 |
|
|
|
|
|
||
| ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
 |
|
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
|
09-10-2008, 12:17 AM
|
#1 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: بلاد القوقاز
المشاركات: 1,802
|
ساره
.. ســــــــــــــــــــــــــــــــــاره..
يقول صاحب القصه الحقيقه: الإشاره حمراء.. والطريق مليئ بالسيارات.. لم يتبق على الموعد سوى بضع دقائق.. تباً لهذه الإشاره إنها طويله.. ياليتني كنت في الصف الأول .. لكنت قطعتها... الثواني تمر ببطء كأنها دقائق بل ساعات أنظر الى الساعة حيناً والى الإشارة حينا آخر.. أضاءت الإشارة خضراء .. ضغطت على منبه السيارة ..أزعجت الجميع.. تحركت السيارات وتجاوزت الأول.. كدت أصطدم بالثاني.. قيادتي للسيارة أفزعت من حولى..حاولت ان أسرع لكنني لم أستطع.. مضى الوقت وضاع الموعد ولم أجد الأصدقاء ... لقد ذهبوا.. إلى أين أذهب؟؟ أحترت في الإجابه.. أطلقت زفرة من صدري.. ياليتني كنت أعرف مكانهم.... السيارة تمضى بهدوء..أنطلقت أفكر.. ايقني منبه سيارة أخرى...... نظرت الى صاحب السيارة بغضب.. وأشرت إليه بيدي..: تمهل الدنيا لن تطير.. ونسيت حالى قبل دقائق.. قررت ان أقضى السهرة في البيت إنها فكرة جيده فابنتي الوحيده مريضه والأفضل ان أكون قريباً منها.. أوقفت السياره أمام محل الفيديو..نزلت الى المحل ..أخترت عدة افلام.. وانطلقت الى البيت فتحت الباب... ناديت على زوجتي: احضري الشاي والمكسرات. دخلت الى الغرفه: يالها من زوجه معقده الآن ستقول لي :اتق الله ياأحمد. لقد تعودت على هذه الكلمات حتى تبلدت احاسيسي نحوها... لكنها زوجه مطيعه طيبه تشقى من اجل سعادتي.. دخلت ومعها الشاي والمكسرات.. ابتسمت في وجهي قالت: لابد انك سئمت السهر مع أصدقائك وتريد أن تجلس في البيت.. قلت: نعم.. تعالى واجلسي.... فرحت وهمت ان تجلس. وقمت انا الى جهاز الفيديو والتلفاز.. فانطلقت الموسيقى الصاخبه.. ارخت المسكينه رأسها وقالت: اتق الله ياأحمد.. وخرجت تجر أذيال الحسرة والهزيمه... فهى لاتسمع الموسيقى. ارتفعت الأصوات في الغرفه.. موسيقى .. وصراخ... ضحكات ..وانطلقت أشرب الشاي وعيناي مسمرة على التلفاز. انتهى الشريط الأول... والشريط الثاني.. الساعه تشير الى الثالثه بعد منتصف الليل فجأه... مقبض الباب يتحرك ببطء.. صرخت: ماذا تريدين؟ ... لم أسمع جواب.. انفتح الباب.. دخلت ابنتي المريضه((كانت في الثالثه من عمرها)) فاجاني الموقف... سكت برهه ولم اتكلم اقتربت مني نظرت الى بهدوء ................... ثم قالت: عيب عليك يابابا...اتق الله يابابا.....ثم انصرفت وأغلقت الباب. ناديتها: ســـــاره .. ســــــــــــــــــــــــاره..... لم تجب.. انطلقت خلفها.. لاأكاد أصدق هل هذه ابنتي؟ فتحت باب الغرفه .. وجدتها سبقتني الى فراشها... ونامت في حضن امها.. إنها هي.. عدت الى غرفة الجلوس...أغلقت جهاز الفيديو...صوت ابنتي يملأ الغرفه...اتق الله يابابا.. أتق الله يابابا........ قشعريره سرت في جسدي...تصبب العرق من رأسي.. لاأدرى ماذا أصابني.. ماعدت أسمع إلاصوتها ولاأرى الاصورتها..كلماتها اخترقت كل الحواجز الجاثمه على صدري منذ زمن بعيد.. ترك الصلاة..معاص..دخان..أفلام خليعه..أيقظتني من الغفله..تسارعت نبضات قلبي وألقيت جسدي على الأرض حاولت ان أنام لكنني لم أستطع.............مضى الوقت سريعاً. صور من الماضي استعرضتها أمامي ومع كل صوره اسمع صوت ابنتي يردد..:اتق الله..اتق الله.. وهنا ارتفع صوت الآذان..اهتزت جوانحي وارتعدت فرائصي..رعشه سرت في أطرافي جعل يردد"الصلاة خير من النوم" قلت : صدقت ..الصلاة خير من النوم أوووووووووه لقد كنت نائما كل هذه السنين.. توضأت وخرجت الى المسجد مشيت في الطريق وكأني لاأعرفه, كأن نسائم الفجر تعاتبني اين أنت؟ وطيور السماء تقول: مرحبا بالنائم الذي أستيق أخيرا..... دخلت المسجد وصليت ركعتين وجلست أقرأ القرآن شعرت ان القرآن يسألني: لم هجرتني منذ سنوات ألست كلام ربك أخذت أردد في سورة الزمر  قل ياعبادي الذين أسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً)....... عجباً.!.. جميعاً..... ماأرحم ربنا بنا..تمنيت أن أستمر في القرآءه لكن المؤذن أقام الصلاة ... تجمدت في مكاني لحظه ثم تقدمت مع الناس ووقفت في الصف وكأنني غريب.. انتهت الصلاة , جلست في المسجد حتى أشرقت الشمس , عدت الى البيت.. فتحت باب الغرفه وألقيت نظره على زوجتي وساره.. كانتا نائمتين , تركتهما وخرجت الى العمل. ليس من عادتي ان اذهب مبكرا الى العمل , اندهش زملائي بوجودي , انطلقت عبارات التهنئه ممزوجه بالسخريه ........ لم أبالي بما يقولون وتسمرت عيناي على الباب انتظر قدوم ابراهيم زميلي في المكتب والذي طالما نصحني , إنه شخص طيب الأخلاق حسن المعامله. حضر ابراهيم فقمت من مكاني استقبله , لم يصدق عينيه .. سألني: انت احمد!!؟ قلت: نعم... جذبت يده وقلت: أريد أن أحدثك قال : لابأس... نتحدث في المكتب قلت: لا... نذهب الى الأستراحه صمت ابراهيم وراح يصغى الى كلماتي .. حدثته بحديث البارحه امتلأت عيناه بالدموع وابتسم ابتسامه عريضه.. قال لي: ذاك نور أضاء قلبك فلاتطفئه بظلمة المعاصي. كان يوما حافلاً بالنشاط والجديه رغم أني لم أنم منذ البارحه.... ابتسامه تعلو وجهي ... تفان في العمل.. المراجعون يتجهون نحوي يطلبون مني مساعدتهم , بعضهم قال لي : ماهذا النشاط؟! .. أجبته : إنها صلاة الفجر في المسجد. مسكين ابراهيم كان يتحمل العبء الأكبر من العمل أما انا فقد كنت أنام ... لم يشتك ويتذمر.. ياله من إنسان طيب نعم إنه الإيمان عندما تخالط حلاوته القلوب.. قال لي ابراهيم: أحمد... يجب ان تذهب الى البيت فإنك لم تنم منذ البارحه وسأقوم بعملك.. نظرت الى الساعه لم يبق على آذان الظهر سوى دقائق , قررت البقاء أذن المؤذن فسارعت الى المسجد , جلست في الصف الأول...... شعرت بالندم على الأيام التي كنت أهرب فيها من العمل وقت الصلاة.. بعد الصلاة انطلقت الى البيت.. في الطريق انتابني شعور بالقلق , ياترى كيف حال ساره؟ شعرت بانقباض .. لاأدري لماذا؟ أحسست ان الطريق هذه المره طويل ..ازداد الخوف..رفعت رأسي الى السماء..دعوت الله أن يعجل بشفاء ابنتي , وصلت الى البيت .. فتحت الباب.. ناديت زوجتي.. لم أسمع جواباً..دخلت الغرفه مسرعاً زوجتي منطويه على نفسها تبكي..التفتت الى صرخت وهي تبكي: لقد ماتت ســاره. لم اتبين ماتقول , اندفعت نحو ســاره ضممتها الى صدري حاولت حملها.... سقطت يدها نحو الأرض.. جسمها بارد .. كذلك يداها وقدماها .. نبضها .. أنفاسها.. لم أسمع شيئاً نظرت الى وجهها.. نور تلألأ كأنه كوكب دري....... ايقظتها .. حركتها.. هززتها.................. صرخت أمها: ســـاره..ســــــــــاره .. لقد ماتت ماتت وانخرطت في البكاء.. لم أصدق ماأرى كأنه حلم , انهمرت الدموع من عيني , أخذت أشهق...أنظر الى وجهها الجميل.. وشعرها الناعم أقبل فمها الصغير..كأنها تردد الآن : عيب عليك .. عيب عليك يابابا.. تذكرت ان هذه مصيبه أخذت أردد : لاحول ولاقوة إلابالله..إنا لله وإنا إليه راجعون. اتصلت بإبراهيم.. قلت له: تعال فوراً لقد ماتت سـاره. النساء بالداخل مع زوجتي يغسلن ابنتي.. انتهين من التغسيل .. لففن على جسدها الصغير الطاهر خرقه بيضاء..... نادتني زوجتي.. دخلت كي أودع ســاره الوداع الأخير.. كدت أسقط على الأرض .. تماسكت , قبلتها على جبينها. عاهدتها على الثبات حتي الممات.. نظرت الى أمها.. فإذا هي زائغة العينين.. شاحبة الوجه , تنتفض قلت لها: لاتحزني فقد ذهبت الى الجنه بإذن الله هناك سنلتقى فشمري كي تشفع لنا , ثم قرأت قوله تعالى(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وماألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين)... بكت الأم وبكيت أنا.... صلينا عليها صلاة الجنازه.. ثم سرنا بها الى المقبره.. أنظر الى الجنازه وكأنني أنظر الى النور الذي أضاء لي حياتي.. وصلنا المقبره.. المكان موحش .. مخيف. توجهنا الى القبر.. وقفت على شفير القبر.. هنا سأضع ابنتي .. أمسك ابراهيم بكتفي وقال: اصبر ياأحمد... نزلت الى القبر.. إنها دارك يااحمد.. ربما اليوم وربما غدا.. ماذا اعددت لهذه الدار.. ناداني ابراهيم: أحمد خذ البنت.. وضعتها على صدري ..وددت لو أدفنها فيه.. ضممتها.. قبلتها.. ثم وضعتها على شقها الأيمن وقلت: وعلى مله رسول الله.. صففت اللبن..سددت كل المنافذ.. خرجت من القبر.. بدأ الناس يهيلون التراب.. ولم املك دموعي. منقول |
|
|
09-10-2008, 12:32 AM
|
#2 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: بريدة
المشاركات: 1,225
|
قصة مؤثرة
سبق وأن قرأتها أسأل الله أن يحسن حالنا ويرحم إبنته |
|
|
|
09-10-2008, 12:57 AM
|
#3 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
البلد: بــــــــريــــــــــــــــــــــــدة$$$
المشاركات: 39
|
قصة رائــــــــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــ ـــــــه
ومؤثرة جزاك الله خير
__________________
الله يشفي خالتي
الله يشفي خالتي يـــــــــــــــارب ادعوله الله يوفكم |
|
|
|
09-10-2008, 02:36 AM
|
#4 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2008
البلد: الخبر
المشاركات: 175
|
قصه راااااائعه جدا جدا
|
|
|
|
09-10-2008, 02:44 AM
|
#5 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: بلاد القوقاز
المشاركات: 1,802
|
نونا
فراوله نجمة بريده جزيتم خيرا...ومشكورين عاى المرور............ |
|
|
|
| الإشارات المرجعية |
|
|
النمط المتشعب
