[ابو بشر]

هذا الصراع الازلي المستقبلي لاينفتئ الا ان يكون شغل كل مقدم الى الزواج

- ان وجود هذه الظاهرة امر لا جدال فيه، ولسنا بصدد تعليلها وفلسفتها من الوجهة الاجتماعية، لأننا ان فعلنا ذلك ابتعدنا عن صلب الموضوع، ولكن لابد لنا من القول بأن الأم لشدة تعلقها بابنها وتفانيها في حبه، تعتقد بأن زوجته ستسرقه منها وتستأثر به، ولما كان الابن يميل عاطفياً وحياتياً الى زوجته، فكثيراً ما تنهار صروح الزوجية بسبب تدخل الام والاقارب بشؤونهما، فالأم تحاول جاهدة تشديد قبضتها للاحتفاظ بابنها، وكأنها تشعر بأن امومتها ستهان عاجلاً او آجلاً
فمحبة الوالدين لابنائهم شيء طبيعي فهم ثمار قلوبهم وريحان نفوسهم واكبادهم التي تمشي على الارض وهناك كثير من الشواهد والامثال على تعلق الام بولدها، فهذه امرأة ترقص ولدها وتناغيه:
يا حبذا ربح الولد
ريح الخزامي في البلد
اهكذا كل ولد
ام لم يلد مثلي احد

كما أن (الكنة) تنظر الى زوجها بمنظار اخر يختلف عن نظرة الام تماما، فهي ترى ان زوجها ملكها كما هي ملكه، وقد جاء في امثال النساء: (الاخ اخ مرته.. يفوت ويخلي اخته) اي ان العلاقة الزوجية تطغى على العلاقات الرحمية.
.والحماة تعتقد ان (الكنة) كالحية تعض وتضم رأسها
وهكذا نجد ان محور الصراع الازلي هو الزوج الذي تتنازعه اهواء الامرأتين الموجودتين في البيت،
والابن الزوج يبقى حائرا بين واجبين: فهو مشدود الى والديه وملتزم امامهما ومرتبط بهما ومسؤول عنهما (فالأب ربَ الصغير حتى كبرر) و (الجنة تحت اقدام الامهات) والله تعالى يأمره باطاعتهما في القرآن الكريم (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) وبنفس الوقت تطالعه اية كريمة اخرى تشده الى زوجته حيث جعلها الله سكنا له بقوله تعالى:
(ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) صدق الله العظيم


والموضوع شاق وطويل وللحديث بقية
.....................
ان شاء الله