بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مجمــــــــــوعة قصصيـــــــــة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 30-03-2003, 06:18 PM   #1
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
مجمــــــــــوعة قصصيـــــــــة

القصة الأولى


قصة عجيبة

تقول القصة
حدثني أحد أصدقائي (ظابط برتبة تقيب في قسم التحقيق في الشرطة ) بهذه القصة العجيبة التي حدثت معه شخصيا ، آمل منك أن تقرأها بتمعن وتنظرا للعبر التي يمكن أن نستفيدها منها لعلها تحرك أفئدتنا وقلوبنا ونعتبر بما فيها :

قال لي محدثي في يوم من الأيام يوم الخميس قبل صلاة المغرب بقليل جاءت سيارة مسرعة سرعة جنونية في طريق سريع وصدمت رجل كان يمشي في الطريق أمام باب وكالة سيارات (بي أم دبليو) وهرب السائق الذي صدم هذا الرجل ...

وقد تمكنت الشرطة في نفس اليوم من إلقاء القبض عليه ...

والرجل الذي صدمته السيارة توفي في الحال ، وعند البحث عن الأوراق التي كانت بحوزته ، تبين أنه قادم للبحث عن عمل في وكالة السيارات التي توفي أمامها ...



ونقل هذا المتوفى إلى إحدى المستشفيات حتى يحفظ في الثلاجة ويأتي أحد أقاربه للسؤال عنه واستلامه ...

ومضى أسبوعين ولم يسأل عنه أي أحد ...

وفي نهاية الأسبوع الثاني بدأ يبحث الظابط عن هاتف منزله من خلال الأوراق التي كانت بحوزته ...

اتصل الظابط بالمنزل فردت عليه امرأة فسألها : أين فلان قالت : غير موجود . فقال لها : وماذا تقربين أنت له . قالت : زوجته . فقال لها : متى سيعود . قالت : لا أعلم . لقد خرج منذ أسبوعين ولا نعلم عنه شيء وأنا وأطفالي الاثنين ننتظر عودته . ... أنهى الظابط المكالمة معها دون أن يخبرها بما حدث ... وبدأ يفكر في أمرها وكيف يبلغها بأمر زوجها الذي دعسته السيارة ومات ...

ظل في حيرة من الأمر لمدة يومين ثم قرر بعدها إبلاغها بما حدث ...

اتصل عليها مرة أخرى وأبلغها بالأمر فحزنت حزنا شديدا وبكت وههو يحدثها ..

ثم طلب منها أن ترسل أي أحد من الأقارب حتى يتابع القضية وينهي الإجراءت النظامية ...

فأبلغته بأنه لا يوجد لهم أقارب إلا عم لزوجها يسكن في منطقة تبعد عنهم مئات الكيلومترات والعلاقة بينهم مقطوعة ...


تابع الظابط موضوع هذه المرأة بنفسه ... حتى دفن وحكمت المحكمة على السائق بدفع الدية للمرأة ...

أخذ هذا السائق يماطل بالدفع ويقول انني لا أملك شيئا ولا أستطيع الدفع لها ... وبعد مرور ثلاثة أشهر من الحادث استطاع أن يحضر صك إعسار من احدى المحاكم بشهادة اثنين ... وطويت القضية على أنه معسر وسيتم سداده لهذه المرأة عندما تتحسن حالته المالية ....

تصور أخي حالة هذه المرأة المادية التي كان زوجها يبحث عن عمل ...

يقول الظابط كنت أجمع لها بعض النقود وأعطيها إياها ، وكنت أدلها على بعض الجمعيات الخيرية في البلد .....


ومرت الأيام ...


وفي يوم من الأيام وبعد سنة بالضبط من الحادث الأول كنت مناوبا في المساء وإذا بمكالة هاتفية تأتي إلى الشرطة ويقدر الله أن أرد على هذه المكالمة وأنا بحضرة حوالي عشرين ضابط ... وإذا بخبر حادث سيارة أمام وكالة السيارات بي إم دبليو ...

ذهبت إلى موقع الحادث للتحقيق فيه ... فوجدت إن سيارة صدت رجل ومات في الحال ... وكانت الجثة مشوهة جدا لا أحد يستطيع التعرف على ملامح هذا الميت ...

وكان اليوم خميس والوقت قبل المغرب بقليل ...


وبعد البحث عن الأوراق التي بحوزته كانت المفاجأة المذهلة والصاعقة التي تيقنت من خلالها أنه لا شيء يضيع عند رب الأرباب تبين لي بأنه هو نفس الشخص الذي عمل الحادث وظلم المرأة ، في نفس المكان ونفس الموعد بعد سنة من الحادث الأول

ومن هول المفاجأة بالنسبة لي أخذت أتردد على المكان عدة مرات ولعدة أيام وقست المسافة بين موقع الحادث الأول والحادث الثاني فوجدت الفرق خمسة أمتار بينهما

ومما زاد من المفاجأة أن الذي توفي في الحادث الثاني جاء يمشي للدخول إلى وكالة السيارات ومعه شيك ليدفعه للوكالة لشراء سيارة جديده له منها

انظر أخي المسلم كيف أن الرجل الأول كان في الطريق للبحث عن عمل وكان الثاني في الطريق لشراء سيارة جديدة ...


يقول صاحب القصة : فأخبرت القاضي الذي سيتولى الحكم بموضوع هذا الرجل وما كان منه وقد قدر الله أن سائق السيارة الذي صدم الرجل الثاني كان يعمل في شركة كبيرة وعندما طلبت منه الدية أحضرها سريعا ولكن القاضي حكم بأن تكون هذه الدية من نصيب المرأة التي ظلمها هذا الميت وبهذا تمت القصة

بسم الله الرحمن الرحيم

إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) آل عمران

صدق الله العظيم

تمت

أنتظروا القصة التالية وهي "..............................."؟؟
العمود غير متصل  


قديم(ـة) 30-03-2003, 06:27 PM   #2
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة الثانية

" معلمة اللاهوت "ميري واتسون" بعد إسلامها "



درست اللاهوت في ثماني سنوات.. واهتديت إلى الإسلام في أسبوع !!
يوم إسلامي يوم ميلادي.. والمسلمون بحاجة إلى قوة الإيمان
بين الشك واليقين مسافات، وبين الشر والخير خطوات، اجتازتها "ميري واتسون" معلمة اللاهوت سابقاً بإحدى جامعات الفلبين، والمنصِّرة والقسيسة التي تحولت بفضل الله إلى داعية إسلامية تنطلق بدعوتها من بريدة بالمملكة العربية السعودية بمركز توعية الجاليات بالقصيم، لتروي لنا كيف وصلت إلى شاطئ الإسلام وتسمت باسم خديجة.
بياناتك الشخصية قبل وبعد الإسلام؟
أحمد الله على نعمة الإسلام، كان اسمي قبل الإسلام "ميري" ولديَّ سبعة أبناء بين البنين والبنات من زوج فلبيني، فأنا أمريكية المولد في ولاية أوهايو، وعشت معظم شبابي بين لوس أنجلوس والفلبين، والآن بعد الإسلام ولله الحمد اسمي خديجة، وقد اخترته لأن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت أرملة وكذلك أنا كنت أرملة، وكان لديها أولاد، وأنا كذلك، وكانت تبلغ من العمر 40 عاماً عندما تزوجت من النبي صلى الله عليه وسلم، وآمنت بما أنزل عليه، وكذلك أنا كنت في الأربعينيات، عندما اعتنقت الإسلام، كما أنني معجبة جداً بشخصيتها، لأنها عندما نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم آزرته وشجعته دون تردد، لذلك فأنا أحب شخصيتها.
حدثينا عن رحلتك مع النصرانية.
كان لديَّ ثلاث درجات علمية: درجة من كلية ثلاث سنوات في أمريكا، وبكالوريوس في علم اللاهوت بالفلبين، ومعلمة اللاهوت في كليتين فقد كنت لاهوتية وأستاذاً محاضراً وقسيسة ومنصِّرة، كذلك عملت في الإذاعة بمحطة الدين النصراني لإذاعة الوعظ النصراني، وكذلك ضيفة على برامج أخرى في التلفاز، وكتبت مقالات ضد الإسلام قبل توبتي، فأسأل الله أن يغفر لي، فلقد كنت متعصبة جداً للنصرانية.
ما نقطة تحولك إذن من منصِّرة إلى داعية إسلامية؟
كنت في إحدى الحملات التنصيرية إلى الفلبين لإلقاء بعض المحاضرات، فإذا بأستاذ محاضر فلبيني جاء من إحدى الدول العربية، لاحظت عليه أموراً غريبة، فأخذت أسأله وألحّ عليه حتى عرفت أنه أسلم هناك، ولا أحد يعرف بإسلامه وقتئذ.
وكيف تخطيت هذه الحواجز وصولاً إلى الإسلام؟
عدما سمعت عن الإسلام من هذا الدكتور الفلبيني راودتني أسئلة كثيرة: لماذا أسلم؟ ولماذا بدل دينه؟ لابد من أن هناك شيئاً في هذا الدين وفيما تقوله النصرانية عنه ؟! ففكرت في صديقة قديمة فلبينية أسلمت وكانت تعمل بالجزيرة، فذهبت إليها، وبدأت أسألها عن الإسلام، وأول شيء سألتها عنه معاملة النساء، لأن النصرانية تعتقد أن النساء المسلمات وحقوقهن في المستوى الأدنى في دينهن، وهذا غير صحيح طبعاً، كما كنت أعتقد أن الإسلام يسمح للأزواج بضرب زوجاتهم، لذلك هن مختبئات وكائنات في منازلهن دائماً !
ارتحت كثيراً لكلامها فاستطردت أسألها عن الله عز وجل، وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعندما عرضت عليَّ أن أذهب إلى المركز الإسلامي ترددت فشجعتني فدعوت "الرب" وابتهلت إليه حتى يهديني، وذهبت فاندهشوا جداً من معلوماتي الغزيرة عن النصرانية ومعتقداتي الخاطئة عن الإسلام،. وصححوا ذلك لي، وأعطوني كتيبات أخذت أقرأ فيها كل يوم وأتحدث إليهم ثلاث ساعات يومياً لمدة أسبوع، كنت قد قرأت بنهايته 12 كتاباً، وكانت تلك المرة الأولى التي أقرأ فيها كتباً لمؤلفين مسلمين والنتيجة أنني اكتشفت أن الكتب التي قد كنت قرأتها من قبل لمؤلفين نصارى ممتلئة بسوء الفهم والمغالطات عن الإسلام والمسلمين، لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكريم، وهذه الكلمات التي تُقال في الصلاة.
وفي نهاية الأسبوع عرفت أنه دين الحق، وأن الله وحده لا شريك له، وأنه هو الذي يغفر الذنوب والخطايا، وينقذنا من عذاب الآخرة، لكن لم يكن الإسلام قد استقر في قلبي بعد، لأن الشيطان دائماً يشعل فتيل الخوف والقلق في النفـــس، فكثف لي مركز التوعية الإسلامي المحاضرات، وابتهلت إلى الله أن يهديني، وفي خلال الشهر الثاني شعرت في ليلة ـ وأنا مستلقية على فراشـــي وكاد النوم يقارب جفوني ـ بشيء غريب استقر في قلبي، فاعتدلت من فوري وقلت يا رب أنا مؤمنة لك وحدك، ونطقت بالشهادة وشعرت بعدها باطمئنان وراحة تعم كل بدني والحمد لله على الإسلام، ولم أندم أبداً على هذا اليوم الذي يعتبر يوم ميلادي.
وكيف تسير رحلتك مع الإسلام الآن؟
بعد إسلامي تركت عملي كأستاذة في كليتي وبعد شهور عدة طلب مني أن أنظم جلسات أو ندوات نسوية للدراسات الإسلامية في مركز إسلامي بالفلبين حيث موطن إقامتي، وظللت أعمل به تقريباً لمدة سنة ونصف، ثم عملت بمركز توعية الجاليات بالقصيم ـ القسم النسائي كداعية إسلامية خاصة متحدثة باللغة الفلبينية بجانب لغتي الأصلية.
وماذا عن أولادك؟
عندما كنت أعمل بالمركز الإسلامي بالفلبين كنت أحضر للبيت بعض الكتيبات والمجلات وأتركها بالمنزل على الطاولة "متعمدة" عسى أن يهدي الله ابني "كريستوفر" إلى الإسلام، إذ إنه الوحيد الذي يعيش معي، وبالفعل بدأ هو وصديقه يقرآنها ويتركانها كما هي تماماً، كذلك كان لديَّ "منبه أذان" فأخذ يستمع إليه مراراً وتكراراً وأنا بالخارج ثم أخبرني بعد ذلك برغبته في الإسلام، ففرحت جداً وشجعته ثم جاء إخوة عدة من المركز الإسلامي لمناقشته في الإسلام وعلى أثرها أعلن الشهادة وهو ابني الوحيد الذي اعتنق الإسلام في الوقت الحالي، وسمى نفسه عمر، وأدعو الله أن يمنَّ على باقي أولادي بنعمة الإسلام.
ما الذي أعجبك في دين الإسلام؟
الإسلام هو الطريق الأكمل والأمثل للحياة، بمعنى آخر هو البوصلة التي توجه كل مظاهر الحياة في الاقتصاد والاجتماع وغيرها حتى الأسرة وكيفية التعامل بين أفرادها.
ما أكثر الآيات التي أثارت قلبك؟
قوله تعالى: ( هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون ) . فهي تعني لي الكثير وقد ساعدتني وقت الشدة.
ما نوعية الكتب التي قرأتها؟
أحب القراءة جداً. فقد قرأت في البخاري ومسلم والسيرة النبوية، وعن بعض الصحابة والصحابيات بجانب تفسير القرآن طبعاً وكتب غيرها كثيرة.
الخوض في أجواء جديدة له متاعب، فما الصعوبات التي واجهتها؟
كنت أعيش بين أمريكا والفلبين كما أن بناتي جميعهن متزوجات هناك وعندما أسلمت كان رد ثلاث من بناتي عنيفاً إزاء اعتناقي الإسلام والباقيات اعتبرنه حرية شخصية، كما أن بيتي وتليفوني روقبا، فقررت الاستقرار في الفلبين، لكن تنكر لي أهل زوجي لأني من قبل كنت مرتبطة بهم لكون أبي وأمي ميتين، لذلك بكيت ثلاثة أيام، وعندما كنت أظهر في الشارع بهذا الزي كان الأطفال ينادون عليَّ بالشيخة أو الخيمة، فكنت أعتبر هذا بمثابة دعوة إلى الإسلام، كما تجنبني كل من يعرفني تماماً.
هل حضرت ندوات أو مؤتمرات بعد اعتناق الإسلام؟
لم أحضر، ولكن ألقيت العديد من المحاضرات عنه في الجامعات والكليات بالفلبين، وقد دعيت من قبل رؤساء بعض الدول لإجراء محاورات بين مسلمة ونصرانية لكن لا أحب هذه المحاورات لأن أسلوبها عنيف في النقاش، وأنا لا أحب هذه الطريقة في الدعوة بل أفضل الأسلوب الهادئ لا سيما اهتمامنا بالشخص نفسه أولاً ثم دعوته ثانياً.
ما رأيك فيما يُقال عن خطة عمرها ربع القرن المقبل لتنصير المسلمين؟
بعد قراءتي عن الإسلام وفي الإسلام علمت لماذا الإسلام مضطهد من جميع الديانات لأنه أكثر الديانات انتشاراً على مستوى العالم، وأن المسلمين أقوى ناس لأنهم لا يبدلون دينهم ولا يرضون غيره بديلاً، ذلك أن دين الإسلام هو دين الحق وأي دين آخر لن يعطيهم ما يعطيه لهم الإسلام.
ماذا تأملين لنفسك وللإسلام؟
لنفسي ـ إن شاء الله ـ سأذهب إلى إفريقيا، لأدرس بها وأعمل بالدعوة، كما آمل أن أزور مصر لأرى فرعونها الذي ذُكر في القرآن، وجعله الله آية للناس، أما بالنسبة للإسلام، فنحن نحتاج إلى إظهار صحته وقوته وحسنه، وسط البيئات التي يحدث فيها تعتيم أو تشويش إعلامي. كما نحتاج إلى مسلمين أقوياء الإيمان، إيمانهم لا يفتر، يقومون بالدعوة إلى الله.

تمت


القصة القادمة رهيبة جداً انتظروها .....
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 31-03-2003, 07:14 PM   #3
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة الثـــالثة

" عزيمة واصرار "



يدخل محمد الطالب بالصف الثاني الاعدادي

على والده في المنزل ماسكاً بيده شهادة نتيجة امتحان منتصف العام الدراسي وكان متردداً في ان يقدم الشهادة لوالده لانه لم يكن ناجحاً ويخاف ان يعاقبه والده على ذلك

محمد : ( يكلم نفسه )
لازم اقول لوالدي انا نجحت خاصة وانه لا يعرف القراءة ، واخليه يبصم بأصبعه
على الشهادة ، وسوف يساعدني على ذلك ان الأستاذ لم يضع دوائر حمراء على المواد
اللي انا ضعيف فيها ...

يبادر محمد والده : قوللي مبروك .. نجحت يا والدي

ابو محمد : مبروك عليك وعلينا يا ابني
يا سلام ولدي نجح .. زين يا ولدي
الحمد لله هات الشهادة أشوفها محمد : اتفضل يا والدي .. يسلمه الشهادة ابو محمد : يتفحص الشهادة
ما شاء الله صحيح يا ولدي
ما بشوف فيها شىء احمر مثل الطماط
يعني ما فيها دوائر حمراء . مبروك يا ولدي هات المداد خليني أبصم عليها بالعشرة بعد ما كنت أبصم بأصبع واحد
وهذه كمان عشرة ريالات هدية النجاح . يبصم الوالد على الشهادة
مع ابتسامة خبيثة من الولد وفي اليوم التالي استدعى مدير المدرسة والد محمد ابو محمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المدير : اهلا ابو محمد
ابو محمد : انتو اليوم مستدعيني ،، عسى ان يكون خير المدير : يا عم ابو محمد ولدك راسب في خمس مواد
والغريبة انك باصم على الشهادة . ابو محمد : ابني .. ولدي محمد ما ناجح ..
انا بروحي شايف شهادته ..
ما فيها ولا دائرة واحدة حمرة
والحمد لله ، اليوم تقول انه ما ناجح
انتو عندكم اللي يرسب تسووا له دوارة بالأحمر .
المدير : يا الوالد درجات ابنك ضعيفة جداً أقل من الدرجة اللي لازم يحصل عليها عشان ينجح ،، والمعلم نسى يعمل دوائر حمراء . ابو محمد : الحمدلله هذه غلطتكم . المدير : لا يا الوالد .. الغلطة غلطتك انت لانك لا تعرف القراءة ولا الكتابة .

رجع ابو محمد الى منزله وهو متألم لما فعله ابنه حيث استغل عدم معرفته للقراءة والكتابة وفعل فعلته المنكرة مما تسبب في إحراجه امام مدير المدرسة .
كما حزن ابو محمد لضياع وقت طويل من عمره لم يفكر خلاله من الالتحاق بفصول محو الأمية المفتوحة في قريته لتلقي العلم والمعرفة

نتيجة لكل ما حدث فكر ابو محمد كثيراً في أمره وقال في نفسه : ما فات مات
ما دامت فرصة التعليم للكبار امثالي متاحة وميسرة بحمد الله وبفضل الحكومة الرشيدة وان فصول محو الأمية ما زالت مفتوحة للراغـبـيـن في التعليم فلا بد لي من الالتحاق بها لأتعلم حتى لا أكون في موضع سخرية بين بعض الذين يعرفون القراءة والكتابة

فعلا التحق ابو محمد بفصل محو الأمية الذي كان مفتوحاً بالقرية المجاورة لقريته
ولرغبته الأكيدة في معرفة القراءة والكتابة وتلقي العلم تمكن في وقت قصير من تحقيق رغبته واصبح يساعد أبناءه الصغار في مراجعة دروسهم .

أتدرون الى اية مرحلة واصل تعليمه .
لن تصدقوا ان قلتم لكم انه الان لديه شهادة الماجستير ، وبعد ان كان يعمل حارس اصبح الان مدير عام في احدى الدوائر الحكومية وذلك بفضل قوة إرادته و عزيمته الجبارة ...




القصة الرابعة شيقة جداً جداً انتظروها

ا
ل
ع
م
و
د
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 01-04-2003, 06:59 PM   #4
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة الرابعة

إمرأة سعودية يسلم على يديها سبع اوروبيات!!!!!!



هذه مثال للمرأة المعتزة بدينها والتي تحمل بين جنبيها قلب ينبض بهم هذا الدين قلب عرف الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لم تتزعزع ولم تتقهقر قلب يحمل هم الدعوة ولكن مثلها قليل . هذه المرأة ( أم عبدالعزيز) وهي زوجة أحد الأطباء السعوديين من مدينة الرياض ذهبت هذه المرأة بصحبة زوجها إلى أحد المؤتمرات الطبية في أحد المدن الأوربية ذهبت وهي تعلم أن ربها في السعودية هو ربها في أوربا ذهبت وهي تعلم أن هنا رجال وهناك رجال التزمت بدينها وبتعاليم دينها وانعكس هذا على لباسها فكان الحجاب الكامل نزلت في تلك المدينة بالحجاب الكامل حتى أنك لاترى منها شيئا كانت تتنقل مع زوجها بين أروقة المؤتمر وهي سواد لا يعرف ما بداخله وكانت الأعين تتفحصها وتود أن تعلم ما هذا حجاب كامل وسط أوربا شيء لم يألفوه واجتمعت عليها كثير من النساء الأوربيات وهن بروفسورات قد بلغن من العمر سنينا وقلن لها ــــ وكانت تجيد اللغة الإنجليزية ــــ أنك ما لبستي هذا الشيء إلا وفيكي عيب أو وجهك مشوه ( وهذه فكرتهن عن الحجاب أنه يخفي القبح داخله ) أخذتهن جانبا وكشفت عن وجهها فإذا هي امرأة كأي امرأة أخرى لا قبح ولاتشويه بل نور إن شاء الله تحدثت إليهن وشرحت لهن وضع المرأة في الإسلام وعظمة المرأة المسلمة وتحدثت عن الإسلام عموما وبعد حوالي ثلث ساعة أعلنت سبع بروفسورات منهن الإسلام ودخلن في الإسلام والسبب ( أم عبدالعزيز ).
ـــــــــــــــــــــ
سبع بروفسورات في ثلث ساعة كم نحن مقصرين ؟ هذه المرأة لم تتنكر لدينها ولم ترم الحجاب وتذوب داخل هذه المجتمعات وتصبح رخيصة ذليلة بعد أن أعزهن الإسلام هذه هي المرأة المسلمة إذا قامت بدورها تقود العالم امرأة تقود البروفسورات !! وفقكي الله يا أم عبدالعزيز وحماكي ونفع بك الإسلام والمسلمين !!
ـــــــــــــــــــــــــ





العمود
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 02-04-2003, 01:56 AM   #5
الجنرال
عـضـو
 
صورة الجنرال الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2001
المشاركات: 2,290
أخي العمدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً بك صديقاً لدينا في هذا القسم الذي أسأل الله

أن يكون ناجحاً وأن ينشط ويكون عوناً لنا على الطاعة .



قصص جميلة أرجوا الإستمرار.



أخوك الجنرال
الجنرال غير متصل  
قديم(ـة) 05-04-2003, 07:12 PM   #6
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
أسرة كاملة تستقيم بخمس ريالات

أسرة كاملة تستقيم بخمس ريالات

بعد تخرجه من الجامعة عين مدرساً في مدرسة ابتدائية .. فشعر بعظم المسؤولية والأمانة هاهم فلذات الأكباد بين يديه .. سأل نفسه : إن الأب لا يسلم ابنه لأحد بطوعه واختياره إلا للمدرسة .. إنه يمضي بها ست ساعات دون أن يفكر الأب في مصير ابنه .. وماذا يتلقى ؟

لا إله إلا الله .. ما أعظمها من مسؤولية!! كان يفكر دائماً في دعوة الناشئة إلى الخير فيجد منهم قبولاً كبيراً عكس ما يسمعه من زملائه من أنهم صغاراً لا يفقهون ما يقول. لقد وجدهم يبادرون إلى الصدقة إن حدثهم عن فضلها ..لقد سمع من آبائهم.. أن الأبناء الصغار يحرصون على الصلاة في المسجد.. بل وحتى صلاة الفجر التي هجرها أكثر المسلمين إلا من رحم ربك.. قائلين : لقد حدثنا الأستاذ عن فضلها !! لقد استطاع أن يجعل جل الطلاب يلتحقون بحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد ويحفظون كتاب الله ..كان يزورهم في المساجد ويحمل الهدايا ..كان همه أن ينال أجرهم.. أحبه الطلاب كثيراً.. وأحبهم أكثر. لم يكن يتردد عن (حصص الانتظار) بل يبادر إليها فهمه أكبر من هم الآخرين.. فلم تكن ثقلاً كما يعتبرها غيره في حصة الانتظار.. سأل الطلاب : من يرغب منكم أن يصبح داعية إلى الله ؟ أجابوا جميعاً : كلنـــــا يريد! إذن فلنبدأ على بركة الله ... ليحضر كل واحد منكم شريطاً نافعاً من تلاوة القرآن أو المحاضرات المناسبة. وبعد أن أحضر الطلاب المطلوب.. جعلهم يتبادلون الأشرطة بينهم بحيث يدور الشريط على كل الطلاب وأوصاهم أن يسمعوا الأشرطة لأهلهم !! واستمر المشروع الدعوي المبارك بعد أن جعل طالباً مسئولاً عن الإعارة .. ثم انتقل إلى الكتيبات الإسلامية . وذات يوم.. حمل إليه أحد الطلاب رسالة خاصة .. فتحها فقرأ : ( أيها المربي الفاضل : هذه رسالة شكر وعتاب.. فلا تتصور كم كان أثر الشريط الذي أحضره أخي الأصغر .. نعم لقد قلب هذا الشريط حياة أسرة بأكملها .. أسرة لا هم لها إلا التمتع بملذات الحياة . فوالدنا ترك لنا الحبل على الغارب .. وأمي لا تعرف عن دينها شيئا .. فكانت حياتنا بعيدة عن منهج الله.. الصلاة هي آخر ما نفكر فيه .. فلم تكن يوماً موضوعاً يطرح في بيتنا .. فلم نؤمر بها فضلاً عن أن نضرب على تركها !! هذه حياتنا .. لهو وعبث .. نلهث خلف مغريات الدنيا .. الأولاد خلف الفن والرياضة والسفر .. أما نحن البنات فلا هم لنا إلا الأسواق وتتبع الموضات ومتابعة المسلسلات والأفلام .. وحتى المباريات !! ولكني أعرف من نفسي أن هناك فراغاً روحياً قاتلاً أحمله .. هناك ضنك أعيشه .. ورغم أني جامعية وفي كلية علمية .. ومتفوقة في دراستي إلا أن السعادة الحقيقية كانت مفقودة تماماً في حياتي .. حتى جاء مساء الأربعاء الماضي .. فأعطاني أخي - الطالب لديكم - شريطاً شدني عنوانه : السعادة بين الوهم والحقيقة !!! قلت في نفسي .. لأستمع إليه .. فأرى مفهوم المتدينين عن السعادة استمعت إليه مرة .. ثم أعدته ثانية وثالثة في ليلتي تلك .. كانت كلمات الشيخ وفقه الله كأنها موجهة إلي .. أشعر به يناديني بقوة : هلمي إلى طريق السعادة الحقيقية الذي افتقدتيه أشعر وكأنه يهزني بعنف : إنك تعيشين وهم السعادة لا حقيقتها.. هالني ما نقل من اعترافات من كنت أضنهم أسعد السعداء !! نعم .. لقد كان النداء الأول الذي أيقظني من رقدة طالت مدتها .. لقد أمضيت إجازتي الأسبوعية .. أفكر في حديث الشيخ .. وأنتظر الشريط القادم من أخي .. وقد أوصيته بذلك فكان يوم السبت .. انتظرت أخي على أحر من الجمر: ها هو يحضر لي شريطاً عنوانه .. أرعبني .. وكأنه النذير الأخير : انتبه ..فقد لا يترحم عليك !! أخذت الشريط قبل الغداء فاستمعته .. كانت خطبة مؤثرة جداً .. فبكيت .. وبكيت.. أهذا مصيري .. إن أنا مت وأنا تاركة للصلاة.. لا أغسل !! لا أكفن !! لا يصلى علي !! يا للخزي في الدنيا والآخرة.. لم أتناول الغداء .. ذهبت مسرعة .. توضأت وصليت الظهر وبقيت في سجادتي أدعو الله أن يغفر لي ما أسلفت .. وقبل أن أنهي رسالتي .. اعذرني إن قلت لكم أيها المربون : لقد قصرتم كثيراً كثيراً .. فأبنائنا بين أيديكم أمانة .. وهم رسل خير إلى أهليهم .. فاتقوا الله وأدوا الأمانة كما ينبغي. فكم هم الحيارى أمثالي .. يملكون من المال أوفره ولكنهم يفتقدون الكلمة الطيبة .. رغم قلة ثمنها كما علمت.. أيها المربي الفاضل : نعم لقد تغيرت أسرة كاملة أو هي على وشك .. بخمس ريالات فقط. فهل أنتم مواصلون !!!


إلى اللقـــــــــــــاء مع القصة القادمة إن شاء الله تعالى .......
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 07-04-2003, 03:37 PM   #7
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
توبة فتاة نصرانية

توبة فتاة نصرانية

سناء* فتاة مصرية نصرانية، كتب الله لها الهداية واعتناق الدين الحق بعد رحلة طويلة من الشك والمعاناة، تروي قصة هدايتها فتقول
"نشأت كأي فتاة نصرانية مصرية على التعصب للدين النصراني، وحرص والدي على اصطحابي معهما إلى الكنيسة صباح كل يوم أحد لأقبل يد القس، وأتلو خلفه التراتيل الكنسية، وأستمع إليه وهو يخاطب الجمع ملقنا إياهم عقيدة التثليث، ومؤكدا عليهم بأغلظ الأيمان أن غير المسيحيين مهما فعلوا من خير فهم مغضوب عليهم من الرب، لأنهم – حسب زعمه- كفرة ملاحدة. كنت أستمع إلى أقوال القس دون أن أستوعبها، شأني شأن غيره من الأطفال، وحينما أخرج من الكنيسة أهرع إلى صديقتي المسلمة لألعب معها، فالطفولة لا تعرف الحقد الذي يزرعه القسيس في قلوب الناس. كبرت قليلا، ودخلت المدرسة، وبدأت بتكوين صداقات مع زميلاتي في مدرستي الكائنة بمحافظة السويس.. وفي المدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الخصال الطيبة التي تتحلى بها زميلاتي المسلمات، فهن يعاملنني معاملة الأخت، ولا ينظرن إلى اختلاف ديني عن دينهن، وقد فهمت فيما بعد أن القرآن الكريم حث على معاملة الكفار – غير المحاربين – معاملة طيبة طمعا في إسلامهم وإنقاذهم من الكفر، قال تعلى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). إحدى زميلاتي المسلمات ربطتني بها على وجه الخصوص صداقة متينة، فكنت لا أفارقها إلا في حصص التربية الدينية، إذ كنت – كما جرى النظام أدرس مع طالبات المدرسة النصرانيات مبادئ الدين النصراني على يد معلمة نصرانية. كنت أريد أن أسأل معلمتي كيف يمكن أن يكون المسلمون – حسب افتراضات المسيحيين – غير مؤمنين وهم على مثل هذا الخلق الكريم وطيب المعشر؟ لكني لم أجرؤ على السؤال خشية إغضاب المعلمة حتى تجرأت يوما وسألت، فجاء سؤالي مفاجأة للمعلمة التي حاولت كظم غيظها، وافتعلت ابتسامة صفراء رسمتها على شفتيها وخاطبتني قائلة: " إنك ما زلت صغيرة ولم تفهمي الدنيا بعد، فلا تجعلي هذه المظاهر البسيطة تخدعك عن حقيقة المسلمين كما نعرفها نحن الكبار..". صمت على مضض على الرغم من رفضي لإجابتها غير الموضوعية، وغير المنطقية. وتنتقل أسرة أعز صديقاتي إلى القاهرة، ويومها بكينا لألم الفراق، وتبادلنا الهدايا والتذكارات ، ولم تجد صديقتي المسلمة هدية تعبر بها عن عمق وقوة صداقتها لي سوى مصحف شريف في علبة قطيفة أنيقة صغيرة، قدمتها لي قائلة:" لقد فكرت في هدية غالية لأعطيك إياها ذكرى صداقة وعمر عشناه سويا فلم أجد إلى هذا المصحف الشريف الذي يحتوي على كلام الله". تقبلت هدية صديقتي المسلمة شاكرة فرحة، وحرصت على إخفائها عن أعين أسرتي التي ما كانت لتقبل أن تحمل ابنتهم المصحف الشريف. وبعد أن رحلت صديقتي المسلمة، كنت كلما تناهى إلي صوت المؤذن، مناديا للصلاة، وداعيا المسلمين إلى المساجد، أعمد إلى إخراج هدية صديقتي وأقبلها وأنا أنظر حولي متوجسة أن يفاجأني أحد أفراد الأسرة، فيحدث لي مالا تحمد عقباه. ومرت الأيام وتزوجت من "شماس" كنيسة العذارء مريم، ومع متعلقاتي الشخصية، حملت هدية صديقتي المسلمة "المصحف الشريف" وأخفيته بعيدا عن عيني زوجي، الذي عشت معه كأي امرأة شرقية وفية ومخلصة وأنجبت منه ثلاثة أطفال. وتوظفت في ديوان عام المحافظة، وهناك التقيت بزميلات مسلمات متحجبات، ذكرنني بصديقتي الأثيرة، وكنت كلما علا صوت الأذان من المسجد المجاور، يتملكني إحساس خفي يخفق له قلبي، دون أن أدري لذلك سببا محددا، إذ كنت لا أزال غير مسلمة، ومتزوجة من شخص ينتمي إلى الكنيسة بوظيفة يقتات منها، ومن مالها يطعم أسرته. وبمرور الوقت، وبمحاورة زميلات وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر في حقيقة الإسلام والمسيحية، وأوازن بين ما أسمعه في الكنيسة عن الإسلام والمسلمين، وبين ما أراه وألمسه بنفسي، وهو ما يتناقض مع أقوال القسس والمتعصبين النصارى. بدأت أحاول التعرف على حقيقة الإسلام، وأنتهز فرصة غياب زوجي لأستمع إلى أحاديث المشايخ عبر الإذاعة والتلفاز، علي أجد الجواب الشافي لما يعتمل في صدري من تساؤلات حيرى، وجذبتني تلاوة الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكريم، وأحسست وأنا أستمع إلى تسجيلاتهم عبر المذياع أن ما يرتلانه لا يمكن أن يكون كلام بشر، بل هو وحي إلهي. وعمدت يوما أثناء وجود زوجي في الكنيسة إلى دولابي، وبيد مرتعشة أخرجت كنزي الغالي "المصحف الشريف" فتحته وأنا مرتبكة، فوقعت عيناي على قوله تعالى: ( إن مثل عيس عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) . ارتعشت يدي أكثر وصببت وجهي عرقا، وسرت في جسمي قشعريرة، وتعجبت لأني سبق أن استمعت إلى القرآن كثير في الشارع والتلفاز والإذاعة، وعند صديقات المسلمات، لكني لم أشعر بمثل هذه القشعريرة التي شعرت بها وأنا أقرأ من المصحف الشريف مباشرة بنفسي. هممت أن أواصل القراءة إلا أن صوت أزيز مفاتح زوجي وهو يفتح باب الشقة حال دون ذلك، فأسرعت وأخفيت المصحف الشريف في مكانه الأمين، وهرعت لأستقبل زوجي. وفي اليوم التالي لهذه الحادثة ذهبت إلى عملي، وفي رأسي ألف سؤال حائر، إذ كانت الآية الكريمة التي قرأتها قد وضعت الحد الفاصل لما كان يؤرقني حول طبيعة عيسى عليه السلام، أهو ابن الله كما يزعم القسيس – تعلى الله عما يقولون- أم أنه نبي كريم كما يقول القرآن؟ فجاءت الآية لتقطع الشك باليقين، معلنة أن عيسى، عليه السلام، من صلب آدم، فهو إذن ليس ابن الله، فالله تعلى : ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). تساءلت في نفسي عن الحل وقد عرفت الحقيقة الخالدة، حقيقة أن "لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله". أيمكن أن أشهر إسلامي؟ وما موقف أهلي مني، بل ما موقف زوجي ومصير أبنائي؟ طافت بي كل هذه التساؤلات وغيرها وأنا جالسة على مكتبي أحاول أن أودي عملي لكني لم أستطع، فالتفكير كاد يقتلني، واتخاذ الخطوة الأولى أرى أنها ستعرضني لأخطار جمة أقلها قتلي بواسطة الأهل أو الزوج والكنيسة. ولأسابيع ظللت مع نفسي بين دهشة زميلاتي اللاتي لم يصارحنني بشيء، إذ تعودنني عاملة نشيطة، لكني من ذلك اليوم لم أعد أستطيع أن أنجز عملا إلا بشق الأنفس. وجاء اليوم الموعود، اليوم الذي تخلصت فيه من كل شك وخوف وانتقلت فيه من ظلام الكفر إلى نور الإيمان، فبينما كنت جالسة ساهمة الفكر، شاردة الذهن، أفكر فيما عقدت العزم عليه، تناهي إلى سمعي صوت الأذان من المسجد القريب داعيا المسلمين إلى لقاء ربهم وأداء صلاة الظهر، تغلغل صوت الأذان داخل نفسي، فشعرت بالراحة النفسية التي أبحث عنها، وأحسست بضخامة ذنبي لبقائي على الكفر على الرغم من عظمة نداء الإيمان الذي كان يسري في كل جوانحي، فوقفت بلا مقدمات لأهتف بصوت عال بين ذهول زميلاتي: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله"، فاقبل علي زميلات وقد تحيرن من ذهولهن، مهنئات باكيات بكاء الفرح، وانخرطت أنا أيضا معهن في البكاء، سائلة الله أن يغفر لي ما مضى من حياتي، وأن يرضى علي في حياتي الجديدة. كان طبيعيا أن ينتشر خبر إسلامي في ديوان المحافظة، وأن يصل إلى أسماع زملائي وزميلاتي النصارى، اللواتي تكفلن- بين مشاعر سخطهن- بسرعة إيصاله إلى أسرتي وزوجي، وبدأن يرددن عني مدعين أن وراء القرار أسباب لا تخفى. لم آبه لأقوالهن الحاقدة، فالأمر الأكثر أهمية عندي من تلك التخرصات: أن أشهر إسلامي بصورة رسمية، كي يصبح إسلامي علنا، وبالفعل توجهت إلى مديرية الأمن حيث أنهيت الإجراءات اللامة لإشهار إسلامي. وعدت إلى بيتي لأكتشف أن زوجي ما إن علم بالخبر حتى جاء بأقاربه وأحرق جميع ملابسي، واستولى على ما كان لدي من مجوهرات ومال وأثاث، فلم يؤلمني ذلك، وإنما تألمت لخطف أطفالي من قبل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط علي للعودة إلى ظلام الكفر.. آلمني مصير أولادي، وخفت عليهم أن يتربوا بين جدران الكنائس على عقيدة التثليث، ويكون مصيرهم كأبيهم في سقر.. رفعت ما اعتمل في نفسي بالدعاء إلى الله أن يعيد إلي أبنائي لتربيتهم تربية إسلامية، فاستجاب الله دعائي، إذ تطوع عدد من المسلمين بإرشادي للحصول على حكم قضائي بحضانة الأطفال باعتبارهم مسلمين، فذهبت إلى المحكمة ومعي شهادة إشهار إسلامي، فوقفت المحكمة مع الحق، فخيرت زوجي بين الدخول في الإسلام أو التفريق بينه وبيني، فقد أصبحت بدخولي في الإسلام لا أحل لغير مسلم، فابى واستكبر أن يدخل في دين الحق، فحكمت المحكمة بالتفريق بيني وبينه، وقضت بحقي في حضانة أطفالي باعتبارهم مسلمين، لكونهم لم يبلغوا الحلم، ومن ثم يلتحفون بالمسلم من الوالدين. حسبت أن مشكلاتي قد انتهت عند هذا الحد، لكني فوجئت بمطاردة زوجي وأهلي أيضا، بالإشاعات والأقاويل بهدف تحطيم معنويات ونفسيتي، وقاطعتني الأسر النصرانية التي كنت أعرفها، وزادت على ذلك بأن سعت هذه الأسر إلى بث الإشاعات حولي بهدف تلويث سمعتي، وتخويف الأسر المسلمة من مساعدتي لقطع صلتهن بي. وبالرغم من كل المضايقات ظللت قوية متماسكة، مستمسكة بإيماني، رافضة كل المحاولات الرامية إلى ردتي عن دين الحق، ورفعت يدي بالدعاء إلى مالك الأرض والسماء، أن يمنحني القوة لأصمد في وجه كل ما يشاع حولي، وأن يفرج كربي. فاستجاب الله دعائي وهو القريب المجيب، وجاءني الفرج من خلال أرملة مسلمة، فقيرة المال، غنية النفس، لها أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة زوجها، تأثرت هذه الأرملة المسلمة للظروف النفسية التي أحياها، وتملكها الإعجاب والإكبار لصمودي، فعرضت علي أن تزوجني بابنها الوحيد "محمد" لأعيش وأطفالي معها ومع بناتها الأربع، وبعد تفكير لم يدم طويلا وافقت، وتزوجت محمدا ابن الأرملة المسلمة الطيبة. وأنا الآن أعيش مع زوجي المسلم "محمد" وأولادي ، وأهل الزوج في سعادة ورضا وراحة بال، على الرغم مما نعانية من شظف العيش، وما نلاقيه من حقد زوجي السابق، ومعاملة أسرتي المسيحية. ولا أزال بالرغم مما فعلته عائلتي معي أدعو الله أن يهديهم إلى دين الحق ويشملهم برحمته مثلما هداني وشملني برحمته، وما ذلك عليه – سبحانه وتعالى – بعزيز ..


تحيــ العمود ــــاتي

00000000000000000000000000000000
موعدنا غدا إن شاء الله مع قصة جديدة .
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 07-04-2003, 03:46 PM   #8
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة الخامسة

" شاب أدركته عناية الله "


أنقل هذه القصة بواسطة داعية ثقة مؤمن بالله تعالى حدثنا عن شاب تنكرلدينه ونسى ربه وغفل عن نفسه . كان يضرب به المثل في التمرد والعناد حتى لقد بلغ من أذيته للناس أن دعا عليه الكثير بالهلاك ليريح الله الناس من شره .وعظه بعض الدعاة فما قبل ، نصحوه فما سمع ، حذروه فما ارتدع . كان يعيش في ظلمات من شهواته ، دخل عليه أحد الدعاة وكان هذا الداعية مؤثر صادقاً فوعظ هذا المعرض حتى أبكاه وظن أنه استجاب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم ولكن دون جدوى عاد كما كان وكأنه ما سمع شيئاً أبداً .لا يعرف المسجد حتى يوم الجمعة ، يخرج من بيته بعد العشاء مع عصابة من الأنذال ولا يعود إلا قبيل الفجر ثم ينام النهار كله ، ترك الوظيفة وهجر العمل فأفلس في الدين والدنيا ، كانت أمه تنوح بالبكاء مما تراه من واقع ولدها بل تمنت كثيراً أن يموت .ينام على الأغنية ويستيقظ عليها وعنده من صور الخلاعة والجنس والمجون ما يهدم إيمان أهل مدينته . بل ثبت عنه تعاطي المخدرات فأصابه سكار في العقل والروح .طال شذوذه عن الله وحلم الله يكتنفه ، طال تمرده والله يمهله ، كثرت معاصيه ونعم الله تحوطه .يسمع كل شيء إلا القرآن ويفهم كل شيء إلا الدين ويحب كل شيء إلا ذكر الله وما ولاه ."سبحان الله كيف يرتكس القلب إذا لم يعرف الله وسبحان الله كيف يتبلد الإحساس يوم يعرض عن الله عز وجل .وتمر أيامه المسودة بالمعصية المغبرة بالمخالفات ويفكر أحدالصالحين من الدعاة في طريقة طريفة لانتشال هذا العاصي من المعصية ، إنها طريقة مبتكرة وأوصي بها الدعاة وطلبة العلم وأهل النصح والإرشاد إنها طريقة إهداء الشريط الإسلامي إدخاله بيوت الناس وسيارات الناس ، الشريط الإسلامي الذي ينقل علم المتكلم ونبرته وتأثره .وتم إهداء هذا الشاب مجموعة من الأشرطة المؤثرة أخذها ووضعها في سيارته ولم يكن له إهتمام بسماعها ، وسافر عن طريق البر إلى الدمام وطال الطريق واستمع ما شاء من غناء وسخف ثم جرب أن يزجي وقته بسماع شريط إسلامي ليرى كيف يتكلم هؤلاء الناس وما هي طريقتهم في الكلام وابتدأ الشريط يبث ذبذبات الإيمان حية على هواء الصدق مباشرة عبر أثير الإخلاص بذبذة طولها الرسالة الخالدة لمستمعيها في مدينة المعرضين وما حولها .
أنصت الشاب للشريط وكان الحديث عن الخوف من الله تعالى وأخبار الخائفين ووصلت الكلمات إلى قلب الشاب فاستقرت هناك في قرار مكين ، وانتهى الشريط وقد استعد الشاب واستنفر قواه الذهنية وراجع حسابه مع الله جلت قدرته وفتح الشريط الثاني ، وكان الحديث عن التوبة والتائبين وارتحل الشاب بفكره إلى ماضيه المحزن المبكي فتتابع الشريط والبكاء في أداء عرض من النصح أمام القلب وكأن لسان حال الموقف يردد : " ياأيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " واقترب مدينة الدمام وهو لا يكاد يتحكم في سيارته من التأثر لقد دخل جسمه تيار الإيمان فأخذ يهزه هزاً " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء "وصل المدينة فدخلها وقد دخل قبلها مدينة الإيمان ، تغيرت الحياة في نظره ، أصبح ينظر بنظرة العبد التائب بعد أن كان ينظر بنظرة المعرض المتمرد .
بدأ بالمسجد وتوضأ والدموع مع الماء :
إذا كان حب الهائمين من الورى
بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا
فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي
سرى قلبه شوقاً إلى العالم الأعلى .
ودخل المسجد فاستفتح حياته بالصلاة وبدأ عمراً جديداً :" وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً "وعاد إلى أهله سالماً غانماً : سالماً من المعاصي غانماً من الطاعات . دخل البيت بوجه غير الوجه الذي خرج به لأنه خرج بوجه المعصية والذنب والخطيئة وعاد بوجه أبيض بنور الطاعة والتوبة والإنابة .
وتعجب أهله " ماذا جرى لك يا فلان ماذا حدث قال لهم حدث أعظم شيء في حياتي ، عدت إلى الله تبت إلى الله عرفت الطريق إلى الله ودمعت عيناه فدمعت عيونهم معه فرحا ، ومن الدموع دموع تسمى دموع الفرحة :
طفح السرور عليّ حتى إنني ***من عظم ما قد سرني أبكاني
وأشرقت أنوار البيت وتسامع الناس وأخذوا يدعون للتائب المنيب فهنيئاً له بتوبة ربه عليه :"أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة , وعد الصدق الذي كانوا يوعدون "
إن الملوك إذا شابت عبيدتهم *** في رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً
قد شبت في الرق فاعتقني من النار .
( ياابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي . يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي . ياابن آدم لو أتيتني بقرا ب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) حديث قدسي صحيح رواه الترمذي عن انس .

تمت

إلى لقاء آخر مع قصة جديدة
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 07-04-2003, 03:47 PM   #9
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة السادسة

الصــــــــــــدمـــــــــــــــة

أنا شاب عمري الآن 22عاما بفضل الله التزمت منذ حوالي سنة ونصف كنت قبل التزامي شابا ضائعا لا هدف لي كان كل ما أهتم به هو الخروج والبنات والدخان بأنواعه ولم أكن أبالي بأي معصية

بل وكنت أسخر من الملتزمين والمتدينين وكنت شديد التعلق بفتاة وكانت معظم أوقاتي تضيع مع رفقاء السوء أو في الحديث معها أو مع غيرها في الهاتف أو في النوم الطويل أو غير ذلك من معاصي عافاكم الله منها .شاء الله أن ينعم علي في يوم لن أنساه طيلة حياتي .في يوم من الأيام كنت في طريقي لقضاء حاجة لي في شارع يوسف عباس مدينة نصر بالتحديد أمام نادي الزهور الساعة السابعة والنصف مساءا كنت مع أحد أصدقائي ورأيت ثلاث فتيات يعبرون الطريق وكعادتي وجهت إليهم بعض المعاكسات والسخرية وما أن انصرفت حتى سمعت صوت ارتطاما شديد القوة فنظرت فإذا بالفتيات ملقى بهم على الأرض بعد أن صدمتهم سيارة مسرعة ووجدت إحداهن غارقة بالدماء والأخرى أحسن حالا منها قليلا فوقفت أنظر وأنا في حالة دهشة وخوف ولم أصدق ما أرى ثم انصرفت إلى بيتي وأنا في حالة لا أستطيع أن أوصفها كنت غارق في التفكير ولم أستطع أن أبقى هكذا فذهبت إلى المستشفى التي نقل إليها الفتيات وسألت عنهن فأخبرني العامل أن اثنتان منهن قد فارقتا الحياة .فعدت ولم أنام في هذا اليوم وظللت أفكر كيف أن هؤلاء الفتيات بعد أن كانوا ذاهبات إلى النادي في أحسن زينة أين هم الآن .فكرت في نفسي كيف عشت كل هذه السنين وأنا آمن مكر الله وجدت أن الموت أقرب من أحدنا من ملابسه التي عليه ووجدت أن الله حليم يصبر علينا رغم كم المعاصي والحرمات التي تنتهك ووجدت أيضا أن أمر الله إذا جاء لم يأتي إلا على غفلة من العباد وأن أخذ الله قوي وأنه هو المنتقم الجبار وظللت في هذه الحالة من الاكتئاب حتى أنعم الله على أن بدأت الصلاة وكانت هي الراحة بالنسبة لي والله كنت كلما اقتربت من الله أجد السعادة والراحة التي بحثت عنها كثيرا في عصيان الله وتأكدت أن ما عند الله لا يأخذ إلا بطاعته قال تعالى(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) .
أسأل الله الثبات على الحق حتى الممات وأن يكون تحقيق رضى الله دائما هو كل ما أتمنى وأسعى إليه وأسألكم الدعاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 07-04-2003, 03:53 PM   #10
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة السابعة

..## ( قيل وقال ) الحلف واللغو ##..



رش أبو عادل الماء أمام بيته، وجلس على كرسي كعادته يستنشق الهواء المشبع بالرطوبة.. وإذ بأبي عزيز يطل من أول الحارة، وأبو عزيز رجل مسن بدين، مشهور عند أهل الحي بقلة سمعه.. استقبله صاحبه أبو عادل:

أهلا... أهلا أبا عزيز،. أقسمت عليك بالله أن تجلس. والله العظيم أنا ذاهب لأبتاع بعض الحاجات للبيت. علي الطلاق: ستشرب معي كأساً من الشاي النادر. نادر؟؟ والله ما شاهدته منذ مدة طويلة.. السلام عليكم. استحلفك بالله أن تقعد.. بصحتي بعافيتي لا تنسى طعمه اللذيذ. وعزيز؟؟ لقد زارني ابني منذ أيام.. من أجل خاطري.. أقسمت عليك بالرسول أن تجلس. لا حول ولا قوة إلا بالله.. بشرفي إني مشغول يا أبا عادل. يا عادل " ابريقا من الشاي الخمير.. بسرعة.. رفع المؤذن صوته لصلاة العصر.. أسرع أبو عادل للمسجد وصلى صلاة السنة.. وريثما تقام الصلاة أسند ظهره للمنبر بجانب أبي راشد ودار بينهما الحديث التالي: سمعت أنك تنوي بيع السيارة يا أبا را شد؟ أي والله، أحلف بالقرآن الكريم أني دفعت لتصليحها أكثر من ثمنها. إن نوعها رديء.. بأولادي بعيوني: اشتر قاطرة أفضل لك. والله العظيم.. وحياة الرسول ما كان لي رغبة بشرائها قط، على كل لا أنصح بابتياع القاطرة. يا سيدي ربح القاطرة مضمون أكثر من.. - لا.. لا.. جربها الكثيرون.. ولم يشكروها. ! وما زالا يتجادلان: ممتازة. غير جيدة.. مربحة.. لا غير مربحة.. حتى دخل رجل المسجد وهو يصيح يا مؤمنون ... يا مسلمون.. فقدت ساعة يد.. هل عثر أحد؟ قال إمام المسجد وهو عالم متفقه: لا ردها الله عليك. ثم التفت الإمام إلى المصلين وقال: هكذا أمرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول لمن يبحث عن ضالته في المسجد، إن بيت الله للعبادة والعلم والذكر. وبعد انتهاء الصلاة.. خرج أبو راشد من حرم المسجد لينتعل حذاءه، ولم يكد يدخل قدمه في حذائه حتى طفح منه الماء إنها لعبة من أبي عادل الذي كان يسير خلفه ويضحك ملء شدقيه وبصوت عال. غضب إمام المسجد وظهر ذلك على وجهه وأسرها حتى الغد. فغداً خطبة الجمعة.. فماذا قال الخطيب يا ترى؟ "... ولذا فإن الحلف بغير الله لا يجوز أبداً كالحلف بالصحة وبالشوارب والأولاد والأولياء.. أردد على مسامعكم حديث رسول الله: "فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليسكت ".. لم يكد الخطيب يجلس بين الخطبتين إلا ومال أبو راشد نحو أبي عادل وسأله: بكم اشتريت الزيت البارحة؟ لم أتفق مع البائع. لكن قل لي ما وزع جاركم في الفرح ليلة أمس؟ وقف الخطيب.. وأتم كلامه. إن الكلام اللغو في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب هذا إن كان لغواً فكيف إن كان غيبة أو نميمة؟! أيها المؤمنون: انتبهوا إلى مراعاة آداب المسجد وحرمته، وأذكركم مرة ثانية بالأيمان: لا تحلف.. وإن كنت حالفاً فبالله. بعد انتهاء الخطبة وقف أبو عادل في صحن المسجد وقال لصحبه: (والله.. أقسم بالله.. أقسم بالله العظيم لا أحلف بعد يومي هذا). ثم خطر بباله أن يتحرى عن الماء في حذائه - خشية أن يثأر أبو راشد لمقلب الأمس - لكن المفاجأة أن أبا عادل لم يعثر على حذائه قط .

تمت


إلى القاء في القصة القادمة

ا
ل
ع
م
و
د
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 07-04-2003, 03:57 PM   #11
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة الثـــامنة

توبة اشهر عارضة أزياء فرنسيه !!


" فابيان " عارضة الأزياء الفرنسية ، فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها ، جاءتها لحظة الهداية وهي غارقة في عالم الشـهرة والإغراء والضوضاء . . انسحبت في صمت . . تركت هذا العالم بما فيه ، وذهبت إلى أفغانستان ! لتعمل في تمريض جرحى المجاهدين الأفغان ! وسط ظروف قاسية وحياة صعبة !

تقول فابيان :
" لولا فضل الله عليَّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ " .

ثم تروي قصتها فتقول :

" منذ طفولتي كنت أحلم دائماً بأن أكون ممرضة متطوعة ، أعمل على تخفيف الآلام للأطفال المرضى ، ومع الأيام كبرت ، ولَفَتُّ الأنظار بجمالي ورشاقتي ، وحرَّضني الجميع - بما فيهم أهلي - على التخلي عن حلم طفولتي ، واستغلال جمالي في عمل يدرُّ عليَّ الربح المادي الكثير ، والشهرة والأضواء ، وكل ما يمكن أن تحلم به أية مراهقة ، وتفعل المستحيل من أجل الوصول إليه .

وكان الطريق أمامي سهلاً - أو هكذا بدا لي - ، فسرعان ما عرفت طعم الشهرة ، وغمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها

ولكن كان الثمن غالياً . . فكان يجب عليَّ أولاً أن أتجرد من إنسانيتي ، وكان شرط النجاح والتألّق أن أفقد حساسيتي ، وشعوري ، وأتخلى عن حيائي الذي تربيت عليه ، وأفقد ذكائي ، ولا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي ، وإيقاعات الموسيقى ، كما كان عليَّ أن أُحرم من جميع المأكولات اللذيذة ، وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والمقويات والمنشطات ، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر . . لا أكره . . لا أحب . . لا أرفض أي شيء .

إن بيوت الأزياء جعلت مني صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول . . فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل ، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس ، فكنت جماداً يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر ، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك ، بل كلما تألقت العارضة في تجردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم البارد . . أما إذا خالفت أياً من تعاليم الأزياء فتُعرَّض نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي ، والجسماني أيضاً !

وعشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة بكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء " .

وتواصل " فابيان " حديثها فتقول :
" لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ - إلا من الهواء والقسوة - بينما كنت اشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصياً واحترامهم لما أرتديه .

كما كنت أسير وأتحرك . . وفي كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة (لو) . . وقد علمت بعد إسلامي أن لو تفتح عمل الشيطان . . وقد كان ذلك صحيحاً ، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها ، والويل لمن تعرض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط " .

وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى تقول :
" كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة ، حيث رأيت كيف يبني الناس هناك الفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع ، وشاهدت بعيني مستشفى للأطفال في بيروت ، ولم أكن وحدي ، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر ، وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن .

ولم أتكمن من مجاراتهن في ذلك . . فقد انقشعت عن عيني في تلك اللحظة غُلالة الشهرة والمجد والحياة الزائفة التي كنت أعيشها ، واندفعت نحو أشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة .

ولم أعد إلى رفاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضــواء ، وبدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق النور وهو الإسلام .

وتركت بيروت وذهبت إلى باكستان ، وعند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية ، وتعلمت كيف أكون إنسانية .

وقد مضى على وجودي هنا ثمانية أشهر قمت بالمعاونة في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب ، وأحببت الحياة معهم ، فأحسنوا معاملتي .

وزاد قناعتي في الإسلام ديناً ودستوراً للحياة من خلال معايشتي له ، وحياتي مع الأسر الأفغانية والباكستانية ، وأسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية ، ثم بدأت في تعلم اللغة العربية ، فهي لغة القرآن ، وقد أحرزت في ذلك تقدماً ملموساً .

وبعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العلم أصبحت حياتي تسير تبعاً لمبادئ الإسلام وروحانياته

وتصل " فابيان " إلى موقف بيوت الأزياء العالمية منها بعد هدايتها ، وتؤكد أنها تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة ، فقد أرسلوا عروضاً بمضاعفة دخلها الشهري إلى ثلاثة أضعافه ، فرفضت بإصرار . . فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليها هدايا ثمينة لعلها تعود عن موقفها وترتد عن الإسلام .

وتمضي قائلة :
" ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع . .ولجأوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية ، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة عملي كعارضة أزياء ، وعلقوها في الطرقات وكأنهم ينتقمون من توبتي ، وحالوا بذلك الوقيعة بيني وبين أهلي الجدد ، ولكن خاب ظنهم والحمد لله " .

وتنظر فابيان إلى يدها وتقول :
" لم أكن أتوقع أن يدي المرفهة التي كنت أقضي وقتاً طويلاً في المحافظة على نعومتها سأقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال ، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة وطهارة يدي ، وسيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله " .


تمت

سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااام


ا
ل
ع
م
و
د
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 07-04-2003, 09:44 PM   #12
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة التاسعة

## الهـــــــدايـــــــــــة ##

أنهيتُ دراستي في المعهد الصحي بعد مشقة .. فلم أكن منضبطاً في دراستي .. و لكن الله سبحانه يسر لي التخرج..
و عينت في أحد المستشفيات القريبة من مدينتي.. الحمد لله أموري متيسرة .. و أعيش بين والديّ.
قررت أن أجمع مهراً لزوجتي.. و هو ما تحثني عليه والدتي كل يوم..
كان العمل يسير بشكل جدّي و مرتب.. خاصة أن عملي في مستشفى عسكري..
كنت أحب الحركة لذلك نجحت في عملي نجاحاً طيباً.. مقارنة بدراستي النظرية المملّة..
المستشفى يضم موظفين من مختلف الجنسيات تقريباً.. و كانت علاقتي بهم علاقة عمل.. كما أنهم كانوا يستفيدون من وجودي معهم كابن للبلد.. فأنا دليلهم للمناطق الأثرية.. و الأسواق.. كما أنني كنت أذهب ببعضهم إلى مزرعتنا.. و كانت علاقتي بهم قوية.. و كالعادة.. عند نهاية عقد أحد الموظفين.. كنا نقوم بعمل حفلة توديع..
و في أحد الأيام قرر أحد الأطباء البريطانيين السفر إلى بلاده لانتهاء مدة عمله معنا..
تشاورنا في إقامة حفل وداع له.. و كان المكان المحدد هو مزرعتنا.. تم الترتيب بشكل عام.. و لكن كان يأخذ جل تفكيري..
ما هي الهدية التي سأقدمها له.. و بخاصة أنني عملت ملازماً له لفترة طويلة..
وجدت الهدية القيمة و المناسبة في نفس الوقت.. هذا الطبيب يهوى جمع القطع التراثية.. و بدون تعب و لا مشقة..
والدي لديه الكثير من هذه القطع.. فكان أن سألته.. و أخذت منه قطعة تراثية من صنع المنطقة قديماً.. و كان ابن عم لي حاضراً الحوار مع والدي..
و أضاف لماذا لا تأخذ له هدية على شكل كتاب عن الإسلام.. أخذت القطعة التراثية.. و لم آخذ كلام ابن عمي على محمل الجد.. إلا أن الله يسر لي الأمر بدون بذل جهد.. ذهبت من الغد لشراء الصحف و المجلات من المكتبة.. فوجدت كتاباً عن الإسلام باللغة الإنجليزية.
عادت كلمات ابن عمي ترن في أذني.. راودتني فكرة شرائه خاصة أن سعره زهيد جداً.. أخذت الكتاب.. و يوم الاحتفال بتوديع زميلنا.. وضعت الكتاب وسط القطعة التراثية و كأني أخبئه.. قدمت هديتي.. و كان وداعاً مؤثراً.. فهذا الطبيب محبوب من جميع العاملين..
سافر صاحبنا.. مرت الأيام و الشهور سريعة.. تزوجت و رزقت طفلاً..
* ذات يوم وصلتني رسالة من بريطانيا.. قرأتها بتمهل فقد كانت باللغة الإنجليزية.. مبدئياً فهمت بعض محتوياتها.. و البعض لم أفهمه.. عرفت أنها من صديق قديم طالما عمل معنا و لكنني رجعت إلى ذاكرتي.. اسمه أول مرة اسمعه.. بل وغريب على سمعي (ديف الله) هذا هو اسمه..
أغلقت الرسالة أحاول أن أتذكر صديقاً اسمه (ديف الله) و لكنني عجزت عن تذكر شخص بهذا الاسم.. فتحت الرسالة قرأتها مرة أخرى.. بهدوء انسابت الحروف ببساطة و سهولة.. هذا جزء من رسالته..
الأخ الكريم ضيف الله..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. لقد يسر الله لي الإسلام و هداني على يديك.. فلن أنسى صداقتك معي.. و سأدعو لك.. أتذكر الكتاب الذي أهديتني إياه عند سفري.. لقد قرأته ذات يوم و زادت لهفتي لمعرفة الكثير عن الإسلام.. و من توفيق الله لي أنني وجدت على غلافه عنوان ناشر الكتاب. فأرسلت إليهم أطلب المزيد.. فأرسلوا لي ما طلبت.. و الحمد لله شع نور الإسلام في قلبي.. و ذهبت للمركز الإسلامي و أعلنت إسلامي.. و غيرت اسمي من جون إلى (ضيف الله) أي إلى اسمك.. لأنك صاحب الفضل بعد الله.. كما أنني أرفق لك صورة من شهادة إشهار إسلامي.. و سأحاول القدوم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج..
أخوك في الإسلام.. ضيف الله..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أغلقت الرسالة.. بسرعة أعدت فتحها.. بدأت أقرأها من جديد..
هزتني الرسالة بقوة.. لأنني أشعر بالصدق في كل حرف من حروفها.. بكيت كثيراً.. كيف أن الله هدى رجلاً إلى الإسلام على يدي و أنا مقصر في حقه.. كتاب لا يساوي خمسة ريالات يهدي به الله رجلاً..
أصابني حزن.. و فرح.
فرحت أن الله هداه للإسلام بدون جهد مني.. و حزنت كثيراً.. لأنني سألت نفسي أين أنا الفترة الماضية عن العاملين معي.. لم أدعُهم للإسلام.. لم أعُرفهم بهذا الدين..
و لا كلمة عن الإسلام تشهد لي يوم القيامة..
لقد حادثتهم كثيراً.. مازحتهم كثيراً.. و لكنني لم أحدثهم عن الإسلام لا قليلاً و لا كثيراً.
هدى الله ضيف الله للإسلام.. و هداني إلى محاسبة نفسي و تقصيري في طاعته.. لن أحقر من المعروف شيئاً و لو كتاب بريال واحد فقط..
فكرت قليلاً لو أن كل مسلم أهدى من هم حوله كتاباً واحداً فقط.. ما يكون..
لكنني صدمت مرة أخرى.. من هول ما قرأت..

قال الحسن البصري: أدركت أقواماً كان أحدهُم أشحُ على عُمرةِ منه على دِرهَمة.
----------------------

إلى اللقاء في قصة جديدة

ا
ل
ع
م
و
د


سلاااااااااااااام
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 08-04-2003, 07:14 PM   #13
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة العـــــــاشرة

... نهاية و لكن ...



ليست ملامح وجهه تلك التي رأيتها ، ليس ذلك محياه الذي كان يشع إيمانا راسخا بعقيدة الإسلام الحنيف ، نعم .. لقد اختلطت قسماته و تغيرت ، فأصبح هزيلا بعد أن رحلت عنه معاني الإيمان و كلماته .
اليوم و بعد ثلاثة أعوام مرت جئت لكي أراه ، فوجدته شخصا آخر قد ارتدى ثيابه و اتخذ من اسمه لقبا . قبل أعوام كنا صديقين لا نفترق ، تربينا معا على عقيدة صادقة صالحة ، فأحببته بالله و أحبني ، رافقته من الدهر أياما ورافقني ، إلى أن جاءت تلك الساعات التي جعلت من أيام الدهر خناجراً تخترق القلوب ، نعم إنها ساعات الفراق الصعبة ، فرحلت عنه و أنا أحمل له في قلبي و عقلي صورة لن تُنس مهما مرّ عليها الدهر ...
طُويت الأيام و الشهور و السنوات مع صفحات هذا الدهر في سفرٍ كبير ، لأجد نفسي و قد قضيت ثلاثة أعوام كاملات ٍ في غربة لعينة ... لاأدري كيف مرت ولكنها بدت لي كلحظات من كابوس مرّ علي ليترك في أعماقي جرحا لم يشفه سوى مشهد لذلك الوطن الحبيب ...
و أخيراً حان موعد العودة ، فوقفت في المطار لأستذكر لحظات من ذلك الماضي القريب في بلدي الذي طالما عشقته ... أستذكر ذلك الصديق الذي كان ينتظرني ، وحان موعد الإقلاع الذي كنت أنتظر ... ركبت ذلك الشيء الضخم الذي سيكون سبيلا للعودة ... نعم ركبت الطائرة مسرعا متلهفاً أريد أن أرى وطني .. أريد أن أرى صديقي والأهل والأحباب .. أريد أشياء كثيرة كانت تسبح في بحر مخيلتي و تحتل _ مذ أن جئت _ كل أفكاري وتمتلك عقلي وقلبي ...
و صلت إلى ضالتي التي كنت أنشدها في الساعة الواحدة ظهرا ولكن سرعان ما تغيرت عقارب الساعة لتشير إلى الرابعة .. خرجت وتركت كل من اجتمعوا ليهنئونا بالعودة واتجهت مسرعاً إلى بيت " أحمد " فطرقت الباب في لهفة و عجلة .. فخرج يستقبلني مقبلا فرحاً .. و لكنني شعرت بشيء غريب يتسلل إلى نفسي ، و من حديثه الذي طال علمت بأن الدهر قد اختاره ليكون واحداً من أشقياء هذه الدنيا .. واحداً من أشقياء هذا العالم المقيت .. فشعرت بالحزن يشق في أعماقي جرحاً جديداً قاتلاً يصعب أن يوجد له دواء .. حاولت حينها بكلمات عديدة و مختلفةٍ أن أعيده إلى الطريق التي كان عليها يسير ، ولكنه لم يستجب لما قلت فأمهلته من الأيام ثلاثة ليرد إلي جوابه الذي كنت آمل أن يكون ما أريد .. وعدت إلى البيت وفوق رأسي سحابة سوداء ، و استلقيت على سريري محاولا النوم رامياً كل همومي في سلة المهملات فدقت الساعة معلنة منتصف الليل ، حاولت النوم ثانية فإذ بنفسي تقول : ويحك يا هذا أتنام و قد فقدت من الأصدقاء أفضلهم و من الناس أقربهم إلى قلبك .. فشعرت ببضع قطرات من الدمع تنساب على وجنتي محاولة بدفئها أن تحارب ذلك البرد الذي كان يحاول احتلالي .. نعم لم أستطع النوم فعقلي وقلبي لم يكونا معي كانا مشغولين بأشياء كثيرة لم أعرفها ، كنت أتمنى لو لم أسافر .. كنت أتمنى لو لم أعد لأرى أي حال آلت إليه هذه الأمة التي ادعت الحضارة و التقدم ... و بعد أن مرت تلك الأيام الثلاثة ذهبت إليه أسأله ما الذي رسي عليه من الأمر ، فلم أجده هناك ولكن أخاه أخبرني أنه قد خرج في رحلة مع أصدقائه و صديقاته .. وهناك و في تلك اللحظة عرفت ماهي الإجابة ، و لكنني لم أجعل لليأس إلى قلبي سبيلا ، فقسماته التي كانت تحمل مسحة من البراءة كانت تشجعني .. و وجهه الذي كان مسرحاً لصراع يحتدم في داخله محاولاً أن يدفن معاني الإيمان و الحق في الأعماق ليظهر للناس متحضراً كان دوماً يحفزني و يدفعني إلى المثابرة .. حاولت مرات و مرات ٍ فلم استطع .. وجدته قد أقفل قلبه قبل أن يقفل أذنيه ، مما جعلني أتركه و أنسى تلك السنوات التي قضيناه معاً ...
كبرنا وكبر معنا الدهر و كذلك المصيبة .. أنهيت دراستي و تخرجت من الجامعة بتفوق و بلغت من العمر السادسة و العشرين ، واخترت من النساء أكثرهن خلقاً و ديناً واتخذتها زوجة ، و عشنا معاً حياة سادتها محبة وطمأنينة ... وفي يوم من أيام الصيف الحارة كنت أجلس مع عائلتي فإذ بالهاتف يرن ، فرفعت سماعته لأسمع صوت امرأة هزيل تبكي قائلة : أهذا بيت محمد ؟ ، أجبتها نعم ، فقالت : أنا زوج صديقك القديم أحمد ، وأنا أريد مساعدتك ، وهنا حاولت أن أظهر لها عدم المبالاة ، و لكنها عادت إلى التوسل قائلة : أرجوك أغثني فأنا بحاجة إليك ، صديقك أحمد قد صار مدمناً فأرجوك ساعدني .. و في تلك اللحظات شعرت بالغثيان يمزق أحشائي من الداخل فلم أستطع حتى أن أمسك السماعة بيدي ، فألقيتها بعيداً و خرجت إليها مسرعاً إلى أن وصلت إلى بيت أحمد لتخبرني عن حالها و حال زوجها الذي صار سيد أشقياء هذه الدنيا ، كانت البائسة المسكينة لاتراه إلا في أيام قليلة من هذا الشهر الطويل ، و أكملت حديثها قائلة : أن مرضاً خطيرا قد أصاب ابنها الأصغر فنقلته إلى المستشفى و هي لاتملك من المال شيئاً كي تدفعه أجرة و تكاليفاً له ، و طلبت مني أن أبحث عن أحمد علني أجده فيتصرف في الأمر ... فخرجت من هناك و أمواج الغضب تحتل عيناي و قلبي و كل نفسي .. بحثت في كل مكان فلم أترك من الزقاق شيئاً إلا دخلته إلى أن وصلت إلى أحد البارات التي اعتاد أولئك البؤساء أمثال أحمد أن يدخلوها ، فوجدت مجموعة من الناس قد التفوا حول شيئاً ، فدفعني حب الاستطلاع أن أرى ما الأمر فذهبت نحوهم فإذ بأحمد قد خر صريعاً ميتاً على الأرض .. ألقيت بنفسي فوقه أقبله و أستسمحه .. شعرت بأن الدنيا بأسرها صارت ظلاما لا أرى منها سوى عينا أحمد تعاتباني .. أنا السبب لأنني تركته ولم أثابر على نصيحته ، فلم أستيقظ إلا و أنا على أحد أسرة المستشفى و قد مر عليّ يومان كاملان وأنا في غيبوبة خطيرة .. و بعد أن خرجت ذهبت إلى زوجته التي كانت لا تعلم من حاله شيئاً فوجدت في عيناها شيئا من العتاب ، و سألتني : لماذا لم تعد به ؟ ، لم أستطع الإجابة و أنا أرى حولها أولئك الصغار الثلاثة المعذبين ، ولكن الحقيقة كانت أقوى من مخاوفي ، فنطقت بتلك الكلمات القاسية المؤلمة ، و لكنها حاولت أن تتمالك نفسها ولكن بلا جدوى فسقطت على الأرض لتخرُج آخر أنفاسها الطاهرة إلى هذا العالم المقيت الذي لا يستحق حتى الحياة .. و حولها أولئك الصغار الثلاثة تنساب منهم براءة حزينة ، جعلتني أشعر بسكرات الموت قبل أوانها ، فحملتهم معي أربيهم على ما تربيت عليـه ...
العمود غير متصل  
قديم(ـة) 09-04-2003, 02:56 PM   #14
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة الحادية عشر

""" الحصـــــــاد المر """

كنت مدرسا في حلقة تحفيظ القرآن الكريم بالمسجد..أراه بعد المغرب..في الخامسة عشر من عمره ممسكاً بمصحف صغير يقرأ فيه ،، لا..لم يكن يقرأ..كان يوهمنا أنه يقرأ فيه..
كان يختلس النظرات إلينا ..الحين بعد الحين .. يريد أن يعرف ماذا نفعل ..
وكان يسترق السمع ..الفنية بعد الأخرى.. يريد أنه يعرف ماذا نقول.. وكلما نظرت إليه غض طرفه..وعاد إلى قراءته.. كأن لم يفعل شيئا
كان يجلس يومياً هذه الجلسة الخجولة..وينظر تلك النظرة الراهبة..بعد إنتهاء صلاة العشاء عزمت على التعرف عليه . أنا أسمي سلمان ..أدٌرس في تحفيظ القرآن الكريم بالمسجد ،، وأنا أسمي خالد.. عجباً !! قالها بسرعة..كأن يحضر الإجابة من شهور..وكأنه كان يتوقع السؤال منذ أمد بعيد ،، أين تدرس يا خالد..؟
في السنة الثالثة المتوسطة وأحب القرآن جداً.. ازداد عجبي..ما ضرورة تلك الجملة الأخيرة ..؟! تشجعت..وقلت له.. خالد..هل لديك فسحة في الوقت بعد المغرب نستأنس بوجودك في حلقة تحفيظ القرآن
هاه.!! القرآن الحلقة..نعم..نعم..بكل سرورسوف آتي إن شاء الله

أمضيت ليلتي وأنا أفكر في حال هذا الفتى العجيب ..
أستعصى علي النوم.. قلت في نفسي :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزودي
وضعت جنبي على شقي الأيمن . لفني الليل بين أردانه..وأخذني النوم في أحضانه..
اللهم أسلمت وجهي إليك.. وفوضت أمري إليك

ومضت الأيام ..
وخالد مستمر معنا في حلقة القرآن..كان نشيطا في الحفظ والمراجعة.. أحب الجميع والجميع أحبه ،، كان لا يفارق المصحف .. ولا يترك الصف الأول .
لم نكن نكر عليه إلا شيئاً واحداً.. شروده الطويل..وتفكيره الساهم..أحيانا نحس أن جسمه معنا ..لكن روحه تمضي.. سابحة في ملكوت آخر..غارقا في دنيا أخرى،، كنت أفاجئه أحياناً ،، فلا يملك إلا أن يلملم هروبه الذهني ..وشروده الفكري..ويعتذر بعذروهو يعلم أننا لا نصدقه فيه
أخذته يوما إلى شاطئ البحر..
فلعل سره الكبير يلتقي مع هذا البحر الكبير فيفرغ ما في نفسه من الهم..
ويخرج ما في روحه من ألم . وصلنا إلى البحر..ومشينا على شاطئه..
كان الوقت مساءاً..وكان القمر بدراً.. منظر عجيب .. التقى فيه سواد السماء .. مع سواد البحر ووقف نور القمر الفضي حائراً بينهما.. كوقوفي حائرا أمام خالد .
تسري خيوط القمر البيضاء الهادئة الصامته على صفحة هذا البحر الهادئ الصامت
وأنا أمام هذا الفتى الصامت .. المنظر كله صمت...في صمت فلا صوت يسمع إلا صوت الصمت ،، وفجــأة !!.. يخترق هذا السكون..صوت بكاء حار..ونحيب مر.
صوت خالد وهو يبكي ،، لم أشأ أن أقطع عليه لذة البكاء.. وطعم الدموع.. فلعل ذلك يريح نفسه ..ويزيل همه ،، وبعد لحظات قال : إني أحبكم ..أحب القرآن..وأهل القرآن..
أحب الصالحين ..الطيبين الطاهرين ،، ولكن

أبي..أبي أبوك..!؟ وما بال أبيك يا خالد؟ أبي يحذرني دائما أن أمشي معكم
خاف منكم ..يكرهكم ،، كان دائما يبغضني فيكم..ويستشهد على ذلك بقصص وحكايات ..وأساطير..وروايات.. لكني عندما أراكم في الحلقة تقرؤون القرآن.. كنت أرى النور في وجوهكم.. والنور في ثيابكم ..والنور في كلامكم .. بل كنت أرى النور في صمتكم ..
كنت أشك في كلام والدي ..فلذلك كنت أجلس بعد المغرب..أنظراليكم..وأتخيل نفسي
معكم..أقتبس من نوركم..وأرشف من معانيكم.. أتذكر..أتذكر يا أستاذ سلمان..
أتذكر..عندما أتيتني بعد صلاة العشاء لقد كنت أنتظرك منذ زمن بعيد ..
تمسك بروحي.. وتجعلها تحلق مع أرواحكم.. في عالم الطهر والعفاف.. والنور والاستقامه
تشجعت ..دخلت الحلقة..اجتهدت..لم أكن أنام..كانت أيامي وليالي كلها قرآن
احظ أبي التغير الذي طرأ على حياتي.. علم بطريقة أو بأخرى أنني دخلت التحفيظ ومشيت مع الملتزمين .. حتى كانت تلك اليلة السوداء .. كنا ننتظر حضوره من المقهى .. كعادته اليومية.. لنتناول العشاء سويا ،، دخل البيت .. بوجهه المظلم.. وتقاطيعه الغاضبة ،
جلسنا على سفرة الطعام . الكل صامت ..كالعادة.. كلنا نهاب الكلام في حضوره ثم قطع الصمت بصوته الأجش الجهوري..وبصراحته المعهودة ،، لقد سمعت أنك تمشي مع (المطاوعه) أصيب مقتلي.. عقد لساني.. ذهب بياني.. اختلطت الكلمات في فمي ..
لم ينتظر مني الإجابة ،، تناول إبريق الشاي..ورماه بقوة في وجهي ، دارت الدنيا في رأسي .. واختلطت الألوان في عيني ,, وأصبحت لا أميز سقف البيت..من أرضه ..من جدرانه.. سقطت..! حملتني أمي .. صحوت من إغمائي على يديها الدافئة وإذا به يقول
قم ولا تأكل معنا .
وقبل أن أقوم..قام هو وركلني في ظهري ركلة..أسقطتني على صحن الطعام
خيلت أنني ..أصرخ في وجهه ..وأقول له.. سوف أقتص منك..
سوف أضربك كما تضربني..وأشتمك كما تشتمني.. سوف أكبر وأصبح قوياً..
وسوف تكبر وتصبح ضعيفا.. عندها أفعل بك كما تفعل بي .. وأجزيك شر ما جزيتني..
ثم هربت..خرجت من المنزل .. أصبحت أجري وأجري من غير هدى..وبدون هدف
عندها..نزلت من خالد بعضاً من دموعه النقية ..التي سطعت في ضوء القمر..
كما يسطع اللؤلؤ تحت ضوء المشاعل .. لم أنبس بكلمة..فقد ربط العجب لساني..واستعجم بياني.. هل أعجب من هذا الأب الوحشي..ا لذي خلا قلبه من معاني الرحمة ..
وعشعش في قلبه شتى أنواع القسوة..أم أعجب من هذا الابن الصابر الذي أراد الله له الهداية فألهمه الثبات ..أم أعجب من الاثنين ..حيث إستحالت رابطة الأبوة والبنوة..بينهما
وصارت علاقتهما كعلاقة الأسد بالنمر والثعلب بالذئب . أخذته بيده..ومسحت دموعه بيدي وصبرته..ودعوت له..ونصحته ببر والديه..والصبر على أذاه..ولو حصل منه ما حصل ،، وفعل ما فعل ووعدته بأن أقابل والده..وأكلمه وأستعطفه.
مرت الايام.. وأنا أفكر في الطريقة التي أفاتح بها والد خالد في موضوع أبنه..وكيف أتكلم معه ،، وكيف أقنعه.. بل كيف أعرفه على نفسي.. بل كيف أطرق الباب عليه ..
وأخيراً..إستجمعت قواي.. ولملمت أفكاري.. وقررت أن تكون المواجهة أقصد المقابلة
اليوم..الساعة الخامسة..وفي تلك الساعة..سرت إلى منزل والد خالد..
وسارت معي أفكاري الكثيرة..وتساؤلاتي العديدة ،، طرقت باب المنزل ويدي ترتجف وساقي تعجز عن حملي..ثم..فتح الباب.. وإذا..بذلك الوجه العابس..وتلك التقاطيع الغاضبة..إبتسم إبتسامة صفراء.. لعلها تمتص نظرته السوداء..وقبل أن أتكلم أمسك بتلابيب ثوبي.. وشدني إليه وقال: أنت المطوع الذي تدرس خالداً في المسجد .
قلت:...ن...ع...م.
قال: والله لو رأيتك تمشي معه مرة أخرى.. كسرت رجلك.. خالد لن يأتيكم بعد الآن .
ثم جمع مادة فمه..وقذف بها دفعة واحدة في وجه الفقير إلى الله.. وأغلق الباب وكان ختامها مسكاً ،، رجعت أدراجي وأنا أسلي نفسي..
رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فعل به أكثر من هذا.. كذبه قومه..شتمو .. رموه بالحجارة..أدموا رجله.. كسرو رباعيته.. وضعوا القاذورات فوقه .
أخرجوه من وطنه.. وطردوه من أرضه ..

مرت الأيام تلو الأيام والشهور تلو الشهور ونحن لا نرى خالداً فأبوه يمنعه من الخروج
حتى إلى الصلاة.. ويمنعنا نحن من رؤيته وزيارته..دعونا له.. ونسيناه مع غمرة الحياة..
مرت سنة واثنتين وثلاث.. وفي ذات ليلة.. بعد صلاة العشاء..في المسجد إذا بيد غليظة تمسكني..!! آه ..إنها ذات اليد التي أمسكت عنقي قبل سنين..إنه نفس الوجه..ونفس التقاطيع ونفس الفم الذي أكرمني بما لا أستحق!! ولكن هناك تغيراً كبيراً.
الوجه العابس ..أضحى منكسراً ،، والتقاطيع الغاضبة..أمست ذليلة هادئة ..والجسم القوي هدته الآلام والهموم..والجسد أضعفته الأحزان والغموم.. أهلا ياعم..
قبلت رأسه ..ورحبت به..وأخذنا زاوية في المسجد ،، إنفجر باكياً .
سبحان الله..ما كنت أظن ذلك الجبل سوف يصبح سهلا..ولا ذلك البحر الهادر..يمسى غديرا منسابا.. تكلم ياعم..أخرج ما في نفسك..كيف حال خالد ؟ خالد !!! كأني بكلمتي هذه قد غرست في أحشائه خنجراً..وأودعت في فؤاده سكينا ،، تنهد تنهدا عميقة..ومضى يقول : أصبح خالد أبني..ليس خالد الذي تعرفه..ليس خالداً الفتى الطيب الهادئ الوديع .
منذ أن خرج من عندكم , تعرف على شلة من شلل الفساد..فهو اجتماعي بطبعه..
وهو في سن يحب فيها أن يخرج ويدخل ويلهو ويلعب.. بدأ بالدخان- شتمته ضربته..لا فائدة فقد تعود جسمه على الضرب..واستساغت أذناه الشتائم والسباب. كبر بسرعة..كان يسهر معهم طويلا .. لا يأتي إلا مع طلوع الفجر.. طرد من المدرسة .. أصبح يأتينا في بعض الليالي .. وكلامه ليس ككلامه .. ووجهه ليس كوجه .. لسان يهذي .. ويد ترتعش
تغير ذلك الجسم الغض الممتلئ الطري ..أصبح جسماً مهترئاً ضعيفاً .. وتغير ذلك الوجه الأبيض النقي..أصبح وجهه أسوداً..عليه غبار الخطيئة والضياع..وتغيرت تلك العينان الصافيتان الخجولتان..أصبحت حمراء كالنار.. وكأن ما يشربه ويتناوله .. تبدو عاقبته على عينيه في الدنيا قبل الآخرة.. ذهب ذلك الخجل والاستحياء..وحلت مكانه الرعونة وسوء الأدب ،، ذهب ذلك القلب الطيب البار.. وستحال قلباً قاسيا كالصخر أو أشد
أصبح لا يمر يوما إلا ويشتمني.. أو يركلني أو يضربني .. تصور..!! أنا أبوه..يضربني؟!
ثم عاود بكائه الحار ونحيبه المر ،، ثم مسح دموعه ،، أرجوك يابني ...يا سلمان ..زورو خالداً..خذوه معكم.. سوف أسمح لكم..بيتي مفتوح أمامكم.. مروه..إنه يحبكم..سجلوه في حلقة تحفيظ القرآن ليذهب معكم الرحلات..لا مانع عندي أبداً.. بل إنني راضٍ أن يعيش في منازلكم.. وينام معكم .. المهم أن يرجع خالد كما كان..أرجوك..أقبل يديك ..وألثم رجليك.أرجوك..أرجوك.. ومضى في بكائه ونحيبه..يقلب حسراته ..تركته حتى أنهى ذلك كله.. فقلت له .. ذاك زرعك..وهذا حصادك.. ورغم ذلك دعني أحاول
العمود غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)