بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » في رحاب قوله تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-03-2009, 11:28 PM   #1
لؤلؤه430
عـضـو
 
صورة لؤلؤه430 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: في دنيا زائله
المشاركات: 479
في رحاب قوله تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }

بــسم الله الرحمن الرحيم


الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في رحاب قوله تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }




في سورة الطلاق أو سورة النساء الصغرى - كما تسمى - وردت


أربع آيات كريمة ، ربطت بين الفعل والجزاء ، ورتبت النتيجة


على


أسبابها ومقدماتها ؛الآية الأولى ، قوله تعالى:

{ ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب }
(الطلاق:2-3)
والثانية ، قوله سبحانه:

{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه }
(الطلاق:3)
والثالثة، قوله عز وجل:
{ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا }
(الطلاق:4)


الرابعة، قوله تعالى:
{ ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا }
(الطلاق:5)


ولنا مع هذه الآيات بضع وقفات:



الأولى :
أن الجزاء في ثلاث من هذه الآيات رُتب على تقوى الله ؛


وتقوى الله في معهود الشرع ، فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى


عنه، وهي رأس الأمر كله ، وفي وصية رسول الله صلى الله عليه


وسلم لبعض صحابته ، قوله عليه الصلاة والسلام : ( اتق الله


حيثما كنت ) رواه أحمد و الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح .



الثانية :
جاء قوله تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }


تكملة لأمر التقوى ؛ فإذا كانت تقوى الله سبب لتفريج الكربات ،


ورفع الملمات، وكشف المهمات ، فإن في توكل المسلم على ربه


سبحانه ، ويقينه أنه سبحانه يصرف عنه كل سوء وشر، ما يجعل


له مخرجًا مما هو فيه ، وييسر له من أسباب الرزق من حيث لا


يدري؛ وأكد هذا المعنى ما جاء في الآية نفسها ، وهو قوله تعالى :


{ إن الله بالغ أمره } أي : لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله حين


ترون أسباب ذلك مفقودة ، فإن الله إذا وعد وعدًا فقد أراده ، وإذا


أراد أمرًا يسر وهيأ أسبابه .


وقد وردت عدة أحاديث تشد من أزر هذا المعنى ؛ من ذلك ما رواه


أبو ذر رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم:


( إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ، ثم تلا قوله تعالى: { ومن


يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب } فما زال


يكررها ويعيدها ). رواه أحمد و الحاكم وغيرهما .



وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن ثوبان رضي الله عنه ، قال:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليحرم الرزق


بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا


البر ) .







الثالثة :
أن الله سبحانه وعد عباده المتقين الواقفين عند حدوده ، بأن


يجعل لهم مخرجًا من الضائقات والكربات التي نزلت بهم ؛ وقد شبَّه


سبحانه ما هم فيه من الحرج بالمكان المغلق على المقيم فيه ، وشبَّه


ما يمنحهم الله به من اللطف وتيسير الأمور، بجعل منفذ في المكان


المغلق ، يتخلص منه المتضائق فيه .




الرابعة :
في قوله تعالى سبحانه : { من حيث لا يحتسب } احتراس


ودفْعٌ لما قد يُتوهم من أن طرق الرزق معطلة ومحجوبة ، فأعْلَم


سبحانه بهذا ، أن الرزق لطف منه ، وأنه أعلم كيف يهيئ له أسبابًا ،


غير مترتبة ولا متوقعة ؛ فمعنى قوله تعالى : { من حيث لا


يحتسب } أي : من مكان لا يحتسب منه الرزق ، أي لا يظن أنه


يُرزق منه .



الخامسة :


تفيد الآيات المتقدمة ، أن الممتثل لأمر الله والمتقي لما


نهى الله عنه ، يجعل الله له يسرًا فيما لحقه من عسر؛ واليسر انتفاء


الصعوبة ، أي : انتفاء المشاق والمكروهات ؛ والمقصود من هذا


تحقيق الوعد باليسر، فيما شأنه العسر .



السادسة :
في قوله تعالى : { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم


له أجرًا } أعيد التحريض هنا على التقوى مرة أخرى ، ورتَّب عليه


الوعد بما هو أعظم من الرزق ، وتفريج الكربات ، وتيسير


الصعوبات، وذلك بتكفير السيئات ، وتعظيم الأجر والثواب .





وبعد : فإن للتقوى أثرًا أي أثر في حياة المؤمن ، فهي مفتاح كل


خير، وهي طريق إلى سعادة العبد في الدنيا والآخرة ، يكفيك في


ذلك، قول الله عز وجل: { ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا



عليهم بركات من السماء والأرض } (الأعراف:96) ) وكان من



دعائه صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أسألك الهدى والتقى



والعفاف والغنى ) رواه مسلم ، نسأل الله أن يجعلنا من الملتزمين



بشرعه ، ومن المتقين لأمره ونهيه .
لؤلؤه430 غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)