[أبو عبد الله]

كتاب لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم واحد من سلسلة كتب قيمة التي تنشرها دار القلم بدمشق ألفه الأمير شكيب أرسلان وهو كما عرف في بداية الكتاب:
• أشهر مفكري ورجالات الإسلام في النصف الأول من القرن الهجري الرابع عشر.
• ينتسب إلى قبيلة (لخم) اليمانية.
• ولد في الشويفات في لبنان في 1/9/1226 (1) هـ الموافق 25/5/1868م .
• قرأ القرآن منذ نعومة أظغاره، وحفظ جزءاً منه.
• درس في المدرسة الأمريكانية في قريته، ثم في مدرسة دار الحكمة ببيروت، ثم في المدرسة السلطانية، وكان استاذه فيها الشيخ محمد عبده.
• سافر إلى دمشق مراراً، وتلقى من علمائها.
• سافر إلى مصر، وساهم في الكتابة في صحفها كالمؤيد وغيرها.
• شارك في الحرب الطرابلسية ضد إيطاليا.
• سافر إلى إستانبول، والتقى الأفغاني، و شغل منصب عضو في مجلس المبعوثان العثماني.
• سافر إلى فرنسة، والتقى هناك أمير الشعراء أحمد شوقي.
• شغل منصب مفتش بعثات الهلال الأحمر المصري إبّان حرب البلقان.
• أقام في جنيف إذ منعته دول الاستعمار من الدخول إلى أي قطر عربي.
• امتاز بمعرفته الواسعة، وتجربته العميقة المتميزة، مما أهله ليكون مرجعاً للأمة فيما أشكل عليها من الأمور المصيرية، ورجل الأزمات التي يناط به حل المعضلات السياسية.
• عرف باهتمامه بشؤون المسلمين أينما كانوا، ودافع عن قضاياهم في مجلته (الأمة العربية) وغيرها من المجلات.
• عرف بإشراق عبارته، وجمال ديباجته في نثره وشعره، ولذا لقب بأمير البيان.
• له مؤلفات جليلة هي مرجع الباحثين في قضايا المسلمين المعاصرة.
• توفي في بيروت في 15/1/1366 هـ الموافق 9/12/1946م وصلي عليه في الجامع العمري ببيروت، ودفن في قريته.
قرابة الستين عاماً قضاها المؤلف رحمه الله يبحث عن مخرجاً للمسلمين في مأزقهم أيام الإستعمار (2) لذا كان حري بنا أن نتمعن كلماته ونتفكر في أفكاره ونعمل على مافيه عز هذه الأمة تأدية للواجب الشرعي والإستمتاع بالسباق مع باقي الأمم.

سأعتمد في تلخيصي هذا الكتاب على نقل اقتباسات من غير تعديل أو تصرف مع بعض التعليق إما توضيح أو ذكر أمور من واقعنا الآن مشابهة لما ذكره المؤلف رحمه الله، والنقاط هكذا ... تدل على أن هناك كلام لم أنقله بين الفي الاقتباس الواحد.

وقبل أن أبدأ النقل أود أن أوضح أن الكتاب كان جواباً لسؤال أحد متابعي الأمير وهو محمد بسيوني عمران أرسله للشيخ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار ليوصله للأمير شكيب رحمهم الله وقد كان اقتراحاً أكثر منه سؤال يطلب من الأمير شكيب أن يكتب في أسباب ضعف المسلمين وأسباب قوة الإفرنج بالرغم من وعد الله لعباده بالنصر والتمكين، فكان جواب الشيخ هذا الكتاب.

بسم الله نبدأ
ابتدأ الأمير رحمه الله بذكر السبب الذي ساد به السلف وفقده المسلمون الآن يقول [ فلو كان الله وعد المؤمنين بالعزة بمجرد الاسم دون الفعل لحق لنا ان نقول أين عزة المؤمنين؟... فالله غير مخلف وعدة، والقرآن لم يتغير، وإنما المسلمون هم الذين تغيروا، والله تعالى أنذر بهذا فقال ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)]

[ لقد ظن كثير من المسلمين أنهم مسلمون بمجرد الصلاة والصيام، وكل مالا يكلفهم بذلَ دم ولا مال، وانتظروا على ذلك النصر من الله.
وليس الأمر كذلك، فإن عزائم الإسلام لا تنحصر في الصلاة والصيام ، ولا في الدعاء والاستغفار، وكيف يقبل الدعاء ممن قعدوا وتخلّفوا وقد كان في وسعهم أن ينهضوا ويبذلوا؟!]

وهذا حاصل اليوم تشحذ همم الشباب لما فيه رزقهم وغناهم ولا مستجيب وترى الهمم تخرج لتنظيم مهرجانات ما جنينا منها إلا الفساد والتأخر!!

ويذكر المؤلف قصصاً من زمانه لخونة كانوا من الخاصة حيث يقول [ولكن الأنكى هو خيانة الخواص، مثال ذلك: الوزير الوزير المقري، الذي هو أشد تعصباً لقضية رفع الشريعة الإسلامية من بين البربر من الفرنسيس أنفسهم.
ومثله البغدادي، باشا فاس، الذي طرح نحو مئة شخص من شبان فاس، وجلدهم بالسياط، لكونهم اجتمعوا في جامع القرويين، وأخذوا يرددون دعاء "يالطيف الطف بنا فيما جرت به المقادر ، ولا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابر" ومفتي فاس الذي أفتى بأن إلغاء الشرع الإسلامي من بين البرابر ليس بإخراج للبربر من الإسلام ..وهلم جرا؟]

وما أشبه الليلة بالبارحة والله المستعان!

ذكر المؤلف رحمه الله في أحد المواضع المسلمون الجغرافيون وعرفهم المحرر في الحاشية " هذا الاسم الذي وفق إليه أمير البيان صادق كل الصدق في هؤلاء، الذين يحمولون أسماء إسلامية، وينتمون إلى أسر إسلامية ويعيشون في مدن إسلامية، لكنهم ليسوا من الإسلام في شيء"

وما أكثرهم اليوم!

ينقل المؤلف كلام لأحد الفرنسيين اسمه لامازليير تكلم عن اليابنيين وهو كلام مهم يجب تأمله لنعرف حاجتنا من الغير، يقول لامازليير:
"إن ظفر اليابان بالصين لم يثبت علو الأفكار والمبادئ العلمية التي أخذتها اليابان من الغرب وكفى، بل أثبت أمراً آخر، وهو أن شعباً أسيوياً بمجرد إرادته وعزيمته عرف أن يختار ما رآه الأصلح له من مدنية الغرب مع الإحتفاظ باستقلاله وقوميته وعقليته وآدابه وثقافته"

وللمؤلف كلام عن علماء نجد رحم الله الجميع يجعلهم مثلاً للمتفتحين الذين ابتعدوا عن الجمود وهذا الكلام يصلح رداً على الناعقين الذين يذكرون علماء نجد بكل شاردة وواردة يقول رحمه الله [إفلا ترى علماء نجد – وهم أبعد المسلمين عن الإفرنج والتفرنج، ووأنآهم عن مراكز الاختراعات العصرية – كيف كان جوابهم عندما استفتاهم الملك عبدالعزيز بن سعود أيّده الله – في قضية اللاسلكي والتلفون والسيارة الكهربائية؟ أجابوه أنها محدثات نافعة مفيدة، وأنه ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا بالمنطوق ولا بالمفهوم ما يمنعها]

ويبدو لي والله أعلم أنه يقصد بأهل الجمود المتصوفة في زمانه.

يقول المؤلف رحمه الله عن المصائب التي حلت بالمسلمين وسببها [فالمصائب التي حلت بالمسلمين هي مما صنعته أيديهم، ومما حادوا به عن المنهج السوي، الذي أوضحه لهم القرآن، الذي لمّا كانوا عاملين بمحكم آيه علوا، وظهروا، وكانت لهم الدول والطوائل، فلمّا ضعف علمهم به، ذهبت ريحهم، وولى السلطان الأكبر الذي كان لهم، وانتقصت الأعداء أطراف بلادهم، ثم قصدوا أوساطها، ومازال الأعداء يفتحونمن بلدان الإسلام حتى أصبح ثلاثمئة مليون مسلم تحت ولاية الأجانب، ولم يبق في العالم سوى (70) أو (80) مليون مسلم نقدر أن نقول: إنهم تحت ولاية أنفسهم.]

واليوم كل المسلمين مليار وقرابة النصف مليار تحت ولاية غيرهم مباشرة أو غير مباشرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وينقل المؤلف كلام أحد الملاحدة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ أما (فولتير) ومن في حزبه من أقطاب الملاحدة فلا يفرقون كثيراً بين الكاثوليك البروتستانت، وعندهم أن جميع هذه العقائد واحدة، وأنها عائقة عن العلم والرقي ، ولهذا قال (فولتير) تلك الكلمة عندما ذكر لديه (لوثر) و (كليفن)، قال"كلاهما لا يصلح أن يكون حذّاءً لمحمد"، يريد أنّ محمداً صبلا الله عليه وسلم بلغ من الإصلاح مالم يبلغا أدناه، مع اعتقاد الكثيرين أن مذهبهما كان مجر أنوار أوربه]

لوثر ومارتن مصلحان دينيان الماني وفرنسي.

يختم المؤلف باب مدنية الإسلام في كتابه هذا بكلام بليغ ، يقول [ أما الإسلام فلا جدال في كونه هو سبب نهضة العرب وفتوحاتهم المدهشة، مما أجمع على الإعتراف به المؤرخون شرقاً وغرباً، ولكنه لم يكن سبب انحطاطهم فيما بعد، كما يزعم المفترون، الذين لا غرض لهم سوى نشر الثقافة الأوربية بين المسلمين دون ثقافى الإسلام، وبسط سياجة أوربة على بلدانهم، بل كان السبب في تردي المسلمين هو أنهم اكتفوا في آخر الأمر من الإسلام بمجرد الإسم، والحال أن الإسلام اسم وفعل]

يوجه الأمير شكيب رحمه الله كلمة لطلاب النهضة القومية دون الدينية يقول
[يقول بعض الناس: مالنا وللرجوع إلى القرآن في ابتعاث همم المسلمين إلى التعليم، فإن النهضة لا ينبغى لها أن تكون دينية، بل وطنية قومية كما هي نهضة أوربة؟.
ونجيبهم: إن المقصود هو النهضةسواء كانت وطنية أم دينية، على شرط أن تتوطن بها النفوس على الخب في حلبة العلم، ولكننا نخشى إن جردناها من دعوة القرآن أن تفضي بنا إلى الإلحاد والإباحة وعبادة الأبدان، واتباع الشهوات، مما ضرره يفون نفعة . فلا بد لنا من تربية علمية سائرة جنباً إلى جنب مع تربية دينية.]

يتسائل المؤلف رحمه الله ويقول [فكيف يصلح المجتمع الإسلامي ومعظم أهله يعتقد أنه لا يصلح لشيء، ولا يمكن أن يصلح على أيديهم شيء، وأنهم إن اجتهدوا أو قعدوا فهم لا يقدرون أن يضارعوا الأوربيين في شيء؟!!.
وكيف يمكنهم أن يناهضوا الأوربيين في معترك وهم موقنون أن الطالئلة الأخيرة ستكون للأوربييين لا محالة؟.]

ونتسائل أيضاً كيف يصلح المجتمع وشبابه يبحثون عن وظائف لا تحتاج إلى مهارات لأنهم غير مستعدين لتطوير أنفسهم فضلاً عن أمتهم، وكيف يرتقي المجتمع وحديث غالبيته عن السعودة وهي طرد الكفاءات القادمة من الخارج وإحلالها بسعوديين أقصى مهارة يجيدونها الوورد والإكسل والبوربوينت!
وكيف يرتقي المجتمع والطلبة المتفوقون يتكدسون في الهندسة الكهربائية والمدنية لوفرة مجال التوظيف فيها والميكانيكة أم الهندسة والصناعات تهجر والسبب أن شباب الأمة أوهموا أن الوظيفة هي ماء الحياة التي لا يستطيع العيش بدونها فكثر الموظفين وتأخر المجتمع؟!

خلاصة الجواب يقول رحمه الله [والمسلمون يمكنهم إذا أرادوا بعث العزائم، وعلموا بما حرضهم عليه كتابهم، أن يبلغوا مبالغ الأوربيين والأمريكيين واليابانيين من العلم والإرتقاء، أن يبقوا على إسلامهم ، كما بقي أولئك على أديانهم، بل هم أولى بذلك وأحرى، فإن أولئك رجال ونحن رجال، وإنما الذي يعوزنا الأعمال، وإنما الذي يضرنا هو التشائم والاستخاذة وانقطاع الآمال.
فلننفض غبار اليأس، ولنتقدم إلى الأمام، ولنعلم أننا بالغون كل أمنية بالعمل والدأب والإقدام، وتحقيق شروط الإيمان التي في القرآن {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}

"تم الجواب"
شكيب أرسلان]

*********


(1) التاريخ بالهجري فيه خطأ لذلك نقلت الميلادي لأنه الأصوب عند طباعة الكتاب.
(2) الاستعمار هي الكلمة الدارجة والصواب ما قاله الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله الإستخراب.

***

الكتاب من مكتبة التدمرية وسألت عنه مرة أخرى ولم أجده ولكن لعله متوفر الآن وهو من الحجم الصغير نوعا ما الكبير فيما يحوي أسأل الله أن ينفع به ومن قرأ الكتاب يأتي بما استفاد منه فأنا لم أنقل كل المفيد فيه وكله مفيد لكن نقلت ما يهمنا في هذا الوقت ولعل النقاط المنقوله تكون محور نقاش في هذا الموضوع القصد منها تفتيح عقول الشباب والإرتقاء بهممهم

ونبدأ السؤال الأول

ماذا ينقص المسلمين ليتقدموا؟

--------
ملاحظة:
إن أعجبتكم طريقة الاقتباس هذه فسأكمل مع كتاب آخر اسمه ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين وإن لم تعجبكم فلا تبخلوا بما ترونه الأصلح وفقني الله وإياكم.

[د/ بريدة]

جزاك الله خييير

الله يرحم الامير شكيب ...


نعم موضوعك جميل و واصل ولا تحرمنا من جديدك

تقبل مروري يالغالي

[Abu Umar]

موضوع جميل

بارك الله فيك

[أبو عبد الله]

بارك الله فيكم

الموضوع ذيل بسؤال فهلا أجبتم

[عاشق المستحيل9]

مشكوووووووور

[غطا بريق]

مشكور جداً أخي الكريم ..



واصل لا هنت ..