[د. صالح التويجري]

بسم الله الرحمن الرحيم
تضامنا ونصرة حول أحداث غزة
1/1/1430هـ
أمة الجسد والروح
( صيحة في أذن التاريخ )( أ.د. سليمان بن حمد العودة /بريدة)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
فلسطين مهد الرسالات .. (والشام أرض المحشر والمنشر) (صحيح الجامع 3/232).
والقدس قِبلة الأنبياء ، ومعدنهم من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام ، ومسرى خاتمهم محمدٍ عليه الصلاة والسلام .
فلسطين تاريخ وحضارة .. والقدس جهاد وتحرير .. ويحتفظ التاريخ بقصص البطولة والصدق .. ويحتفظ كذلك ببلايا الخيانة والغدر ! .
فلسطين والقدس جزءٌ لا يتجزأ من تاريخ الأمة المسلمة ، وأرض لا تُباع بالدرهم والدينار ، ولا تُحرر بالأماني والخداع.
فلسطين والقدس وأرض الشام ملاحم سطّرها المؤمنون الفاتحون بدمائهم وفتحها المجاهدون بصدقهم وإخلاصهم لخالقهم .
اليهودُ ، والمسلمون والنصارى تعاقبوا على مُلك هذه البقعة المباركة ، وما شهدت أرضها وسماؤها كعدل المسلمين وطهرهم.
لقد أفسد اليهود والنصارى في القدس ، وحين يكون الحديث عن فساد اليهود فتكفي شهادة القرآن ، بل أفسدوا فيها مرتين وعلو علواً كبيراً ، فما كانوا أهلاً للبقاء ، وما كانوا يستحقون رعاية المقدسات .. فسلّط الله عليهم عباداً له أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً ..
وحيث حكم الله بتكرار إفسادهم - فهم قومٌ بهت - فقد عادوا للفساد أخرى ، وأعاد الله عليهم البعث مرةً أخرى، وكان المُسلَّط عليهم هذه المرة محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، حيث أخذوا منهم الجزية عن يدٍ وهم صاغرون [نقله ابن كثير عن قتادة (تفسير ابن كثير 5/45)] .
ولكن وعد الله باق كلما عاد اليهود للإفساد في الأرض (وإن عدتم عدنا) والمعنى متى عدتم للإفساد عُدنا إلى الإدالة عليكم في الدنيا ، مع ما ندخره لكم في الآخرة من العذاب والنكال (تفسير ابن كثير 5/45).
أيها المسلمون ولئن كان تاريخ اليهود عريقاً في الإفساد فهو يتجدد ويتنوع ، ولكن وعد الله حق في نكالهم ومعاقبتهم فـ (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله) ، وكلما زاد مكرهم وإفسادهم زاد مقت الله وكرهه لهم ، (ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) .
إخوة الإسلام : ومن سفاهات اليهود وحقدهم في خالي القرون إلى إفسادهم وطغيانهم في هذه الأيام حيث العبث بالمقدسات، وترويج المخدرات ، وإهدار الكرامات ، وإيقاع حمامات الدم في المؤمنين والمؤمنات .. حصارٌ ظالم ، وتجويعٌ آثم ، وقتل بطيء للأطفال، وانتهاك لحرمات النساء ، وترويع للآمنين ، واغتصاب للحقوق ، وإهلاك للحرث والنسل .
واليوم تحيق المجزرة الآثمة بأهالي غزة ..وتتساقط الجثث هامدة على الأرض لا يُعرف هويات عدد من أصحابها حيث انفصلت الرؤوس عن الأجساد ، تُعبر الصور عن مآسي يعزُّ مثلها في تاريخ البشر .. ومع ظلام الليل تحلق الطائرات وتقذف بحمم القاذفات فتدمر كل شيء ، ومع سقوط القتلى تتهاوى المساجد وتبكي المنابر ، وتُدك مخازن الأدوية ، وتضيق المستشفيات بالموتى ، بعد أن كانوا ممددين على قارعة الطريق، ولا تسأل عن أنين المرضى الذين عزّ دواؤهم ، وضاقت أسرةُ .. بل طرقات المستشفيات عن استقبالهم ؟! .
يا ألله .. يا لهول الصدمة .. أنحن في زمن الحضارة والتمدن .. أم تلك هي مخرجات حقوق الإنسان المزعومة .. أيُفعل بالإنسان هكذا في زمنٍ وعند قومٍ يُكرمون الكلاب ، بل ويوقفون عليها الأوقاف ؟؟.
ولئن كان غير مستغرب هذا على قتلة الأنبياء .. ومصاصي الدماء .. والمتطاولين على ذات الألوهية - فيده - بزعمهم - مغلولة ، غُلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا ..
والله - في معتقدهم - فقيرٌ وهم أغنياء .. والله يكتب ما يقولون وسيذيقهم عذاب الحريق ، ولكن المستغرب صمتٌ مستهجن ، أو مشاعر لا تتجاوز الاستنكار .. أو تكتفي حين الاجتماع بالشجب والمطالبة بإيقاف العدوان ؟ .
أهذه نصرة المسلم لأخيه المسلم ، الداعي إليها نبي الرحمة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)؟ أم هذه حقوق الأخوة الإيمانية (إنما المؤمنون أخوة)؟ .
إنها الجريمة المتكررة .. تحتاج منا إلى وقفات جادة ، ومواقف صادقة ، تتجاوز العواطف الهادرة ، ومهرجانات الخطب المدبجة ، إلى واقع تلمسه الأمة، ويطفئ الفتنة المتقدة .
أولاً : ولعل من أبسط الأمور - علينا - وأعمقها أثراً أن تظل قضية فلسطين حيةً في قلوبنا ، متجذرة في فكرنا ، وهذا يستدعي عدداً من المعاني والقيم . فمهما عظمت الكارثة فهي وخز يختبر حياة عصب الامة وايمانها /ومنها
1 ـ أن نستيقن أن ما أُخذ بالقوة لا يمكن استرجاعه إلا بمثلها ، وفي التنـزيل: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم).
2 ـ أن نذكر أنفسنا - ومن نسي من المسلمين - أن دعاوى السلام مهزلةً مرفوضة، فاليهود ليسوا برجالات سلام ، بل أصحاب غدرٍ وخيانة وعدوان، فهم (كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم ، بل أكثرهم لا يؤمنون) .
3 ـ أن نُعمِّق حب المقدسات في فلسطين في قلوبنا وقلوب أبنائنا ، وأن تكتب في ذلك مؤلفاتنا ، ونُزينَ بها مناهجنا ، ولا يغيب ذلك في محاضراتنا وملتقياتنا وكتاباتنا.
ثانياً : وشاء الله أن تكون حماقات يهود موقظة ومذكرةً بمخاطر التطبيع المطروحة، وإذا شكّلت هذه المجازرُ الوحشية لليهود في فلسطين مخزوناً في ذاكرتنا لرفض السلام، فمثله وأهم أن تشكل مخزوناً برفض التطبيع الذي تهواه إسرائيل ومن يدعمها، بل ربما كانت هذه الضربات الموجعة من أجلِه والإسراع به ..
وفي التطبيع من المخاطر والمفاسد ما قد لا يخطر على بال .. فثقافة اليهود النجسة وأخلاقهم الفاسدة ، وهيمنتهم الطاغية .. كل ذلك وغيره يُراد أن يثمر عبر بوابة التطبيع .. فليحذر المسلمون من الركون والركوع .. وليكن خيار المقاومة للعدوان والتطبيع شعارنا جميعاً .. وليس شعار الصادقين من أهل فلسطين فحسب .
ثالثاً : وشاء الله أن يُجدد هذا العدوان الصارخ وتلك المؤامرات المشتركة بين اليهود والنصارى قناعة أقوام من المسلمين نسوا أو تناسوا حقائق القرآن في عداوة اليهود والنصارى للمسلمين ، وموالاةِ بعضهم لبعض ، وتحذير المؤمنين من موالاتهم والتنبه لمخاطرِ كيدهم ، وذلك في مثل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ، ومن يتولهم منكم فإنه منهم ، إن الله لا يهدي القوم الظالمين ، ومثل قوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، قل إن هدى الله هو الهدى  .
لقد جاءت الأحداث الأخيرة - والتي قبلها - لتؤكد مؤامرة اليهود مع النصارى في هذه الحرب الظالمة وغير المتكافئة .. فلا يكتفِ الغرب بالدعم بالسلاح والسنان، بل يدعم بالمؤامرة واللسان ، وفي الوقت الذي يشجب فيه العالم كله مسلمه وكافره - عدوان اليهود على أهالي فلسطين - لا يستحي الغربُ وعبر قادته من تحميل المسؤولية الفلسطينيين المقاومين عن أنفسهم وأرضهم ؟؟ .
رابعاً : ويستطيع المسلمون - في سبيل نصرتهم لقضية فلسطين - من مقاطعة بضائع الغرب أو على الأقل أمريكا رأس الأفعى كنوعٍ من التعبير عن رفض سياستهم وأسلوب من أساليب ضرب اقتصادهم حتى لا يضيقوا على المسلمين ويشاركوا في عدوانهم، فإن عجز تُجَّارهم فعلى الأقل يتكلم ويكتب علماؤهم ومفكروهم بفضح قيم الغرب وأساليبه ، والتحذير من الليبرالية الغازية الكاذبة .
خامساً : ولا مناص من النصرة والإغاثة لشعب بات يأكل الثرى ويموت لقلة الدواء ، وحين تذكر مبادرة المملكة وتشكر في تأمين الدواء وعلاج المصابين ، فبلاد الحرمين أهلٌ لأن تمد بالغذاء وأن توسع دائرة الإغاثة الشعبية بالمال أو الدماء .
سادساً : ولا يُقلل من شأن الدعاء فالغوثَ بعد الاستغاثة (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) ، والله يأمرنا بالدعاء ويعدنا بالإجابة (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) . وهنا تعمر مجالسنا بمواقف الابطال وتصريحات النبلاء حتى يعلم ابناء المسلمين بان لهم سلفا في كل فن وجال
ولئن جارت عوامل التضليل باسم التطوير على معنى الجهاد ووصم بالارهاب فرصيد الامة مخبوء في شغاف قلوبها حين تتاح له فرصة ولوعلى ايدي الاعداء
*يامعشر الكتاب والقراء فسيلتكم غرس كلمات الحق في الصحف والمنتديات ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقو الخيرات وحذار من كتاب يلبسون الحقائق بل ويصفون الحسابات في ذروة الأزمات واذاكان من العدل القول ان عددا من الكتاب كتبواودافعوا عن القضية العادلة ( فلسطين ) ودافعوا عن الشعف المظلوم هناك فان ثمة كتاب صمتوا حين لا يسوغ الصمت والدماء تسيل واسوا منهم من كتب يرقص على الجراح ويتهم في زمن النصرة والمواساة *ياقوام الليل وصوام النهار اكف الضراعة سهام موجعة في نحور الاعداء *يامن اسرف على نفسه كف عن الغواية فانت لبنة في بناء الامة الله الله ان يؤتى الاسلام من قبلك
ومهما أغلقت أبواب الأرض فتظل أبواب السماء مفتوحة ، ومهما بخل الخلق فالخالق كريم جواد .
ثامناً : مساحة مفتوحة لعدد من الأفكار والرؤى والمبادرات والمقترحات .. وكلٌ بحسبه ، فالكلمة الطيبة صدقة ، ورب درهم سبق ألف درهم ، والإيجابية مطلب، والسلبية ليست من دثار المسلم .
يا أهل فلسطين الصادقين تحية لكم من الأعماق على صبركم وصمودكم ، والله يحفظكم وينصركم ، ومع دعائنا نوصيكم بالصبر والتقوى ، فبهما (لا يضركم كيدهم شيئاً) ، ونوصيكم بجمع الكلمة ، وتوحيد الصف (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
إننا نقدر معاناتكم ونثمن جهدكم وجهادكم ، وثقوا إن السماء وإن أمطرتكم بوابل النيران ، وحوصرتم في الأرض وضيق عليكم الخناق عبر المعابر والمنافذ ، فرحمة الله أوسع ، وفضله يتجاوز مكر البشر .. ولئن كادكم أعداؤكم فالله يمكر بهم ويكيد لهم، ولئن خذلكم الأقربون ففي الأبعدين من يحترق معكم ويشارككم مشاعركم ، كونوا مع الله يكن معكم ، وانصروه ينصركم ، ويثبت أقدامكم ..
ومهما طال ليل الظلم فلا بد من صبح سينجلي .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .الصلاة على النبي ثم الدعاء ((( اقترح ان تنقل لاكثر من موقع )

[المعتز بدينه]

فضيلة الشيخ د.صالح التويجري :
بعد شكري لك ولشطورك الرائدة ..
سمعت بالأمس كلاما لأحد مشائخنا الفضلاء معلقا على هذا العدوان قائلا :
ولعل ما حدث يبرهن لنا أكذوبة ما يناديه البعض من ضرورة توحيد العلاقات والأخوة بيننا .. الخ
وفعلا .. لماذا يناودون بنداءات كاذبة ثم ينقضونها هم ابتداءً

كل الشكر فضيلة الشيخ

[د. صالح التويجري]

لعل الاجابة تكون آخر المداخلات لاجل تجيب على معظم التساؤلات

[تأبَّط رأياً]

فضيلة شيخنا :
أهلا بك .

شيخنا:
لا ننسى كلماتك في الجامعة ، والحث على خوض غمار الحوار بالحسنى مع المبطلين ، والكتابة
في الإعلام ومزاحمة بعض الكتاب بالعبارة اللبقة ، والبرهان القوي .

وما أجمل أن نرى شيخنا هنا يتمثل قوله في كتاباته فعلا ..... جزاك الله خيرا .

بل وضرب لنا مثلا في نبذ المبالغة في الاعتداد بالنفس!!
فراح ينقل عن شيخ مثله وهو الشيخ سليمان بن حمد العودة .

لتكون المبادئ فوق كل شئ حتى الحظوظ النفسية التي تلاحق النفس البشرية .

أسجل هنا أعجابي بسَمتِك ودعابتك بخلقك ونصحك ، بعلمك وتواضعك .
فلله أنت .
أسأل الله لنا ولك الثبات حتى نلقى الله غير مبدلين ولامغيرين .
ورحم الله أياما كنت تلميذا بين يديك .

[وحــي قلم !!]

جزاكما المولى خيرا . . كلمات رائعة ، ، من قلبٍ صادق.

تحياتي وحي قلم !!.

[كنترول المجاهدين]

استمعت لمداخلتك بالأمس مع الشيخ سلمان العودة بقناة المجد وكانت المداخلة جميلة جداً أرجو أن تعيد كتابتها هنا يا شيخ صالح ... وبارك الله فيكم