بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » كلامٌ جميلٌ رائعٌ لشيخنا أبي عمار الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري عن أعياد الميلاد

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-11-2008, 12:24 AM   #1
أمواج السراب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
البلد: بين تلاطم الأمواج
المشاركات: 119
كلامٌ جميلٌ رائعٌ لشيخنا أبي عمار الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري عن أعياد الميلاد



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده, والصلاةُ والسلامُ على من لا نبي بعده نبينا وسيدنا محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه أتم الصلاة والتسليم, وبعدُ:
فهذا كلام جميل رائع محرر تحريراً علمياً من موقع شيخنا أبي عمار وفقه الله للخير والهدى عن حكم أعياد الميلاد, مع أن المسألة قد كثر الكلام حولها وذهب وقتُ الحديث فيها, ولكني لما رأيتُ كثرة المؤيدين وكثرة المفتين الذي خرجوا بعد فتوى الشيخ سلمان وفقه الله للخير مؤيدين لهذه الفتوى
حتى أني قرأت في شات إحدى القنوات الإسلامية إحدى النساء هداها الله تبارك لزوجها عيد ميلاده, فبعد أن كانت هذه البدعة من المحرمات المقطوع بها قبل بضعةِ أشهرٍ, فلا حول ولاقوة إلا بالله


( من أراد الإنصافَ, وإتباع الحق, فليقرأ هذا الكلام بعين المتجرد الذي لايريد إلا الحقّ)


----------------

السؤال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وبعد :
فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبدالله الخضيري – سلَّمه الله – نحن مجموعة من الشباب ويتبعنا كثير من العوام ؛ لكوننا نوصف بالتعلم ، وقد اختلفنا في مسألة عيد الميلاد ، فالبعض منع ، والآخر أجاز ذلك ؛ بحجة أنَّ هذا من باب العادة ولا يكون داخلاً في أمور التعبدات .
ثم وبعد أن اشتدَّ الكلام في هذه المسألة بيننا ، تحاكمنا إلى فضيلتكم ، على أن نلتزم بقولكم – رعاكم الله – في هذه المسألة المؤصل بالدليل الشرعي من الكتاب و السنة وأقوال سلف الأمة ، ويودُّ جميع الأخوة أن يعلم حكم الشرع في هذه المسألة ، بدليلها ، والتي تبنى بعض أهل الخير طباعتها وتوزيعها على الناس ، بحكم تخصصكم في العقيدة .
ونودُّ إخباركم في آخر الرسالة – و نعتذرُ على الإطالة – بأنَّ فتاواكم بعضها قد طبعناها هنا في بلادنا ، و الآخر نقرأها على الناس في يوم الجمعة .
فأثابكم الله ونفعَ بكم الإسلام وأهله .
إخوانكم من بلاد تونس


الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فأحمدُ الله أن بلغنا هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك ، الذي فيه يتوحد أهل البلد الواحد في الإمساك ، والإفطار ، والصلاة في القيام خلف إمام واحد .
فمثل هذه الأمور – أخي الكريم - تجعل المسلم يستشعر أهمية الجماعة
والاجتماع ، والبعد عن الفرقة وأسبابها .
ولهذا أوصي إخواني بالتآلف والتآخي والتناصح بالأسلوب الحكيم ،
والتواصي بالرفق واللين ؛ حتى يتحقق المقصود ، ولا يجوز بحال أن تكون بعض المسائل العلمية سبباً في التقاطع والتدابر واتهام النيات والمقاصد .
وأما بالنسبة لما سألتم عنه من حكم أعياد الميلاد ، فقد تظاهرت النصوص الشرعية على حصر الأعياد الزمانية في الإسلام في عيدين حوليين هما الفطر والأضحى لا ثالث لهما سوى العيد الأسبوعي يوم الجمعة .
والأصل في هذا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر). رواه أبو داود [1/675] والنسائي [3/179] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- : [ قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما) يقتضي ترك الجمع بينهما لا سيما وقوله: (خيراً منهما) يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.
وأيضاً فقوله لهم: (إن الله قد أبدلكم) لما سألهم عن اليومين فأجابوه بأنهما يومان كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية دليل على أنه نهاهم عنهما اعتياضاً بيومي الإسلام إذ لو لم يقصد النهي لم يكن ذكر هذا الإبدال مناسباً، إذ أصل شرع اليومين الإسلاميين كانوا يعلمونه ولم يكونوا ليتركوه لأجل يومي الجاهلية…] . اقتضاء الصراط المستقيم [1/434] .
ومن أجازَ أعياد الميلاد جعلها من باب العادات الأصل فيها الجواز و الحل ، ولم ينظر إلى مفسدة مشابهة المشركين ، وهي علة شرعية معتبرة ، منصوص عليها في كثير من الأمور كالنهي عن عن حلق اللحى ، وإطالة الشارب ، وترك الانتعال ، وأمثال ذلك كثير ...
وقد أخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن وقوع التشبُّه بالكفار في هذه الأمة : ومن ذلك : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تقومُ الساعةُ حتَّى تأخذَ أُمَّتِي بأخذِ القرون قبلَها شبراً بشبرٍ , وذراعاً بذراعٍ , فقيلَ يا رسولَ الله : كفارس والروم , فقال : وَمَنِ الناسُ إلاَّ أولئك ) . رواه البخاري في صحيحه .
وهذا إخبارٌ وتحذير في نفس الوقت من سلوك مسالك أهل الجاهلية ، وكذا فارس والروم فيما هو من عاداتهم وخصائصهم ، ولا يخفى أنَّ الأعياد و الاحتفال في مناسبات متعددة هو من شعار فارس و الروم وخصائصم .
والواقع المعاصر يؤكد ذلك ، حيث نسمع عن أعياد الحب ، وعيد الأم وعيد الاستقلال ، وعيد الميلاد ، ولهذا أول من أحدث عيد المولد النبوي هم العبيديون الرافضة ، و لا يخفى نزعتهم الباطنية ، ولوثتهم الفارسية التي كانت وراء اهتمامهم بتوسيع قضايا الأعياد ؛ تأثراً بأمة فارس .
ولم ينظر من قال بالجواز إلى أنَّ الأصل في الأعياد التعبد والتوقف ، ولذلك ثبتَ في حديث أنس المتقدم أنه صلى الله عليه وسلم لماَّ قدم المدينة ووجد الناس يلعبون في يومين كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : : ( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر). رواه أبو داود [1/675] والنسائي [3/179] .
وفي هذه الجملة ردٌ على أنَّ من قال : إنَّ مجردَّ الاحتفال لا شيء فيه ؛ لأننا لسنا نتعبد به .
فيقال : إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أنكر على الصحابة في هذين اليومين ؛ لأنها من أيام الجاهلية التي كان أهل الجاهلية يلعبون فيها ، ولم يستفسر صلى الله عليه وسلم أكانوا يتعبدون بها أم أنَّ ذلك مما اعتادوه ، والقاعدة الأصولية تقول"ترك الاستفصال في مقام الإحتمال ينَّزل منزلة العموم في المقال ".
وقد نقل المناوي الحنفي – رحمه الله – عن المجد ابن تيمية – رحمه الله – قوله : ( الحديث يُفيدُ حرمة التشبيه بهم في أعيادهم لأنه لَمْ يُقرَّهما على العيدين الجاهليين , ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة , وقال : أبدلكم , والإبدالُ يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجتمع بين البدل أو المبدل منه , ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلاَّ في ترك اجتماعهما ) . فيض القدير ج4/511 .
ومن الأدلة في هذا الباب : ما جاء من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال : ( نَذَرَ رَجُلٌ على عَهْدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم أنْ يَنْحَرَ إِبلاً بِبُوَانةَ [ اسم مكان ] , فأَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم فقالَ : إنِّي نَذَرْتُ أنْ أنحَرَ إبلاً بِبُوَانةَ .
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : هَلْ كانَ فيها وَثَنٌ مِنْ أوثانِ الجاهليةِ يُعبَدُ ؟ قالوا : لا .
قال : هلْ كانَ فيها عيدٌ مِنْ أعيادِهم ؟ قالوا : لا , قال النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم : أَوْفِ بِنَذرِكَ , فإنه لا وَفَاءَ لنذرٍ في معصية الله , ولا فيما لا يَملِكُ ابنُ آدَمَ ) . رواه أبو داود ح3313 ، وصحَّح إسناده النووي في المجموع ج8/358 ، وصحَّحه ابن حجر في تلخيص الحبير ج4/180 .
قال علي القاري : ( وهذا كلُّه احترازٌ من التشبُّه بالكفَّار في أفعالهم ) .
مرقاة المفاتيح ج6/551 .
هذا وأسأل الله لي ولكم ولكافة المسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح .
كما أسأله سبحانه و تعالى أن يجعلنا من المقبولين ، ومن المرحومين ، وأن يعتق رقابنا من النار في هذا الشهر الفضيل . إنه سميعٌ قريبٌ مجيبٌ .
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


آخر من قام بالتعديل أمواج السراب; بتاريخ 22-11-2008 الساعة 12:29 AM.
أمواج السراب غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)