بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » بيان الولاء للكفار والمشركين

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-03-2008, 05:15 PM   #1
sss_5
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 285
بيان الولاء للكفار والمشركين


1ـ حكم موالاة الكفار والمشركين:
لقد حصر الله تعالى الموالاة التي يجب أن يكون عليها المسلم أن تكون لله تعالى ولرسوله  وللمؤمنين: حيث قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ﴾ (55) سورة المائدة.

فبمقتضى هذه الآية تخرج أي موالاة لغير المؤمنين عن هذا الحصر الرباني فمن صرف هذه الموالاة لغير المؤمنين من الكفار والمشركين والملحدين وغيرهم ممن عادى الله ورسوله وعباده المؤمنين فقد خرج على أمر الله، وعرض نفسه للهلاك وسوء المصير.فكيف يوالي المسلم من عادى الله؟ وكيف يناصر المسلم من حارب دين الله؟ وكيف يحب المسلم من بغض رسول الله  وكفر به؟ !!.
بل لا بد من المعاداة والبراء وعدم الموالاة، وإلا فهي خيانة لله ولدينه، ولرسوله، وللمؤمنين.
ويأتي التحذير الرباني في كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه للمؤمنين ألا يتولوا الكافرين وبعدم اتخاذهم أعواناً وأنصاراً وأولياء من دون المؤمنين. وأن من فعل ذلك الأمر المشين فليس من الله في شيء. فهو ليس على منهج الله، ولا على سنة رسول الله  وهو على خطر الشرك، وأوشك أن يخرج من دائرة الإسلام، ويهوي في مدارك الشرك والضلال.



قال تعالى: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾ (28) سورة آل عمران.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
نهى الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى: ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ﴾ (28) سورة آل عمران أي ومن ارتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله. وقوله تعالى: ﴿إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ (28) سورة آل عمران أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته، كما قال البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: إنه لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم.

وقال الثوري: قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان.

ثم قال تعالى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ﴾ (28) سورة آل عمران أي يحذركم نقمته في مخالفته، وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه.

ثم قال تعالى: ﴿وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾ (28) سورة آل عمران أي إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل بعمله. فهذا التحذير واضح وصريح من الله تعالى لكل من والى الكفار والمشركين أعداء الله تعالى. وإن في هذا النهي وهذا التحذير لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ومن وقع في هذا الولاء للكفار والمشركين فقد هوى في مدارك الشرك، وارتد عن دينه، وخرج من دائرة الإسلام وأصبح من الكافرين.

قال ابن جرير الطبري رحمه الله: (من اتخذ الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً يواليهم على دينهم ويظاهرهم على المسلمين فليس من الله في شيء أي قد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده ودخوله في الكفر ﴿إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ (28) سورة آل عمران أي إلا أن تكونوا في سلطانهم


فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل.

ونلحظ أن ابن جرير الطبري رحمه الله يصرح بأن من يقع في هذه الموالاة فقد كفر بالله وخرج من إسلامه، فالقضية إذاً قبل أن تكون [ولاء وبراء] فهي [إسلام وكفر] ويترتب عليها الجنة أو النار. فالأمر جد خطير والقضية قضية عقيدة وتوحيد، فهي أصل من أصول الدين، ليس كما يظن البعض [أو الأكثر] أنها قضية ثانوية فرعية، ولا يعول عليها الكثير من الأمور، وتختلط عليهم الأمور وتنزلق الأقدام.

يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله: (فما ولاء المؤمن إذن لأعداء الله؟ إنه لا يجتمع في قلب واحد حقيقة الإيمان بالله وموالاة أعدائه الذين يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيتولون ويعرضون ومن ثم جاء هذا التحذير الشديد، وهذا التقرير الحاسم بخروج المسلم من إسلامه إذا هو والى من لا يرتضي أن يحكم كتاب الله في الحياة، سواء كانت الموالاة بمودة القلب، أو بنصرة، أو باستنصاره فهو ليس من الله في شيء، لا في صلة ولا في نسبة، ولا دين ولا عقيدة، ولا رابطة ولا ولاية، فهو بعيد عن الله، منقطع الصلة تماماً في كل شيء تكون فيه الصلات، ولكن قد يحاول بعض الذين في قلوبهم مرض أن يجدوا لأنفسهم بعض الحجج ويقتطفوا بعض الآيات أو الجزء من الآية ليبرروا ما هم عليه من خطأ ومن إعراض عن دين الله ومن تعطيل لكتاب الله تعالى. ومن موالاة لأعداء الله تحت حجج واهية، وشبهات بالية، كاذبين على أنفسهم، مخادعين لشعوبهم خاصة وللمؤمنين عامة، مفترين على الله الكذب وهم يعلمون. فيعادون أولياء الله وكل من رفع كتاب الله ودعا لتحكيمه وتطبيقه والعمل بسنة نبيه ، موالين لكل من حاد الله ورسوله، وحارب دين الله، وعمل (سواء علناً أم في خفاء) على تعطيل كتاب الله، موالين بذلك أعداء الله وأعداء الدين.

ولذلك جاء التحذير الرباني من الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهو سبحانه مطلع على ما في الصدور، سواء عنده ما أعلن وما أخفى، بل إنه سبحانه وتعالى يعلم كل ما في السماوات وما في الأرض ولا يعزب عن علمه شيء، فيعد النهي عن هذا

الولاء غير المشروع والمحرم يخاطب الله تعالى النفس البشرية وهو يعلم ما قد يتسرب إليها من محاولة للتحايل على شرع الله وإرضاء النفس الأمارة بالسوء، يخاطبها الله عز وجل ويخاطب هذا الضمير الإنساني، فهو نداء من الله تعالى إلى عباده متحدثاً إلى داخلهم ونفوسهم وشعورهم وأحاسيسهم وخطرات أنفسهم. أن يعملوا ويوقنوا أن الله تعالى مطلع عليهم وسوف يحاسبهم يوم القيامة، يوم يرجعون إليه فيجدوا كل شيء قد سطر في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ويجدون كل شيء حاضراً.

فيقول الله تعالى محذراً بعد هذا النهي: ﴿قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رءوف بِالْعِبَادِ﴾ سورة آل عمران.

2ـ خطورة تمييع قضية الولاء والبراء:
إن قضية الولاء والبراء من أصول الدين، ومن عقيدة المسلم ولا بد من وضوح هذه القضية نصب أعين المسلمين، حتى يميز الله الخبيث من الطيب، وحتى يعلم المؤمن من الكافر، والموالي من المعادي، ومن الذي يستحق الولاء ومن يستحق المعاداة، وحتى يتميز الصف المسلم الموحد، من الصف الكافر المشرك، وحتى يكون الدين كله لله، وحتى يخرج الناس من عبادة المخلوقات إلى عبادة خالقها، وحتى يهتدي من اهتدى على بينة ويهلك من هلك عن بينة، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. لا بد من إيضاح هذه العقيدة للناس، لا بد من إجلاء الأمور وإظهار الحق واتباعه، وتعرية الباطل واجتنابه، فلا يجتمع (الكفر مع الإيمان) ولا (الولاء مع البراء) لشخص واحد وقوم بعينهم [من الكافرين].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: في قوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ (22) سورة المجادلة قال: (أخبر الله تعالى أنك لا تجد مؤمناً يواد المحادين لله ورسوله، فإن نفس الإيمان ينافي موادته كما ينافي أحد الضدين الآخر، فإذا وجد

الإيماني انتفى ضده، وهو موالاة أعداء الله، فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه كان ذلك دليلاً على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب)، فلا بد من الفصل، والفصل التام في قضية الولاء التي تجمع بين الشتات وتؤلف بين القلوب، وتآخي بين الأجناس في أخوة إيمانية، لا يعرفها، ولا يتصورها إلا من ذاق حلاوتها، وعاش في ظلالها، واستنشق رحيقها، لا بد وأن تربى الأجيال على هذه العقيدة وعلى هذا الولاء لله ولدينه وللمؤمنين.

والتحذير كل التحذير من الوقوع في الكفة الأخرى فإن فيها الهلاك وإن ظن البعض أن فيها النجاة، فتباً لكل من والى غير المؤمنين، ومن ود وأحب من عادى دين الله، وتقرب لكل من حاد الله ورسوله.

ويقول الأستاذ سيد قطب في هذا المضمار: (هكذا تنقسم البشرية إلى حزبين اثنين: حزب الله وحزب الشيطان، وإلى رايتين اثنتين: راية الحق وراية الباطل، فإما أن يكون الفرد من حزب الله فهو واقف تحت راية الحق، وإما أن يكون من حزب الشيطان فهو واقف تحت راية الباطل، وهما صفان متميزان لا يختلطان ولا يتميعان !! لا نسب، ولا صهر، ولا أهل، ولا قرابة، ولا وطن، ولا جنس، ولا عصبية، ولا قوية إنما هي العقيدة ولعقيدة وحدها، فمن انحاز إلى حزب الله ووقف تحت راية الحق فهو وجميع الواقفين تحت هذه الراية إخوة في الله، تختلف ألوانهم، وتختلف أوطانهم، وتختلف عشائرهم وتختلف أسرهم ولكنهم يلتقون في الرابطة التي تؤلف حزب الله، فتذوب الفوارق كلها تحت الراية الواحدة. ومن استحوذ عليه الشيطان فوقف تحت راية الباطل فلن تربطه بأحد من حزب الله رابطة، لا من أرض، ولا من جنس، ولا من وطن، ولا من لون، ولا من عشيرة، ولا من نسب، ولا من صهر.. لقد أنبتت الوشيجة الأولى التي تقوم عليها هذه الوشائج فأنبتت هذه الوشائج جميعاً).

فلا بد من تربية الأبناء وتنشئة الأجيال على أن يكونوا من حزب الرحمن، ومعادين لحزب الشيطان، وأن يكونوا تحت راية الإسلام، متبرئين من راية الكفر والإلحاد،


مخلصين في ولائهم لله تعالى، مجتنبين موالاة الكفار والمشركين والملحدين وكل أعداء الدين، حتى يفصل بين الصفين، وتتباين الرايتان.


العقيدة فوق القرابة والرحم:
لقد أمرنا الله تعالى بصلة الرحم والإحسان إلى ذري القربة وبرهم، وجعل ذلك قربة لله تعالى، بل أخبر النبي  في الحديث الصحيح فيما يرويه عن رب العزة أن الرحم مشتقة من اسم الله تعالى فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله.

وأيضاً بين النبي  أن صلة الرحم سبب في سعة الرزق وطول العمر. وغير ذلك مما هو مقرر في شريعتنا الغراء من فضل صلة الرحم والإحسان لذوي القربى وبرهم.
ولكن إذا تعارض هذا البر وتصادمت هذه الصلة مع العقيدة فلا مقارنة ولا مفاضلة، بل يضرب بهذه القرابة وهذا الرحم عرض الحائط.

فإذا كان المقام مقام التوحيد، والقضية قضية العقيدة فلا يوضع أمامها في الكفة المقابلة أي شيء، فما وصلنا هذا الرحم، وما أحسنا إلى هؤلاء الأقرباء إلا من منطلق هذه العقيدة وإلا تعبداً لله الذي فرض علينا هذه العقيدة وتعبدنا بها، فالعقيدة هي الأصل الثابت الذي يتلاشى أمامه أي شيء يعارضه أو ينقص منه شيئاً.

ويأتي هذا الفصل الرباني في هذه المسألة واضحاً جلياً يقرع الآذان ويحيي الضمائر، ويرسخ أمر العقيدة في القلوب، ويبين مكانه من دين الله تعالى قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ (22) سورة المجادلة.



يقول الأستاذ/ سيد قطب رحمه الله: فروابط الدم والقرابة هذه تتقطع عند حد الإيمان، إنها يمكن أن ترعى إذا لم تكن محادة وخصومة بين اللوائين: لواء الله ولواء الشيطان.

والصحبة المعروفة للوالدين المشركين مأمور بها حين لا تكون هناك حرب بين حزب الله وحزب الشيطان، فأما إذا كانت المحادة والمشاقة والحرب والخصومة فقد تقطعت تلك الأواصر التي لا ترتبط بالعروة الواحدة وبالحبل الواحد، ولقد قتل أبو عبيدة أباد يوم بدر، وهم أبو بكر بقتل ولده عبد الرحمن، وقتل مصعب بن عمير أخاه عبيد بن عمير، وقتل عمر وحمزة وعلي وعبيدة والحارث أقرباءهم وعشيرتهم، متجردين من علائق الدم والقرابة إلى آصرة الدين والعقيدة، وكان هذا أبلغ ما ارتقى إليه تصور الروابط والقيم في ميزان الله، ويزيد الإمام المحدث ابن كثير رحمه الله تفصيلاً فيقول: ومن هذا القبيل حين استشار رسول الله  المسلمين في أسارى بدر فأشار الصديق رضي الله عنه بأن يفادوا فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمين وهم بنو العم والعشيرة ولعل الله تعالى أن يديهم.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أرى ما أرى يا رسول الله، هل تمكني من فلان (قريب لعمر) فأقتله؟ وتمكن علياً من عقيل، وتمكن فلاناً من فلان، [ليعلم الله أنه ليست في قلوبنا موادة للمشركين].

وقوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ﴾ (22) سورة المجادلة، أي من اتصف بأنه لا يواد من حاد الله ورسوله ولو كان أباه أو أخاه فهذا ممن كتب الله في قلبه الإيمان أي كتب له السعادة وقررها في قلبه وزين الإيمان في بصيرته.

وقوله تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ (22) سورة المجادلة. سر بديع وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر [في الله] عوضهم الله بالرضا عنهم وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم والفوز العظيم والفضل العميم.


4ـ الولاء للكفار والمشركين من نوا قض لا إله إلا الله:
إن الولاء عقيدة، وعبادة، يتعبد بها المسلم لربه سبحانه وتعالى، ويدين له بها، فهي من مقتضيات لا إله إلا الله، فلا إله إلا الله تقتضي أن نوالي أنصارها ومعتنقيها.

ولا إله إلا الله تقتضي البراء ومعاداة من يعادي هذه الكلمة ومن يحاربها ومن لم يدين بها، فهذه من عقيدتنا، وهذا هو ديننا.

يقول الأستاذ محمد قطب حفظه الله: (وقد أباح الله للمسلمين في حالة الاستضعاف ألا يظهروا العداوة لأعدائهم، ولكنه لم يبح لهم قط أن يوالوهم... فعدم إظهار العداوة شيء، والموالاة شيء آخر، الموالاة التي تشمل مودة القلب والتناصر والمحبة... هذه لا تكون إلا بين المؤمنين بعضهم وبعض. ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾ (28) سورة آل عمران. نعم، يحذركم الله نفسه، وهو المطلع على ذخائل نفوسكم، وعلى مداخل الشيطان إليها، أن يدخل إليكم من باب الاستضعاف والخوف فيقول لكم: لا عليكم أن توالوا الكفار لتأمنوهم وتصرفوا شرهم عنكم ! كلا ! لا ولاء ! حتى في الاستضعاف لا ولاء ! إنما هو فقط عدم إظهار العداوة لهم، وعدم استفزازهم للاعتداء عليكم وأنتم لا تستطيعون رد بأسهم. أما الولاء القلبي فغير جائز، لأنه ينقض لا إله إلا الله، ولأنه يذيب الحاجز النفسي الذي يفصل المؤمن عن أعداء الله، فيميل إليهم، فينسى دينه ويصبح مثلهم ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا  وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾، هذا في ولاء القلب... فكيف بالتعاون معهم، لا على البر والتقوى، ولكن على حرب الإسلام والمسلمين؟!.

تلك كلها نواقض لا إله إلا الله، يقع فيها كثير من الناس في وقتنا الحاضر دون أن يدروا.


5ـ صور لموالاة الكفار والمشركين:
•الرضا بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم الكافرة.
•التولي العام واتخاذهم أعوانا ًِ وأنصاراً وأولياء أو الدخول في دينهم وقد نهى الله عن ذلك فقال: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾ (28) سورة آل عمران.
•الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر أو التحاكم إليهم دون كتاب الله كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً﴾ (51) سورة النساء.
•مودتهم ومحبتهم، وقد نهى الله عنها بقوله: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ (22) سورة المجادلة.
•الركون إليهم. لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.
•مداهنتهم ومداراتهم ومجاملتهم على حساب الدين: قال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾.
•اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين. لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (118) سورة آل عمران.
•طاعتهم فيما يأمرون ويشيرون إليه. ودليل ذلك قول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ وقوله تعالى:



﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ﴾ (149) سورة آل عمران.

•مجالستهم والدخول عليهم وقت استهزائهم بآيات الله والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ (140) سورة النساء.
•توليهم أمراً من أمور المسلمين، ومن ذلك الإمارة، والكتابة وغيرها) والتولية شقيقة الولاية لذلك فتوليهم نوع من توليهم وقد حكم الله أن من تولاهم فإنه منهم ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم. والولاية تنافي البراءة (فلا تجتمع البراءة والولاية أبداً).
•استئمانهم وقد خونهم الله تعالى. حيث أخبر أن منهم من لا يؤدي الأمانة من تلقاء نفسه، ولا خوفاً من الله تعالى إلا إذا اضطر إلى تأديتها. قال تعالى: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (75) سورة آل عمران.
•الرضا بأعمالهم والتشبه بهم والتزي بزيهم.
•البشاشة لهم والطلاقة وانشراح الصدر لهم وإكرامهم وتقريبهم.
•معاونتهم على ظلمهم ونصرتهم.
•مناصحتهم والثناء عليهم ونشر فضائلهم.
•تعظيمهم وإطلاق الألقاب عليهم: (على سبيل الإكرام والتعظيم).
•السكنى معهم في ديارهم وتكثير سوادهم.
وقد قال رسول الله : (من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله).
وقوله : (لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن سكنهم أو جامعهم فليس منا).

•التآمر معهم وتنفيذ مخططاتهم والدخول في أحلافهم وتنظيماتهم، والتجسس من أجلهم، ونقل عورات المسلمين وأسرارهم إليهم والقتال في صفهم.
•من هرب من دار الإسلام إلى دار الحرب بغضاً للمسلمين وحباً للكافرين.
•من انخرط في الأحزاب العلمانية أو الإلحادية كالشيوعية، والاشتراكية، والقومية والماسونية، وبذل لها الولاء والحب والنصرة.


6ـ خلاصة عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء للكفار:
1.أن منها ما هو كفر محض وانسلاخ من الدين مثل:
•التولي المطلق.
•مودتهم لأجل دينهم وسلوكهم، والرضا بأعمالهم، وتمني انتصارهم على المسلمين.
•طاعتهم في أمور التشريع.
•اعتقاد مساواتهم بالمسلمين، وأن المسلمين لا ميزة لهم.
•الوثوق بهم وائتمانهم دون المسلمين.
•نصرتهم ومساعدتهم على حرب المسلمين.
•التشبه بهم إعجاباً واستحساناً في قضايا التوحيد والعبادات، وكذلك التشبه المطلق بهم.

2.ومنها ما هو كبيرة من الكبائر، يكفر إذا استحلها مثل:
•اتخاذهم بطانة.
•مداهنتهم والتذلل لهم، وملاينة الحربيين منهم.
•المبالغة في تعظيمهم ورفع شأنهم.
•الدخول في سلطانهم بدون حاجة ولا اقتضاء مصلحة عامة

•التشبه بهم في أخلاقهم وشعائرهم كالموالد والأعياد.
•الإقامة عندهم لمن لا يستطيع إعلان دينه مع قدرته على الهجرة.


3.ومنها ما هو أقل من ذلك نحو:
•ميل القلب غير الإرادي إلى الزوجة الكتابية، أو الابن غير المسلم أو من بذل إلينا معروفاً، أو من كان صاحب خلق وأدب.
•مدحهم والثناء عليهم بدون مسوغ شرعي بغض النظر عن دينهم.
•مصادقتهم ومعاشرتهم.
•الثقة فيهم.
•العمل لديهم مع وجود الإهانة والاحتقار.
•إلقاء السلام عليهم.
•الدعاء لهم بالصحة والعافية وطول العمر ودوام الاستقرار
•تهنئتهم في المناسبات العادية والأفراح مثل الزواج والسلامة من كارثة فهذه تتراوح بين التحريم والكراهة بحسب الحال والملابسات.

4.وهناك أشياء مباحة لا تعد موالاة، مثل:
•معاملتهم بالحسنى واللطف – لا سيما المسالمين منهم ـ.
•الصدقة على محتاجيهم.
•الإهداء إليهم وقبول هديتهم.
•تعزيتهم في مصائبهم على الوجه المشروع.
•رد التحية عليهم، ورد السلام إذا سلموا تسليماً صحيحاً [بقول وعليكم].
•معاملتهم في العقود المالية المباحة.


•تأجيرهم المساكن والدور، بشرط ألا تتخذ بؤرة للفساد.
•استعمالهم عند الحاجة إليهم في الأمور العادية.
•السفر إليهم لأغراض مباحة، مع القدرة على إعلان الدين
•الإقامة عندهم لغرض صحيح، مع القدرة على إظهار الدين.
•زيارتهم لغرض مشروع.
[وذلك كما زار النبي اليهودي عند احتضاره وتلقينه الإسلام].
•شمولهم بالرحمة العامة كما في الحديث الصحيح: لا يرحم الله من لا يرحم الناس).
•أخذ الجزية منهم وإقرارهم على دينهم.
•مصالحتهم ومسالمتهم عند الحاجة، أو عندما يطلبونها.
•مخالطتهم عند اللزوم، مع عدم الركون إليهم.
•الاستفادة مما عندهم في شؤون الحياة الدنيا – كالصنائع والنظم مما لا يدخل في التشريع
•أكل طعام أهل الكتاب، والزواج من نسائهم عند الحاجة.
•ائتمان بعضهم على بعض الأمور العادية.

فهذه وما أشبهها كلها مباحة – بل بعضها ربما يكون – مطلوباً – بشرط ألا تتجاوز الحدود والقيود التي وضعت لكل منها.

وبهذا يتبين لنا أن القول بإطلاق تحريم الموالاة بحيث تشمل الصور المباحة التي ذكرناها، أنه أمر يفقد الدقة والموضوعية، وكذلك التساهل في العلاقة مع غير المسلم فإنه يخل بالعقيدة. والله أعلم.

* من كتاب حقيقة الولاء والبراء لسيد سعيد عبد الغني.
__________________
sss_5 غير متصل  


قديم(ـة) 28-03-2008, 07:08 PM   #2
كعكي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 119
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها sss_5

ويقول الأستاذ سيد قطب في هذا المضمار: (هكذا تنقسم البشرية إلى حزبين اثنين: حزب الله وحزب الشيطان، وإلى رايتين اثنتين: راية الحق وراية الباطل، فإما أن يكون الفرد من حزب الله فهو واقف تحت راية الحق، وإما أن يكون من حزب الشيطان فهو واقف تحت راية الباطل، وهما صفان متميزان لا يختلطان ولا يتميعان !! لا نسب، ولا صهر، ولا أهل، ولا قرابة، ولا وطن، ولا جنس، ولا عصبية، ولا قوية إنما هي العقيدة ولعقيدة وحدها، فمن انحاز إلى حزب الله ووقف تحت راية الحق فهو وجميع الواقفين تحت هذه الراية إخوة في الله، تختلف ألوانهم، وتختلف أوطانهم، وتختلف عشائرهم وتختلف أسرهم ولكنهم يلتقون في الرابطة التي تؤلف حزب الله، فتذوب الفوارق كلها تحت الراية الواحدة. ومن استحوذ عليه الشيطان فوقف تحت راية الباطل فلن تربطه بأحد من حزب الله رابطة، لا من أرض، ولا من جنس، ولا من وطن، ولا من لون، ولا من عشيرة، ولا من نسب، ولا من صهر.. لقد أنبتت الوشيجة الأولى التي تقوم عليها هذه الوشائج فأنبتت هذه الوشائج جميعاً).
.

بارك الله فيك يا أخي وأسأل الله أن نكون من أهل راية الحق
كعكي غير متصل  
قديم(ـة) 28-03-2008, 09:53 PM   #3
باغي الحق
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 74
جزيت خيراً وزوجت بكراً وزادك الله فضلاً وعلماً ..

.. الولاء والبراء ..
عقيدة غبية ، فجزى الله خيرا من ساهم في أحيائها ..
والسلام عليكم ..
باغي الحق غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)