بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رياضة الجوع

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 19-05-2014, 02:52 PM   #1
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
رياضة الجوع






رياضة الجوع او تسمي ترويض النفس بالجوع .. هذه الخصله او السلوك النفسي الجسمي

وجد في كثير من الاديان والمذاهب الارضيه والسماويه .. وتختلف الغاية منه وطريقة تطبيقه

من دين لدين ومن مذهب لمذهب ..




لكن اصل الفكره الجامعه لمثل هذا السلوك هو ترويض النفس بالجوع واللحوق بعالم

الغيوب في حس وأعتقاد هذه المذاهب والاديان .. ذالك انهم يعتقدون ان العالم الغيبي

عالم لا يوجد فيه الضروريات الارضيه التى تعيش الاجساد في نطاقها ..

والتشبه به سبب لحلول صفاته الملائكيه في النفس البشريه ..


وهذه المفهوم رياضة الجوع مفهوم مركب والمفهوم المركب يحتاج الى بيان اجزئه

ثم بناءة التركيبي .. ولن نحدد المفاهيم الجامعه المانعه لصعوبتها وقلة الاتفاق

عليها .. بل سوف نحدد المفهوم الاجرائي الذي يعتقده بعض الباحثين في العلوم الانسانيه


اولا معني الرياضه اي ترويض النفس فهو من الترويض

وكأنه يشبة النفس بخيل جموع يحتاج الى عسف وتدريب حتى تلين وتخضع لصاحبها


وهذا المصطلح ينصرف في عالم اليوم بحكم الشهره الى عالم الجسوم ويقتصر على

نوع واحد من الترويض البدني وهو ترويض البدن بالحركه

والا فالترويض البدني يكون بالحركه والتحمل الادائي والتحمل الاجهادي .. الخ

فاذا شاهدت من يرفع الحديد ويلعب الكره فهو يروض بدنه بالحركه

واذا شاهدت من يقف على رجل واحده وقت طويلا او يمشي على اطراف اصابعة فهو تحمل ادائي

واذا شاهدت من يصبر على الضرب والحرق بالنار وطول النفس في العوم تحت الماء فهو تحمل اجهادي





والحقيقه ان مصطلح الرياضة يشمل انحاء الانسان كلها

الناحية البدنيه والناحية النفسيه ولناحية الروحيه


وهكذا استخدمة علماء الاسلام في كتب التزكيه بهذا المعني

اي ترويض النفس لكي تتحمل شدائد التكليف ومعالي الاخلاق وتترك السفاسف والدنيا والمعاصي

فالنفس بطبعها جفول متمرده غير منقاده .. وترويضها بالجوع احد الامور الذي يجعلها تخصع

للشرع وللفضيلة ولصاحبها فلا تتمرد عليه ولا تعانده ..



ورياضة البدن هدفها التقويه والتحمل البدني

ورياضة النفوس هدفها تقوية النفس وتحملها

ورياضة الاورح هدفها تقوية الروح وقوة اتصالها بعالم الملكوت

اذن الرياضة هو تقوية القوى الانسانيه وتقوية تحملها




اما مفهوم الجوع فهو حرمان البدن من الطعام لفترة طويلة لا تقل عن ستة اشهر

ولا تزيد عن خمس سنوات ..


وطريقة هذا الحرمان او الية هذا الحرمان

تختلف بأختلاف العقائد والمذاهب ولافراد


1 - فمنهم من يرى ان طعامك يكون اقل من حاجة جسدك

فتأكل بالقدر الذي لا يجعلك تموت .. ولو مرضت من الجوع فلا بأس عندهم


2 - ومنهم من يرى ان طعامك يكون مما لا تشتهيه نفسك

فلا تأكل الا اذا جعت .. واذا اكلت فتاكل من طعام لا تشتهيه في العاده

ومثال هولاء يأكلون الحشائش وارواق الاشجار وقد كان فريق من الصوفيه

على هذا النحو كما ذكر ابو نعيم في الحليه وابن الجوزي في صفة الصفوه


3 - ومنهم من يرى ان طعامك يكون من الخشن والغليظ

فتأكل اليابس ولا تأكل المرقق والمنعم ولا تأكل الحلويات والفواكه

بل تأكل الخبر اليابس الخشن وتشرب عليه من الماء غير العذب

وحجة هولاء ان الغرض تعويد النفس على العيش في نطاق الضروريات

وعدم التهالك في التنعم والمأكل والمشارب ..



4 - ومنهم من يرى ان طعامك يكون بلغه وهو قدر الكفايه الجسد

وهولاء يقولون كل ما تريد ولا تزد على قدر الكفايه وقم من الطعام ونفسك

تشتهيه فلا تحرم نفسك موجود ولا تتكلف مفقود .. ولا تأكل حتى تجوع واذا اكلت

فلا تشبع ..

وحجتهم ان يعيش الانسان كل الظروف الحياتيه فاذا كان في وضع اقتصادي

جيد فليأكل من طيبات الطعام .. واذا كان في وضع اقل او ظرف اقل فيأكل من الخشن

ويقولون ان الغرض هو صحة البدن وتهذيب النفس وهذا يحصل بالاكل بقدر البلغه والحاجه

وكثير من العلماء والاخيار من المسلمين يذهبون الى هذا المذهب والله اعلم ..


5 - ومنهم من يرى ان طعامك بالسوائل فقط كالماء والعسل ولا تأكل الجوامد كاللحم والرز والخبز

ومنهم من يرى ان طعامك يكون بالنباتي لا بالحيواني فلا تأكل اي شي حيواني او دخله شي من الحيوان

الحيوان فاللبن والجبن واللحم ممنوع .. واذا طبخت الرز بزيت حيواني فهو ممنوع لانه دخله

شي من الحيوان .. ومقصود هذا المذهب ان لا تأكل اي شي فيه حيوان .. وقد كانت الكاتب

المصري انيس منصور على هذا المذهب وفي ظني انه مذهب بوذي والله اعلم




6 - ومنهم من يرى ان الجوع هو أن يغلب عليك الاحساس بالجوع في كل احولك

ويقل عندك الاحساس بالشبعه او الاحساس المحايد وهو ان لا تكون جائعا ولا شبعان

وحجة هذا المذهب قوله

ان الغرض من الجوع هو تهذيب النفس وترقيتها وحرمانها من بعض ما تحتاج اليه

من اجل رفعها وتعليمها الصبر والتحمل .. وبعض الناس لا يحس بالجوع الا نادر

بسبب طبع في جسده او علة فيه دماغه او جهازه الهضمي وغاية هذا ان يشعر نفسه

بالحاجه الشديده للطعام والجوع الذي يطوى الاضلاع ويكثر تنيه الدماغ اليه

من اجل تهذيب النفس وترقيتها ..



وبهذا يكون مفهوم رياضة الجوع هو تهذيب النفس بالجوع من اجل رفعها

وتقويتها وتعوديها على الصبر والتحمل والجلد ..


فإن قلت لماذ حددته بفترة ستة اشهر الى خمس سنوات ؟؟


قلنا لان الغرض منه التدريب والتعليم .. ونحن نشاهد في عالم الجسوم ان التدريب

على اي مهارة لا يقل عن ستة اشهر ولا يزيد عن خمس سنوات بحسب طبائع النفوس

فمهارة القرأة والكتابه والمشي والتفكير ونحوها قد ينالها الانسان بستة اشهر وقد

لا تستطيع نفسه مفارقة المألوف الا بفترة طويلة


فإن قلت ما علامة تروض النفس بالجوع ؟؟


قلنا العلامة ان تعتاد الجوع فلا يتعبها ولا يرهقها .. ثم تتحول من التعود

الى الاستلذاذ والاتياح للجوع فيكون هناك لذة الجوع وحب خواء البطن

ونحن نعرف ان بداية الرياضة النفسيه لاي خصلة يحتاج الى بذل جهد وصبر

ومقاومة نفسيه قويه ثم مع الايام والليالي تقل المقاومه وتبداء النفس بألفه

هذا الشي الجديد


فإن قلت مافائدة رياضة الجوع على النفس ؟؟

قلنا من احسن الفوائد هي


1 - اشراق الفكره وعمل العقل .. فالشبعه سبب للكسل الفكري

والعقلي وكثير من المذاهب الاشراقية الذوقيه التى ترى ان المعرفة الماورئيه يمكن

ان يحصلها الانسان بذاته تتخذ من الجوع استراتيجيه مهمة للوصول لمرحلة الالهام

والاتصال بالعالم الاخر من اجل اخذ العلوم بدون معلم ..

وحجة هولاء قولهم ان التشبه سبب للتنزل والحلول

فاذا تشبهت بالملائكه في عدم الاكل وترك الضرويات الجمسانيه التحقت بعالم

الملكوت وصار اتصالهم بروحك كثيره بحكم انك شابهتهم بخصالهم وطباعهم وسلوكهم

كما انك اذا تشبهت بالشياطين والعدوان والحسد تنزلت عليك الشياطين

واذا تشبهت بالحيوانات في الاكل والنكاح والشهوات تنزلت عليه اخلاق الحيوانات



2 - تخفيف شرة النفس وطموحها وعدوانها


ذالك ان الجوع يخلق نفس غاضبة عصبيه في بداية الامر وهذه مرحلة

التحول من حال الشبعه الى حال الجوع فالنفس تغضب بسبب فقد المألوف والمعتاد

فيحتاج السالك الى مقاومة الغضب وبعد الغضب المتواصل يحصل الانهاك الجسمي والبدني

وتوهم النفس صاحبها بالانهاك والدوار والغيثان من اجل رده عن الجوع ويحتاج الى مقاومة

الضعف والانهاك .. وبعد ذالك يحصل نوع من الخنوع والمسالمه فيذهب الغضب ولانهاك

وتتعود النفس على هذا الخلق الجديد وهو الجوع .. ثم يحصل نوع من الشعور الغيري

والاحساس بالاخرين وايثارهم بالطعام والاكل وخفة حدة طمع النفس وشحها بسبب

تهذيبها بخلق الجوع

فصارت النفس تمر في مرحلة الجوع بخمس مراحل

مرحلة الغضب .. مرحلة الانهاك والتعب .. مرحلة المسالمه والمطاوعه ..

مرحلة الشعور بالاخرين والاحساس بهم .. مرحلة خفة الطمع والشح ..


3 - ترويض النفس والقدره على سوقها والتحكم بها

ذالك ان النفس اما ان تتحكم بك .. او تتحكم بها ...

فاذا اخضعتها لك صارت منقادة للعقل والشرع والفضائل فهي تؤمر ولا تأمر

وتقاد ولا تقود ..

واذا لم تخضعها لك خضعت انت لها .. وصار العقل والشرع والفضائل

من جنودها فتستعمل هذه الموازين والمعايير من اجل تبرير اخطائها

وتسويغ حظوظها .. وتلبس لك اثواب الخداع في مظاهر دينيه وعبادات

شعائريه وكأنك على الامر الرشيد والفعل الصالح .. وفي الحقيقه انها

عبادة نفسيه تظهر بمظاهر شتى وهي المتحكمه الامره الناهيه

فالارده وقوة الفكر وقوة العلم من اسلحتها ..

خلاصة الامر ان النفس اذا لم تقدها قادتك واذا لم تروضها تمردت عليك ..



فإن قلت ما ضرر الجوع على النفس والبدن ؟؟

قلنا ان الجوع سلاح ذو حدين فكثرة وتعميقه يضر بالبدن والنفس

فربما سبب المرض الدائم الجسماني المودي للهلاك وكثير من المريدين

في كل الاديان ذهبوا ضحايا للمرض والهلاك البدني

وربما كان سبب فساد المزاج وتشوه الادارك وتعطل العقل

فيحتاج الانسان ان يدرب نفسه عليه برفق ..


فإن قلت وهل الصيام يقوم بمهمة الجوع والعطش ؟؟

قلنا ان عبادة الصيام من اقوى العبادات في تهذيب النفس اذا استخدمت على

الوجه الذي يراعي اصلاح النفس وتهذيبها

لانه عبادة جمعت بين الجوع والعش في النهار والري والشبع في الليل

ولكن يجب على السالك ان يراقب نفسه في الصيام بحيث يكون صيامة

محقق لغرض الجوع في تهذيب النفس

وذالك بالاقلال من الطعام في فترة الافطار فيقتصر على البلغه

وبعض الناس يرى انه يكفي

في ذالك الاقتصار على الاسودان التمر والماء وهو اكثر طعام النبي

عليه الصلاة والسلام كما رود عن عائشه من حديث عروه في صحيح البخاري

فيأكل عند الافطار سبع من التمر وعند السحور سبع من التمر مع شرب الماء

ولو اقتصر في شهر رمضان المبارك على هذا لحصل فائده عظيمه في تهذيب

النفس واشراقها وقوة اتصالها بعالم الملكوت

وفساد الصيام سببه عدم الاحساس بالجوع والعطش والاكثار من الاكل والشرب

في الليل حتى ان امراض الباطنيه تكثر في رمضان بسبب الشبعه وفوضي الطعام









الزنقب غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)