[د.خالدالغيث]

...لقد تنبهت إيران لخطورة الإعلام منذ بدء الثورة الخمينية ، وصارت توليه أهمية عظيمة ، حتى بات الإنفاق عليه يأتي في المرتبة الثانية بعد الجيش ، بل انه حقق من النجاح لإيران مالم يحققه الجيش ، فهو يخدم المشروع الإيراني بكل دقة ، لأنه صاحب رسالة . على عكس الإعلام العربي الذي يغرد بعيداً عن هموم أمته !
على أية حال فإن المتأمل في هذه المعركة الإلكترونية يقف على بعض الدروس والعبر المستفادة ، ومنها ما يلي :


1- إن ما حصل لبعض المواقع السنية ليس شراً محضاً بل هو من باب : ((لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)) . فهي فرصة لإعادة ترتيب الأمور والعودة بقوة إلى الساحة الدعوية ...
2- قوة الحضور السني على الشبكة العنكبوتية .
3- إن الحضور السني على الشبكة العنكبوتية كان ولا يزال يشكل هاجساً لدى الصفويين .
4- صورة العلم الإسرائيلي الممزق الذي وضعه الصفويون على المواقع السنية المخترقة ، ماهي إلا من باب : كاد المريب أن يقول خذوني . لأن الشاطر حسن ، وحزب ولاية الفقيه في لبنان هم من يؤمن الحماية للكيان الصهيوني .
5- إن إيران ظاهرة إعلامية ، لذا فإن منازلتها إعلامياً كفيل بتفكيك منظومتها الفكرية التي تتمدد في الفضاء السني. وهذا ما يفسر الهجمة الشرسة على المواقع السنية .
6- أهمية ظهور قناة فضائية سنية باللغة الفارسية تخاطب الشارع الإيراني وتزيل سوء الفهم لديه عن أهل السنة ، ويكون عمل هذه القناة مكملاً لعمل المواقع الالكترونية .
7- أهمية مواصلة الخطاب السني الراقي الموجه إلى عقلاء الشيعة ، والعمل على استنقاذهم من براثن الإعلام الصفوي ، الذي يعمل على استلاب وعيهم وفكرهم .
8- خطورة الإعلام في توجيه وتشكيل الرأي العام .
9- إن بصمات الأجهزة الأمنية الإيرانية ليست بعيدة عن هذه المعركة ، لأن الإعلام الإيراني ولد من رحم الثورة الخمينية.