|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
19-05-2008, 01:40 AM | #1 |
Registered User
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 30
|
---- الانتحار ----
مع كل صباح جديد وعند خروجي من المنزل لاخراج صحيفتي اليوميه من الصندوق المعدني لتصفحها يزلزلني معها كل يوم خبر جديد مختصره ..
انتحر مواطن(ه) او اقدم مواطن بقتل من حوله وبالنهاية يعول السبب على المرض النفسي الذي يصيب الجاني ، اكاد اجزم انها اصبحت اكبر من ظاهره تنخر في ابناء هاذا الوطن الغالي يتحدث لنا حسن مفتي ليقول عن هذه الظاهره انها كثرت الأمراض النفسية في المجتمع وفشت أيها السادة، ويمكنك عزيزي القارئ مشاهدة العشرات من المواطنين يتحدثون مع أنفسهم خلسةً أو علانيةً داخل مركباتهم ملوحين بقبضات أيديهم في الهواء، عند مختلف الإشارات الضوئية والطرقات لمدينة الرياض، وقد يقول ذهين منكم : إنهم يحادثون زملائهم وأصدقائهم عبر سماعات البلوتوث الملتصقة بآذانهم، أو عبر لاقطة الجوال الموضوعة داخل السيارة ! وهي حجة معقولة شبه مقبولةٍ، لكنها لا تنفي المعضلة التي أصحبنا نعاني منها هذه الأيام ! فشو ظاهرة الأمراض النفسية بين مختلف شرائح المجتمع . والمرض النفسي أو العضوي معاشر الكرام لا يفرق بين مسؤولٍ وفردٍ، أو بين أميرٍ وخفيرٍ، أو أكاديميٍ وجاهل، فالجميع أمام مقصلتها سواء، وثبت في الماضي والحاضر استيلاء العشرات من الحكام المجانين على الحكم والسلطة، ففاقوا في حكمهم الجنون عينه، والجميع هنا سمع عن البدع الغريبة للخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي قلب نهار الشعب ليلاً، وليلهم إلى نهارٍ، ومنعهم من أكل الملوخية والجرجير، ثم أمر عبيده بإشعال حريقٍ ضخمٍ للغاية التهم أجزاءً شاسعةً من أسواق القاهرة، وكان سعادته يقف كل ليلةٍ مطلاً من شرفة قصره على الحريق باكياً وهو يقول : من الذي أمر بفعل هذا ؟! وذكر الحافظ بن كثيرٍ يرحمه الله أن الحاكم بأمر الله كان يقوم بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسه، وكان يجوب الأسواق على حماره الشخصي برفقة عبدٍ أسود اسمه مسعود، فمن وجده يغش في البيع أو الشراء، أمر عبده أن يفعل به الفاحشة أمام الناس ! قال ابن كثيرٍ يرحمه الله : وهذا أمر منكر ملعون لم يسبقه إليه أحد من قبل ! حتى ضجت من أفعاله شقيقته فأوعزت لأحد الأمراء بقتله وحز رأسه ! لتنتهي مأساة المسلمين مؤقتاً . رصدت الدولة ميزانيةً ضخمةً لإقامة عشرات المستشفيات النفسية في مختلف أرجاء المملكة، والتي لم نسمع لها ركزاً منذ أن قطعت لنا صحفنا وعود الحكومة بذلك، وأصبح البحث عن سريرٍ لا أقول في مستشفياتنا الحكومية للأمراض العضوية، بل للأمراض النفسية – وهي مستشفيات محصورة للغاية – من رابع المستحيلات إن قلنا بالمستحيلات الثلاث، وأذكر أنني زرت مستشفى الأمل للصحة النفسية بالرياض مع مريضٍ من المرضى عافاه الله، فرأيت فيه ما يسوء النظر ويبكي القلب من معاناة المرضى الذين اختلفت سحناتهم واتفقت همومهم ! لم يفرق المرض النفسي بين صغيرٍ وكبيرٍ، ذكرٍ وأنثى، صاحب لحيةٍ أو حالقها، عاصفة عصبية هوجاء ضربت الكل وأصابت الكل، وتهافت الناس على الأدوية المهدئة والمخدرة بالوصفات الطبية أو بالطرق غير المشروعة ! يحظى بها المريض لينسى، أو يطرق باب الرقاة ليشفى ! وقد تكون علته طبية لا روحية ! أذكر أنني استشرت طبيباً من الأصدقاء عن همٍ دنيوي أصابني وكان الحديث مجرد تنفيسٍ لا شكوى، وعندما انتهيت من بث الشكوى وإيصال الهم، قال لي : عليك بدواء كذا وكذا، فهو مخفف جيد للهم ! قلت له : إنني لا أعاني من مرضٍ نفسيٍ فيما يظهر لي، إنما هي مجرد شكوى لا أكثر، فقال : لا تبتئس، ليس للدواء آثاراً جانبيةً وأنا شخصياً أتناوله بانتظامٍ ! فقلت له : شكراً تكفيني أدوية قلبي . كسرت هذه الأمراض حاجز الستر لتصيب بأضرارها الأقارب والمحبين، فقبل عقدين ونصف قتل تلميذ من التلاميذ أمه في مدينة جدة، وكنت أعرف ذلك القاتل شخصياً إذ جمعتني به مراحل دراسيةٍ قبل أن ينتقل لمدينة جدة، وبسبب مرضٍ نفسيٍ أصيب به، فقد صوابه وهشم جمجمة والدته يرحمها الله، ثم توفي لاحقاً في إحدى المستشفيات . وفي مدينة حفر الباطن أجهز مدمن - عبثت بعقله المخدرات - بعمود الخيمة على رأس والده المسن، عندما هوى إلى الأرض ساجداً بين يدي ربه، في القصيم زوج يطعن زوجته، وقبل أيامٍ شاب مصاب بالمرض النفسي يقوم بتهشيم رأس والدته بالمطرقة فيرديها . في مدينة الرياض وفي حي السويدي قام زوج بقتل زوجته وطفله وشقيقه، وإصابة شقيقه الآخر بالرصاص، في حين نجى الله تعالى بقية أولاده الذين حبسوا أنفسهم داخل غرفةٍ من الغرف، وفي حي الملك فهد وقفت شخصياً قبل عامٍ تقريباً على سيارات نقل الأموات وهي تنقل زوجةً وابنتها أردتهما رصاصات الزوج المريض، وأنجى الله من المجزرة ابنة ثالثة للمصاب، لكنها نقلت إلى المستشفى بين الحياة والموت . اليوم أو بالأمس صرع شقيق شقيقه رمياً بالرصاص في مدينة جدة، وتبين أن القاتل مريض نفسي ! شاب سوري ينحر ابن شقيقته أمام الناس في مدينة جدة، امرأة سورية تغرق أطفالها الثلاثة في البانيو أثناء معانتها من ذهان ما بعد الولادة . وفي المقابل حوادث انتحار المرضى النفسيين تشهد على عمق الأزمة، في مكة علق شاب نفسه فوق إحدى الجسور، وفي مدينة الرياض شهد الجسر المعلق أكثر من حالة الانتحارٍ أبطالها مواطنون تفاوتت مراحلهم العمرية، وفي المنطقة الشرقية أردى شاب نفسه من فوق جسر الملك فهد، ولقد حدثني زميل يعمل في المجال الأمني أنه وقف شخصياً على شابٍ سكب على جسده مادةً سريعة الاشتعال محرقاً نفسه في الشارع العام ! في الجنوب أردى أكثر من مواطن نفسه بالرصاص ! هذه الأمثلة المذكورة موثقة أعرضت عن أضعافها وهي من باب ضرب الأمثلة، أما حالات الضرب والطلاق والاغتصاب والسرقة وتكسير المركبات، والإصابات الناجمة عن محاولات الانتحار هي أكبر من الهم على القلب ! لا شك أن لهذه الأمراض أسباباً كثيرةً لا تحصر في جانبٍ معينٍ، فمنها ما قد يكون دينياً كسوء علاقة الإنسان بالله وتقصيره ووقوعه في المحرمات، وأحياناً ضغوطات الحياة والفقر والبطالة، وفي بعض الأوقات سرعة إيقاع الحياة وشفافية روح المصاب التي لم تعد تحتمل ما يجري حوله من تغيراتٍ، وكلها تدين علانيةً النخب الحاكمة التي لم تقدم للمصابين ما يرأف بالحال أو يرفع الضر عنهم بعد الله . والعلاج النفسي مكلف أيها الإخوة، بعض الحقن المهدئة يصل سعرها إلى سبعمئة ريالٍ للحقنة الواحدة، هذه وقفت عليها بنفسي، أما الأدوية الأخرى فتقارب المئات أو تفوقها ! وإذا كانت أسرة المصاب متوسطة الحال فمن أين لها بقيمة الدواء الذي لم ولن توفره لها وزارة الصحة ؟! الكثير منا سيحمل وزير الصحة المسؤولية المباشرة، أما أنا فأحمل ولي أمرنا المسؤولية المباشرة، بدليل أن وزير التجارة السابق أقيل من منصبه، وجاءت الدولة بوزيرٍ جديدٍ ولم يتغير شيء في أسعار السلع مثلاً، بل زاد الأمر سوءً . هذه الأزمة منظومة متكاملة من الألم، فإذا فشت المصائب تضرر المجتمع، هذا القاتل المريض سيرمل وييتم، واليتم سيفتح أبواب الفقر والجريمة، وتدور الدائرة من جديدٍ في مظاهر قتلٍ وسلبٍ ونهبٍ وفسادٍ وهدرٍ في ظل غيابٍ تامٍ عن المسؤولية والمحاسبة من قبل المسؤولين ! أذكر أن صحيفة الوطن نشرت مظاهر جرمٍ في حق المرضى النفسيين في مستشفى الأمراض العقلية بالطائف، الصور التي شاهدنها جميعاً عن اغتسال المرضى جماعياً كالدواب، وشكتل لجنة تحقيقٍ في تلك الحادثة، هل تعرفون نتيجة ما حصل عقب تلك اللجنة ؟ تم سجن الصحفي الذي قام بالتحقيق وحقق معه ! بدلاً من أن يكرم سجن وأدين ! قولوا لي بربكم كيف يستقيم حال الدولة بسجن المخلصين الناصحين الذين يحبون الخير للوطن والمواطن ؟! قال لي طبيب زميل في ذلك المستشفى : ما ذكر في التحقيق غيض من فيض، والله إن لدي من المعلومات حول ذلك المستشفى ما يشيب له رأس الرضيع ! من سرقات للأدوية، وسوء معاملة المرضى، وتلوث مياه الشرب والغسيل، وعدم تقوى الله في العمل وأداء الأمانة، بل إننا نحن الأطباء والكلام له لم نسلم من سوء معاملة بعض الموظفين ! قديماً كنت أستغرب إن رأيت مجنوناً في الشارع، أما الآن فما أكثرهم، ولقد رأيت أكثر من مجنونٍ يحادث نفسه في الطريق واقفاً، وقد تلوثت ثيابه، واغبر رأسه، واتسخ وجهه، لم يكن هذا المنظر مألوفاً لدي من قبل، مع أنني رأيت أضرابه كثيراً خارج المملكة من المشردين المجانين، قبل أن تتفشى هذه الظاهرة بشكلٍ واضحٍ، وتتناهى إلى أسمعنا تبعات المرض النفسي، وتقاعس الدولة عن مد يد العون لهم، وتزويدهم بالدواء وجلسات العلاج النفسي الجماعي، ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم ! انتهى كلامه , قرأت قبل ايام انتحار لواء في القطاع العسكري وهاذا اليوم بالذات في صحيفة الجزيرة قرات هذا الخبر : اقدمت مواطنة في الثلاثينات من عمرها وام لخمس اطفال على الانتحار في بيت زوجها في احدى القرى التابعة لمحافظة ينبع اذ وجدت معلقة بواسطة حبل في سقف بيتها . وبالامس وقبله اكثر من ذلك ويا قلب لا تحزن ولا نعلم عن الغد وماقد يحدث ارى ان مثل هذه القضايا تحتاج لفتح ملف كقضايا العمالة الوافده وغيره حتى نجد حلاً وتوجيه اهل الاختصاص باتخاذ ما يلزم. آخر من قام بالتعديل جريـــر; بتاريخ 19-05-2008 الساعة 01:46 AM. |
19-05-2008, 02:10 AM | #2 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
هي إحدى ضرائب دخول المجتمع بوابة المدنية المعاصرة دون هويّة .
ولئن كان للأمراض النفسية أثر فليس إدمان المخدرات , ولا الأزمة طارئة من أمراض النفس . ولئن نتج عنها القتل والقتيل ؛ فلإهمالنا بناء الإيمان والضمير . بنينا محطة استقبال القنوات في ديراب , وبنينا أبراج التسوق الطاغي الفيصلية والمملكة , ولم نحفظ بناء الإنسان من نخر سوس المدنية المعاصرة .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
19-05-2008, 09:26 AM | #3 | |||||||||||||||||||||||
مراقب عــام
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: بريدة ستي
المشاركات: 17,625
|
لا كلام بعد هذه الدرر ... تحياتي لك ولكاتب الموضوع ....
__________________
راح الزعيم اللي علينا خسارة .. اللي بحكم الله يمشي القوانين Sense Designs شكراً
|
|||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
|
|