بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » "اســـتـــمــــتـــــع بــــحــــيــــاتــــك"..للدكتور محمد العريفي....(موضوع متجدد)

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 13-05-2008, 02:27 AM   #99
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

اختصر..ولا تجادل..

يقولون:إن الناصح كالجلاد..وبقدر مهارة الجلاد في الجلد..يبقى الألم..
لاحظ:أقول:مهارة الجلد..لا قوة الجلد!! فالجلاد العنيف الذي يضرب بقوة..يتألم المضروب وقت وقوع السياط..ثم ما يلبث حتى ينساها..أما الجلاد الأستاذ في صنعته..فقد لا يضرب بقوة..لكنه يعل أين يوقع السوط..
كذلك الناصح..ليست العبرة بكثرة الكلام..ولا طول النصيحة..وإنما بأسلوب الناصح..
فاختصر قدر المستطاع..إذا أردت أن تنصحه فلا تلق عليه محاضرة..!!
خاصة إذا كان الأمر مُتّفقاً عليه..كمن تنصحه عن الغضب..أو شرب الخمر ..أو ترك الصلاة..أو عقوق الوالدين..الخ..
تأملت النصائح النبوية الشخصية المباشرة..فوجدتها لا تزيد الواحدة منها على سطر واحد..أو سطرين..اسمع:
يا علي..لا تتبع النظرة النظرة..فإن لك الأولى وليست لك الثانية..
انتهى..نصيحة باختصار..
يا عبد الله بن عمر..كن في الدنيا كأنك غريب..او عابر سبيل..
انتهى..نصيحة باختصار..
يا معاذ..والله إني أحبك..فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول:اللهم أعني على ذكرك..وشكرك..وحسن عبادتك..
يا عمر..إنك رجل قوي..فلا تزاحمن عند الحجر..
وكذلك كان العقلاء بعده صلى الله عليه وسلم يختصرون في نصائحهم..
لقي أبو هريرة رضي الله عنه الفرزدق فقال:يا ابن أخي إني أرى قدميك صغيرتين..ولن تعدم لهما موضعاً في الجنة..يعني فاعمل لها..ودع عنك قذف المحصنات في شعرك..
وعمر رضي الله عنه..كان على فراش الموت..فجعل الناس يدخلون عليه تباعاً يودّعونه ويثنون عليه..
وجاء شاب فقال:أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم..قِدم في الإسلام ما قد علمت..ثم وَلِيت فعدلت..ثم شهادة..
فقال عمر:
وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي..
فلما أدبر الشاب..فإذا إزاره يمس الأرض..مسبل أي إزاره تحت الكعبين..فأراد عمر رضي الله عنه أن يقدم النصيحة للشاب..فقال:ردوا علي الغلام..
فلما وقف الشاب بين يديه..قال:يا بن أخي..ارفع ثوبك..فإنه أنقى لثوبك..وأتقى لربك..انتهى..باختصار..الرسالة وصلت..
واترك الجدال قدر المستطاع..
خاصة إذا شعرت أن الذي أمامك يكابر..فالمقصود إيصال النصيحة إليه لا فتح المناظرة معه..وقد ذم الله الجدل: (ما ضربوه لك إلا جدلاً)..
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه..إلا أوتوا الجدل)..
وقال: (أنا زعيم لبيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محقاً)..
أحياناً يقتنع الشخص بالفكرة..لكن أكثر النفوس فيها أنفة وكبر..كما قال تعالى عن فرعون وقومه لما رفوا الحق وصدّقوه بقلوبهم..لكن منعهم الكبر من اتباعه "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً"..
فالغاية عندك أن يعرف المنصوح الخطأ ليتجنبه في المرة القادمة..,ليس الغاية أن تنتصر عليه..فلستما في حلبة مصارعة..
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على علي وفاطمة رضي الله عنهما..ليلاً..فقال لهما:ألا تصليان..أي ألا تقوما الليل..
فقال علي:أنفسنا بيد الله..متى شاء أن يبعثنا..بعثنا..
فولاهما النبي صلى الله عليه وسلم ظهره..

ومضى وهو يضرب بيده فخذه ويقول(وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)..
وأحياناً قد يذكر المنصوح..كلاماً يعتذر به..وهو ليس عذراً مقنعاً لكنه يقوله..ليحفظ ماء وجهه..
فكن سمحاً وأقبل العذر ولا تتشدد معه..
ولا تغلق عليه الأبواب بل أبقها مفتوحة أمامه وأنت تنصح..
حتى لو تكلم بكلام خاطئ..فيمكن أن تعالج خطأه من حيث لا يشعر..كأن تثني عليه..وعلى فهمه وجرأته..ثم يقول:ولكن..ثم فنِّد كلامه ورُدَّ عليه إن كان خاطئاً..




وجهة نظر..
نبه الخطأ باختصاااار..ولا تلقِ محاضرة..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 14-05-2008, 02:47 AM   #100
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
لا تبال بكلام الخلق..

أعجبتني عبارة رددها ابني عبد الرحمن يوماً..
وأظنه في ذلك السن لم يكن يفقه معناها..
كان يقول:طنِّش تعش تنتعش..!!
تأملت في هذه العبارة وأنا ألاحظ انتقادات الناس..وآراءهم ..وأحاديثهم ..فوجدت أن الناس في كلامهم وذمهم يتنوعون..
فيهم الناصح الصادق الذي لا يتقن فن النصيحة..وبالتالي يحزنك بأسلوب نصحه أكثر مما يفرحك..
وفيهم الحاسد..الذي يقصد حزنك وهمك..
وفيهم قليل الخبرة..الذي يهذي بما لا يدري..ولو سكت لكان خيراً له..
وفيهم من طبيعته الانتقاد أصلاً..فهو ينظر للحياة بنظارة سوداء..
وقديماً قيل:لو اتحدت الأذواق لبارت السلع..
ذكروا أن جحا ركب على حمار..وولده يمشي بجانبه..فمروا بجمع من الناس..فقال الناس:انظروا لهذا الأب الغليظ يركب مرتاحاً..ويدع ولده يمشي في الشمس..
سمعهم جحا..فأوقف الحمار..ونزل..وأركب ولده..
ثم مشيا..وجحا يشعر بنوع من الزهو..فمرا بقوم آخرين..فقال أحدهم:انظروا إلى هذا الابن العاق..يركب ويدع أباه يمشي في الشمس..
سمعهم جحا..فأوقف الحمار..ثم ركب مع ولده..ليتقيا كلام الناس وانتقاداتهم..
فمرا بقوم..فقالوا:انظروا إلى هذين الغليظين..لا يرحمون الحيوان..فنزل جحا..وقال:يا ولدي..انزل..
فنزل الولد وجعل يمشي بجانب أبيه..والحمار ليس فوقه أحد..
فمرا بقوم..فقالوا:
انظروا إلى هذين السفيهين..يمشيان والحمار فارغ..وهل خلق الحمار إلا ليُركب..فصرخ جحا وجرّ ولده معه..ودخلا تحت الحمار..وحملاه..!!
ولو أني كنت معهم في ذاك الزمان..ورأيت جحا وقتها لقلت له:
يا حبيب القلب..افعل ما تشاء..ولا تبال بكلام الخلق..رضا الناس غاية لا تدرك..
ومن الذي ينجو من الناس سالماً ** ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر..
بعض الناس..لا يفكر في رأيه قبل أن يطرحه..
يأتيك مثلاً بعدما تتزوج..ويقول,,لماذا تخطب فلانة؟ولماذا تزوجتها؟
وكأني بك..تتمنى أن تصرخ في وجهه وتقول:ياااا أخي تزوجت...خلاص..انتهى الموضوع..ما أحد طلب منك اقتراحات..
أو يأتيك وقد بعت سيارتك..فيقول..ليتك أخبرتني..فلان كان سيعطيك أكثر..
يا أخي..بس!! الرجل باع سيارته..خلاص وانتهى..لا تشغله بالالتفات وراءه!!
وعموماً..
ليس يخلو المرء من ضد ولو ** طلب العُزْلة في رأس جبل..!!
فلا تعذب نفسك..


تجربة..
قال أحد السلف:من جعل دينه عرضة للخصومات..أكثر التنقل!!
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 14-05-2008, 09:39 PM   #101
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148


ابتسم .. ثم ابتسم .. ثم ابتسم .. ثم ابتـ..

أعرفه منذ سنين..
فهو أحد زملائي في عملي..على كل حال..
لكن هل تصدق أنني إلى الآن لا أدري هل نبتت له أسنان أم لا!!
دائم التجهم..والعبوس..وكأنه إذا ابتسم نقص عمره..أو قلّ ماله!!
قال جرير بن عبد الله البجلي:ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي..الابتسامة أنواع..ومراتب..
فمنها البشاشة الدائمة..أن يكون وجهك صبوحاً مبتهجاً دائماً..
فلو كنت مدرساً ودخلت الفصل على طلابك..فالقهم بوجه بشوش..
ركبت طائرة..ومشيت في الممر والناس ينظرون إليك كن بشوشاً..
دخلت بقالة..
أو محطة وقود..مددت له الحساب..ابتسم..
ولو كنت في مجلس..ودخل شخص وسلم بصوت عال..ومر بنظره على الجالسين..ابتسم..
ولو دخلت على مجموعة..وصافحتهم..ابتسم..
وعموماً:
الابتسامة لها من التأثير الكبير في امتصاص الغضب والشك والتردد..ما لا يشاركها غيرها..البطل هو الذي يستطيع التغلب على عواطفه..ويبتسم..حتى في أحلك المواقف..
كان أنس بن مالك رضي الله عنه
..يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم..
والنبي صلى الله عليه وسلم عليه بُرد نجراني غليظ الحاشية..فلحقهما أعرابي..
أقبل هذا الأعرابي يجري وراء النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يلحق به..حتى إذا اقترب منه..جبذه بردائه جبذة شديدة..فترحك الرداء بعنف على رقبة النبي صلى الله عليه وسلم..
قال أنس:
حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته..فماذا يريد هذا الرجل؟!
لعل بيته يحترق وأقبل يريد معونة..
أو أحاطت بهم غارة من المشركين..فأقبل فزعاً يريد نصرة..
اسمع ماذا يريد..
قال: يا محمد..(لاحظ لم يق:يا رسول الله)..
قال:يا محمد..مُر لي من مال الله الذي عندك..
فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم..ثم ضحك..ثم أمر له بعطاء..
نعم..كان صلى الله عليه وسلم بطلاً لا تستفزه مثل هذه التصرفات..ولا يعاقب أو تثور أعصابه على التافهات..
كان واسع البطان..قوياً يضبط أعصابه..
دائم الابتسامة حتى في أحلك الظروف..يفكر في عواقب الأمور قبل أن يفعلها..
وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده!
هل سيشفي جرح عنقه!أو يصلح أدب الرجل! كلا..
إذن ليس مثل الصبر والتحمل..
نعم بعض الأمور نثور لها ونغضب..وعلاجها شيء آخر تماماً..نعالجها بالرفق..واللين..والتبسم..وإحسان الظن..وكظم الغيظ..وكسب الناس..
وصدق صلى الله عليه وسلم لما قال: (ليس الشديد بالصُّرعة..إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)..
كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم..يجذب الناس بالتبسم والبشاشة..
خرجوا إلى غزوة خيبر..وفي أثناء القتال..وقع من حصن اليهود جراب فيه شحم..قربة كاملة مملوءة سمناً..التقطه عبد الله بن نغفل رضي الله عنه وحمله على عاتقه فرحاً ومضى به إلى رَحله وأصحابه ..
فلقيه الرجل المسئول عن جمع الغنائم وترتيبها..فجذب الجراب إليه..وقال:
هات هذا نقسمه بين المسلمين..
فتعلق به عبد الله :لا والله..لا أعطيكه..أنا أصبته..
قال:بلى..وجعلا يتجاذبان الجراب..
فمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم..فرآهما..وهما يتجاذبان الجراب..
فتبسم صلى الله عليه وسلم ضاحكاً..ثم قال لصاحب المغانم: لا أبالك..خَلِّ بينَهُ وبينَهُ..فتركه الرجل في يد عبد الله..
فانطلق به عبد الله
إلى رَحْلِه وأصحابه..فأكلوه..
وأخيراً..تبسمك في وجه أخيك صدقة..



قدوة..
وما رآني إلا تبسم!!
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 16-05-2008, 11:02 PM   #102
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
الخطوط الحمر..

كان من طلابي في الجامعة..
كان واسع الثقافة..
حريصاً على تكوين علاقات مع الناس..
لكنه كان ثقيل الدم عليهم..
جاءني يوماً..وقال: يا دكتور..زملائي يغضبون مني دائماً..لا يتحملون مزاحي..
قلت في نفسي:أنا لا أحتملك ساكتاً..فكيف أحتملك متكلماً..؟! خاصة إذا كنت تستخف دمك وتمزح..!
سألته:
لماذا لا يحتملون مزاحك؟! أعطني مثالاً..
قال:عطس أحدهم فقلت:الله يلعنك..(ثم سكتُّ)..فلما غضب..أكملت قائلاً:يا إبليس..ويرحمك يا فلان..!!
آآآه...ما أثقل مزاحه!!
مسكين كان يظن نفسه بذلك..خفيف الدم!!
الناس مهما قبلوا مزاحك ومداعباتك..إلا أنه تبقى هناك خطوط حمراء لا يحبّون أن تتعداها..خاصة إذا كان ذلك أمام الآخرين..
بعض الناس لا يراعي ذلك..فتجد أنه يعتدي على حاجاتهم..
فمثلاً من باب (الميانة) يأخذ هاتفك الجوال ويتصل به كما يريد..
أو ربما أرسل رسائل من هاتفك الشخصي إلى أشخاص أنت لا ترغب أن يظهر رقم هاتفك عندهم..
أو يأخذ سيارتك بغير إذنك..أو يحرجك بطلبها حتى تأذن على مضض..
أو تجد مجموعة طلاب يسكنون في شقة واحدة..يستيقظ أحدهم ليذهب إلى جامعته..فيجد أن معطفه قد لبسه فلان..وحذاءه في رجل فلان..
ومن تعدي الخطوط الحمراء أنك..تجد بعض الناس يُحْرج صاحبه بمزحةٍ ثقيلة أو سؤال محرج في مجلس عام..
والشخص مهما بلغ من المحبة لك..إلا أنه يبقى بشراً يرضى ويغضب..ويفرح ويسخط..
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة راجعاً من تبوك..قدم عليه في ذلك الشهر عروة بن مسعود الثقفي..وكان سيداً جليل القدر..رفيع المكانة عند قومه ثقيف..فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إلى المدينة..فأسلم..وسأله أن يرجع إلى قومه فيدعوهم إلى الإسلام..
فخاف عليه صلى الله عليه وسلم من أذى قومه..وقال له:إنهم قاتلوك..
وعرف صلى الله عليه وسلم أن قبيلة ثقيف فيهم نخوة الامتناع..والصرامة في التعامل..حتى لو كان مع رئيسهم..
فقال عروة:
يا رسول الله..أنا أحب إليهم من أبكارهم..وأبصارهم..
وكان محبباً مطاعاً فيهم..
فخرج يدعو قومه إلى الإسلام رجاء أن لا يخالفوه..لعظم منزلته فيهم..
فلما وصل إلى ديار قومه..رقى على مرتفع وصاح بهم حتى اجتمعوا..وهو سيدهم..
فدعاهم إلى الإسلام..وأظهر لهم أنه أسلم..وجعل يردد:أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
فلما سمعوا منه ذلك..صاحوا..وثاروا أن يتركوا ألهتهم..ورموه بالنبل من كل جهة..
حتى وقع صريعاً رضي الله عنه..
فأقبل إليه أبناء عمه..وهو ينازع الموت..وقالوا:يا عروة: ما ترى في دمك؟
يعني:هل نأخذ بثأرك ونقتل من قتلك؟!
فقال:كرامة أكرمني الله بها..وشهادة ساقها الله إلي..فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..فلا تقتلوا لأجلي أحداً..ولا تأخذوا بثأري من أحد..
فقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم..لما بلغه خبر مقتله..قال فيه:إن مثله في قومه..كمثل صاحب ياسين في قومه..رضي الله عنه..
فانتبه!
الناس لهم أحاسيس مهما بلغت في القرب منهم فلا تجترئ عليهم كثيراً..من خلال مزاحك..أو تعاملك..ابق بعيداً عن الخط الأحمر..لا تجرهم مهما بلغت منزلتك في قلوبهم..وإن كانوا في منزلة الأخ والولد..
لذا نبه صلى الله عليه وسلم على ذلك..فنهى عن ترويع المؤمن..
كان صلى الله عليه وسلم يوماً يسير مع أصحابه..وكان كل واحد منهم معه متاعه..سلاحه..فراشه..طعامه..نزلوا منزلاً..فنام رجل منهم..فأقبل صاحبه إلى حبل معه فأخذه..مازحاً..فاستيقظ الرجل..فوجد متاعه ناقصاً..ففزع..وأخذ يبحث عن حبله..
فقال صلى الله عليه وسلم:لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً..
وفي يوم آخر..
كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير..فنعس رجل وهو على راحلته..فغافله صاحبه وانتزع سمهاً من كنانته..فشعر الرجل يمن يعبث بسلاحه..فانتبه فزعاً مذعوراً..
فقال صلى الله عليه وسلم:لا يحل لرجل أن يروع مسلماً..
ومثله الذي يمزح معك ويظن أنه يسّرك وهو يضربك بل يملأ قلبك فزعاً وغماً..
فيراك أوقفت سيارتك عند بقالة-مثلاً-وهي تشتغل فيأتي ويقودها ويذهب بها بعيداً..ويوهمك أنها سرقت..مازحاً.. قد يجاملك صاحبك فيأتي ويضحك أحياناً على مزحة مروعة..لكنه متألم..
ولربما صبر الحليم على الأذى *** وفؤاده من حره يتأوه
ولربما شكل الحليم لسانه *** حذر الكلام وإنه لمفوه




وجهة نظر..
كل ما زاد عن حده..انقلب ضده..
وكم مزحة انتهت شجااً!!
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 16-05-2008, 11:57 PM   #103
المسفهل
عـضـو
 
صورة المسفهل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 6,050
.
.
.

مــا شــاء اللــه صــافــي النيــــة

جـُـهــدكـ مبــاركـ مشكـــور وتــواصلــكـ بمــوضــوعــكـ يستحــق الشكــر والعــرفــــان


عســـاكـ علــى القـّــوة دائمـــاً وجــزاكـ اللــه خيــراً لبــذلــكـ فــي نقلـــكـ

.
.
.
المسفهل غير متصل  
قديم(ـة) 17-05-2008, 12:37 AM   #104
طالب طب
عضو فعّال
 
صورة طالب طب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: في فؤآدٍ يهوآني ق1
المشاركات: 6,538
الله يجزاك خير أخوي صافي النية على ما كتبت ..
__________________

.



creative


طالب طب غير متصل  
قديم(ـة) 17-05-2008, 01:42 AM   #105
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
السمفهل
الشكر والعرفان موصول لك لطلتك مرة أخرى والتي تسعدني كثيراً,فكل شكري وتقديري واحترامي لك,,,,,

طال طب
أهلا بك مرة أخرى ويجزاك الله كل خير على الطلة الرائعة,,


دمتم بخير..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 17-05-2008, 09:53 PM   #106
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
حفظ السر..

اشتهر قديماً:
كل سر جاوز الاثنين..شاع..
ومن اللطائف أن أحدهم سئل:من الاثنين؟فأشار إلى شفتيه..وقال:هذان!!
خلال أكثر من خمس وثلاثين سنة مضت من عمري..لا أذكر أني همست في أذن أحد من الناس بسرّ..واستأمنته إياه..إلا قسم أيماناً مغلظة أن سري في بئر ليس له قاع!!
ولا أذكر أن أحداً منهم صار صريحاً وقال بعدما سمع سري:سا محمد..اسمح لي لا أستطيع أن أكتمه..
بل كل شخص تحدثه بسرك يضرب بيد صدره..ويقول:والله لو وضعوا الشمس في يميني..والقمر في شمالي..أو السيف عللا رقبتي..على أن أخبر بسرك..ما أخبرت !!
ثم إذا اطمأننت ووثقت..وكشفت له أسرارك..تصبّر شهرين أو ثلاثة..ثم حدث به..فلا يزال سرك يُتناقل حتى يصلك..وأنت المخطئ ابتداءَ سرك لا ينبغي أن يجاوز شفتيك..
لا تكلف الناس ما لا يطيقون..
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه *** فصدر الذي يستودع السر أضيق
جربت كثيراً من الناس..فوجدت كذلك..والمشكلة أنك تأتيهم على سبيل الاستشارة..فيشيرون عليك..ثم يفضحون سرك..فيسقطون من عينك..ويصبحون من أبغض الناس إليك..
ومن أعجب ما في التاريخ:
أنه قبل معركة بدر..لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم..بقافلة قريش مقبلة من الشام وأراد قتالها..خرج صلى الله عليه وسلم غليها مع أصحابه..فلما شعر بهم أبو سفيان قائد القافلة..استأجر رجلاً اسمه ضمضم بن عمرو الغفاري..وقال اذهب وأخبر قريشاً بالخبر..فانطلق مسرعاً إلى مكة..
كان وصوله مكة يحتاج أن يسير أياماً..وأهل مكة لا يدرون عن شيء من ذلك..
وفي ليلة من الليالي رأت عاتكة بنت عبد المطلب في منامها..رؤيا أفزعتها..
فلما أصبحت بعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب..فقالت له:
يا أخي..والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني..وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة..فاكتم عليّ ما أحدثك..ولا تحدث به أحداً..
قال لها:نعم..وما رأيت؟
قالت:رأيت راكباً أقبل على بعير..حتى وقف بوادي"الأبطح"..ثم صرخ بأعلى صوته:ألا انفروا يا آل غدر إلى مصارعكم في ثلاث..!(أي:اذهبوا أيها الغادرون إلى مواضع موتكم خلال ثلاثة ايام!)..
قالت:فأرى الناس قد اجتمعوا إليه..ثم مضى فدخل المسجد والناس يتبعونه..فبينما هم حوله..إذ صعد به بعيره فوق الكعبة..ثم صرخ بمثلها:انفروا يا آل غدر إلى مصارعكم في ثلاث..
ثم صعد به بعيره على رأس جبل أبي قبيس..فصرخ بمثلها:انفروا يا آل غدر إلى مصارعكم في ثلاث..
ثم أخذ صخرة فقذفها من أعلى الجبل..فأقبلت تهوي من فوق الجبل ..حتى إذا كانت بأسفل الجبل تكسرت وقسّمت إلى حصى صغار..
فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلته كسرة من الصخرة..
فاضطرب العباس وقال:والله إن هذه لرؤيا!
ثم خشي أن تنتشر فيصيبه أذى..فقال لها محذراً:وأنت فاكتميها لا تذكريها لأحد..
ثم خرج العباس منشغل البال بأمر هذه الرؤيا..فلقي الوليد بعن عتبة وسط الطريق..وكان له صديقاً..فحدثه بالرؤيا..وقال له:اكتمها..فلا تخبر بها أحداً..
فمضى الوليد..فلقي ابنه عتبة فحدثه بها!!
ثم لم يمض سويعات..حتى حدّث بها عتبة بعض أصحابه..ثم تناقلها الناس..وفشا الحديث بها في أهل مكة..حتى تحدثت بها قريش في مجالسها..
وفي الضحى ذهب العباس ليطوف بالكعبة..فإذا أبو جهل جالس في رهط من قريش..في ظل الكعبة..يتحدثون برؤيا عاتكة!!
فلما رأى أبو جهل العباس قال:يا أبا الفضل,,إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا..
تحيّر العباس ماذا يريد منه أبو جهل..لكنه استبعد أن يسأله عن رؤيا عاتكة..
فقضى العباس طوافه ثم توجه إلى مجلس أبي جهل..
فلما أقبل إليهم العابس وجلس معهم..قال له أبو جهل:يا بني عبد المطلب..متى حدثت فيكم هذه النبية؟
قال:وما ذاك؟
قال:تلك الرؤيا التي رأت عاتكة..
ففزع العباس وقال:وما رأت؟
قال: يا بني عبد المطلب..أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم؟
قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال:انفروا في ثلاث..
فسننتظر بكم ثلاث أيام..فإن يك حقاً ما تقول..فسيكون..
وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت في العرب..
فاضطرب العباس..وما رد عليه شيئاً..وجحد الرؤيا..وأنكر أن تكون رأت شيئاً..
ثم تفرقوا..
فلما دخل العباس بيته..لم تبق امرأة من بني عبد المطلب..إلا جاءت إليه غاضبة..تقول:أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم..ثم قد تناول النساء وأنت تسمع..أما فيكم حميّة..
فاحتمى العابس..وثار..وقال:والله..لئن عاد أبو جهل إلى مثل كلامه..لأفعلن وأفعلن..
فلما كان اليوم الثالث من رؤيا عاتكة..ذهب العباس إلى المسجد..وهو مغضب..
فلما دخل المسجد رأى أبا جهل..فمشي نحوه يتعرّضه ليعود لبعض ما قال فيقع به..
فإذا بأبي جهل يخرج من باب المسجد يشتدّ مسرعاً..
فعجب العابس من سرعته..!! فقد كان مستعداً لخصومةٍ وعراك..فقال العباس في نفسه:ماله لعنه الله؟!أكلّ هذا خوفٌ مني أن أشاتمه؟!
وإذا أبو جهل قد سمع صوت ضمضم بن عمرو يصرخ في الوادي واقفاً على بعيره..قد جدع أنف بعيره..والدم يسيل على زجه البعير..
وقد شق ضمضم قميصه وهو يقول:ياااا معشر قريش اللطيمة..اللطيمة..أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها..
ثم صرخ بأعلى صوته:الغوث..الغوث..
عندها تجهزت قريش وخرجت..
وكان من أمرها في معركة بدر ما كان من الهزيمة والذلّ..
فتأمل كيف انتشر السر في لمحة عين..مع قوة الحرص وشدة الاستئمان..!!
ومن نشر السر أيضاً..
أن عمر رضي الله عنه لما أسلم..أراد أن ينشر الخبر..فأقبل إلى رجل منهم..هو أعظمهم نشراً للإشاعة..فقال:يا فلان..إني محدثك بسرٍ..فاكتم عني..!
قال:ما سرك؟
قال:إني قد أسلمت..فانتبه..لا تخبر أحداً..
ثم تولى عنه عمر..فما كاد يغيب عنه..حتى جعل الرجل يطوف بالناس ويقول لك واحد منهم:أعلمت أن عمر أسلم..!!أعلمت أن عمر أسلم..!!
عجباً!!وكالة أنباء متنقلة..
وفي يوم من الأيام بعث النبي صلى الله عليه وسلم أنساً في حاجة..فمرّ بأمه..فسألته..إلى ماذا أرسلك النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقال:والله..ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لذا كان النبي صلى لله عليه وسلم يربي أصحابه على حفظ الأسرار ليكونوا على قدر المسئولية..
هكذا كان أنس وهو صغير..في شدة حفظه للسر..وأنَّى لك اليوم أن تجد مثل أنس..
قالت عائشة رضي الله عنها..أقبلت فاطمة تمشي..كأن مشيتها مشية النبي صلى الله عليه وسلم..فقال النبي صلى الله عليه وسلم:مرحباً بابنتي..ثم أجلسها عن يمينه-أو عن شماله-..
ثم أسرّ إليها حديثاً..فبكت!!
فقلت لها:لم تبكين..ثم أسرّ إليها حديثاً..فضحكت..
فقلت: ما رأيت كاليوم..فرحاً أقرب من حزن..
فسألتُ فاطمة عما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقالت:ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم..
حتى قُبض النبي صلى الله عليه وسلم..
فسألتها؟
فقالت:أسرّ إليّ:إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عار ضني العام مرتين..ولا أراه إلا حضر أجلي..وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي..فبكيت..
فقال:أما ترضين أن تكوني سيدة نساء الجنة..أو نساء المؤمنين..فضحكت لذلك..

فأنت بمقدار حفظك للسر يثق فيك الناس ويفتحون لك قلوبهم..ويرتفع قدرك عندهم..ويشعرون أنك أهل للثقة ولأمانة..
فعوّد نفسك أن تسمك أسرارك لنفسك..وتحفظ أسرار الآخرين..



قالوا..
من عرف سرَّك أَسَرك..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 18-05-2008, 10:01 PM   #107
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
قضاء الحاجات..

لما بدأتُ في دراسة الماجستير..اطلعت على عدد أوسع من كتب الفرق والطوائف..من بين هذه المذاهب..المذهب البراجماتي..وترجمته بالعربية:المذهب النفعي..
لما تبحرت في دراسة المذهب
أدركت لماذا كنا نسمع في أوربا وأمريكا..أنه في كثير من الأحيان يهجر البن أباه..وإذا قابله في مطعم فكل واحد منهما يحاسب عن نفسه..
فعلاً..
ما دام أني لن أستفيد منك فلماذا أخدمك؟!
لماذا أنفق مالي؟!
واصرف وقتي؟!
وأبذل جهدي؟!دون مردود مادي يعود علي..
الإسلام قلب هذا الميزان..
فقال الله تعالى:"وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"..
وقال صلى الله عليه وسلم:" لئن أمشي مع أخي في حاجة حتى أثبتها له..أحب إليّ من أعتكف في مسجدي هذا شهراً)..
ومن كان في حاجة أخيه ..كان الله في حاجته..
وكان صلى الله عليه وسلم يمشي في الطريق فتوقفه الجارية وتقول:لي إليك حاجة..فيقف معها حتى يسمع حاجة..
وقد يمضي معها إلي بيت سيدها ليقضيها لها..
بل كان صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس ويصبر على أذاهم..
كان يعاملهم بنفس رحيمة..وعين دامعة..ولسان داع..وقلب عطوف..
كان يشعر أنه هو وهم..جسد واحد..يشعر بفقر الفقير..وحزن الحزين..ومرض المريض..وحاجة المحتاج..
انظر إليه صلى الله عليه وسلم..وقد جلس في مسجده يحدث أصحابه..فإذا به يرى سواداً مقبلاً عليه من بعيد..
نظر إليهم..فإذا هم قوم فقراء أقبلوا عليه من مُضَر..من قِبَل نجد..
وكانوا من شدة فقرهم فد اجتابوا النمار..
يعني يملك أحدهم قطعة قماش فلا يجد ثمن الإبرة والخيط..فيخرق القماش من وسطه ثم يخرج رأسه ويسدل باقيه على جسده..
أقبلوا قد اجتابوا النمار..وتقلدوا السيوف..وليس عليهم أزر ولا شيء غيرها..لا عمامة ولا سراويل ولا رداء..
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجهد والعري والجوع..تغير وجهه..ثم قام..فدخل بيته..فلم يجد شيئاً يتصدق به عليهم..
فخرج..ودخل بيته الآخر..
وخرج..يبحث..يتلمس شيئاً لهم..فلم يجد..
ثم راح إلى المسجد..فصلى الظهر..ثم صعد منبره..
فحمد الله وأثني عليه..ثم قال:أما بعد..فإن الله عز وجل ..أنزل في كتابه:"يا أيها الناس اتقوا الله ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً"..
ثم قرأ.."يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون"..وجعل يتلو من الآيات والمواعظ..ثم صاح بهم..وقال:
تصدقوا قبل أن لا تصدقوا..تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة..تصدق امرؤ من ديناره..من درهمه..من بره..من شعيره..
ولا يحقرن أحدكم شيئاً من الصدقة..
وجعل يُعدد أنواع الصدقات حتى قال:ولو بشق تمرة..
فقام رجل من الأنصار بصرة في كفه..فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره..
فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعْرف السرور في وجهه..
وقال: من سن سنة حسنة..فعمل بها كان له أجرها..ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيء..ومن سن سنة سيئة..فعمل بها..كان عليه وزرها..ومثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيء..
فقام الناس..فتفرقوا إلي بيوتهم..وجاءوا بصدقات..فمن ذي دينار..ومن ذي درهم..ومن ذي تمر..ومن ذي ثياب..
حتى اجتمع بين يديه صلى الله عليه وسلم كومان..كوم من طعام..وكوم من ثياب..فلما رأى صلى الله عليه وسلم ذلك تهلل وجهه حتى كأنه فلقه من القمر..ثم قسمه بين الفقراء......رواه مسلم..

نعم .. كان صلى الله عليه وسلم يدخل إلى قلوب الناس..بقضاء حاجاتهم..يصرف من جهده ووقته وماله لأجلهم..
لما سُئلت عائشة عن حاله صلى عليه وسلم في بيته..قالت:كان يكون في حاجة أهله..أو في مهنة أهله..
أفلا تجعل من طرق دخولك إلى قولب الناس .. قضاء حاجاتهم..
احتاج شخص إلى مستشفى..فأوصلته إليه..
استعان بك في مشكلة فأعنته عليها..يراك تقضي حاجته..وتقف معه في كربته..وهو يعلم أنك لا ترجو من ذلك جزاء ولا شكوراً..فيحبك ويدعو لك..ويكون مستعداً لعونك لو احتجت..
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسان



رؤية..
من عاش لغيره فسيعيش متعباً..لكنه سيحيا كبيراً..ويموت كبيراً..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 19-05-2008, 07:52 PM   #108
إبراهيمء
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 333
والله مجهود جبار

والله إنك تعبت علشاننا

الله يجزاك ألف خير
إبراهيمء غير متصل  
قديم(ـة) 19-05-2008, 09:48 PM   #109
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
وإياك أخي ابراهيمء
وأشكرك من قلبي لمرورك العطر ,,

دمت بخير..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 19-05-2008, 10:06 PM   #110
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
لا تتكلف ما لا تطيق!!

كان صاحبي من خيار الناس..خلقاً..وديناً..وعقلاً..وكان إمام مسجد بجانب بيته..
لكني كنت أسمع ذمه على ألسنة أناس كثيرين..كنت أتعجب من ذلك..ولا أجد له جواباً..
حتى جاءني يوماً جاره..وقال: يا شيخ..صاحبك..لا يصلي بنا..ولا معنا!!
قلت:لم؟!!
قال:لا أدري..لكنه هو الإمام..ومع ذلك يغيب كثيييراً عن المسجد..
فجعلت ألتمس له الأعذار..فقلت:لعله مشغول بأمر ضروري..لعله غير موجود بالبيت..
قال:يا شييييخ
..سيارته واقفة عند الباب..وأنا متأكد أنه في بيته ومع ذلك لا يشهد معنا صلاة الجماعة وهو الإمام!!
جعلت أتقصى السبب لنصح صاحبي..حتى وجدت السبب..
الرجل بحكم إمامته للمسجد..يأتي إليه الناس ويلتمسون منه الإعانة في حاجاتهم..
هذا عليه دين يريد أن يبحث له عمن يسدده..
وهذا متخرج من الثانوية ويريد شفاعة لدخول الجامعة..
وهذا مريض يريد إعانته على دخول المستشفى الفلاني..
وهذا عنده بنات
كبار ويريد لهن أزواج..
وهذا أعطاه ورقة استفتاء في طلاق ليذهب بها للمفتي العام..
وهذا....
ويتتابع عليه أصحاب الحاجات وهو رجل عادي ليس له قدرات كبيرة ولا علاقات واسعة..ولا وجاهة متميزة..
وكان المسكين يغلبه الحياء والخجل من كل أحد..فلا يقدر أن يعتذر من أحد أبداً..بل يأخذ معروض هذا ويعده بسداد دينه..

ويكتب رقم هاتف الثاني..
ويعده أن يقبل في الجامعة..
ويقول للثالث:تعال بعد يومين وتجد ورقة دخول المستشفى جاهزة..وهكذا دواليك..
فيأتونه على الموعد..ويعتذر..ويعطيهم مواعيد أخرى..حتى صار يتهرب منهم..ولا يرد على هاتفه..بل وأحياناً لا يخرج من بيته..!!
وصار من يلقاه منهم..إن وجده..يسبه ويصرخ به..ويردد:طيب لماذا تعدني..لماذا تجعلني أبني الآمال عليك..
والثاني يقول:لم أكلم إلا أنت..وتركت غيرك لما وعدتني..
لما عرفت حاله..أيقنت أنه حفر لنفسه حفرة..ثم تردى فيها..
سمعته مرة يعتذر من أحدهم..ويقول:آسف..لم أستطع أن أفعل شيئاً في موضعك..وذاك يقول بكل قوة:طيب أنت ضيعت الوقت عليّ..ليتك أخبرتني من قبل..
تذكرت عندها قول الحكيم:الاعتذار في البداية خير من الاعتذار في النهاية..
ما أجمل أن يعرف المرء قدراته..ويتحرك في حدود الدائرة المرسومة حوله..والله تعالى يربينا على ذلك ويقول:" لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"..ويقول:"لا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها"...والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يكلّف الرجل نفسه ما لايطيق..
ولقد جربت ذلك بنفسي..أذكر أني ألقيت محاضرة في أحد المجمعات العسكرية بالرياض..وبعدها جاءني أحدهم وقال:يا شيخ أريدك في موضوع ضروري جداً..
قلت تفضل..ما هو؟
قال: لا .. ما يصلح أم أذكره الآن..لا بد أن أقابلك في وقت واسع..
جعل يُعَظّم الموضوع وأنا أستمع له بلطف..
وقد علمتني الحياة أن أكثر الناس يعطون الأمور أكبر من حجمها..وصاحب الحاجة مجنون بها حتى تقضى..
قال لي:أظن لك محاضرة غداً في مدينة كذا..وهي مدينة على بعد 200كم من الرياض..
قلت:صحيح..
قال:سآتي إليك هناك..وأقابلك بعد المحاضرة..
تعجبت من حرصه..
وفعلاً..خرجت بعد المحاضرة فخرج الرجل ورائي مسرعاً حافي القدمين..يحمل ورقة صغيرة في يده..وقفت معه جانباً..
قلت:تفضل..شكر الله حرصك..ما حاجتك؟
قال:يا شيخ..عندي أخ يحمل الشهادة الابتدائية..وأريدك أن تدبر له له وظيفة..
قلت: بس؟!!
قال: بس؟!!
كان الرجل متحمساً..ومنظره يثير الشفقة..ويبدو أن أخاه يمر بظروف صعبة فعلاً..
أيقنت أني لو وعدته سأخلف..فنحن في زمن لا يكاد حامل البكالوريوس أن يجد وظيفة..فضلاً عن حامل الابتدائية..وأنا أعرف حدود قدراتي..
كان الموقف محرجاً
بالنسبة إليّ..وتمنيت لو كان لي من الأمر شيء لأعين ذا الحاجة الملهوف..لكني –فعلاً- لا أملك له شيئاً..
أردت أن أعتذر بأسلوب عاطفي يناسب حاله وماسه..
قلت:يا أخي..والله أتمنى أن أساعدك..وأخوك أخي..وأنا أتألم له كما تتألم..لكني لا أستطيع مساعدتك أبداً..أتمنى أن تتكرم عليّ وتعفيني..
قال: يا شيخ ..حاول..
قلت: لا ااا أقدر..
فناولني الورقة التي في يده..وقال: طيب..يا شيخ خذ هذه الورقة فيها أرقام هواتفنا..إذا وجدت له وظيفة فاتصل بنا..
أدركت أنه يريد أن يربطني بحبل أمل..وسيظل ينتظر الاتصال..ويبقي الآمال ويتمنى..ويمنّي أخاه..
فقلت: بل دع الورقة معك..وخذ رقمي أنت..وإن وجدت أنت له وظيفة فاتصل بي..لعلي أن أكتب لك شفاعة للمسئول فيها لقبوله..
سكت الرجل قليلاً..
انتظرت أن يودعني..
لكني تفاجأت أنه قال لي: بيض الله وجهك!!والله يا شيخ..سبق أن كلمت الأمير....في موضوع أخي منذ سنة..فأخذ الورقة..ولم يتصل بي إلى الآن..
ومرة كلمت اللواء..... فأخذ الورقة أيضاً..ولم يتصل ولم يهتم..هؤلاء أناس ما يهتمون بالضعفاء..الله ينتقم منهم...الله..
وبدأ يدعو عليهم..فقلت في نفسي..الحمد لله..لو أخذت الورقة لصرت ثالثهم..
نعم الاعتذار في البداية خير من إخلاف الوعد..ما أجمل أن نكون صرحاء مع الآخرين..عارفين لحدود قدراتنا..
وهذا ليس خاصاً فقط بحاجات الناس بل حتى الحاجات الصغيرة للزوجة والأولاد..
أحياناً عند خروجك من البيت..تصرخ بك زوجتك..أحضر معك حليباً..وسكراً..وحفاظاً..وعشاء..
فانتبه..لا تردد:طيب .. طيب..
وأنت تعلم أنك لا تستطيع..وإنما اصرخ بها أنت أيضا وقل:ماااااا أقدر...!! فهي خير من الاعتذار عند العودة..ضاق وقتي..أقفلت المحلات..نسيت..
وكذلك مع زملائك..وإخوانك..
أرجو أن تكون الفكرة وصلت..




تجربة..
الاعتذار في البداية..خير من الاعتذار في النهاية..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 21-05-2008, 10:56 PM   #111
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

من ركل القطة؟!

قبل أن تجيب عن السؤال..اسمع القصة كاملة:
كان يعمل سكرتيراً لمدير سيئ الأخلاق..لا يطبق مهارة واحدة من مهارات التعامل مع الناس..
كان هذا المدير يراكم الأعمال على نفسه..ويحملها ما لا تطيق..
صاح بسكرتيره يوماً..فدخل ووقف بين يديه..
قال:سم..تفضل؟
صرخ به:اتصلت بهاتف مكتبك..ولم ترد..
قال:كنت في المكتب المجاور..آسف..
قال بضجر: كل مرة آسف..آسف..خذ هذه الأوراق..ناولها لرئيس قسم الصيانة..وعد بسرعة..
مضى السكرتير متضجراً..وألقاها على مكتب رئيس قسم الصيانة..وقال: لا تؤخرها علينا..
تضايق الرجل من أسلوب السكرتير وقال:طيب ضعها بأسلوب مناسب..
قال:مناسب..غير مناسب..المهم خلصها بسرعة..
تشاتما..حتى ارتفعت أصواتهما..ومضى السكرتير إلى مكتبه..بعد ساعتين أقبل أحد الموظفين الصغار في الصيانة..إلى رئيسه وقال:سأذهب لأخذ أولادي من المدرسة وأعود..
صرخ الرئيس:وأنت كل يوم تخرج..
قال:هذا حالي من عشر سنوات..أول مرة تعترض عليّ..
قال:أنت ما يصلح معك إلا العين الحمراء..ارجع لمكتبك..
مضى المسكين إلى مكتبه متحيراً من هذا الأسلوب..وصار يجري الاتصالات يبحث عمن يوصل أولاده من المدرسة للبيت..حتى طال وقوفهم في الشمس..وتولى أحد المدرسين إيصالهم..
عاد هذا الموظف إلى بيته غاضباً..فأقبل ولده الصغير معه لعبة..وقال:بابا..هذه أعطانيها المدرس لأنني..
صاح به الأب:اذهب لأمك..ودفعه بيده..
مضى الطفل باكياً يمشي إلى أمه..فأقبلت إليه قطته الجميلة تتمسح برجليه كالعادة..فركلها الطفل برجله فضربت بالجدار..
السؤال:من ركل القطة؟
أظنك..تبتسم..وتقول:المدير.
صحيح المدير..لأنه ضغط نفسه حتى انفجر..
لماذا لا نتعلم فنّ توزيع الأدوار..
والأشياء التي لا نقدر عليها نقول بكل شجاعة..هذه ليست في أيدينا..لا نقدر..خاصة أنك إذا ضغطت نفسك فإن تصرفاتك قد يتعدى ضررها إلى أقوام لم يكونوا طرفاً في المشكلة أصلاً..
وانتبه أن يستثيرك الآخرون..ويحرجوك فتضطر لإعطاء وعود..قد لا تستطيع تنفيذها..
انتقل معي إن شئت إلى المدينة..وانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جلس في مجلسه المبارك..بعدما انشر الدين..ووُحِّد رب العالمين..جعل رؤساء القبائل يأتون إليه مذعنين مؤمنين..ومنهم من كانوا يأتون صاغرين حاقدين..
وفي يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب..له في قومه مُلْك ومنعة..
أقبل عامر بن الطفيل..وكان قومه يقولون له لما رأوا انتشار الإسلام:يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم..
وكان متكبراً متغطرساً..فكان يقول لهم:والله لقد كنت أقسمت ألا أموت حتى تملِّكني العرب عليهم وتتبعَ عقبي..فأنا أبع عقب هذا الفتى من قريش!!
ثم لما رأى تمكن الإسلام..وانصياع الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم..
ركب ناقته مع بعض أصحابه ومضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
دخل المسجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه الكرام..فلما وقف بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام قال:يا محمد خالني..أي قف معي على انفراد..
وكان صلى الله عليه وسلم حذراً من أمثال هؤلاء..فقال:لا والله حتى تؤمن بالله وحده..
فقال: يا محمد خالني..
فأبى النبي صلى الله عليه وسلم..
فلا زال يكرر:يا محمد قم معي أكلمك..يا محمد قم معي أكلمك..
حتى قام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فاجترّ عامر إليه أحد أصحابه اسمه إربد وكان قد اتفق معه على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم..وقال:إني سأشغل عنك وجهه فإذا فعلت ذلك فاضربه بالسيف..
فجعل إربد يده على سيفه واستعد..
فانفرد الاثنان إلى الجدار..ووقف معهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم عامراً..وقبض إربد بيده على السيف..
فكلما أراد أن يسله يبست يده..فلم يستطع سلّ السيف..
وجعل عامر يشاغل رسول الله صلى الله عليه وسلم..وينظر إلى إربد..وإربد جامد لا يتحرك..
فالتفت صلى الله لعيه وسلم فرأى إربد وما يصنع..
فقال:يا عامر بن الطفيل .. أسلم..
فقال عامر:يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت؟
فقال صلى الله عليه وسلم لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم..
قال عامر:أتجعل لي الملك من بعدك إن أسلمت؟
لم يشأ النبي صلى الله عليه وسلم أن يعد عامراً بوعد قد لا يتحقق..فكان صريحاً جريئاً معه وقال:ليس ذلك لك ولا لقومك..
فخفف عامر الطلب قليلاً..وقال:أُسْلم على أن لي الوبر ولك المدر..أي أكون ملكاً على البادية وأنت على الحاضرة..
فإذا به صلى الله عليه وسلم أيضاً لا يريد أن يلزم نفسه بوعود..لا يدري تتحقق أم لا..فقال: لا ..
عندها غضب عامر وتغير وجهه..وصاح بأعلى صوته:
والله يا محمد..لأملأنها عليك خيلاً جرداً..ورجلاً مرداً..ولأربطن بكل نخلة فرساً..ولأغرونّك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء..
ثم خرج يزبد ويرعد..
فجعل صلى الله عليه وسلم ينظر إليه..ثم رفع صلى الله عليه وسلم إلى السماء
وقال:
اللهم اكفني عامراً..واهْدِ قومه..
خرج عامر مع أصحابه حتى إذا فارق المدينة متوجهاً إلى ديار قومه عازماً على تجهيز جيش لغزو المدينة..
تعب من المسير..وظهر عليه الإرهاق واحتاج إلى مكان يرتاح فيه..فصادف امرأة من قومه يقال لها سلوكية وكانت في خيمة لها..وكانت امرأة فاجرة..يذمها الناس ويتهمون من دخل بيتها بالفجور والسوء..
فلم يجد مأوى آخر..فنزل عن فرسه مضطراً ونام في بيتها..فأخذته غُدَّة وانتفاخ في حلقه كما يظهر في أعناق الإبل فيقتلها..ففزع واضطرب..وجعل يتلمس الورم ويقول:غدة كغدة البعير..وموت في بيت سلوكية!!أي:لا موت يشرّف..ولا مكنا يشرّف..
كان يتمنى أن يموت في ساحة قتال..بسيوف الأبطال..فإذا به يموت يمرض حيوانات..في بيت فاجرة!!
تباً..للذل والمهانة..فأخذ يصيح بأصحابه:قربوا لي فرسي..
فقربوه..
فوثب على فرسه..وأخذ رمحه..وصار يجول به الفرس..وهو يصيح من شدة الألم..ويتحسس عنقه بيده ويقول:غدة كغدة البعير..وموت في بيت سلوكية..
فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه..حتى سقط عن فرسه ميتاً..
تركه أصحابه..ورجعوا إلى قومهم..
فلما دخلوا ديارهم..أقبل الناس إلى إربد يسألونه: ما وراءك يا أربد؟
فقال: لا شيء..والله لقد دعانا محمد إلى عبادة شيء..
لوددت ل أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتى أقتله ..سبحان الله..تعالى الله..ما أجره على الله !!..
فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له ليبيعه..
فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما..
وأنزل الله عز وجل في حال عامر وأربد: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار* عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال* سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار* له معقبات من بين يده ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءًا لا مرد له وما لهم من دونه من وال * هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشئ السحاب الثقال * ويسبح الرعد بحمده والملائكةُ من خيفته ويرسلُ الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال * له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)..
نعم..لا تلتزم إلا ما تثق أنه يمكنك الوفاء به..بعون الله..
قام صلى الله عليه وسلم مرة خطيباً في الناس..فتكلم عن الآخرة وأحوالها..ثم رفع صوته قائلاً:
يااااا فاطمة بنت محمد..سليني من مالي ما شئت..فإني لا أغني عنك من الله شيئاً..
وأخيراً .. مع التأكيد على أهمية عدم الالتزام بالشيء إلا وأنت قادر عليه..إلا أنه ينبغي عند الاعتذار أن تستعمل أسلوباً ذكياً..
فمثلاً:
جاء إليك رجل لتبحث لأخيه عن وظيفة..لأن أباك مسئول كبير..أو أخاك..أو أنت..ووجدت أنك لا تستطيع خدمته..
فاعتذر بأسلوب يحفظ ماء وجهه ويجعله يشعر أنك تشاركه الهم..قل-مثلا-:يا فلان..أنا أشعر بمعاناتك..وأخوك أعتبره أخي..ولئن كان إخواني خمسة فهو السادس..لكن المشكلة أنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً الآن..فاعذرني..وأسأل الله أن يوفق أخاك..
مع ابتسامة لطيفة..وتعبيرات وجه مناسبة..
فكأنك بهذا الرد الجميل قضيت له ما يريد..أليس كذلك..؟




وجهة نظر..
كن صريحاً مع نفسك..جريئاً مع الناس..
واعرف قدراتك والتزم بحدودها..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 22-05-2008, 04:06 AM   #112
(( أبو رائد ))
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 4
اخي صافي النية اشكرك على هذا الموضوع الجميل والجهد الواضح
واسمحلي ان انقل موضوعك الى مدونتي
وفقك الله لكل خير
(( أبو رائد )) غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)