[الاسلمي]

السلام عليكم ................. اما بعد:
بريدة عاصمة التموورر
الاسلمي عالمي با الرويات عنهاءهههههههههههههههههههههههه
أفرع النخل المتراقصة تعكس ظلالها على صفحة ماء "الجابية " ،، وشمس "القايلة " ترسل أشعتها بين سعف النخيل دنانير صغيرة تفر من البنان كما وصف المتنبيء شعب بوان في نونيته الرائعة :
وألقى الشرق منها في ثيابي ****دنانيرا تفر من البنان .
جلس عمي سالم على "مرز الجابية " متأملا صورته في الماء ،، وجد صعوبة في التعرف على صورته ،، صورته لم تستطع التعرف على صورته ،، منذ ظهور البيضاء الأولى في مفرقه وهو لم يتأمل كثيرا ، أو أنه لم يطل التأمل في تلك المنطقة من محياه ، أو في مسافط جبهته وصدغيه ،،
على الجانب الآخر جلس العامل الآسيوي في كوخه الصغير يرسل ألحانا شرقية هامسة تتسلل باكية ومبكية النخيل والأشجار ،، وتتجمع حولها العصافير وطيور القمري ، صامتة ومصغية وحزينة ،،
عمي سالم فسر هذه الظاهرة الحزينة بقوله :
-" زوجة "سوبرا " توفيت ،، وهو منذ عامين يرسل أناشيدا تقطعت لها قلوب كل الكائنات الحية في المزرعة والمزارع المجاورة ،، حتى أنه أبكاني بكاء مرا لم أبكه على أي من الذين ذهبوا من أفراد عائلتي ،، وأقرب الأقربين لي !!
والغريب في الأمر ، ياجماعة الخير ، أنه رفض الذهاب إلى بلاده بعدها ، وطلب تجديد عقده للعقد القادم ،، ووعدته بوعود أمل من العلي القدير أن أفي له بها مهما كلفني الأمر .!!
بعد ذلك اليوم الجميل والحزين ،، والتي تعاقبت فيه كافة أشكال الأحاسيس ، وتبادلت فيما بينها قلب وعقل عمي سالم ، واحتلت كيانه وهيمنت على حركاته وسكناته ، واستسلم لها بقلبه الصغير ، ومع اقتراب رحيل شمس النهار من وجه الليل ، نهض عمي سالم بتثاقل من "مرز الجابية " ولم تكن بعض أجزاء جسده المنهك تساند بقيتها ، وعاد مكرها ومضطرا إلى "قهوته " ليفاجأ بعيسى،، ،، عيسى استأذن ماكان يناديها بـ "خاله أم دريميحة " وجلس في القهوة أمامه ، حضر زائرا في ذلك المساء ليستأثر بالحديث مع عمي سالم قبل توافد بقية أفراد "الشبة " وأعضائها الكبار الذين يخجلون عيسى ، ويسكتون من هو أصغر منهم سنا ،، ولا يريدون إلا أحاديث الكبار أمثالهم ، والاستماع والاستمتاع بأحاديث من ولدوا وعاشوا قبلهم .
في حديث جانبي مع أحد الضيوف كان عيسى يهمس له قائلا :
"البيه" قال لهم ،، " ماتغلطشي ، ولا تعتذر " ياشيخ ،، المنطق هو الدليل الأول للبرهان ، أو هو آلة البرهان ، هذا ماكان يبدأ به الأستاذ أحمد صقر ، الله يذكره بالخير " درس الرياضيات ،، وهو ماكان يردده بصوته الأجش ، بعد أن يحشد كل مافي جيبه من مناديل ، وبطريقة لاتعجبنا ، يزيل بها التحويلات المتراكمة في ممرات أنفه ، وفي سقف جهازه التنفسي الأعلى ، ويلحقه ، بعد أن يمسمس شاربيه ،، ، بأن بنو أنف الناقة يتراجعون كثيرا ويخذلون ، حينما يخلطون بين منطق القوة وقوة المنطق ، أو أنهم حينما يستخدمون أحدها في بداية مناقشة أو حل مشكلاتهم ،،، ولكنهم ، رغبة منهم في انهاء كل شيء والتفرغ لهواياتهم ، و"أثناء الطبخ والنفخ "، سرعان مايتنازلون ،، ويتراجعون ، و "كلمة توديهم ، وكلمة تجيبهم " ،، وغالبا ماينتهون بتقبيل الأقدام والأحذية ،، ويذعنون لكل مايملى عليهم !! والأدهى والأمر من ذلك أنك تجدهم في اليوم التالي ، وقد نصبوا خيامهم محتفلين بانتصارهم في "أم المعارك " .
عيسى ، أحد نجباء العلمي ، (منظره ظريف ) !،(وكلنا نكرمه ) ! ،، يعود عندما يعود ، ولم يترك علاقته بعمي سالم على مخدة النسيان ، ويعتقد الكثير من زملائه بأنه الفارس الوحيد الذي مرّ كطلقة نارية ، ونجا من سلبيات العلمي ، وتفوق ، وأبدع ، وأكمل دراساته العليا في الرياض في تخصص ديني مرموق .
تفوق عيسى بمنطقه أحاديث العامة ، ونقل الشبة ، في تلك الليلة ، من الجلد في جلود الأحياء والأموات ، ومن سوالف القيل والقال ، ومن نون النسوة ، والنون وما يعلمون ، ووكالة يقولون !!!
تحمس عمي سالم صامتا في بداية الوقت ، وهي المرة الأولى التي يسمح فيها لغيره بأن يفتتح حديث وسوالف الشبة ،
بعدما أنصت وسمع ، وبعد السلام والكلام ، والسؤال عن الحالة والحال ، قدم عمي سالم كعادته بعضا من آرائه في العلمي وطلابه ،، وسرد مكررا مجموعة الذكريات والأحداث ،، واستدعى من عقله الباطن بعضا من مواقف أصحاب المشالح ، وخصوصا ذلك "البوشكيم المشلحجي " الذي دخل الصف مزهوا بعبارة " ظننت أن الزنبور أشد لسعا من النحلة ، فإذا هو هي " !، وذكر مادار من جدل بشأنها مع من كان يقول "،،،فإذا هو إياها " حتى أننا ظننا معشر "القرّاية " أن مؤتمرا لوزراء الخارجية العرب في الخرطوم يعد العدة لقمة عربية للبت في صحة هذه العبارة ، وإنهاء مرحلة اللاحرب واللاسلم التي من المؤمل أن تخرج الأمة والأمم المجاورة من أزمة أم الكوارث " !!!
تأهب عيسى ،، ونهض صدره ورأسه ، واتجه بكافة حواسه إلى عمي سالم بنبرات حادة ، ظاهرها الغضب ، والتبرم من تكرار الغيبة والنميمة التي يعتقد أن الكثير من المجالس تعقد لها في هذه الأيام ،!!:
- ماذا تريدون من العلمي أن يفعل لكم ؟ أسألك بالله أن تجيبني ،،بصراحة ؟؟؟
،،وأضاف : بدأتم تسقطون فشلكم في الدراسة على العلمي ، وعلى نظام الدراسة فيه ؟ وعلى الرجال والأساتذة الأفاضل فيه ،،
واستأنف بلهجة أكثر حدة :
- تسلقتم ،كالقردة ، جدرانه ،، وتسللتم ، بين الحصص ، بكل عنجهية إلى مخارجه الرئيسية ، وأسأتم ، متعمدين ، إلى سمعته ،، وتبادلتم الموبقات داخل حرمه ، وتضاربتم ، وتحاربتم كالأعراب أمام مبناه ، وتبادلتم الفوضى وثقافة البسوس وداحس والغبراء ، ونقائض جرير والفرزدق والأخطل ،، وأدبيات الحطيئة وبشار ، وأبو نواس ، وتجمعتم كبقية الأعراب في طوابير للفزعة ، والحميّة ، وللنزاعات والصراعات القبلية والقروية المنتنة ،، ومع ذلك تريدونه أن يفعل لكم المستحيل ،، ويخرجكم أساتذة وشيوخا ،، وعلماء .
عمي سالم لم يرد لعيسى أن يكمل بقية خطبته ، أو قصيدته العصماء التي لم تكن تحتاج إلا منبرا كالذي يعتليه خلف هذال في منى في الثالث من أيام التشريق ، أو ذلك الذي نصبه برنامج شاعر المليون لشعراء المليون !!!!!وقاطعه قائلا :
- لم تكن المناهج والمقررات الدراسية تناسب المراحل العمرية لفئات الطلاب ، وكانت " تتكبّر عليهم " وتتعامل معهم بفوقية واستعلاء ،، ولم تكن تلبي حاجة المتعطشين للعلم من بؤساء المجتمع ،، وعامة الناس ودهماءها يعرفون أنها كانت متونا جافة وضعها كتابها وشراحها لتلاميذهم الذين هم في حقيقة الأمر شيوخا وقضاة في بلدانهم ،وكان الكثير منها تخصصيا ، كعلوم أصول الفقه ،، ومصطلح الحديث ،،وأصول الدين ،، والعقيدة والمذاهب المعاصرة ، وكان الكثير منا ، عن جهل وفي وقت مبكر ، ينتصر لمادته ، أو تخصصه ، ويبدأ بجنون المراهقة ، وشراسة الأعراب ، وجلافة البدو ، وسذاجة أصحاب القرى في محاربة التخصصات الأخرى ،، وأنصار التخصصات الأخرى ،،ومستعد بكل ما يملك من سلاح الجاهلية القريبة أن يفتك بأعدائه دون التفكير بمنطلقهم ، أو بنقاط التقائه معهم ، وأضاف بعد أن لم يجد مقاطعة من عيسى :
- كانت مستعارة ، ومستوردة ، وكانت قوية وغامضة في عناوينها ، ومفرداتها ، ومحتواها ، وموضوعاتها ،، (ألفية ابن مالك في النحو ،، ومتن الرحبية في الفرائض والمواريث ،، والمقنع في الفقه ،، وكتاب الشيخ ،، وكتاب التوحيد في التوحيد والعقيدة ) وكان علينا نحن أبناء المزارعين والمغتربين من أبناء القرويين والأعراب ، وأبناء القرى النائية والمدارس المستأجرة ، أن نرتقي إلى تلك المفردات بسلالم مهترئة ، ومتآكلة ، وفقدت الكثير من مقومات ارتكازها ،، والكثير منا كان يواصل الليل بالنهار لترميم ماوفق لصنعه من سلالم ،،والقليل منهم ، (شرواك ) الذين حفظوا وسمّعوا "بتشديد الميم " ، وسمِعوا "بكسرالميم " ، ووفقوا ونجحوا ،،وحولوا أنفسهم إلى صناديق مغلقة لايعرف بعضها مايحتويه الأخر ، وإلى قوالب جاهزة ومسبقة الصنع ، ومستعدة أن تتلقى وتقبل كل مايوضع فيها من طبخات جاهزة ، ومعدة سلفا ،، وهم إلى جانب ذلك سعوا بكل مايملكون إلى تلقي مساعدات من أصحاب المشالح ،، بعد التقرب إليهم ومسايستهم ، والتحايل على نظام الدرجات والمكافآت الذي يستخدمونه سلاحا فتاكا ضدنا ، وضد من لا يسير مع تيارهم !!!،،

[د/الفـهـد]

لااله الا الله

الله يهديك اول الموضوع تضحك اجل اخره وش راح تكتب

قصه جميله ورائعه وليس بغريبه عليك

الموضوع ليس بمكانه

بالتوفيق

~

[الــبــتــار]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها قليل الدسم لااله الا الله الله يهديك اول الموضوع تضحك اجل اخره وش راح تكتب الموضوع ليس بمكانه اشكرك ~

الله يهدينا وياك

[وحيد القرش]

موضوع غاية في النقد اللاذع

[ابومشعل22]

قصه جميله ورائعه

[الاسلمي]

اشكر مروركم