بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » فوائد لاجازه

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 06-07-2009, 10:16 PM   #1
الذيب الثالجي
عـضـو
 
صورة الذيب الثالجي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: الأمارات
المشاركات: 14
فوائد لاجازه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاةُ والسلام على من بعثه ربُّه هاديًا ومُبشِّرًا ونذيرًا ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين وسلّم تسليما كثيرًا. وبعد:
فإن الوقت هو رأس مال المسلم في هذه الحياة ، والإنسان أنفاسه محدودة ، وأيامه معدودة ، ولأهمية الوقت فقد أقسم الله ـ تعالى ـ به في القرآن في مواضع متعددة ، كما ورد في السنة المطهرة ما يدل على شرفه وعظيم شأنه ، فلا شيء أنفس للإنسان من عمره ، واستثماره بما يعود على المسلم بالنفع أمر مطلوب محمود ، لا سيما وأن الإنسان سيحاسب حسابًا عسيرًا عن عمره فيم أمضاه وأفناه.
وعمر الإنسان في هذه الدنيا هو موسم الزرع ، وفي الآخرة يكون الحصاد ، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر .

الإجازة في الإسلام

الترويحُ عن النفوس أمرٌ مطلوبٌ ، لأنَ القلوبَ تَكلُّ ، وإذا كلَّت عَمِيَّتْ .
عن حنظلة الأُسيدي ـ رضي الله عنه ـ قال لَقِيَني أبو بكرٍ ـ رضي الله عنه ـ فقال: (.كيف أنت يا حنظلة ؟ ) قال: ( قلت: نافق حنظلة. ) قال: (.سبحان الله! ما تقول ؟ ) قال: ( قلت: نكونُ عند رسول الله.^ ، يذكِّرُنا بالنَّار والجنَّة حتى كأنـَّا رأى عين، فإذا خرجنا من عندِ رسول الله ^ ، عافَسْنا الأزواجَ ، والأولادَ ، والضّيعاتِ ؛ نسينا كثيرًا. ) قال أبو بكر: ( فوالله إنا نلقى مثل هذا. ) فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله ^ ، قلتُ: (.نافق حنظلةُ، يا رسولَ الله! ) فقال رسول الله ^: ((.وما ذاكَ ؟ )) قلت: ( يا رسول الله ، نكون عندك تذكرُنا بالجنَّة والنَّار ، حتى كأنـَّا رأى عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسْنا الأزواجَ والأولادَ والضيعاتِ . نسينا كثيرًا . ) فقال رسول الله ^: (( والذي نفسي بيده، إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي ، وفي الذِّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم ، وفي طرقكم ، ولكن ، يا حنظلة ساعةً وساعة .)) ثلاث مرار .[ رواه مسلم : 2750].
إذاً فالقلوب تحتاج إلى راحة . والنفوس تحتاج إلى شيء من الاستجمام .

مِن فوائد الإجازة

1 – طلب رضا الله ومرضاته :
ويكون ذلك بقصد بيت الله الحرام ، أو مسجد نبيِّه ^ ، أو مسراه فكّ الله أسرَه .
ويكون أيضًا بقصد زيارة الأقارب وصلة الأرحام ، إلى غير ذلك من المقاصد المشروعة المطلوبة .

2 – ليُعلم أن في دينِنا فُسحـة :
روى الشيخان من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ((.والله لقد رأيت رسول الله ـ ^ ـ يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله ـ ^ ـ يسترني بردائه ، لكي أنظر إلى لعبهم ، ثم يقوم من أجلي ، حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، حريصة على اللهو )). [رواه مسلم:892 ، ونحوه في البخاري: 5236].
وفي رواية للإمام أحمد قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله ـ ^ ـ يومئذ : (( لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة )) .

3 – إدخالُ السرورِ على الأهل:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (( خرجتُ مع رسولِ الله ـ ^ ـ وأنا خفيفةُ اللحم فنـزلنا منـزِلا فقال لأصحابه: تقدموا . ثم قال لي: تعالي حتى أُسابقْكِ، فسابقني فسبقتُه ، ثم خَرَجْتُ معه في سفرٍ آخـر ، وقد حملتُ اللحمَ ، فنـزلنا منـزلا، فقال لأصحابه : تقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقْكِ، فسابقني فسَبَقَنِي ، فضرب بيده كتفي وقال :هذه بتلك )). [رواه أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى ، وغيرهم ، وهو حديث صحيح ].
وقوله ^: هذه بِتلك ، أي: واحدةً بواحدةٍ ‍!
4 – إذهاب الملل والسآمة :
تملُّ النفوس من روتين الحياة ، وتصدأُ القلوب كما يصدأ الحديد. وإذا كَثُرَ تَـكرارُ أمرٍ مـا على النفوس ملَّتهُ ، وإن كان مما لا يُملُّ عـادةً .
كان ابنُ مسعودٍ ـ  ـ يُذكِّرُ أصحابَه كلَّ يومِ خميس، فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمن إنا نحبُّ حديثَك ونشتهيه ، ولودِدْنا أنك حدَّثتَنا كلَّ يوم ، فقال : ( ما يمنعني أن أُحدثَكُم إلا كراهيةُ أن أُمِلَّـكَم . إن رسول الله ـ ^ ـ كـان يتخولُنا بالموعظة في الأيامِ كراهيةَ السآمةِ علينا. ) . متفق عليه .
فإذا كان هذا فيما يتعلّق بذكر الله الذي هو غذاء القلوب، فما بالُكم بغيره ؟
قال بعضُ الحكماء: إن لهذه القلوب تنافرًا كتنافرِ الوحشِ فتألّفوها بالاقتصادِ في التعليم ، والتوسطِ في التقديم ، لتحسُنَ طاعتُها ، ويدوم نشاطُها .
وكان ابن عباس ـ  ـ يقول لأصحابه إذا دامـوا في الدرس: أحمضـوا. أي ميلوا إلى الفاكهة ، وهاتوا من أشعاركم ، فإن النفس تملّ .

5- ومن فوائد الإجازة أيضًا: تجديد النشاط ، وكسر الروتين ، والتّقوّي على العبادة :
وذلك أن النفس تشعر بالارتياح بعد قضاء إجازة ، بخاصة إذا صاحب ذلك تغيير مكان .
دخل النبي ـ ^ ـ المسجد ، فإذا حبلٌ ممدودٌ بين الساريتين فقال : (( ما هذا الحبل ؟ )) قالوا : هذا حبل لزينب ، فإذا فترت تعلَّقت به . فقال النبي ^: (( لا. حُلُّوه. لِـيُصلِّ أحدُكم نشاطَه ، فإذا فَتَرَ فليقعد )). متفق عليه .

6 – السير في الأرض :
قال سبحانه وتعالى :  قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا في الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ  .
فسير المسلم في الأرض ينبغي أن يكون مسير نظر واعتبار وتفكّر . ويجب أن يكون وَفق قواعدَ وضوابط ، منها:

أ – ألَّا يمرّ بديار المُعذَّبين وآثارهم ، ولا يدخلها بقصد الفُرجة .
ب– ألَّا يكون السفر ولا تكون السياحة إلى بلاد الكفار لِعِظَم الأخطار .
جـ- أن يكون نظر تفكّر واعتبار لا نَظر فُرجةٍ وتفكُّه أو نظر شماتة .
د – ألَّا تُضيَّع الفرائض ، ولا يُفرّط فيها .

7 – من فوائد الإجازة: تآلف القلوب ، واجتماع أفراد الأسرة:
عندما ينهمك بعضُ الناس في عمله، يدفعُه ذلك أحيانًا ويحمِلُه على التفريط في حق أهله وأسرته ، فلا يكاد يجلس معهم سوى مرة في الأسبوع ، أو ينسى ذلك ولا يُعيره اهتمامًا ، وربما كان ذلك سببًا في ضياع بعض أفراد الأُسرة .
فتأتي الإجازة لتجمعَ أفرادَ الأسرةِ وتؤلِّفَ بينهم ، ويحتاج ربَّ الأسرة إلى الجلوس مع أولاده بصدرٍ منشرح ، ونفسٍ مُطمئنة ، بعيدًا عن هموم العمل ؛ ليسمع مُشكلة هذا ، وهم ذاك ، وتسمع الأم هم بناتِها وما يُعانين منه من مُشكلات ، ونحوها .
وهذا أمرٌ يغفل عنه كثيرٌ من الناس ، فيُرجِّح عَمله على حقِّ أُسرتهِ . وربَّما حمَلَ همَّ عَملِه إلى بيته ؛ فحمله معه أفرادُ أُسرتِه . بل ربَّما حمله معه في إجازته وفي إجازة أُسرتِه. وربمَّا انشغل في إجازته عن أهله وولده ، وربما انشغلت بعض النساء العاملات بعمل لم يُكلَّفن به خلال إجازاتِهن مما ينتج عنه بُعدَ الأم والأب أحيانا عن البيت وذلك قد يؤدّي إلى تفكك الأُسر .
انظر - رعاك الله - إلى فقه سلمان الفارسي ، فقد زار سلمانُ ـ  ـ أخاه أبا الدرداء ، فرأى أمَّ الدرداء متبذِّلة ، فقال لها: ما شأنك؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا ، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا ، فقال له : كُل . قال : فإني صائم . قال : ما أنا بآكل حتى تأكل . قال : فأكل ، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم ، قال: نَم. فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قُم الآن ، فَصَلَّيَا، فقال لـه سلمان : إن لربك عليك حقًّـا ، ولنفسك عليك حقًّـا ، ولأهلك عليك حقًّـا، فأعطِ كل ذي حق حقّه، فأتى النبيَّ ـ ^ ـ فذكر ذلك له، فقال له النبي ^: (( صَدَقَ سَلمانُ )). [رواه البخاري: 1968].
والذي ذَكَرَ ذلك للنبي ـ ^ ـ هو أبو الدرداء كأنه يشتكي سلمان .
ومعنى ( متبذّلة ) أي: لابسة ثياب البذلة وهي المهنة ، أي أنـها قد تركت الزينة . وعرَّضت عن إعراض زوجها عنها بقولها : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا.
فانظر إلى فقهِ سلمانَ ، كيف قدَّم الحقوق والواجبات على النوافل من الصيام وقيام الليل ، وما ذلك إلا لأن حقَّ الأهلِ أولى ، وهو ما أقرّه عليه الرسول ^. فكيف بمن يُضَيِّع الأوقات في السهر على المحرمات ويترك الحقوق والواجبات ؟!
قال ابن حجر رحمه الله: ( وفيه جـواز النهـي عن المستحبات إذا خُشي أن ذلك يُفضي إلى السآمـةِ والمللِ وتفويتِ الحقوقِ المطلوبةِ الواجبةِ أو المندوبةِ الراجحِ فعلُها على فعـلِ المستحب المذكور ).
ومثله قصة عبد الله بن عمرو ــ رضي الله عنهما ــ في الصحيحين أن رسول الله ـ ^ ـ قال له: (( ألم أُخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ )) قلت: إني أفعل ذلك. قال : (( فإنك إن فعلت هجمت عينك ، ونفهت نفسك ، و إن لنفسك حقًّـا ، وإن لأهلك حقًّـا ، فصم وأفطر ، وقم ونم )). [متفق عليه: 1153 ، 1159].
فانظر إلى إنكار النبي ـ ^ ـ عليه حين لم يُعطِ زوجته حقوقها، وإن كان مُشتغلاً بالعبادة ، ولو كان الأمر مباحًا أو يسيرًا لما أنكر عليه ، وما ذلك إلا ليُوازن بين حقوق أهله ونفسه .


أقسام الناس في الإجازة

ينقسم الناس في قضاء الإجازة إلى أقسامٍ عِدّة وفق رغباتِ نفوسهم واحتياجاتِهم :
فقسمٌ يقضيها في أداء واجب كـ برّ والدٍ ، أو صلة رحمٍ واجبةٍ ، ونحو ذلك .
وقسمٌ يقضيها في القيام بمسنون كـ زيارة الأقارب ، أو زيارةِ الأصدقاء ، وأداءِ العمرة ، والدعوةِ إلى الله ، والتّفكّرِ في ملكوت السماوات والأرض ، ونحوِ ذلك .
وقسمٌ يقضيها في سفر مباح ، كـ سفرِ النُّزهة المباح ، وطلبِ برودة الجو ، أو البحث عن علاجٍ ، ونحوِ ذلك .
وقسم يقضيها في أمور مكروهه ، كأن يقضيها في اللهو والعبث ، أو في النوم ، أو يقضيها في سفرٍ من الأسفار من غير فائدة مرجوّة ، ولا هدفٍ منشود ، أو ربما مباهاةً للناس ، ولو أدى ذلك إلى تحمل الدَّيْن أو أدى إلى الإسراف أحيانا .
وقسمٌ يقضي إجازته في أمور محرمة ، كالسفر إلى بلاد الكفار أو بلاد العهر والفجور ، أو ما يُصاحب ذلك السفر من تـهتّك وسفور ، أو تضييع لفرائض الله عز وجل .
وقسمٌ ينتظر الإجازة بصبرٍ نافدٍ ، فهو لها بالأشواق ، فإذا قَدِِمتْ طار مع رُفقته وترك أسرته ، وربما لجؤوا إلى الناس يستجدونهم ويطلبون منهم المساعدة ، وهو في لهو ولعب ، وربما في سفر مُحرّم .
هكذا يَمْضي بعضُ الناس وأسرتُه تتمنّى لو صحِبَهم في نُزهة برية أو رحلة خَلَوية ، أو شاركهم إجازة صيفية . تتمنّى أُسرتُه لو قضى معهم إجازةً واحدةً. ويتمنّى أهلُه لو أعطاهم شيئًا من حقِّهم المشروع . وقد تقدّم قول المصطفى ^ : (( إن لأهلك حقًّـا )).

وتُشير بعضُ الأرقام والإحصاءات إلى أن :

63% من السياح يسافرون بصحبة الأصدقاء .
29% فقط مع العائلة .
8% بمفردهم .

ولا شك أن قضاء الإجازة إذا كان في أمرٍ أصله مباحًا وصاحبته نيّـةٌ صالحةٌ فإنها تُؤثّر في قبوله وعلو درجته ، ويؤجر المسلم عليه.


الترفيه بين المشروع والممنوع

الترفيه عن النفس والأهل والأولاد مطلوبٌ . مطلوبٌ لاستعادةِ النشاط ، وتغييِر الجـو ، وكسرِ الروتين .
والترفيهُ لا يَحرُم لكونه مُجرّد ترفيه ، بل يحرم لما يُصاحبُه ، إما من تضييع فرائض الله ، أو من ارتكاب ما حرّم الله . أو تضييع الأولاد ذكورًا كانوا ، أو إناثًا .
وقد يُنكر بعض الناس على من يُسافر سفرًا مُباحًا لمجرّد الترويح عن النفس . وربما استدلُّوا بقوله عليه الصلاة والسلام : (( وليس من اللهو إلا ثلاثٌ : مُلاعبةُ الرجلِ امرأتَه ، وتأديبُه فرسَه ، ورميُه بقوسِه )). [رواه الإمامُ أحمد من حديثِ عقبةَ بنِ عامرٍ ، ورواه النسائي في الكبرى من حديثِ جابر  ].

وهذا لا يدلُّ على الحصر ؛ لأنه جاء غيرُ هذه الثلاث كما في رواية النسائي .
ثم إنه ثبت أن النبي ـ ^ ـ كان يُمازِح أصحابه ، لكنه لا يقول إلا حقًا . فقد مازَح ـ ^ ـ زاهراً والتزمه من خلفه وقال : (( من يشتري العبد )). [رواه أحمد187]. والمواقف التي مزح فيها النبي ـ ^ ـ كثيرة ليس هذا مجال موضوعها.
كما ثبت عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا يتمازحون، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال.


الأسرة والحياء

تظن بعض الأُسر أن الحياءَ يكون في البيوت فحسب ، أو أنه حياءٌ ممن يُعْرَف ، ناسين أن الحياء يجب أن يكون حياءً من الله قبل أن يكون حياءً من الناس . وربما لفَتَ نظرَك تصرّفاتُ بعضِ الأسـر ، في المجمّعات أو التّجمّعات أو المصايف والمتنـزّهات ، حتى شُوهِدت بعض النساء تقود الدراجة النارية في مثل تلك الأماكن . وربما رأيت جلباب الحياء قد خُلِع بحجّة أن هذا ديدن الناس .
فيجب أن تتّصف الأُسر بالحياء في البيوت وخارجها ، والحياء خُلقٌ كريم ، والنبيُّ ـ ^ ـ كان يُوصف بأنه أشدُّ حياءً من العذراء في خِدرها كما في البخاري ومسلم .
فبأي شيءٍ وُصفَ النبي ^؟ وبأي شيء شُبِّـه ؟
لقد وُصِف بالحياء ، بل بِشِدّةِ الحياء . فلنتأمل هذا الخُلق الكريم ، ولنحرص على المحافظة عليه .
قال ابن حبان : الواجب على العاقل لزوم الحياء ؛ لأنه أصل العقل ، وبذر الخير ، وتركه أصل الجهل ، وبذر الشر . والحياء يدل على العقل ، كما أن عدمه دال على الجهل:

يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء

قال في روضة العقلاء: الحياء من الإيمان ، والمؤمن في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجافي في النار ، إلا أن يتفضل الله عليه برحمته فيخلصه منه .


الأسرة والسفر

تكثُر الأسفار في الإجازات ، وتتنوّع الوجهات ، وتختلف المقاصد ؛ ومن هُنا تختلف نظرة الناس إلى السفر، وقد قيل :

تغربْ عن الأوطان والتمس الغنى
وسافر ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ
تـفـرجُ هـمٍّ واكــــتساب معـــيشـة
وعلــمٌ وآدابٌ وصُــحبـةُ ماجــدِ

وقال آخر :
إذا قيل في الأسفارِ خمسُ فوائدِ
أقول وخمسٌ لا تقاسُ بها بلوى
فتضـييعُ أمـوالٍ وحمـلُ مشــقّـةٍ
وهــمٌّ وأنكـادٌ وفرقةُ من أهوى
وأبلغ منه قوله عليه الصلاة والسلام : (( السفرُ قطعةٌ من العذاب )). [متفق عليه] ؛ ولهذا استعاذ النبي ـ ^ ـ من وعثاء السفر.
وفي الأسفار قد تحصُلُ المشاقّ ، ويقعُ التّعب ، ويحصلُ النّصَب . وعلى الأُسر إذا سافرتْ أن تحرص على أمور منها:

أولاً: الحرص على الهداية والكفاية والوقاية :
ثبت عند أبي داود من حديث أنس بن مالك  ، أن النبي ـ.^ ـ قال : (( إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولاقوة إلا بالله )) قال: (( يُقال حينئذ : هُديت وكُفيت ووُقيت ، قال : فيتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخـر : كيف له برجل قد هُدي وكُفي ووُقي ؟ )). [5095].

وعند أبي داود أيضًا عن أم سلمة قالت: ما خرج النبي ـ^ ـ من بيتي قطُّ إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: ((.اللهم إني أعوذ بك أن أَضلَّ أو أُضلَّ ، أو أَزلَّ أو أُزلَّ ، أو أَظلمَ أو أُظلمَ ، أو أَجهلَ أو يُجهل عليَّ )). [5094].
فإذا أرادت الأسرة أن تُغادر البيت فليكن هذا منهم على بال. ففي هذا الدعاء هدايةٌ وكفايةٌ ووِقاية .

ثانيًا : الحرص على مُصاحبةِ الخالق :
احرص على مُصاحبةِ الخالق سبحانه وتعالى ؛ لِـتُحفظ بحفظه. هل رأيت تلك السيارات التي تناثرت على جَنَبات الطريق ، فتناثرت تلك الأُسر ، وتطايرت حاجاتُها ، وأصابها ما أصابها . لا شك أن من أسباب ذلك عدم الحرص على الأدعية والأذكار . وقد يُعدُّ هذا ضربًا من المبالغة أو من التهويل ، وليس الأمر كذلك . تأمل هذا القَدْر من دعاء السفر الذي كان يدعو به رسولُ الله ^:
(( اللَّهُم إنا نَسألُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَ والتقوى ، ومِنَ العَمَلِ ما تَرضى . اللهم هَوِّنْ عَلينا سَفَرنا هذا واَطْوِ عنَّا بُعْدَه . اللَّهُم أنتَ الصَّاحبُ في السَّفَر والخليفةُ في الأهلِ . اللَّهُم إني أعُوذُ بكَ من وَعْثَاء السَّفر ، وكآبة المنَظر ، وسُوء المنُقَلب في المالِ والأهلِ )). [رواه مسلم ].
فإذا رأيت أن النفوس قد تغيَّرت في السفر ، فاعلم أن من أسباب ذلك عدم المحافظة على دعاء السفر ونحوه ، فإن دعاء السفر تضَمَّن الاستعاذة بالله من المشقة والهم والحُزن.
وكما أن المحافظةَ على الأذكار المختلفة سببٌ في حفظ اللهِ لِعبدِه ، فإن التفريط فيها قد يكون سببًا في وقوع ما يسوء . جاء رجل إلى النبي ـ ^ ـ فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال: (( أَمَا لو قُلتَ حين أمسيتَ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ مِن شَرِ مَا خَلقَ ، لم تضرك )). [رواه مسلم].
وليس هذا من الشـماتة ، فإن المُـذكِّــر قد يُذكِّــر النـاسَ بشيءٍ
وينساه ، فيُصاب هو . ولذا لما حدَّث أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان ـ  ـ أن النبي ـ ^ـ قال : (( من قال : بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُ مع اسمه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهُوَ السميعُ العليمُ . ثلاث مرات حين يُمسي لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح . ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات ، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي )).
فأصاب أبانَ بنَ عثمان الفالج ، فجعلَ الرجلُ الذي سمع منه الحديث ينظر إليه ، فقال له : مالك تنظر إليّ ؟ فو الله ما كذبتُ على عثمان ، ولا كذب عثمانُ على النبيِّ ^ ، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها. وفي رواية : ولكني لم أقله يومئذ ليُمضيَ اللهُ عليَّ قدرَه .
[رواه أبو داود والترمذي ، وهو حديث صحيح ].

إذاً فلا يُتعجَّب أن يُقال إن ما يُصيب بعض الأُسر من الحوادث قد يكون بسبب تفريطهم في الأدعية والأذكار. فلتحرص الأسرة على اقتناء شيء من الكتيبات ، مثل كُتيِّب: " حِصْنِ المسلم " ففيه الكثير من الأدعية والأذكار ، وإذا انطلقت الأسرة مسافرة فليقرأ أحدُ أفرادِها دعاءَ السفر ، وليُردد من لم يحفظه من الصغار أو الكبار .

ثالثًا: أمور يُقطع بها الطريق:
لِقَطع المسافات الطويلة ، يمكن أن يستثمر الوقت بقراءة القرآن من بعض أفراد الأُسرة ، أو أن يروي أحدُهم قصة، وآخر يُلقي قصيدةً ، و آخر يطرح مسابقة.
ولإذهاب الملل والسآمة عن الصغار تُجلب لهم بعض الألعاب يلهون بها في داخل السيارة يقطعون بها السفر.

رابعًا: استثمار أوقات الإجابة:
وبخاصة أن بعض الأسفار توافقُ آخرَ ساعةٍ من يوم الجمعة، حيث فيه ساعةُ إجابة ، فيَحسُن تذكيرُ أفراد الأسرة بهذه الساعة ، وحثِّهم على الدعاء .

خامسًا: التفكر في مخلوقات الله:
يمكن أن يُذكِّر أفراد الأسرة بعضهم بعضًا بآيات الله الكونية ليتأملوا ويعتبروا ، فإذا مرّوا بالإبل على الطريق تذكّروا قوله سبحانه:  أَفَلا يَنْظُرونَ إِلى الإِبلِ كَيْفَ خُلِقَت. ، وإذا مرّوا بالجبال ــ مثلاً ــ تذكروا ما يتعلّق بها من آيات ، وكيف أنها على عِظمِها تكون يومَ القيامةِ كالصُّوف . وهكذا .
وإذا أقبل الليل وهُم في سفرهم حَرصوا على أذكار المساء . وهناك بعض الكُتيّبات وبعض البطاقات التي توضع في الجيب يستحب الحصول عليها لحفظ أذكار الصباح والمساء والمحافظة على الإتيان بها.
ولا تُضَيِّق الأسرة على نفسها في سفرها ، ولتترخَّص بِرُخصِ السفر ، فإن الله يحُب أن تُؤتى رخصُه ، كما يكره أن تؤتى معصيتُه ، ومن ذلك الجمع والقصر ، وغيرها من رخص السفر.




أخطاء ومُنكرات

يغفل بعض الناس عن استثمار إجازتهم ووقتهم بما يعود إليهم بالنفع والخير في الدارين ، ولذلك نجدهم ـ.هداهم الله ـ يقعون في أخطاء ومنكرات حري بهم الابتعاد عنها والتوبة منها ، ومن ذلك:

أولاً : السفر المُحرَّم إلى بلاد الكفر والعُهر:
فبعضُ الأُسر تتهيأ لهذه الإجازة ، فما أنْ تقفُ الإجازة على الأبواب إلا وقد وقفوا على أبوابِ المطارات وعَتباتِ الطائرات ، وعندها تُودَّعُ العباءات ، وتُلفُّ كالثوبِ الخَلِق ويُلفُّ معها الحياء ، وكأنهم لما غابوا عن بلادِهم غابوا عن عينِ الله . ولا شك أن هؤلاء قد استخفُّوا بِنظرِ الله ، بل جعلوه أهونَ الناظرين إليهم .
لقد ربطوا أمتِعَتَهم ليُسافروا إلى بلادٍ تُقتلُ فيها الفضيلة ، وتُوأدُ فيها العِفّـة ، ولا وُجُود في أرضها للحياء ، وربما تفرّق أفرادُ الأُسرةِ عند وصولِهم فلا شأن لفردٍ بآخر ، وربما سافرت بعض الأسر إلى مثل تلك البلاد من غير وجودِ محرم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثانيًا : السهر :
في الإجازات تكثر الرحلات ، وتُتبادل الزيارات ، كما تكثر النُزهات البرية وبخاصة في ليالي الصيف ، ثم يمتد السهر إلى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل، وينتج عن ذلك ما يأتي :
1– كثرة النوم ، مما يؤدِّي إلى إضاعة الصلوات ، وإهدار أنفسِ الأشياء ، وهو الوقت .
ومما يُلحظ خلال الإجازات أن بعض الأسر تسهر حتى ساعةٍ متأخرةٍ ، ويشدّ بعضُهم أَزر بعض على السهر ، ويتعاونون على ذلك ، ولكن لا تجد أحداً يَشُد من أزر أحد للبقاء حتى تؤدّى صلاةُ الفجر .
وقد لا تجد أحدًا من أفراد الأسرة يُعين آخر على تخصيص وقت لقيام الليل مثلاً ، أو قراءة القرآن ، أو التعاون على البر والتقوى .
2- الاعتماد الكامل على الخدم ، وترك الجميع يغطُّ في سُبات عميق .

ثالثًا : من الأخطاء والمنكرات :
ما تُقيمُه بعضُ الأُسر من احتفالات لأبنائها الناجحين أو لبناتِها الناجحات ، و ليس في هذا بأس ، لكن الخطأ ما قد يصحبُ تلك الاحتفالات من موسيقا صاخبة ، أو أغانٍ ماجنة ورقصٍ، ونحو ذلك ، فليس هكذا تُشكر النعم ، وليس هكذا يحمد المولى ــ.جل شأنه ــ على نعمة النجاح والتوفيق.
رابعًا: جلوس بعض الأسر قريبًا من بعض:
بحيث لا يفصل بعضها عن بعض سوى أمتار ، وبخاصةً في البراري والمتنـزّهات ، أو على شواطئ البحار ، مما لا يُؤمَن معه نظرةٌ مُحرَّمة ، أو التقاطُ صـور ، وبخاصةً مع ظهور بعض أجهزة الجـوال التي يُمكن من خلالها التصوير دون أن يشعر بذلك المُصوَّر .

خامساً: اصطحابُ بعضِ الآلاتِ الجالبةِ للشر والفتنة والرذيلة:
فعندما تخرج بعض الأُسر إلى الحدائق ، أو الشواطئ ، ونحوها فإن بعض الأسر تُصرُّ على اصطحاب بعض الآلات التي اعتادوا عليها ، فهي لهم بمنـزلة الماء والهواء! ولا شك أن إراحة العيون بل القلوب من مثل تلك الآلات مطلبٌ مُلِحٌّ. فَلِمَ الحرص على اكتساب الذنوب وإزعاج الآخرين بأصوات الموسيقا ؟
ولتحرِص الأسرة وبخاصة عند السكن في الشقق والفنادق لِتحرِص على حجب القنوات السيئة ، أو إلغائها عن طريق إدارة الفندق أو الشَّقـة ، فلقد قالت بُنيّةٌ لأبيها بعد أن رأت ما يُعرض في تلك القنوات. قالت : بابا اليوم شفت وحده ما عليها ثياب !.
ومما يُثير الحيرة والعجب إصرار بعض الناس على ارتياد الأماكن العامة ومُضايقـة الآخرين ببعض التصرفات ، سـواءًا كان ذلك بالتدخين وتلويث الهواء ، أم إزعاج الناس بأصوات الموسيقا ، أو قد يكون ذلك بتصرّفات بعض أفراد أسرته ، أو ترك المكان أشبهَ ما يكون بِمَزبَلَة !

سادسًا : أهمال الأبناء عند الذهاب للعمرة:
يخطىء بعض أولياء الأمور في حق أبنائه وبناته ، وقد يكون ذلك عن غير قصد ، إما لزيادة ثقته بهم ، أو حرصًا على استثمار وقته بالعبادة و البقاء في الحرم ، فيغفل عن متابعة أبناءه ، فتجدهم يذهبون ويجيؤن كيف شاءوا ، ولا يخفى ما يقع من مخالفات بسبب ذلك ، فعلى ولي الأمر أن يحرص على متابعة أبناءه وبناته ، ولا يتركهم يتجولون ويذهبون للأسواق وحدهم ، حتى لا يقع ما لا تحمد عقباه.

سابعًا : معاملة الخدم:
بعض الناس الذين ابتلوا بالخدم ، يغفلون عن إعطائهم حظّهم من الإجازة والفسحة ؛ مما يؤدي إلى تكليفهم ما فيه مشقة، ولئن كان الاعتماد على الخدم سائغًا عند بعض الناس في أيام الدراسة وأوقات العمل ، فلا يسوغ أبدًا الاعتماد عليهم في كل وقت ، حتى في أوقات الإجازات ، وعدم إعطائهم إجازات حتى في أيام الجُمَع ، وقد قال النبي ^ : (( إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلةً أو أكلتين ، أو لقمةً أو لقمتين ، فإنه وَليَ حَرَّه وعِلاجَه.)). متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم )). متفق عليه .
وهذا النص في حق الموالي ، فكيف بالأحرار ممن ألجأتهم أحوال الحياة وضيق المعيشة على خدمةِ الآخَرِين ؟
ولا شك أن الاعتماد على الخدم والسائقين في كل شيء خطأ، لأنه يُعوِّدُ أفرادَ الأسرةِ على الكسل والاتكالية ، والاعتماد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة .فمتى تتعلّم البنات ؟ ومتى يُعتمد على البنين ؟ ومتى يتحمّلون المسؤولية ؟


مشروعات مقترحة
لإجازة سعيدة ومثمرة

الإجازة هي فترة من عمر الإنسان ، والإنسان محاسب على كل لحظة من لحظات حياته ، قال تعالى: [مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد  [ ق : 18 ]
وحيث إن وقت الإجازة ثمين ؛ فينبغي اغتنامه بما يعود بالنفع والفائدة ، كما أن تنويع النشاطات وتعدد المهارات التي يمكن مزاولتها في الإجازة أفضل من قصر ذلك على نشاط واحد ، لأنه أبعد للملل ، وأقرب للنفوس ، وأكثر فائدة. كما يُمكن تلخيصُ الأسلوب الأمثل للاستفادة من الإجازة و استغلالها في عدد من المشروعات التي يمكن أن يفكر المرء في أيِّها يصلح له ، وفيما يأتي بعض المُقتَرَحات للتذكير بها والاستفادة منها :

النوع الأول: هناك مشروعات نستطيع أن نطلق عليها: (.مشروعات تعبدية ), مثل العمرة، وحفظ القرآن الكريم ، ونحوها؛ فالإجازة فرصةٌ عظيمةٌ أن يرتب المرء فيها وقته، لأن يحفظ القرآن ، أو يحفظ أجزاءً منه ، ولو فكر الإنسان في حفظ وجهٍ من القرآن الكريم في كل يومٍ لحفظ في الأسبوع سبعة أوجه ، وحفظ في الشهر ثلاثين وجهاً ، وحفظ في الإجازة قرابة مئة وجه ، معنى ذلك أنه سوف يحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم خلال الإجازة الصيفية ، وفى الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي ـ ^ ـ قال: (( مثل الذي يقرأُ القرآنَ وهو حافظٌ له ، مع السفرة الكرام البررة ، ومثل الذي يقرأ القرآن ، وهو يتعاهده ، وهو عليه شديدٌ ، فله أجران )). [ رواه البخاري: 4937 ] .
وهذا يعني أنه يمكن حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال ست إجازات ، هذا لو لم يتم استثمار باقي العام ، أما لو استُثمِرَت أيام السنة بالطريقة نفسها ، فيمكن إنجاز الحفظ بأقل من سنتين تحفظ فيها القرآن كاملاً.

كما يُمكن أن يُستثمر بعض الوقت في حفظ شيء من السنة النبوية ، وتعلُّم الآداب التي يستفيد منها جميعُ أفرادِ الأسرة في حياتِهم وفي تعامُلاتِهم . ويُضاف إلى ذلك تعلّم شيء من سيرة النبي ^ ، ودراسة سيرِ بعض أصحابه رضوانُ الله عليهم ، فإن كثيراً من أولادنا يجهلون سيرته ^، بينما يحفظون أسماء الفنانين واللاعبين وسيرهم .

كما أن من أفضل الأمور التي يمكن أن يُستثمر فيها الوقت حفظ المتون العلمية فهي أساس العلم الشرعي وهو الخطوة الأولى في تلقي العلم الشرعي ، وقد سار السلف الصالح على هذا المنوال في تلقي العلم ونشره وترسيخه بين الناس .
النوع الثاني: ما يمكن أن نطلق عليه: ( مشروعات علمية ) ، وهي كثيرة جداً ، منها : لزوم حلقات المشايخ ؛ فإن حلقات العلماء من أقوى المشروعات وأحسنها ، ومن أفضل ما يستثمر فيه المسلم وقته ، فمن الممكن أن يحرص الإنسان على متابعة هذه الدروس والحلق وتسجيلها وتلخيصها وكتابة بعض العناصر المهمة فيها والانتفاع بما يقال ويُلْقى فيها.
كما يمكن لجميع أفراد الأسرة الاستفادة من هذه الحلق والدروس العلمية التي تجمع العلمَ الغزير في الوقت اليسير، وذلك للرجال والنساء حيث تُوجد في كثيرٍ منها أماكن مخصصة للنساء .

ومن تلك المشروعات: البحوث العلمية ، فإن البحث من الوسائل التي لا يُغني عنها غَيرها ، وقد جرب ذلك الكثيرون . فربما
يجلس الإنسانُ وقتاً طويلاً يقرأ فلا يستفيد
وفي الختام تقبلو تحيات أخوكم:الذيب الثالجي ((يمنع وضع البريد الإلكتروني))
الذيب الثالجي غير متصل  


قديم(ـة) 07-07-2009, 04:15 PM   #2
نبـــــــــــــض
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
البلد: القصيم
المشاركات: 237
مشـــــروعات نافعة ..

جـــــزاك الله خير ..
نبـــــــــــــض غير متصل  
قديم(ـة) 07-07-2009, 05:51 PM   #3
الذيب الثالجي
عـضـو
 
صورة الذيب الثالجي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: الأمارات
المشاركات: 14
جزاك الله خير يانبض لتفعل مع الموضوع
الذيب الثالجي غير متصل  
قديم(ـة) 07-07-2009, 06:00 PM   #4
بسلو
عـضـو
 
صورة بسلو الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
البلد: الطائف
المشاركات: 253
ممتع ومفيد بارك الله لك وفيك
__________________
[FLASH=http://www.3rb100.net/2008/10/3rb100_4M0sgTbFb.swf]width=400 height=350[/FLASH]
بسلو غير متصل  
قديم(ـة) 07-07-2009, 06:05 PM   #5
الذيب الثالجي
عـضـو
 
صورة الذيب الثالجي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: الأمارات
المشاركات: 14
جزاك الله خير يأخوي بسلو
الذيب الثالجي غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)