[الريحاني]

هل يقبل الأفغان نبث قبور قتلاهم

أفغانستان: المحققون يطلبون رؤية جثث قتلى القصف الاميركي

الأميركيون لا زالوا غير مقتنعين بالرواية الأفغانية، وطلبهم نبش الجثث قد يثير حساسيات الأفغان لمخالفتها الشريعة الإسلامية.

قاعدة باغرام الجوية (افغانستان) من الكسندر بيريل

تأمل بعثة التحقيق التي ارسلت الى قرية في جنوب افغانستان قصفتها الطائرات الاميركية منذ اربعة ايام، في اقناع السلطات المحلية بالسماح لها برؤية جثث المدنيين القتلى التي دفنت.

وقال المتحدث العسكري الاميركي في افغانستان اللفتنانت كولونيل روجر كينغ للصحافيين في قاعدة باغرام الجوية "نحن في مرحلة المفاوضات (مع سكان المنطقة الافغان) حاليا"، مشيرا الى "الخلافات الثقافية" في ما يتعلق بنبش الجثث.

وتؤكد الادارة الافغانية ان القصف الاميركي الذي وقع الاحد اسفر عن مقتل اربعين شخصا وجرح حوالي مائة آخرين هم من الافغان الذين كانوا يحضرون حفل زفاف في دهرواد جنوب ولاية اوروزغان.

وقد اعترفت واشنطن بقيامها بعملية ضد تنظيم القاعدة في هذه المنطقة الاحد والاثنين والمحت الى مسؤولية طائرة هجومية من طراز "اي سي 130" عن المأساة، خلال ردها على اطلاق نار معاد.

وكان المحققون وهم خمسة جنود اميركيين وسبعة مسؤولين افغان، وصلوا الاربعاء الى كاكراكاي القرية النائية في جنوب ولاية اوروزغان، لالقاء الضوء على القضية.

وقالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان المحققين الاميركيين وجدوا آثار دماء ولاحظوا حدوث اضرار مادية "لسبب غير محدد" لكنهم لم يروا جثثا ولا قبورا وطلبوا من السلطات السماح لهم برؤية الجثث.

يشار الى ان نبش الجثث امر نادر الحدوث في افغانستان.

وطبقا للشريعة الاسلامية، تم دفن الجثث الاثنين غداة الهجوم.

وزار المحققون مستشفى في منطقة دهرواد اكد الاطباء العاملون فيها انهم استقبلوا 96 جريحا توفي ثلاثة منهم.

وقال اللفتنانت كولونيل كينغ ان الحالة الصحية لاربعة اطفال قام الجيش الاميركي باجلائهم ومعالجتهم، اصبحت مستقرة.

وكان هؤلاء الاطفال وهم صبي يبلغ من العمر سبعة اعوام وثلاث فتيات تبلغ اعمارهن عشر سنوات وسنتان و18 شهرا جرحوا بشظايا القذائف التي القيت على القرية.

وبدون ان ينفي الرواية التي تدافع عنها الادارة الافغانية، ابقى المتحدث على روايته للوقائع ورفض ان يحمل اي جهة المسؤولية قبل الاطلاع على نتائج مهمة بعثة التحقيق.

وقال ان "الطائرات سي 130 قصفت ستة مواقع (..) والموقع الذي كانت تستهدفه ليس في القرية (..) والقرية بحد ذاتها لم تكن هدفا لخطة مسبقة والعملية لم يكن هدفها التركيز على القرية".

لكنه اضاف انه "اذا تعرضت الطائرات لاطلاق نار من القرية فان موقع اطلاق النار سيصبح هدفا".

واكد سكان في القرية ان اطلاق العيارات النارية تعبيرا عن الفرح جرى قبل خمس ساعات من القصف.

واوضح المتحدث الاميركي ان القرية التي قصفت كانت في الماضي، معقلا تقليديا لزعيم حركة طالبان الملا محمد عمر، مشيرا الى ان العملية التي تجري في اوروزغان لا تهدف الى اسره بل الى القضاء على جيوب للمقاومة تابعة لتنظيم القاعدة.

واكد شهود عيان في القرية لفريق الصحافيين الذي رافق بعثة المحققين انهم رأوا طائرة اميركية في السماء قبل لحظات من سقوط عدد كبير من القنابل وحدوث اطلاق نار كثيف بينما كانت تجري احتفالات قبل عقد الزفاف.

وكانت المتحدثة الاميركية فكتوريا كلارك صرحت ان المحققين "وجدوا ادلة على حدوث اضرار لكن سببها غير واضح ورأوا آثر دماء".

واضافت ان فريق المحققين امضى ساعات في القرية وقام بفحص مجمع سكني يبعد ثلاثة كيلومترات عن دهرواد حجيث رأوا بقع دماء وثقوب سببها رصاص في جدران وفجوة في سقف احد المنازل قال سكان القرية انها نجمت عن قصف الطائرات الاميركية.

واعلنت الامم المتحدة اليوم الخميس في كابول انها ارسلت فريقا لتقييم الوضع في القرية يضم مهندسين من المنظمة الدولية وخبراء في صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف".

وقد كلف المهندسون تقييم الاضرار في الطرقات والجسور وانظمة الري بينما سيقوم الخبراء بتقييم احتياجات النساء والاطفال.

وشهدت كابول صباح الخميس تظاهرة شارك فيها نحو خمسين شخصا احتجاجا على القصف الاميركي للقرية. وهذه التظاهرة هي الاولى في افغانستان منذ بداية الحملة الجوية الاميركية قبل تسعة اشهر للتنديد بمقتل مدنيين في القصف الاميركي.

[الذهبي]

لعنهم الله ...