|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
02-11-2008, 12:05 AM | #99 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 660
|
فتى الظل ..
أسجل شكري وتقديري لك ولفقهك الرائع فعلا أضحكتنا ردود بعض الجهلة هنا وفي الوقت نفسه نبكي لحالهم وجهلهم بمقاصد الشريعة وفقه الموازنات .. وفق الله الشيخ عبد العزيز الفوزان العالم الرباني لكل خير .. |
02-11-2008, 12:26 AM | #100 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 660
|
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على معلم الناس الخير والهادي إلى سواء السبيل. أما بعد: فقد سئلت في إحدى القنوات الفضائية عن حكم تخصيص يوم لما يسمى باليوم الوطني للتذكير بنعمة توحيد هذه البلاد المباركة، ووجوب المحافظة على أمنها ومكتسباتها، فأجبت بأن المشهور عن كثير من مشايخنا هو منع ذلك وأمثاله من الأيام التي توافق عليها العالم في عصرنا الحاضر، وإن كان بعضهم متردداً بين تحريمها وكراهتها، وبعضهم يحرم بعضها ويجيز بعضها، وذكرت أنه لا يظهر لي مانع شرعي من تخصيص يوم للوطن كما هو الحال في كل دول العالم، أو يوم للمعلم أو للأم أو للعمال أو للمرور أو للشجرة أو يوم لمكافحة الإيدز أو السرطان أو التدخين أو نحوها من الأيام التي يتنادى لها العالم بدوله وهيئاته العالمية، وتقام لها النشاطات التوعية من برامج إعلامية، وحلقات نقاش ومحاضرات وكتيبات ومطويات ونحوها، من أجل لفت أنظار الناس لهذه القضايا المهمة، والتأكيد على حقوق أصحابها وحفظ مصالحهم، أو للتحذير من أخطار هذه الأمراض وبيان أسبابها وسبل مكافحتها وعلاجها، وذكرت أن هذه المسألة تحتاج إلى مزيد تأمل ودراسة، وتمنيت من مشايخنا الفضلاء في الهيئة الدائمة للإفتاء وغيرها أن يحسموا القول في هذه المسألة، ويبينوا وجه الصواب فيها، بحيث لا يقع الناس في تردد وحرج إما في إقرارها والمشاركة في فعالياتها، وإما في إنكارها والامتناع عن المشاركة فيها، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. كما أني أنكرت بشدة ما قد يحصل في اليوم الوطني على وجه الخصوص من منكرات ومخالفات شرعية، وتجاوز للآداب والأنظمة المرعية، وربما وصلت أحياناً إلى التجني والاعتداء على بعض المصالح العامة أو الخاصة من قبل بعض المتهورين والسفهاء من الشباب والنساء، وأكدت على أنه يجب الأخذ على أيديهم، ومنعهم من ذلك، وإفهامهم أن تلك الأعمال المُشينة كما أنها محرمة شرعاً فإنها ضد المقصود من الاحتفاء باليوم الوطني، وأنها تشويه لصورة هذا البلد المبارك، وتهديد لمكتسباته. كما أن من شأنها أن تبغِّض المواطنين والمقيمين بذلك اليوم وتجعلهم يتوجسون منه خيفة. ومع ترجيحي لجواز تخصيص يوم للوطن للتذكير بأهميته، والتواصي بحفظ مصالح الوطن، وصيانة مكتسباته، إلا أني أكره كراهة شديدة إقامة الاحتفالات والمهرجانات العامة بمناسبة اليوم الوطني، وذلك لأمرين: الأول: ما قد يحصل في هذه المهرجانات من منكرات ومخالفات شرعية، وظلم وعدوان، واستهتار بالقيم وانتهاك للحرمات، ثم تجد مع الأسف من يبررها ويهون من شأنها بحجة إتاحة المجال لهؤلاء للتعبير عن فرحتهم وصدق ولائهم لهذا الوطن الغالي!! ويا سبحان الله كيف تقلب الحقائق، ويبرر الظلم والباطل، وكيف يجعل الإفساد في الأرض، والخروج على تعاليم الشريعة، وظلم العباد وتهديد مصالح البلاد، وتشويه سمعة الوطن وأهله تعبيراً عفوياً عن حب الوطن وصدق الولاء له؟ وإذا كان هذا الظلم والعدوان، والاستهتار والطيش هو الذي يفهمه بعض الكتبة من الاحتفاء باليوم الوطني، ويحاولون تسويغه بمبررات واهية، وحجج متداعية، فلا بارك الله فيهم ولا فيما يدعون إليه ويبررونه!! وقد أرسل إلي أحد الفضلاء رسالة يقول فيها: "لو نزلت لساعة في أحد الأسواق أوالميادين العامة في اليوم الوطني لما استطعت أن تفتي بجوازه، ولو رأيت حال فتياتنا وشبابنا في هذا الاحتفال لتقطع قلبك وتفطر، ولناديت صباحاً ومساء بإيقاف كل مظاهره"، وأرسل آخر يقول: "لو رأيت ما يحصل في اليوم الوطني من اختلاط ومعاكسات، واستدراج للأطفال والفتيات، وانتهاك لحرمات الله لما أفتيت بجوازه". ولا شك أن المظاهر المذكورة ـ إن صحت ـ محرمة في اليوم الوطني وغيره، وفي كل زمان ومكان ومناسبة. الثاني: الخشية من المبالغة في الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة حتى تطغى على الاحتفال بالأعياد الشرعية، التي يشرع الاجتماع لها، وإظهار الفرح والسرور بها، وتبادل التهاني والتبريكات، وإدخال الفرحة على نفوس الكبار والصغار، والأغنياء والفقراء، والتجمل والتطيب، والتوسع في المطاعم والمشارب المباحة. فإذا بالغ الناس بالاحتفال باليوم الوطني وأمثاله ضعف اهتمامهم بالاحتفال بالأعياد الشرعية، وقلت عنايتهم بها، وتشوفهم إليها، وفرحتهم بإدراكها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" 1/219: "لا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره: إنفاقاً، واجتماعاً، وراحة ولذة وسروراً، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد بإعلان ذكر الله فيه، حتى جُعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك مما ليس في سائر الصلوات... فصار ما وسع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عوناً على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية، فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها أو بعض الذي يكون في عيد الله فترت عن الرغبة في عيد الله، وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم، فنقص بسبب ذلك تأثير العمل الصالح فيه فخسرت خسراناً مبينا. وأقل الدرجات أنك لو فرضت رجلين أحدهما قد اجتمع اهتمامه بأمر العيد على المشروع، والآخر مهتم بهذا وبهذا فإنك بالضرورة تجد المتجرد للمشروع أعظم اهتماماً به من المشرك بينه وبين غيره، ومن لم يدرك هذا فلغفلته أو إعراضه" ا.هـ كان هذا هو خلاصة رأيي في هذه المسألة، وهو ما أجملته في جوابي على ذلك السؤال، وما كدت أنهي ذلك البرنامج حتى انهالت علي الاتصالات والرسائل مستنكرةً ما قلته مما أدين الله تعالى به، وأعتقد صحته، ولا أبتغي به رضى سلطة ولا عامة، وما تكلمت بهذا إلا حين سئلت، ولولا الخشية من معرة كتمان الحق ومداهنة الخلق لما قلت ما قلت، لأني أعلم أن هذا سيحمله بعض الناس على غير وجهه، وسيُشكل على آخرين من مشايخي وأحبتي ممن يرون تحريم هذه الأيام والمشاركة فيها، وقد صدعت بما ترجح عندي، فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، ولو ظهر لي خلاف ذلك لما ترددت في الرجوع عنه على رؤوس الأشهاد، فغايتي هو الحق، وليس لي مصلحة في إباحة هذا الأمر أو تحريمه، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس" وفي رواية: "من الْتَمَسَ رضَا اللَّه بسَخَط النَّاس كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاس، وَمَنْ الْتَمَسَ رضَا النَّاس بِسَخَط اللَّه وَكَلَه اللَّه إِلَى النَّاس" رواه الترمذي والبيهقي وابن حبان والحاكم، وصححه الألباني. |
الإشارات المرجعية |
|
|