|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-08-2002, 12:43 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
المشاركات: 2,290
|
دورة المناظرة والحوار
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة البحث : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا ضال له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . أما بعد : - فإني أقدم هذا البحث الذي اجتهدت اجتهادًا بالغًا في تحريره والاعتناء به ويأتي في وقت كثرت فيه الالتزامات والأعمال التي تتكالب عليٌَ وأحمد الله سبحانه أن شغلني بها وأسأله أن يجعله خالصًا لوجهه . وقد اجتهدت في كتابة هذا البحث أخذًا بقوله تعالى " فاتقوا الله ما استطعتم " وأجتهد في إتقانه أخذًا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء " . وقد اخترت هذا البحث لما له أهمية بالغة للداعية وطالب العلم الشرعي . وقد بينت أهميته في أول البحث . وقد قسمت البحث إلى ثلاثة مباحث وذلك لصغر حجم البحث وترابطه إلى حد كبير ورجعت لكتب المعاصرين والمتقدمين مع الإشارة للنصوص الشرعية والاستدلال للنقاط التي أذكرها ما استطعت مع الالتزام بجانب البحث العلمي من الإحالة والعزو والتخريج وبيان درجة الأخبار وغيرها مما هو من أصول البحث العلمي . توطئة : إن الداعية والمربي هذه الأيام يسعى جاهدًا للأخذ بالأدوات والوسائل التي تعينه على أكمل وجه في تحقيق رسالته تمشيًا مع تغيرات الطباع والمستجدات في الحياة . ومن أهم أسلحة المربي الداعية التي تعينه في أداء رسالته وتغرس الفكرة التي يريد غرسها فيمن يربيه هو الحوار والمناظرة بل أنه بمقدار ما يكون متمكنًا من فن الحوار محيطًا بجوانبه المختلفة يكون أقدر على النجاح في غرس فكرته . لذا قال الداعية عبد الله علوان في شأن الداعية " فإن لم يكن على المستوى الجيد من إتقان فن الحوار وعلى الأصول المتبعة في ممارسة طريقة المناقشة . فسرعان ما تظهر عليه بوادر الفشل وينهزم أمام محاجة الخصوم " . لذا اهتم الكثير بهذا الفن لاسيما المؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية وأنشئت أجهزة خاصة لتضع المسئولية على عاتقها لإقناع الآخرين بترويج سلعة أو تصحيح فكرة أم التمهيد لقضية . بل ألفت كتب خاصة فيه وماأجدرنا نحن المسلمون أن لا نغفل عن هذا الأمر العظيم خاصة وأننا أهل الحق وأننا مكلفون بتبليغ هذا الدين وفي هذا يقول الدكتور توفيق القصير " وينبغي أن لا نستهين بهذه الفكرة وننظر إليها كما لو كانت ترفًا . فصحة الفكرة لا تستدعي بالضرورة نجاح المحامي في عرضها . وكم من أفكار ثمينة صحيحة خسرت الجولة بسبب محاميها العاجز وكم من أفكار منحرفة كتب لها الفوز في مكان أو زمان أو مناسبة بسبب محاميها القدير . ونحن في مجال الدعوة الإسلامية لدينا أعظم فكرة وأصوبها وأصحها وأصدقها ويبقى لنا المحامي القدير الذي يحسن عرض مادته النفسية بأحسن الطرق لإقناع الآخرين بها " . لذا أرى أن لا يغفل الداعية والعالم وطالب العلم الشرعي عن هذا الفن العظيم سيٌما هذه الأيام التي انتشرت فيه الأفكار الهدامة والتي تسري في الناس سريانا كصيب بسبب وسائل الإعلام الحديثة والتي ما فتئت تحقق أهداف أعداء الإسلام في سلخ المؤمن عن دينه . وهذا يؤدي إلى التنبه لهذا الباب الذي فتح علينا ويؤدي إلى تفهيم الناس الأفكار الهدامة ونشر الفكر الصحيح القائم على الكتاب والسنة وهذا يؤدى ثماره إذا علم المربي* أصول الحوار . * الفصل الأول : * المبحث الأول : تعريفات أولية : لكي يحكم على شيء حكمًا صحيحًا لابد من تصوره تصورًا دقيقًا .وقد درج العلماء سلفًا وخلفًا أن يحددوا المصطلحات التي يتحدثون عنها وسيرًا على منهاجهم وضعت هذا المبحث . الجدل لغة / شدة الخصومة . قال في مختار الصحاح " جادله خاصمه (مجادلة) و (جدالاً) والاسم ( الجدل ) وهو شدة الخصومة " . الحوار لغة / التجاوب قال في مختار الصحاح " المحاورة المجاوبة والتحاور التجاوب " (2) . أما تعريف الحوار اصطلاحًا هو " أن تناول طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب " . أما تعريف الجدال / هو حوار كلا يتفهم فيه كل طرف من الفريقين المتحاورين وجهة نظر الطرف الآخر ويوضح فيه كل طرف منهما أدلته التي رجحت لديه استماعه بوجهة نظره ، ثم يأخذ بتبصير الحقيقة من خلال الانتقادات التي يوجهها الطرف الآخر على أدلته ، أو من خلال الأدلة التي يتيسر له بها بعض النقاط التي كانت غامضة عليه " . ومن خلال التعريفين يلحظ أنهما يلتقيان في النظر في فكرة ومناقشتها من طرفين أو أكثر لكن هناك ثمة فرق دقيق بينهما وهو أن الجدل هو الرد في الخصومة وما يتصل بها لكن في إطار التخاصم بالكلام . فالجدال والمجادلة ينحو منحى الخصومة ولو بمعنى الفساد والتمسك بالرأي أما الحوار والمحاورة فهي مراجعة الكلام بين طرفين ينتقل من الأول إلى الثاني ثم يعود إلى الأول وهكذا .. دون أن يدل بالضرورة على وجود الخصومة . وفي القرآن الكريم ما يدل على هذا الفرق حيث نجح أن الجدال يرد في المواضع التي لاتكون في الأمر جدوى كقوله تعالى " وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق " . وكذلك يدل عليه الأصل اللغوي للكلمتين حيث يدل على هذا الفرق. أما المناظرة فهي بمعنى الجدل . وإن كان لأكثر الأصوليين والمتكلمين يستخدمون كلمة المناظرة أكثر في كتبهم . * المبحث الثاني : مشروعية الحوار : إن المتأمل في الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح ليجد الأمثلة الكثرة المتعددة على وقوع الحوار وكثرة تعدادها يدل على أهميتها ومشروعيتها وقد جاء في الكتاب العزيز أمثلة كثيرة جدًا منها ما دار بين الله سبحانه وتعالى وبين ملائكته في خلق آدم عليه السلام وكذلك مع إبراهيم حين طلب من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى وكذا مع موسى حين طلب الرؤية ومع إبراهيم حين همًٌ بذبح ابنه وقصص الأنبياء وحوارهم مع أقوامهم كما هو الشأن في نوح وشعيب موسى وسليمان مع أقوامهم وغير ذلك كثير . أما السنة النبوية فهي كثيرة ومن ذلك ما جرى مع عقبة بن ربيعة حين قرأ عليه شيئًا من القرآن ، وكذلك مع الأنصار حين سمع عنهم أنهم وجدوا في أنفسهم شيئًا بعدما قسم صلى الله عليه وسلم الغنائم ولم يعطهم شيئًا وغيرها كثير . أما عن سيرة السلف فهو أكثر من أن يحصر . بل ذكره العلماء في كتبهم وعلى سبيل المثال ما نقل من مناظرة إسحاق بن راهوية للشافعي وأحمد بن حنبل حاضر . في جلود الميتة إذا دبغت . فقال الشافعي دباغها طهورها . فقال إسحاق ما الدليل . فقال الشافعي حديث الزهرة عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاه ميتة فقال هلا انتفعتم بجلدها " فقال إسحاق حديث ابن عكيم كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل موته بشهر . فقال الشافعي هذا كتاب وذاك سماع . فقال إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر وكان حجة عليهم عند الله فسكت الشافعي وهكذا نرى أن الكتاب والسنة وسيرة السلف تدل على وقوع الحوار والمناظرة . بل قال تعالى " وكان الإنسان أكثر شيء جدلا " . يدل على وجود هذه الصفة فيه وفي هذا يقول الالمراني " لما كان الإنسان أكثر شيء جدلا كان موقف الإسلام الاعتراف بواقعه هذا . بوصفه فطرة من الفطر الربانية مع اتخاذ الوسائل الكفيلة بتهذيبه للاستفادة من الخير الذي قد ينجم عنه وتفادي الشر الذي قد يفضي إليه فنهى من الجدال بالباطل ، ونهى عن الجدال في أمور الدنيا إلا عند الضرورة خشية أن يورده الأحقاد * المبحث الثالث : أهمية الحوار والمناظرة في التربية : معلوم أن للتربية أساليب متعددة كالتربية بالترغيب والترهيب وأسلوب العبرة والموعظة والتربية بالأمثال القرآنية والقصص والتربية بالقدوة والتربية بالممارسة والعمل ومن أساليب التربية أيضًا التربية بأسلوب الحوار وقد نقدم أهمية هذا الفن من حيث الجملة . أما أهميته من حيث كونه أسلوبًا من أساليب التربية يظهر في عدة أمور أهمها : عرض الموضوع عرضًا حيويًا . إذ يناوله الخصمان بالأخذ والرد مما لا يدع مجالاً للملل بل يدفع إلى الاهتمام والتتبع لما يتوقعه من جديد . إغراء القارئ أو السامع بالمتابعة بقصد معرفة النتيجة وهذا يجدد النشاط . إيقاظ العواطف والانفعالات مما يساعد على تربيتها وتوجيهها نحو المثل الأعلى . كما يساعد على تأصل الفكرة في النفس وعمومها . عرض الموضوع عرضأ واقعيًا بشريًا يجعل له أثر جيد في السلوك حيث أن هذا الحوار يٌلزم الإنسان بتبني مقتضاه مادام اقتنع بنتيجة الحوار . * المبحث الرابع : أهمية الحوار والمناظرة في التربية : للحوار في الكتاب والسنة أشكال متعددة يدل تنوعها على أفضلية تنويعها للانتقال بالمربي من شكل لآخر . وأهم هذه الأشكال : الحوار الخطابي أو التعبيري . الحوار الوصفي . الحوار القصصي . الحوار الجدلي . الحوار النبوي . هذه هي أهم أشكالها ولكوني مقيد بصفات محددة أشرت إشارة سريعة وما لا يدرك كله لايترك جُله . للأطلاع على البقيه اضغط هنا
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|