قد يتفاجأ القارئ من هذا العنوان , فيحسب أنني من إياهم ( اللي على بالي بالك ) , ولكنه لو تمهل قليلاً وقرأ المقالة كلها , لربما وقف على شيء من الصواب إن لم يكن كل الصواب !
العنف هو رديف الحزم , ومخطئ من يحسب أن العنف ما هو إلا ضرب وعويل , وضرب وشتم , إنه بالأحرى قوة في غير لين , فلن يخرج العربي المسلم في جيله القادم إلا بهذه الصورة التي نريد , ولعلنا نقرر هذا حين ننظر إلى الواقع , حيث يجبرنا واقعنا الضعيف على أن نكون أصحاب تربية مليئة بالعنف , وأن اللين لا يترك لنا إلا جيلاً ليس همه إلا ملذاته , وحسبنا كثرة الجنس الناعم من الفتيان اليوم , بل الذين يسمون بالجنس الثالث !
جاءت الحضارة , وجاء معها خيرها وشرها , وجيلنا اليوم ليس له هَم إلا أن يحصل على كل جديد منها , والمربي الفطن هو الذي ينظر إلى واقعه حين يريد أن يربي , فحين نربي أولادنا على اللين ؛ فإنهم لن يكونوا كما كان الأجداد بلا أدنى ريب , بل سيكون الخور والجبن طريقًا ممهدة لهم !
كثير من أبناء المترفين كانوا يعرفون بميوعتهم الواضحة , لكننا نرى اليوم أبناء الفقراء وذوي الدخل المحدود هم أكثر ليونة من أبناء المترفين الأغنياء , فما علة هذه الظاهرة ؟ !
إنها ناشئة عن أن التربية الحقيقية في هذا العصر لا ينفع لها إلا العنف , حيث يخرج الشاب وهو حازم صارم , فيه قوة نحو المعالي , يتشبه بأجداده القادة الذي فتحوا الفتوحات ومصَّروا الأمصار !
إن حال المسلمين الضعيف اليوم يجب أن يكون مبنيًّا على تربية كلها قوة وشدة وعدم استكانة , على أنني لأسال هنا : أجيل يُربى على القوة والحزم ليكون قويًّا حازمًا في غده أولى ؟ أم جيل يربى على اللين فيطلب منه في غده ما فقده في صغره ؟ !