[ناصرالكاتب]

بسم الله الرحمن الرحيم


«ألعاب بهلوانية في ميزان الشريعة الإسلاميَّة»

هذا عنوان بحث صغير في حجمه كبير في فائدته، ألفه سلطان بن سعد السيف -جزاه الله خيرا-، وقدَّم له صاحبُ الفضيلة الشيخ عبد المحسن بن عبد الله الزامل -حفظه الله-، وبنى المؤلف كتيبَه على البحث في حكم ألعابٍ بهلوانية تظهر في عروضٍ تقدَّم في الملتقيات الترفيهيَّة. ومما تعرض له من الألعاب والعروض ما يلي:
1- إلقاء السكين بشكلٍ عامودي -من جهة رأسها- على بطن رجل قد استلقى على ظهره على الأرض.
2- أن يأتي المتدرب بسيفيه مسلولا بعد أن يجعل تفاحةً أو نحوها على هامة رجلٍ أمامَه ثم يشطر التفاحة شطرين على رأس الرجل دون أن يصيب هامة الرجل -في الغالب-.


ونحو هذه العروض الغريبة.


وقال المؤلف: «الواجب عرض هذه الألعاب وغيرها على الشريعة الإسلاميَّة من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة. استجابة لله ورسوله وامتثالا لأمرهما، وبُعدا عن مخالفة أمرهما، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59]
وقال جل في علاه: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115].اهـ ص: 7


ومما يُعاب على بعض القائمين على الأنشطة الترويحيَّة والملتقيات الترفيهيَّة تركهم التثبت من حكم بعض ما يريدون إدخاله في مشروعاتهم -تلك-، وحري بالمسلم أن لا يقدم على شيء حتى يعرفَ حكمَه في الشريعة؛ فكيف به والعمل الذي يريد الإقدام عليه لا يتعلق به وحده؛ بل يُعرَض على عامة الناس، صغيرِهم وكبيرِهم؟
وإذا وقع بعض هؤلاء القائمين -ممن هذا وصفه- في خطأ، وانتُقِدَ عليه، قال المدافعون: هو مجتهد!
والحق أنه ليس مجتهدا من جهتين:
1- أنه لم يبذل وسعه في البحث عن حكم ما يريد الشروع فيه.
2- أن ليس لمثله أن يجتهد في الحكم على شيء، وهو ناقص الأدوات. فالاجتهاد ليس لكل أحد.


وأعني بالاجتهاد في الأولى: الاجتهاد في السؤال والبحث عن الحكم الشرعي.
وفي الثانية: الفتوى، فبعض الناس يفتي لنفسه ولغيره، برأيه، لا عن علم.


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فوائد حديث الرجل الذي أصيبَ بجراحة، فسأل أصحابَه هل يتيمم، فقالوا لا نجد لك رخصة، فاغتسل الرجل فاحتقن جرحَه بالماء فمات، فأبلغوا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «قتلوه، قتلهم الله، ألا سألوا إذا لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال»:
«مضرة الإفتاء بجهل؛ لأنَّ فتواهم أدَّتْ إلى موتِه» [فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام، كتاب الطهارة: 459، ط: دار المسلم] و[انظر: الثمر المستطاب في فقه السنَّة والكتاب، للألباني رحمه الله: 1/ 33، ط: غراس].


فعلى القائمين على تلك الأنشطة أن يتحروا الصواب في كل ما يلقونه على الناس.


ولن تنفعهم قولتهم: «الشجرة المثمرة، هي التي ترمى بالحجر»، ولا شعار بعضهم: «من لا يعمل لا يُنتَقَد». فإنَّ العمل إن لم يوافق الشريعة فهو مذموم، وإن حمدَه الناس.


ولقد أورد المؤلفُ في كتيِّبِه ما يدل على حرمة تلك الألعاب، وذكر مخالفة تلك الألعاب للأصول الشرعية المعتبرة في هذا الباب. فحق له أن يقول:
«إنَّ الناظر بعين البصيرية لما سبَق بيانه ليجزم القول بأنها مخالفة لقواعد الدين العامة، متضمنة العديد من المحاذير الشرعية التي سبق ذكرها وبيانها»اهـ. ص: 37
وضم إليها إقرار جمع من أهل العلم بتحريم هذه الألعاب. ومن ذلك فتوى اللجنة الدائمة برئاسة سماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-. انظرها في ص: 63 – 65


شكرَ الله للمؤلف جهده في رسالته ونصحه للناس، وغفر الله لنا وله وللمسلمين.

ناصر الكاتب
16 / 7 / 1430هـ

[المنخرش]

الله يستر بس ..

لاتصيرون ناوين المهرجانات بعد

[(ابو مالك)]

مشكووور موضوع يستحق ان تشكر