بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » "اســـتـــمــــتـــــع بــــحــــيــــاتــــك"..للدكتور محمد العريفي....(موضوع متجدد)

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 23-05-2008, 03:13 AM   #113
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
وانا أشكرك لمرورك العطر أخي ابو رائد,,

السماح يا عزيزي مقيد بشرط وهو الدعاء دائماً لي
وجزاك الله كل خير,,,

دمت بخير..

آخر من قام بالتعديل صافي النية; بتاريخ 23-05-2008 الساعة 03:28 AM.
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 23-05-2008, 03:23 AM   #114
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

التواضع..

كنت في مجلس فيه عدد من الوجهاء..
فتحدت أحد من رآه استغنى! وقال في أثناء حديثه:
ومررت بأحد العمال..فمدّ يده ليصافحني..فترددت ثم مددت يدي وصافحته..
ثم قال بشيء من الغرور:مع أني لا أعطي يدي لأي أحد!!
ما شاء الله يقول:لا أعطي يدي لأي أحد..
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم..فكانت الأمة المملوكة الضعيفة..تلقاه في وسط الطريق..فتشتكي إليه من ظلم أهلها..أو كثرة شغلها..فينطلق معها إلى أهلها ليشفع لها..وكان يقول:
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر..كم سمعنا الناس يرددون:
يا أخي..فلان متكبر..فلان"شايف نفسه"..ويبغضونه بسبب هذا الخلق ويذمونه..

وتسأله:لماذا لم تستعن بجارك في كذا؟!
فيقول:فلان متكبر علينا..ما يعطينا وجه!!
آآآآه كم هم مبغضون أولئك الذين يتكبرون على الناس..ويعاملونهم باستعلاء..كم هو منبوذ..ذاك الذي يطغى أن رآه استغنى..
ذاك الذي يصعّر خده للناس ويمشي في الأرض مرحاً..
ذاك الذي يتكبر على العمال..والخدم..والفقراء..
يتكبر عن محادثتهم..ومصافحتهم..ومجالستهم..
لما دخل صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً..جعل يمر بطرقات مكة..اتلي طالما أوذي فيها..واستُهزئ به..
كم سمع في طرقاتها..يا مجنون..ساحر..كاهن..كذاب..
وهو اليوم يدخلها قائداً عزيزاً..ممكناً..قد أذل الله أهلها بين يديه
فكيف كان شعوره وهو داخل؟
قال عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما:
لما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى "ذي طوى" ..وقف راحلته معتجراً بقطعة بُردٍ حمراء..وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعاً لله..حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح..حتى إن عثنونه(طرف لحيته) ليكاد يمس واسطة الرحل..
وقال أنس رضي الله عنه:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وذقنه على راحلته متخشعاً..
وقال ابن مسعود:أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه في شيء..فأخذته الرعدة..
فقال صلى الله عليه وسلم:هون عليك..فإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد(اللحم المجفف)..
وكان صلى الله عليه وسلم يقول:أجلس كما يجلس العبد..وآكل كما يأكل العبد..
نعم..


تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه *** على طبقات الجوّ وهو وضيع




باختصار..

من تواضع لله رفعه..وما زاد الله عبداً بالتواضع إلا عزاً..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 23-05-2008, 04:00 AM   #115
ღ ليالي نجــد ღ
كاتبة مميّزة
 
صورة ღ ليالي نجــد ღ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: !
المشاركات: 2,388

,










,
__________________
[FLASH="http://flash02.arabsh.com/uploads/flash/2012/02/17/0c32414f61.swf"]width=500 height=173 t=0[/FLASH]
ღ ليالي نجــد ღ غير متصل  
قديم(ـة) 23-05-2008, 04:12 AM   #116
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
دوسرية ودعانية
العفو اختي..ويجزيك انت كل خير لطلتك الجميلة,,,


دمت بحفظ الرحمن وتوفيقه,,
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 24-05-2008, 02:19 AM   #117
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
العبادة الخفية..

قبل عشر سنوات..في أيام ربيع..وفي ليلة باردة كنت في البر مع أصدقاء..
تعطلت إحدى السيارات..فاضظررنا إلى المبيت في العراء..أذكر أنا أشعلنا ناراً تحلقنا حولها..
وما أجمل أحاديث الشتاء في دفء النار..
طال مجلسنا فلاحظت أحد الإخوة انسلّ من بيننا..
كان رجلاً صالحاً..
كانت له عبادات خفية..كنت أراه يتوجه إلى صلاة الجمعة مبكراً..بل أحياناً وباب الجامع لم يفتح بعد..!!
قام وأخذ إناءً من ماء..ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته..
أبطأ علينا..
فقمت أترقبه..
فرأيته بعيداً عنا..قد لف جسده برداء من شدة البرد وهو ساجد على التراب..في ظلمة الليل..وحدهُ
يتملق ربه ويتحبب إليه..كان واضحاً أنه يحب الله تعالى..وأحسِب أن الله يحبّه أيضاً..
أيقنت أن لهذه العبادة الخفية..عزاً في الدنيا قبل الآخرة..
مضت سنوات..
وأعرفه اليوم..قد وضع الله له القبول في الأرض..له مشاركات في الدعوة..وهداية الناس..
إذا مشى في السوق أو المسجد..رأيت الصغار قبل الكبار يتسابقون إليه..مصافحين..ومحبين..
كم يتمنى الكثيرون من تجار..وأمراء..ومشهورين..أن ينالوا في قلوب الناس من المحبة مثل ما نال..ولكن هيهااات..
أأبيت سهران الدجى..وتبيته نوماً!
وتبغي بعد ذاك لحاقي؟


نعم.. (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً)..أي يجعل الله لهم محبة في قلوب الخلق..
إذا أحبك الله جعل لك القبول في الأرض..
قال صلى الله عليه وسلم:إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل .. فقال: إني قد أحببت فلاناً فأحبه..
فيحبه جبريل..
ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه..فيحبه أهل السماء..
قال: ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض..
فذلك قو الله: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّاً)..
وإذا أبغض الله عبداً..نادى جبريل: إني أبغضت فلاناً فأبغضه..
فيبغضه جبريل..
ثم ينادي في أهل السماء:إن الله يبغض فلاناً فأبغضه..
فيبغضه أهل السماء .. ثم تنزل له البغضاء في الأرض..
آآآه..ما أجمل أن تعيش على الأرض..تأكل وتشرب..وتنام..والله ينادي باسمك في السماء(إني أحب فلاناً فأحبوه)..
قال الزبير بن العوام رضي الله عنه:من استطاع منكم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل..
والعبادة الخفية أنواع..منها:
الحفاظ على صلاة الليل..ولو ركعة واحدة وتراً كل ليلة..تصليها بعد العشاء مباشرة..أو قبل أن تنام..أو قبل الفجر..لتكتب عند الله من قوام الليل..
قال صلى الله عليه وسلم:إن الله وتر يحب الوتر..فأوتروا يا أهل القرآن..ومنها:
السعي في الإصلاح بين الناس..بين الزملاء المتخاصمين..بين الجيران..بين الزوجين..
قال صلى الله عليه وسلم:ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟
قالوا: بلى ..
قال:إصلاح ذات البين ..وفساد ذات البين هي الحالقة..
ومنها:
الإكثار من ذكر الله .. فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره..
وفي الحديث..قال صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بخير أعمالكم..وأزكاها عند مليككم..وارفعها في درجاتكم..وخير لكم من إعطاء الذهب والورق..وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم..؟
قالوا: بلى..وما ذاك يا رسول الله ؟
قال: ذكر الله عز وجل " ..
ومنها:
صدقة السر..فصدقة السر تطفئ غضب الرب..
كان أبو بكر رضي الله عنه إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء..فاحتبس فيها شيئاً يسيراً..ثم عاد إلى المدينة..
فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه..فتبعه يوماً خفية بعدما صلى الفجر..فإذا أبو بكر يخرج من المدينة ويأتي على خيمة قديمة في الصحراء..فاختبأ له عمر خلف صخرة..
فلبث أبو بكر في الخيمة شيئاً يسيراً..
ثم خرج..
فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمة..فإذا فيها امرأة ضعيفة عمياء..وعندها صبية صغار..
فسألها عمر:من هذا الذي يأتيكم..
فقالت: لا أعرفه..هذا رجل من المسلمين..يأتينا كل صباح..منذ كذا وكذا..
قال:فماذا يفعل؟
قالت: يكنس بيتنا..ويعجن عجيننا..ويحلب داجننا .. ثم يخرج..
فخرج عمر وهو يقول: لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر..لقد أعتبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر..
ولم يكن عمر رضي الله عنه بعيداً في تعبده وإخلاصه عن أبي بكر..
فقد رآه طلحة بن عبيد الله..خرج في سواد الليل..فدخل بيتاً ثم خرج منه ودخل بيتاً آخر..فعجب طلحة..ماذا يفعل عمر في هذه البيوت!!
فلما أصبح طلحة ذهب إلى البيت الأول..فإذا عجوز عمياء مقعدة..فقال لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟
قالت: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا..يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى..
فخرج طلحة وهو يقول: ثكلتك أمك يا طلحة..أعثراتُ عمرَ تتبع؟
وخرج عمر مرة رضي الله عنه إلى ضواحي المدينة..فإذا برجل عابر سبيل نازل وسط الطريق..وقد نصب خيمة قديمة..وقعد عند بابها..مضطرب الحال..
فسأله عمر:من الرجل؟
قال: من أهل البادية..جئت إلى أمير المؤمنين أُصيبُ من فضله..
فسمع عمر أنين امرأة داخل الخيمة..فسأله عنه؟
فقال الرجل:انطلق رحمك الله لحاجتك..
قال عمر: هذا من حاجتي..
فقال: امرأتي في الطلق-يعني تلد- وليس عندي مال ولا طعام ولا أحد..
فرجع عمر إلى بيته سريعاً,,
فقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنها وعن أبيها:هل لك في خير ساقه الله إليك؟
قال: وما ذاك؟!
فأخبرها بخبر الرجل..
فحملت امرأته معها متاعاً..وحمل هو جراباً فيه طعام..وقِدْراً وحطباً..ومضى إلى الرجل..
ودخلت امرأة عمر على المرأة في خيمتها..وقعد هو عند الرجل..
فأشعل النار وأخذ ينفخ الحطب..ويصنع الطعام..والدخان يتخلل لحيته..
والرجل قاعد ينظر إليه .. فينما هو على ذلك..إذ صاحت امرأته من داخل الخيمة..يا أمير المؤمنين..بشر صاحبك بغلام..
فلما سمع الرجل..كلمة "أمير المؤمنين"..فزِع وقال: أنت الخليفة عمر بن الخطاب..
قال: نعم..
فاضطرب الرجل..وجعل يتنحّى عن عمر..
فقال له عمر: ابق مكانك..
ثم حمل عمر القدر..وقربه إلى الخيمة وصاح بامرأته أم كلثوم..أشبعيها..فأكلت المرأة من الطعام..
ثم أخرجت باقي الطعام خارج الخيمة..فقام عمر فأخذه فوضعه بين يدي الرجل..وقال له:
كل..فأنك قد سهرت من الليل..
ثم نادى عمر امرأته فخرجت إليه..
فقال للرجل:إذا كان من الغد..فأتنا نأمرْ لك بما يصلحك..
فرحم الله عمر..تواضع..وعبادة خفية..والغاية كسب محبة الله..
وكان علي بن الحسين رضي الله عنهما يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل..فيتصدق بها..ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب..
فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد..
فقالوا:هذا ظهر حمّال..وما علمناه اشتغل حمالاً..
فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينة..من بيوت الأرامل والأيتام..كان يأتيهم طعامهم بالليل..
لا يردون من يحضره إليهم..فعلموا أنه هو الذي كان يحمل الطعام إلي بيوتهم بالليل وينفق عليهم..
وصام أحد السلف عشرين سنة..يصوم يوماً ويفطر يوماً..وأهله لا يدرون عنه..
كان له دكان يخرج إليه إذا طلعت الشمس ويأخذ معه فطوره وغداءه..
فإذا كان يوم صومه تصدق بالطعام..
وإذا كان يوم فطره أكله..
فإذا غربت الشمس..رجع إلى أهله وتعشى معهم..
نعم..كانوا يستشعرون العبودية لله في جميع أحوالهم..
هم المتقون..والله يقول:
(إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً * وكواعب أتراباً * وكأساً دهاقاً * لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً * جزاء من ربك عطاء حساباً)..
فاطلب محبة الخالق..وهو يتكفل بزرع محبك في قلوب خلقه..




إضاءة..

ليس الغاية أن تكون ظواهر الآخرين تحبك..
إنما الغاية أن تحبك بواطنهم أيضاً..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 24-05-2008, 10:47 PM   #118
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
أخرجهم من الحفرة..

ألم يقع مرة أن أحرجك شخص في مجلس عام بكلمة جارحة..
أو ربما سخر منك..بأي شيء وإن كان صغيراً,,بلباسك أو كلامك..أو أسلوبك..فظهر الإحراج على وجهك..وامتقع لونك..
فدافع عنك شخص ما .. فشعرت بامتنان عظيم له..لأنه كأنما أمسك بطرف ثوبك عندما دفعك غيرك إلى الهاوية..مارس هذه المهارة مع الآخرين..وسترى لها تأثيراً ساحراً..
لو دخلت على شخص وأقبل ولده يحمل طبقاً في طعام..لكنه استعجل قليلاً..فكاد أن يقع الطبق على الأرض..فانطلق الأب عليه ثائراً..يصرخ به قائلاً:
لماذا العجلة؟

كم مرة أعلمك؟..
فاحمرّ وجه الولد واصفرّ..
فقلت أنت: لا .. بل فلان بطل..رجُل..ما شاء الله عليه يحمل كل هذا لوحدة..ولعله استعجل لأن فيه أغراضاً أخرى أيضاً..
الله أيُّ امتنان سيشعر به الغلام لك..
هذا مع الصغار..فما بالك مع الكبار..
لو أثنيت على زميل في اجتماع..بعدما صبوا عليه وابلاً من اللوم..
أو أثنيت على أحد إخوانك..بعدما انكبّ أفراد الأسرة عليه معاتبين..
شاب أحرجه شخص بسؤال أمام الناس:بشّر يا فلان..كم نسبتك في الجامعة؟!
بالله عليك..هل هذا سؤال يسأله عاقل أمام الناس؟!
فانقلب وجه الشاب متلوناً..
فأنقذته قائلاً بلطف: لماذا يا أبا فلان تسأله عن نتيجته في الجامعة؟هل ستزوجه؟!!أو عندك وظيفة له؟أو..
فضحكوا ونُسي السؤال..
أو:لو عاتبه على دنوِّ معدله الدراسي..فقلت: يا أخي لا تلمه..تخصصه صعب..لكن سيكون أفضل في الفصل القادم إن شاء الله..كسب محبة الناس فرص يقتنصها الأذكياء..

إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكل خافقة سكون

كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه..يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم..فمرّا بشجرة فأمره النبي أن يصعدها ويحتزَّ له عوداً يتسوك به..
فرقى ابن مسعود وكان خفيفاً,,نحيل الجسم..فأخذ يعالج العود لقطعه..
فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه..فإذا هما ساقان دقيقتان صغيرتان..فضحك القوم من دقة ساقيه..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ممّ تضحكون؟!..
من دقة ساقيه؟!
والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد..
فماذا سيكون شعور عبد الله بن مسعود..بعدما ضحك الناس منه..ثم دافع عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه..




وجهة نظر..
كسب محبة الناس فرص يقتنصها الأذكياء..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 26-05-2008, 03:45 AM   #119
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

الاهتمام بالمظهر..

كان أبو حنيفة جالساً يوماً بين طلابه في المسجد يدرس..
وكان به ألم في ركبته وقد مدّ رجله..واتكأ على جدار..
في هذه الأثناء..أقبل رجل عليه لباس حسن..وعمامة حسنة..ومظهر مهيب..
كان وقوراً في مشيته..جليلاً في خطوته..
أفسح له الطلاب حتى جلس بجانب أبي حنيفة..
فلما رأى أبو حنيفة مظهره..ورزانته..ورتابة هيئته..استحى من طريقة جلسته وثنى رجله..وتحمل ألم ركبته لأجله..
استمر أبو حنيفة في درسه والرجل يسمع..
فلما انتهى من الدرس..بدأ الطلاب يسألون..
فرفع ذلك الرجل يده ليسأل..
التفت إليه الشيخ..وقال: ما سؤالك؟
فقال: يا شيخ..متى وقت صلاة المغرب؟
قال:إذا غربت الشمس..!!
قال:إذا جاء الليل والشمس لم تغرب..فماذا نفعل؟!
فقال أبو حنيفة:آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه..
ومد رجله كما كانت..
وسكت عن هذا السؤال المتناقض!!..إذ كيف يأتي الليل والشمس لم تغرب؟!!
يقولون إن النظرة الأولى إليك تكوّن في ذهن المقابل أكثر من 70% من تصوره عنك..
ويبدو أنه عند التأمل ستجد أن النظرة الأولى تكون أكثر من 65% عنك..حتى تتكلم..أو تعرّف بنفسك فتزيد النسبة عند ذلك أو تقل..
ولو مشيت في ممر في مستشفى أو شركة وبجانبك شخص عليه ثياب حسنة..وعليه وقار في مشيته..لرأيت أنك –ربما لا شعورياً- إذا وصلت إلى باب في الممر التفتَّ إليه وقلت له:تفضل..طال عمرك!!
ولو ركبت سيارة أحد أصدقائك فرايتها فوضى..
هنا فردة حذاء مرمي..
وهنا ورق شاورما..
وهنا منديل..
وأشرطة كاسيت متناثرة..
لكونت فكرة عن الشخص مباشرة أنه فوضوي..غير مبال بالترتيب..
وكذلك في لباس الناس..ومظهرهم العام..
والذي أعنيه هنا هو الاهتمام بالمظهر لا الإسراف في اللباس أو السيارة..أو الأثاث..أو غيرها..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتني بهذه النواحي كثيراً..
فكان له حلة حسنة يلبسها في العيدين والجمعة..
وكانت له حلة يلبسها في استقبال الوفود..كان يعتني بمظهره ورائحته..وكان يحب الطيب..
قال أنس رضي الله عنه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ..إذا مشا تكفأ..
وما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم..
وكانت يده مطيبة كأنما أخرجت من جؤنة عطار..
وكان صلى الله عليه وسلم..يُعرف بريح الطيب إذا أقبل..
وقال أنس رضي الله عنه(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد الطيب)..
وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً.. كـأن وجهه مستنيراً كالشمس..
وكان إذا سُرّ استنار وجهه..حتى كأن وجهه قطعة قمر..
قال جابر بن سمرة:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مضيئة مقمرة..فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر..وعليه صلى الله عليه وسلم حلة حمراء..فإذا هو عندي أجمل من القمر..
وكان عليه الصلاة والسلام يأمر المسلمين بمراعاة المظهر..
عن أبي الأحوص عن أبيه رضي الله عنه..قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليّ دون(أي رديء)
فقال صلى الله عليه وسلم:ألك مال؟ قلت:نعم..
قال:من أي مال؟
قلت:من الإبل والبقر والغنم والخيل والرقيق..
فقال صلى الله عليه وسلم: فإذا آتاك الله مالاً..فليُرَ أثرُ نعمة الله عليك وكرامته..
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من أنعم الله عليه نعمة..فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. زائراً في منزلنا فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره..فقال:أما كان يجد هذا ما يُسكّن به شعره؟
ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال:
أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟..
وقال: ( من كان له شعر فليكرمه)..
وكان يحرّص على حسن السمت..وجمال الشكل..واللباس..وطيب الرائحة..وكان يردد في الناس قائلاً: ( إن الله جميل يحب الجمال)..




تجربة..
النظرة الأولى إليك تطبع في ذهن المقابل 70% من تصوره عنك..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 26-05-2008, 09:28 PM   #120
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

الصدق ..

أذكر أني كنت أراقب على الطلاب يوماً في قاعة الامتحان..وكان الامتحان يوم خميس..
ومع أن يوم الخميس هو إجازة أصلاً إلا أننا اضطررنا نجعل فيه امتحاناً لزحمة المواد الدراسية..
بعد مضي بضع دقائق
من بداية الامتحان..أقبل أحد الطلاب متأخراً..كان المسكين يبدو عليه الاضطراب الشديد..
قلت له: عفواً..أتيت متأخراً ولن أسمح لك بدخول الامتحان..فبدأ يرجوني أن أسمح له..
قلت: ما الذي أخرك؟!
قال: والله يا دكتور..راحت علي نومة!!
أعجبني صدقه..وقلت:تفضل..فدخل وامتحن..
بعده بدقائق أقبل طالب آخر..
قلت: ما أخرك؟
قال: يا دكتور والله الطريق زححححمة..
تعرف أن الناس في الصباح يخرجون جميعاً لأعمالهم..
هذا ذاهب لجامعته..
وهذا لشركته..
وهذا..
وجعل يعدد عليّ ليقنعني أن الطريق زحمة..ونسي المسكين أن اليوم إجازة للموظفين..وربما ليس في الطريق إلا طلابنا!!
قلت له: يعني الشوارع زحمة .. والسيارات تملأ الطريق؟
قال: إي والله يا دكتور..سبحان الله..كأنك كنت معي!!..
قلت: يا شاطر!! إذا أردت تكذب فاضبط الكذبة..يا أخي اليوم خمييييس..يعني عطلة أعمال...ولا موظفون..من أين جاءت الزحمة؟!!
قال: آه يا دكتور..نسيت.."بنشر علي الكفر" .. أي تعطلت إحدى إطارات السيارة..فوقفت لإصلاحها ..!!
كان المسكين مضطرباً متورطاً..فضحكت ودخل ليمتحن..نعم..
ما أقبح أن يكتشف الناس أنك تكذب عليهم..
الكذب ينفر الناس عنك..ويفقدك المصداقية عندهم..ويجعلهم لا يثقون فيك..
فلو وقعت لأحدهم مشكلة..لن يشكوها إليك..ولو تكلمت بشيء لن يسمعوه بتقبل..
ما أقبح الكذب..
قال صلى الله عليه وسلم : يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب..
وسئل صلى الله عليه وسلم
.. فقيل له:يا رسول الله..أيكون المؤمن جباناً؟
فقال: نعم..
فقيل: أيكون المؤمن بخيلاً؟
فقال: نعم ..
فقيل: أيكون المؤمن كذاباً؟
فقال: لا ..
وقال عبد الله بن عامر رضي الله عنه:دعتني أمي يوماً..ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا..
فقالت:ها..تعال أعطيك..
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما أردت أن تعطيه؟
قالت: أعطيه تمراً..
فقال لها: أما إنك لو لم تعطي شيئاً..كتبت عليك كذبة..وكان صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة..لم يزل معرضاً عنه..
في كثير من الأحيان يندفع بعض الناس إلى الكذب..لأجل إظهار أنفسهم بصورة أكبر من الحقيقة..
فتجده يكذب في بطولات يؤلفها..
ومواقف يخترعها..
أو يزيد في القصص..ليملحها..
أو يدعي أشياء عنده..وهو كاذب..فيتشفع بما لم يعط..أو تجد الكذاب يَعِدُ ويُخْلف..
أو يتورط بأمور..فيختلق أعذاراً متنوعة..وسرعان ما يكتشف الناس كذبه فيها..
وقف الإمام الزهري أمام السلطان..فشهد على شيء..
فقال السلطان: كذبت..
فصاح الزهري: أعوذ بالله..أنا أكذب!! والله لو نادى منادٍ من السماء : إن الله أحل الكذب..لما كذبت..فكيف هو حرام!



حقيقة..
خدعوك فقالوا:كذبة بيضاء..لأن الكذب لونه أسود..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 28-05-2008, 09:11 PM   #121
فارس الفرات
عـضـو
 
صورة فارس الفرات الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: ^$^في بريدة الحنونه^$^
المشاركات: 753
لك شكري ومتناني على هذا الجهد المبارك - واصل ونواصل - .
__________________
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
فارس الفرات غير متصل  
قديم(ـة) 28-05-2008, 09:23 PM   #122
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148

الشجاعة..

قال لي بعدما خرجنا من الوليمة:
تصدق كنت أعرف اسم الصحابي الذي ذكرتم قصته..ولم تذكروا اسمه..
قلت: عجباً !! لماذا لم تذكره!..وقد رأيتنا متحيرين؟!
خفض رأسه وقال: خجلت أن أتكلم..
قلت في نفسي: تباً للجبن..
وآخر كان يدرس معي في السنة الأخيرة من الثانوية..
التقيت به يوماً في ذلك الحين فقال لي:
قبل يومين دخلت الفصل..فرأيت الطلاب واجمين.. والمدرس جالس على كرسيه..بدون شرح..
جلست وسألت الذي بجانبي: ما الخبر؟!
قال: زميلنا عساف مات البارحة..رحمه الله..
كان في الفصل عدد من أصدقاء عساف..
تاركون للصلاة..
والغون في عدد من المحرمات..
كان تأثير الخبر عليهم واضحاً..حدثتني نفسي أن ألقي عليهم كلمة وعظية أحثهم فيها على الصلاة..وبر الوالدين..وإصلاح النفس..
قلت له
: ممتاز..هل فعلت؟
قال: بصراحة..لا.. خجلت..
سكتُّ..وكظمت غيظي وأنا أقول في نفسي: تباً للجبن؟!!
امرأة تسألها:لماذا لم تصارحي زوجك بالموضوع؟
فتقول:أستحي!!خفت أن يتضايق مني!! خفت أن يهجرني..خفت..
تباً للجبن!
شاب تسأله:لمَ لم تخبر أباك بالمشكلة قبل أن تتفاقم؟!
فيقول:أخاف..ما أتجرأ..
أو ربما رفع أحدهم ضغطك بقوله:أستحي أن أبستم..أخجل أن أثني عليه..أخاف أن يقول الناس:فلان يجامل..يستخف دمه..
أسمع هذه التصرفات كثيراً..فأتمنى أن أصرخ فيهم: يا جبنااااااء...إلى متى؟!الجبان لا يبني مجداً..
هو صفر على الشمال دائماً..إن حضر مجلساً بجُبْنه ولم يشارك برأي..أو ينطق بكلمة..
وإن ذكروا نكته ضحكوا وعلّقوا..أما هو فخفض رأسه وابتسم..
وإن حضر اجتماعاً..لم ينتبه أحد لوجوده..
والأعظم من ذلك إن كان أباً..أو زوجاً..أو مديراً..أو حتى زوجة أو أماً..
الناس يكرهون الجبان..وليس له قدر..فعود نفسك على الشجاعة في الإلقاء..
الشجاعة في النصح..
الشجاعة في تطبيق مهارات التعامل مع الناس..




وجهة نظر..

عوّد نفسك ودربها..وإنما النصر: صبر ساعة..
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 28-05-2008, 09:56 PM   #123
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
سيتم بمشيئة الله قريباً
إعادة كتابة أو إعادة تحميل صور المشاركات التي لم تظهر صورها ,,
أعتذر منكم لاختفائها,,

دمتم على أكمل وأجمل حال,,
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 01-06-2008, 09:31 PM   #124
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
على المبادئ..

كانت شخصية الشخص أقوى..وثباته على مبادئه أشد..كان أهمّ في الحياة..
أحياناً يكون من مبادئك عدمُ أخذ الرشوة...مهما ملّحوا أسماءها..بخشيش..هدية..عمولة..فأثبت مبدئك..
زوجة يكون من مبادئها ..
عدم الكذب على زوجها..مهما زيّنوه لها..تمشية حال..كذب أبيض..فلتثبت على مبادئها..
من المبادئ..
عدم تكوين علاقات محرمة مع الجنس الآخر..
عدم شرب الخمر..
شخص لا يدخن..جلس مع أصحابه..ليثبُتْ على مبادئه..
الشخص الثابت على مبادئه وإن انتقده أصحابه أحياناً..واتهموه بعدم المرونة..إلا أن مشاعرهم الداخلية تؤمن أنها أمام بطل..
فتجد أن أكثرهم
يلجأ إليه عند الشدائد..أو ليستشيره في مشاكله الشخصية..ويشعر بأهميته أكثر من غيره..
وليس هذا خاصاً بأحد الجنسين دون الآخر..بل الرجال والنساء في ذلك سواء..
فاثبت على مبادئك ولا تقدم تنازلات..عندها سيرضخ الناس لها..

لما ظهر الإسلام في الناس جعلت لقبائل تفِدُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رجلاً .. فلما قدموا أنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ليسمعوا القرآن..
فسألوه:عن الربا والزنا والخمر؟
فأخبرهم أن ذلك كله حرام..
وكان لهم صنم ورثوا عبادته وتعظيمه عن آبائهم..اسمه "الرّبّة".. ويصفونه بـ"الطاغية"..
وينسجون حوله القصص والحكايات للدلالة على قوته فسألوه عن "الربة" ما هو صانع بها؟
فقال صلى الله عليه وسلم دون تردد:اهدموها..
ففزعوا..وقالوا : هيهات..لو تعلم الربة أنك تريد أن تهدمها..قتلت أهلها!!
وكان عمر رضي الله عنه حاضراً..فعجب من خوفهم من هدم صنم..فقال:ويحكم يا معشر ثقيف!!ما أجهلكم!!إنما الرّبة حجر!!لا يضر ولا ينفع..
فغضبوا..وقالوا:إنا لم نأتك يا ابن الخطاب..
فسكت عمر..
فقالوا:نشترط أن تدع لنا الطاغية ثلاث سنين..ثم تهدمه بعدها إن شئت..
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يساومونه على مر في العقيدة!!وهي أعظم مبدأ في حياة المسلم..والتوحيد هو أصل الإسلام..فما دام أنهم سيسلمون..فما الداعي للتعلق بالصنم..!!
فقال صلى الله عليه وسلم: لا..
قالوا:فدعه سنتين..ثم اهدمه..
قال: لا ..
فدعه شهراً واحداً!!
قال: لا ..
فلما رأوا أنه لم يستجب لهم في ذلك..علموا أن المسألة مسألة شرك وإيمان..لا مجال فيها للمفاوضة!!
قالوا:
يا رسول الله..فتولّ أنت هدمها..أما نحن فإنا لن نهدمها أبداً..
فقال صلى الله عليه وسلم: سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها..
فقالوا: والصلاة..لا نريد أن نصلي..فإننا نأنف أن تعلو إست الرجل رأسه!!
يعني:لا يرضون لشدة تكبرهم أن تكون مؤخرة أحدهم وقت السجود أعلى من رأسه!!

فقال صلى الله عليه وسلم:أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعفيكم من ذلك..
وأما الصلاة..فلا خير في دين لا صلاة فيه..!!
فقالوا:سنؤتيكها..وإن كانت دناءة..
فكاتبوه على ذلك..وذهبوا إلى قومهم..ودعوهم إلى الإسلام..فأسلموا على مضض..
ثم قدم عليهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدم الصنم..فيهم خالد بن الوليد..والمغيرة بن شعبة الثقفي..
فتوجه الصحابة إلى الصنم..
ففزعت ثقيف..وخرج الرجال والنساء والصبيان..وجعلوا يرقبون الصنم..وقد وقع في قلوبهم أنه لن يهدم..وأن الصنم سيمنع نفسه..
فقام المغيرة بن شعبة..فأخذ الفأس..والتفت إلى الصحابة الذين معه وقال:والله لأضحكنكم من ثقيف!!
ثم أقبل المغيرة بن شعبة إلى الصنم..فضرب الصنم بالفأس..ثم سقط على الأرض وجعل يرفس برجليه..
فصاحت ثقيف..
وارتجلوا..وفرحوا..وقالوا:أبْعَدَ الله المغيرة..قتلته الربة..
ثم التفتوا إلى بقية الصحابة وقالوا:من شاء منكم فليقترب..
عندها قام المغيرة ضاحكاً..وقال: ويحكم يا معشر ثقيف..إنما هي لُكاع (أي مزحة)..وهذا صنم..حجارة ومدر..فاقبلوا عافية الله واعبدوه..
ثم أقبل يهدم الصنم..والناس معه..فما زالوا يهدمونها حجراً حجراً..حتى سوّوها بالأرض..


وحيْ..

" من طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس,
ومن طلب رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 04-06-2008, 03:34 AM   #125
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
إغراءات..
قرأت أن شاباً مسلماً في بريطانيا..اطلع على إعلان إحدى الشركات حول حاجتها إلى موظفين يعملون في الحراسات..
أقبل إلى اللجنة المختصة بمقابلة المتقدمين..فإذا جمع حبير من الشباب..ما بين مسلمين وغير مسلمين..
وكانوا يدخلون إلى لجنة المقابلة واحداً تلو الآخر..
كلما خرج شخص من المقابلة سأله الواقفون..
عماذا سألوك؟
وبماذا أجبت؟
وكان من أهم أسئلة اللجنة لكل متقدم :كم كأساً تشرب من الخمر يومياً؟!
جاء دور صاحبنا..فدخل .. وتتابعت عليه الأسئلة..حتى سألوه:كم تشرب من الخمر؟
فتردد الشاب..هل يكذب ويدّعي أنه يشرب الخمر كبقية الشباب..لئلا يقولوا:أنت مسلم متشدد..أم يصدق ويقول:أنا مسلم والله قدر حرم علي الخمر..فأنا لا أشربها..بعد تفكير سريع..عزم على الصدق..
فقال:أنا لا أشرب الخمر..
قالوا:لماذا؟ هل أنت مريض؟!
قال: لا.. لكني مسلم..والخمر حرام..
قالوا:يعني لا تشربها حتى في عطلة آخر الأسبوع؟!!
قال: نعم.. لا أشربها أبداً..
فنظر بعضهم إلى بعض متعجبين..
فلما ظهرت النتائج..فإذا اسمه في أوائل المقبولين..بدأ عمله معهم..ومضى عليه أشهر..
وفي يوم لقي أحد المسئولين في تلك المقابلة وسأله: لماذا كنتم تكررون السؤال عن الخمر؟!
فقال:لأن الوظيفة المطلوبة هي في الحراسات..وكلما توظف فيها شاب..فوجئنا به يشرب الخمر ويسكر..فيضيع مكانه..ويهجم على الشركة من يسرقها..
فلما وجدناك لا تشرب الخمر عرفنا أننا وقعنا على مبتغانا..فوظفناك هنا!!
ما أجمل الثبات على المبادئ وإن كثرت الإغراءات..
المشكلة أننا نعيش في مجتمعات قلّ أن تجد من يتمسك بمبادئه..
يعيش من أجلها ويموت من أجلها..ويثبت على الالتزام بها..وإن كثرت الإغراءات..
إذا مشيت على المنهج الصحيح..والتزمت بالصراط المستقيم..فأصحاب المبادئ الأخرى لن يتركوك..
فعدم قبولك للرشوة يغضب زملاءك المرتشين..
وامتناعك عن الزنا..يغضب الفاعلين!!
ذُكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعِسّ ليلة من الليالي..يراقب وينظر..فمر بأحد البيوت في ظلمة الليل..فسمع فيه أصوات ضحك وعبث وكأنها أصوات رجال سكارى..
فَكَرِه أن يطرق عليهم الباب ليلاً..وخشي أن يكون ظنه خاطئاً..وأراد أن يتثبت من الأمر..
فتناول كسرة فحم من على الأرض..ووضع بها علامة على الباب..ومضى..
سمع صاحب الدار صوتاً عن الباب..فخرج..فرأى العلامة..ورأى ظهر عمر مولياً..ففهم القصة..
فكان الأصل أن يمسح العلامة وينتهي الأمر..لكن الرجل لم يفعل ذلك..!!
وإنما أخذ كسرة الفحم وأقبل إلى بيوت جيرانه..وجعل يرسم على أبوابها علامات!!
وكأنه يريد أن ينزل الناس إلى مستواه..ليكونوا سكارى مثله..ولا يريد أن يرتفع إلى مستواهم..!!
وفي المثل:ودت الزانية لو أن النساء كلهن زنين..
من التجارب في حياتنا..
أن تجد زوجة كثيرة الكذب على زوجها..

تربّت على ذلك..
وتعودت عليه..فإذا رأت من تنكر عليها..وتنصحها بالصدق..حاولت أن تجرها إلى مستنقعها..فكررت عليها: الرجال ما يصلح معهم إلا كذا..ما تمشي أمورك معه إلا بالكذب..فلا تزال بها حتى تتنازل عن مبادئها وتتغير..
أو ربما تثبت..ولعلها..
وقل مثل ذلك في مسئول حسن الخلق مع موظفيه..ويرى أن هذا مما يفيد العمل..ويورث الراحة في قلوبهم..ويزيد الإنتاج..
فيلقاه مسئول سيئ الخلق..مبغوض من قِبَل موظفيه..فيحسده-ربما- أو يريد أن يقنعه بأسلوب آخر في التعامل..فيقول له:
لا تفعل كذا..وافعل كذا..ولا تبتسم..ولا..
أو صاحب بقالة لا يبيع السجائر..فيأتيه صاحب له وينصحه ببيع السجائر ليزيد كسبه..ويوسوس عليه ليقنعه بذلك..
فكن بطلاً واثبت على مبادئك..وقل بأعلى صوتك:لاااااا...مهما أغروك..
وقديماً حاول الكفار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنازل عن مبادئه..فقال الله له: (ودوا لو تدهن فيدهنون)..
يعني أن الكفار عباد الأصنام لا مبادئ عندهم أصلاً ليحافظوا عليها..وبالتالي لا مانع عندهم من التنازل عن مبادئهم..
فانتبه أن يغروك بترك مبادئك..



منهج..
قال تعالى:" فلا تطع المكذبين*ودوا لو تدهن فيدهنون".
صافي النية غير متصل  
قديم(ـة) 05-06-2008, 09:55 PM   #126
صافي النية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
العفو عن الآخرين..

لا تخلو الحياة من عثرات تصيبنا من الناس..
فهذه مزحة ثقيلة..
وتلك كلمة نابية..
وتعدِّ على حاجات شخصية..
خصومة بين اثنين في مجلس..
أو اختلاف في وجهات النظر .. أو آراء..
وبعضنا يُكبِّر الموضوع في نفسه..وليس عنده استعداد للعفو أو النسيان..
أو ربما يتكبر عن قبول أعذار الآخرين والعفو عنهم..
بعض الناس يعذب نفسه بعدم عفوه..يملأ صدره بأحقاد تشغله وتعذبه..
ولله در الحسد ما أعدله..بدأ يصاحبه فقتله..
فلا تعذب نفسك..هناك أشياء لا يمكن أن تعاقب عليها..فكن كبيراً..
انس الماضي..وعش حياتك..
لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً..
واطمأن الناس..خرج حتى جاء الكعبة فطاف بها سبعاً على راحلته..
فلما قضى طوافه..دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة..ففتحت له فدخلها..فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم مما كانت قريش تصوره بجهلها وكفرها..
ورأى إبراهيم عليه السلام مصوراً في يده الأزلام يستقسم بها..فقال صلى الله عليه وسلم:قاتلهم الله..جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام!!
ما شأن إبراهيم والأزلام؟!
ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين..
ثم أمر صلى الله عليه وسلم بتلك الصور كلها فطمست..
ثم وجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده..ثم طرحها..
ثم وقف على باب الكعبة..وقد اجتمع له كل الناس في المسجد من المسلمين والكفار ينظرون إليه..
ثم صلى ركعتين ثم انصرف إلى زمزم..فاطلع فيها..ودعا بماء فشرب منها وتوظأ..والناس يبتدرون بقايا الماء الذي تبقى من أثر وضوئه..
والمشركون يتعجبون من ذلك..ويقولون: ما رأينا ملكاً قط ولا سمعنا به مثل هذا..
ثم أقبل إلى مقام إبراهيم فأخره عن الكعبة..وكان ملصقاً بها..
ثم قام صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة وجعل ينظر إلى الناس-و ياليتني كنت معهم-ثم خطب فقال:لا إله إلا الله..
وحده لا شريك له..
صدق وعده..
ونصر عبده..
وهزم الأحزاب وحده..
ألا كل مأثرة..أو دم..أو مال يُدَّعى..فهو موضوع تحت قدمي هاتين..إلا سدانة البيت..وسقاية الحاج..
ثم جعل يقرر بعض الأحكام الشرعية فقال: ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا..ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل..أربعون منها بطونها أولادها..ومضى في خطبة مباركة..
ثم نظر-فدتْه روحي-إلى رؤؤس قريش وساداتها..فصاح بهم:
يا معشر قريش ..إن الله قد أهب عنكم نخوة الجاهلية..وتعظّمها بالآباء..الناس من آدم..وآدم من تراب..ثم تلا:
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"..
ثم جعل يتأمل في وجوه الكفار..وهو في قمة عزه وملكه عند باب الكعبة..وهم في غاية ذلهم وضعفهم..في مكان طالما كذبوه فيه..وأهانوه..
وألقوا الأوساخ على رأسه وهو ساجد..وكفار قريش اليوم بين يديه..مهزومين..أذلاء..صاغرين..
ثم قال: يا معشر قريش .. ما ترون أني فاعل فيكم؟
فانتفضوا ..وقالوا: تفعل بنا خيراً..أنت أخ كريم .. وابن أخ كريم..
عجباً!!
هل نسوا ما كانوا يفعلونه بهذا الأخ الكريم!!
أين سبّكم:مجنون..ساحر..كاهن؟!
ما دام أخاً كريماً..وأبوه أخ كريم!!فلماذا حاربتموه؟!
أين تعذيبكم للمسلمين الضعفاء..
هذا بلال واقف..وآثار التعذيب لا تزال في ظهره..
وتلك نخلة قريبة قتلت عندها سمية..وزوجها ياسر.
وهذا ابنهما عمار مع المسلمين يشهد..
اليوم تقولون: أخ كريم؟!
أين حبسكم لهذا النبي الكريم مع المسلمين الضعفاء..ثلاث سنين في شعب بني عامر..حتى أكلوا ورق الشجر من شدة الجوع..؟!!
ما رحمتم بكاء الصغير..
ولا أنين الشيخ الكبير..
ولا حاملاً ولا مرضعاً!!
أين حربكم له في بدر..وأحد .. وتحزبكم عليه في الخندق؟ واليوم..هو أخ كريم!!
أين منعكم له من دخول مكة معتمراً..لما جاءكم قبل سنين..وتركتموه محبوساً في الحديبية..ممنوعاً من دخول مكة؟
أين صدكم لعمه أبي طالب عن الإسلام وهو على فراش الموت؟
أين..؟
أين..؟
شريط طوييييل من الذكريات المؤلمة يمر أمام ناظريه صلى الله عليه وسلم..وهو ينظر إلى وجوه كفار قريش بين يديه..ويقلب طرفه في فجاج الحرم,,وربما امتد بصره إلى جبال مكة حول الحرم..أو إلى شوارعها وطرقاتها..ليه هو فقط..بل تمر هذه الذكريات أمام ناظري أبي بكر وعمر..
وعثمان وعلي...
وبلال وعمر..
فكل واحد من هؤلاء..له مع قريش قص حزينة..
كان صلى الله عليه وسلم يستطيع أن ينزل بهم أقسى أنواع العقوبة..فهم أعداء محاربون..معتدون .. خونة..
نعم خونة..خانوا صلح الحديبية..واعتدوا..
كانوا مجرمين متحيرين..لا يدرون ماذا سيُفعل بهم...
فإذا به صلى الله عليه وسلم يدوس على الأحقاد..ويحلّق بهمته عااالياً..ويقول كلمة يهتف بها التاريخ:اذهبوا..فأنتم الطلقاء..
فينطلقون..مستبشرين..تكاد أرجلهم تطير من الفرح..
أحقاً عفا عنا؟؟!!
ثم يلتفت صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الكعبة..فإذا ثلاثمائة وستون صنماً..تُعبد من دون الله..عند بيته المعظّم..!!
فجعل صلى الله عليه وسلم يضربها بيده الكريمة..فتهوى..وهو يقول:
جاء الحق..وزهق الباطل..جاء الحق..وما يبدئ الباطل وما يعيد..
عددٌ من كفار قريش العتاة البغاة..الذي لهم تاريخ أسود مع المسلمين..فروا من مكة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إليها..
منهم صفوان بن أمية..فإنه فر منها هارباً..وقد تحيّر أين يذهب؟! فمضى إلى جُدة ليركب منها البحر إلى اليمن..
فلما رأى الناس عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم..ونسيانه للماضي الأليم..
جاء عمير بن وهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إن صفوان بن أمية سيد قومه ..وقد خرج هارباً منك..ليقذف نفسه في البحر..فأمنّه..صلى الله عليك..
فقال صلى الله عليه وسلم بكل بساطة: هو آمن..
قال عمير: يا رسول الله.. فأعطني آية يعرف بها أمانك..
فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامته التي دخل فيها مكة..
حتى إذا رآها صفوان عرفها فوثق في صدق عمير..
خرج بها عمير حتى أدركه..وهو يريد أن يركب في البحر..
فقال: يا صفوان..فداك أمي وأبي..الله..الله في نفسك أن تهلكها..فهذا أمان من روس الله صلى الله عليه وسلم قد جئتك به..
فقال صفوان: ويحك..اغرُب عني فلا تكلمني..فإنك كذاب..
وكان خائفاً من مغبة ما كان فعله بالمسلمين..
فصاح به قال:أي صفوان..فداك أبي وأمي..رسول الله..
أفضل الناس..
وأبر الناس..
وأحلم الناس..
وخير الناس..
وهو ابن عمك..عزُّه عزك..وشرفهُ شرفك..وملكه ملكك..
قال صفوان:إني أخافه على نفسي..
قال عمير:هو أحلم من ذاك وأكرم..
فرجع صفوان معه..حتى وصلا إلى مكة..فمضى به عمير حتى وقف به على رسول الله صلى الله عليه وسلم..فقال صفوان:إن هذا يزعم أنك قد أمنتني..
قال صلى الله عليه وسلم: صدق..
قال صفوان:أما دخولي في الإسلام..فاجعلني بالخيار فيه شهرين..أي:سأبقى في مكة على ديني عبادة الأصنام شهرين..أفكر خلالها هل أدخل في الإسلام أم لا..
فقال صلى الله عليه وسلم:أنت بالخيار فيه أربعة أشهر..
ثم أسلم صفوان بعد ذلك..رضي الله عنه..
ما أجمل العفو عن الناس,,ونسيان الماضي الأليم..
هذا خلق بلا شك لا يستطيعه إلا العظماء..الذين يترفعون بأخلاقهم عن سفالة الانتقام..والحقد..وشفاء الغيظ..
فالحياة قصيرة-على كل حال-..نعم أقصر من أن ندنسها بحقد وضغينة..
حتى في الحاجات الخاصة..كان صلى الله عليه وسلم هيناً ليناً..
قال المقداد بن الأسود رضي الله عنه:
قدمت المدينة أنا وصاحبان لي..فتعرضنا للناس فلم يضيفنا أجد..فأتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم..فذكرنا له ذلك..فأضافنا في منزل له وعنده أربع أعنز..
فقال صلى الله عليه وسلم: احلبهن يا مقداد..وجزئهن أربعة أجزاء..وأعط كل إنسان جزءاً..
قال المقداد:فكنت أفعل ذلك..
كان المقداد كل مساء..يحلب فيشرب هو وصاحباه..ويبقى جزء النبي عليه الصلاة والسلام..فأن كان موجوداً شربه..وإن كان غائباً حفظوه له حتى يرجع..
وفي ليلة من الليالي..حلب المقداد الأعنز كما يفعل كل ليلة..وقسّم الحليب أربعة أجزاء..فشرب هو وصاحباه ثلاثة أجزاء..وأبقوا جزءاً للنبي صلى الله عليه وسلم ليشربه عند عودته..
تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في المجيء إليهم..واضطجع المقداد على فراشه..فقال في نفسه:إن النبي صلى الله عليه وسلم .. قد أتى بين من الأنصار..فأطعموه..فلو قمت فشربت هذه الشربة..
فلمت تزل به نفسه حتى قام فشربها..ولم يبقِ للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً..
قال المقداد:فلما دخل بطني وتقار..أخذني ما قدُم وما حدث..وندمتُ..
فقلت:يجيء الآن النبي صلى الله عليه وسلم جائعاً..ظمآن..فلا يرى في القدح شيئاً..فيدعو عليّ..فسجيت ثوباً على وجهي..يعني من الهم..
فلما مضى بعض الليل..جاء النبي صلى الله عليه وسلم..
فسلّم تسليم تسمع اليقظان..ولا توقظ النائم..والمقداد على فراشه..ينظر إليه..
فأقبل صلى الله عليه وسلم إلى إنائه..فكشف عنه فلم ير شيئاً..فرفع بصره إلى السماء..
ففزع المقداد..وقال: الآن يدعو عليّ..فتسمع ماذا يقول..فإذا به صلى الله عليه وسلم..يدعو قائلاً:اللهم اسق من سقاني..وأطعم من أطعمني..
فلما سمع المقداد ذلك..قال في نفسه:أغتنم دعوة النبي عليه الصلاة والسلام ..قام فأخذ الشفرة السكين..فدنا إلى الأعنز..ليذبح إحداها..ليطعم النبي صلى الله عليه وسلم..فجعل يلمسهن ويجسُّهن ينظر أيتهن أسمن ليذبحها..
فوقعت يده على ضرع إحداهن فإذا هي حافل..مليئة باللبن..
ونظر إلى الأخرى فإذا هي حافل..فنظر فإذا كلهن حُفّل..فحلب في إناء كبير..
فملأه حتى علت رغوته..ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم..فقال: اشرب يا رسول الله..
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة اللبن..قال:أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد؟
فقال:اشرب يا رسول الله..
فقلا: ما الخبر يا مقداد؟
قال:اشرب ثم الخبر..
فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ناول القدح للمقداد..
فقال المقداد:اشرب يا رسول الله..
فشرب ثم ناوله القدح..
قال:اشرب يا رسول الله..
قال المقداد..فلما عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روي..وأصابتني دعوته لما قال:اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني..ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض..
فقال رسول الله:إحدى سوآتك يا مقداد!.
فقلت: يا رسول الله..إنك قد أبطيت علينا الليلة..وكنت جائعاً..فقلت في نفسي لعل رسول الله صلى لله عليه وسلم قد تعشى عند بعض الأنصار..
وقص عليه القصة كلها..وكيف أن الأعنز حلبت في ليلة واحدة مرتين..على غير العادة!!
فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم كيف تمتلئ أضرع الأعنز حليباً بهذه السرعة!!فهي لا يمكن أن تُحلب مرتين في لية واحدة!!
فقال: ما كانت هذه إلا رحمة الله..ألا كنت آذنتني-أي أخبرتني قبل أن أشرب- لتوقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها..
فقال المقداد:والذي بعثك بالحق ما أًُبالي-أي ما أهتم- إذا أصبت الرحمة أنت..وأصبتُها معك من أصابها بعدنا من الناس..




وجهة نظر..

الحياة أخذ وعطاء..
فاجعل عطاءك أكثر من أخذك..
صافي النية غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)