[الابجل]

أنسى تلك اللحظات ، ولا تكاد تغيب أجواءها عن ذاكرتي ، وستبقى عالقة لأنها تحمل في طياتها الكثير والكثير ....
بينما كان المخرج داخل بيت الطين مندمجا في رسم المشهد ، والممثلون قد أصغوا آذانهم استعداداً للبدء فيه ، ومن حولنا بقية الطاقم يترقبون ما يحدث وقد أحاطوا بنا إحاطة السوار بالمعصم ، وكأني أرى شفتا المخرج وقد ارتسمت عليها تلك العبارات ( 3-2-1 أكشن ) وما إن لبثنا قليلاً إلا وتغير الحال ، وانقلب صفاء الجو إلى الاصفرار ثم أعقبه غبار شديد ، و عواصف رملية وأصبح الرعب والخوف يدب في قلوب الجميع ما الخطب .. ؟ ما الأمر .. ؟ ورمى الحاضرون بأبصارهم صوب عين المخرج ينتظرون التوجيه حيال هذا الأمر ولكن ارتفع الحوار بين الجميع فيما يخص إيقاف المشاهد من عدمها ، وبدأ مسلسل الآراء تصدر بشكل عشوائي ما بين مؤيد ومعارض واختلط الحابل بالنابل حتى بدأ حبيبنا الأستاذ المخرج بقوله : لا داعي للخوف فالأمر طبيعي جدا ودعونا نكمل التصوير ، تبعه ( الهادي بطبعه )أبو ريان بعبارات يملؤها التفاؤل " غبار خفيف يتبعه مطراً هادئ بإذن الله " ، رضخ الجميع لاقتناعهم بذلك ، وبينما نحن كذلك رأيت حبيبنا ( المبدع ) عبدالمجيد الفوزان قد احمرت عيناه من الخوف بعد ما شاهد النخيل تهتز يمنة ويسرة وقرقعة الأبواب تأتي من كل ناحية ، وصار صامتا ينتظر إشارة الهروب ، بينما حبينا الأستاذ عمر الدغيري بدأت على محياه تعابير الشجاعة أمامنا ويبدوا أنه يبطن الخوف ، والخافي أعظم مع بقية الموجودين ، المهم في غضون خمس دقائق الأمور تغيرت حينما هطلت الأمطار بشدة وصاحبها رياح نشيطة جداً ، وقطع الحوار بدون مقدمات والكل فرّ بنفسه ، فلم نرى كائن حي بهذا الموقع سوى الجمال والأبقار وأعزكم الله الحمير التي بجانب بيت الطين ، أما حبيبنا الأستاذ المخرج وأبو ريان وبقية الشباب فأصبحوا أثراً بعد عين ، أما رفيق دربي أبو سند فمن شدة خوفه وقلقه لم يقف إلا في محافظة الزلفي ... وبلا شك أخوكم فيصل الرميحي من زمرة الهاربين انطلاقا من مبدأ ( من خاف سلم ) ...
بعد مجيئنا لمقر ( مؤسسة مونتا دراما ) تفاجأ الجميع بوجود سيارة أحد الممثلين قد تهشمت زجاجتها الأمامية ، وأصابها ضربات في مقدمة السيارة جراء سقوط لوحة من أحد المحلات التجارية ، وقد تكفلت المؤسسة مشكورة بإصلاحها وتحمل جميع تكاليفها ...
وقد ظهر الخوف عندما شاهدنا بعض المنتسبين لطاقم مسلسل غبار الهجير ( مجيئه بدون حذاء ) وحينما سأل عن ذلك قال : ( الشق أوسع من الرقعة ) وهذا إن دل فإنما يدل على هول الموقف الذي الذي حصل له .
همسة : شكر الجميع كل من الأستاذ / أبو عادل الشومر والعم أبو فيصل العمر والأستاذ / ابراهيم المحيميد أبو انس على جلوسهم وتحسسهم لبيت الطين ، ومن ثم المغادرة بعد التأكد من خلوها من البشر ...
قد أزيد أو أنقص فيه .. ولكن من شدة الموقف كتبت خطرات لا تكاد تنسى من وسط الحدث ...
فيصل الرميحي ابو بسام ...
منقول من منتدى مونتا دراما

[العلقم]

للاسف اقف كثيرا عند المواضيع المنقوولة حتى وان كانت ذات قيمة ادبية !!