|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-08-2002, 09:52 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: السعوديه
المشاركات: 107
|
رؤى و كؤوس : التنصير ( 1 )
رُؤى و كؤوس
التنصير [ التبشير ] Christianization (1) رأينا كيف لعب الاستشراق دوره في تمهيد الطريق أمام التبشير ليقوم بدوره في غزو المجتمعات الإسلامية ، و من ثمَّ ارتبط التبشير منذ نشأته بالاستشراق ارتباطاً وثيقاً ؛ لذا فإن أغلب المستشرقين مبشرون ، كما أن أكثر المبشرين مستشرقون ، و يشترط فيمن يقوم بالتبشير في البلاد الإسلامية أن يكون قد قرأ ما كتبه المستشرقون عن المنطقة الإسلامية . لقد سعى المبشرون بكل ما لديهم من جهد لتدمير أخلاق و عقول المسلمين و تشكيكهم في دينهم لقطع صلتهم بالإسلام ، كما عمدوا إلى القضاء على وحدة المسلمين بتمزيق المجتمعات الإسلامية و بث بذور الفرقة و الشقاق بين صفوفها و تشجيع الأقليات و القوميات المختلفة على الانفصال عن العالم الإسلامي و معاداته باسم التقدمية والقومية بغرض شغل المسلمين بصراعات و حروب داخلية مستمرة تفت في عضدهم . لقد ساهم المبشرون بنصيب وافر في بث روح التخاذل و الخمول بين أبناء المسلمين ، و لقد استطاع هؤلاء المبشرون بمؤسساتهم الكبيرة الغنية و بالعمل المنظم الدؤوب و بالوسائل المتعددة الفعالة أن يبعدوا أجيالاً من أبناء المسلمين عن الإسلام بجعل عقولهم تتقبل الكثير مما يخالف دينهم من أفكار و شعارات و نظريات . و لقد استغل المبشرون ـ بدعوى المساندة و الإعانة ـ ما تتعرض له الكثير من الشعوب الإسلامية من الفقر الشديد والمجاعات و الأوبئة ، فبثوا سمومهم و مارسوا نشاطهم علناً بين هذه الشعوب البائسة المنكوبة ، خاصة في قارة أفريقيا و جنوب شرق آسيا . لقد أصبح التبشير يمارس نشاطه الآن تحت أعين و أسماع الجميع و في كل بلاد المسلمين تقريباً و بصور متفاوتة ، خاصة الفقيرة منها ، بل أصبحت أقوال المبشرين التي تفضح نواياهم السيئة و أعمالهم المفسدة تتناقلها الألسن ولا تخفى على أحد ، و ما تخفي صدورهم أكبر . الأساليب المستخدمة في التبشير : لم يكن التبشير ( التنصير ) عملاً فردياً عفوياً ، و إنما هو في الحقيقة عمل جماعي منظم خططت له الكنيسة و دول أوروبا التي لها أطماع في الشعوب الإسلامية . و قد اتخذ التبشير عدة أساليب في دعوته بين أبناء المسلمين ، منها :- (1) المدارس التعليمية : لجأ المبشرون إلى فتح المدارس التعليمية في بلاد المسلمين لاستقبال النشء المسلم فيها بهدف التأثير عليهم وتشكيكهم في معتقداتهم و زعزعة إيمانهم . و قد استفاد المبشرون من هذا الأسلوب إفادة كبيرة و أدركوا خطورة هذه المدارس و مساهمتها في تحقيق أغراضهم . يقول "زويمر" : (المدارس أحسن ما يعول عليه المبشرون في التحكك بالمسلمين) . و تقول المبشرة "آن ميليجان" : (لقد استطعنا أن نجمع في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشوات وبكوات ، و لا يوجد مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي ، وبالتالي ليس هنالك من طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة) . و يقول المبشر "دانتي" : (كان التعليم وسيلة قيمة إلى طبع معرفة تتعلق بالعقيدة المسيحية و العبادة المسيحية في نفوس الطلاب) . و قد دأب الأمراء و الأثرياء و الطبقات العليا من المستوزرين و الحكام على إرسال أبنائهم و بناتهم إلى هذه المدارس التي كانت تَعِد تلاميذها المناصب ، و أقدم عليها أبناء الطبقة المتوسطة تقليداً لهؤلاء الأثرياء في بعض الأحيان ، وإعجاباً بنظامها المحكم الدقيق و ببراعة تلاميذها في اللغات الأجنبية التي تعد صاحبها لكثير من الأعمال المربحة في أحيان أخرى . و أخطر ما في المسألة أن هؤلاء الأطفال هم خاصة المسلمين و خلاصتهم من ناحية الأسر و البيوتات التي ينتمون إليها ، و من ناحية المستقبل الذي ينتظرهم في قيادة أمتهم تبعاً لذلك فكرياً و سياسياً و اجتماعياً . و لقد تدرج المستشرقون في هذا المجال ، فما كانوا ليبدأوا نشاطهم التعليمي بصبغة دينية مكشوفة ، فبدأوا بفتح مدارس و كليات علمانية لإبعاد النشء عن الإسلام و تعليمه . يقول المبشر "صموئيل زويمر" : (ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية ، فلابد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية و نسهل إلتحاقهم بهذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب) . و يقول المبشر "تكلي" : (يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام و القرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية و تعلموا اللغات الأجنبية) . و من أشهر المدارس العلمانية التي أسسوها : كلية فيكتوريا بالإسكندرية ـ و الجامعة الأمريكية بالقاهرة ـ والجامعة الأمريكية ببيروت . ثم لما استتبت الأمور و وصل أثر التغريب إلى مناهج التعليم في بلاد المسلمين خاصة بعد الاحتلال الأجنبي للكثير من هذه البلاد ، لجأ المبشرون إلى فتح مدارس تبشيرية دينية ، يشرف عليها مبشرون و قساوسة لتلقين الصغار مبادئ النصرانية و تعاليمها . يقول "زويمر" : (إن للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية ميزتان : ميزة هدم و ميزة بناء : أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه و لو بدفعه إلى الإلحاد ، و أما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه) . فالمدارس التبشيرية تهئ للطالب من أي مذهب جواً مسيحياً ، و تحمله على ممارسة التقوى المسيحية و السلوك المسيحي ، و خصوصاً ما دام طفلاً ، و هكذا ينشأ الطالب و تنشأ معه فلسفة مسيحية للحياة . يقول المبشر "جون موط" : (إن الأثر المفسد في الإسلام يبدأ باكراً جداً ، و من أجل ذلك يجب حمل الأطفال الصغار إلى المسيح قبل بلوغهم سن الرشد ، و قبل أن تأخذ طبائعهم أشكالها الإسلامية) . و يقول "هنري جب" : (إن التعليم إنما هو واسطة إلى غاية فقط في الإرساليات المسيحية . هذه الغاية هي قيادة الناس إلى المسيح و تعليمهم حتى يصبحوا أفراداً مسيحيين و شعوباً مسيحية) . و من أمثلة المدارس التبشيرية حالياً تلك المدارس التي تفتح تحت إشراف القنصليات الأوروبية الأجنبية في بلادنا ، ويعمل بها و يضع مناهجها متخصصون من هذه الدول ، و يلتحق بها الكثير من أبناء المسلمين . من أمثلة هذه المدارس بالإسكندرية : 1- مدرسة "ساكرد هارت" ( و تعني القلب المقدس ) بمنطقة رشدي ، و تشرف عليها القنصلية البريطانية . 2- مدرسة "الميردي ديو" ( و تعني أم الرب أو أم الإله ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ) بمنطقة وابور المياه و مدرسة "نوتردام دي سيون" ( و تعني أخوات نوتر دام ) بمنطقة جليم ، و المدرستان تابعتان لإشراف القنصلية الفرنسية . 3- مدرسة "سان شارل بورميه" بمنطقة حي الجمرك ، و تشرف عليها القنصلية الألمانية . (يتبع) -------------------------------------------------------------------------------- و المجتمعُ البشريُّ صريعُ رؤى و كؤوسْ و الـرحمـةُ تبقى لفظاً تُقرأُ في القـــاموسْ
__________________
تفضلو بزيارة منتدى الشقة ...................حيااااااااااااكم http://www.shiqah.com/vb :41 :41 :41 |
الإشارات المرجعية |
|
|