[ع.السحيم]

الحمدُ للهِ رب العلمين وأُصلي وأُسلم على نبيهِ المصطفى الأمين ،،،،،،، أمــا بعد:

إن من يتحسس واقِعَ الناسِ بعامــه وواقِــــعَ المسلمين على وجه الخصوص في زمن كثرة في المعارف وقل فيه العارف ، زمنٍ بلغت فيهِ آلياته أوجَ تقدُمِهــا ونالت الحضارةُ الماديةُ فيه شأواً بالِغــا ، زمنٍ هو غايةٌ في السُرعــةِ المهولــه ، سرعـةٍ اقتصاديــةٍ ، وأخرى طبيـةٍ ، وثالثــةٍ عسكريةٍ ومعرفيه .
إن من يتحسَــسُ هذا الواقع على وجه الانصاف والوضوح فسيمــثُـلُ أمـامه أن هذه المسارعةَ بقضِـها وقضيــضِــها ، لم تكن كفيـــلةً فـي إيجــادِ الإنســانِ والــواعِــي ، الإنســانِ المدرك ، لحقيــقـةِ وجودِهِ علـى هـذِهِ البسيــطَه . نـــعــــم ، هذه هيَ الحقيقه ، مهما امتدت حبالُ هذا التقــدُمِ العصــري ، وإلا فمن يخبرنا عن ســــرِّ انتــشـــارِ الجهـــــل ، وتضلُـعِه في عصر تقدّم المعلومات ، وما هو سر شيـوعِ الفـقــر والمسكنه في عـصــر الكُنــوزِ والغِــنى ، وما سرُ سيطرة البطالــه في عصر الإنتــاج والصِنــاعــه ، وقولوا مثل ذلك متسائلين ماهو سرُّ وصفِ بعضِ الباحثين في الشؤونِ الاجتماعية على المستوى العالمي هـــذا العصر بعصر الحزن والإكـتــئـاب ، بعد ان اطلق على فترة قريبةٍ منه سابقه عصر القلق ،إننا في الحقيقه لسنا بحاجةٍ إلى مزيد أدلةٍ تؤكد ما يكابده هذا العصر من تغلغل هذه الظاهره واستشارئها ، الحزن والاكتــئاب همــا آفة العصر المدمره ، وهما أوسع الآفات النفسيـة إنتشاراً في العالم وأكثرها لدى الناسِ شكايةً إلا ماشاء الله .
وهي لا تزال في ازديادٍ ملحوظٍ كلما ازدادت الإصابةُ بها ، ثم إن المترقبَ لآخر الإحصائيات الصحية العلمية ليجدُ أن مايقاربَ عشرةً بالمائة 10% من سكان العالم يعانون من آفــةِ الحُــزنِ والاكتــئاب بما في ذلكم بلاد المسلمين وهذا يعني بداهةً وجود مئات الملايين من البشر في معاناةٍ مع هذا الواقع المرير وقد أسفرت هذه الإحصائات أيضـاً أن الأجيال التي ولدت في هذه العقود الأخيره يبدأ عندها هذا الحزن والاكتــئاب فـي ســـنٍ أصـــغرَ وبمعدلاتٍ أكبر نظراً للعوامل الاجتماعية التي تخللت تلك الجسوم بسب تهلهلها وضياع الأثر البيئي الناضج فيها ، كما وجدَ أن هذا الداء ينتشر بشكلٍ عام بينَ الإناث أكثر من انتشارهِ بين الذكور بنسبةٍ تصل إلى الضعف تقريــبـــاً ، وذلك بسبب فقدان الوظيفة الحقيقة للمرأة وتحميلها مالا تطيقه من أعباءٍ حياتيه أودت بِــها إلى ترك بيتها ، والزجِّ بطفلِــها بيــن أحضــانِ الخادِمــات ، وعقولِ المربيـــاتِ الأجنبيـــات ، بــل وقد بلغت حالات الانتحار بسبب الحزن والاكتئاب الشديد ما يزيد عن ثمانمائة ألف شخصٍ في العالم كل عام ، ناهيكم عن كون 80% من المصابين به لا يذهبون إلى الأطباء ولا يكشفون عن حقيقة حالهم وهنـــا مكمنُ العجب .
إن هذه الظاهرة ليست وليدة هذا العصر ولا هيَ من الأدواء التي لا يعرف لها ما يُقاوِمُهــا ، أو يزيلُ عمق وجودها في المجتمعـــات ... كلا ، بل هيَ ظاهرةٌ مرهونةٌ بمدى انغماس الكثرةِ الكاثِــره في متــــــــــاعِ الحيــاة الدنيــا ، وسيطرة النظرة الماديةِ الصِرفَــه ،ثم إن تفاوت المجتمعات في درجات هذه الظاهرة ليكمنُ في مدى إيمانها بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدرِ خيرِهِ وشره ، ثم في استقامة السلوكِ الاجتماعي بأمنه وإعلامهِ وتعليمه واستقرار العدلِ والمساواة والمحبه والبعد عن الأثره ، وحب الذات .. وهلمَّ جـرَّا.

الحزن في لغةِ العرب مأخوذٌ من الحَزَن وهو الإغتِمام ، يقولون حَزِنَ الرجُل إذا اغـــتــم واشتدَّ همُــه.
وهذا الحزن يعدُّ أحدَ صور العاطِفه ، والمشاعر الإنسانية الفطريه ، التي تسيطر على الانسان فإذا ما اشتدَّت عليهِ اشتداداً تتغيرُ بهِ نفسُهُ وتنكسِر فإنَّهُ حينئذٍ يسمى اكــتـئـــابــاً.وهو أيضــا احساسٌ عاطفي يعدُّ قمةَ الحزنِ وغايتَه حيث يجعل الفرد نهبا لشعورهِ الداخلي الذي يورث الفشــل وخيبت الأمل واختفاء الهشاشة والبشاشه والحبورِ والانشراح ، مع انفعالاتٍ مزدوجةٍ بالآهات والزفرات ، حتى تعزفَ النفسُ بسببِ ذلك عن بذل أي نشاط حيوي ، بل ولربما عزفت عن الحياة بالكلية ليكون الانتحار هو الحلَّ الوحيدَ للمصاب بهذه الأزمة والعياذ بالله.
في حينِ إنه لو سَلِم من قتلِ نفسه والقضــاءِ عليهــــا فلا أقل من أن تصيبهُ لوثةِ بعض الأمراض المصاحبةِ لها كأمثال القُــرحَه ، وآلام المفاصل ، والأرقِ والصُّداع .. وغير ذلك.
وقد قال بن القيِّمِ رحمهُ الله :(( أربعةٌ تهدِمُ البَــدَن : الهم ، والحَزَن ، والجوعُ ، والسَّهَر )).
إنَّ أهميةَ التطبُبِ النفسي من خلال عرض الفرص العلاجية عبر جوانب إيمانـيـةٍ من كتاب الله وسنةِ نبيه صلى الله عليهِ وسلَّم لعلةِ الحُزنِ والاكتئاب لتكمن في كونهمــا البديــل الأفضلَ ، والأكمــلَ ، والأسلــم لمئاتٍ من أنواعِ الأدويه ، والعقاقير المهدِّئه ، والكيوفاتِ المؤقتــة التي قد يتعود عليها الجسم فتتحولُ مرضــاً افتكَ من الحُزنِ والاكتئاب ذاتِــه.

وإذا كانَ هُنــاكَ برامجُ في الطبِّ النفسِـي تشيرُ إلى أن في السباحة المائية ومزاولة الأعمال المنزليه بصفةٍ متكررَة علاجاً لهذه الأزمة فإننا معاشر المسلمين لا يمكن أن نتصور كونَ الفرد سابحاً عاملاً في منزلِهِ ليلاً ونهارا ، ولكن .. يمكن لنا أن نتصورَ هذا الفرد متعبدا ، مسبحاً مستغفراً ، ليلـهُ ونهاره ، قيامهُ وقعودَه ، وعلى جنبه.

ولا جرم فقد وصف الله أُلِي الألبابِ بقوله :((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ)) آل عمران

ومن هنا يأتي تفاضل الأدويةِ الشرعيةِ الروحانيةِ على الماديةِ السريرية رغم أهميتها وعدم إغفالِ دورِهــا الفعال في بعضِ الأحايـيــن.



فلسائلٍ أن يسألَ ويقول :
قد عرفنا صورةَ هذه الأزمه ، ولكن ما أسبابها الظاهره ؟ ومـا علاجهــا المرجو؟

وهذا أتركه في الموضوع القادم ان شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[علوان]

السلام عليكم

جزاك الله خير

كلامك في محله

مابقا درباَ ندله

شايفين الدرب كله

[الشامخ]

أخي / ع السحيم أهلا وسهلا
فالإكتئاب والحزن وضيق الصدر في الوقت الحالي الكثير يشتكي منها ولكن لا تزول هذه الأشياء إلا بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وطاعته .
وأنصح بقراءة كتاب ( لا تحزن ) للشيخ عائض القرني ( حفظه الله )
متمنيا لك التوفيق والنجاح يا أخي .

أخوك / الشامخ

[ع.السحيم]

جزاك الله خير اخوي علوان.

الشامخ بارك الله فيك... وأحسنت في كلامك .

[تحيّة]

بورك في أناملك .. معك في رأيك ..

[ع.السحيم]

جزاك الله خير تحيّة.

[العنان]

أن أقول أن كلام الشامخ

[حروف]

بارك الله فيك

وجبذا لو اشرت الى المصدر( للأمانة العلمية )