[آفاق حائلية]

هذه خاطرة أُهديت لأحد الأندية الصيفية في اسبوعها الأخير لنشرها في مجلة النادي الأخيرة
وأجعلها بين أيديكم لعل أحداً يستفيد منها .. عنوانها "هل انتهت رحلة السمو ؟ "


هل انتهت .. رحلة السمو ؟

هكذا الحلم .. أجزاء من الثانية إلى عشرات الثواني .. ثم ينتهي كل شيء!

تستيقظ .. لترى أبعاد الحقائق من حولك كلها ثابتة !

الأشياء كما تركتها ساكنة !

أعضاؤك في جسدك مستقرّة !

آمالك .. بيقظتك تلاشت كالسراب ، فلم تظفر منها بشيء !

وآلامك .. دبّت -كما ألفتها- في أوصالك ولم تُبارح أعصابك ، فعادت إليك بكل شيء!

حقيقتك .. ماهيتك .. صورتك .. لا شيء تغير!!

إنها الأحـلام التي ألَذّت روح النائـم .. راحت تنغّصه بعد إرسال الروح في جسده !

هل يكون برجوع الروح ألم ؟!

نعم إن فَـوَّت لذيـذ الحـلم !

ما شأن الحـلم ؟

أيام العمر مهما امتـدت ، تمضي كالحـلم بثوانيـه ..

( قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم! )

إذاً فما المصير الذي سنرسو عليه .. أآمال حالمة ؟ .. أم .. آلام جاثمة ؟

ما شأن الحـلم اليوم وحديثنا ؟؟
أيام جميلة قضيناها في (النادي) ، وهي من أيام عمرنا التي أودعنا فيها أعمالنا ..

انقضت كالحلم تماماً ! لنصحو على فراقها ..

ولكن السؤال الحالم عن تلك الأيام ..
هل ستذهب لذاذتـها ؟

هل سيعود الألم بفراق ذاتها ؟

هل ستبقى أبعادنا الإيمانية والعلمية والتربوية والدعوية والمهارية ... كما كانت ؟!

هل سنسترجع العقبات لنقـف تحت وهْـدها ؟

هل آمالنا تضحى سراباً يتلاشى بعد تحصيلها ؟!

أم سنجعل آمالنا أهدافاً جديدة نسـير إليها .. وآلامنا درَجاً نرتقي عليها ..

نعم ! سنفارق المكان .. والمكان فـقـط ؛ وقد تنعّمنا بين جنباته بخير ما فيه :

من روعة البيـان بحفظ أجزاءٍ من القرآن ..

وسلوك المحجّة بحفظ أحاديث الحُجَّة ..

ومتعة المكـوث بين أروقـة البحـوث ..

وشـدّ الضلوعِ إجابةً للطلب الاسبوعي ..

وصولة الفنـجـــال مع عــلوم الرجـــال ..

وهمة الشباب الغرر في سِحْر أوكار الأسر ..

ويقظة الشباب اللابـج بـدواء تغييـر البرامــج ..

وطـرد الهـوى الناقـض بإقامــة خـير المعـارض ..

والتـقـاء الحاضر بالماضي بألـفـة الميــدان الرياضي ..

وإزالة السلوك المعيب بممارسة التطوير والتدريب ..

[ماسبق عبارة عن عرض لبعض برامج أحد الأندية الصيفية يمكن تعديلها حسب المناسب]
وغيرها وغيرها وغيرها ..

تحت سقف واحد .. تكلؤنا رعاية الله .. وتحيط بنا كناف الأخوة في الله ..

بتوجيه هنا وإشادة هناك ..

ولفتة من مربٍّ كريم ..

ونصيحة من أخٍ رحيم ..

جهود رائعة رأيناها .. وإضاءات في سماء الموهبة لمسناها .. ومعالم للمتربي يُدرك منها معنى القوة والثـقة ..

ويكتشف أفضل ما لديه ؛ من عزيمة وحرص وتفاني لأجل الله سبحانه .. ليكون بذلك قـدوةً وأهلاً للإقـتـداء ..

والأروع حينما جاءت من الشباب أنفسهم ، وبصياغتهم ، ولن تقلّ جمالاً حين تستمر تلك العزيمة النافذة ،

والإصرار على الوصول إلى المأمول ؛ في الحفاظ على المكتسبات الإيمانية والعلمية والتربوية

والدعوية والمهارية... التي رَفعت (النادي) بلا عمد .. وتحُوُل إرادتهم الصلبة -بإذن الله- دون الرجوع إلى

سابق العهد والهوان !

أما إنِّ مَن سَمَتْ همَّته عَلَت رتبـته .. فينبغي أن لا تنقطع رحلة السـمو بالذات .. فالأيام السابقة التي قُضيت-

أخي المبارك! - كانت للانطلاق ، وليست الوصول .. للبداية وليست النهاية ..

فإن كانت أيام (النادي) أياماً قصيرة .. فحيـاتك كلها كـذلـك ..

فاسأل الله أن يجعلها في الصالحات ويتقبّلها قبولاً حسنا وينبتها نباتاً حسناً .. إنه سميع مجيب .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


خاطرة كتبها

البدء النابض

منتديات آفاق