بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هنا دعوة لتوظيف الطاقات للدعوة إلى الله

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 29-04-2006, 08:36 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
هنا دعوة لتوظيف الطاقات للدعوة إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم
تحريك الطاقات للدعوة إلى الله
د. صالح بن عبد العزيز التويجري
30-3-1427هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله، وصفيه وخليله. بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده. صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد.فإنك تقرأ قوله تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ:13]وقوله: ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116]، وقوله: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾[يوسف:103]، فمن أي الصنفين أنت؟ أمن الكثير أم من القليل؟ كن عالما أو متعلما معينا أو محبًا، ولا تكن الخامسة فتهلك حين تبغض الخير وأهله.
عباد الله: يكثر بعض الناس من ذم الزمان والناس، فيقول: نحن في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدباراً ، والشر إلا إقبالاً ، والشيطان في هلاك الناس إلا طمعاً. اضرب بطرفك حيث شئت هل تنظر إلا فقيراً يكابد فقراً، أو غنياً بدل نعمة الله كفراً، أو بخيلاً اتخذ بحق الله وفراً، أو متمرداً كأن بسمعه عن سماع المواعظ وقراً.
ولئن كان لهذا حظ من الصحة فلا يجوز أن يبلغ بنا التشاؤم إلى حد القعود وسب الزمان وجلد الذوات؛ فهكذا الحياة والمجتمعات، والطريقة الدعوية في التعامل مع هذه الحقائق المؤلمة تختلف جداً عن طريقة الفردانيين مهما صلحوا.
عباد الله: "والإنسان إنما تميز عن الحيوان بالفكر الذي يهتدي به لتحصيل المعاش، والتعاون مع أبناء جنسه، وقبول ما جاءت به الأنبياء عن الله تعالى، والعمل به، (مقدمة ابن خلدون 1/429 ) .
فكيف يمكن لنا تحريك الطاقات الخيّرة في المجتمع. واستغلالها وتفعليها ودفعها للقيام بأداء دورها المنتظر إن الدعوة إلى الله مجالها رحب، يستطيعها كل مسلم يحب هذا الدين وأهله. ويستشعر عظم المسؤولية، ويعيش التفاعل الإيجابي لتعدية النفع للغير، وكف الأذى عنهم. وأقل أحواله اتخاذه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله" شعاراً يستحضره في حياته. إن الفن الدعوي عبر التخطيط الحسن يمكنه من جمع الخير الصغير إلى مثله، فيكون خيراً كبيراً. والفعل الحسن الذي يؤديه المسلم إنما هو انعكاس لحقيقة إيمانه، والفن الدعوي يكلف الداعية أن يطوف الصفوف وزوايا المجتمع يبحث عمن ينصر دين الله كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهكذا الإنسان الذي يطلب النجاة يبحث بنفسه عن الدعاة ليركب السفينة كما فعل الباحثون عن الحقيقة.
الناس يستوون في الخلقة الإنسانية، وبينهم قاسم مشترك حتى في الأخلاق، من حياء ورحمة واحترام كبير، ونجدة مظلوم, وتكاد تتلاشى عند بعضهم، ولكل فرد خلق واحد يأخذ منه بمقدار كبير، وبه يوصف ويكون له جنسية وشهرة، وأما بقية الأخلاق فهي ضامرة فيه، فيقال: فلان كريم وفلان حليم، وأما الذين يجمعون صفات عديدة خيرية في آن واحد فعددهم قليل:
خصال النبل في أهل المعالي مفرقــة وأنت لها جماع
عن مجاهد قال: صاحبت ابن عمر -رضي الله عنهما- من مكة إلى المدينة فما سمعته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا هذا الحديث: -: " إن مثل المؤمن كمثل النخلة. إن صاحبته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن جالسته نفعك، وكل شأنه منافع ". وفي الحديث الآخر: "مثل المؤمن كمثل النحلة لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيباً ". ومن الإشارات النبوية التي تستنبط من هذا التشبيه الرائع في أن النحل يجيد توظيف الطاقات. وهذه مهارة لازمة للأمم والأفراد والجماعات. ولا يرقى الإنسان إلا بها. النحل يتقاسم الأدوار والأعمال ويوظف الطاقات:. فالكل يعمل وينتج. كل حسب سنه ووظيفته وقدراته وميوله واستعداداته. ومن هنا يأخذ المؤمن محله ويوظف طاقته ويؤدي دوره تجاه نفسه وأهله ومجتمعه ووطنه وأمته. كل على ثغر، وكل يعمل على شاكلته. ولن يضيع الله أجر المحسنين.
عباد الله: إن أساس البناء الإسلامي يقوم على الاعتقاد الصحيح، والإيمان الراسخ، والثقة المطلقة، واليقين الجازم بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه أحاط بكل شيء علمًا، وأنه سبحانه يرضى لعباده الإيمان والإسلام ولا يرضى لهم الكفر والفسوق والعصيان: ﴿ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ [الزمر: 7]. ولا شك أن هذا البناء الإسلامي في حاجة إلى مادة تقويه تدعمه، فكانت الأخوة الإيمانية التي تربط بين المسلمين ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة﴾ [الحجرات: 10]. ويمتن الله على عباده بهذه النعمة الكبرى فيقول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران: 103]. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من القرآن والذكر الحكيم. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
عباد الله: الإنسان ضعيف بوصفه فردا، قوي باجتماعه مع الآخرين، وشعور الإنسان بهذا الضعف يدفعه حتما إلى التعاون مع غيره في أي مجال، ومن هنا جاء أمر الله ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]. قال ابن القيم -رحمه الله-: "اشتملت هذه الآية على جميع مصالح العباد، في معاشهم ومعادهم فيما بينهم بعضهم بعضا، وفيما بينهم وبين ربهم، فإن كل عبد لا ينفك عن هاتين الحالتين، وهذين الواجبين: واجب بينه وبين الله، وواجب بينه وبين الخلق، فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعُه بهم وصحبتُه لهم تعاونًا على مرضاة الله وطاعته، التي هي غايةُ سعادة العبد وفلاحُه ولا سعادة له إلا بها، وهي البر والتقوى: اللذان هما جماع الدين كله " ( زاد المهاجر 1 /6-7 ). ومن مظاهر هذا التعاون: التعاون في مجال الدعوة ونصرة الدين، والتعاون في إقامة العبادات، . ومنه التعاون على إقامة الأنشطة الخيرية والأعمال الإسلامية والمشاركة فيها بالنفس والمال، والجود عليها بالوقت، والحثّ على الحضور، وتكثير السّواد فيها، وحسن استقبال روّادها، وإتقان وضع برامجها وترتيب جداولها، وشحذ الهمم لتنفيذ مهامّها، والعمل على تحقيق مقاصدها، ونشر فكرتها، وتصحيح مسيرتها، والذبّ عنها، وحراسة أهلها، ومقاومة محاولات هدمها وإعاقتها. ومن التعاون إعانة الضعفاء والمظلومين وحمايتهم من الاعتداءات.
عباد الله: يقول الله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [سورة العصر]. وهنا تبرز صورة الأمة المسلمة ذات الكيان الخاص، والرابطة المميزة والوجهة الموحدة، تشعر بكيانها وواجباتها من الإيمان والعمل الصالح، هكذا يريد الله أمة الإسلام: أمة خير قوية واعية قائمة على حراسة الخير والحق، متواصية بالحق والصبر في مودة وتعاون وتآخ. فالتواصي بالحق ضرورة أمام المعوقات الكثيرة: من هوى النفس، ومنطق المصلحة، وتصورات البيئة، وطغيان الطغاة، وظلم الظلمة، وجور الجائرين. التواصي تذكير وتشجيع وإشعار بالقربى في الهدف والغاية، ولا بد من الصبر على جهاد النفس، وجهاد الغير، والصبر على الأذى والمشقة، والصبر على تبجح الباطل، وتنفج الشر، والصبر على طول الطريق، وبطء المراحل.
وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56] اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار. اللهم ارزقنا اتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، واحشرنا في زمرته، وأدخلنا في شفاعته، واسقنا من حوضه، واجمعنا به في جنات النعيم. . اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم أصلح ولاة أمرنا، وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة.
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل  


قديم(ـة) 29-04-2006, 08:56 PM   #2
أنامل
عـضـو
 
صورة أنامل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
البلد: الشماس ،،، بداية الحضارة :)
المشاركات: 242
د. صالح التويجري

شكر الله لك سعيك

وجعل ماكتبته في ميزان حسناتك

ولكن عندما يكون التعاون

والعمل الجماعي والملحوظ

في مدينتنا الغالية

من قيادات ذلك العمل يلحظ عليهم

وساأكون صريحا للغاية

المركزية في العمل

و الفوضى وعدم التنظيم

و عدم مراعاة الاولويات

و عدم استقطاب العقول المفكرة

فقط كل مايريدون اعمل بموجب ماأرى

اعتذر عن صراحتي ياشيخ

لكن هو ماحزّ في نفسي

و سبب للكثير التقهقر عن العمل الجماعي
أنامل غير متصل  
قديم(ـة) 30-04-2006, 07:05 PM   #3
المنعنع
عـضـو
 
صورة المنعنع الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
البلد: سنـام نجـد (بــريـدة)
المشاركات: 322
جزاك الله خيراً ..
على ماقدمت لنا من أُطروحات جميلة ورائعة ..
فدمت لنا خير موجه وناصح ..
فبارك الله فيك ..




دمتم بحفظ الله ورعايته ..
المنعنع غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)