[التويجري]

التكوين Composition

هي الطريقة التي يتم فيها تنظيم أو تنسيق الخيال (الصورة) من خلال محدد النظر. وهي ايضاً الطريقة التي بها يتم ترتيب العناصر المختلفة وعلاقتها مع بعضها البعض ليكون الناتج صورة مرضية وجميلة.
إن بنية الصورة (التأليف) تعتمد على وضع المواضيع الأساسية من خلال إختيار زاوية الرؤية المناسبة للحصول على أعمال فنية متجانسة.

بنية الصورة Format

-------------------------------

يبدأ تكوين الصورة في تناسق الأشياء للصورة بحد ذاتها وهي عملية حسية تجول في فكر المصور سواء أخذ هذا التكوين شكلاً مربعاً أو مستطيلاً.
إن التناسب في الشكل يبدو ذو علاقة مميزة وطبيعية في أغلب الأحيان. فعلى المصور قبل التقاط الصورة النظر ملياً في محدد النظر والتأكد من ان الصورة تجمع الخصائص الثلاثة للتكوين وهي البساطة ونقطة الجذب وخطوط حركة معبرة.
تشمل الصورة على الأشكال التالية:-
1- المستطيل الأفقي والمستطيل الرأسي :Horizontal or/and Vertical Rectangular Format
إن التناسب في الشكل الأفقي له علاقة مميزة وطبيعية في أغلب الأحيان والسبب في هذا أن وضعية أعيننا أفقية ومن الطبيعي أن نرى العالم من حولنا من هذا المنظور بدلاً من رؤيته عمودياً أو مربعاً.

نلاحظ في المستطيل أن أحد أبعاده أطول من الآخر فنجد زواياه توحي بالاتجاه ويؤكد على الخطوط والمستويات الأفقية لخط الافق مثلاً بينما المستطيل الرأسي يوحي ويؤكد على الخطوط والمستويات الرأسية كالإرتفاع. وكلما زاد المستطيل طولاً زاد تأثير الإتجاهات العلوية والسفلية.

2- المربع Square
إن التماثلية في أضلاع المربع تجعل منه نمط محايد لشكل الصورة. وبحكم أن أطواله متساوية ومتوازية فهو لا يوحي بأي إتجاه معين فهو يرمز الى الحالة الاستاتيكية فتصبح الصورة حينئذ مملة وأقل إثارة عن تلك الأشكال المألوفة على الرغم من إمكانية التأكيد على التكوين. وهذا هو السبب الوحيد لكثير من المصورين الذين يجدون صعوبة في التقيد بهذا الشكل. لذا نجد المصور يحدو به الأمر الى التفكير ملياً في الأبعاد التي يرغبها قبل التصوير ليتم فيما بعد قص الصورة بالأبعاد المطلوبة.

----------------------------------

نقطة الرؤية (المعاينة) Viewpoint

يطلق عليها احياناً نقطة المعاينة وهي احدى العوامل المهمة التي تمكننا من اختيار والتحكم في التكوين التصويري. إن التنظيم الدقيق الذي يختاره المصور في جعل الأشياء تبدو متناسقة ومتسلسلة تؤدي الى جذب الإنتباه.
إن التغيير في زاوية الرؤية يعني النظر اليه من جميع النواحي أي التحرك حول الموضوع الى اليمين أو أو اليسار – من أعلى وأسفل – من الأمام والخلف ثم دراسة علاقة الموضوع بما يحيط به بما في ذلك خلفية الصورة ومقدمتها.
وغالباً ما يكون التغيير الطفيف حول الموضوع يؤدي الى إختلافات جديدة على شكل الموضوع والعناصر المرافقة قد تقوم بدور مكمل في التكوين.

نقطه رؤيا علويه

------------------------------------------

نقطه رؤيا سفليه

----------------------------------------------------------

موضع الموضوع Placing the Subject

إن التحكم الرئيسي في التكوين التصويري هو اختيار المسافة ونقطة الرؤية والزاوية. فعند إمالة خط المشهد ارتفاعاً أو إنخفاضاً على سبيل المثال فإن المشهد سيتغير كلية حتى في مساحة الصورة. إن النسب ما بين أي مساحة ومساحة أخرى ستتغير وأي نقطة لها أهمية قصوى يمكن أن تتغير بسهولة. ويمكن إيجاد علاقة بين الإطار والتكوين وذلك بتوزيع عناصر الموضوع من خلال هذا الإطار فمثلاً عند تصوير مشهد ما في الطبيعة يمكن إدخال مساحة كبيرة أو صغيرة من إمتداد السماء.

استخدام التقسيمات البسيطة

وتسمى ايضاً قاعدة تلاقي الأثلاث

لكي يتم الإتزان والتناسب في الصورة فإنه يتوجب علينا تقسيم مسطح الصورة الى ثلاثة أقسام رأسياً وأفقياً فيتكون لدينا تسعة مستطيلات متجاورة الأضلاع في أربعة نقاط مشتركة وتسمى مراكز الإنتباه وتكون أفضل الأماكن راحة للعين أما المنطقة الوسطى فتكون أقل وزناً وتعطي إحساساً استاتيكياً ثابتاً يشوبه غالباً الملل. ويصلح هذا النوع في تصوير المباني.

--------------------

------------------------------------

قاعده الأثلاث

---------------------------------------------------------------------------------

الخطوط Lines

تمثل الخطوط المسلك ما بين نقطتين. حيث أن مهمتها الأساسية هي صياغة المنظور وتحديد الهيئة. أما مهمتها الثانوية فهو إظهار الإتجاه والمسافة والعمق.
هناك أنواع كثيرة من الخطوط على سبيل المثال:
الخطوط المستقيمة والمنحنية والعمودية والأفقية والقطرية والمتعرجة. ولكل واحدة منها تعبيرات مختلفة في ادراكنا الحسي.
فالخطوط تمنح الشعور بالحركة وتوحي بالإتجاه والتوجيه. فالخطوط الأفقية توحي بالهدوء والراحة بينما الخطوط الرأسية تمنح الشعور بالقوة والثبات. أما الخطوط المائلة فتوحي بالحركة والنشاط والفاعلية والتغيير أما الخطوط المنحنية أو الشكل S يعطي احساساً بالحركة الهادئة والسكون والإحساس الإنثوي. أما الخطوط المتقاربة فتوحي بالعمق والنسبة القياسية والمسافة.يعتبر الخطوط ذات عنصر مؤثر في التصميم حيث يقود العين الى الموضوع الرئيسي في الصورة. وإذا ما أحببت أن تحصل على صورة ذات فاعلية إبحث عن الخطوط وقم بترتيبهم وتنسيقهم من خلال محدد النظر.

موضع خط الأفق Placing the Horizon

غالباً ما يعتبر خط الأفق العنصر الأساسي في تقسيم مساحات الطبيعة المكشوفة كما نجد التشديد على إن تقسيم الأفق يقع ما بين البحر والسماء أو بين الطريق ورصيف المشاة أو التقاطع الواقع ما بين الأرضية والجدار.

1- الأفق الأوسط Centered horizon
عند تأطير الصورة بحيث يكون الأفق في الجزء الأوسط معناه إننا قمنا بتقسيم الصورة الى نصفين متساويين أي لهما جزء جذب متساوي فهنا سيفقد خط الأفق إتزانه لإي درجة من درجات التشديد ويضعف قوتها. يعتمد التوزيع الرئيسي على القيم النوعية والشكلية لأي من النصفين. وفي بعض الأحيان يمكن للأفق المتوسط أن يحدث تماثلية متكاملة من خلال الصورة.

2- الأفق المنخفض (الأدنى) Low horizon
عند إمالة آلة التصوير الى أعلى فإن تأثير التغيير على موضع الأفق السفلي سيكون بإتجاه الجزء السفلي من الصورة. فنجد أن السماء تضمنت معظم المحيط في محتوى الصورة وبالتالي أصبحت الصورة أكثر قوة وإتزاناً.كما نلاحظ إن الأشياء الأمامية القليلة مختلفة في النسبة داخل الصورة الى الحد الأدنى معطية مسافة أكبر وانطباع منفصل. وهذا ما يعتبر من الطرق الجيدة في الصورة البسيطة التي يمكنها أن توحي بأكثر مما تظهره الحقيقة.

على أية حال فإنه يجب عليك ترك مسافة نسبية كافية في أسفل الإطار لاعطاء التكوين الثبات والإتزان. ومن المهم جداً تحديد النسبة بعناية وحذر.

3- الأفق الأعلى (الأقصى) High horizon

بكل بساطة عند إمالة آلة التصوير الى أسفل فإن خط الأفق سيتحرك نحو الأعلى من إطار الصورة. إن التقسيم غير المستوي هذا سينتج عنه مباشرة إختلافات, فنجد إن المقدمة بارزة بشدة ومتضمنة المحيط بأكمله للموضوع الرئيسي. وطالما أنك شملت عناصر إضافية هذا يعني أنها اصبحت قريبة منك نسبياً, وإن درجة الإختلاف ما بين الأجزاء القريبة والأجزاء البعيدة للصورة ستكون أكثر فاعلية وهذا يعطي إحساساً بالعمق.

------------------------------------

---------------------------------------------

------------------------------------

--------------------------------------------------------------------------------------

التأطير Framing

من الإمور الناجحة في تكوين الصورة هو إحاطة الموضوع وما يحتويه بمقدمة مناسبة على شكل إطار أو برواز. ففي فن المعمار تستخدم الأقواس أو النوافذ لتشكيل مقدمة مناسبة لتحويط المبنى وكذلك لإخفاء أشياء غير مرغوبة خارج الموضوع.

ومن الجائز أيضاً استخدام الأشكال الرأسية في التأطير مما يسمح للمواضيع الرأسية أن تخدم حدود البنيات الأفقية وأن هناك إيحاءات مختلفة من الحجوم والمسطحات والخطوط لها علاقة ونسباً توافقية بين أضلاع الإطار.
مقدمة الإطار الأمامي يضيف الإيحاء بالعمق في الصورة حيث يكون الإطار قريباً والموضوع بعيداً. أما الإطار الخلفي فإنه يخدم بعزل الموضوع عما سواه عن الأشياء الخارجية وكذلك لا يسمح للعين بالهروب خارج الصورة.
ضع في الحسبان الإنتباه الى قيمة التعريض حيث يجب هنا قراءة إشراقة الموضوع الرئيسي وليس مساحات الإطار.

----------------------------------------------------

-----------------------------------------------------------------------------------

التباين Contrast

التباين عبارة عن التدرجات الضوئية للمشهد أي بمعنى هو الإختلاف بين مناطق الضوء والظل على الموضوع ومدى تأثيره على المواضيع وعلاقة سيطرة أحد العاملين على الآخر والمتمثلين في الإشراقة والظل. وهذان العاملان يعطيان إختلافات في اللون والذي نحتاج اليه في التمييز لمعظم ما يدور حولنا, إضافة الى استجابتنا الى هذه الإختلافات اللونية فانها تعتمد على التذوق الشخصي, لان العين البشرية من السهولة ان تخدع, لذا يجب أن نكيف أعيننا في حقيقة التباين ولتكون حساسة للعناصر الجمالية المختلفة.

بعض درجات اللون يمكن أن تظهر منارة أو متوهجة عند النظر اليها وهي بجانب خلفية معتمة. وعلى العكس تكون معتمة في مواجهة نفس درجة اللون. أما الأكثر إضاءة فإن تأثيرها يسمى التباين المتزامن.

1- درجات اللون السائد ذو الإضاءة العالية Predominantly pale tones
في المفهوم التصويري هو ذلك المشهد الذي يحتوي على درجات إشراقة عالية ويعرف بالمصطلح قيم التباين العالية High Key ففي هذه الحالة من المستحسن ترك مساحة صغيرة من التدرجات اللونية الدامنة تجنباً من ظهور مظهر الصورة مسطحة أو مستوية, فعليه يجب استغلال هذه العتمة من الإنارة النسبية عن بقية الإشراقة.
حاول استخدام الإضاءة الناعمة على قدر المستطاع إضافة الى استخدام أسطح عاكسة لزيادة الإضاءة.

2- درجات اللون السائد ذو الإضاءة المنخفضة Predominantly dark tones
وهو التأثير المعاكس لما سبق شرحه فالمشاهد التصويرية لإغلب درجات اللون متمثل في نهائيات اللون الداكن من المقياس اللوني ويعرف بالمصطلح القيم التبانية الداكنة Low Key والنتائج فيها تكون أكثر دراماتيكية عن الإشراقة العالية فتعطي انطباعاً ذات محتويات مغلفة وغامضة. في بعض الأحيان يمكنك أن تبتكر تأثيرات القيم الداكنة باستخدام مواضع ذات علاقة باللون الداكن قريبة من من مقدمة الصورة ليحتل مساحات كبيرة من الصورة. لذا يمكنك اختيار خلفية تكون داكنة على قدر المستطاع.

التوازن Balance

طالما تتطلب المصور الى التنوع فيما ذكر سابقاً كذلك لا بد من إيجاد نوع من التوازن بين العناصر المؤلفة للمشهد, ومن الممكن الإبتعاد عن التماثل الشديد من هذه العناصر ومع ذلك يمكن إيجاد منظراً يحتوي على التوازن والكمالية.
يعمد كثير من المصورين الى إستغلال الإدراك الحسي بتحريك نقطة الموقع أو المسافة وذلك بتغيير مكان وعنصر المواضيع حتى تأخذ الشكل المطلوب.

موازنة خاصية اللون والأشكال
تخيل بعناصر متعددة في الصورة مع الإختلافات قي قيم المساحات واللون على أن يستحوذ وزناً موضعياً بحيث يلفت الإنتباه بدرجات متفاوته معتمداً على محتوى الموضوع وكذلك بنية الصورة. فإن أي شكل محدد أو غير متماثل أو شاذ فإن الإدراك الحسي للإنسان يستقبله حتى ولو كان صغيراً في الإطار.
لذلك فإن المزاج الشخصي يلعب دوراً هاماً في تقييم القوى المؤثرة لهذه الأشكال.

التباين الموضعي Local contrast

يوصف على أنه الفرق ما بين الموضوع وما يحيط به مباشرة من الخاصية اللونية والشكل والتناسق مما يعزز في أهميته. فالخطوط ترغب وتقود العين في الصورة الى نقطة الجذب المختارة وكذلك تعطي التشديد على عنصر معين في المشهد.
التوازن يعتمد على عدة عوامل وجميعها يمكن الحكم عليها بما تحتويه الصورة بشكل عام وبجعل العناصر تتضافر على إظهار وتأكيد الموضوع الرئيسي.
إن التحدي الذي يواجهه المصور هو كيفية تطبيق الإتزان لهذه العوامل مع المحافظة على التناسب في العلاقات والحجوم المختلفة والمسطحات والخطوط والفراغات في ضمن الإطار وبالتالي الوصول الى نتيجة مرضية للمشهد بدون فقدان التنوع والحيوية للصورة الملتقطة.

التوازن التقليدي والديناميكي (الحركي) Classical & dynamic balance

الترتيب والإتزان من صفات التكوين حيث يتم بهما الإنتقال من مكان لآخر بتكرار استخدام الخطوط العمودية والأفقية وربط أجزاء الصورة بالبساطة لقيادة العين نحو نقطة الجذب وهذا ما يوصف عادة بالتوازن التقليدي.
إن التوازن الحركي في الصورة تعني تحفيز العين بالحرك من عنصر الى آخر بدون أن يفقد المشهد التماسك والوحدة وأن تكون نقطة الجذب مسيطرة من أي جهة من جهات الصورة. ويمكن إنجاز نقطة الجذب بالتركيز في أي جزء من الصورة والأغلب خارج مركزها الهندسي أي التي تقع في الثلث أو الخمس من أحد أطرافها من أي جهة من جهات الصورة.



--------------------


موضوع قيّم للأستاذ حسين الجابر ..

وللفائدة جرى نقله ..

[عمر الصمعاني]

أشكرك التويجري .. على هذا النقل الرائع والمميز وشرح ممتاز إلا أننا نحتاج للكثير من أجل تكوين أفضل وأجمل وأهم نقطة تساعدك هي تلك الموهبة التي خلقك الله وهي معك وماعليك سوي أن تدربها وتصقلها ومباشرة إذا كانت موجودة راح تكون الرؤية أكبر والتوزيع أجمل ومع كل فترة تتعود أكثر ..

بعض الصور هنا لا تناسب موضوعاً أو هي مقلوبة .. ؟

[التويجري]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها عمر الصمعاني بعض الصور هنا لا تناسب موضوعاً أو هي مقلوبة .. ؟

أهلاً أبو عبدالله ..

في الحقيقة أنني نقلت الموضوع من الأصل ..

وهو حسين الجابر العضو في منتديات عرب ديجي كام ..

وقد كتبه بنفسه وبعضويته ..

ربما هي مجرد أمثلة للموضوع بشكل عام فقط ..؟

لاأعلم ..