[أبو ريّـان]

موقف لم تمحه الأيام والليالي وكأنه نُحِتَ على قطعةِ رخـــام



عددهم عشرون أويزيدون تجمعهم غرفة تسمى فصل . الإختلاف في أطباعهم كاإختلاف أصابع يدك ..تمر عليهم الحصص والدروس متتابعة كعقد مسبحة تناثرعلى الأرض
من تلك العشرون طالبان لايتشابهان أبدا الا بشئ واحد هونبرة الصوت!! أما الأول يدعى (عبدالرحمن) فبينه وبينه الصمت قصة عشق! عبدالرحمن يحب الصمت والصمت يحب عبدالرحمن هندامه لطيف ومهذب...


.أما الثاني يدعى (علي) فقدإعتلى يتعليقاته الساخرة فهو ثرثار دائماً مايمطر الفصل بكلماته .. في حصة الإنشاء المتميزة!! المعلم منهمك بالشرح^ وعلي يرش الأرض بكلماته وتعليقاته,, كان معلمه يشرح للتلاميذ عندما (ترسل خطاباً عبر رسالة لابد ان تثني على المخاطب)


فك عبدالرحمن قيود صمته قائلا: يعني ياأستاذا قصدك اامدحه !!وفجاءة ومن دون سابق إنذار تحول ذلك المعلم اللطيف الى وحش كاسر.وقد اشتبه عليه صوت عبدالرحمن بصوت علي(يحسب علي الذي يتكلم لإته مشغله) قائلا شماغك جديد وثوبك جديد لكن صدق الشاعر حين قال:

إذا لبس الحمار ثياب خزٍ*** لقالوا له يالك من حمارٍ


إلتف التسعة عشر جميعهم لحظة واحده لليمين در وكأنهم إصطفاف جنــود يتظرون الى عبدالرحمن مخرجين صوتاً يشبه صوت الوزغٍ إذا رأى حشرة ويتمتمون بحروفٍ هكذ:ا ق وي ة .... قوية....


أما عن ذلك المسكين فلاتسألوني عضلات عينه إرتخت وسقطت الى درج الماصةِ ينظر اليه~ وهو يتجرع ويحترق من تلك [الحمم البركانية] التي خرجت من فوه المعلـــم


تلاشى الموقف من أعين الطلاب بعد ذلك نظر عبدالرحمن الى معلمه.. وابتسم ولكن عضلات صدره بماتحمل من هم وضيق ابت أن تستمر هذه الإبتسامة لمدة ثلاث ثواني .......