|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
03-11-2008, 01:51 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: مغمورون في القلوب مكاناً ومستقرا !!
المشاركات: 16
|
الأيــام الخوالـــي فــي سطــــور
قال لي أهلي : لقد جئت إلى هذه الدنيا عارياً بلا أسنان ، لا تحسن النطق ، ولا تعرف شيئاً ... فضحكت ولم أصدق ، فأعادوا ذلك عليَّ ، وألقوه كأنه قضية مسلمة وأمر واضح لا يحتمل الشــك ، وعجبوا منــي حــين أكــذٍّبه وأرده ... ولكني بقيت على رأيي الأول ، لم أستطع مطلقاً أن أصدق ما يقولون ، لأني أعرف بنفسي منهم ، ولأني أذكر ماذ كله : أذكر أنني فتحت عيني ذات يوم فجأة ونظرت ... فوجدت نفسي ، ورأيت أنّ لي أسناناً وعليّ ثياباُ ، وأنّ بي قدرة على المشي والنطق ، ورأيتني شخصا مستقلا عن ابي وأمي وســـائر أهلي .. أحب أشياء لايحبها أحد منهم ، وأكره أشياء لا يكرهونها ، ولا يميزني منهم إلا أني كالطبعة المختصرة من الكتاب ، فيها الأبواب كلها والفصول بيد أنها موجزة ... بالقطع الصغــــــير ... أفيعقل أن أكون موجوداً قبل ذلك اليوم ، وأنا لا أعرف نفسي ؟ مستحـــــــــــــيل ! واستقر في ذهني من يومئذ ، أني ولدت وأنا في الرابعة من عمري !! وصرت أرى هذا الطفل دائماً ، أبصر صورته في المرأة وأسمع صوته بأذني ، وأصغي إلى حديث أمي عنه بشغف وسرور فكنت أشعر بميل غريب اليه ، حتى أني لأعترف الآن بأنه كان أحب اليَّ من أمي ، التي لم أكن أعدل بها أحداً ، ولا أقبل بها كنوز الأرض بدلاً من أمتصاص ثديها والنوم على صدرها ... ذلك الطفل الباسم ، ذو العينين السوداوين ، والشعر الأشقر .... ياللأسف ! اني لا أستطيع تخيل شعره ، لقد محيت صورته من ذاكرتي ، لقد إختفى من الدنيا منذ عقد من الزمان ، لقد ذهب الى حيث لا أدري ؟ فهل كنت أنا ذالك الطلفل ؟؟ هل تجئ يده الصغيرة الغضة في يدي الخشنة التي أخط بها هذا المقال ؟ فأين ذهب أذاً ؟ ومن أين جئت أنا ؟ ... انني لست ذلك الطفل ولست غيره ... فكيف يعقل هذا ؟ هذا يحيرني دائمأ ، ولا أعرف له حلاً ، بل إن مجرد التفكير فيه يدفعني الى الجنون ... ونظرت يوماً من الأيام ، فإذا في مكان ذلط الطفل اللاهي اللاعب ، العابث بكل شئ ، الذي يحطم كل ما يصل اليه ، ويقبض على الجمرة المشتعلة بيده كما يقبض على لحية قاضي في محكمته لو هو بلغها ، كما يعبث بشعر الهرة .. (( اذا في مكانه تلميذ يقرأ مكرها ، ويكتب مضطرا ، ويحمل همَّ المدرسة التي يذهب اليها كل يوم كالذي يساق الى الموت ، لا يعرف لوجوده فيها معنى ، ولا يدري فيم يدع عطف أمه ، والأنس بأخوته ولٍمَ يترك بيته وما فيه من الدفء في الشتاء ، والظل في الصيف ليذهب الى هذه الدار التي يحشد فيها الأطفال الأبرياء المساكين ، لتحشى أدمغتهم بمسائل لا يدركونمعناها ، وشروح لا يعرفون مغزاها ، وتنال من أبشارهم وظهورهم عصا المعلم الغليظة ، وتُقذى عيونهم برؤية طلعته البغيضة ، لا المعلم يبسمُ لهم ، ويدعوهم الى حبه ، ولا أهلوهم يستمعون الى شكواهم وينصفونهم .... لقد كان في المدرسة كالمحكوم عليه بالسجن ظلماً ... يا لهذا التلميذ البائس الذي لم يكد يفتح عينيه على الدنيا حتى أبصر الشقاء والألم . لقد مات كمداً ، مضى مسرعاً في طريق الفناء ... مسكين ... انه لم يكن إلاّ أنا ، أنا الذي ولدت ومت مائة مرة ، حتى صرت الآن .... ( أنا ) . ..... وكان يوم آخر ، فإذا ( الفلم ) ينكشف هذه المرة عن منظر جديد : إختفى التلميذ الجميل ، ذو السروايل القصيرة ، والفانيلة الحمراء ، والحقيبة الزرقاء الكبيرة عليه آنذاك ، وذهب بجسمه ونفسه وميوله وأفكاره ، وظهر شاباً متحمساً ناضجاً عاقلاً .... نزل الشاب الى ميدان الحياة ، برأسِ مترع بالعلوم ، والمبادئ السامية ، ويد مثقلة بالشهادات الرباعية وجيب خالِ خاو . فلم تكن الأجولةٌ واحدة ، حتى ولىَّ منهزمــــاً ! *** ذلك لأن سلاحه ، من (طراز قديم ) لم يعد يصلح اليوم في معركة الحياة ! ولقد خدعته المدرسة ، وكذبت عليه ، وصورت الحياة على غير حقيقتها : قالت المدرسة : (( العلم خير من المال ، فالعلم يحرسك وأنت تحرس المال )). فرأى أنَّ المال في الحياة خير من العلم ، العلم لا ينال الاّ بالمال ، فلو أن شابا كان أذكى الناس ، وانبه الناس ، وكان مفلساً لا يملك قطميراً ، ولا يملك أثمان الكتب والدفاتر والأقلام والثياب ، لما قبل مكانِ علمي نظامي ، ولا حصل علماً والعلم لا يثمر الا بالمال ، فلو أن أعلم أهل الأرض ، كان مفلساً يفكر في خبزه من أين يأتي به ، وبيته كيف يستأجره ، لما بقي له عقل يفكر ، وذكاء ينتج ، ورأى أن أصحاب الأموال الجاهلين ، تبيحهم الحياة أجمل ما تملك من متع ولذائذ ومجد وجاه ، والعلماء الفقراء محرومون من كل شئ )). نعم إن المدرســــــة كـــانت تكــــذب عليـــــه !! وقالت له المدرسة : (( الأخلاق أســـاس النجـــــاح )) وضرب له المعلم مثــلاً سيئا طلاباً لا أخلاق لهم ولا عفاف . وضرب له مثلاً عاليا طلاباً كانوا نموذج الطهر والعفاف والاستقامة والشرف ، فرأى الأولين قــد بلغـــــوا أعلــــى المــراتب وأسمى المنــاصب والآخـــرين تحت تحت ....... على العتبة .. فعلــــــم أن المدرســــــة كانت تكــذب عليــــه ! وقالت له المدرسة : (( إن الحق فوق القوة ، القوة للحق وليس الحق للقوة )) فآمن بذلك وصدقه ، وتسلح بسلاح الحق ، فما راعه الاَّ اللص يضع مسدسه في صدغة يطلب ماله وما عنده ، فألقى عليه محاضرة في الحق ، جمع فيها كل ما تعلمه من أساتيذه ، واضاف اليه ما انشق عنه ذهنه ، فردَّ عليها اللص بقهقهة مروعة .... وذهب بأمواله وكل ما لديه ورجع هو يتمطى في طريقع عارياً . لم يبق ليه الا فكرة سخيفة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تنجي من برد ... ورفع شكواه الى ذوي الهيئات ، فلم يرى عندهم حقا يقهر القوة ، ولكن وجد عندهم قوة تصنع الحق ، وجد قوة الجنـــود ، فأين يبقى الحق إذا ثار اللصوص على الجند أو فتكــــوا بهم ؟ هــــــذه هـــــي سنـــة الحيــــاة ، وليــــس على الحيـــــاة ذنـــب ، فهــــي ســـافرة لــم تستتــر ولـــــم تخـــــدع أحـــداً عن نفســـــها .. . . .
__________________
[GLOW="000000"]
بعـــد النظــر / خطـــر ببـــالي أن أهمـــس في مسمـعِ كـل سـاري بأن : لكــلٍ كلمـةٍ أُذن ، ولعـــلَّ كلمـاتي ليــست لأُذنـــك ، فــلا تتهمـني بالغمــوض . . ( صهـــــيل الأقــــلام ) [/GLOW] |
03-11-2008, 06:32 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2008
البلد: الـــــريـــاض خـــيرهـا الفيـــاض
المشاركات: 1,751
|
ســـلمت أنـــامـــــــلك...
|
04-11-2008, 03:04 AM | #3 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: في ارض الله الواسعه
المشاركات: 12,834
|
مدهش
يبدأ العقل بالتذكر من سن الرابعه والسادسه سلمت يدك |
04-11-2008, 09:43 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
البلد: أيـن ؟
المشاركات: 661
|
أزعجتني كثرةُ الأخطاء الإملائيّة, في مقالٍ تشعرُ عندمَا تراه للوهلة الأولى بأهميّةِ قراءته.
سأعودُ إن شاءَ الله إن سنحت ليَ فرصة .. |
الإشارات المرجعية |
|
|