لِمَاذَا بُرَيدَة !! [ حَتَّى القُنوتُ بِهِ مِنَّة ]
.
.

لِمَاذَا بُرَيدَة !! [ حَتَّى القُنوتُ بِهِ مِنَّة ]
رُغمَ المَآسيْ التي حَلَّت بِفُؤَادِ هَذهـِ الأمَّةِ ، غَزَّةَ الجَريحَةَ فُؤادَهَا وَنَبضَها ، تَأجَّجَتْ في قُلوبِ الأمَّةِ الإسلاميَّةَ الغَضَبُ الجَمُّ وَأُشعِلَتْ في قُلوبِهم لَهيبَ شَوقٍ لِمحَاوَلةِ الذَّبِ عَنْهَا ، غَيرَ أنَّ البَابَ مَوصودٌ ولا حِرَاك ، مَعَ الجُمودِ والصَّمتِ المُطبِقِ عَلى حُكَّامِ العَرب ، لَمْ يَكُنْ للمُسلمينَ ولا مُحَاوَلةَ لَهُم بِالدِّفَاعِ إلا الوقوفَ والصَّمتَ أمَامَ المَشَاهِدِ التي تَنخَرُ بِالقَلبِ ، ومُتَابَعةِ الأجسَادِ التي تَطفوا في بِرَكٍ مِنْ الدِّمَاء ، بِكُلِّ وَحشِيَّةٍ ومَوتِ ضَمير .
لَنْ أُطيل ..
وَجَدَ المُسلِمونَ مَنفَذَاً صَغيرَاً ، عَلَّهُ يُخرِجَ عمَّا قي قُلوبِهم مِنْ بَرَاكينَ ثَائِرَة ، ألا وَهوَ القُنوت .
بَعدَ مُعَانَاةٍ للسَّمَاحِ بِالقنوتِ ، وَكأنَّ غَزَّةَ مَأسَاتُهَا بِالأمسِ ، حَتى الدُّعَاءُ بـ مِنَّةٌ وَتَصريح ، إستَبشَرتُ حِينمَا وقَفْتُ خَلفَ الإمَامِ ، وَرَفَعَ كَفَّيهِ إلى اللهِ ، بَاكيَاً حَالُ الضَّعيفُ الكَسيرُ المَغلوبٌ عَلى أمرِهـِ ، كَانَ هَذا حَالُهُ وَحَالُ مَنْ بِجِوَارِهـِ مِنْ أئِمَّةِ المَسَاجِدِ ثَلاثَةَ أوقَاتٍ مُتَتَاليَة [ المَغرِبُ ، العِشَاءُ ، الفَجر ] .
وَصِلتُ بُرَيدَةَ العَزيزَة ، تَارَةً أسمَعُ أحَداً يَقنِتُ وتَارةً لا ، صَلَّيتُ خَلفَ أحَدِهم ، وَسَألتُهُ لِمَا لا تَقنِتْ فَنحنُ لا نَرجوا مِنْ جُيوبِكم شَيئاً بَلْ مِنْ الله فَقَال : [ قَدْ اُخِذَ علينَا تَعَهُّدٌ أن لا نَقنِتَ إلا بِأمرٍ يِأتي إلينَا ] ، قُلتُ مُفتي المَملَكةَ قَد صَرَّح ، فَقَال: اُخِذَ علينَا تَعَهُّد ، سَألتُ آخَرٌ وَ أكدَ على هَذا الخَبر ، ثُمَّ صَلَّيتُ مَعَ أحدُ مَنْ يَقنِتُ فَقُلتُ لَهُ : كَيفَ تَقنِتُ وَقَدْ اُخِذَ تَعَهُّدٌ عَليكُم ؟!!
فَقَالَ : [ مَادامَ المُفتيَ قَدْ صَرَّحْ فَسأقنُتُ رُغمَ التَّعهُّدِ ] !!
السُّؤالُ / لِمَاذَا بُريدَة تُمنَع !!
• أخشَى أنْ يَكونَ مُخرِجُ هَذا القَرَارِ كَصَاحِبِ أخينَا أبَا عَبد العزيزَ الذي يَقولُ القُنوتُ سُنَّة وَطَاعَةُ وَليُّ الأمرِ وَاجِبَةً – أو كَمَا قَالَ – لا كَثَّرَ اللهُ أمثَالَهم -
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|