفية - : إن الغناء يرقق القلب ، ويبعث الحزن والندم علي المعصية ،‌ و يهيج الشوق إلى الله تعالى ، و لهذا اتخذوه وسيلة‌ لتجديد نفوسهم ، و تنشيط عزائمهم ، و إثارة أشوقهم . قالوا : و هذا أمر لا يعرف إلا بالذوق و التجربة و الممارسة ، و من ذاق عرف ، و ليس الخبر كالعيان !
على أن الإمام الغزالي جعل حكم هذه الكلمة بالنسبة للمغني لا للسامع ، إذ كان غرض المغني أن يعرض نفسه على غيره ، و يروج صوته عليه ، و لا يزال ينافق ويتودد إلى الناس ليرغبوا في غنائه . و مع هذا قال الغزالي : « و ذلك لا يوجب تحريماً ، فإن لبس الثياب الجميلة ، و ركوب الخيل المهملجة ، و سائر أنواع الزينة ، و لا يطلق القول بتحريم ذلك كله ، فليس السبب في ظهور النفاق في القلب : المعاصي ، بل إن المباحات ، التي هي مواقع نظر الخلق ، أكثر تأثيراً » (الإحياء : كتاب « السماع » ص 1151 )‌

الأثر المشهور « إن الغناء ينبت النفاق في القلب » .
صح عن ابن مسعود والشعبي وعمر ابن عبد العزيز وبعض السلف .
صححه موقوفا ابن القيم وغيره .
أما مرفوعا فلم يصح ــ وإني اربأ باخي كريم ــ أن يعمد إلى أضعف الأدلة فينصب الرد عليها أو الخطأ ممن ينقل عنهم .
ثم إنه قد يقال إن مقولة ابن مسعود لاتقال من قبيل الرأي فتأخذ حكم الرفع ـ وهذا لا أجزم به ـ لكن لوقيل بذلك فإنه وجيه .
فكيف ولم يخالف ابن مسعود أحد لامن الصحابة ولا من التابعين ولاغيرهم ، بل نقل الإجماع على تحريمه ثمانية من العلماء ، مما يؤيد القول برفعه حكما لا لفظا .

ثم إن مقولة الصوفية والاحتجاج بها من ساقط العلم ومرذوله .
ومتى كان علم الصوفية يعدل به علم الصحابة والتابعين ؟
ومتى كان أبو حامد الغزالي الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : إنه ابتلع الفلسفة واراد أن يتقيأها فلم يستطع .
ينصب حكما على اٌقوال ابن مسعود والشعبي وعمر ابن عبد العزيز وغيرهم .
إلا أنه من الخطا البين والخطل الواضح .
والله المستعان .

.....
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809

آخر من قام بالتعديل تأبَّط رأياً; بتاريخ 18-11-2008 الساعة 10:48 PM.
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 20-11-2008, 03:43 PM   #109
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
اقتباس
( ح ) و استدلوا على تحريم غناء المرأة خاصة‌ ،‌ بما شاع عند بعض الناس من أن صوت المرأة عورة ،‌ و قد كان النساء يسألن رسول الله ( صلي الله عليه و سلم ) في ملاٍ من أصحابه ، و كان الصحابة يذهبون إلى أمهات المؤمنين و يستفتونهن و يفتينهم ويحدثنهم ،‌و لم يقل أحد : إن هذا من عائشة أو غيرها كشف لعورة‌ يجب أن تستر . مع أن نساء النبي عليهن من التغليظ ما ليس على غير هن.

الجواب :
1ـ القائلون بالتحريم لم ينقل عنهم قولا واحدا : ( أن صوت المرأة عورة ) .فهذا تقويل بما لم يقولوا بل لهم قولان الأول ماذكر والثاني : أن صوتها مظنة فتنة أو فتنة .

2ـ قياس غناء المرأة على محادثة الصحابيات للرسول صلى الله عليه وسلم وأن هذا جائز فيكون غناؤها عند الأجانب جائز هذا في غاية البعد لماذا ؟لأمرين :
1ـ لأنه يلزم منه أنك تجيز أن ينام الرجل عند المرأة الاجنبية وأن تسلت العرق منه فقد روى مسلم في صحيحه برقم
(2331 ) عن أنس بن مالك قال
: دخل علينا النبي صلى الله عليه و سلم فقال عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب
[ ش ( فقال عندنا ) أي نام القيلولة ( تسلت العرق ) أي تمسحه ] .
وهذا لم يقل به أحد .
والجواب : فالنبي محرم لجميع أمته على القول الصحيح .
فأمك لاتحتجب عن النبي صلى الله عليه وسلم لو أدركته .
فصار القياس مع الفارق فيكون من القياس الباطل .
2ـ لو قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم ليس محرما لأمته كما هو القول الآخر في المسألة والنساء يسألنه فهذا جائز مع الأجانب لأنه من المعلوم لدى كل عاقل أن المحادثة ليست مثل الغناء . فالقياس باطل وتهافت جدا .

ملاحظة :
هذا الكلام السابق من إيراد أخي ـ كريم ـ ليس من أدلة ابن حزم فيما يظهر لي لأنه ينكر القياس .
وهؤلاء الذين يقيسون من أصحاب هذا القول لم يضبطوا قواعد القياس .

اقتباس
في ملاٍ من أصحابه ، و كان الصحابة يذهبون إلى أمهات المؤمنين و يستفتونهن و يفتينهم ويحدثنهم

الجواب :
قد قلنا هذه محادثة وهذا غناء وبينهما فارق فلايصح القياس مع الفارق .
ومع أنها محادثة وليست غناء إلا ان الله قال الله تعالى في سورة الأحزاب : ( فلاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا عروفا ) .

اقتباس
وقال تعالى : ( وًقلُنَ قَوُلاَ‌ مَّعُروفَاَ) الأحزاب (‌32 ) .
فإن قالوا : هذا في الحديث العادي لا في الغناء ‌، قلنا : روي في الصحيحين أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) سمع غناء الجاريتين و لم ينكر عليهما ، و قال لأبي بكر : « دعهما » ، و قد سمع ابن جعفر و غيره من الصحابة و التابعين الجواري يغنين .

الجواب :
أولا : الجواب عن حديث الجاريتين من ثلاثة أوجه :
الأول :
أن هذا وقع في يوم عيد فالغناء بالدفوف في يوم العيد والعرس جائز عندنا .

الثاني :
أن فيه فرقا بين السماع والاستماع ، ولهذا قال شيخ الإسلام :
((وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك والأمر والنهى إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع كما في الرؤية فانه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا ما يحصل منها بغير الاختيار وكذلك في اشتمام الطيب إنما ينهى المحرم عن قصد الشم فأما إذا شم ما لم يقصده فإنه لا شيء عليه وكذلك في مباشرة المحرمات كالحواس الخمس من السمع والبصر والشم والذوق واللمس إنما يتعلق الأمر والنهى في ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل وأما ما يحصل بغير اختياره فلا أمر فيه ولا نهي ))
وقد سبق ذكر المصدر.



الثالث :
وعلى افتراض أنه لافرق بين السماع والاستماع فحينئذ يجوز سماعهن من الرجال الأجانب .
فإن القيود الأخرى لابد منها وهي :
أن يكون في يوم عيد ــ وبدف ــ ويضرب عليه الجوار الصغار ـ ويكون الكلام لا فحش فيه ولاتبذل .

اقتباس
و قد سمع ابن جعفر و غيره من الصحابة و التابعين الجواري يغنين

أن لابن حزم لرسالة في السماع وذكر فيها هذا الأثر ولكنه لم يذكر فيها لفظة العود . أما في المحلى فجاءت على الشك بين كلمة ( العود والدف ) والدف يستخدم في العيد والعرس فهم يتساهلون به .
والراجح رواية الدف .
واسوق لك كلام نفيسا للالباني رحمه الله :
ولي على هذا ملاحظتان :
الأولى : أنه ليس في " رسالة " ابن حزم المطبوعة ( ص 100 ) لفظة " العود "
والأخرى : أنها وردت في " المحلى " لكن على الشك فيها أو التردد بينها وبين لفظة " الدف " أورده فيه ( 9 / 62 - 63 ) من طريق حماد بن زيد [ و ] أيوب السختياني وهشام بن حسان وسلمة بن كهيل - دخل حديث بعضهم في بعض - كلهم عن محمد بن سيرين أن رجلا . . القصة وفيها :
فأخذت - قال أيوب : بالدف وقال هشام : بالعود - حتى ظن ابن عمر أنه قد نظر إلى ذلك فقال ابن عمر : حسبك سائر اليوم من مزمور الشيطان فساومه
الحديث وصحح ابن حزم إسناده وهو كما قال إذا كان السند إلى الأربعة المسمين صحيحا كما يغلب على الظن
والمقصود أنه قد اختلف أيوب وهشام في تعيين الآلة التي ضربت عليها الجارية وكل منهما ثقة فقال الأول : " الدف " وقال الآخر : " العود " وأنا إلى قول الأول أميل لسببين :
أحدهما : أنه أقدم صحبة لابن سيرين وأوثق منه عن كل شيوخه وليس كذلك هشام مع فضله وعلمه وثقته كما يتبين ذلك للباحث في ترجمتيهما وبخاصة في " سير أعلام النبلاء " المجلد السادس قال في أيوب ( 6 / 20 ) :
قلت : إليه المنتهى في الإتقان
والآخر : أنه اللائق بعبد الله بن جعفر رضي الله عنهما فإن الدف يختلف حكمه عن كل آلات الطرب من حيث إنه يباح الضرب عليه من النساء في العرس كما تقدم - ويأتي - ولذلك وجدنا العلماء فرقوا بينها وبينه من جهة إتلافها فروى الخلال ( ص 28 ) عن جعفر - هو ابن محمد - قال :
سألت عبد الله عن كسر الطنبور والعود والطبل ؟ فلم ير عليه شيئا قال جعفر : قيل له : فالدفوف ؟ فرأى أن الدف لا يعرض له فقال : " قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في العرس "
يشير إلى الحديث " فصل ما بين الحلال والحرام . . "))
راجع تحريم آلات الطرب للألباني :103

...
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 21-11-2008, 01:04 AM   #110
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
تعديل :
أن يكون في يوم عيد وعرس ــ وبدف ــ ويضرب عليه الجوار الصغار ـ ويكون الكلام لا فحش فيه ولاتبذل .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 21-11-2008, 09:28 PM   #111
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
اقتباس
تلك هي أدلة المحرمين ، قد سقطت واحداً بعد الآخر ،‌ و لم يقف دليل منها على قدميه . و إذا انتفت أدلة التحريم بقي حكم الغناء على أصل الإباحة بلا شك ، و لو لم يكن معنا نص أو دليل واحد على ذلك غير سوط أدلة التحريم . فكيف و معنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة ، وروحه السمحة ، و قواعده العامة ، و مبادئه الكلية ؟

أخي كريم :
أهلا بك مرة أخرى .
هذا الكلام أعلاه كلام إنشائي لايسمن ولايغني من جوع ويذكرني بقول القائل : أوسعتهم لوما وفروا بالإبل .
فلا الأدلة تساقطت وأنى تتساقط والردود عليها لايجاوز أن يكون خرقا للإجماع أو ليّاً للنصوص ، أوقياسا فاسدا ، أو استأناسا بقول صوفي قد شبع من الفلسفة ليرد به أقوال الصحابة والتابعين وكم بين الثرى والثريا ؟

الإجابة عن أدلة المجيزين :
قال كريم غفر الله له:
اقتباس
استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة ، منها : حديث غناء الجاريتين في ليت النبي ( صلي الله عليه و آله و سلم ) عند عائشة ، وانتهار أبي بكر لهما ،‌ و قوله : مزمور الشيطاني في ليت النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، و هذا يدل على أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم ، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلى هذا الحد .

و المعول عليه هنا هو رد النبي ( صلي الله عليه و سلم ) على أبي بكر ربضي الله عنه و تعليله : أنه يريد

أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة ، و إنه بعث بحنيفية سمحة . و هو يدل على وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدى الآخرين ، و إظهار جانب اليسر و السماحة فيه .

و قد روي البخاري و أحمر عن عائشة ذات قرابة لها من الأنصار ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال : « أهديتم الفتاة » ؟ قالوا : نعم . قال : « أرسلتم معها من يغني » ؟ قالت : لا . فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) « إن الأنصار قوم فيهم غزل ، فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم . . فحيانا و حياكم » ؟

و هذا الحديث يدل على رعاية أعراف الأقوام المختلفة‌ ، و اتجاههم المزجي ، ولا يحكم المرء مزاجه هو في حياة‌ كل الناس .

و روي النسائي و الحاكم و صححه عن عامر بن سعد قال : دخلت على قرظة بن كعب و أبي مسعود الأنصاري في عرس ،‌ و إذا جوار يغنين . فقلت : أي صاحبي رسول الله أهل بدر يفعل هذا عندكم ؟ ! فقالا :اجلس إن شئت فاستمع معنا ، وإن شئت فاذهب ، فإنه قد رخص لنا اللّهو عند العرس .

الجواب :
كل هذه الاحاديث التي ذكرتها إما هي في ( عيد أو عرس ) وكلها نقول بها .

وقولك :
اقتباس
أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة ، و إنه بعث بحنيفية سمحة . و هو يدل على وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدى الآخرين ، و إظهار جانب اليسر و السماحة فيه .

نعم لكن لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأحل الغناء في كل الأيام وإنا في يوم العرس والعيد وأنت جعلت المدلول أوسع من الدليل كما يقول أهل الأصول .
ثم إن هذه العبارة أعني ( عبارة وجوب تحسين الصورة )
ليس لها ضابط فلمن شاء أن يهدم مايشاء من الدين ويقول : لتحسين الصورة .
فهذه لوثة من يجعل الغاية تبرر الوسيلة وهم بعض أدعياء التنوير وهم أبعد الناس عنه ... وأربأ بك إن شاء الله أن تكون فيك خصلة منهم .

اقتباس
و روي ابن حزم بسنده عن ابن سيرين : أن رجلاً قدم المدينة بجوارٍ فأتى عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه ،‌فأمر جارية منهن فغنّت ، و ابن عمر يسمع ، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة ، ثم جاء الرجل إلى ابن عمر فقال : ني أبا عبد الرحمن ؛ غبنت بسبعمائة درهم ! فأتى ابن عمر إلى عبد الله بي جعفر فقال له : إنه غبن بسبعمائة درهم ،‌فإما أن تعطيها إياه ،‌ و إما أن ترد عليه بيعه ، فقال : بل نعطيه إياها . قال ابن حزم : « فهذا ابن عمر قد سمع الغناء و سعي في بيع المغنية ، و هذا إسناد صحيح ، لا تلك الملفقات الموضوعية » (انظر المحلى : 9/63 ) .

سبق الجواب عنه وأن الصحيح أنه ( الدف ) وليس العود على افتراض صحته .

اقتباس
فقرن اللهو بالتجارة – و هي حلال بيقين - ،‌ و لم يذمهما إلا من حيث شغل الصحابة بهما – بمناسبة قدوم القافلة‌ و ضرب الدفوف فرحاً بها – عن خطبة النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) ، و تركه قاماً .

الجواب :
1ـ إذا بطلت المقدمة بطلت النتيجة .
تفسيرك اللهو بأنه الدفوف يحتاج إلى دليل صحيح ولا دليل حيث أنه جاء مرسلا من رواية مقاتل ولذلك رواه أبو داوود في كتاب المراسيل .ولذا رجح ابن جرير في تفسير عند هذه الآية قول جابر وهو في صحيح مسلم أنه هو المراد باللهو .
وإني لأعجب كيف يعتمد على مثل هذه الرواية المرسلة التي هي ن أنواع الضعيف ، وتعد دليلا...
وقبل قليل كنا نرى الكلام في الرجال والأسانيد في أدلة نصبوها للمحرمين فأين الميزان ؟.
2ـ على فرض صحة الخبر فإن بعض العلماء المحرمين يجيزون ضرب الدف للقادم من السفر لحديث اختلفوا صححوه في ذلك ، فنقول هذا قادم من السفر وهو أيضا مستثنى عند بعض العلماء فتكون المستثنيات عندهم ( العيد والعرس وقدوم الغائب ) .
3ـ وأيضا على فرض صحة الخبر :نقول :
إن استدلاكم بأن الله قرن ذمها بالتجارة والتجارة حلال إذا لم تله عن واجب ...
الجواب : هذه تسمى عند الأصوليين دلالة اقتران وهي من أضعف الدلالات .

وعموما هذه الدليل من أضعف الادلة فتهافت .

اقتباس
و استدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم : أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه . وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي .

الجواب :
ــ السماع : جميع ماروي أنهم سمعوا إنما كان في عيد او عرس أوقدوم غائب أو هو نشيد وحداء بلا آلة .
ــ وإن كان شئ يخالف ذلك فأتوا بدليل صحيح صريح على آلات الطرب في غير ماذكر واقول ذلك تنزلا .

اقتباس
و استدلوا بما نقله غير واحد من الإجماع على إباحة السماع ، كما سنذكره بعد .

الجواب :
هذا الأجماع الذي تنقله هو بغير آلات أي النشيد والحداء ويسميه العرب أيضا النصب بفتح النون والصاد .
فالدليل عليك وليس لك .

اقتباس
- ثانيا:ً من حيث روح الإسلام و قواعده :


( أ ) لا شيء في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، و تستطيبها العقول، و تستحسنها الفطر،‌ و تشتهيها الأسماع،‌ فهو لذة المعدة . و المنظر الجميل لذة‌ العين، و الرائحة‌ الذكية لذة الشم . . إلخ،‌ فهل الطيبات - أي المستلذات - حرام في الإسلام حلال ؟

من المعروف أن الله تعالى كان قد حرم على بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم على سوء ما صنعوا ، كما قال تعالى : ( فَبِظلُمِ مِنَ الَذِينَ هَادواُ حَرَّمُنَا عَلَيُهِمُ طَيِبَاتٍ أحِلَّتُ‌ لَهمُ وَ بِصَدِهِمُ عَن سَبِيل اللَه كَثِيرَاَ (60)وَ أَخُذِهِم الّرِبَواُ وَ قَدُ نهواُ عَنُه وَأَكُلِهِمُ أَمُوَالَ النَاسِ بِالُبَاطِلِ ) النساء(60-61) ، فلما بعث الله محمداً ( صلي الله عليه و آله و سلم ) جعل عنوان رسالة‌ في كتب الأولين أنه : ( يَأُمرهم بِالُمَعُروفِ وَيَنُهَهمُ عَنِ الُمنكَرَ وَ يحِلّ لَهم الُطَيِبَاتِ وَ يحَرِم عَلَيُهِم الُخَبَثَ وَيَضَع عَنُهمُ إِصُرَهمُ وَالأغُلالَ الَتِي كَانَتُ عَلَيُهِمُ ) الأعراف (157)
.
فلم يبق في الإسلام شيء طيب – أي تستطيبه الأنفس و العقول السليمة – إلا أحله الله ، رحمة‌ بهذه الأمة لعموم رسالتها و خلودها .
قال تعالى : ( يَسُئَلونَكَ مَاذَآ أحِلَّ لَهمُ قلُ أحِلَ لَكم الطَيِبَات )المائدة (4) .

الجواب :
هذا الكلام إنشائي لادليل فيه على الموضوع ، كله تعبير ووالآيات فيه خارج الموضوع .
فالاشتغال به لايفيد .
ومن المعروف لدى كل محاور أن يلتزما بالموضوع نفسه الأدلة الواضحة الصحيحة الصريحة .

اقتباس
و لم يبح الله لواحد من الناس أن يحرم على نفسه أو على غيره شيئاً من الطيبات مما رزق الله ، مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء‌ وجه الله فيه ، فإن التحليل و التحريم من حق الله وحده . و ليس من شأن عباده ، قال تعالى : ( قلُ أَرَءَ يُتمُ مَّآ أَنزَلَ اللَه لَكم مِن رِزُقِ فَجَعَلُتمُ مِنُه حَرَمَا وَحَلَالَاَ قلُ ءَآلّلَه أَذُنَ لَكمُ أَمُ عَلَى الّلَه تَفُترونَ) يونس (59 ) ، و جعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات كإحلال ما حرم من المنكرات ، كلا هما يجلب سخط الله و عذابه ، ويردي صاحبه في هاوية الخسران المبين ،‌و الضلال البعيد ،

قال جل شأنه ينعي على من فعل ذلك من أهل الجاهلية‌ : ( قَدُ خَسِرَ الَذِيُنَ قَتِلواُ أَولَادَهمُ سَفَهَا بِغَيُرِ عِلُمِ وَ حَرَمواُ مَا رَزَقُهمُ الّلَه افُتِرَآءً عَلَى الله قَدُ ضَلّواُ وَمَا كَانواُ مهُتَدِيُنَ) الأنعام ( 140 ) .

الجواب :
وهل نحن حرمنا من عند أنفسنا ؟
فهذه النصوص تلوح لمن أراد الحق من الكتاب والسنة وإجماع العلماء الذي يتناقل عبر القرون .
اقتباس
( ب ) و لو تأملنا لوجدنا حب الغناء و الطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية و فطرة بشرية ، حتى إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه ، و تنصرف نفسه عما يبكيه إلى الإصغاء إليه . و لذا تعودت الأمهات و المرضعات و المربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم . بل نقول : إن الطيور و البهائم تتأثر بحسن الصوت و النغمات الموزونة حتى قال الغزالي في « الإحياء » : «‌ من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال ، بعيد عن الروحانية / زائد في غلظ الطبع و كثافته على الجمال و الطيور و جميع البهائم ، إذ الجمل – مع بلادة طبعه – يتأثر بالحداء تأثر يستخف معه الأحمال الثقيلة و يستقصر – لقوة نشاطه في سماعه – المسافات الطويلة ، و ينبعث فيه من النشاط ما يسكره و يولهه . فترى الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها ، و تصغي إليه ناصبة آذانها ،‌ و تسرع في سيرها ،‌ حتى تتزعزع عليها أحمالها و محاملها » .

و إذ كان حب الغناء غريزة و فطرة فهل جاء‌ الدين لمحاربة‌ الغرائز و الفطر و التنكيل بها ؟ كلا ، إنما جاء لتهذيبها و السمو بها ، و توجيهها التوجيه القويم .

نقول قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون قال الغزالي .... الله المستعان .
ثم إنه لاخلاف في الصوت الحسن لأي كائن ، بدون آلة وبلا فتنة .
وقد كررنا ذلك مرارا ونقاشنا حول الغناء بآلة فقط !! هذا هو الحرام.

اقتباس
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة و تقريرها لا بتبديلها و تغييرها .

الجواب :
هذا من ضرب كلام شيخ الإسلام بعضه ببعض لأنه يرى تحريم الغناء بآلات الطرب .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
قديم(ـة) 21-11-2008, 09:39 PM   #112
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
اقتباس
و مصداق ذلك أن رسول الله ( صلي الله عليه و آله و سلم ) قدم المدينة و لهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : « ما هذان اليمان » ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال عليه السلام : « إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى و يوم الفطر » (رواه أحمد و أبو داد و النسائي . ) .
و قالت عائشة : «‌ لقد رأيت النبي يسترني بردائه ،‌و أنا أنظر إلى الحبشة‌ يلعبون في المسجد ، حتى أكون أنا التي أسأمه - أي اللعب -فاقدروا قدر الجارية‌ الحديثة‌ السن الحريصة‌ على اللهو » .

و إذ كان الغناء لهواً و لعباً فليس اللهو و العب حراماً ، فالإنسان لا صبر له على الجد المطلق و الصرامة الدائمة .
قال النبي ( صلي الله عليه و آله و سلم ) لحنظلة – حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده ،‌و تغير

حاله في بيته عن حاله مع رسول الله (صلي الله عليه و سلم):‌« يا حنظلة,‌ ساعة و ساعة» ( رواه مسلم )
و قال علي بن أبي طالب : روحوا القلوب ساعة بعد ساعة ،‌فإن القلوب إذا أكرهت عميت .
و قال كرم الله وجهه : إن القلوب تمل كما تمل الأبدان ، فابتغوا لها طرائف الحكمة .
و قال أبو الدرداء : إني لأستجم نفسي بالشي ء‌ من اللهو ليكون أقوى لها على الحق .
و قد أجاب الإمام الغزالي عمن قال :‌إن الغناء لهو ولعب بهوه :‌هو كذلك ، و لكن الدنيا كلها لهو و لعب . . و جميع المداعبة‌ مع النساء‌ لهو ، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد ،‌كذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال ،‌ نقل ذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و عن الصحابة‌ .

و أي لهو يزيد على لهو الحبشة و الزنوج في لعبهم ،‌ فقد ثبت بالنص إباحته . على أني أقول : اللهو مروح القلب ، و مخفف عنه أعباء الفكر ، و القلوب إذا أكرهت عميت ،‌ و ترويحها إعانة لها على الجد ، فالمواظب على التفقه مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة‌ ؛‌ لأن عطلة يوم تساعد على النشاط في سائر الأيام ، و المواظب على نوافل الصلوات في سائر الأوقات ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات ،‌فالعطلة معونة‌ على العمل ، و اللهو معين على الجد ،‌ولا يصبر على الجد المحض ،‌ و الحق المر ،‌إلا نفوس الأنبياء‌ عليهم السلام .

فاللهو دواء القلب من داء الإعياء و الملل ‌،فينبغي أن يكون مباحاً ،‌ و لكن لا ينبغي أن يستكثر منه ،‌كما لا يستكثر من الدواء‌ ، فإذن اللهو على هذه النية يصير قربة‌،‌هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها ،‌بل ليس له إلا اللذة و الاستراحة المحضة ، فينبغي أن يستحب له ذلك ،‌ليتوصل به إلى المقصود الذي ذكرناه . نعم هذا يدل على نقصان عن ذروة الكمال هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق ، و لكن حسنات الأبرار سيئات المقربين ،‌و من أحاط بعلم علاج القلوب ، ووجوه التلطف بها ،‌ وسياقتها إلى الحق ،‌علم قطعاً أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غنى عنه » (الإحياء ص 1152 ، 1153 .) . . انتهي كلام الغزالي ،‌ و هو كلام نفيس يعبر عن روح الإسلام الحق .

الجواب :
هذا الكلام شرح وتطويل واستطراد .
لاعلاقة له بما نحن فيه إلا أن يجعلنا أخي ــ محرمين للهو عموما ــ وهذا لم نقل به .
فاللهو كله حلال إلا مانص الشرع على تحريمه كالغناء إذا صاحبه آلات عزف .

ثم إن الغزالي وأضرابه لاينبغي أن ينصب في مثل هذه المقامات لأن الرجل متشبع بالصوفية والفلسفة ولديه كلمات تسامح بها وتوسع فيها ــ غفر الله له ــ فينبغي عدم الاعتماد على مثله وليقرأ من لايعرفه ترجمته وردود العلماء في بعض آرائه .
وإذا كان المخالف لنا ينقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية كما سبق أعلاه فالينقل أيضا كلامه في الغزال ولعلي آتي ببعضه إن سنحت الفرصة .إن شاء الله .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)