[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم


نعيش في هذه الحياة و نحن نصارع المواقف و الأحداث ، و الوقائع و النوازل ، و هي تحيط بنا من كل اتجاه ، و تتباين فيها نظراتنا و تعابيرنا و مشاعرنا ، و يتعارك القادة -بشتى أنواعهم و توجهاتهم- في مسرح الثقافة على إبداء أرائهم و إقناع الناس و التأثير عليهم .

من هذا المنطلق بدأ الاهتمام مؤخراً بوسائل التأثير ، و سلوك غاياته و السبل الموصلة إليه ، لأن التأثير بكل بساطة ، ليس إلا وصولاً إلى قلوب الناس ، و نيل رضاهم و بالتالي فإن الشخص المؤثر ينال إعجابهم به و بطرحه ، فالوصول إلى التأثير يعني الوصول إلى الناس .

و لا نعجب من اهتمام القادة بهذا الفن [ فن التأثير ] ، و لكن يجب أن نعلم أن الإسلام سبقهم في ذلك ، و حرص على إرشاد ذويه إلى مهاراته السلوكية و القولية ، و حرص قبل ذلك كله أن يؤسس في المُؤثر أجمل المعاني ، كالإخلاص و حب الخير للناس ، و الصدق معهم ، و أصالة الرأي و نزاهة النفس ، إلى غير ذلك من المعاني السامية التي رسمها هذا الدين الكامل ، و مامن مهارة مستحسنة من مهارات التأثير ، إلا و تجد لها عاضداً قوياً ، إما من الأوامر الربانية في كتاب الله ، أو من النفحات النبوية من أقوال حبيبنا عليه الصلاة و السلام و أفعاله ، و هو طريق من طرق الدعوة ، و سبيل من سبل الهداية - هداية الدلالة و الإرشاد - و هي أمر دعت إليه الشريعة ، بل و أوجبتها في بعض الظروف .

أجد أننا بأمس الحاجة إلى فقه فن التأثير و دراسته و تعليمه ، ثم الانطلاق لممارسته عملياً ، لأن بعض الأشخاص تولوا منابر التأثير ، و لكنهم جعلو التأثير محصوراً في صورٍ و جزئيات ، أورثت عندهم خللاً في شخصياتهم ، و بعدما حشدوا الجماهير و استطاعوا التأثير عليهم ، تغيرت مساراتهم مع مرور الزمن فأسقطوا أنفسهم من أعين الناس ، و تخلى عنهم أتباعهم بعدما عايشوا الاضطرابات في قدواتهم ، ففقدوا الثقة فيهم ، و السبب في ذلك قيام كثير من المؤثرين بأدوار تأثيرية لكنهم بنوها على عواطف طغت على العقل ، و بعد مضي السنين أدرك المتأثرون أنهم كأنوا في غطةٍ فأفاقوا منها و عاد العقل ليعمل فنبذ لغة العاطفة .

إن التأثير ليس صراخاً ، و لا حدةً في الأسلوب ، و لكنه عقل يتحدث بلغة راقية تستطيع من خلالها أن تقنع الناس بصدق فكرتك ، و واقعيتها ، و أنها مبنية على أسس متينة يصعب اختراقها أو تغييرها .
و المقام لا يتسع للبسط في الاستشهادات الشرعية و العلمية و الواقعية ، و لكن أجدني بحاجة إلى الوقوف عند ذلك الحوار الذي كان فيه جمهور يتنازعه رجلان ، و كانا يطمحان إلى التأثير على الجمهور فلنترك الآيات تحدثنا عن الذي جرى بين نبي الله موسى - عليه السلام - و بين الطاغية فرعون .. قال تعالى في سورة الشعراء :{ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } ، و لعلك أيها القارئ الكريم تمسك بالمصحف لتنظر في لغة الإقناع الحقيقية التي نطق بها الأنبياء و المصلحون في كتاب الله تعالى .

و إن من أهم ما يوصل الإنسان إلى التأثير و يتيح له الوصول إلى قلوب الناس ، هو الإحسان إليهم و التودد ، و دفع السيئة بالحسنة ، و الابتسامة و لين الخطاب ، جودة الأسلوب ، هذا إذا كنت خطيباً أو كاتباً ، و لو لم تكن شيء فحسن الخلق بحد ذاته كفيل بأن يؤهلك للتأثير ، و كم نعرف من الدعاة و لكنهم لم يكتبوا كلمة و لم ينطقوا حرفاً أمام الجماهير ، و لكن شهد لهم الناس بحسن الخلق ، و طيبة الذات ، و هذا كثيرٌ منه مكتسب بإمكانك أن تحققه في ذاتك و كما قال عليه الصلاة و السلام : [ إنما الحلم بالتحلم و العلم بالتعلم ]. و كما قال الأول :

[poem="font="simplified arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]و النفس كالطفلٍ إن تُهملهُ شب على = حُبِّ الرضَاعِ و إن تفطمهُ ينفطمِ[/poem]


أخوكم / عبدالله

[نبوغ الفكر]

.

موضوع مهم وقيم ..

بارك الله فيك أبا عبدالعزيز ..

سيكون لي عودة

.

[روسان]

لله درك وعيني عليك باردة وتسلم

الإستفادة من تجارب الناس أمر طيب

الله يوفقك وتسلم

فائدة للقلب عداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااال يالصمصام

[حبة فستق]

نفع الله بك وبقلمك الإسلام والمسلمين .. : )
موضوع قيّم جداً و يلامس الواقع ..

اقتباس و لا نعجب من اهتمام القادة بهذا الفن [ فن التأثير ] ، و لكن يجب أن نعلم أن الإسلام سبقهم في ذلك

إذاً نحن الأولى به وبتطبيقه عملياً .. : )
علّنا في توجّه إليه .. : )

اقتباس و بعد مضي السنين أدرك المتأثرون أنهم كأنوا في غطةٍ فأفاقوا منها و عاد العقل ليعمل فنبذ لغة العاطفة .

أظنّ أنك قصدت أنهم ألغوا لغة العاطقة من كونِها مسيطرة كلّياً , ولكن يبقى للعاطفة مكان و دور في التأثير ..

اقتباس إن التأثير ليس صراخاً ، و لا حدةً في الأسلوب ، و لكنه عقل يتحدث بلغة راقية تستطيع من خلالها أن تقنع الناس بصدق فكرتك

أحسنت عزيزي ..
و يعجبني الشيخ ناصر العُمر , والشيخ سلمان العودة في تطبّيقها , لا يعني أنّ غيرهم لا يحسنونها .. : )
ودائماً من يتأثّر بالصراخ و العاطفة الجيّاشة تجده خالٍ من أدنى فكرة ..



قبلة على جبينك عزيزي ..

[| يحيــى فقيـــه |]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام بسم الله الرحمن الرحيم أجد أننا بأمس الحاجة إلى فقه فن التأثير و دراسته و تعليمه ، ثم الانطلاق لممارسته عملياً ، لأن بعض الأشخاص تولوا منابر التأثير ، و لكنهم جعلو التأثير محصوراً في صورٍ و جزئيات ، أورثت عندهم خللاً في شخصياتهم ، و بعدما حشدوا الجماهير و استطاعوا التأثير عليهم ، تغيرت مساراتهم من مرور الزمن فأسقطوا أنفسهم من أعين الناس ، و تخلى عنهم أتباعهم بعدما عايشوا الاضطرابات في قدواتهم ، ففقدوا الثقة فيهم ، و السبب في ذلك قيام كثير من المؤثرين بأدوار تأثيرية لكنهم بنوها على عواطف طغت على العقل ، و بعد مضي السنين أدرك المتأثرون أنهم كأنوا في غطةٍ فأفاقوا منها و عاد العقل ليعمل فنبذ لغة العاطفة .

بسم الله الرحمن الرحيم
(( جميل أخي الصمصام ما كتبت ولن استطيع أن أقف عند كل جوهرة من جواهر مقالك الرائع ، ولكن أسمح لأخيك بهذه الإضافة حول العاطفة وغلبتها على العقل من خلال أواخر جوهرتك أعلاه .
فلغة العاطفة موجودة وإن كنا ننبذها عندما تطغى على العقل . ومن أنكر لغة العاطفة وقوة تأثيرها على السلوك والتصرفات ، فقد أخطأ .
كيف لا والخليفة الثاني لهذه الأمة والملهم وصاحب الحكمة والقول السديد والمشهود له بالجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ذلك الرجل البطل غلبته عاطفته في يوم عصيب .
وذلك عندما تلقى نبأ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقام رضي الله عنه يتوعد الناس بأن من سمعه يقول أن رسول الله صلى الله وسلم قد مات ليقتله .
وذلك لهول الفاجعة وشدة المصيبة التي ألمت به ، وفي المقابل كان هناك رجل ثبته الله ولم تغلبه عاطفته في ذلك الوقت وهو أبو بكر الصديق فوجد عمر وهو ثائر على الناس
ويهدد ويتوعد ، فقال أجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس من شدة غلبت العاطفة عليه ، فأقبل الناس إلى أبي بكر وتركوا عمر ، فقال أبو بكر كلمته المشهورة التي تكتب بماء الذهب )
أما بعد : من كان يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) .
ثم ساق الآية (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)) فقال عمر والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تلقني رجلاي ، وحتى أهويت إلى الأرض حينها علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات ) .
ولعلك أخي الكريم ترى قوة تأثير العاطفة على عمر وهو عمر صاحب الشخصية القوية في عقله وإيمانه كيف لم يتمالك نفسه بل تعطل عنده عقله فلم يعد يفكر لهول الموقف وخطورته .
ولكن أنظر إلى عمر عندما يتخلى عن هذه العاطفة مباشرة يوم أن بلغة كلام الله تعالى ، فلا إله إلا الله عندما تجد أناس تحكمت فيهم عواطفهم ،
وقد علمت عقولهم بخطأ تصرفاتهم ولكنهم لم يرجعوا للصواب .
ملاحظة / (( إذا غلبتك عاطفتك في لحظة ما فأعلم أن ملكة تفكيرك ستتعطل
وأن شخصيتك ستضطرب ، وأن حكمتك و رويتك ستفتقد في لحظتها ))
{ والسبب في غلبة هذه العاطفة من وجهت نظري الغضب فإذا غضبت وكنت قائماً فأجلس أو توضأ أو أذكر الله وستغفر }
ولكن عندما يتغلب العقل على العاطفة سيأتيك ما فقدته ، فأرجع كما رجع عمر رضي الله عنه .
موفق أخي الصمصام فيما تكتب ، وأترك المجال لغيري في تفنيد فوائد جواهرك الرائعة .

[السحاة المهاجرة]

ان

أسلوب التأثير خطر جدا أذا استعمل في غير محله

هناك اناس لديهم قوة خارقة في التأثير والأقناع على الغير قد تؤدي الى مهالك

كا لأجرام والأرهاب

الله يستر على ابنائنا من أصحاب السوء


السحاة المهاجرة

&&&*&&&

[الـصـمـصـام]

نبوغ الفكر /
أهلا بك حبيبي ..
ننتظر عودتك بفارغ الصبر ..

[الـصـمـصـام]

روسان /
بارك الله فيك .. والله يخلي لك عينك الباردة .
ما الحياة إلا تجارب .
شكراً جزيلاً .

[فضاء]

إن التأثير ليس صراخاً ، و لا حدةً في الأسلوب ، و لكنه عقل يتحدث بلغة راقية تستطيع من خلالها أن تقنع الناس بصدق فكرتك..
"
"
موضوع قمـــــــــــــــــه في التميز،،وكلمات قيمـــه جدا
المنتــدى متعطش لأمثالكـ،،
دامـ قلمـــكـ،،،

[الـصـمـصـام]

حبة فستق /
أهلا بك عزيزي ، و لما أشرتَ إلى أمر العاطفة ، فالعاطفة لها حضورها ، و لكنها ليست كل شيء
و لا ينبغي أبداً أن تطغى على لغة العقل .
شكراً لكـ أيها العزيز .

[السياسي]

كلمات جميلة ,, فعلا ً لا بد من التدرب على التأثير ومعرفة أساليب الإقناع ..

ولننظر إلى التأثير والإقناع في هذه الحادثة :

عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا مَهْ مَهْ. فَقَالَ « ادْنُهْ ». فَدَنَا مِنْهُ قَرِيباً. قَالَ فَجَلَسَ. قَالَ « أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ ».
قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ ».
قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ».
قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ ».
قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ».
قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ ».
قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ ».
قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَىْءٍ.

رواه أحمد في المسند .

[رحوبه2007]

كلام رائع وكاتب اروع
اسال الله ان ينفع بك وبقلمك وان يثبت خطاناوخطاك على الخير

[بدر بن عبدالله]

يعجز لساني ياصمصومي عن شكرك فا لله درك، وجزاك الله خيراً على ما خطته أناملك
أدام الله لنا هذه الأنامل اللهم آمين، ويعلم الله أنني كنت سأكتب موضوعاً قريباً من موضوعك،
وهو لماذا في بعض المواضيع ينتهي النقاش بين الأعضاء بالهواش، وترى كل عضو يريد
أن يفرض رأيه على العضو الآخر، لماذا لا يكون الحوار هادئاً حتى لو اختلفت وجهات النظر،
فالحوار أعتقد لو كان هادئاً كان من الممكن أن يقبل العضو الآخر رأيك، لكن إذا كان العضو
مصرا على رأيه فأعتقد أنه سيفقد التأثير على الآخرين فيما بعد، وكلامي هذا لا يشترط أن
ينطبق في كل الأحوال، لكن يمكن أن يقع التأثير على الآخرين إذا كان أسلوبك رائعاً وهادئاً
وفيه أدلة مقنعه.

وآسف على الإطالة يا صمصومي.

وتقبل مروري.

لك ودي واحترامي.

[نبوغ الفكر]

.

نحتاج إلى مراعاة مناسبة الخطاب للمتلقين حتى تحصل الثمرة ونتيجة هذا التأثير ..

وفي قوله تعالى : (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ...)) الآية

بقدر إخلاصك .. بقدر ما توفق للوسيلة والطريقة المناسبة للدعوة والتأثير على المتلقين ..

فكم من نصيحة نسمعها من عالم أو داعية يصبح لها أثراً بالغاً في النفس ..

.
.

نفع الله بك أبا عبدالعزيز

.