[بريدة و بس]

الحمد لله والصلا والسلام على رسول الله .... وبعد

فيتجه كثير من الناس في هذه الإجازة وغيرها من الإجازات إلى السفر للسياحة والترويح عن النفس غير أن هذا السفر يتخلله بعض الملاحظات التي تقل عند أناس وتكثر عند آخرين وسأذكرها على شكل نقاط مختصرة :

ـ السفر لبلاد الكفار من غير حاجة ويزداد الأمر خطورة إذا كان للعوائل ولا يخفى ما يترتب على ذلك من ضياع للأخلاق وتنازلات على حساب الدين وجرأة على المعاصي، ودعم لاقتصاد هذه الدول، وإعجاب بها وبأهلها .
ـ أما إذا كان السفر لبلاد إسلامية فالأمر أخف إلا أنه يترتب عليه مخالفات منها ما سبق ومنها غيرها لاختلاف العادات والتقاليد وتفاوت تطبيق أحكام الإسلام وتعرض للسلب والنهب .... الخ .
ـ وأما إن كان السفر داخل البلاد فهناك بعض الملاحظات والتي قد يتهاون فيها بعض الناس بداعي السفر والسياحة ... ؟
·....ومنها : إضاعة الوقت أثناء ساعات اليوم حيث إنه في الغالب أن المسافر للسياحة يكون لديه وقت فراغ كثير إذ لا شغل له يربطه ؛ بمعنى أن برنامجه مفتوح 24 ساعة وقابل لأي طارئ ولأي تغيير حسب المزاج ومن هنا ينشأ الفراغ ولا يستغل بما يفيد من برامج ومسابقات وغير ذلك مما يحفظ الوقت ولا يتنافى مع برامج السفر والرحلة فلو صحبوا معهم كتباً ومسابقات وغيرها مما يفيد .
·......التهاون ببعض المحرمات والتي لم يكن يتهاون فيها في بلده مثل سماع الغناء ورفع الصوت بها بل البعض يتفحش في ذلك ويجاهر بها بحجة السفر والترفيه وأنه ليس في بلد ( فيشرهون عليه جماعته أهل بلدته )..؟؟؟؟
·.....التهاون في النظر المحرم والذي ربما يكون عبر القنوات الفضائية في الشقق التي يستأجرونها أثناء سفرهم ويكون ذلك مشرعاً للبنين والبنات فيتولد عندهم حب المعصية والمطالبة بوضع هذه القنوات عند الرجوع لبلدهم الأصلي ولا يخفى أن القنوات الفضائية تتسابق في جذب المشاهدين ولو بالحرام خاصة في الإجازة الصيفية .
·.....التهاون في شرب ما حرم الله شربه والمجاهرة فيه مثل الدخان والشيشة والتي ربما تكون من الأغراض الأساسية للرحلة فتراها في المنتزهات وعلى جوانب الطرقات وبدون استحياء بحجة السفر والترفيه عن النفس .
·......التهاون في ترك الصلاة جماعة بحجة السفر ولا شك أن الصلاة تجب جماعة حتى في حال السفر كما أفتى العلماء بذلك والغريب تهاون بعض الأخيار بهذا الجانب وربما ترك الصلاة حتى يخرج وقتها .
·......تهاون بعض النساء بالحجاب والتوسع فيه سواء في السيارة أو في الأماكن العامة والحدائق والأسواق وغيرها بحجة أنها غير معروفة أوأنها مسافرة ..... الخ .
·......تهاون بعض الأولياء في ترك الحبل على الغارب للبنات في الذهاب إلى الأسواق حتى من غير حاجة حتى أصبح الخروج إلى الأسواق برنامجاً رسمياً للعائلة كل يوم ويكثر ذلك في مكة المكرمة شرفها الله مثل( أبو ريالين ) وغيرها والغريب أنك تلاحظ هذا الأمر في ساعات متأخرة من الليل
·.......المبالغة في المآكل والمشارب أثناء السفر إلى حد الوقوع في الإسراف المنهي عنه بحجة السفر والترفيه عن النفس قال صلى الله عليه وسلم ( كل واشرب والبس من غير إسراف ولا مخيلة ) .
·......التهاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكأن السفر يمنع من ذلك أو يخشى أن يقال عنه ( مطوع ) أو يشار إليه بالبنان : { أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين }. ولو أن كل مسافر أنكر ما يستطيع إنكاره في سفره لقلت المنكرات في المناطق السياحية ولكن المشكلة أن الناس هم الذين يذهبون إلى هذه المناطق ويقصدون الأماكن الترفيهية التي فيها منكرات ويغفلون عن حديث ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ) .
·.......ترك الدعوة إلى الله عز وجل في البلاد التي يذهبون إليها والتي ربما أن أهلها بأمس الحاجة إلى التوجيه والإرشاد والنصح فلو صحبوا معهم أشرطة أسلامية منوعة ومطويات شيقة لا تكلف مالاً كثيراً ولكن مع الأسف أن هذه الأشرطة والمطويات ليست في قاموس متطلبات الرحلة....!!!!
ـ وإن كان السفر لمكة المكرمة ولقصد بيت الله الحرام وأداء العمرة فلا يخلو بعض الناس من ملاحظات من أهمها :
1- عدم الحرص على أداء العمرة على وجه الكمال وتحري تطبيق السنة كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم واستشعار أنها عبادة تقرب إلى الله تعالى وتحط الذنوب فربما تؤدى على وجه السرعة والعجلة دون إدراك لمعانيها وأهدافها .
2- عدم استغلال أيام الإقامة بجوار البيت الحرام والإكثار من الطواف حول البيت وشرب ماء زمزم والتزام الملتزم وهو ـ ما بين الباب والحجر ـ حيث أنه مكان تحري إجابة الدعاء ، وقراءة القرآن والجلوس إلى ما بعد شروق الشمس وغيرها من العبادات التي تقرب إلى الله .
3- الإكثار من النوم في الشقق وربما تفويت الصلوات المفروضة وعدم المكث في المسجد الحرام واستغلال فضيلة المكان لا أن يكون المسجد الحرام فرصة لتبادل الأحاديث والتعارف وشرب القهوة والشاي مع (شوية حلى ) ..... الخ .
4- كثرة خروج النساء للأسواق بحاجة وبدون حاجة وارتياد محلات الفتن والذي يوجد بها المعاكسات وما يخل بالأخلاق ويمزق الحياء فتبتعد عن الرقيب ويزين لها الشيطان كل غريب وهي أماكن ومحلات معروفة للجميع .
5- عدم أخذ الزينة للصلاة بالمسجد الحرام وغيره والإتيان للصلاة بملابس لا تليق مثل القمصان التي لا تليق لمقابلة الناس فكيف برب الناس وجوار بيته المعظم ..؟؟؟ وغيرها من الألبسة التي لا ينطبق عليه مسمى الزينة .

هذا ما حضرني من الملاحظات التي تقع من بعض الناس حال سفرهم في هذه الإجازة وغيرها....ومن كان عنده مزيد ملاحظات فلا يبخل على إخوانه.....

........وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..........