[عاشق زعيم آسيا]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




العقل نعمة، وفقده نقمة.


فاقد العقل غير مكلف وغير مسؤول عن تصرفاته، بل قد تكون البهائم أنفع منه.


من شكر الله على نعمة العقل ألا يستخدم في غير ما خلق له.


الله سبحانه وتعالى لم يكل الناس في أديانهم ومصالحهم الكبيرة إلى عقول الناس لأنها ناقصة، وأعظم دليل على نقصها اختلافها البين فعقل فلان ليس كعقل فلان، وما بين عقل زيد وعبيد كما بين المشرق والمغرب.


وأعظم دليل على نقص عقل الإنسان (في الجملة) ما يلاحظه كل إنسان في خاصة نفسه، فإنه قد يظهر لك اليوم في أمر من الأمور أنه عين المصلحة ثم يتبين لك بعد مدة طويلة أو قصيرة أنه ليس كذلك، والعكس صحيح، والتجارب في هذا لا تحصى.


الإنسان بجملته طاقة وقوة مقسم إلى جوارح منها العقل. هذه الجوارح لها وظائف محددة وطاقات لا تتعداها.


فاليد جارحة لها طاقتها ووظيفتها، والرجل كذلك، والسمع كذلك والبصر......الخ


تستطيع أن تحمل بيدك خمسين كيلو جراما ولكنك لا تستطيع أن تحمل طنا مثلا.
تستطيع أن ترى مد بصرك ولكنك لا تستطيع أن ترى ما وراء ذلك، وقس على هذا بقية الجوارح التي يأتي على رأسها العقل.


حكمة الله اقتضت أن يقف العقل عند كثير من الأشياء التي يحتار فيها.


إن ورود الأشياء الشرعية التي يحتار فيها العقل هو اختبار من الله ليتبين المسلم الحق الذي (يستسلم) لله مصدقا عابدا له من الإنسان المتشهي المتردد، وهذا منهج قرآني معروف، فإن الله سبحانه وتعالى قد ذكر من الأشياء العظيمة ما يكون فيها فتنة للمفتون الذي يتخذ آيات الله هزوا. قال سبحانه: (وما جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً) الإسراء60. وكان هذا ليلة الإسراء حيث أرى الله نبيه صلى الله عليه وسلم شجرة الزقوم التي تخرج في وسط الجحيم فاعترض عباد العقول وقالوا كيف تخرج الشجرة في وسط النار، وما علموا أن قدرة القدير صالحة لأعظم من هذا.


حشر العقل في أمور الشرع خلاف للعقل لأن الشرع اختبار للإنسان في هذه الدنيا والأمر البين لا يكون فيه الاختبار ولا يتميز فيه أحد عن أحد ولذلك كان من أعظم صفات عباد الله الخاصين (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) البقرة (3). والغيب هو ما غاب عن الناس ولم تدركه عقولهم.


مسألة حشر العقل في أمور الشرع مسألة انتحلها الكثير من المتأخرين دون علم بأبعادها، ودون علم بمؤسسيها.


ولو علم كثير من المتأخرين من يتبعون في هذا المنهج لأبت عليهم أنفسهم أن يتخذوهم أسوة.


يأتي على رأس قائمة هؤلاء المؤسسين إبليس اللعين حينما قال لرب العالمين (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) الأعراف12.


ويأتي في مقدمة هذه القائمة ذو الخويصرة حينما اعترض على قسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اعدل يا محمد، إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله.


في هذه القائمة نجد المعتزلة الذي ألهوا العقل حتى قادهم ذلك إلى تحريف نصوص الكتاب والسنة وصرفها عن ظاهرها بدعوى عدم موافقة العقل.


ونجد من ضمن هؤلاء الماديين الذين قصرت بصائرهم فلم تتجاوز ما يرونه أمامهم.


سبحان الله كم فوت أتباع هذا المذهب على أنفسهم من الخير والطمأنينة والسكينة.


أكثر من ضل في هذا الزمان وقبله أتي من هذا الباب (جعل العقل حكما على الشرع).


كان الكفار يسخرون من النصوص التي تخالف عقولهم فيسخرون مثلا من الأحاديث التي فيها سرعة الدجال الذي صحت بأخباره الأحاديث حتى أظهر الله من صنع البشر -فما بالك بخلق رب العالمين- من وسائل النقل ما يقرب هذه الصورة ويؤكدها لهم.


كان يسخرون من النصوص التي فيها التخاطب بين أهل الجنة والنار فأظهر الله لهم من وسائل الاتصال ما قطع عليهم به الحجة.


كانوا يسخرون من حفظ الله لأعمال العباد حتى ظهرت الحواسيب والمصنوعات البشرية التي قطع الله به حجة المتحجج.


ولم يزل الله سبحانه وتعالى يرى الناس من مصنوعات الآدميين- فضلا عن صنع رب العالمين- فوق ما أخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام أو دونه أو مثله حتى لا يبقى لأحد حجة.


يا الله!!! كم سيندم العابد لعقله يوم القيامة إذا علم أنه استخدم عقله لغير الهدف الذي وضع له ويعلم علم اليقين أن البهائم كانت خيرا منه (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً) النبأ، 40 وذلك حين ينتهي الحساب ويقول الرب جل وعلا للبهائم كوني ترابا، عندها يتمنى العاقل الحاذق أن لو فقد عقله وعاش كالبهائم ولكن لات ساعة مندم.


روى البخاري عن الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أنه قال: من الله الرسالة، ومن الرسول البلاغ، وعلينا التسليم.




رب أغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الله الأعز الأكرم


والســــــــــــــــــــلام

[ابراهيم 999]

يا الله!!! كم سيندم العابد لعقله يوم القيامة إذا علم أنه استخدم عقله لغير الهدف الذي وضع له ويعلم علم اليقين أن البهائم كانت خيرا منه (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً) النبأ، 40 وذلك حين ينتهي الحساب ويقول الرب جل وعلا للبهائم كوني ترابا، عندها يتمنى العاقل الحاذق أن لو فقد عقله وعاش كالبهائم ولكن لات ساعة مندم.

جزاك الله خير