|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-09-2008, 06:42 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 147
|
أديب التساؤلات ،، عبد العزيز التويجري !
عُرف كرجل سياسي حكيم ، ورجل دولة عاصر نشئتها وارتبط ارتباطاً مباشراً بحكّامها ، بدأ مديراً لماليّة سدير وانتهت مسيرته الحافلة في بيت صناعة القرار في المملكة العربية السعوديّة ،
عمل التويجري في الحرس الوطني مدّة تزيد عن الثمانية والثلاثين حيث كانت له جهوده في تطوير وشمولية هذا القطاع . كان للتويجري ، بالتوازي مع عمله في الحرس الوطني في سبيل الإصلاحات الداخلية ، جهوداً في السياسة الخارجيّة ، تظهر ذلك اللقاءات الطويلة التي أجراها مع كبار رجال السياسة في العالم ، والرسائل السياسيّة المتبادلة بينه وبين مراكز صناعة القرار في العالم ، وفي كتاب التويجري (رسائل خفت عليها الضياع ) مجموعة من هذه الرسائل . لم أشأ أن أكتب عن التويجري السياسي فالحديث عن التويجري السياسي هو حديث غموض مركّب ، فالسياسة وشخصيّة التويجري تشتركان في الإغراق في الغموض ، يعبّر عن ذلك حسن العلوي بقوله " المنشور من أعماله والمشهور من أدواره ليس أكثر من الربع !" ،لكن الحديث عن شخصيته السياسية خير مدخل للحديث عن عبد العزيز التويجري أديب التساؤلات . بدأ التويجري التأليف وعمره 67 عاماً ، فجاءت أعماله الأدبية تحمل نوعاً من الكتابة لم تشهده المكتبة العربيّة من قبل ، جمالاً في العبارة وتدفقّاً في العبارات والمعاني ، وصوراً بيانيّة عميقة المبنى و المعنى والمؤدّى ، ونفس متأملة تحمل قارئها على بساط التأمل وتجري به في الفضاء الكوني وفي الفضاء الذاتي " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " . "نتاج إبداعي غزير متدفق بدأ عند هذا الأديب بعد سن الخامسة والستين، سكبه - إلا ما ندر - في قالب "الرسالة الأدبية" التي أؤكد هنا أنه قد أعطاها شخصية ناضجة جديدة، بالغة الجمال والفتوة والتألق.لم يكن هذا الانفجار الإبداعي الذي ظهر عند هذا الشيخ فجأة بعد سن الخامسة والستين مصدر الإدهاش الوحيد للمتلقي، لكن ذلك المتلقي - أيا كان - ما إن يبدأ في تلقي أولى عبارات هذا الأديب في أي من مؤلفاته، بل في أي نص يصدر عنه حتى يفاجأ بنمط خاص من الأداء الإبداعي الراقي الذي لا عهد له بمثله في الخطاب الأدبي العربي، سواء على مستوى الخامة أو الرؤية أو أسلوب المعالجة". (اهـ من عربيّات ) والتويجري – الطالب النجيب في مدرسة الكون والحياة والنفس - عاش حياته متواضعاً للعلم ، العلم النظري الذي يدعم أساسه ويرفع بنائه الإيمان والتأمل والتفكر في بديع صنع الله ، بفلسفة إيمانيّة رفيعة ،يقول في الخاطرات ( لا أسرح وراء الخيال فقصتنا نحن البشر مع هذا الغريم ليست قصيدة يوحيها الخيال ويوحيها جمال الطبيعة ، ولكنها المعركة العظمى التي منها جاء التحول إلى هنا وتلاحقت في أشكال مختلفة معركة الصراع بين الخير والشر ، بين غريم وغريمه ، ولعلي لا أقول شططاً ولا أتصوّر عبثاً إذا هي نهضت في عقلي ووجداني الصورة العظمى لهذا الكون الواسع وتجمعت في صورة واحدة وأدلت بشهادتها أنها حاشية أخذت مكانها في هذا الكون البديع لتأتي غداً طيّعة أمينة في شهادتها معتذرة عن عجزها عن حمل الأمانة مشفقة على هذا الإنسان الذي حملها وقبل بحملها ... لا أدري وهمومي مع التصورات والسير وراء السحب تتراكم غيومها على عقلي وذهني ، أفي إمكاني أن أزرع ولو جملة واحدة على هذه الأوراق .. ؟ لتكون لي شفيعاً يوم يأتي يوم قراءتها .. أرجو ذلك ..! وأرجو أن ينتصر الخير على الشر وأن يخنس غريم الإنسان والموسوس له بالفجيعة لو تحوّل إليه ..! ) وهو، بالإضافة إلى تواضعه للعلم النظري ،متواضع للعلم الاكتسابي الحضاري حيث تظهر عبارات الحزن عندما يشخص واقع المسلمين الحضاري ، فهو يتكلم عن الحضارة الغربية بنفسية المؤمن الذي يرى جانبيها المتباينين . والتويجري , وإن عاش في قصر بناه النفط ، إلا أنه قد ركب الجمل وورد الغدير وسكن الخيمة ، ويحمل حنيناً طويلاً إلى الصحراء وإلى ليلها ونجومها وخزاماها وشيحها ، يقول لحفيده (هذه مدافن آبائك وأجدادك ، هذه منازل عبلة وفارسها وتلك منازل حاتم الطائي ، وهذه أصداء أغاني أمير الصعاليك عروة بن الورد ، هنا الدخول وحومل ، وهناك في القفر البعيد خطا جمل من قال لها : سيري وأرخي زمامه ! ، هنا جرير ، وهنا قيس ، عالم لا تضني الرحلة إليه لأنه عالم الصحراء ، عالم الوضوح وعالم مكارم الأخلاق وعالم الفروسية والحب ..) والتويجري في فلسفة التأمل يعتمد على السؤال في محاولة فك رموز الغموض ، فهو يعقب السؤال بالسؤال تلو السؤال ولا يمل من التساؤلات ، هو في كثير من الأحيان لا يبحث عن إجابة ، إنما يسأل نفسه مستغرباً أو مقرراً أو منكراً أو متعللاً يسلي نفسه بها . إن شخصية التويجري تنطوي على إعجاب كبير بالقائد المؤسس الملك عبد العزيز فهو لا يمل الحديث عنه في كل مكان وفي كل مناسبة ، وفي كتابه " لسراة الليل هتف الصباح" تحدث عن بطله بإسهاب وبوثائق أكثرها كان له سبق نشرها بأسلوب حمع فيه بين التاريخ والأدب والفلسفة ، والحق يقال أن التويجري في كتابه هذا وفي جزئه الثاني " عند الصباح يحمد القوم السرى " ساهم في سدّ الفراغ الذي تعانيه المكتبة العربية من الكتب التاريخية الرصينة التي تجلّي تلك الفترة القريبة ، والجميل أنها جاءت بقلم شيخ نجدي له من المؤهلات لوصف تاريخ أرضه أكثر من غيره ، حيث أن كثير من الكتابات عن تلك الفترة كانت بأقلام إخوة عرب لهم من القدرة والمكانة الأدبية وأدوات الدراسات البحثيّة ومعاصرة الأحداث ، لكنهم على كل حال ليسوا بدواً ، ولم يعيشوا حياة البداوة ولم يشبّوا تحت الشمس النجدية ولم يردوا الغدير ولم ينتقلوا بالجمال ، فكان كتاب الشيخ النجدي مكمّلاً هذا الجانب متميّزاً في الجوانب الأخرى ، وهو بحق مرجع تاريخي بغناء مادّته التاريخية وبإضافات مؤلفه الأدبية والتحليلية والفلسفيّة - وإن ذكر أنه مجرّد حامل بريد - . وقد نال الكتاب ما يستحقه من نظر فقد قدم له الأستاذ محمد حسنين هيكل وهيكل كما يقول عنه الدكتور عبد الله العثيمين هو " أعظم كاتب صحفي منذ خمسينيات القرن العشرين الميلادي، اطلاعاً، وقدرة تعبير، وحسن عرض، وعمق تحليل," وهو بالإضافة إلى ذلك ليس على وفاق تام مع السياسة السعوديّة ،أيضاً نشرت الكتاب دار الأستاذ رياض الريّس الذي عرف في كتاباته بتحامله على السعوديّة ، والتويجري في ذلك أراد أن يوسع دائرة القرّاء ، وأن يشهد بحيادية الكتاب وعظمة المُؤَّلف عنه البعيد قبل القريب ، وقد نال الكتاب من الدراسات الموضوعيّة والقراءات التأمليّة كان من بينها هذه الدراسة للكاتب الدكتور عبد الله العثيمين http://www.suhuf.net.sa/2000jazhd/feb/7/ar.htm http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/feb/28/ar2.htm وهذه المحبة التي أولاها عبد العزيز لعبد العزيز ليست نتيجة صداقة أو علاقة شخصيّة ، فعبد العزيز لم ير عبد العزيز سوى مرّات قليلة إحداها كما ذكرها أحد الكتّاب "يوم استقدمه الملك عبد العزيز الى الرياض، بعد وشاية وصلت اليه عن موظفه في المجمعة على المالية عبد العزيز التويجري، وكيف أنه دخل عليه في مجلسه في قصر المربع بالرياض، وكيف نظر اليه الملك نظرة تقريع، وطلب منه الجلوس بلهجة جافة، الشيء الذي أثر في نفس الفتى، لكنه وبعد قليل رأى رجلا من كبار أقارب الملك يقترب، فيوجه اليه الملك الحديث طالبا منه الجلوس بلهجة مماثلة أيضا، فطابت نفس الفتى ووصلته رسالة الملك بدون تعقيد، ولم يشعر بالفرق، ثم تحدث معه الملك مشددا على أهمية الحقوق، حقوق الناس، وكيف أنه لا يتهاون أبدا مع موظفيه في الأمانة وإيصال حقوق الناس اليهم، فلما شرح له الفتى جلية الأمر، وكشف حقيقة الوشاية، واتضح صبح الحقيقة، ابتسم له الملك ابتسامة، شعرت والشيخ يحدثنا، أنه للتو كان جالسا مع الملك عبد العزيز، وللتو ابستم له تلك الابتسامة الرضية في وجهه" اهـ فرحمهما الله وأدخلهما الجنة برحمة منه وفضل . وأشير هنا إلى أنه كانت هناك عوامل كوّنت هذه الشخصيّة السياسية الأدبيّة المتسائلة المتأملّة ، فالتويجري نشأ يتيماً حيث توفي والده وعمره ست سنوات ، وهذا اليتم أحدث شرخاً عميقاً في شخصيّته حيث أنه وقتها لم يستطع أن يفهم معنى الموت ،يتحدث الشيخ عبدالعزيز مستذكراً تلك الأيام بقوله: (جاء الخبر إلى والدتي فلبست السواد وحاولتْ أن تتماسك وتتجلّد وتستقبل الفاجعة بصبر كي لا ينزعج أطفالها، إلا أن الفجيعة ليست سهلة ولاحظنا حالة الحزن واتشاحها بالسواد، فبدأنا نسأل ونبكي كلّما رأيناها تبكي وبعد يومين قالت: لقد ذهب والدكم إلى ربه!) وأضاف: (كنتُ يومها لا أعرف شيئاً عن فكرة الحياة والموت، فارتبكتُ وصرتُ أصرخ، ومع هذه الحالة بدأت أخاف من الموت، فصرتُ لا أنام إلا وعصاي بيدي لا تفارقني لأدافع عن نفسي إذا جاء إليّ الموت!!) يتحدّث عن هذه المرحلة فيقول: (اليتم الموجع أثّر في حياتي وعجزت عن احتماله أو تفهمه آنذاك ). كما كان مائلاً إلى العزلة والهروب عن أهله ويتذكر الشيخ عبدالعزيز أنه هرب ذات يوم ومعه قليل من التمر والماء ولاذ بغارٍ مجاور للقرية وبقي فيه ليلة موحشة لم يساعده على تجاوزها إلا غلبة النوم عليه، وكان أكثر ما أخافه ما كان يسمعه من الكبار من أحاديث وقصص عن الجن، فعلقت في نفسه مخاوف لم يحتملها قلب الطفل، الذي أجهش بالبكاء وشعر بالندم وخرج من الغار، لكن خوفه من الطريق كان أكثر! فبات ليته تلك في الغار، وفي الصباح التقى براعي أغنام تناثرت أغنامه حول الغار، فخرج إليه الطفل يخبره بحاله ويسأله عن الجن والذئاب؟ فرد الراعي بأنه لا يوجد جن ولا ذئاب وأخذ بيده وعاد به إلى أمه وسلمه إياها، وكان أهل القرية قد بذلوا جهداً لمعرفة مصيره، لكنهم لم يفكروا بالغار! أمّا الموقف الأبرز والمنعطف المهم في حياة الشيخ الثقافية والعلميّة ، كان خارج بلدته المجمعة وفي أحد أوديتها إذ بينما هو يسير في الوادي تناهى إلى سمعه صوت رجل مسنٍ حكيم يُردد قول المتنبي: كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً ***وحسبُ المنايا أن يكن أمانيا هذا البيت أوقف الشاب، الذي أدار حواراً طويلاً مع الشيخ الحكيم، فعرّفه بالمتنبي وبأبي العلاء المعري، اللّذين يسمع بهما الشاب لأول مرة في حياته، فسأله عنهما فأجابه الشيخ بما أسرّه وبما وجهه إلى عالمٍ آخر أوسع من عالم القرية آنذاك، ومنذُ ذلك الحين لايزال حواره قائماً مع المتنبي والمعري، حيثُ ظل لهما تلميذاً حتى وفاته يتعلم منهم ويتخلف معهم ويحاورهم ويجادلهم، وقد وثّق حواراته معهم ومناجاته لهم بكتابيه الشهيرين: (في أثر المتنبي بين اليمامة والدهناء) و(أبا العلاء: ضجر الركب من عناء الطريق) عن ذلك الشيخ المُسن الحكيم ، يقول التويجري: (لا استبعد أن الشيخ في اختياره لذلك المكان المعزول في وادٍ صغير مجاور لمقبرة قديمة، أراد أن يخلق لنفسه عالماً خاصاً يؤنسه في غربته الروحية والفكرية، استنتج ذلك من أول صوت سمعته منه، ونظرتي تلاقت مع نظرته وهو ينشد بصوت رفيع: كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً). مع حوار ومناقشة ذلك الشيخ الحكيم في أحد أودية المجمعة، انطلق عبدالعزيز التويجري إلى آفاق واسعة في الثقافة، فأخذ يُعلّم نفسه بنفسه، ويقرأ كثيراً، حتى اشتد أمره وأصبح أحد متعلمي بلدته ومثقفيها دون أن يدخل مدرسة أو معهداً، فقد تخرج في جامعة الحياة وكلية التاريخ، التي الهمته وعلمته الكثير. منعطف آخر مهم وأزمة ثقافيّة فكريّة نصبت حبالها في طريق الشاب عبد العزيز وهو خارج من بيته في المجمعة إلى المسجد، لأداء صلاة الفجر، حينما صادفه رجل فسأله: أين أنت ذاهب؟ فرد الشاب قائلاً: إلى المسجد، فقال الرجل: خذ هذا الكتيب ليساعدك على معرفة المسجد أكثر!! أخذ الشاب الكُتيبَ ووضعه في جيبه، وبعد صلاة الفجر أخذ يقرأ فيه، وكلّما قرأ أكثر شعر بشيء مبهم يغشى مشاعره وأحاسيسه ويثير عنده صوراً تشكلها في خياله ألفاظ ما سمعها من معلم الكُتّاب ولا من إمام مسجده. وقد أثارت عنده شيئاً من المراهقة الذهنية وأوجدت بعض الارتباك لأن ما في الكتيب -كما يقول التويجري- مثير لتساؤلات كثيرة ومجيب عن بعضٍ منها بأجوبة أقل ما أقول عنها اليوم: إنها آتية من فكر بخس لا أملك وعياً كافياً لخطورته آنذاك. يصف التويجري أثر تلك الحادثة على نفسيته، فيقول: (وقعتُ فريسة للصراع الذاتي والنفسي فيما بين من اصطادني في الظلام وأنا ذاهب إلى مسجدي وبين ما علمتني إياه الأمهات والجدات الطيبات، لقد حاول هذا المتلصص أن يطفئ لدي نور الإيمان، كان كلُ ما في الكتاب خليط صاغته فلسفة مداعبة لكل غريزة، منازلة لها) . طالت آلام التويجري وعجزت دموعه أن تطفئ الحريق في نفسه، فقام بعدة رحلات إلى دولة عربية وإلى خارجها، وقادته تلك الرحلات إلى طبيب نفساني التقاه في القاهرة عام 1375هـ، فبعد أن حكى الشاب كلّ ما في نفسه والطبيبُ يكتب ويكتب، التفتَ عليه وقال له: (ما قيمة الحياة يا ابني من غير الدين والإيمان بالله؟ لكن تنقصنا المعرفة به ونحن نتخبط بعقولنا القاصرة في طريقنا إليه، نسير ونتعثر، وهذه العثرات هي عبادة لله، لأننا نمشي إليه بتساؤلات عنه وعن عظمته في آياته الكبرى). ارتاح قلب الشاب واطمئن، وسأل طبيبه قائلاً: ما الذي تقوله عن هذا الإعياء والسقوط؟ أهو خوف من أن لا أصل؟! فقال له الطبيب: (أشدُ على يدك وعلى روحك وإرادتك وأدفع بك في اتجاه التأمل وعبادة الله وحده بنبض جوارحك) يتحدث التويجري عن تلك التجربة وذاك الطبيب فيقول: (قدم لي نصائح كل ما فيها يحاول به أن يدنيني من الله، جلّ وعلا، ويبعدني عن شياطين نفسي وأبالستها، واستمرت الجلسات عدة أشهر، وبعدها ودعت هذا الإنسان الطيب وأحسستُ أن إرادتي ولله الحمد صارت أقوى من مخيفاتها من الأشباح) اهـ ( وهذه القصة وقصة الشيخ الحكيم وقصة الغار موجودة في الذكريات وقد نقلتها من مقالة للأستاذ محمد السيف) وبما أن الحديث هنا عن فكر التويجري فأنقل هنا هذه السطور من كتاب ( عبد العزيز التويجري ، الروح الجامعة ) حيث قال مؤلفه حسن العلوي :- ( وبسؤال على طريقة الإعلانات التجاريّة لمن يعثر على صفحة من رسائل الشيخ المنشورة في ستة كتب موزعة على 1348 صفحة خلواً من دعوة التويجري مكاتبه من تذكيره برسالة الإسلام أن يدلنا عليها وله الأجر وعلينا المكافأة ! ) ص223 وأتوقف قليلاً عند عنوان الكتاب الذي نقلت منه ( الروح الجامعة ) حيث أن شخصيّة التويجري شخصيّة جامعة تجمع لا تفرّق وتقرب لا تباعد فهو مع تواصله مع الشيخ عبد الرحمن السعدي ومحبته له ، ومع الشيخ الجاسر ومع الدكتور عبد الله العثيمين وغيرهم ، يحاور ويناقش ويبيّن فكره للمتربعين في أقصى اليسار سواء العلماني أو الإشتراكي أو الثوري ويدعوهم بأسلوبه للعودة إلى الإسلام كما في رسالته للأديب العلماني يوسف إدريس قائلاً في رسالته له : ( إنني بدوي لم أدخل مدرسة ، فلا تطالبني بما يطالب به الفقيه والكاتب والمفكّر ، لكنّي وبعد أن أتحت لي فرصة الحوار معك على جادّة الحق آمل من الله أن يوفقك في آخر العمر إلى التحوّل المطلق نحو حرث أرضك الذاتيّة وتنظيفها من كل نبتة طفيلية عليها وغرس أشجار الهداية الإنسانيّة ) وقد انتقل الشيخ عبد العزيز التويجري إلى رحمة الله يوم الأحد الخامس والعشرين من جمادى الأولى من عام ألف وأربع مئة وثمان وعشرين عن عمر يناهز الخامسة والتسعين قضاها بين السياسة والأدب والتاريخ والفكر ، يقول أحد الكتّاب متحدّثاً عنه لمّا أهداه كتابه لسراة الليل هتف الصباح ، أنه أخذ يكتب الإهداء الذي امتد إلى صفحتين على طرّة الكتاب ، تدفق فيها قلمه بعبارات النصائح الأبوية ، يقول الكاتب : " ثم تفاجأت به يبكي.. ثم قال: والله يا بني إنني مشتاق إلى لقاء الله، وإنني لا أخاف من شيء فعلته، وإنني أفخر بأبنائي، لكنني حاولت طيلة حياتي أن أخدم وطني، فأنا عشق وطني، وأتمنى أن لا أكون ظلمت أحدا..." ختاماً : هذا هو الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري وقد كتبت هذه الأسطر بعدما قرأت للشيخ وقرأت عنه ، وقد ركزّت فيما كتبت على الملامح الواضحة للجوانب الأدبية والفكريّة في فكر التويجري ، وقد تركت الحديث عن الجوانب الشخصيّة أو القراءة التفصيلية في كتبه ، وهذه الأسطر أقدمّها للإخوة جميعاً وأخص منهم المهتمّين بالأدب والفكر والتاريخ والسياسة ، راجياً أن تكون فيها إضافة لكاتبها وقارئها . أخوكم / مؤدلج
__________________
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا*** لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي**** ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا |
05-09-2008, 07:12 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 52
|
ونعم الرجل ونعم العائلة ...
|
05-09-2008, 08:16 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 147
|
نعمت حالك أخي الكريم ،
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك ، شاكراً لك طيب مرورك .
__________________
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا*** لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي**** ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا |
05-09-2008, 08:58 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: منتهيه
المشاركات: 258
|
وش طاريه الحين
ولا معطيك قرنقش على هالمدح |
05-09-2008, 09:18 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 147
|
جميل إذ سألتني عن الدوافع التي دفعتني لكتابة الموضوع ،
أولاً : لي اهتمام بتاريخ الرجال والقراءة في سيرهم ، وقد كتبت قبل ذلك موضوعاً في علي الطنطاوي ( فقيه الأدباء وأديب الفقهاء ) ، والمقال موجود في المنتدى ، ثانياً : هذا الرجل معروف اسماً فقط ، وكثير من الشريحة التي أظنها ستقرأ الموضوع يعرف اسم التويجري ومنصبه معرفة صحيحة ، ويعرف أعماله وتوجهاته معرفة خاطئة فالكثير منقدح في ذهنه عن التويجري أفكار لا أدري ما منشؤها . اسأل الله أن يجعل ما كتبتُ شاهداً لي ، وشكراً
__________________
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا*** لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي**** ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا |
05-09-2008, 11:59 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 535
|
الدراهم تسوي كل شي ، من محمد حسنين هيكل الإ عبدالعزيز التويجري و يا قلب لا تحزن .
لكن ما نقول الإ الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته . |
06-09-2008, 11:30 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2003
البلد: بريدة الغاليــــــة
المشاركات: 1,796
|
عبدالعزيز التويجري رحمه الله
__________________
قد يكون وراء الباب الموصد أبواب مفتوحه .. |
07-09-2008, 10:46 AM | #8 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 147
|
كنت أعتقد أني سأرى في هذا الموضوع ردود تافهة لكن لم أعتقد أنها ستصل إلى هذا الحد ! الأخل سليل المجد شكراً لطيب مرورك ، تقبل الله دعاءك .
__________________
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا*** لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي**** ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا |
|||||||||||||||||||||||
07-09-2008, 11:33 AM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 661
|
لا أزيد على أفضى إلى ما قدم وحسيبه الله .
|
08-09-2008, 12:38 AM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 147
|
زد على ذلك بالدعاء له بالرحمة والمغفرة ،
.
__________________
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا*** لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي**** ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا |
08-09-2008, 04:30 PM | #11 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 535
|
أبو محمد النجدي شكرا لك المشكلة عندما نقول الدراهم تسوي كل شي يزعل علينا مؤدلج .
كنت أتآبع الدكتور السميط يوم أمس بالجزيرهـ وجاء على بالي ما كتب مؤدلج عن التويجري فا قلت في نفسي الله خلق و فرق نآس تبذل المستحيل وبإرادة وهمه وهم لا يملكون الأمكانيات التي يملكها غيرهم لأجل نشر الأسلام ومساعدة الفقراء وتقوية المسلمين المساكين والذب عنهم بجيمع أنحآء العالم لا يوجد من يدعمهم ويقوي عزيمتهم ، ونآس تملك الأمكانيات و تستطيع أن تبني أسس وتقوي المسلمين وتجعل لهم أسآس قوي لا تستطع أي قوهـ بالعالم زعزعتها ومع ذلك يهدمون و يزعزعون المسلمين بكل مكآن وها نحن نرى أفراخهم كما قلت قوية شوكتهم وأصبحوا يملكون زمام الأمور بكل شي . شكرا لك ابو محمد . |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08-09-2008, 11:10 PM | #12 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
مؤدلج مالي أراك مدافعاً وبشكل قوي جداً عن عبدالعزيز التويجري؟
أسألك بالله أليس هناك أشخاص أفضل منه علماً وفضلاً ومكانةً ولم يعرفهم أحد! بعض من الإنصاف يا حبيبي.
__________________
|
09-09-2008, 07:28 PM | #13 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 147
|
الأخ أبو محمّد النجدي ، وأنت الرجل المثقف المهتم بالأدب ، هل أنت تكتب لنفسك ؟ قد تتعجب من طريقة رد هذه التهمة ، لكن ثق أن مقدار عجبك مساو ٍ بالضبط لمقدار عجبي من التهمة الشائعة أن التويجري قد سرق قلماً ليكتب به ، ومثار العجب عدّة أمور ، أولاها أن الرجل عصامي من حين وطئت قدماه الأرض ، تشهد له بذلك سيرته فهو قد نشأ - كما ذكرت ُ - يتيماً ذاق مرارة اليتم التي أحدثت شرخاً في حياته وأصابه بوجع عحز عن تفهمه - ذلك الوقت - ، فهو ربيب هذه الظروف الصعبة التي تغلّب عليها بهمّة وعصاميّة ، فعاش البداوة وشارك في معارك الملك عبد العزيز وانتظم في العمل الحكومي وتدرج فيه واهتم بتثقيف نفسه وتأديبها ، ولا شك أن النفس العصاميّة تأنف من أن تنسب لنفسها ماليس لها . وهو بعد ذلك كما رأينا لم تظهر لنا كتبه إلا في مرحلة متأخرة من حياته ، وهو في هذه المرحلة كان قد وصل إلى الوجاهة والمنصب والمال وعُرف بالثقافة ، فليس له حاجة أن يسرق قلماً وقد علمنا أن سرّاق الأقلام لا يخرجون من هذه الأسباب . كما أن كتاباته تتفق مع نفسيته اتفاقا تامّاً ، فهو في محبته للملك عبد العزيز مثلاً ، قد ترجم ذلك بكتابين كما أنه لا يمل الحديث عنه ، إضافة إلى ذلك قد عمل بمنطلق هذه المحبة في عمله الحكومي فاتفقت له بذلك يده بكتاباته ولسانه بحديثه وعقله وجسده بعمله اليومي ، وقس على ذلك تعامله مع المتنبي وأبو العلاء. ولا حرج علينا أن نغفل هذه الأسباب جميعها ونأخذ معاً هذا الموقف حيث أن هناك باحثاً سعودياً هو الأستاذ أحمد بن حسن المزّاح واجه الشيخ عبد العزيز بسؤاله عمن يكتب له ! وقد قابل الشيخ هذا السؤال بالهدوء التام وأخذ يملي عليه رسالة جوابيّة ، والسائل يكتب " والشيخ متدفق في لغة ثرّة ، لا يكاد المدون يأخذ نفسه وقد غمرته في آن واحد نشوة الإعجاب وخيبة الشعور بالإثم " ( الروح الجامعة ) وقد تحوّل هذا الباحث فيما بعد إلى متخصص في فكر الشيخ وأدبه وسيرته . أمّا قولك قد عرف عنه كذا وكذا ، فأقول : إن ما يعرف عند الناس ليس بحجّة والدعاوى إذا لم يكن عليها *** بيّنات أصحابها أدعياء وما كتبته في هذا البحث هو لإثبات الواضح من سيرته والمستقر من فكره وأدبه من كتبه المنشورة ، وهذه كما تعلم هي مصادر البحث وأدوات العلم والتلقّي ، وهي التي أخذت عنها مباشرة في كتابتي لهذا البحث ، وما كنت أسمعه من دعاوى كالذي كتبته في ردّك هو ما دفعني في حقيقة الأمر إلى قراءة سيرته التي قادتني للوصول إلى هذه النتيجة ، التي كتبتها في الموضوع كما ترى وارجع إلى ما قاله العلوي مثلاً من قوله لا توجد صفحة من صفحات كتبه خلوا من الدعوة إلى الإسلام والتمسّك به ! في الحقيقة لا أجد شيئاً واضحاً أناقشك فيه في هذه النقطة لأنك قلت ( يُعرف ) ولم تأت بمناقشة موضوعيّة نستطيع أن نتحاور فيها فما يعرف عندك ليس بالضرورة أن يكون معروفاً مستقرّا عندي مالم يُسند بدليل . لن أقول لك ارجع إلى المقال مرّة أخرى فأظنك قد قرأته قراءة متفحصّة ، بالإضافة إلى أنك قد قرأت من كتب الشيخ مباشرة ، التي منها يؤخذ الحكم . أبو محمد ، مرورك أسعدني جدّاً ، فبعد ردك شعرت أن للموضوع قرّاء يخرجون به من رد السطر والسطرين إلى المناقشة والبحث . شكراً لك .
__________________
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا*** لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي**** ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا |
|||||||||||||||||||||||
09-09-2008, 07:52 PM | #14 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 147
|
في الحقيقة أخي شمس بريدة أني ما زعلت من شئ ، فقط لم يعجبني الإتهام فقد فهمت من ردك أنه اتهام ببيع الضمير والقلم بمقابل ! وأعتذر عن فهمي حيث أني أجزم أنك لا تقصد هذا ، لكن ذلك ما استطعت فهمه . أما قولك عن السميط فهو هو داعية معروف وإنسان بذل وقدّم ، نسأل الله أن يجازيه خيراً وزيادة . ومقارنة التويجري بالسميط خاطئة ، فمن المستحيل أني عندما أرى أي شخص أقول له كن كما كان السميط ، فكل ميسّر لما خلق له ، لكن يبدو لي أنك لا تقصد أن يكون السميط أي نسخة مكررة منه لكنك تقصد يكون مثله في الهم الدعوي ، فالحقيقة أخي الكريم وبدون دخول عميق في نفوس الناس فالحاكم هو الله والتويجري كما ذكرت كان داعية إلى الله فيما رأيته من كتبه ورسائله كما قال العلوي وكما في رسالته إلى يوسف إدريس التي نقلتها حيث دعاه إلى الرجوع عن الأفكار السيئة ، وكذلك رسالته إلى لطفي الخولي وعتابه للمعرّي ومنهُ ( اليوم هو اليوم الذي إذا قبض فيه الإنسان على دينه فهو قابض جمر ، وما أقل من بيده جمرات !! وأتعس إنسان وأحقره من يركض وراء قافلة لم تقبله حتى كلباً لها ينبح من وراءها ويقول أملي علي فلسفتك وإلحادك ! فإذا قررت هذه الحقيقة في هذه المقدمة فلأني أختلف معك في بعض تصوراتك عن الدين وبحسب مفهومي لها ...) الخ أرجو أن الصورة قد وضحت ، وشكراً لك .
__________________
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا*** لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي**** ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا |
|||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
|
|