[أبو عبد الله]

لا أعلم كيف أبدأ، في جعبتي الكثير لأكتب مقال يفيد الكثير لكن من يكتب لي المقدمة وأنا أكمل المقالة لا بل الكتاب كاملاً. هذه حقيقة وهي أن الكثير يستطيع أن يفعل الكثير من الأمور لكن يعيقه "كيف يبدأ".

هي المقدمات لا يجيدها كل أحد، لا يجيدها إلا أهل العزم والجرأة والمهرة من الرجال، باختصار المقدمات هي المهمات التي لا يجيدها إلا الأبطال!

لكن من أبطالنا في هذا الزمان، زمان تتهاوى فيه أقوى اقتصادات العالم وتظهر البطالة فيه كشبح لا مجلس الأمن ولا هيئة الأمم لها ولا أعتى الجيوش المسلحة بالنووي!

الأبطال هم من يبدأون العمل في وقت ينتظر غيرهم وظيفة مكتبية أو عمل له راتب مقطوع لا يؤسس عائلة تكون لبنة مجتمع فأمة، رأينا قبل فترة أبطال بدأوا العمل في مغاسل السيارات وفي مطاعم الوجبات السريعة إنهم أبطال لكن ليسوا أبطال مقالتي، فمغاسل السيارات ومطاعم الوجبات السريعة لا تبني المجتمعات ولكن وللحق أقول إنهم الأبطال الذين يزينون الدرب للأبطال بناء المجتمع.

ما كتب أعلاه مقدمة كانت ولادتها عسيرة لكنها خرجت على كل حال ولله الحمد والمنة وإليكم المقال.

قالت العامة "قصيرة تقطع طويلة" أما الطويلة فبطالة ثم مكاتب لصندوق العمل فتوفير آلاف الوظائف يعلن عنها يومياً رواتبها لا تتجاوز الألفي ريال هي في حقيقتها تسكيت لصياح جائع وتظاهر بالإهتمام بالعاطلين وإلا كيف يهتم وزير يستلم قرابة المئة ألف ريال من غير ما يسمى بالبدلات وغيره من الموظفين الذين يعملون تحت إمرته، الكل يستلم مرتبه الشهري وقد سكن بيته الملك وكل ما يجب عليه فعله العمل على إيجاد وظائف للعاطلين أياً كانت.

أما القصيرة فهي "صنعة في اليد أمان من الفقر" لن يهتم لأمرك يا عاطل أحد ولو كان أبوك فلا تدوم الدنيا لحي وكذلك أنت مع ولدك، لذا أقول يجب أن تعمل جاهداً لتقي نفسك شر البطالة وابدأ بسؤال نفسك التالي [ ماذا أتقن حتى أبدأ؟] فلا تجعل لنفسك طريقين لا ثالث لهما إما وظيفة أو سوق الخضرة، لا هنالك الكثير لكن هنا تكون البطولة في صنع المقدمة.

إن المقدمة التي أتكلم عنها ياشباب هي أن تجد عملاً يقيك شر الفقر ويعيشك وأهلك وأيضاً يبني مجتمعك فأمتك فيرفعها بين الأمم ويغنيها عن هذه الأمم، فأقوى أمة هي من تحتاجها الأمم الأخرى ولا تحتاج لبقية الأمم،ويكمن سر المقدمة في البداية والبطل من يكسر الحواجز ويفتح الطريق أمام إخوانه.

لذا دعوني أحدثكم عن بعض هذه المهن.

التصميم والدعاية والإعلان صنعة يجيدها من وهب فن اللمسات والجذب لا يعرف قيمتها إلا من جنى الملايين بسبب دعاية جذابة، هذه صنعة سوف يعتمد عليها الكثير لتسويق بضاعته كتاجر أو نفسه كصاحب مهنة.

الترهيم كلمة متداولة بين الشباب، يجيدهاعدد ليس بالقليل منهم، غالباً ما تكون للمتعة ولكن المتأمل فيها عرف أنها عنوان المستقبل القريب و سوف تكون معنى واضح لمقولة "الحاجة أم الإختراع" هي باختصار صناعة سيارة من خردة حديدلا تعني لأحد غير المرهمين شيئاً.

وقريباً من الترهيم ما يسمى السمكرة وهي تصليح السيارات بعد الحوادث وكذلك صلاح كهرباء السيارات وهذه مهنة يغلب على ظني أن كثير من الشباب يتقنها.

البناء مهنة يندرج تحتها النجارة وبناء الطوب، مهنة أجادها الأجداد وكثير من من امتهنها لا يزال حي يرزق لكن التقدم المزيف أوهمنا أنها مهنة لا يجب علينا مزاولتها ومثلها الكهرباء والسباكة وكل مهنة تعنى ببناء البيت كالدهان والنجارة و الخ.

هذه أمثلة، قليل من كثير، اجتهدت في ذكر ما كان حاضراً في البال ولكم المجال في ذكر مهن أخرى تحقق المطلوب أمان من الفقر وبناء عائلة فمجتمع فأمة، تغني المجتمع من الآخرين وتعصمه بعد الله في النوازل.

وأطلب من الإخوة الإجتهاد في استحضار الأمثلة حتى تكون أداة مساعدة في المشروع الشبابي القادم والذي سيطرح في وقت اكتماله إن شاء الله وسوف تكون الفرصة متاحة للجميع للمشاركة.

موضوع ذو صلة

تهافت الأخيار على جحر ضب الكفار