[دندون]

ذات نحس دخل مسخ الحضيرة الآمنة, دخل خلسة ودس نفسه بين الدجاج ,,, لا حظه الديك بلحظه الغيور ولم يأبه له فلم يتوسم فيه صفات الذكورة,,, وبدأ المسخ يخاطب دجاجة راجنة على بيضاتها بالخطاب الليبرالي المعروف: أنت حرة كيف ترضين على نفسك أن تكوني رقيقة عند هذا الديك رهينة بيضاته حتى تفقس ,, يا ظالمة نفسها وقاتلة جمالها وشبابها بجهلها وتخلفها وتمسكها بعاداتها.

بقبقت الدجاجة وانتفضت وقامت وقعدت وقفزت ودار رأسها حتى ارتكست وانتكست وانقلبت على الديك,,

وقررت أن تكون ليبرالقيق !!

انتبه الديك لما حصل فصاح في فصاحة محارباً الوقاحة: أين تذهبين؟ وفي حضن من تأوين؟ من لبيضاتك من بعدك؟؟؟ يا لرجاجة عقل الدجاجة !!

فصاحت في وجهه مستصقرة (يعني مسويه نفسها صقر): أحضر لهم بطة أو حمامة أو بطريقة فأنا لست عندك رقيقة ,, أنا ليبرالقيقة ,,,

وهكذا تحررت الدجاجة من جميع ما يحميها ويحفظ لها حقوقها الطبيعية وأمنها النفسي وحاجاتها الفطرية ,, وخرجت إلى عالم مجهول .

خرجت فتلقفها ديك مارق ,, ديك قد باع الأذان بأرخص الأثمان وقص عرفه ومعروفه وتنكر لعالم الديكة الطاهر وصاحب الجرذان,, فبعد أن كان يعلو البيوت والجدران لرفع الأذان صار يسكن تحت المزابل مع الأراذل ,, وبعد أن كان يأكل الحب الطيب صار عالة على الجرذان تطعمه ما خبث من المخلفات والنجاسات,,,

تلقفها ذلك الديك الركيك فغير قلبها وقالبها وصبغ أجنحتها وقصقص ريشها ,,, انبهرت الدجاجة من هذه التغيرات وهذا الشكل الجديد الصارخ واللافت للأنظار ,,,

وهكذا استطاع الخبيث أن يملك عقلها وقلبها وجسدها أيضاً وكان همه إقناعها بالعيش مع الجرذان فأفهمها أن الدجاجة كانت في الأصل جرذاً لطيفاً أبيضاً ثم تحولت بعد ذلك إلى حمامة ثم إلى دجاجة فالجرذ إذن والدجاجة من فصيلة واحدة ,,

صدقت الفرضية المكذوبة ودخلت عالم الجرذان هي الأخرى عالم الرذيلة والسفاح والدياثة والخيانة والكذب والفجور والانحطاط ,,

أعطته المسكينة كل شيء ,,, طار بها شهراً وشهرين بين حفلات المجون والعهر والرقص والسكر ثم استخدمها في استدراج الدجاجات العفيفات حتى أخذ منها ما يريد ومل منها,,, فرماها..... وغر له أخرى وتركها في وحل الجرذان تنهش لحمها وتنتف ريشها وتعبث بشرفها,,

فبعد أن كان همها عشها وكتاكيتها ,, تراقب بيضاتها بشغف وحنان وتردد بشوق وسعادة:

فقس .. ما فقس ,,, فقس .. ما فقس

صارت أسيرة الشهوات وعديمة الذات كثيرة الزلات, همها الرقص والحفلات, تراقب صاحبها الخائن من بعيد وتردد بألم وحسرة:

رقص .. ما رقص ,,, رقص .. مارقص

كل ذلك يا أهل العقل والعدل والديك في منتهى المثالية والجود فمن أمثال العرب قولهم: أكرم من ديك,,, لأن الديك إذا ظفر بحبة من الحنطة أخذها في منقاره وطاف بها على الدجاج حتى يضعها في منقار واحدة منهن. قال ابن الأثير في المثل السائر: فالأخلاق إذا مشتركة بين الإنسان وبين غيره من الحيوانات غير أن الإنسان يجتمع فيه ما تفرق في كثير منها.

وهكذا هي الليبرالية,, تجمع ما تفرق من كل دنيء وحقير مستقذر ,,,

هكذا هي الليبرالية,, اسطوانة مشروخة ونقنقة معروفة ومسوخ منكرة مبغوضة ,,,

ثرثرة في وسائل الاعلام ولجاج أشبه ما يكون بحضيرة تضج بنقنقة الدجاج:

بق بق بقيق ,,, بق بق بقيق ,,, بق بق بقيق


منقول من بناء
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1249289&Sec=0